دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: فخامة الرئيس.. عودوا إلى الثكنات العسكرية (Re: خالد عويس)
|
الأكرم الأستاذ خالد عويس
تحية المودة والتقدير
الجيش السوداني لم يعد جيشا قوميا، على الأقل في قياداته، وإنما جيشا حزبيا للإسلاميين، ولذا من الخطأ أن يعود قادته من أمثال البشير إلى قواعده.. مكان هؤلاء هو المحاكم للتحقيق في الخراب الذي أحدثوه.. ويجب أن يتحسب السودانيين من ركوب جماعة الترابي لموجة الثورة ومحاولة قيادتها ..
أهديك وأهدي القراء ما كتبته الدويتشا فيللا الألمانية: http://www2.dw-world.de/arabic/politik/1.100870.1.html
مجلس الأمن الدولي يهدد السودان بعقوبات نفطية تحرك مجلس الأمن الدولي بالاتجاه الصحيح ولو أنه تحرك ببطء. وفي الوقت الذي اعربت فيه معظم الدول الغربية ومنظمات الإغاثة الدولية عن خيبة أملها حول القرار الأممي الذي صدر في نهاية شهر يوليو/تموز، فإن الوضع تغيير مع القرار الحالي. إذ تم التصويت على القرار رقم 1564 يوم السبت الماضي، باستخدام المادة السادسة من ميثاق الأمم المتحدة، الأمر النادر عادة والذي يشير الى أن المجتمع الدولي يأخذ الوضع في السودان على محمل الجد واعتبره خطرا على الأمن الدولي والاستقرار في المنطقة.
وهذا القرار يعتبر ضربة قوية بالنسبة الى الحكومة السودانية التي لا تزال تعتقد أن ما يحصل في المناطق التي تسيطر عليها، هو شأن داخلي محض. وهي لا تخشى وساطة الاتحاد الافريقي التي أظهرت عدم جدواها، خاصة وأن المفاوضات في أبوجا فشلت تماما. كما أن هذه الوساطة دعمت استراتيجية الديكتاتور البشير في تقديم تنازلات بسيطة لمنظات الإغاثة. هذا واعتقدت الحكومة السودانية أنها تملك جميع الأوراق لحل الأزمة في دارفور بطريقة تتناسب مع أهدافها، خاصة وانها تجهز للتوقيع على معاهدة سلام مع الجنوب، لإنهاء أطول حرب أهلية في إفريقيا.
إلا أن اتجاه الريح تغيير بالنسبة الى الخرطوم، حيث تم لأول مرة في تاريخ مجلس الأمن الدولي الإشارة في القرار، الى معاهدة الإبادة الجماعية من عام 1948. وكانت الحكومة الألمانية معنية بالتأكيد على مفهوم الإبادة بشكل خاص، وعلى الاجراءات التي ستترب على الحكومة السودانية. وستجري الأمم المتحدة دراسة للتحقيق عن مدى صحة الاتهامات الامريكية بخصوص عملية الإبادة الجماعية، في محاولة لتجاوز الاخفاق الذي ارتكبته المنظمة الأممية خلال الأزمة الرواندية قبل سنوات. وضم جزء من المعاهدة الى القرار يعود الى الجهود التي بذلها الأمين العام كوفي أنان، والذي يرى في رواندا إخفاقا سياسيا شخصيا له.
هكذا باتت رسالة المجتمع الدولي الموجهة الى الخرطوم واضحة وتعطي الحكومة وقتا قصيرا للالتزام بالقرار، إذا ما ارادت تفادي العقوبات النفطية وما سينتج عنها. ولم تناهض روسيا والصين هذا القرار وإن امتنعتا عن التصويت. إلا أن القرار قد يؤدي الى الاطاحة بالحكومة السودانية إذا ما فشلت في حل الأزمة في دارفور وإذا اخفقت في إنهاء الصراع في جنوب السودان، حيث يتطلع الشعب السوداني كسائر الشعوب للعيش بسلام. ومن يدوس بقدميه هذه الآمال، لا يستحق سوى المعاقبة وهي أداة متوفرة للاستخدام وليس فقط ضد السودان.
