|
كتابات من نار وصاعقة ..... عبدالمنعم سليمان...!!!
|
صحيفة رأي الشعب
الخميس 12 نوفمبر 2009م
الكاتب : عبدا لمنعم سليمان
قصة موت مُعلن وحكاية دكتور( بلا حدود)..!!
لا توجد فترة في كل العصور التاريخية القديمة والحديثة شبيهة بما نعيشه الآن في السودان سوى الفترة التي سبقت نهاية الدولة العباسية – وما أشبه الدولة الإنقاذية بالدولة العباسية - وهي الفترة التي عرفت بعد ذلك بفترة الانحطاط والذي عم جميع نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وشهد سقوط دولة القانون مما أدى إلى التعجيل بسقوط كل الدولة العباسية وتلاشيها ..
الآن ورغم إن البلاد تمر بأصعب وأحلك مرحلة في كل تاريخها الحديث إلا أن المتابع للأحداث ودون أن يبذل أدنى جهد يلاحظ انصراف من يجب أن يكونوا أعمدة للاستنارة وقادة للرأي والتنوير من السياسيين والكتاب والمثقفين وأهل العلم والمعرفة ورجال الدين ودخولهم في معارك انصرافية لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تنجي البلاد من مصيبتها الكبرى(!) , ومثل هذه المعارك الوهمية حدثت أثناء تدهور وانحطاط الدولة العباسية في نهايتها فكانت الأسئلة المتداولة حينها والدولة تتداعي وينفرط عقدها على شاكلة ( ما حكم من دخل بفـم البقرة وخرج من دُبـرها ) – منذ عهد الدولة العباسية وحتى بروز الدولة الإنقاذية لم يحاول احد من العباسيين لا القدامى ولا (الجدد!) ولم يحتاج لاقتحام البقرة بهذه الطريقة الاكروباتية المتوحشة - , ولكن هكذا تطفح على السطح أيام الأزمات والانحطاط والتدهور مثل هذه الأسئلة الانصرافية الوقحة لتفادي الأسئلة الصعبـة والملحة و الضرورية , و الهاء الشعب فيما لا طائل منه , وكما نعرف أدى ذلك لنتائج كارثية تاريخيا وسيؤدي لما هو أسوء حاليا ..!!
وليس أدل على ذلك من أن تعتبر (الدولة) حرية اختيار الأستاذة الفاضلة لبنى أحمد حسين لملبسها ( قضية محسومة لصالح لبنى وأخواتها منذ أكثر من أربعة عشر قرنا) مُشكلة خطيرة تتطلب كل ذلك الجهد (الحكومي) الذي بذل والوقت الذي أُهدر والمال الذي انفق , وأكاد اجزم انه لا توجد عملية نصب واحتيال جماعي تصل لمرحلة الخيانة (خيانة الوطن) اكبر من تصوير حرية المرأة في أن ترتدي ما تريد من الملابس - أيا كانت – كقضية رئيسية في بلد مطلوب رئيسها نفسه للعدالة الدولية مع ما يترتب على ذلك من مخاطر مقارنة بأي قضية أخرى, ناهيك عن قضية كقضية (لبنى) يضمن لها دستور البلاد ( المُجمًد!) حقها في حريتها الشخصية..!!؟ ..
