في بيتنا رجل .. مصري! حجب عن النشر في صحيفة (الأحداث) "بناء على توجيهات مسؤولي الأمن والمخابرا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 04:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-02-2008, 10:51 AM

azz gafar
<aazz gafar
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في بيتنا رجل .. مصري! حجب عن النشر في صحيفة (الأحداث) "بناء على توجيهات مسؤولي الأمن والمخابرا

    فيما يلي المقال الأخير للأخ الأستاذ مصطفى عبدالعزيز البطل وأفاد بأن المقال قد حجب عن النشر في صحيفة (الأحداث) "بناء على توجيهات مسؤولي الأمن والمخابرات السودانية.":


    في بيتنا رجل .. مصري!

    مصطفى عبد العزيز البطل


    ( في بيتنا رجل ) عنوان لرواية ذائعة للراحل احسان عبد القدوس، و ربما كان من الاوفق والاوفي لاغراض الرواية الاخري الخاصة بهذا المقال ان يكون العنوان بصيغة الجمع: ( في بيتنا رجال )، ففي روايتنا الواقعية التي صدرت قبل ٢٧ عاما يبدأ الفصل الاول هكذا: في العام ١٩٨١ شهدت مدينة جوبا اضطرابات و مظاهرات شعبية هادرة انتهت علي وجه مأساوي بمقتل عدد من طلاب جامعة جوبا علي يد القوات الحكومية التي نهدت للسيطرة علي الموقف. و قد كانت الشائعات التي راجت حول عمليات نقل جوي منظم لاعداد من المصريين من مصر الي مناطق خلف جبل لادو هي الدافع و المحرك الاساس الذي افضي الي تلك التظاهرات و الاضطرابات. و جاء الامر في مجمله علي خلفية انباء متضاربة تواترت عن مخطط متفق عليه بين الحكومتين السودانية و المصرية لتهجير اعداد من الفلاحين المصريين من بلادهم الي جنوبي السودان. و في وقت لاحق ابدت الحكومة المركزية دهشتها و استغرابها لظاهرة الشائعات حول استقدام مصريين للاقامة في الاقاليم الجنوبية ونفت وجود مثل هذا التفكير ابتداءً. وهكذا انتهي الفصل الاول من الرواية بعد ان استبان للجميع انه لم يكن هناك (رجال) مصريون في ( بيوت) جبل لادو!



    و في الفصل الثاني الذي ازيحت الستارة عن بعض مشاهده خلال الاشهر الماضية اندلعت معارك جديدة اتخذت وقودها و مادتها من احاديث متناثرة، من غير ضابط و لا رابط، عن نية الحكومة الحالية رعاية برنامج احلال بشري مصري منظم في بعض مناطق الوسط والشمال. الفارق الوحيد بين اضطرابات ١٩٨١ في جوبا و المعارك الراهنة المستجدة ان الاولي اخمدت برصاص القوات الحكومية و جاد في اتونها بعض اخوة الوطن بأرواحهم، بينما سلِم في الثانية من حِمام الموت المتظاهرون الجدد بفضل من الله المنجي الحفيظ، و بسبب من ان المعارك المحتدمة لا تدور رحاها علي ( ارض القتل ) الحسية بل علي ( ارض النت ) الاسفيرية! و كنت قد سعيت سعيا حثيثا الي تقصي جذر القضية و جذعها و فروعها واوراقها، بغرض تملّي ظواهرها و استكناه بواطنها، و تمحيص الحقيقة في صددها من الوهم، وذلك ضنا بنفسي ان تخوض مع الخائضين في لججها المصطخبة ثم يستبين لي عند نهاية الطواف – كما استبان للاخوة في جوبا - انه لم تكن هناك، في الاصل، صفا و لا مروة و ان الامر لم يتعد كونه خيط دخان! وقد كان اخر ما قرأته في هذا الشأن مقال صديقنا الاستاذ لوك داك الاسبوع الماضي علي الموقع الالكتروني لصحيفة ( سودان تربيون)، و فيه يعبر لوك عن استغرابه لما نشرته بعض صحف الخرطوم حول ظاهرة تزايد اعداد الاريتريين و الاثيوبيين في مدن الجنوب واضطراد معدلات الهجرة اليها من كينيا و اوغندا. و يتساءل لوك بدوره عن مصدر و منطق هذه التلميحات الشمالية " في وقت يعرف فيه القاصي و الداني عن خطط تهجيراعداد كبيرة من المصريين الي وسط وشمالي السودان". ثم يتوجه لوك بسؤال مباشر الي الحركة الشعبية لتحرير السودان مطالبا اياها – باعتبارها شريكا في الحكم – ان تحدد موقفها بوضوح من امر الهجرة المصرية الي السودان.



