دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
|
فوانيس د. إشراقه مصطفى حامد [email protected] فيينا- النمسا
فوانيس الميلاد، مزامير الطمى والنحت على الصخر
نهضت شجرات العمر اليوم .... 46 فانوسا من الطفولة والغيمات والمطر.. من الخصوبة والاناشيد والتحدى 46 نهرا من المحبة للحياة والناس من الحزن... والشجن... وال.... 46 فانوسا تضىء حقل الاسئلة الملهوفة هى سنوات عمرى....الحزن... منفى الروح وتوهانها... غربة الجسد عن روحه، عن اناشيده... وفرح العشب النابت على صخرة الواقع... ثمة هناك مايفرح. كانت تمطر حين أعلنت لامى ان تتهيأ لقدومى، لكزتها بقدمى الصغيره على مخرج الحياة، انها تمطر والظلام دامس والازمة تجد مترعها فى صدر ابى فى مثل هذه الاجواء، ومع ذلك تجمع الجيران لينتظرون الوليدة، لعلهم تمنوا ان تكون ولدا، مع طلوع الشمس أعلنت صرختى الاولى..قال أبى أسميها إشراقه، قالها وهو يحفظ التيجانى يوسف بشير فى بؤبوء قلبه. صرخة هادئة قالوا لى، طفولة هادئة حكتها لى أمى، فمن أين أتانى الضجيج فى سنوات عمرى اللاحقة، كيف تحولت من طفلة وديعة الى فرسة جامحة تصهل ضد الواقع القاسى؟ قالت لى عن الابتسامة التى رأتها على وجهى الصغير حين خروجى من حديقتها الى حقول الدنيا الملغومة، فمن أين أتى العبوس لاحقا يا أماه؟ أمى...عفوك يا ام الكل، دعينى اليوم أمسح عرق المخاض من جبينك يوم داهمك لاول مرة ، فى ذلك اليوم من سبتمبر السادس عشر من العام 1961 تحملتي الألم وانت مازلتى طفلة لم تتجاوز الاربعة عشر عاما هى مايفصل بيننا، وثمانية عشرة عاما مايفصلنى من أبى، اقبل جبينك ياعشوشتى الحلوة واطبع قبلة على خدك يا أبى كما كنت أفعل وأنا صغيرة. سنوات عمرى لكما من قبل ومن بعد يا اجمل فوانيسى.
حين بدأت الحياة تتفتق فى قلبى كورده محفوفة باشواك الاسئلة، تلك الاسئلة التى {حشرتنى} فى منفاى الطوعى الذى آتيه كلما تعبت من ضجيج الحياة رغم انى كنت أحب الحياة الضاجة واساهم فى ضجيجها فى المحيط الذى حولى. كنت ومازلت كثيرة الاسئلة، تنهمر دون ان انتظر الاجابة فالاجابات المختصرة لاتشفى غليلى لقفل باب جهنم السؤال كيف تسنى لطفله صغيرة ان تفك رحط ليل الحياة وتفكك صواميلها وانا ارمى باول اسئلتى الصعبة حول ماهية الحياة والموت ولماذا نموت؟ وماذا يحدث بعدها؟ كانت اجابات أبى المتدين بلا تطرف لاتشفى غليلى والاحقه بالسؤال و[ريقه} ينشفه رمضان اسئلتى الرمضاء. أسئلة حول الفقراء ولماذا خلقنا الله فقراء ويأتى رد جدى {عشان الله رايد كده وبيعوضنا فى الجنة} وتأتى اجابتى كالصاقعة و {كان مافى جنة} ويستغفر جدى وتنتهرنى أمى حليمة بحنان وتأمرنى ان اكف عن هذه الاسئلة. كنت ومازلت أعشق النوم فى الحيشان الماهلة واسهر الليل أتابع حركة القمرة الى ان تبلغ ليلة خصوبتها فتزدهر احلامى الصغيرة . سرحت مرة كثيرا على وجهها وركزت كلياتى فيها ورأيت مارأيت من حياة بدوية وبسيطة، تجولت فى شوارعها وازقتها، كنت فراشة تهفهف بعيدا ولاترغب فى العودة الى ارض التعب. انتباهاتى الأولى حددت مشاوير الشقى.. القلق والشوق، كبرت وكبرت اسئلة الشجن فى قلبى الصغير ومشطت دروب الحياة بضفائر اسئلتى التى ظلت ظمأى ولم ترويها الاجابات الشحيحة. تلك البدايات والطفولة الغضة النابته فى صفحة عمرى شجرة رغم ما تساقط من اوراقها الا إنها بقيت تقينى صهد الذات وتمنحنى ظلها وانا أغرس بزورى على سطح الجبل وانحت صخره، الماء تلوح والعشب أخضر... هكذا كان حلم جوعى الحياة الانتظار طويلا على بوابة لن ابنيها حين يلامس قلبى الطمى. السوق الصغير وبيتنا الذى تفصله بضعة امتار من البيت الذى تقبر فيه الحياة، مقابر {ود ام جبو} وكم كنت اغتاظ وانا صغيرة منه وكنت اتخيله حاملا حفارته لدفن الحياة. شىء ما كان يقبض على صدرى االصغير ونحن نلهو ونلعب جوار ذلك الخور الذى يهبنا سمكا ومساحة للعب، يمر كوكو حاملا ذلك الجردل النتن، ان بقايا الفقراء تزكم انوفوهم التى اشتهت رائحة الشواء الذى يأتى مرة فى العام حين عيد الاضحى، ربما يتخلصون من غضبهم فتفوح روائحه ضد صانعى الفقر، كوكو أكثرهم فقرا وكنت احس بمشاعر غريبة تقبضنى من زمارة لهفتى للحياة حين اراه وهو يحمل ذلك الجردل على رأسه والصغار يجرون خلفه وينادون {عيفونه سلطة بليمونة}، فى زمن كانت فيه سلطة {الله والرسول دى} نراها حين يأتى الضيوف من بلاد بعيدة مرة فى العام. فى ذلك الحى الفقير ذو الحوائط الجالوصية المتهالكة بدأت مسيرة شغفى بالتغيير والحركة المثابرة، بدايات كثيرة القلق والاسئلة والتوتر، كنت اتخيل ان دخولى الى بوابة العلم سيقف سدأ لسيل اسئلتى وجنونها ولكن المدرسة كانت البداية لعالم أكثر تعقيدا من عالمى الصغير ذلك. كان المطر رحيما بالفقراء ولكنه ايضا قاسيا حين يذيب بيوتهم ويتركهم فى العراء يحمدون الله والمطر هادم البيوت. تفلح الامهات فى توليع النار وتفوح رائحة السمك، الفسيخ، ملاح المرس، الويكاب والكجيك.