تعليق: هاينريش بيرغشترسر
ترجمة: لينا هوفمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فخامة الرئيس.. عودوا إلى الثكنات العسكرية (Re: Yasir Elsharif)
|
عزيزي الصديق ياسر إن دعوتي للبشير هي دعوة مهذبة له ولمشايعيه قبل "أن يقع الفأس في الرأس" بالعودة للثكنات وهناك بعد عودتهم للانضباط يمكن أن يحاسبهم الشعب السوداني بشكل قانوني يحترم حقوقهم وحقوق "الشعب أولا". ما نراه اليوم دكتور ياسر ينذر بشرور مستطيرة لابد أن ننتبه لها جيدا خصوصا الاحتمالات الكبيرة بتفجر صراع دام بين الإسلاميين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فخامة الرئيس.. عودوا إلى الثكنات العسكرية (Re: خالد عويس)
|
الاستاذ خالد عويس
تحياتي لك وانت تمثل السودان في محفل اعلامي كبير
ربنا يديك الصحه والعافية ربنا يرفع السودان بكم
عندي سوال ليك ؟؟؟
في بوست سابق افدت بانك قد قمت بزيارة للدكتور الترابي وهو في
مستشفى ساهرون
لو ما فيها اي احراج ما هو الدافع لهذه الزيارة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فخامة الرئيس.. عودوا إلى الثكنات العسكرية (Re: abdalla BABIKER)
|
عزيزي عبدالله لا احراج في السؤال أبدا زرت د.الترابي في "ساهرون" لغرضين اثنين أولا : كإعلامي -وإن اختلفت سياسيا مع كثيرين- أحرص دائما على مد الجسور مع مختلف القوى السياسية السودانية لأن هذه القوى كلها مصادر مهمة بالنسبة لعملي، ومن هذا المنطلق فإنني كثيرا ما اتصل بأسرة الترابي لأخذ تصريحات صحفية خصوصا حين يكون بالسجن، وكان لازما أن أعودهم في المستشفى ثانيا: كنت مكلفابمهمة عمل صحفية مع الترابي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فخامة الرئيس.. عودوا إلى الثكنات العسكرية (Re: خالد عويس)
|
قرأت مقالة الاستاذ خالد عويس واحسبها جيدة وان كانت مستندة على ا المعلومات الرائجة في وسائل الاعلام وتصريحات ومواقف الدوائر المهتمة وذات الصلة بالشأن السودان اي ان الكاتب اغفل العمق الاستراتيجي للكثير من تلك المواقف سواء كانت امريكية او غربية تجاه الموقف المتشظي في اقليم دارفور والذي رأى الكاتب بانه سيكون نافذة التدخل الاجنبي في السودان، وليس تقليلا لشأن ما هو حادث من مأساة انسانية واضمحلال لنفوذ الدولة في ذلك الاقليم ، ونقدر للاسرة الدولية اهتمامها بالازمة، الا انني لا ارى مبرر لاحالتها الى مخطط لخدمة اجندة خفية للعالم الغربي ، خاصة ان هناك مناطق لا تقل التهابا في العالم مثل فلسطين ومع ذلك لم تتبارى اجهزة الاعلام الغربي والامريكي على وجه التحديد في الحديث عن ما يحدث للفلسلطينين بانه ابادة جماعية رغم الشواهد ، في الوقت الذي توظف فيه ازمة دارفور بصورة يراد بها حقا صرف الرأي العام عن اخفاقات الادارتين الامريكية والبريطانية في ادارة الازمة في مرحلة ما بعد تحرير العراق وافغانستان على حد سواء وما صاحبهما من افرازات يندي لها جبين الانسانية.
لا يبرئ احدا حزبي المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني عن ما يحدث في سودان اليوم ، بل انهما مسئولان ويجب ان يحاسبا بكل شفافية عن اسباب اضمحلال الدولة السودانية الى درجة التدخل الاجنبي في شئونها الداخلية. ولكن علينا ان ندرك بان السينايوهات الامريكية التي تدار بآلية الامم المتحدة ومجلس الامن ليس فيها ما يجعلنا نبتهج او ما نهلل له بانه مخرجا لنا من كربنا و ازمتنا الراهنة كوطن وشعب. لقد ارتكبت الحركة الاسلامية في السودان اخطاء كثيرة اعتبرت في وقتها ضارة بمصلحة الامن الدولي والاقليمي ، من بين تلك الاخطاء الوقوف الى جانب نظام صدام حسين ابان حرب الخليج الثانية و احتضان تنظيمات الحركات الاسلامية على مستوى العالم وتكييفهم فيما عرف بالمؤتمر الشعبي العالمي الذي اشتق منه الترابي مسمى تنظيمه الحالي الذي يصارع الحزب الحاكم ، هذا فضلا عن ايواء بن لادن وعناصر تنظيمه ممن يسمون بالافغان العرب ، ومحاولة اغتيال الرئيس المصري محمد حسني مبارك في اديس ابابا عام 1995م.
