بيننا الطريق والندي

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 03:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة نزار ابراهيم الخواض(Elkhawad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-04-2003, 00:13 AM

Elkhawad

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 2843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بيننا الطريق والندي


    بيننا الطريق والندي

    عثمان حامــــــــد

    "إليها. وقد إنتبذتْ لنفسها مكاناً قصيّـاً في القلب."

    الرابعة إلا الربع، مساءً. ليست تلك هي المرة السابعة، منذ بعد ظهر اليوم، التي يُحدِّق فيها صوب الساعة، تلك الجاثمة على حائط ضلوعه الفائرة. فقبل تسع دقائق فقط، كان قد نظر

    إنه الإنتظار. حُمىّ المواعيد. وخروج الروح لمعانقة الروح.

    جلس قبالة الساعة الحائطية، تماماً. بحيث تـُـطِـلُ عليه، للوهلة الأولى، بمجرد أن يشحذ بصره إلى أعلى. يدّعي، أحياناً، وفي تحدٍ هش، أنه لن يبالي بملاحقة الزمن. فتجده يجوس’ بطريقة ماكرة، بنظرةِ في أنحاء الغرفة، وفي إتجاهات مختلفة. متحاشياً، بذلك، ساعة الحائط. يراقب مرة حركة الطيور داخل القفص ليشغل نفسه ويبالغ، تارة، في التكهُن بمعرفة موديل السيارات المارة على الطريق الخلفي لحديقة المنزل. وذلك حسب أصواتها، لينكمش لحظة أخرى على أحلامه المتدفقة، المرصّعة بخيالات بهيجة. ولكنه أخيراً، وفي هزيمة ظافرة وأليفة، يهجم بعيونه، دفعة واحدة، على ساعة الحائط.

    قبل أيام.

    أو قل الأسبوع الفائت.

    كان قد هاتـفها كالعادة. فها هو، لا يزال يبلل أشواقه بعصير أنفاسها، وعبير مواعيدها القادمة. كان لقاءً هاتفياً متألقاً، لقاءً مشحوناً بالوعود، وتصورٍ لمستقبل مشتعل بالإنجازات الثرة.
    ـ ألمْ أقل لكَ كفانا من تشاؤم؟!.
    ـ أيّ تشاؤم تقصدين؟ أنا، عموماً، أصبحت شخصاً إحصائياً، يحسب حتى همومه، ويحبس أحلامه في حدود ما يتاح!
    ـ يا لك من عنيد، دجنّه إيقاع الزمن الإلكتروني، وصرامته، فصار لا يلتقط من الواقع، في فوضاه الزاهية، إلا ما يعزز هذه الصرامة!

    ـ دَعْكِ من هذه المشاكسة الطائشة، وحدثيني قليلاً عن طعم قبلتنا الهاتفية الأخيرة.
    ـ ( - - - - - - - - - - - )
    ـ ( - - - - - - - - - - - )
    ـ المهم أن لا تنسى مواعيدنا، في الخامسة، مساء السبت القادم. تأكد أنني لن أتسمّر في إنتظارك على الطريق العام، لأكثر من ربع ساعة.

    مساء اليوم. في الخامسة.

    بالرصيف، قرب محطة البنزين، بمحاذاة كشك "عبد الصادق للسمك"، لقاؤكما ذو الأهميّة القصوى. إليكما. معاً.

    المواعيد تجرجر عليك أذيالها بكسل، كما يزحف تلميذ في طابور عقاب مدرسي، منتظراً نوبته. في ماذا تُحدّثها، وأنت مُزدان بكل تلك المواضيع اللاهثة، والمكدسة برأسك، كعصافير خريفيّة؟!