فتحت عيونى المتطلعة للحياة وعقلى المتفتح للمعرفة فى واقع فقير ولكنه جميل بناسه وفوانيسه و {الرتاين} التى تولع حين تدق دفوف الفرح او الموت... ليست هناك منطقة وسطى. مابين السوق الصغير والمدرسة وبيتنا تسكعت خطواتى الاولى بحثا عن ملاذ ودفء. فرهدت أغنيات الهوى الأول مع طمث الحياة وانوثتى التى انتميت لها منذ وقت باكر وانا اقف باول الاسئلة عن أمل وبدر. كبرت وفرهدت اول المشاعر تجاه ذلك الوليد، لمحتنى عيناه اول مرة ومحمود سيد اللبن الطيب {يعافر} فى حماره الذى يبدو انه تعاطف مع مشاعرنا الطفولية، الى ان جاء يوما بادلته نظرته وسرحت فى عينيه وبنينا مابنينا من بيوت وزرعنا من الشجر والقرنفل مازرعنا، ارتجفت يده الصغيرة وتهاوت بيوتنا حين وقعت {بستلة} اللبن ومحمود ينتهره {ياولد انت خاتى بالك ووين}. امطرت يومها والطمث يداهمنى وجدتى تربط سعفة على يدى وحجابا يطرد الجن من دربى، اكان ذلك الوليد منتميا لملائكة الجن الطيب؟ لقد توارى مع بيوتنا التى ذابت يوم امطرت وتوارى غيره وبقيت اغنى لقلبى أغنية العشب والخلود. 46 عاما من التحدى... وفوانيسا ولعتها وأنا انحت فى الصخر وماتعبت يدايا... انحت واحفر والماء سرابا يلوح ثمة طمى يداعب قلبى وأنا انحت وازيح الشوك عن دربى، ثمة صوت يأتينى، صوت رحيم وانسانى، انه صوت جدتى حليمة التى علمتنى حب الناس والاعتماد على الذات وأهدتنى مزمارا يغنى للحياة.
46 عاما انتميت لها بجراحاتى وانكساراتى انتميت لذاكرة المطر وللطبل الذى يهدر فى دمنا انتميت لذاتى وللفرح وفقراء حيينا يصنعونه والكل يرقص والطبل يقرع وانا انزل الساحة مع يوسف اخى فى الرضاعة راقصته وكأنى تدربت على هدير الجسد وثورته وهو ينفض عنه القهر ويدخل فى غابة الشجو الطليق.. انتميت لجيلى ولحلم الثورة الذى خاب حين طنين البيان الأول فى هنا امدرمان بالمظاهرات والحلم الذى ماوسعته حقيقتنا بالناس ذادى وفوانيسى التى لن تنطفىء.. ساكتب عنها...عنهم عن ناس غمرونى بفيض محبتهم ومافتئوا... أناس لولاهم لما شعت الروح فى اغنياتى وماغمرها الغيم.. ساحتفى باعوامى ال 46 برسائل الوجد، الشوق، الحزن والوفاء ساكتب رسالتى الاولى الى نجوى... شقيقتى، النجيو او الام تريزا التى منحتنى شجوى قلبها النضر.. لها أهدى سنوات عمرى.. أهديها بعضا من فيضها بعضا من دموع عينيها الجميلات كل النخلات لقامتها الزرافة كل الفوانيس التى تشع بضحكتها حين تجلجل كفناجين أمنا.. اعد الآن مظاهرات غنايا وهدير الوفاء لنجوى..
فانوس أول
لتبقوا أذن يا أهل فوانيسى.. ساحكيكم عن حصاد ال 46 عاما، تابعوا حوارات الذات والآخر، الهزيمة والانتصار، مرآة الذات وجلدها... ومشاوير الدنيا {اللى لسه بخيرها}
نشر بسودانايل يوم 16 سبتمبر
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر (Re: Ishraga Mustafa)
|
ياااااااااااه إشراقة مصطفى هكذا أقولها دون ألقاب ودون نعوت مالك بالذي أنشأك تعيدين للذاكرة صدى الأيام التي تمنحنا القوة في مواجهة المستحيل ، أيام نضيرة ، أيام النحت صدقاً بالأظافر على الصخر .أول بيت شعر حفظوني له قبل ( دجاجي يلقط الحب ) كان ( العلم يرفع بيتاً لا عماد له .....والجهل يهدم بيت العز والشرف ). حكيت يوماً وما أكثر الحكاوي التي ( أزحم بها عقول ) كريماتي ووحيدي الأمين عن ذلك اليوم من عام 1973 ونحن في أول سنة دراسة بالثانوي العام حيث استعد لإمتحان مادة العلوم فإذا بالكهرباء ( تقطع ) في عشرة منازل كان منزلنا من ضمنها . لم يكن بالبيت جاز للإستعانة بفانوس ، معي في الصف منافسين تعصف ( نصف الدرجة ) بك إلى خارج العشرة الأوائل ، الحاج وراق ، ياسر عمر الجعلي ، عادل بشير عقيد وثابت محمد ( زميلنا في هذا المنبر ) . لم أضيع وقتاً أخذت ( التبروقة ) وكتبي وكراساتي ويممت وجهي إلى صوب الشارع العام . جلست ليلتها في زمهرير البرد القاسي تحت ( عمود نورالشارع ) من الساعة التاسعة وحتى الساعة الثانية صبحاً في بلد ينام الناس فيها بعد أخبار التاسعة، يمر أمامي قليل من الناس ، يسلم على بعضهم مرتعشاً ويتحاشاني معظمهم متعوذاً مبسملاً . وعندما إقتنعت باستعدادي للإمتحان جمعت أشيائي راجعاً للبيت لتواجهني ( الأمومة ) في أنصع صورها وأروع تضحياتها . في ( طرف الزقاق ) الذي يقودني للبيت كانت أمي جالسة هناك ، ترقبني وتنتظرني .
كل سنة وأنت أكثر ألقاً وأكثر عطاء وأكثر نضاراً رمضان كريم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر (Re: عاطف عمر)
|
ياعاطفة الامهات ياعاطف ويالعظمتهن... ابكيتنى والله وانا اعيش مع ست الحبائب رجفة جسمها من البرد ولاشىء ادفأ من ان تراك تنجز النجاح... ومن قال ياعاطف ان الفقر يعوقنا ان امتلأت الروح بالتحدى من قال بان النجاح لن يكون حليفنا حين امتلأنا بالعزيمة والاصرار..
كنت مثلك احمل كتابى من بيت لبيت، محل ماولع فانوس اضع كتاب المطالعة واقرأ لكم نفخنى القر* لكم تعبت عيونى من السهر والقراءة لكم انهك جسمى النحيل زمانها وقلبى يعصرنى بالاسى وعيون امى وحبوباتى تدمع من عواسة كسرة الرزق تعلمت الصنعة دى من زمن باكر... ملاحظاتى الصغيرة نبهتنى للنظام المتبع فى رص الكسرة ورص عدة البيع فى دكان امى حليمة والكبابى النظيفة والملمعة وبخور التيمان ومحبتها... كبرت وكبر حلمى... ياترى ماذا اصير عندما اغدو كبيرا...
