|
الوحدة في منظور د. جون قرنق
|
بقلم: تاج السر عثمان
حول جدل الوحدة والانفصال الجاري الآن في الساحة مع اقتراب الانتخابات والاستفتاء علي تقرير المصير، نتناول في هذا المقال منظورومفهوم الراحل د. جون قرنق للوحدة، والتي تتطلب تنفيذ استحقاقاتها في التحول الديمقراطي وتحسين احوال الناس المعيشية والتنمية وتنفيذ اتفاقية نيفاشا وبقية الاتفاقات والحل العادل والشامل لقضية دارفور، والمؤتمر القومي الجامع للحل الشامل لقضايا اهل السودان، فكيف تناول د. جون قرنف مفهوم الوحدة؟.
عندما اندلع التمرد في جنوب السودان في يونيو1983 بواسطة الحركة الشعبية لتحرير السودان التي شكلت الجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة د.جون قرنق الذي اعلن أن هدف حركته هو تأسيس سودان موحد قائم على المساواة والعدالة الاجتماعية والاقتصادية، وعليه فان هذه الحركة تختلف عن حركة انانياالتي كانت تنادي بانفصال الجنوب. كان ذلك نقطة تحول حرجة في تطور الحركة القومية والوطنية في جنوب السودان وتعبيراً عن تحول نوعي جديد في اقسام من الحركة السياسية الجنوبية وفي المطالبة بوطن واحد يقوم علي العدالة والمساواة.
صحيح انه قبل جون قرنق كان هناك قادة وسياسيون جنوبيون تمسكوا ودافعوا عن وحدة السودان مثل: وليم دينق وجوزيف قرنق..الخ.ولكن مايميز جون قرنق أنه حاول أن يؤصل للوحدة واستنبط مفاهيم ومصطلحات جديدة لذلك التأصيل. فماهي تلك المفاهيم والمصطلحات؟.استنبط جون قرنق مصطلحين هما:الواقع التأريخي أو التنوع التأريخي والتنوع المعاصر. يرى جون قرنق أن الوحدة تقوم على واقعين هما التنوع التاريخي والتنوع المعاصر، وهذان التنوعان يمثلان عناصر تكويننا وتشكيلنا ولابد من تأسيس الوحدة عليهما. فماهو المقصود بالتنوع التاريخي والمعاصر؟.
أولاً: التنوع التاريخي يشكل الأساس الأول للوحدة، وينطلق جون قرنق من حقائق التاريخ حيث ورد اسم كوش أو السودان في الكتاب المقدس، ويشير الي حضارات كوش(كرمة، نبتة، مروي)،والممالك المسيحية(نوباتيا، المقرة،علوة)، والممالك الاسلامية(السلطنة الزرقاء، سلطنة دارفور، مملكة تقلي،..الخ)، وبعدها جاء الحكم التركي- المصري ثم المهدية، ثم الحكم الثنائي الانجليزي- المصري، الي أن نال السودان استقلاله في 1956 ، وهذا ما اطلق عليه جون قرنق التنوع التاريخي( جون قرنق: رؤيته للسودان الجديد، تحرير وتقديم الواثق كمير، دار رؤية 2005 ، ص 76)
اي ان جون قرنق يؤكد التاريخ المشترك لقبائل وشعوب السودان الموغل في القدم، باعتباره الأساس الصلد للوحدة والشرط الأساسي لتكوين الأمة، وان هذا التنوع التاريخي يجب أن يكون جزءا من هويتنا.
يقول جون قرنق: ( يجب أن نكون فخورين بتاريخنا، ويجب أن ننقله لاولادنا، كما يجب تضمينه في المناهج التعليمية وتدريسه للطلاب، لكي ندرك ثقافتنا وثراء ماضينا(المصدر السابق، ص 76).
