دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
يكتبني النص لأتحرر من قلقة وأكتبه لآتحرر من وجعه.. حوار د. اشراقة مصطفى
|
حوار مع الشاعرة والباحثة الدكتورة إشراقة مصطفى حاورها: بانقا الياس
يكتبني النص لأتحرر من قلقه وأنا اكتبه لأتحرر من وجعه
شاعرة ترفض خصوصية المعاناة فتغوص في مشاكل المرأة،وهموم القصيد،وتحاول كمثقف عضوي معالجة سؤال الهوية والتحول في المهجر، والتنمية في الوطن، فتفتح أقواسا وتضيء فوانيسا. تعيش في النمسا التي منحتها العديد من الجوائز تقديرا لجهودها المثابرة في البحوث والحراك الثقافي بين الجاليات الأجنبية وصارت أعمالها موضوعا لرسالات جامعية عديدة، الشاعرة والباحثة الدكتورة إشراقة مصطفى حامد.
*من هي إشراقة وماذا تريد من الدنيا؟ إنسانة عادية جدا، تنتمي للحياة والناس،و للشجر والنيل والفقراء..أريد من الدنيا ما يجعل أناسها الفقراء خاصة يحسون بالكرامة والانسانية، أريد لهم كل ما تشتهيه النفس من حقوق مشروعة،من مائ نظيف، وكهرباء لكل القرى والأرياف، ومدارس تنشر المعرفة وحقول نغرس فيها أشجارالمحبة والتسامح.
*تتميز كتاباتك الفكرية واشعارك بجرأة باذخة من أين جاءت،خاصة وأنت تحتفلين بعيد ميلادك السادس وأربعين؟ ترتبط الجرأة بمقاومة الخوف، فلقد علمني أبي منذ الصغر أن لا أخاف وحبب إلى روحي المعرفة وهي الثمرة الأولي التي غرسها في تربتي الخصبة منذ زمن بعيد،وارتبطت بالمحاولات الأولي للاطلاع وأنا صغيرة وقتها. كما لعبت تجربتي في العمل العام دورا أساسيا في صقل ذلك. ورمى المهجر بظلال كثيفة على تجربتي السودانية صقلت تجاربي المختلفة بعجينة التحدي والمقاومة والصمود، بالتحدي الذي علمتني له الحياة القاسية وأنا أقاوم الفقر بكل اشكاله حتى صارت المقاومة تتربع على عرش رئتي وتتنفسها . *شكلت مسألة المهجروجراحات الهوية حجر الزاوية في كتاباتك، كيف تجدين نفسك مع الكم الهائل الذين كتبه الآخرون في هذا المجال؟ كل ما أكتبه أو أقوله لم يأت من فراغ بل هو نتاج لتجربتي المملوحة بتجارب أخرى وامتداد لأرث عظيم تركه الفاعلون والفاعلات في تاريخنا، ربما الذي اكتبته في هذا المجال لا يساوي كثيرالكتابات عديدة في هذا الشأن إذ أن الهوية تشكلت بكل جراحاتها من خلال سنوات الهجرة واسئلتها الصعبة التي وضعتني أمام بركان متفجر باستمرار عن أسئلة الوجود والكينونة.
*كم مترمن الروح قطعت كلمات قصائدك إلى الآن من ديوانك الأول (أحزان شاهقة) الذي ترجمت بعض نصوصه إلى الألمانية تحت أسم (ومع ذلك أغني). من يكتب الآخر أنت ام القصيدة؟ يكتبني النص لأتحرر من قلقه وأنا اكتبه لأتحرر من وجعه، علاقة جدلية بين الحياة والموت هي العلاقة بيني وبين الكتابة. * نحتاج إلى الشعر في عالمنا أكثر من الدول الأسكندنافية. ما رأيك؟ نحن في حاجة إلى أن نعيش الحياة،والحياة لا تطاق من غير الشعر والكتابات الابداعية وكل اشكال الفنون الأخرى. *قال الكاتب النيجري شينوا آشيبي لم أك أتصور أن تصادف روايتي الأشياء تتداعى هوى عند بني جلدتي ناهيك عند شعوب أخرىحتى كتبت طالبات من إحدى الجامعات في كوريا الجنوبية أوضحن وجهن نظرهن حول روايتي. عندها عرفت أن الناس عبر البحار يمكن أن يتجاوبوا مع أي عمل ابداعي إذا نجح مخاطبة تجاربهم الخاصة." ما الذي وجدته الطالبة الأسترالية في اشعارك لتكتب عنها بحث تخرجها في الجامعة؟ الطالبة الاسترالية تانيا قرأت كتابي النمسا بعيون المهاجرين والمهاجرات واخذت كتابي نموذجا لها. كنت مندهشة وهي تكاتبني إذ أني لم أعرف أنها من أصل استرالي لأنها كاتبتني باللغة لألمانية ،ولا أعرف إلي أي مدى لامستها هذه الكتابات الشىء الذي دعاها وحرضها لتكتب عن هذا الكتاب، إلا أني أعرف أن بحثها الذي حاولت فيه قراءة واقع المهاجرين من خلال كتابي حفزني لأعرف كيف يفهمني (الآخر) بل كيف (يفسرني)إذ أن الكتابة نفسها حالة، فأغلب النصوص التي قامت بتحليلها اختلفت وحالتي الآن وأنا اتعامل معها كقارئة، فحين مخاضها يكون الوحع عظيما وحين اتحرر منها أواصل مسيرتي بحثا عن كيف يقرأني الناس. كيف تقيمين أدب المنفى والكتابة الاسفيرية؟ هذا السؤال يقودني إلى سؤال معقد جدا وهو سؤال الوطن والمنفى، فنجربة الهجرة غيرت كثير من المفاهيم وذلك وفقا للتجربة التي عاشا وعاشتها كل مهاجلا أو مهاجرة أيا كانت الأسباب وظروف الهجرة. أما ّا المنفى مقصود به دول المهجرالتي شكلت واضافت للعديد منا أبعادا إيجابية رغم رغم انتزاع الروح من عشبها النضر الذي مرحت فيه إبلها في طفولتها وصباها، الكتابة في المهجر(المنفى) هي سؤال الروح وحبرها الباكي الذي يحاول أن يشق صدر الورقة. من الصعب تقييم أدب المنفي والكتابة الاسفيرية دون دراسة وبحث علمي وهذا ما ينبغي القيام به مستقبلا. ماذا اضافت إليك الجوائز العديدة التي حُزتي عليها وما هي مشاريعك المستقبلية؟ اضافت لي الجوائز المختلفة التي نلتها المزيد من المسئولية والخوف في أن لا استطيع تحمل ذلك إذ دفعت بي تحت دائرة الضوء ولا سبيل للتراجع كما أنها منحتني طاقة خلاقة تحفزني في إنجاز مشاريعي القادمة في مجالات المتابعة و الكتابة والبحوث، منها كتاب (لعنة الحنين) الذي يتكون من جزءين الأول ( ذاكرة المطر) والثاني (ذاكرة الشموس الغائبة) وهذه اللعنة الحنينية هي ملخص لتجربتي في النمسا والسودان. وكتاب ( أنثى الأنهار) هو اسم قمت باختياره ليعبر عن نساء من نهر النيل ونساء من نهر الدانوب وذلك من خلال فعل الترجمة لكتابات أدبية لنساء من البلدين ودوري في هذا المشروع هو المبادرة بالفكرة والتنسيق للمشروع إضافة لقيامي مع السيدة (براندا هاوا)بالترجمة. كما لدي كتابة توثيقية أخرى بعنوان ( الحب والتنمية) وبحثا بعنوان البعد الاجتماعي للتشبيك: سودانيز أون لاين نموذجا ‘ إضافة لمشروعين عن العمل العام. بما أن حماية البيئة بلا حدود كيف ترين الجهود التي بذلت في السودان في هذا الصدد وكيف يتم تعزيزها؟ الجهود المبذولة هي امتاد طبيعي لدور الجمعية السودانية لحماية البيئة وغيرها من جمعيات حماية البيئة وأهم أحدى هذه الجهود التي استمدت من تجارب أخرى هي تكوين المجلس الأعلى للبيئة،إلا أن هناك الكثير الذي ينبغي فعله بدءا من الدعم المالي والتخطيط والبحوث وانزال الدراسات وتنفيذها على أرض الواقع وتقييمها علميا. كيف ترين راهن الحراك الثقافي في السودان اليوم؟ الثقافة وحراكها الانساني هي نتاج لمساحة الحرية المتاحة، كلما زادت هذه الرقعة كلما فرهدت الثقافة وبما أن الحرية نفسها مسئولية تكون ابنتها الثقافة وإنتاجها هي أيضا مسئولية ملقاة على عاتق المهمومين والمهمومات بها، إنها ظاهرة صحية أن تتعدد (مواعين) الفعل الثقافي ومفرح لي بشكل خاص عودة اتحاد المتاب السودانيين انطلاقا من الدور الذي لعبه عبر مسيرته رغم كل الظروف المحيطة به. إن راهن الثقافة الحالي يحتاج إلى دراسة متأنية خاصة وأن صلصالها عحنته أجيال وأجيال، كيفراهنها وكيف يكون مستقبلها، هذا يحتاج بالضرورة إلى وقفة جادة حول العلاقة بين الثقافة والسياسة وإلى أي مدى تؤثر وتتحكم الأخيرة في الأولى، رغم كل ذلك هناك العديد من الأصوات والإشراقات الشابة استطاعت أن توصل صوتها مستفيدة من التشبيك عبر الشبكة العنكبوتية التي ساعدتها على تجاوز المحليه نحو المدى. أي الفوانيس التي تحلمين باضاءتها؟ فوانيس الريف التي تشع من عيون اهلها، التي لم يسنطع الفقر أن يطمسها أن يطفيء وميضها ولم تستطع المعاناة العاصفة أن تطفئها.. فوانيس للأجيال القادمة يضيئونها في قلبي لينبض بالحياة ويمتد فيهم..فانوسا لحوار الأجيال.
نشر بملحق تخوم بصحيفة الأحداث 01.04.2008
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يكتبني النص لأتحرر من قلقة وأكتبه لآتحرر من وجعه.. حوار د. اشراقة مصطفى (Re: Baha Elhadi)
|
يسعد مساك يابهاء
خجلتنى والله بالكلام السمح ده وخجلت اكتر انك تختنى فى قامة بانقا- صديقنا الجميل- صعب ان اقول عنه لانو زى مابقولو شهادتى فيهو مجروحة، ومع ذلك رفعتنى درجة بكلامك اللطيف..
ماوصلت اليه ليس نتاج لكفاحى وفقط وانما امتداد لكفاح نساء ورجال سبقونى فى هذا الدرب ومن تجاربهم استفيد محاولة فتح افقى لمداهم الانسانى.. كل هذه التجارب هى ملح وذاد لطريق مازلت فى بدايتة
شكرى مجددا وخالص معزتى
| |
|
|
|
|
|
|
|