وكانت احلامى كبيرة، اكبر من عمرى ومازالت... منهن تعلمت الصمود وتعلمت ان اقف على رماد هزائمنا واولع جمرات المقاومة، يتناثر الرما وتبقى الجمرات متقدة... هى تجربتى... تجارب ناس كتار نحتوا ونحتن الصخر عشان يحققوا واقع افضل ويشوفوا الندى فى عيون امهاتهم...
حين شفت الندى فى عيون امى صمتت عن الحكى...وحكت مشاعرها...
عمرى هى رسائل الوجد والشوق ولعنة الحنين...
شكرا للامهات وليك ياعاطف
* جدى الله يرحمة كان يقول لى وانا مكنكشة من البرد، يابتى القرلا ده بينفخك قومى نومى ولعلة قصد بذلك البرد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر (Re: حواء سليمان ابراهيم)
|
يقينى انها قصة ازلية وجدلية وكم هي نبيلة وأليمة(اغنيات الروح للزمان اوالمكان حين يروح)
: يازمن وفق شوية ...
رحلت وجيت في بعدك لقيت ...
اليوم لي وأمس المنقضى وغدا بظهر الغيب ...
أيها الراحل في الليل وحيدا ...
ثم ضاع الامس مني ...
العمر يرحل نحو الموت ...
يا زمان الآهة حدك يا زمان الحاجة عندك ...
تنهدات: يقينى أن الحقيقة في أزلية بقاء الزهرة في كونها تعاقب بالقطف لجريمة انها تسرالناظرين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر (Re: بدر الدين الأمير)
|
يابدر الدين سلاما....
Quote: يقينى انها قصة ازلية وجدلية وكم هي نبيلة وأليمة(اغنيات الروح للزمان اوالمكان حين يروح)
: يازمن وفق شوية ...
رحلت وجيت في بعدك لقيت ...
اليوم لي وأمس المنقضى وغدا بظهر الغيب ...
أيها الراحل في الليل وحيدا ...
ثم ضاع الامس مني ...
العمر يرحل نحو الموت ...
يا زمان الآهة حدك يا زمان الحاجة عندك ... |
انها كذلك، تمرحل عمرى بكل هذه المراحل، وقفت مرة فى وش الزمن وقلت ليهو حرام عليك وقف شوية رحلت ابحث عن آمان وفى بعد الحلم الآمن تاهت خطاى... اليوم لى هى حكمتى الغالية، ما مضى قد مضى ولكنة رسخ فينا حكايته، مامضى يدندن مع تلك الروح المنسربة فى الليل وحيدة... هل يرحل العمر نحو الموت؟ كيف نجعله يرحل تجاه الحياة ونعيشها فكما الموت حتمى كذلك الحياة حتمية... حتمية تجعلنا نقول يازمان الآهة حدك... يازمان الآهة عندك...
شكرا لوقع خطاك هنا...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر (Re: انعام حيمورة)
|
الأخت العزيزة د. إشراقة
بقدر إشراقتك الطيبة أهديكها تحايا عِذاب قرأت هذا النموذج من الثقافة السردية التي تلتقي فيها الحياة بكل اوجاعها.. بكدرها.. بحلوها ومرها .. كل حدث منها رمز لشواهد حياة نعيشها ونجتر طعمها .. إلتقطت هذا السرد الذي راوح بين الشفاه والمسامع في ذاكرة الأشجان.. أحياناً لا تدرك معاناتنا كل السامعين ولاهي فاضت بكل ما كانت الأفواه قد إمتلأت به.. من الشجاعة بمكان أن نعرض تجارب السنون فليس من حق معاني وشاهد أن يحتفظ لنفسه بذاكرته وما يعتمل فيها من أفكار .. مواقف وتأملات .. خاصة أن هناك طرازاً من الأحداث فريد منه المضحك المبكي .. منه قمة التراجيديا ومنها ما هو فوق تحمل البشر.. هذا السرد أقل ما يوصف به أنه سرد إنساني عفيف.. فهل أصبح نادراً أن نستمع إلى لسان عفيف؟!! .. أمتعتنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
سلمتنا الجميلة
امتعتينى بهذا النص الذى لو فككناه لعالج الكثير من مشاكلنا المعاصرة
Quote: حينها بكيت بكاء مرا ، بكيت بصوت يقطع نياط القلب ، لا ادرى فرحة لاننى دخلت عالم النساء ام حزنا لاننى فارقت براءتى ؟ |
أعجبنى كثيرا المقطع ده، واقفة عندو من يوم قريت مداخلتك وباقى لى حرقص فى عقلى وقلبى حرقص بيحرض فانتظرينى ياصاحبتى ساعود له بروية بعد ان اكمل ال 46 حكاية
محبتى ياسلمى لانك من هنا عبرتى وتركتى لى بعضا من عبق انسانك الطيب ياطيبة ونبيلة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر (Re: Ishraga Mustafa)
|
Quote: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر |
وقبلناها فوانيسك ومزامير طميك الميمون فهنيئاً لك بعمرك الجديد صديقتي في الدنيا والعالمين وهنيئاً للسادس والأربعون وهو يتهيئ لتجربة قوامها إشراقة بت مصطفي لا غير . هوذا العمر يمضي صديقتي وأنهار قلبك تتدفق شلالات وشلالات كتابة وتحدي وتفاؤل وتأمل وجمال وإبداع ولا أجمل ها أنتي تمضين نحو درب جديد لا نملك نحن الأصحاب الا أن نغنيك بأمنياتنا العذبة وبأحلامنا التي تعلمينها حلم حلم ونحن واثقون أنك قدرها . هي ست وأربعون عاماً من الجري وحق الله بق الله ست وأربعون عاماً وشبابيك القري في ذاكرتك ست وأربعون عاماً ومناديلك الوضيئة تلوحين بها لأجل غد نطمع فيه بسترة الحال والكرامة فأي فتاة أنت ؟ شكراً إشراقة إذ ألتقيتك شكراً لأيامي وهي تنصفني بلقائك هاهنا علي باب الله والحلم ذات الحلم صديقتي إذن عمر مديد وحياة هانئة ومذيد الجري ومذيد الابداع . سلمت صاحبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر (Re: Adam Mousa)
|
أخى الكريم آدم
