|
اشتباكات الخرطوم : الحقيقة ضائعة والروايات متضاربة
|
بعد مرور ثلاثة أيام على الصدامات بين الشرطة السودانية وسكان مخيم سوبا الأراضي للنازحين (على بعد 30 كيلومتراً جنوب العاصمة السودانية الخرطوم)، قدم الطرفان روايات متعارضة حيال ما حدث، وأيضاً عدداً متبايناً للضحايا، كما ألقى كل جانب باللوم على الآخر في شأن إراقة الدماء.
وكان 17 شخصاً قتلوا أثناء اشتباكات اندلعت الأربعاء عندما حاولت الشرطة السودانية نقل لاجئين من المخيم إلى أماكن أخرى بعيدة عن المدينة إلا أنهم رفضوا. وكان من بين القتلى ضباط شرطة ومدنيون من سكان المخيم. ويعيش في أحياء فقيرة ومخيمات تحيط بالعاصمة أكثر من مليوني مواطن من شتى أنحاء السودان لكن غالبيتهم من الجنوب فروا من الحرب الأهلية التي استمرت 20عاما ولكن بعضا منهم ايضا جاءوا من دارفور غرب البلاد.
وقام سكان «سوبا الأراضي» بنهب مركز الشرطة المحترق داخل المخيم حيث سرقوا ألواح الزنك التي كانت تغطي سقف المركز وفككوا كل ما وجدوه مثبتا على الجدران أو الأرضيات.وأشاروا إلى الفجوات التي أحدثتها طلقات الرصاص في جدران مركز الشرطة المتفحم المهجور الذي تحيط به أربع مركبات متفحمة أيضا.
وقال عبد الله زكريا حامد من سكان المنطقة «كانوا (رجال الشرطة) يطلقون النار بشكل عشوائي. وعندما قتلوا صبيا انتاب الغضب الشديد كل الموجودين وبدأوا في مهاجمة الشرطة».وفي المقابل قال والي الخرطوم عبد الحليم المتعافي، إن رجال الشرطة تعرضوا للهجوم ولكنه نفى ان يكون رجاله قد فتحوا النار.
وأضاف وأكد السكان ان حشوداً غاضبة معظمها من منطقتي الجنوب ودارفور المضطربتين قتلوا 14 من رجال الشرطة وأصابوا 12 آخرين. ويقول كل جانب إنه هو الذي تكبد أولاً ضحايا بين أفراده، وسعى بعد ذلك للدفاع عن نفسه. ولم يسمح للصحافيين بدخول المستشفيات لرؤية المصابين أو القتلى ولم يكن بوسع السكان تحديد أسماء كل أولئك الذين يقولون إنهم قتلوا.
كما منعت نقاط التفتيش التابعة للشرطة والمنتشرة حول المنطقة صحافيين آخرين من الوصول إلى مخيم «سوبا الأراضي« إلا انه لم يكن هناك رجال شرطة أو أمن داخل المخيم نفسه. ولا تصل المياه النقية والكهرباء إلى المناطق العشوائية، وتجد منظمات الإغاثة صعوبة في تحسين الموقف هناك.
وتقول سلطات الخرطوم إنها تريد إزالة المناطق العشوائية ونقل السكان إلى مواقع إسكان دائمة خطط لها.وتلفت الحكومة إلى ان لديها اتفاقا موقعا من لجنة السكان المحليين التي يفترض أنها تمثل سكان المخيم توافق فيه على نقل أعداد من السكان. ولكن سكانا يقولون إن اللجنة لا تمثلهم وانها تتخذ جانب الحكومة.
(رويترز)
|
|
|
|
|
|