    افضل المعلومات المتوفرة عندي ان صحيفة ( الرأي العام )، المقربة من دوائر السلطة، سبق ان نشرت خبرا فحواه ان الحكومة تنوي استحضار اعداد كبيرة من الفلاحين المصريين، و في وقت لاحق تباين عدد هؤلاء الفلاحين بين ( الرأي العام) و الصحف الاخري التي تناولت الخبر تباينا فاحشا بين خمسين الفا من ناحية و مليونين اثنين من ناحية اخري! كما ان مصادر رسمية عليا ادلت بتصريحات حامت حول حمي الموضوع دون ان تلج الي رحابه، ومن ذلك تصريح منسوب للفريق اول عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع عند اجتماعه بالجالية السودانية في جدة نهاية العام الماضي، اذ توجه اليه بعض الحضور بسؤال عما يتردد عن فتح الباب امام اعداد من الفلاحين المصريين للهجرة الي السودان فرد الفريق بالقول: ( و ماذا في ذلك؟ الا يهاجر الافارقة الي السودان عبر حدوده الغربية بدون عدد؟). وقد استقر في الوعي العام ان هذا التصريح يمثل اشارة قوية الي ان الامر جد لا هزل فيه، بل هو ادني الي ان يكون سياسة رسمية مقررة و مفروغ منها. غير ان آخر الاشارات جاءت في ابريل الماضي عندما صرح د. مصطفي عثمان اسماعيل مستشار رئيس الجمهورية عقب لقائه بالرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة ان اللقاء بحث، ضمن ما بحث، خططا لاستثمار خليجي مصري في مجال الزراعة بالسودان. و جُملة ( استثمار خليجي مصري في السودان) تقترب من كونها مصطلحا سياسيا يشير الي اموال البترودولار من الطرف الاول و قوي بشرية فلاحية عاملة من الطرف الثاني. الامر اذن دخان و نار وليس دخانا من غير نار.



    و في ظل غياب نموذج الحكم الشفاف الذي يتيح التعرف علي معالم السياسات الرسمية و منطلقاتها بصورة وافية فانه لا يبقي امامنا، في مسعانا لاستنتاج ما عسي ان تكون عليه الدوافع الحقيقية وراء الاتجاهات المستجدة الي الانفتاح السوداني المصري، الا الاستقراء و التخمين وافتراض ان " البعر" يدل علي البعير. ففي مقال نشرته مؤخرا دورية " فورين افيرز " التي يصدرها مجلس العلاقات الخارجية الامريكي، كتب المستر اندرو ناتسيوس مبعوث الولايات المتحدة السابق للسودان مقالا تناول فيه بالتحليل المستفيض الاوضاع الراهنة في البلاد، و قد وردت في ذلك المقال اشارة الي حديث خاص دار بين المستر ناتسيوس و الفريق عمر البشير رئيس الجمهورية حيث كتب ناتسيوس: (.. وقد قال لي الرئيس البشير علي انفراد انه يحس احيانا بانه سيكون اخر رئيس عربي للسودان ). و يضيف المبعوث الامريكي : ( ان للمؤتمر الوطني اسبابا اخري تجعله يستشعر الاستهداف فان عرب السودان النيلي يمثلون نسبة ضئيلة من مجموع السكان حاليا، وهناك الهاجس و الخشية من ان يكون المثلث العربي كله مهددا بان يستولي عليه السود ). و يضيف: ( و حتي العرب المعارضين للنظام يقرون سرا بعدم اطمئنانهم الي مستقبل البلاد)، ثم و في فقرة اخري: ( و قياسا علي ما شاهدته عند زيارتي الاولي للخرطوم عام ١٩٨٩ يمكنني القول ان المدينة كانت عربية الملامح وقتئذ و لكنها تبدو الان افريقية الملامح تماما). و لو صح ما نسبه ناتسيوس للفريق البشير و لمن اسماهم ( العرب المعارضين)، و ما سطره عن هواجس المؤتمر الوطني بخصوص مهددات التمدد الافريقي، فان ذلك يشكل في زعمنا قرينة صلدة علي ان التفكير في تهجير اعداد كبيرة من المصريين للسودان ربما وجد جذوره – عند اهل الحكم و كذلك عند بعض " العرب المعارضين " – عند فكرة الاستجارة باستراتيجية أمن قومي غير معلنة تقوم في صميمها النظري علي توكيد و تعزيز سلامة التركيبة العرقية و التوازن الجهوي في السودان و تأمين العنصر العربي الاسلامي ضد مهددات الانحسار المستقبلي و مخاطر السيناريوهات الزنزبارية. و اذا لم يكن لزعمنا هذا ساقين يقف عليهما فكيف نفسر ان النواة الحاكمة في نظام الانقاذ ظلت عند مراحل حكمها الاولي، و كتائب الدفاع الشعبي ترفع رايات الاسلام في شعاب الجنوب وشعارات النصر تملأ البر والبحر، تصعّر خدها لمصر و تنظر الي شعبها و رئيسها و كأنهم عير الحي والوتد، ثم بعد ان انقلب السحر علي الساحر وارتد البصر خاسئا وهو حسير صار استقدام المصريين بالملايين امرا تقر به العين وتشف به الصدور!