    "سأقول لها:

    أن قبلتنا/الهاتفية، السابقة، قد صيرتني بحراً في قصِيْـدَتِك. ولا زلتُ أتوكأ عليها، وأتحسسها برفق وتَوددٍ.
    وها أنذا قد أعددتُ لك،
    ما استطعت من الورد، والقبل.
    فكوني،
    دوائر تنداح بصمت،
    تزرعين المكان بعبق حضورك الباذخ،
    وتبددين بشفاهك المتمردة
    قلقي،
    وضجري.
    لأبعثر فيك
    لغتي
    وشعري
    وكلماتي التي سترسو يوماً،
    على شاطئ إبتسامتك الجليلة، فهل قلت كل شئ؟ لا!

    ربما نتحدث عن شجون الأصدقاء، وحضورهم المضيء، طوال ثرثرتنا في "قعدة" البارحة. على كلٍ، هذا الموضوع يسبب لي نكداً، ووجعاً خافتاً، ليس ذاك وقته. ثم إن هذا اللقاء هو حوا ر الشباب، والتدفق، والتنزه العاطفي في جسد اللغة.
    بندول الساعة الحائطية يدغدغ أذنيه.

    "لا. بل من الأفضل أن أبدأ معها حديثي، بشكل تلقائي عن "الموضوع"، خاصة وأن هذا اللقاء هو الأول و "المباشر" معها. هذه العفويّـة في حديثي، من المؤكد،
    وبشفافيتها القاطعة، ستكتشف من خلالها ذلك الصدق الطفولي، المختبى خلف عيوني، وكلماتي المتناثرة بحياء.

    سأحدثها ـ إذن ـ عن منتدى الخميس القادم. وكيف أنه، هذه المرة، سيكون ملتهباً، وشيقاً بين أصحاب قصيدة "لن" وأصحاب قصيدة التفعيلة. ستتحدث فيه، أيضاً، نهى زميلتها السابقة بكليّـة الآداب، وآخرون. نهى ستقدم مداخلة مختلفة، وطريفة، عن "ماهيّة الفرق بين التناص والتلاص".وفي المنتدى الذي يليه، سأشارك، أنا، بورقة عن "سلطة الخطاب".

    لا. لا. بل …. بل يجب أن أتحاشى هذه البدايات المفتعلة والمعقدة. ثم أنها بداية متعالية، لا علاقة لها بالتوحّد، والعشق.

    الناس ـ عادة ـ يبتدؤن حديثهم بالكلام عن حالة الطقس، ورداءة المواصلات، وغير ذلك من الأحاديث عديمة الدهشة، في محاولاتهم لدفع الحوار، وجدَبه. بالله كيف أنزلق تفكيري، وخيالي، لهذا الحد من الارتباك والسقوط!. وأنا صاحب الخلق والمبادرات؟.

    ثم أني لا علاقة لي بهذه البداية غير الموفقة، كوني أمتلك مواضيع غنية و "حساسة" وهموماً مشتركة معها. فكيف لي ـ إذن ـ أن ألجأ لهذه الطريقة المضطربة؟! فوق ذلك، فهي مضللة، ضحلة، وشديدة الركاكة، لا تليق بمحب وسيم مثلي. ربما يوحي ذلك لها بعدم مقدرتي على التجاوز والإبتكار، وصياغة الحوار العاطفي، ومتابعته، مقابل حيويتها المتفجَّرة كوردة، وقدرتها الفذة على توليد عبارات العشق، أو حتى مقدرتها على تصميم خطاب المطبخ. وغيره.

    بندول الساعة الحائطيَّة يدغدغ أذنيه.
    الوقت، ولا فضاء إلا للوقت والإنتظار.

    غفى من حالة شروده تلك. خُيَّل إليه أن عاماً بكامله قد مضى على سرحانه الغامض ذاك. أحس بحلقه جافاً وحامضاً، وثمة خدرٍ ما بيده اليسرى. عدَّل من جلسته، وتثاءب عميقا. فرك عينيه براحتي يديه، كالذي يزيل عنهما غشاوةً بائتة. ثم مسح على طرف فمه الأيمن، حيث لعاباً خفيفاً كان قد أنزلق. فرد يديه، لأعلى في الهواء، :انه يبحث عن صحوٍ طازج، لينثره على ذاته المضرجة بكسل عتيق.