ان مسالة عدم التحدث عن القضايا الاجتماعية الحساسة ومعالجتها بـ (الطنًاش) السوداني المعهود وترك المواضيع المهمة للـ (الزمن) القيام بمهمة حلها , تفاديا لما تسببه من إحراج وقتي زائل . هذه الطرق المحلية المتحايلة بالإضافة إلي أنها طرق أثبتت فشلها وساهمت في تعقيد تركيبة الشخصية السودانية فإنها أيضا لا تصلح كحلول للقضايا السياسية خاصة لو كانت هذه القضايا السياسية ذات أبعاد دولية كقضية المحكمة الدولية والتي لا يؤثر حديث الشعب عنها في مسار القضية كما لا تتأثر بإخراسه , وليت الأمر كان بيدنا نحن الكاظمين الغيظ العافين عن الناس, فقد (عفونا!) قبل ذلك (غصبا عنا ) عن الطاغية (النميري) والذي تستوجب جريمة قتله للأستاذ محمود محمد طه وحدها أن يعلق على المشانق ليكون عبرة للناس جيلا بعد جيل, و ما زال سدنته (باقون!) بيننا يمشون في الطرقات وفي الأسواق ويتجولون في ليالي الخرطوم الحزينة(!) والسعيدة , و(باغون!!) علينا كوزراء يقضون (حوائجهم) وبعض(!) حوائج الناس , وبينهم من استنكف حتى الطاغية (النميري) – يا سبحان الله - من استوزراه برغم انه كان يكد لنيل الوزارة كدا (ليلا!) ونهارا ليلاقيها , فلم يلاقيها إلا بعد مجئ الإنقاذ (الرسالية) التي يوزع فيها الدكتور نافع علي نافع ( دكتور بلا حـدود ) الوظائف مثقال بدينار وكأن الدولة مملكة تخصه ألت إليه بالوراثة أو أنها من بقايا ما ملكت أيمانه ليوظف من يشاء ويعزل من يشاء بل وفي (جلافة!) ريفية خالية حتى من النبرة الريفية الحانية والحنينة, يصرح بـ ( ال داير الوظيفة يجينا) هكذا أصبحت الوظيفة – يا لعارنا وخيبتنا - تباع كما يباع ( الجمكسين) (والبروميد بوتاسيوم) وكل المنتجات المُسرطنة و المتسرطنة المفروشة على أرفف وأرصفة أسواق الخرطوم بلا رقيب أو حسيب (!) , من يخجل لهذا الدكتور يا الله ؟ , لم يخجل الدكتور وقتها لتصريحه , ولم يعتذر كما لم يشعر بخجلنا له , وما زال الدكتور وصحبه في تصريحاتهم يعمهون ومازال يُصًرح ويُصرًح حتى يُكتب عند الشعب (صحافا) ..!!
في رواية (قصة موت معلن) يروي لنا الروائي العالمي غابرييل غارسيا ماركيز عن ملابسات جريمة قتل (نصـار) والتي كانت مُعلنة قبل فترة طويلة حيث حدد القاتل التاريخ والمكان والزمان الذي سينفذ فيه عملية قتل (نصار) , كان جميع سكان البلدة يعرفون ساعة قتل نصار, شخص واحد فقط لم يكن يعرف, هو نصار نفسه , حيث لم يتجرأ احد ويحذره حتى حضر القاتل في التاريخ المحدد وقتله ..!
ان المحكمة الجنائية الدولية (وبغض النظر عن رأي البعض فيها), تطالب بمحاكمة الرئيس البشير ولا شك إن المسيرات التي تشجب وتستنكر المحكمة والمدعي العام من مناصري الرئيس البشير لا تعدو أهميتها في أفضل الأحوال أكثر من كونها ترفع الروح المعنوية للرئيس وتظهر التضامن الذي يجده من مناصريه , وهذا الأمر وان كان مفيدا (للرئيس) إلا أن الحقيقة التي يجب أن تقال هي : ثم ماذا بعد ذلك ؟ ماذا بعد ان توقفت (المايكرفونات) ومكبرات الصوت والمسيرات ولم يتوقف مدعي المحكمة لويس اوكامبو عن ملاحقة الرئيس البشير ؟ ماذا ومدعي المحكمة اوكامبو يستأنف القرار بعد الآخر ؟ ماذا اعد السيد وزير العدل - ولا أقول السيد نقيب المحامين - الذي نسى مهنته وركب هو الآخر موجة الهتاف والمسيرات والحشود والتحشيد مع ان كاتب هذا المقال يحفظ ويحتفظ للسيد فتحي خليل نقيب المحامين بسلسلة لقاءات أجرتها معه مجلة (المحامي) التابعة له – حتى لا يقال خونة ومارقين – وهو (يتغزل) في المحكمة (قبل اتهامها للرئيس البشير) بل ويطالب بتغيير القوانين لتتواءم – حسب قوله – مع قوانين محكمة الجنايات الدولية (!) فسبحان الذي يغير ولا يتغير (!) , ماذا أعد السيد الوزير من مرافعات للدفاع (القانوني)عن الرئيس المُتهم خاصة بعد أن بدأ واضحا من خلال سير المحكمة ومجريات الأحداث الدولية خطأ رفض التعامل القانوني مع المحكمة؟ وهل توجد وسيلة فاعلة لمواجهة المحكمة غير الشتائم والسب واللعنات التي يوجهها البعض صوب مدعي المحكمة ؟..!!