    ثم ان رعاة الضأن في الخلاء يعلمون ان مصر تعاني نقصا حادا في الموارد الغذائية يتهدد استقرارها و امنها القومي حيث ان شعبها يستهلك اربعة عشر مليون طن من القمح سنويا في وقت لا يتجاوز انتاجها الفعلي من هذه الغلة سبعة مليون طن. و من هنا كانت الدعوات المصرية المتلاحقة للتوسع الزراعي جنوبا في اطار تأمين الاستراتيجية الغذائية، وهي دعوات تكرر صدورها من الاختصاصين و الخبراء والاعلاميين وكبار المسئولين صعودا الي رئيس لجنة السياسات في الحزب الحاكم جمال مبارك، الذي يُنظر اليه علي انه الرجل الثاني في هرم السلطة المصرية، من الوجهة الواقعية، والوريث الاوفر حظوظا لحكم مصر.



    تلك هي المعطيات فماهي القوانين الحاكمة للمعادلة حتي نفك طلسمها؟ الذي يبدو لي هو ان النواة الحاكمة نفسها لا تملك جوابا فهي تقدم رجلا و تؤخر اخري. بل انها تسلك مسلك العاشق المراهق الذي يمضه الشوق و يقتله الهوي و لكنه يجبن عن ان يصارح من حوله بحقيقه حبه حتي لا يتخذه من حوله هزوءا. و اول سؤال يتعين علي قادة الانقاذ مواجهته هو: هل بإمكان النظام ان استقدام ملايين المصريين سرا و توطينهم في انحاء السودان تحت جنح الظلام؟ فاذا كنت اسمع الاجابة الصحيحة فالمخرج والحل عندي في حرز حريز، وها أنذا أتقدم به الي اهل الانقاذ نافلةً لوجه المولي محتسبا عند الله اجر ما امحض من نصح. قبل عشرين عاما دأب نظام الانقاذ علي عقد سلسلة مؤتمرات اطلق عليها مسمي " مؤتمرات الحوار الوطني ". و كان رجال النظام يأتون في كل مرة بقضية قومية و يعالنون الناس بأن الامة كلها يجب ان تدلي بدلائها و تشارك في صياغه الاستراتيجيات الحاكمة في شأن تلك القضايا، علي اعتبار ان الامر قيد البحث يتصل بحاضر السودان و مستقبل شعبه. و قد سطر التاريخ، بعد ذلك، بحروف كسيرة خجلي ان النظام لم يكن يبطن من حقيقة تلك المؤتمرات ما يظهر، و انها انما كانت كلها تدبيرا مخترعا مصطنعا ضحكت به علي ذقون العلماء والمثقفين والسياسيين جماعة "ماسونية" خفية كانت تمسك بخيوط الاراجوز من وراء الحجب، غايته اقتناص الشرعية و ايهام الشعب بأن الحكام الجدد يبتغون وجه الشوري و يخبّون في طلبها. ماذا لو ان حكومة الانقاذ عادت الي سيرتها الاولي فاستأنفت مؤتمرات الحوار، بارادة جديدة وعزيمة وطيدة، و دعت العلماء و المتخصصين و المثقفين و ممثلي الاحزاب السياسية و قوي المجتمع المدني بكافة اطيافها الي حوار مفتوح لبحث قضية تهجير ملايين المصريين الي السودان في فضاءيها الاستراتيجيين: الامن القومي السكاني و الامن القومي الغذائي. لماذا التردد و التربص و التوجس، و لماذا الدوران في الدوائر المغلقة؟ ولماذا الكلام المبطن المغطي حمّال الاوجه؟ ليُفتح الملف اذن علي مصراعيه، و ليؤذن للهواء النقي بالدخول الي الغرف المغلقة، وليدر الحوار في حرية و استقامة و شرف.

