|
الإرهاب العنصري المتطرّف يسقط أول ضحية للصحف الدنماركية!
|
"أوزجر".. أول شهيد للصحف الدنماركية!
هادي يحمد Image أوزجر ضحية للعنصرية في الدنمارك (خاص بإسلام أون لاين) باريس - كان بابتسامته الطفولية يبيع الجرائد في أحد الشوارع الدنماركية لا يميزه عن كل باعة الجرائد من الصبية إلا كونه "ذا ملامح شرقية سمراء" فضحته في شارع بولندا في العاصمة كوبنهاجن حين سقط قتيلا تحت وقع ضربات هروات "العنصريين" في مرحلة أولى ثم رفسته عجلات سيارتهم في مرحلة ثانية.
الأمر يتعلق بـ"أوزجر دينيس أوزن" (16 سنة) المسلم الدنماركي من أصول تركية والذي ودعته الأقلية المسلمة واعتبر قادتها أن الأمر يتعلق بأول الضحايا الذين يسقطون نتيجة الأجواء العنصرية التي خلفتها الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم والمهينة للمسلمين التي نشرتها الجرائد الدنماركية.
وفي أول تصريحات بعد تأكد مقتل الشاب "أوزجر" لأسباب عنصرية قال: "جهاد عبد العليم الفرا"، رئيس المجلس الإسلامي الدنماركي في تصريحات خاصة لشبكة "إسلام أون لاين.نت" اليوم الإثنين 24-3-2008: "هل كان لا بد أن تسقط ضحية حتى يتأكد الجميع أن هناك أجواء عنصرية متصاعدة في الدنمارك خلفتها أزمة الرسوم وأججتها عملية إعادة نشرها مؤخرا".
وأضاف رئيس المجلس الإسلامي الدنماركي: "كل المؤشرات تدل - حتى تنتهي التحقيقات التي تجريها السلطات الدنماركية – على أن الأسباب العنصرية كانت وراء مقتل الشاب أوزجر بسبب لون بشرته الشرقية السمراء، حيث لم يكن هناك ذنب له إلا أنه كان موجودا في طريق هؤلاء العنصريين فلم يتركوه إلا قتيلا والدماء تنزف منه تخضب الجرائد التي كان يبيعها".
أيادٍ "عنصرية غادرة"
وبحسب التحريات التي قام بها مسئولو الأقلية المسلمة في الدنمارك فإن الشاب المسلم "أوزجر" الذي فارق الحياة في غرفة العناية المركزة في أحد مستشفيات كوبنهاجن الجمعة 21-3-2008 والتي نقل إليها بعد الحادثة، كان يوم الأربعاء وككل أربعاء بالنسبة له يقوم ببيع الجرائد مستغلا عدم خضوعه لدوام دراسي عله يساهم في إعانة والده في مصاريف البيت.
غير أن يد الغدر العنصرية كانت له بالمرصاد، حيث يقول عبد الحميد حمدي رئيس مجلس الشورى للمجلس الإسلامي الدنماركي في تصريحات لشبكة "إسلام أون لاين": "كان يومها موجودا في حي (أما) الواقع في جنوب العاصمة كوبنهاجن، فإذا بسيارة تحمل ثلاثة صبيان من أصول دنماركية تعبر الطريق، ركاب السيارة حاولوا استفزاز الصبي بعبارات نابية وعنصرية صارخين فيه (قرد أسود)".
"ولكنه -يتابع حمدي- حاول أن يتجاهلهم وصمم على المضي قدما في تأدية عمله وممارسة حريته، إلا أن الحقد الأعمى والعنصرية المزروعة في فكر راكبي السيارة أبت إلا أن تخرج وتتحول إلى هجوم بالعصي والهروات والآلات الحديدية على الصبي الذي لم يستطع أن يفر من تلك الأيادي البربرية قبل أن يتلقى ضربة قاتلة على رأسه".
وفي تصريح لصحيفة "الإكسترا بلاذيت" الدنماركية رأى والد الصبي أن دوافع الاعتداء عنصرية، وتساءل عن سبب وجود أسلحة في السيارة التي كان يستقلها الجناة.
وأضاف: "لقد قام الشبان الثلاثة بالمرور على ابني أكثر من مرة بعربتهم، وقاموا قبل عملية الاعتداء بفتح شبابيك السيارة والصراخ عليه ونعته بالقرد الأسود ولكن ابني تجاهلهم، غير أن هذا لم يشفع له".
أين السياسيون الدنماركيون؟!
وعقب الحادث قامت الشرطة الدنماركية باعتقال الشبان الثلاثة والذين تترواح أعمارهم بين 15 و18 سنة، وتساءل رئيس مجلس شورى المجلس الإسلامي الدنماركي: "أين هم السياسيون الآن الذين عودونا بخطاباتهم الحماسية كلما تعلق الأمر بأحداث يكون وراءها شباب عرب ومسلمون".
وأضاف: "أين هي وزيرة العدل لينيه إسبرسين؟! لماذا لم تخرج علينا بأسطوانتها المعهودة والتي ترددها كل صباح ومساء عندما يدور الحديث عن أبناء المهاجرين، بضرورة تشديد العقوبات وقطع المساعدات عن الآباء ومهاجمة الأئمة وقادة الأقليات؟! أين هي وزيرة الشئون الاجتماعية والرفاه التي تعودت على وضع اللوم على الخلفية العرقية والثقافية للمجرمين عندما يدور الحديث عن جرائم تنفذ بأيدي أجنبية، فما بالها اليوم؟!".
وواصل عبد الحميد حمدي تساؤلاته بلهجة استنكارية قائلا: "هل الثقافة الدنماركية والعادات الدنماركية هي المسئول الأول عن دماء أوزجر؟! وأخيرا وليس بآخر أين هي زعيمة حزب الشعب (يميني) بطلتها البهية لتفسر لنا سبب هذه الجريمة وأبعادها الدينية والجغرافية وأهمية امتلاك الصبيان الثلاثة لشعر أشقر؟!".
وعلى الرغم من حديث الصحافة الدنماركية هذه الأيام للطابع العنصري للجريمة التي أودت بحياة الشاب المسلم الدنماركي واقتناع البعض منها أن "أزمة الرسوم الكاريكاتورية" ساهمت بشكل أو بآخر فيما تشهده الدنمارك من تصاعد للإسلاموفوبيا، فإن الأمر الأكيد أن مقتل أوزجر لن يكون نهاية المعركة ضد العنصرية في الدنمارك، فساكني شارع بولندا في جنوب العاصمة حيث كان الشاب أوزجر - والذي يعني اسمه بالتركية "أن تكون حرا" - لن يرونه كعادتهم نهاية الأسبوع المقبل بابتسامته الطفولية حاملا لهم جرائدهم, هذه الجرائد ذاتها التي ساهمت في قتله بتحريضها الضمني عن طريق نشرها وإعادة نشرها لرسوم تصوره وتصور رسول أوزجر بالإرهابي!
|
|
|
|
|
|