ما هو الموقف الذي وقفته الولايات المتحدة من نظام الانقاذ وهو يأتي بكل تلك الاخطاء من وجهة نظر الاستراتيجية الامريكية لقضايا الامن والسلم العالمي؟! لجأت الولايات المتحدة لما عرف باستراتيجية الاحتواء Containing strategy لنظام الخرطوم وذلك من خلال تصعيد الحرب ضده في الجنوب و ليس خافيا علينا اعلان واشنطن للمبالغ الضخمة التي انفقتها على الحركة الشعبية، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى استغلت الادارة الامريكية مراكز دراساتها المساندة للاجهزة الخاصة الامريكية استغلت قوى المعارضة المنضوية تحت لواء التجمع بحصار الخرطوم دبلوماسيا واعلاميا وذلك من خلال الندوات والسيمنارات وجلسات وحلقات الاستماع التي تدار عبر الكونجرس الامريكي او مجلس اللوردات البريطاني و غيره من الاتصال المباشر وغير المباشر بقيادة العمل المعارض و فتح باب التعاون بينها وبين منظمات الامم المتحدة لحقوق الانسان وغيرها من المنظمات الحكومية وغير الحكومية الغربية الناشطة في مجالات حقوق الانسان والاغاثة العالمية ، بلغ التعاون ذروته حين قذفت الولايات المتحدة مصنع الشفاء للدواء بناء على تقارير كان لقادة التجمع دورا اساسيا في تمليكها للاجهزة الخاصة الامريكية. اضف الى كل هذا تجميد حسابات الحكومة السودانية في العديد من البلاد الغربية ، وفرض حصار اقتصادي عليها وتوقيف العون الخارجي وايقاف اعتمادات السودان والرفض بعدم جدولة ديونه لدى صندوق النقد الدولي وغيرها من الاجراءات التي تستهدفت احتواء نظام الخرطوم.
كل ما ذكر اعلاه كان يندرج تحت ما يسمى بنظرية الاحتواء، فسؤالي هو ما الذي جنته القوى ا لديمقراطية من جراء تعاونها مع العالم الغربي والادارة الامريكية من تطبيقها تلك الاستراتيجية على نظام الخرطوم؟! لا شئ بل كانت النتيجية وبمجرد ان ذهبت حكومة بيل كلينتون اعادت ادارة جورج بوش تقييمها للموقف في السودان ، وعملت بموجب تقرير احد مراكز دراستها الذي نصح الحركة الشعبية والجيش الشعبي بالدخول في تفاوض جاد مع حكومة الاسلاميين في الخرطوم و ذلك لان ميزان القوة ميدانيا سيصبح لمصلحة الخرطوم التي ستوظف اموال البترول في جلب السلاح ، وانها اي حكومةالخرطوم لا تتورع في ترحيل الجنوبيين من مناطق انتاج البترول بغرض تأمينها. ومن ذلك التاريخ انفردت الحركة الشعبية بصورة جادة في المافاوضات التي كانت نتيجتها البروتوكولات الثلاث المعروفة.
سقط الرهان على دور امريكي في ايدي قوى التجمع ، مثلما سقط رهانها على الحركة الشعبية التي افترض وبموجب ميثاق التجمع ومقررات اسمرا 1995 م بانها ستفاوض الحكومة نيابة عن قوى التجمع، فها هو واقع الحال يثبت عكس ذلك تماما، واكدت ما سبق ان قلته في مقال لي عام 1993م نشر بجريدة الخرطوم بعنوان " التجمع الوطني في سياق التحالفات الوطنية" بان الحركة الشعبية تفاوض الحكومة من منطلق اهدافها النهائية وبالاصالة عن نفسها لا نيابة عن التجمع و لا اي قوى اخرى ، بل الكل بالنسبة للحركة " تكاتيك" والتحمع ما هو الا اطار تسوق من خلاله الحركة نفسها واطروحاتها ونجحت في ذلك.
نظام الخرطوم في حد ذاته لم يكن الهدف الذي تنشده واشنطن او القاهرة من اعمالها وتطبيقها لنظرية الاحتواء المزدوج ضده، خاصة في فترة التسعينات بقدر ما كانت العاصمتين تخططان بصورة مشتركة ومنسقة لاتقاء شروره. لسبب رئيس هو ان قوى التجمع لم تكن مقنعة لا للقاهرة و لا للواشنطن وقد سبق ان سمعت هذا عدة مرات من مسئولين امريكان ومصريين ايضا، وكلنا يعلم ان واشنطن لم تكن تدعم الحكم الديمقراطي في السودان ، وان القاهرة كانت على ضجر من مطالبة المعارضة الداخلية فيها بان تحذو مصر حذو السودان في تطبيق الديمقراطية التعددية ، بالاضافة الى حساسية مصر المفرطة تجاه حزب الامة وسنده الشعبي الممثل بكيان الانصار الممتد الجذور الى الثورة المهدية التي حررت السودان من الحكم التركي- المصري 18821 - 1885م ، لذا كانت مصر هي او ل من ايد انقلاب الاسلاميين في السودان وسوق له في العالم العربي نكاية في المهدي وحكومته.