اخجلت تواضعى بالكلام الكبير ده.. فالسيرة التى اكتبها هنا هى ليست سيرتى فقط وانما سيرة ناس كتار منسين ناس عشت معاهم وعاشوا معاى ناس منحونى الحياة بكل معانيها، وشقاءها، بكل شجونها ولوعتها مضى ما مضى منهم ومنهن وبقى من بقى ولكنهم جميعا باقون فى قلبى اسطرهم كلما كتبت عن سيرتى المعجونة فى درب خطاهم الماطر
شكرا يا آدم ويسعدنى ان تتابع معنا الحلقات المقبلة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر (Re: Abu Eltayeb)
|
فوانيس د. إشراقه مصطفى حامد [email protected]
فوانيس الميلاد، مزامير الطمى والنحت على الصخر {2}
الى نجوى..ياقوتة البحر الفريدة
يانجيوتنا البديعة كيف اكتبك فى بضعة صفحات وانت مكتوبة فى عمرى وشجونه أكتبك بكل دفقى وبعض احزانى اكتب فيك كل البنات النابهات للغد الساطع واكتب فيك سيرة البحر والمرافىء سيرة الناس و الطين والشمس سيرتنا يا بنت أمى و أبى يابنت روحى ندية صافحتى حياتنا، طرية القلب مثل غصن ليمون شهى، كنت كبيرة أمها وابوها وفى شكل آخر {البكر العوير} وكنتى {الحتالة}، عصارتنا المفرحة، بيننا اعوام ، شقاء الذاكرة وسيرة الناس الطيبة وبيينا الحزن مستوطنا وشجيا وطافحا كخضرة قلبك حين يهب الناس المحبة، ياتريزا يا بنت أمى.. كنت من اختار اسمك... سموها نجوى وما احلاك من نجوى، استحضر وجهك الطفولى الوسيم وطفولتك المرحة وانده حكاياتنا، اشواقنا وعذاباتنا فى هذا الليل الطويل الذى لايبدو معلنا لصباح. داهمتنى الذكرى ليلة أمس وحاصرتنى فى زقاق بيتنا المسكون بالجن وحكاياتة. امامى حزمة اوراق وعشرة اقلام رصاص وزرافة مجنونة هى نجوانا، اتعبتينى يا صديقتى وحرنت الكلمات ، حرن النوم {ما صلو حارن من يومو} والليل طويل وميت ومميت. تمددت باحثة عن طمأنينة فى انفاس صغيرتى مرافىء. {النوم جافانى} والحمى تصعد من اخمص الشجن حتى قمة الحزن، الذكريات تنهمر والمطر يطرقع فى اصابع الليل بقسوة لا كما هناك حين كنا {نكرفس} الروح قبل اجسادنا الصغيرة نتدفأ ببعضنا فى ذلك العنقريب المتهالك، حباله تلامس الارض وقطتك البائسة تمضغ فى الحبال متغمصة رائحة لحم بالكاد تشم رائحته. المطر والرعد و رفقتنا فى درب صراطنا الحزين ما افتقده الآن، حكايات بعيدة وكأنها حدثت قبل ايام، ملوحتها تشقق اقدام احلامى ومن جهة اخرى تهب هبوطها سندا لتنهض كريات التحدى الحمراء والصفراء والخضراء ياقوز قزحنا البهى. لك من الاسماء نجيمات وهبها لك الاصدقاء الجميلين نجوى الزراف ركوب الجن، الام تريزا، جوى، النجيو الولد الحليو ولكنى سميتك ياقوتة البحر الفريدة، لكم اشتاق لعينيك الماهلة كسهول الريف، تمارسين المحبة لكل من حولك وتغرسين بزورها وتشب لبلابا يدثرك ويدثرنا ونحن البنات الثلاثة نواجه قسوة الواقع ولؤمه فى ذلك الزمان البعيد القريب من قلبى. عزرا... اتوقف الآن.. الحمى انهكتنى وعرق حكايتنا يتصبب.. دعية يبل صهد الذاكرة، يبلها فتنهض..غدا اواصل انقذنى صوت الهام الجيلى، لن تنسيها، صديقتى من زمن الطفولة باعدت بيننا الدروب وقربت بينا الهموم سألتنى عنك... {نجوى الجميلة الحلوة كيفنها؟}، حكينا، اشرقت دموعنا وضحكنا. الصديقات والاصدقاء الذين بقوا بهارا {حادقا} فى تاريخنا المشترك.. نمت بعد المكالمة التى استمرت قرابة الساعتين والطمأنينة تتلبسنى وشاحا... وشاح الهامى حميم فى ليل غريب. صباحاتى غير.. نومت ذاكرتى ليلة امس {بفاليوم} النحيب، صحوت والذاكرة تشدو لك ولتلك الايام وللناس {ديلك}، صحوت وقطرات المطر تغسل اجسادنا الواجفة {محل مانقبل تنقط} وأمى والكانون الحنين ورائحة ملاح ويكابها، منى وسيطة عقدنا الساخرة تعلق {ده بث مباشر} وننفجر بالضحك، وسقف الغرفة لايكف عن {الصبان}، تلك الغرفة التى سعتنا جميعا وسعت معنا كلبة الجيران ودجاج نوره. اهكذا تتداخل الازمنة والامكنة وتزاحمنى فى صحوى ومنامى المقل، كان المطر لا ينقطع فى تلك المدينة التى أحببت- كوستى- التى عركتنا بيوتها، شوارعها وناسها وعجنت اوجاعنا فى مئات البنات اللآتى لم يكلن البحث عن موطىء للذات فى سعيها الهميم. كانت صلتنا ببعضنا قوية، ربما المحن التى لازمتنا سنينا طوال، ربما الاصرار والعزيمة للنحت على الصخر، كنتى ايضا كثيرة الاسئلة ولايهدأ لك بال ان لم تقنعك الاجابة، تجلسين بجانب جدنا من أبينا، تشذبين له ذقنه وتقلمين اظافرة بحنان وتمطرين له الصعود حين لا افعل وتعلقين ساخرة { والله ياجدى مافضل لينا الا نسف} ويضحك جدى الطيب الذى بالكاد نسمع صوته، هادئا ووديعا كطفل وليد، تنامين بجانبه وتصبين قيامة اسئلتك وانتى لم تتجاوزى حينها السابعة من عمرك. انت ياجدى العور عينك شنو؟ ويحكى عن عنبر جودة، هناك فقئت عينه، كانت جميلة تدلل عليها الاخرى فى اتساعها وسوادها. انتبه لاكتب وهو يحكى، يقطع حلمى بالكتابة نشرة الاخبار- هنا اذاعة البيبى سى.. ويضيع حلمى ان اكتب عنه فى حصة الانشاء القادمة ولكنى كتبته فى قلبى منذ ان انتبه ان يسألنى عن شجونى الخاصة فى زمن اتلهى فيه الكل فى همومه الا هو فقد كنا كل همه. كنتى {عنترنا} رغم انك اصغرنا، معاوية توأم منى الذى يكبرك ببضعة اعوام يعود من المدرسة باكيا وبه آثار خربشة على وجهه، مازال طيبا وهادئا ومازلتى تتبنين همومه وحين تكثر عليك الهموم يعلو طنين اساك {انا ماولدتكم ونسيتكم}. يحكى معاوية عن {العصابة} التى تآمرت علية وقامت بضربه، حسن وحسين التيمان، تتناولين اقرب طوبة وتجرى تجاه بيتهم وتناديهم {كان رجال اطلعوا لى بره} ارتكبوا الحماقة مرة و {جلدتيهم زى السلام عليكم} وعدتى الى البيت مزهوة ومنتصرة و{عيال الحلة} يحكون {النجيو الحليو دقت حسن وحسين، امس خبتت كباكة والمرة الجاية الدور على اولاد سبت} ومن يومها لم يعد معاوية او {التوم الخاتى اللوم} مخربشا. كنت على العكس منك {زولة فصاحة لكن دق مامعانا}، كان يوما عجيبا يوم مارست فصاحتى مع بنات حاجة حواء فقامن بضربى دون رحمة كان ذلك ايام المولد وبعد ان ادن مهمتهن دندنن باغنية { تانى تجى المولد يابت هاج هامد} لا ادرى من اين تتحصلين على الطوب الاحمر وبيوت حلتنا كلها من الجالوص، حملتى طوبتك وسلمتى ساقيك الطوال للريح. حزروك بان بنات حاجة حواء متينات البنية { بيفطرن ويتغدن قدو قدو}* ومازال البعض يذكر وانتى تتوعدين وتعدين بالانتصار {كان على القدو قدو كلنا بناكلو} واخذتى لى {تارى} ومن يومها حرمن بنات حاجة حواء حتى اللعب مع بنات حلتنا. كنتى تقومين بكل الافعال الكبيرة التى لاتناسب سنك، ردم الحوش، ردم السقف، الطلاء، تساعدين الجيران فحين ينده احدهم يا ابو مروة تقفزين ويمسك جدى فى قدمك الصغيرة {الجماعة قالوا يا ابومروة ماقالوا يانجيوة}، وتحجاجين جدى، {ياتقوم انت يا اقوم أنا} ويضحك جدى من {مسخرتك} {انتى نسيتى انو عينى اتعورت فى عنبر جودة؟}.وحال لسانه يكرر ماحكاه لنا ذات امسية خريفية. وكنتى مرؤة السماء فى فتية. تمشطين ضفائر امنا حليمة وتمازحينها { انتى يا امى البلح ده ماسوس ماتطلعيهو لينا} ومر الزمن واصبت بداء التكديس فاطلقنا عليك حليمة يا امنا التى تصغرنا. كنتى حين تلمحين {كومر البوليس} يتجه صوب بيت كنو {النباوية} كما كانت تعتز بجزورها، تركضين نحوها، صنوف من البشر تجلس تحت شجرة اللالوب، يحتسون {مريستها}و { بقنيتها} و { عرقيها} تكلمينها بصوت عالى يابنت السابعة وعيا. غيرت كنو اسمها الى نجوى النباوية تيمنا بك، وكنتى الوحيدة التى اهدتها هدية ذات قيمة حين عودتها من الحج فى اعوام لاحقة. كان ذلك الحى رغم تعاسته وفقره الا انه ظل فوانيسنا التى حملناها اينما ذهبنا، لن نستطيع نسيانهم ونسيان نسائة الجميلات والقابضات على جمرات الصبر، على يديهن تعلمنا الكثير والمفيد، تعلمنا نواجه الدنيا وقسوتها بالضحك ونغسل اوراحنا بالدموع كلما { قرصتنا} المأساة ونحن ومازلنا يافعات. فى سن مبكرة جدا تعلمنا {العواسة} وحين تغيب حاجة كلتوم التى تجلبها الى ذاك المطعم فى السوق الكبير تجلبينها بنفسك وتعودين ببعض الأدوية لامنا التى كانت كثيرا ماتمرض ويداهمها الصداع النصفى. لم ولن نخجل يوما من واقعنا، واقع ماصنعناه ولكنه صنعنا حين نفذ وعيا حادا يوم ارتبكت حياتنا لسنوات طويلة ولازمتنا الربكة، قلت يومها { لامخرج سوى المعرفة، ولانافذة من غير العلم}، كنت ومنى متيقنات من جدوى المعرفة وكنتى ملولة تجدين التنظير عن سخف المدرسة وطريقة التدريس وحفظ الاناشيد. على لمبة باهتة بدأنا طريقنا قبل ان يمن الله لابى لتنير لمبات النيون بيتنا، لقد كان يوم عيدنا. الجازولين يكاد ينفد من اللمبة الوحيدة التى تستخدم لكل شىء، تلك التى انارت حقبة من حياتنا، حجتك وانتى تتمردين على المذاكرة هى اللمبة التعبانة وتنفجرين حين {تلكزك منى مانعة اياك النوم، قومى اقرى السماحة دى مابتفيدك بعدين، اها قولى عرسوك وبعد سنين اتمليتى عيال وطلقوك حاتعملى شنو؟ لاشهادة ولا يحزنون} ويأتى ردك جاهزاـ {منو القال ليكم انا عاوزة اقرأ جامعة/ امتحن الشهادة واشتغل فى مطار الخرطوم، وتضحك منى وهى تردد {حلم الجعان عيش} ولكنى كنت متيقنة من انك ستفعلينها وستكونين كما ترغبين. ينفد الجازولين وتلفظ اللمبة آخر انفاسها مع آخر شطر من النشيد المدرسى. على الفقراء ايجاد وسيلة أخرى لمواجهة هذه الحياة القاسية. كان الفقر والمرض صنوان فى حيينا، لاشىء سوى العرديب، دواء المساكين، تصنعة امى لك وترفضين { يمة انا حا موت، الحمى يا امى} وتردد أمى الله كريم ويأتى صوتك خائرا وتعبانا { اقول ليك عاوزة دواء تقول لى الله كريم} ويستغفر جدى الله ثلاثة وثلاثين مرة. مرت الحياة بهزيعها، قسوتها، مطرها واناشيدها وكبرت معنا الاسئلة، اسئلة الفقر واحلام التغيير، من البيت بدأنا، من النحت الذى تعلمناه منذ زمن بعيد، منذ ان قلنا للدنيا ها نحن هنا فتلفعلى ماتريدين.. وفعلت الدنيا فعلها وتخصصت فى حياتنا وكشرت انيابها فى عمرنا الغض. تذكرنا كل ذلك وصديقتنا نوال حسن الشيخ وانا التقيها بعد ثمانية عشرة عاما فى ليدز الشهر الماضى، بكينا ثم ضحكنا كثيرا والذاكرة تصحو من هجعتها، امام بيتهم وقبالة زريبة الحطب تقرع الطبول فى الاعياد وكنت احرصكن للذهاب هناك، مجنونة بالرقص ومازلت ولم تجدى تحزيرات ابى فما ان تقرع الطبول والا تبدأ {عفارة} اقدامى الصغيرة من بيتنا الى هناك، قالت كنو { بت عشة دى عندها ظار}، ظار ظار فليكن..