يبدو واضحا و(مُعلنا) وليس سرا كما جاء عبر أجهزة الإعلام العالمية ان المحكمة ستنظر خلال هذا الشهر(نوفمبر) استئناف مدعي المحكمة اوكامبو ضد قرار المحكمة الخاصة بالإبادة الجماعية, فماذا لو أصدرت المحكمة التي قبلت الاستئناف شكلا قرارها لصالح استئناف المدعي العام خاصة وان لا احد يمثل الدفاع (!), برغم ان الحكومة تعترف بجرائم ارتكبت ( لا يهم العدد) ؟ هل يعلم من لا يريدون التحدث أمام الرئيس عن هذه المحكمة المُعلنة تبعات الإدانة بالإبادة الجماعية ؟ وهل يمكن اعتبار هذا الموضوع من المواضيع العادية التي يمكن لنا فيها تقبل دعابات الدكتور نافع الثقيلة وغير المستحبة بل والضحك معه أو عليه ؟ .. انها حكاية (مُعلنة) تتجاوز تهديد المحكمة لرئيس البلاد وقد تصل وهذا (مؤكد) لتهديد كل البلاد لو إننا تعاملنا معها بهذه الطريقة السودانية المعهودة , وتركنا مسألة حلها للوقت أو لشتائم نافع التي لن تؤجل محاكمة ولن تخيف عنزا دعك من كون اوكامبو قد سمع بها , هذا لو لم تتسبب في المزيد من التحدي (غير المتكافئ) وبالتالي مزيدا من الورطة والتوريط للبلاد (!), لذا فان الحديث عن مخرج علني لهذه الورطة المُعلنة هو الطريق الوحيد لتجنب الكارثة القادمة اما تجاهل الموضوع برمته و عدم التحدث عنه فهو بمثابة خيانة كبرى كما يفعل البعض من جماعة المؤتمر الوطني من المرائيين وأصحاب المصالح الضيقة الذين لا تهمهم سوى تطلعاتهم الخاصة و مصالحهم الشخصية وأمنهم الشخصي حتى لو أدى ذلك لذهاب البلاد كلها بما فيها ومن فيها ..!!
في مسرحية للكاتب وليم شكسبير وفي مشهد غريب وعجيب ومؤثر يموت احد شخصيات المسرحية في معركة دفاعا عن آخر فتقودنا فصول المسرحية لنكتشف بعد ذلك ان الميت لم يمت فداء للآخر بل كان يريد ان يثبت للآخر الذي كان يهاباه ويخشاه انه أكثر منه شجاعة وانه يضحي أكثر منه , كان كل ذلك لجره للموت مثله .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كتابات من نار وصاعقة ..... عبدالمنعم سليمان...!!! (Re: عبدالكريم الامين احمد)
|
Quote: في رواية (قصة موت معلن) يروي لنا الروائي العالمي غابرييل غارسيا ماركيز عن ملابسات جريمة قتل (نصـار) والتي كانت مُعلنة قبل فترة طويلة حيث حدد القاتل التاريخ والمكان والزمان الذي سينفذ فيه عملية قتل (نصار) , كان جميع سكان البلدة يعرفون ساعة قتل نصار, شخص واحد فقط لم يكن يعرف, هو نصار نفسه , حيث لم يتجرأ احد ويحذره حتى حضر القاتل في التاريخ المحدد وقتله ..! |
وحال الشخص الذي ورد في رواية ماركيز بالتاكيد يشابه امر البشير الذي لايجرو احد من الحاشية ان يحدثه بما ستجره اليه الايام عاجلا ام اجلا كمطلوب للعدالة الدولية التي شاهدناها امسكت بالمطلوبين ولو بعد سنين عديدة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كتابات من نار وصاعقة ..... عبدالمنعم سليمان...!!! (Re: عبدالكريم الامين احمد)
|
هلا يا هندسة.. هاك دي كمان ..