    و لا يخطرن بقلبك خاطر، يا رعاك الله، ان كاتب هذه الكلمات يقف من خطة تهجير الفلاحين المصريين و توطينهم في السودان موقف العداء المبدئي. انما الذي نبشر به، تعضيدا لنهج الشوري و نشدانا لقيمة الديمقراطية، هو ان يتداعي اهل السودان الي حوار متجرد يُعلي راية العقل و يتملي حقائق العلم و يمرق من رداء الشوفينية و الشعوبية الضيق كما يمرق السهم من الرمية، و قبل ذلك كله و بعده يملك ناصية الشجاعة والجرأة للتعاطي مع الحقائق الشاخصة علي ارض الواقع تعاطيا مستبصرا و مسئولا.



    ما هي اذن الخطوط العريضة للحوار القومي؟ لنصطلح اولا علي ان طرح مثل هذه الاقضية في الهواء الطلق امر طيب و محمود، و قبل ذلك مفهوم! و اهل الشمال و الجنوب علي مختلف اعراقهم و مشاربهم مدعوون لادراك ان شعوب العالم من حولنا تناقش هذه الشئون وتتصدي لها و تتراضي حولها علنا في غير تحفظ مبهم و لا حساسية مستزرعة. و في الولايات المتحدة تنبهت الجامعات و مراكز البحث و مؤسسات الحكومة الفدرالية المختصة في زمن مضي الي تناقص نسبة السكان البيض ثم ازدياد نسبة الافارقة السود، ثم تنبهت في وقت لاحق الي التزايد غير الطبيعي في نسبة السكان ذوي الاصل اللاتيني نتيجة الهجرة المتزايدة من المكسيك و دول امريكا الجنوبية. و عند كل مرحلة من هذه المراحل كانت المنابر تفتح للحوار حول التوازن العرقي في الولايات المتحدة و معاييره و ضوابطه و متطلباته ثم تلتزم الدولة في اعقاب ذلك بتبني السياسات المتفق عليها في شأن التوازن الديمغرافي. و لعل الكثيرين في السودان لا يعلمون ان برنامح الهجرة السنوي للولايات المتحدة المسمي باللوتري والذي يمنح حق الاقامة ثم الجنسية لما يقرب من ستين الف مهاجر سنويا انما ابتدر اساسا لاغراض تأمين التوازن العرقي داخل الولايات المتحدة، فالصين و كل اوربا و المكسيك مثلا لا يُسمح لرعاياها بالتقديم لهذا البرنامج علي اساس ان الاعراق الاسيوية و القوقازية واللاتينيه ممثلة تمثيلا كافيا يتأبي علي الزيادة داخل داخل المنظومة الديمغرافية الامريكية الراهنة. كذلك فان من المعاني العريضه التي يجب ان نقف عندها بعين التبصر و التأمل و نحن ندلف الي هذا الحوار ان عالمنا المعاصر يشهد، كخصيصة اصيلة، من خصائص هذه المرحلة من عمر الانسانية، ظاهره انتقال المجاميع البشرية و الهجرة المضطردة و الهجرة المعاكسة في اطر العمالة والاستخدام والاستثمار والاندفاعات التنموية و توفير الغذاء للشعوب، من منطقة جغرافية الي اخري كواقع مؤكد تفرضه وقائع التاريخ و الجغرافيا و البيئة و الاقتصاد والحياة الطبيعية و مهام الخلافة علي الارض.



