اطلعنا هنا في موقع سودانيزأونلاين على خطاب السيد رئيس الجمهورية ورئيس المؤتمر الوطني في وقائع جلسات المؤتمر الثاني لحزب المؤتمر الوطني وكذلك على البيان الختامي ، وفي الوثيقتين ما يكفينا عن متابعة تفاصيل المؤتمر حيث أنهما تشتملان على كل ما أراد المؤتمر الوطني إيصاله إلى جماهير الشعب السوداني ... وحقيقة لا ألمس الكثير من التجديد والتغيير في خطاب المؤتمر الوطني ، لأن المؤتمر الوطني منذ تأسيسه انطلق يبشر بالشورى والديمقراطية والعدالة والنضج السياسي . وقد ظل المؤتمر الوطني يتحدث عن التنمية ونحن نعاني قمة فقرنا ، ويتحدث عن الشورى ونحن نعاني قمة ديكتاتورية نظامه ، ويتحدث عن الحرية وهو لا يتقبل منا وجهة نظر أو قولة حق ، ويتحدث عن الوحدة الوطنية في ظل الاستفراد بكامل السلطة والثروة مع الاستمرار في إثارة النعرات . وما ينتظره الشعب السوداني من المؤتمر الوطني ليس الكلام أو تجديد الخطاب ، فقد شبعنا كلاما ، في وقت لم تكن فيه فرصة للكلام لغير المؤتمر الوطني ، ومن السهل أن يأتيك من يضرب الأمثلة بإتاحة الفرصة للصادق المهدي أو آخرين معدودين في التلفزيون القومي ، لكن المؤتمر الوطني كان يتحدث طيلة الأربعة والعشرين ساعة وبلا انقطاع . تقرأ فتجد الدعوة إلى الإجماع الوطني ، وتجد الحديث عن الفصل بين السلطات ، واستقلال القضاء ، وحرية العمل النقابي ، وحيادية الخدمة المدنية ، وقومية الأجهزة العسكرية والأمنية ، وعدالة التوزيع ، والاهتمام بتوظيف الخريجين ، وتوسيع مظلة التأمين الصحي ، ودعم الزراعة ، وتحرير الاقتصاد ، وغيره من شعارات الديمقراطية وأركان بنائها . هل هناك جديد في هذا ؟ فلو قرأنا خطابا من خطابات الرئيس البشير ، أو أطّلعنا على أي ورقة صادرة من المؤتمر الوطني فسنجدها تحتوي كل هذه التفاصيل . ولو اطّلعنا على برامج المؤتمر الوطني في مراحل مختلفة من عمره لوجدنا أن كل الوثائق ظلت تردد نفس الحديث . لكن الفعل في الواقع مختلف ، والنتائج واضحة للعيان . وما الحرب والصراع الذي دار ويدور بين المؤتمر الوطني وبقية القوى السياسية إلا لأن الفعل كان مختلفا تماما عن القول . نعم هناك واقع جديد يفرض على المؤتمر الوطني أن يغيّر ليس فقط في خطابه وإنما في فعله ، ببساطة لأن المؤتمر الوطني لا يستطيع أن يفعل تماما ما كان يفعله بالأمس . فالمؤتمر الوطني يعلم تماما أن المحاسبة والمراقبة تلزمه بالشفافية ، وأن الالتزام باتفاقية السلام وبالدستور أصبح أمرا لا تراجع عنه ولا مساومة فيه . وأن مواثيق حقوق الإنسان والمجتمع الدولي من خلفها لا يرحم . لكن المؤتمر الوطني ينسى أو يتناسى عن قصد أن الجرح الذي تتم الطبطبة عليه دون النفاذ إلى معالجة جذوره يتعفن من الداخل وينفجر . فالظلم الذي حاق بأبناء الوطن المنتمين إلى القوى السياسية التي ظلت معارضة والتي تمثل الأغلبية ، ظلم له نتائجه وله أبعاده ، ولا يمكن دفنه هكذا بمجرد دعوة من الرئيس للوئام الاجتماعي ووحدة الصف . والخدمة المدنية التي شردت كوادرها ، وأفرغت من المؤهلين وأصحاب الخبرة وتم تسليمها لأصحاب الولاء ، ما تزال تعاني ، وما تزال نتائج الإقصاء واقعا معاشا ، تأثر به الأداء في دولاب العمل ، وتأثرت به الأسر وتأثر به الأفراد . والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية المختلفة لا يمكن أن تصبح قومية لأن المؤتمر الوطني يعتبرها قومية ، فهي أجهزة حزبية خالصة ، ولن يحولها خطاب الرئيس إلى القومية المنشودة دون أن يصحب ذلك الخطاب عمل جاد وصادق . والاعتداءات على النقابات واستقلالية القضاء وضعف الخدمات وانهيار المشاريع الزراعية الكبرى ، كلها أمور تحتاج إلى قول متبوع بعمل . وخلاصة ما أردته أنه لا يمكننا أن نقيم الصلاة إلا بعد وضوء أو غسل ، وقد أحدثنا ما يفسد الوضوء وما يوجب الغسل . كما لابد لنا من أن نخلص النية حتى يكون عملنا خالصا لوجه الله ، وهذا أمر يقتضي توبة نصوحا ، والتوبة تستوجب رد الحقوق إلى أهلها ، والندم على ما فات ، وعدم العودة إليه . وسكوت المؤتمر الوطني عن إعلان توبته ، وعدم إبدائه أي قدر من الندم على ما فات ، وعقد العزم على عدم العودة إلى ما فات ، كلها أمور تجعلنا نقول أنه لا جديد في الخطاب ، لكنّا نقول : ليتنا نرى جديدا في العمل ...
Quote: والتوبة تستوجب رد الحقوق إلى أهلها ، والندم على ما فات
يا اخوي هؤلاء القوم استحلوا السلطة وخلاص ما ممكن يرضوا بحد تاني حتى ينظر ليهم من الشباك دوول يقولوا ليك عض قلبي ولا تعض رغيفي يا اخوي نحن ما عايزين منهم رد حقوق ولا توبة بس يخلوا الشعب يختار سلطته بنفسه وهم يزحوا بعيد
11-26-2005, 06:13 AM
ودقاسم
ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
حمزاوي هل ترى أن كل هذا الذي يحدث مجرد زوبعة في فنجان ؟ أعتقد أن أهل المؤتمر الوطني قد فهموا الدرس وأنهم يتعلمون لكن ببطء شديد ... آمل أن لا أكون متفائلا أكثر مما يجب .
11-26-2005, 10:53 PM
ودقاسم
ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
لكن المؤتمر الوطني ينسى أو يتناسى عن قصد أن الجرح الذي تتم الطبطبة عليه دون النفاذ إلى معالجة جذوره يتعفن من الداخل وينفجر . فالظلم الذي حاق بأبناء الوطن المنتمين إلى القوى السياسية التي ظلت معارضة والتي تمثل الأغلبية ، ظلم له نتائجه وله أبعاده ، ولا يمكن دفنه هكذا بمجرد دعوة من الرئيس للوئام الاجتماعي ووحدة الصف
اقول ليك اخوى ود قاسم الدكتاتوريه عمرها ما كانت ديمقراطيه!!! و من اتى على ظهر دبابه سوف يظل دبابا الى ان يموت و يريح العباد منه و من نظامه و ديكتاتوريته ... انشاء الله اموت الدكتاتور و تتحطم طائرته ... امين يا رب ...... اخوك عبدالماجد ميامى
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة