|
دعاية مجانية أمريكية لـ"حركة شباب المجاهدين" الصومالية تضعها في "لوحة الشرف"
|
منذ اعتبرتها واشنطن منظمة إرهابية
دعاية مجانية أمريكية لشباب المجاهدين الصومالية
عبد القادر عثمان
أحد تسجيلات الحركة (أرشيف) أكدت مصادر صومالية متطابقة أن الولايات المتحدة بوضعها حركة شباب المجاهدين الصومالية على قائمتها لما تعتبرها منظمات إرهابية، تساهم في ازدياد شعبية الحركة؛ ومن ثم تهافت الشباب على الانضمام إليها.
فمنذ تلك الخطوة الأمريكية التي أعلن عنها يوم 18-3-2008 يتردد اسم الحركة بوتيرة كبيرة جدا قياسا بما قبلها، سواء على مواقع الإنترنت الصومالية أو الصحف أو الإذاعات أو الفضائية الصومالية الوحيدة التي تبث من لندن (يونيفرسال)، وكذلك في مجالس الصوماليين.
أحد قيادات المجتمع المدني -فضل عدم نشر اسمه خشية بطش الحركة- أبدى في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" دهشته من القرار الأمريكي قائلا: "حركة شباب المجاهدين لن تتأثر مطلقا؛ فقادتها لا يسافرون إلى الخارج، وليس لها أرصدة يمكن لواشنطن تجميدها". طالع أيضا:
* محاكم الصومال: قوائم الإرهاب تحفزنا على الوحدة
وشدد على أن "الولايات المتحدة أخطأت بوضعها الحركة (يوم 18-3-2008) على قائمتها للمنظمات الإرهابية؛ لأنها بذلك خلقت لها دعاية مجانية".
هذه الدعاية يحذر هذا القيادي من أنها "ستزيد من شعبية الحركة مع تردد اسمها بكثافة عن ذي قبل في وسائل الإعلام المحلية؛ وبالتالي سينخرط في صفوفها المزيد من الشباب؛ ما يقوي شوكتها".
وقال: "إن الجميع يخشى الحركة؛ أعضاء الحكومة ونشطاء المجتمع المدني وأساتذة الجامعات والصحفيين وحتى الإسلاميون الوسطيون، فالجميع يخشى اغتياله"، مضيفا أن "عددا من مسئولي الأحياء استقالوا خوفا من قتلهم على يد فرق اغتيالات الحركة".
قبل المحاكم
ونظرا لسيطرتها على قسم كبير من جنوب البلد، بما فيه العاصمة مقديشو، وأجزاء أخرى، فإن اتحاد المحاكم الإسلامية بالنسبة لغير الصوماليين هو أشهر تنظيم صومالي مقاوم، غير أنه ليس الأقدم.
وعن ذلك قال الصحفي الصومالي إبراهيم جيلي: "إن شباب المجاهدين معروفون قبل ظهور المحاكم، ولديهم جهاز استخبارات ممتاز وفرق اغتيالات قوية يعتقد في مسئوليتها عن اغتيال أجانب وضباط بالمخابرات والشرطة والجيش السابق يُعتقد أنهم كانوا على صلة بجهود واشنطن لمكافحة ما تعتبره إرهابا في القرن الإفريقي".
وأضاف جيلي أنه "حين كان اتحاد المحاكم يقبض على مقاليد الحكم في الصومال (2006) سيطرت الحركة على الجناح العسكري والإعلامي والإداري للاتحاد، إذ كان الشيخ مختار ربو الناطق الرسمي الحالي للحركة نائب المسئول الأمني والعسكري للمحاكم، كما كان الشيخ عبد الرحمن علي مودي الناطق الإعلامي، بينما كان الشيخ أحمد جدوني الأمين العام للمجلس التنفيذي.. فالشباب هيمنوا على الجناح العسكري، فيما هيمن الشيخ شريف شيخ أحمد على الجناح السياسي".
أهمية حركة شباب المجاهدين لواشنطن أرجعها الصحفي الصومالي إلى أن "الاستخبارات الغربية تعتقد بوجود علاقة بين الحركة وتنظيم القاعدة، وأن الحركة تئوي قيادات للقاعدة بشرق إفريقيا استهدفوا مصالح أمريكية وإسرائيلية، مثل فيصل عبد الله، وهو من جزر القمر، وصالح النبهان الكيني من أصل يمني، وغيرهم".
ويجاهر قادة الحركة بارتباطهم بالقاعدة، وهو ارتباط فكري وليس تنظيميا، إذ يُعتقد بحسب جيلي "أن أغلب قيادات الحركة تدربوا في أفغانستان مثل الشيخ أحمد عبدي جودني الذي يُعتقد أنه أمير الحركة، والشيخ مختار ربو (أبو منصور)، وهو عسكري صومالي سابق يعتقد أنه حارب في أفغانستان، والشيخ آدم حاشى عيرو، والشيخ إبراهيم حاج جامع الملقب بالأفغاني".
لوحة الشرف
ومن داخل الحركة، قال أبو أحمد أحد أعضائها: "قبل ظهور المحاكم خضنا حربا لا يعلمها الكثيرون ضد جواسيس الولايات المتحدة وإثيوبيا، وانتصرنا فيها".
وفي عهد المحاكم -أضاف أبو أحمد لـ"إسلام أون لاين.نت"-: "كنا في طليعة الجانب العسكري، وبعد توغل القوات الإثيوبية والحكومية في أواخر عام 2006 وأوائل 2007 وفرار قوات المحاكم أمامها، ثبتنا على الجهاد ولم نغادر مواقعنا، وبقينا شوكة يعمل لها الأمريكيون والإثيوبيون وعملاؤهم الصوماليون ألف حساب أكثر من التحالف من أجل إعادة تحرير الصومالي" الذي يتألف من قادة للمحاكم وعلمانيين في العاصمة الإريترية أسمرا بقيادة الشيخ شريف شيخ أحمد، ولفت إلى أنه مع أوائل العام الماضي انفصلت الحركة عن المحاكم.
وعن إنجازات الحركة قال أبو أحمد: "ليس لدي إحصاءات، لكننا نسيطر على العديد من المدن، منها حدر وبورهكبة ودينصور (جنوب غرب)، كما أن كافة العمليات الاستشهادية والاغتيالات نفذتها فرق الاغتيالات بالحركة".
وأضاف أن "معدل انضمام الشباب للحركة في ازدياد مستمر"، معتبرا أن "آخر إنجازات الحركة هو وضعها من جانب الولايات المتحدة في لوحة الشرف".
وختم أبو أحمد حديثه بالتأكيد: "لسنا إرهابيين، بل مجاهدين نرهب أعداء الله الذين دخلوا أرضنا واستباحوا أعراضنا وانتهكوا حرمة مساجدنا، وأعوانهم من الصوماليين".
صحفي صومالي، ومدير المركز الصومالي للإعلام – مقديشو.
|
|
|
|
|
|