ثانياً: أما الشكل الآخر من التنوع فهو التنوع المعاصر، وهنا يري جون قرنق أن السودان يتكون من قوميات متعددة، من مجموعات اثنية متعددة،اكثر من 100 لغة مختلفة ومن قبائل كثيرة(ص 76).أي ان هناك تنوع قبلي وتنوع ديني(المسلمون، المسيحيون، واصحاب كريم المعتقدات الافريقية). وبالتالي،فان هذا التنوع المعاصر (قوميا واثنيا ودينيا، يشكل جزءا منا، والتحدي الذي يواجهنا في السودان هو أن نصهر جميع عناصر التنوع التاريخي والمعاصر لكي ننشئ امة سودانية،نستحدث رابطة قومية تتجاوز هذه (المحليات) وتستفيد منها دون ان تنفي اي من هذه المكونات.ويرى جون قرنق( ان الوحدة التي نتحدث عنها، لابد ان تأخذ هذين المكونين لواقعنا بعين الاعتبار حتي نطور رابطة اجتماعية سياسية لهاخصوصيتها، وتستند علي هذين النوعين من التنوع، رابطة اجتماعية سياسية نشعر بأنها تضمنا جميعا،وحدة افخر بالانتماء اليها، وافخر بالدفاع عنها، يجب أن اعترف بأنني لاأفخر بالوحدة التي خبرناها في الماضي، وهذا هو السبب الذي دفعنا للتمرد ضدها، اذن نحن بحاجة الي وحدة جديدة، وحدة تشملنا كلنا بغض النظر عن العرق أو القبيلة أوالدين)(.(ص 77 - 78 ). وينتقد جون قرنق تصوير المشكلة وكانها(مشكلة الجنوب) الذي درج السياسيون والمراقبون علي استخدامه، يعني- ولو ضمنيا- ان اهل الجنوب هم وحدهم أصحاب المشكلة،وهذا ليس صحيحا، فالسودانيون لهم مشاكل في كل مكان، في الغرب،في الشرق، في الوسط وفي اقصي الشمال (ص 78 - 79 ).
يوضح جون قرنق هذه النقطة بقوله: ( انطلقنا بعيدا عن هذا الطرح وقلنابأن السودان ملكنا كلنا بالتساوي واننا جميعا يجب أن نشترك في تقرير مصيره)(ص 80 ). ويري ( ان الوحدة التي تقوم علي أسس قسرية ضيّقة تقود الي الشوفينية الاثنية والدينية)(ص 80 ).
يواصل جون قرنق ويقول: ( نحن نقاتل من اجل وحدة بلادنا ونري الوحدة شاملة للجميع، كل قوميات بلدنا من عرب وأفارقة، كل الأديان من اسلام ومسيحية ومعتقدات افريقية، حتي نستحدث رابطة اجتماعية سياسية سودانية علي وجه التحديد تنتفع منها الحضارات الأخرى)(ص 81 ). ويري جون قرنق أن الهوّية السودانية هي محصلة وتفاعل التنوع التاريخي والتنوع المعاصر مع الحضارات الأخري، يقول: ( نحن نحتاج لتمكن هذه الوحدة حتي تصبح دولة عظيمة وشعبا عظيما وحضارة عظيمة، وتتواصل مع الحضارات الأخري، ومع الشعوب الأخري، خصوصا شعوب وادي النيل والتي تجمعنا معها روابط تاريخية منذ الأزل)( ص 82 ).
كما يشير جون قرنق الي قرارات المؤتمر الوطني الأول للحركة الشعبية الذي انعقد في الفترة:2 - 12 /ابريل/ 1994 والذي اكدت فيه الحركة وحدة البلاد، وبالتالي اصبحت الوحدة سياسة رسمية للحركة.
