الأخ .. ودقاسم
لك التحية والود والتقدير .. الحمد لله انك أخرجتنى باجابتك هذه من مغبة حوار طويل قد يحرفنا من الموضوع الأساسى .. وفى اعتقادى أن قضية المرأة ظلت ولزمن طويل موضع شد وجذب وتعددت حولها الآراء من تزمت وتطرف ضدها وما بين مساند لها ومطالب بحقوقها وبين من يرى وجوب مساواتها بالرجل وبين من يرى تفوقها على الرجل فى كافة نواحى الحياة .. وقبل أن أبدأ مداخلتى حول هذا الموضوع
، أحب أن أعلق حول المقدمة التى بدأت بها فى طرح القضية
للحوار
تقول أخى ودقاسم فى المقدمة:-
Quote: استمرت لقرون عديدة ترعى شئون البيت وتربية الأولاد ، ولا يسند إليها من الأعمال الانتاجية إلا ما هو هامشي |
الحق أن المرأة لم تكن كذلك الا فى العصور القريبة من تأريخ البشرية .. اذ قدمت لنا ميثولوجيا العصور القديمة ـ أقصد البدائية ـ المرأة على أنها واهبة الأسرار والمعجزات .. ونقرأ فى معظم الأساطير أن (اله) الأرض أنثى وليس ذكرا، وأن أول مظاهر العبادة كانت عبادة الألهة الأنثى. هكذا كانت مكانة المرأة فى تلك الأحقاب السحيقة أو ما يعرف اصطلاحا بالمجتمعات المشاعية ، اذ لم يكن الجنس ـ أو النوع ـ سببا كافيا لتمييز الرجل عن المرأة، وكانت المرأة تشارك الرجل فى قطف الثمار وفى الصيد للحصول على أقواتهم واحتياجاتهم الضرورية.
وبدخول الأنسان مرحلة الصيد النشط .. أي بعد اختراعه لأدوات جديدة للصيد، شكل الصيد المصدر الأساسى للرزق، من هنا تم أول تقسيم للعمل تبعا للسن والجنس، فانصرف الرجال لصلابة عودهم بلأضافة لتحررهم من عبء الحمل والولادة الى الى الصيد بينما كان النساء والأطفال يؤدون مهام ضرورية أخرى وهى التاقاط النبات والصيد المائى ـ ثم بعد فترة قصيرة ـ الزراعة. وقد أدى تقسيم العمل لتنظيم العلاقات الجنسية من علاقات اباحية غير منظمة الى علاقات منتظمة، ليسود شكل من أشكال الزواج الجماعى، حيث يتزوج عدد من الرجال لارابط لهم بعدد من النساء لا رابط بينهن، وعلى الرغم من ضيق دائرة الزواج هذه الا أنه لم يكن من الممكن معرفة والد الطفل بدقة، ومن ثم كان ينسب الطفل لأمه .. وقد لعب ذلك بالأضافة لمشاركة المرأة فى كافة الأعمال الى تعزيز دورها القيادى، مما جعل سلطتها أقوى من الرجل ..للدرجة التى
أطلق فيها على النظام الأجتماعى فى تلك الحقبة اسم النظام الأمومى.
كل هذا يؤكد أن المرأة كانت تشارك فى كل الأعمال الأنتاجية .. وأن مسألة اسناد المهام المنزلية للمرأة فرضها العوامل المذكورة أعلاه