اعود خائفة ما من شىء الا خوفى من ان يكتشف جدى انى { لطشت سفنجته وردحت بيها كما اشتهيت} حكينا نوال وأنا وعلى النضيف عن {اسماء فى حياتنا}، تلك التى تناساها الراديو والتلفزيون الرسمى اسماء واناس هم تاريخنا الحقيقى ووجعتنا الازلية، لم تسطع اسماؤهم فى كتاب كوستى القصة والتاريخ، القصة بدأت من هناك، من تلك {الجخانين} وتلك الاصوات المجيدة التى لم تغنى لها يوما امة الامجاد. قرابة العيد يمنحنا أبى ماجادت به ظروفة، نفكر منى وانا بان لانشترى مانشتهى فالافضل الاهتمام بالبيت، تجليد عنقريب او اثنين وطلاء الحيطان وندخل معك فى مفاوضات وتحرنى وترفضين المساهمة { هى كلها كم، دى مابتجيب لى الفستان البمبى، والله كيلو باسطة ماتجيبو}، قلت لك انت ادفعى وحاتاكلى باسطة، صديقتى سوسن كانت تمنحنى اليوم والثانى قطع من الباسطة والبسبوسة، اول مرة اكلتها طفح جلدى بالحبوب الصغيرة وحين عرفت ست البنات بنت خالنا الامر شخصت المرض {دم التاجر} نتيجة { لرمرمتى}، وكنت احك كل مكان فى جسمى وانا اموت من الضحك والكل ينفجر وانا اقترح ان نسمى هذا النوع من المرض {دم سيد الباسطة}. ليست هناك بسبوسة تضاهى تلك وطعمها، لا من الصمدى ولا من التركى الكائن فى الحى التاسع بفيينا والمعروف بحلوياته الشهيرة. حين الحينا عليك اقترحتى ان تكون مساهمتك {الطلاء والبوهية ودق الزول البيدقكم يوم العيد}. كلما ارى فستانا بمبى اللون تذدهى روحى وتهيم، كل الاشياء التى اتحرمنا منها فى ذلك الزمان قد تكون ممكنة الآن ولكن الغير ممكن ان تشق ضحكاتنا سكون هذا الليل. الليل صامت، الحرامى يسرق شوال العيش الذى يبيعه ابى زيادة فى الرزق، قبض عليه واودع الى السجن، جهزتى فى اليوم التالى { ملاح نعيمة} وطلبتى من الامين أن يرافقك الى السجن، انه الجنون، عمرك كان حينها تسعة اعوام وجسدك يرتجف من البكاء تعاطفا مع الحرامى الذى مؤكد حايكون {نام الغوى}. اكل الحرامى النعيمة ورجع شوال العيش وفرح هاشم فى العيد. يوم العيد تزورك صديقتك، جاءت ووجها الصغير مورما، عرفتى منها ان وليدات الحلة يلعبون فى الكرة فضربتها دون ان ينتبهوا، خرجتى وصرختى فيهم عاليا، وقفوا اللعب، عنتر جاء، وسألتى من الذى ضربها وكان ناصر الذى مات غضا رحمه الله، قلت له اقيف هنا، وكنتى لاعبة كرة ماهرة ولفحتى وجهه بالكورة ومن ثم عدتى الى البيت تعدين عصير العرديب لصديقتك و لاتجدين سكرا وتجلبين لها ماء داكنا اللون. تم ترويضك كما تم ترويضنا من قبلك وانوثتك تفرهد ومن ثم هدأت شقاوة الطفولة او قمعت ام انها مرحلة أخرى من عمرك احببتى فيها الحفلات وبيوت الاعراس وكنتى ترافقيننى‘ لقد كان الرقص حينها و{مباراتى} له كظلى الذى يتبعنى لما قاومت قهرى وشجونى ولما عدت الى البيت كزغب وليد يلتقط حب الحياة بشهية. حين اكملت عامى الحادى عشر عاما قدر لابينا ان يختار قرنفلة أخرى ترافقه بقية مشوار حياته، كانت امنا لم تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها، وقفت سنديانة صامدة فى وجه حزنها وانكسارها ورفضت وردتنا الوضع الجديد فى زمن كان من الصعب على النساء ان يقلن {بغم}. بقيت معنا وسكنا جميعا فى بيت واحد وبعد ان وهب الله لدنيتنا بنيتن جميلات وولدين حلوين مثل النمسة تولت امنا تربيتهم سويا مع ابى وقرنفلته. فكانت امهم قبل ان تكون امنا، كان العزاء والسلوى الذى داوت به جراحاتها. هذه الاحداث غيرت مجرى نهرنا،. كم سهرنا الليل نفلى حقول الحزن وننده دميرة ارواحنا لتفيض ببعض الامل والتماسك. قناعتى ترسخت منذ ذلك الزمان البعيد وانا اكبركم جميعا، فقد انتهجت طريقا شائكا ولكنه سيكون طريق الخلاص، المعرفة هى بابنا الاعظم للمستقبل والعلم هو ضمانة عمرنا القادم حققتى حلمك بالعمل فى المطار بعد امتحان الشهادة السودانية ودرستى اثناء العمل الجامعة وكنتى تقومين ومازلتى بكل المهام الانسانية، نحلة تمنح عصارتها للناس، عركتك دروب كثيرة وعركتيها، العمل السياسى الذى وهبيته انضر سنوات عمرك فاصقلك، عرفنا دروب كثيرة ومن خلالها كسبنا عالما جميلا، ناس الحارة {لمن الحارة تقيف على أمشاج روحنا التعبانة}، وعرفنا ايضا مايكفى من اولئك الذين خدشوا حزننا. كل ذلك العالم يانجيوة يصحو صاخبا فى، عاودنى التوتر والقلق والذاكرة التى فى تمام صحوها الآن.. {ناس فى حياتنا} كانوا ومازالوا الوهج وكانوا ذبدة الانسانية. أجلس الآن فى حديقة مشذبة وجميلة، عصافيرها تزقزق وقلبى يشدو بمحبة النساء اللآتى بهرن حياتنا بالمحنة والسند ايام كانت المحن سيدة زماننا.