Quote: الحاج وراق - مسارب الضي الأحد, 01 نوفمبر 2009 08:58 مقتطف والآن، قبل أربعة أشهر فقط على عملية التصويت، وقبل أيام معدودات على عملية التسجيل، التي تشكل جزءً من العملية الإنتخابية، فإن البلاد لاتتوفر فيها الحدود الدنيا من شروط الإنتخابات الحرة النزيهة. وأبرز هذه الشروط ثلاثة، أولها حرية التعبير، ويكفي كدليل على عدم توفرها سماع اي نشرة اخبار في الاذاعة او التلفزيون.! وثاني الشروط حيدة اجهزة الخدمة العامة، وثالثها سيادة حكم القانون واستقلال القضاء. وأما وضع الخدمة العامة، فما من سوداني واحد لا يعرف بأن الإنقاذ قد اختطفت الدولة السودانية وحولتها من دولة وطن إلى دولة حزب (وطني)! وأما عنوان أوضاع القضاء فحكم المحكمة الدستورية – اعلى المراجع القضائية في البلاد – بدستورية الرقابة الأمنية على الصحف!! مع العلم بأن الدستور ينص صراحة على كفالة حقوق الإنسان وفق المواثيق الدولية وعلى كفالة حرية التعبير كما في مجتمع ديمقراطي سليم! وما من عاقل يمكن أن يحاجج بنزاهة بأن المعايير الدولية لحقوق الإنسان تتضمن أو تقبل الرقابة الأمنية على الصحف
وقال: تشكل أزمة المحكمة الجنائية السبب الرئيسي وراء إندفاع الإنقاذ في هذه (المسخرة)، ولا يمكن فهم هذا الإندفاع إلا بفهم إشتعال ديناميت الإختطاف، فالإنقاذ التي اختطفت الدولة لصالح حزبها قد تم إختطافها نفسها لصالح مجموعة أو فرد واحد!! وعلى كلٍ ليس من مصلحة المشير البشير نفسه الإنتحار ونحر البلاد، ذلك أن إنتخابات زائفة، مهما علا صوت المزايدين وماسحي الجوخ، لن تقدم مخرجاً ولا أفقاً، لا للمشير البشير كشخص ولا للبلاد.[/QUOTE]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كتابات من نار وصاعقة ..... عبدالمنعم سليمان...!!! (Re: محمد على طه الملك)
|
Quote: مقتطف والآن، قبل أربعة أشهر فقط على عملية التصويت، وقبل أيام معدودات على عملية التسجيل، التي تشكل جزءً من العملية الإنتخابية، فإن البلاد لاتتوفر فيها الحدود الدنيا من شروط الإنتخابات الحرة النزيهة. وأبرز هذه الشروط ثلاثة، أولها حرية التعبير، ويكفي كدليل على عدم توفرها سماع اي نشرة اخبار في الاذاعة او التلفزيون.! وثاني الشروط حيدة اجهزة الخدمة العامة، وثالثها سيادة حكم القانون واستقلال القضاء. وأما وضع الخدمة العامة، فما من سوداني واحد لا يعرف بأن الإنقاذ قد اختطفت الدولة السودانية وحولتها من دولة وطن إلى دولة حزب (وطني)! وأما عنوان أوضاع القضاء فحكم المحكمة الدستورية – اعلى المراجع القضائية في البلاد – بدستورية الرقابة الأمنية على الصحف!! مع العلم بأن الدستور ينص صراحة على كفالة حقوق الإنسان وفق المواثيق الدولية وعلى كفالة حرية التعبير كما في مجتمع ديمقراطي سليم! وما من عاقل يمكن أن يحاجج بنزاهة بأن المعايير الدولية لحقوق الإنسان تتضمن أو تقبل الرقابة الأمنية على الصحف
وقال: تشكل أزمة المحكمة الجنائية السبب الرئيسي وراء إندفاع الإنقاذ في هذه (المسخرة)، ولا يمكن فهم هذا الإندفاع إلا بفهم إشتعال ديناميت الإختطاف، فالإنقاذ التي اختطفت الدولة لصالح حزبها قد تم إختطافها نفسها لصالح مجموعة أو فرد واحد!! وعلى كلٍ ليس من مصلحة المشير البشير نفسه الإنتحار ونحر البلاد، ذلك أن إنتخابات زائفة، مهما علا صوت المزايدين وماسحي الجوخ، لن تقدم مخرجاً ولا أفقاً، لا للمشير البشير كشخص ولا للبلاد |
هلا يا محمد وتحياتي ووراق وبيجو لقو مساحة وزمن في الهامش المقتلع للحريات الصحفية ووقعو في الجماعة ديل هبت وسلخ وضرب في المليان يسر البال
| |
|
|
|
|
|
|
| |