قصدت ان اقول ان ربط السيناريوهات الدولية والاقليمية الضاغطة على نظام الانقاذ، بالتغيير والتحول الديمقراطي الذي نحلم به وبواقع التجارب القريبة والابعد نسبيا يعد ركض خلف السراب، ان المجتمع الدولي يضغط ولكن بحسابات محسوبة وان مصر تضغط ولكن بمقدار كانت من فوائده اتفاقية " الحريات الاربعة" والتي لم تكن لتحصل عليها ان كان الحاكم في الخرطوم هو الصادق المهدي، ولم ولن تسع اي مصر برجليها لتعيد الديمقراطية التعددية بالمفهوم الذي باذهاننا ليتربع المهدي و حلفاؤه على السلطة وبالتالي ينقض اتفاقية الحريات الاربع كما فعل مع اتفاقية التكامل الموقعة في عهد مايو ... نعم تحرك ايدي خفية سيناريوهات ضرب الاسلاميين بعضهم البعض على نحو ما يحدث بين المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني بل اكثر من ذلك بان هناك سيناريوهات تعمل لتحفز الفريق عمر البشير ورفاقه من العسكر لضرب ما تبقى معه في السلطة من قيادات الجبهة الاسلامية. تأسيسا على ما سلف تبدو مطالبة الفريق البشير بالجنوح الى خيار تشكيل حكومة قومية او عقد مؤتمر قومي دستوري يجمع فيه الامة والحركة والحزب الاتحادي الديمقراطي وقوى اخرى ، يبدو وكأنه حرث في البحر ، واننا كقوى معارضة ما زلنا نمني النفس امالا عراضا لم ولن تتحقق الا " في المشمش" مع الاعتذار لاستخدام هذه المفردة المصرية التي وردت في مسلسل او مسرحية مصرية ما.
ما يحدث اليوم من ضغوط خارجية اؤكد بان اهدافه لا صلة لها باشواقنا بعودة الديمقراطية او العدل الاجتماعي في بلادنا، ما يحدث في دارفور مع الاقرار التام بحجم التهميش التنموي وافرازات المشكل العرقي والجهوي في سودان ما بعد الاستقلال ، الا ان ما يجري الان عبر مجلس الامن والادارة الامريكية هو امر يتعلق بمصالح اقتصادية واستراتيجية غربية بحته، وسبق ان قلت ان ما تقوم به امريكا اليوم في العالم عامة والسودان بصفة خاصة ما هو الا تنفيذ لاستراتيجيات رسمتها الامبراطورية البريطانية سابقا، فدارفور واحدة من الاجزاء التي خضعت لقانون المناطق القفولة ابان الحكم ا لانجليزي المصري 1899/1956م وكذا الجنوب وجنوب النيل الازرق، اي انها مشاريع لاقامة دول منفصلة وفقا للاستراتيجية البريطانية سابقا ، وعلى نحو ما ترمي اليه بعض خيارات الادراة الامريكية حاليا.