وخلاصة طرح جون قرنق للوحدة:
فهو يري ان الواجب هو خلق سودان ننتسب اليه كلنا، رابطة سياسية ننتمي اليها جميعا وندين لها بالولاء الكامل بغض النظر عن العرق أو الدين أو القبيلة او الجنس حتي تستطيع المرأة ان تساهم بفعّالية. هذا هو السودان الذي تهدف الحركة الي اقامته ونحن نناشد الشعب السوداني أن يعي أن هذا هو اتجاه المستقبل (92)
وأخيرا، برحيل جون قرنق فقدت البلاد مفكرا وحدويا من الطراز الأول،ولكن تبقي أفكاره الوحدوية التي تشكل ركيزة قوية في معركة توحيد البلاد ركيزة قوية في معركة توحيد البلاد وبناء وطن موحد ديمقراطي يقوم علي المساواة والعدالة الاجتماعية والاقتصادية.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الوحدة في منظور د. جون قرنق (Re: elsharief)
|
Quote: يقول جون قرنق: ( يجب أن نكون فخورين بتاريخنا، ويجب أن ننقله لاولادنا، كما يجب تضمينه في المناهج التعليمية وتدريسه للطلاب، لكي ندرك ثقافتنا وثراء ماضينا(المصدر السابق، ص 76)
|
Quote:
يوضح جون قرنق هذه النقطة بقوله: ( انطلقنا بعيدا عن هذا الطرح وقلنابأن السودان ملكنا كلنا بالتساوي واننا جميعا يجب أن نشترك في تقرير مصيره)(ص 80 ). ويري ( ان الوحدة التي تقوم علي أسس قسرية ضيّقة تقود الي الشوفينية الاثنية والدينية)(ص 80 ).
|
Quote: فهو يري ان الواجب هو خلق سودان ننتسب اليه كلنا، رابطة سياسية ننتمي اليها جميعا وندين لها بالولاء الكامل بغض النظر عن العرق أو الدين أو القبيلة او الجنس حتي تستطيع المرأة ان تساهم بفعّالية. هذا هو السودان الذي تهدف الحركة الي اقامته ونحن نناشد الشعب السوداني أن يعي أن هذا هو اتجاه المستقبل (92)
|
شعب غير محظوظ رحيل مفكر فى زمن نحتاج للتطبيق العملى لافكاره التى ناضل من اجلها وهى تمثل المخرج الأساسى والحل لكل ازمات السودان,لا بارك فى شعب يقف ضد هذه الافكار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوحدة في منظور د. جون قرنق (Re: elsharief)
|
Quote: وأخيرا، برحيل جون قرنق فقدت البلاد مفكرا وحدويا من الطراز الأول،ولكن تبقي أفكاره الوحدوية التي تشكل ركيزة قوية في معركة توحيد البلاد ركيزة قوية في معركة توحيد البلاد وبناء وطن موحد ديمقراطي يقوم علي المساواة والعدالة الاجتماعية والاقتصادية.
|
الاخ شريف سلام اذا كانت الفترة من الاستقلال الزائف 1956 حتى توقيع اتفاقية نيفاشا 2005 تعاني من سياسيازمة فكرية ة ثقافية واخلاقية ايضا كما نوه الكثيرين من اعلام الفكر السوداني المعاصر وفي كتب موثقة...بعد نيفاشا الازمة اخلاقية فقط؟؟ويستوى فيها حزب المؤتمر الوطني/الاخوان المسلمين وااحزاب السودان القديم كلها
اذا كان الان مشروع الدولة المدنية الفدرالية الديموقراطية اضحى واضح وعبرت عن رؤية قرنق الثاقبة ونشرتها انت هنا بوضوح لماذا حتى الان الناس متشرزمة في احزابها القديمة وزعاماتها التي ادمنت الفشل
لا زلنا حتى الان مشروع دولة للاسف وازمة الوعي لا زالت قائمة وبنسب متفاوتة واضحى امر الدكتور جون قرنق كلام الحب كلو قلتوهو بس كلامي انا الما عرفتوهو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوحدة في منظور د. جون قرنق (Re: adil amin)
|
الاخوة محمد حيدر المشرف و adil amin فعلا منذ الاستقلال هنالك تامر من الحكومات الوطنية المتعاقبة على الحكم ديمقراطى ام عسكرى والتنصل عن الحل لازمة السودان بفرض مشاريعها المعادية للتقدم ,ما نحتاجه الان تكوين جبهة عريضة من اجل الوحدة الحقيقية نتخطى ونعرى اى حزب من احزاب السودان قديم ام جديد يقف ضد تطلعات شعب السودان وعلى راسها وحدة الوطن
| |
|
|
|
|
|
|
|