، حولية، حواء،زهراء، سعدية،بت الجعلى، سعاد، كاكا، كلتوشة، نورا الشايقية، الفاطمتين، جمال، كنى، جردة، مريم قرشو، الشاتى وام خريف. يالهذا التنوع البديع لحن ينسابنى الآن فتزهر الدموع فى عيونى. بت هيرون، لن تنسيها وكذلك لن افعل، تمر امام بيتنا تحمل عتادا واحجارا جمعتهم من {كوشة ملس} الشهيرة، وجهها جميلا وجسدها نحيلا، حتى حينما تكسو ملامحها الغضب تبدو وسيمة، سألت أمى يوما عنها فبت هيرون كانت لاتفتح {قطيتها} ابدا، لا احد يعرف مابداخلها، كانت تفتحها لامى وتبتسم فى وجهها {حباب بت حامد الجابها الدرب}. ودرب بت هيرون كان محفوفا بشوك الاسئلة والغبينة والغضب، كنت على يقين بانها الواعية وجميعنا مجانين. ود ابتمرة، احبه جدا، كنا نلتف حوله ونحن صغارا، ومان ترينه الا ويتهلل وجهك، الشيخ الصالح جاء، ويلف سبعة لفات ويندندن بصوت رخيم {الله حى، حى الله}. لن انسى يوما ناديتيه، وهو المسن الطيب النقى، وماكنا نسبق اسمه باى لقب فقط ود ابتمرة، دخل بيتنا واجلستية فى البنبر، ولانه كان فارعا كنخلة هب واقفا وبدأ يدور {الله حى، حى الله}، اعطيتيه جلباب جدى وجلستى تغسلبن له جلبابه وادخلتى له الجردل ليغسل جسمة النحيل، خرج مبتسما وليس { عراقيه} النظيف وطبع قبلة على جبينك قائلا { الله يخليك يا بت حليمة}، كثيرا ماينادوننا ببنات حليمة، امنا التى غرست زهور الحياة فى قلبنا.، صوت ود ابتمرة يغيبنى الآن من المكان، المح وجهه ساطعا فقد كان الملح الذى طعم دروبنا بعزيمة التغيير.. { اسماء فى حياتنا}، الاسماء الحقيقية التى شبت حريقا فى وجه الظلم ورحلت دون ان تنعم بحق الحياة الانسانية، رحلوا وبقيت وقلمى لاكتبهم، صبرة وبت هيرون، ود ابتمرة ، والجمل طويل عنقوق الذى كان يجلب اللحم البائس من السلخانة وجميل كوستى البهيج، وفنانينها وحسن كروشه واغنيته التى اشتهر بها وابكانى بصوته الرخيم فى الحفلات { مبروك عليك الليلة يانعومة، ياحليل ناس ديك الزمان بيجونا}... مضوا عن عالمنا دون ان نسمع صوتهم فى هنا امدرمان ولكن {الله حى.. حى الله} وصرت من {ناس حليل ديك الزمان بجونا}، صرت بعيدة وهم اقرب لى من شهقتى بالحياة التى عافرتها بصمود وارادة، كان ذادها هؤلاء واولئك ومن قبل انت يا امنا ياتريزا. الاعتماد على الذات، فتحنا عيوننا على الشقاء منذ وقت باكر، نعمل فى الاجازات الصيفية فى بلدية كوستى الى ان منّ الله على منى وهى الذكية التى لايفوقها احد فى الرياضيات، عملت محاسبة فى مصنع كنانة قبل ان تستوعبها جامعة جوبا، وعلى يديها عرفنا ملمس {شوالات السكر، وقصب السكر الجد جد}، شبع شفع حلتنا وكانت توزع السكر مع امى الى كل بيت وكانت دعوات الجيران تتعالى { تتعلى يامنو بت عشة}. ايتها البينة الجسورة، كيف وقفتى فى وجه أمن كوستى حين جاءوا بيتنا بعد انقلاب الانقاذ بايام معدودات يبحثون عنى، حرقوا كتبى التى اشتريتها بشق الانفس، حرقوها فى وسط غرفتنا تلك، ولم تنطفىء فالمطر كان يبلل كل الغرفة عدا ماحرقوا فيه دروب معرفتى. كان ابى مندهشا فكيف يسألون عنى وانت كنت اكثر نشاطا منى فى كوستى؟ كيف ولم اساهم مثلك فى الحركة الديمقراطية فى المدينة؟ حين اخبرونى وانا فى الخرطوم ابحث عن عمل بعد التخرج ظنيت فعلا بانهم ضلوا طريقهم الى بل انتى المعنية ولكنهم ظلوا يعاودون البيت ودفعت عواطف ثمن الكى بالنار على قدميها وهى تنفى معرفتها بى،{ بتعرفى اشراقه؟} لا، ومقابلها نار على ساقيها، صمدت وكان من الممكن ان تقول لهم عن مكانى، ولكنها عواطف البلد الشاهق. قبيل استعدادى للسفر الى النمسا كنا قد استأجرنا { قطعة ارض} لنبنيها و {نتلم} بدلا ان تكون كل واحدة من ثلاثتنا فى الداخليات، وان تكون أمنا معنا، دوما نلتقى بشر نبيل فى مسيرة كفاحنا، وذلك الحوش الاليف فى القوز ضمانا جميعا، فوانيسى اضاءوها بمحبتهم. عم على قرموط الذى عرفته اثناء عملى كسكرتيرة فى العمارة الكويتية وكان يعمل مقاولا لنفس الشركة ومن بعدها واصلتى العمل فيها بعد سفرى. تعامل عم على معنا كبناته وحين عرف جزء من همومنا العاصفة اقترح علينا قطعة ارض صغيرة فى الديم على ان نبنيها ونسكن فيها مجانا لمدة اعوام وراقت لنا الفكرة، تروقنا دوما الافكار المجنونة التى يراها البعض مستحيلة التحقيق، وبدأنا، فى حى شعبى حميم تفصله بضعة خطوات من محطة الشدرات، وبدأنا مشوار التعب ولم يبق زمن طويل لسفرى الى النمسا، وسألت من الذى يبنيها.. سطع صوتك أنا، وضحكنا، يامجنونة كيف يعنى؟ وجاء ردك صامدا، ايوة صلاح كشكش يضع الخرطة وانا ابنيها وهو يراقبنى. صلاح كشكش اخونا الذى لم تلده امنا، ود الجيران فى كوستى التى منحتنا خيرة الناس. وسافرت... وحين عدت بعد عام لم اكن انا، كانت اخرى هى التى عادت، ولهذا البكاء مقام لاحق يعوى فيه قلبى وحبرى والشجن. حين عدت جلسنا على تل الرمل ونخطط، قلت لكما { عاوزة اتزوج} وكانت خيبتكما فينى، والبيت وامنا، و... و....