    إلتفت إلى ساعة الحائط، بهلع ووجوم، فإذا بها قد تجاوزت السادسة ونصف مساء.

    أبريل ـ نوفمبر 1998م
    أمستردام


    http://www.attariq.net

    (عدل بواسطة Elkhawad on 04-04-2003, 00:14 AM)
    (عدل بواسطة Elkhawad on 04-20-2003, 11:05 AM)

                  

04-04-2003, 01:09 AM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بيننا الطريق والندي (Re: Elkhawad)

    عزيزى جدا
    الخواض


    فى لحظة اندهاشة
    غلبنى الكلام
    واتركزت كل مشاعرى فى احساس النظر وانا اخوض الكلمة فى حروفها وتفاصيل رسمها
    لك منى من انسان مجروح وقلب مترهل بحزن قديم

    كل الاحترام
    انت رائع
    لك مقدرة بامساك تفاصيل البداع فى شتى فنونه
    وتختصره لنا فى هذه الساحة
    انت استاذ
    ونحن تلاميذ ابداعك
    التحية
    يا رائع بما تحملهه لنا شمتك من خلاصة ابداعات ابناء وطنى
                  

04-04-2003, 08:37 PM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2163

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بيننا الطريق والندي (Re: Elkhawad)

    الرائع
    خواض

    تعودت ان ابحث عنك حينما احتاج لشئ يدهشني

    لانك بطاقة دعوة دائمة للرحيل الي الابداع بكل اشكاله
    شكرا لهذا النص الجميل
    عبدالله حعفر
                  

04-18-2003, 05:09 PM

Elkhawad

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 2843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بيننا الطريق والندي (Re: Abdalla Gaafar)



    قمم الجمال الشاهق
    شرنوبي .. عبد الله
    لكم كل الندي في جنبات الطريق


                  

04-18-2003, 05:17 PM

Yassir Mahgoub
<aYassir Mahgoub
تاريخ التسجيل: 07-25-2002
مجموع المشاركات: 547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بيننا الطريق والندي (Re: Elkhawad)

    كلام جميل يا خواض
                  

04-18-2003, 05:21 PM

Yassir Mahgoub
<aYassir Mahgoub
تاريخ التسجيل: 07-25-2002
مجموع المشاركات: 547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بيننا الطريق والندي (Re: Elkhawad)

    و شكرا لهذا اللينك الجميل
                  

04-18-2003, 08:38 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بيننا الطريق والندي (Re: Yassir Mahgoub)

    يالله
    لك الافق الجميل
    كلما احاولك يبعدني ابداعك عنك
    فابتعد واعود اليك وانا ممتلىء بك
    بيني وبينك لحمة ودم ولهذا احاف الوصول اليك
    بدون تفاصيل وبدون سوعال
    احيك
    وهذا يكفيني
                  

04-20-2003, 10:52 AM

hero


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بيننا الطريق والندي (Re: هدهد)


    ...
    ..
    .
    خواض ضاحك المحيا ..
    حديث الذات .. الآخر حضور بكامل البهاء
    والزمن بينهما
    ينقر على أطراف العصب حثيثا
    حد تخضبهما بالدم وانفلاتهما خارج مساحات المسار المرسوم
    بعناية .. ودقة
    يلهيك دمك المتدفق على بعد نظرة من وريدك المفتوح
    عن الاعتناء بالزمن وأنت تلاحق انفاسها المنسربة
    مع خيط الدم الطازج ..
    تفقد الوعى تدريجيا غير مكترث وهى لازالت تمازج مابين وعّيك
    ولا وعّيك ..
    ويظل الزمن محوريا فى عبثيّة اللحظة
    عتمة .. وضوء
    موت .. وحياة
    وتظل أنت دوما ياصديقى هو ذات الخواض ضاحك المحيا...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de