ما يحدث في دارفور انه هبة لها اسبابها النابعة من داخل مشكلات الاقليم وتناقضات الحركة الاسلامية في السودان، ولكن تغذيتها بالصورة التي تتمظهر بها اليوم ، تجعلنا لا نتغافل بان هناك مخالب لمصالح تتعدى مطالب الاقليم بالعدالة والمساوة قد نشبت في الجسد الدارفوري وستفعل فيه ما فعلت بالتجمع الوطني الديمقراطي الذي لم يكن بالنسبة لها الا حصان طروادة. وتجدر الاشارة هنا الى ان من الاهداف والمرامي القوية للحركة الشعبية هو قيام دولة جنوبية بصيغة كونفيدرالية او الانفصال التام وهذا ما تطمح فيه في الاستفتاء الذي سيجري في السنة الثالثة من بدء تنفيذ اتفاق نيفاشا وميشاكوس. التفكير الاستراتيجي للحركة انها ترى بان كل الاحتمالات واردة ، وحتى لا يصبح مصير الاتفاق بينها وبين حكومة الانقاذ كمصير سابقتها على سيبل المثال اديس ابابا 1973 واتفاقية الخرطوم للسلام ، انه من مصلحة الحركة الشعبية ولو تكتيكيا ان تتعامل مع حكومة مركزية لها مشاغلها الحربية في الغرب او الشرق وان الحركة ليست هي لاعب اللعبة الوحيد بل لها حلفاؤها ومناصروها من اصدقائها في العالم الغربي الذين قد تستهويهم مثل هكذا رؤية ان لم يكن التخطيط لها في دهاليز اجهزتهم الخاصة. لذا فان ازمة دارفور وان لم تكن الحركة الشعبية ضالعة فيها بشكل مباشر الا ان توظيفها للازمة امر وارد ، اعتقادا بان حكومة الانقاذ ستكون اكثر تمسكا بتحالفها مع الحركة حتى تتمكن من مواجهة حركة دارفور، وهذا ايضا يمكن الحركة بقيادة دكتور قرنق من انتزاع اكبر قدر من المكاسب التي يمكن ان تحققها ابان النصف الاول من الفترة الانتقالية المحسوب بست سنوات يجري الاستفتاء في نصفها الثاني، فان كانت نتيجة الاستفتاء وحدة فليس من المستبعد ان تتخلى الحركة الشعبية ومناصروها عن قضية دارفور او دعم احلا ل سلام دائم ونهائي في الاقليم، واما ان كانت نتيجة الاستفتاء هي انفصال الجنوب عن الشمال، فلا اعتقد بان الحركة الشعبية لها مصلحة في ان تواجه دولة شمالية نفطية متحدة ومستقرة وهي اي دولة الجنوب ستكون وليدة وهشة البنيات، لذا فوجود شمال متشرزم ومحترب بداخله شرط من شروط قيام الدولة الجنوبية وهذا واحد من الاستراتيجيات الخفية بل لم تعد خفية فهي ظاهرة في احاديث قائد الحركة وتدخله المباشر في مفاوضات ابوجا الاخيرة بين حكومة الانقاذ ووفد حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان الدارفوريتين. ان الجلبة الاخيرة والتي اثارتها الحركة الشعبية عبر وسائل الاعلام ومن خلال تصريحات الناطق الرسمي لها الاستاذ/ ياسر عرمان وكذا احاديث الدكتور قرنق في واشنطن بقولهما بان النائب الاول يتهرب من التوقيع واتمام المفاوضات ، والرد النافي من قبل الاستاذ/ على عثمان طه كل هذا يؤكد بان الحركة الشعبية بدأ الفأر يلعب " في عبها" كما يقول المثل الشعبي ، فجنحت للتهديد بان العدول عن اتفاقيات مشاكوس ونيفاشا يعني نقل الحرب الى الخرطوم وغيره من التصريحات، بل ان باقام اموم قال ان نقض او التراجع عن ذلك يعني بالنسبة لهم كجنوبيين الاتجاه مباشرة نحو الانفصال. الجلبة الاعلامية والتهديدات الكلامية من قبل ممثلو الحركة الشعبية تفضح حقيقة ان الحركة الشعبية تسعى لتوظيف اوقات الازمة الراهنة في دارفور والتي يبد و انها خطفت الاضواء على الاقل اعلاميا . ان الدولة السودانية في اوقاتنا الحاضرة يمكنني وصفها بانها دولة " مشدودة الاعصاب" ، والتي لا يمكن ارتخاؤها الا اذا تجرد ابناؤها حقا ونفضوا ما علق في نفوسهم من كدر السياسي وبغضائها وعملوا بارادة وطنية خالصة لاقامة دولة القانون التي تكون محايدة بين ابنائها دولة يكون اس الاساس فيها هو الانتصار لارادة العيش معا انطلاق من التاريخ المصير المشترك، دولة تقوم على التكامل الوظيفي لاعراقها لا اقول التكامل العضوي لانه لا يوجد في اي دولة في الدنيا. وفي هذا السياق ان مشت المعارضة نحو اهل الحكم خطوة من اجل الوفاق ، فمطلوب من الحكومة ان تمشي عشر خطوات مقابل خطوتهم الواحدة، فقط لان السودان مهدد في قيمة بقائه اي وحدته وليس بفعل المخططات الاجنبية ولكن برغبة العديد من ابنائه الذين يوافق التدخل الاجنبي غرضا لديهم وان بدا عندي كجنة الداجال الا ان البعض يرى بان دولة تقيم العدل وهي كافرة ، خير من دولة ظالمة حتى وان كانت على الاسلام.
ودمتم ابوساره بابكر حسن صالح
*************************************************************
مكتوب لك الدهب المجمر تتحرق بالنار دوام
| |
|
|
|
|
|
|
|