    و نريد في شأن العلاقة السودانية المصرية، يوم ان تُبسط علي منضدة البحث الموضوعي، ان نتجرد من كوامن الترسبات التاريخية الناجمة عن مرحلة الصراع من اجل الاستقلال و تداعياتها في تضاعيف الوجدان الوطني عند فريق من السودانيين حتي لا تجور تخاليط التاريخ و خرافاته علي حقائق الواقع واستحقاقاته. فالذي نراه في حركة الخطاب العام ان نفرا من اهل السودان يرون في اظهار العداء لمصر مرادفا للوطنية و يحسبون ان شرف الهوية السودانية لا يتأكد الا بمنافحة الشخصية المصرية . كما ان التشدد والهستيريا الظاهرة للعيان عند من يجاهرون بالرفض والمعارضة عند كل منعطف يرد فيه ذكر التكامل المصري السوداني يقود الي الظن ان البعض يخلط بين ملف العداء للنظام القائم و ملف العلاقة السودانية المصرية، فاذا كان التكامل امر اراده النظام فهم ضده اذ ان معاداته من جنس معاداة النظام. و آية ذلك انه اتي علي السودان حين من الدهر ولج ابوابه الملايين من ابناء اريتريا و اثيوبيا فملأوا مدنها و قراها وشاركوا اهل السودان المأكل والمشرب والمأوي و اقاموا بين ظهرانيهم آمنين مطمئنين سنين عددا حتي تبدلت طبيعة تكوين بعض المسطحات الجغرافية و الديمغرافية في مناطق متعددة في السودان تبديلا، ولم ير اي من هؤلاء الذين ادمنوا التشنج واظهروا الهستيريا كلما ورد ذكر التكامل السوداني المصري ثمة بأس في هذه الهجرات التي توالت واستطردت حتي استحكمت حلقاتها. كما ان النظرة المثالية من قبل الاجيال الجديدة تجاه حركات المقاومة العسكرية الافريقية و رموزها التاريخيين وفي مقدمتهم الراحل العقيد جون قرنق، والتعاطف الواسع الذي حظيت به نداءات السودان الجديد تحت راية هذه القيادات ربما كان لها اعظم الاثر في خلق مشاعر شديدة التعقيد صورت لهذا الفريق من الناس، في غير مسوغ، ان هناك تناقضا اساسيا بين الانفتاح السوداني المصري من ناحية و بين اشواق السودان الجديد من ناحية اخري. و مجموع هذه الحقائق ربما كانت معيننا و معيارنا لتفسير التناقص الكامن في حقيقة ان نحوا من خمسة ملايين سوداني جعلوا من مصر موطنا لهم في السنوات التالية لتولي نظام الانقاذ للسلطة فدخلوها آمنين مطمئنين، و رتعوا في حضرها و مدرها و نهلوا من لبنها و عسلها وطاب لهم المقام في ربوعها فاوغلوا واستطالوا و التمس بعضهم الاقامة المطلقة فنالوها في غير من و لا اذي، حتي اذا سمع احد هؤلاء مجرد حديث عابر عن خمسة الاف فلاح مصري في طريقهم الي السودان ركبه عفريت و تلبسه الداء المقيت!



    لنفتح الابواب علي مصاريعها للحوار الحر المعافي بغير تشدد مقطوع و لا تشنج مصنوع. ولتضع الدولة امام شعبها الاجندة الحقيقية للتكامل السوداني المصري الذي تتمناه في قرارة نفسها ولكنها تخشي الجهر بحقيقة مشاعرها، فتسعي اليه خفية و تجهد الا تترك وراءها اثرا. و لنواجه نحن من عامة الشعب الحقائق كما هي من غير تعطيش ولا تغبيش، و لنبسط امامنا كل الاوراق في صبر و ايثار و ثقة بالنفس وبالوطن. فاذا قالت لنا احدي الاوراق ان فريقا منا يساوره القلق علي سلامة التوازن العرقي للسودان و مستقبله و هويته فلا جناح عليهم ان يعالنوا بما في قلوبهم، و لنضع الهم الذي ينتاش هؤلاء علي رأس الاجندة. و اذا قالت احداها ان السودان اولي بان يمد يده لمصر فيمكن فلاحيها من زراعه القمح في اراضينا الرحيبة الواسعة التي انعم بها علينا الرحمن فنأكل ويأكلون و نشبع و يشبعون ونحمد الله في سرنا وعلننا و يحمدون فلا مشاحة، فلتكن تلك في قلب الاجندة. ثم اذا اراد اخوة الوطن في الجنوب و الغرب الضوابط الحازمة و الضمانات الجازمة علي سلامة الطوية واستقامة القصد في مثل هذا التوجه و مراعاته وجه الله و الوطن، فيهدأ البال و يسكن البلبال، فحبا و كرامة.


    المهم ان نأت جميعا الي ساحة الحوار بقلب سليم و عقل مفتوح و بصيرة نافذه.








                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de