، قلت لن يمنعنى ذلك من المساعدة وارسال ما استطيعه لبناء قطعة الايجار. حز فى نفسى غربتها عنى وعنكما وحز اكثر ان لم يسمعنى نبضكما، ماذا فعلتى هناك، كيف قاومتى؟ وكيف حال قدميك وانت تقاومين الجليد بحذاء مخروم، خسارة ان اشترى حذاء جيدا والبيت عاوز البناء!! تم بناء البيت، كنتى ومنى تحملان المونة والطوب وتعجنين الطين. حسيت بالفجوة وفلجة تنشق فى عمرنا الذى صمدنا فيه رغم كل الاعاصير، فقد تحزمت العزيمة فىّ وسافرت بعد ان اغلقت كل الابواب فى وجهى، من يومها وفقدت بعضى الدافىء، فقدت لوعتى بالحياة ولكنى فى المقابل كسبت عوالما أخرى، دنيا ثانية اصقلتنى وعلمتنى اتمسك بالغناء وان بح وترى المجنون بالحياة. مر على زمن حسيتى برقابة داخلية صارمة تحاصر حروفى وانفاسى، حسيت بانى مخنوقة فى غضبة سحابة جافت الناس الطيبة و بانى بموت كحلم صبية نضر مزهر فى خدود صباحاتهاا
كسبت الكثير ولكن ما كسبته لن يعوضنى صفاء ضحكتنا وهى تشق ظهر الشقاء والفقر والمعاناة، ماذا ومن يعوضنى دفء تلك الليالى، حين يكون المطر كما تقول منى كالبث المباشر.. وهنا لايبلنى المطر الحمضى، هنا.... حكاية اخرى تركت خربشاتها على سنوات عمرى. حين عدت كنت اخرى، وكان بى اسى ان { احكى ليك عن حالى، ايام شهور وليالى} ولكن فكل مرة أكتشف غربتى، يالهى، كنت ساجن حين داهمنى الاحساس بانى غريبة عنك، يومها احسست بانى وجهى غريبا عنى، وقلبى لاينتمى لاشراقتى بالشموس، ضاعت لغتنا المشتركة، لغة خلقناها حين كانت الدنيا قاسية جدا مع ثلاثة بنات لم يمنعهن فقرهن وشقى الايام من ان يصمدن امام وحوش الزمان، تغيرت الحياة ياصديقتى الجميلة وصرنا { الشحمة والنار}، فلتكونى الشحمة واتركى لى نارى وصهوتها. كم احتجنا من الزمن لنرتب ضجيج العالم فينا، هل ترتب؟ اليس محزنا ان تعيدنا الى روحنا الحنينة أمنا وهى عاجزة عن الحركة والكلام؟ ربما ماحدث لكلينا كان يحتاج الى هذا القدر من القسوة لننتبه بان ثمة مايستحق ان نعيش الحياة، السنا جديرات بها؟ اوتارنا تلك واهازيجنا الليلية، منى تسخر { البتغنوا ليها شنو؟ المطر كانت شالت ساى بيتكم ينقط، قلبكم ميت} هل كان قلبنا ميتا؟ لا اعتقد، كانت الحياة فينا ضاجة وصاخبة وكنا بنات العناد المر، العناد الذى علمناه لبنات اخريات من حيينا ذلك، كيف تماسكن بنا وتماسكنا بهن وكيف منحتى لهن زمنك وقلبك واشياء لا ارغب فى ذكرها. كيف كنتى تدبرين الحياة وتجارينها بعد سفرنا؟ كيف استطعتى ان تغنى رغم الجراحات؟ كيف حافظتى على انسانك النبيل اعرف يانجيوتنا، ياتريزا.. اعرف، لانك ببساطة { الاصيلة زى الشعاع تدخل رواكيبنا واوضنا}
فلتظلى فوانيسى المانحة ضيئها للناس من شعاع عينيك وساظل احبك يا نجوى... احبك واهديك سنوات عمرى ال 46 بكل مافيها وبكل ماعليها فقط لانك تستحقين ولانك نجوى
فانوس للجوى هذه سيرتنا.. سيرة الناس المنسية... انهم ينهضون الآن وبهم يشع فانوسى الاول والاخير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر (Re: Ishraga Mustafa)
|
Quote: كانت صلتنا ببعضنا قوية، ربما المحن التى لازمتنا سنينا طوال، ربما الاصرار والعزيمة للنحت على الصخر، كنتى ايضا كثيرة الاسئلة ولايهدأ لك بال ان لم تقنعك الاجابة، تجلسين بجانب جدنا من أبينا، تشذبين له ذقنه وتقلمين اظافرة بحنان وتمطرين له الصعود حين لا افعل وتعلقين ساخرة { والله ياجدى مافضل لينا الا نسف} ويضحك جدى الطيب الذى بالكاد نسمع صوته، هادئا ووديعا كطفل وليد، تنامين بجانبه وتصبين قيامة اسئلتك وانتى لم تتجاوزى حينها السابعة من عمرك. انت ياجدى العور عينك شنو؟ ويحكى عن عنبر جودة، هناك فقئت عينه، كانت جميلة تدلل عليها الاخرى فى اتساعها وسوادها. انتبه لاكتب وهو يحكى، يقطع حلمى بالكتابة نشرة الاخبار- هنا اذاعة البيبى سى.. ويضيع حلمى ان اكتب عنه فى حصة الانشاء القادمة ولكنى كتبته فى قلبى منذ ان انتبه ان يسألنى عن شجونى الخاصة فى زمن اتلهى فيه الكل فى همومه الا هو فقد كنا كل همه. كنتى {عنترنا} رغم انك اصغرنا، معاوية توأم منى الذى يكبرك ببضعة اعوام يعود من المدرسة باكيا وبه آثار خربشة على وجهه، مازال طيبا وهادئا ومازلتى تتبنين همومه وحين تكثر عليك الهموم يعلو طنين اساك {انا ماولدتكم ونسيتكم}. يحكى معاوية عن {العصابة} التى تآمرت علية وقامت بضربه، حسن وحسين التيمان، تتناولين اقرب طوبة وتجرى تجاه بيتهم وتناديهم {كان رجال اطلعوا لى بره} ارتكبوا الحماقة مرة و {جلدتيهم زى السلام عليكم} وعدتى الى البيت مزهوة ومنتصرة و{عيال الحلة} يحكون {النجيو الحليو دقت حسن وحسين، امس خبتت كباكة والمرة الجاية الدور على اولاد سبت} ومن يومها لم يعد معاوية او {التوم الخاتى اللوم} مخربشا.
|
العزيزة اشراقة الله على هذا البوح الجميل لقد فتحتى فينى ذكريات جميلات لايام الطفولة وتجاربى الجميلة
كم تتشابه تجاربنا و مدننا فى السودان لقد اتقدت فى ذكرى الابيض الجميلة واحياءها المختلفة لك محبتى يا دكتورة و كل ميلاد وانت جميلة ورائعة تعبيرين عننا نحن بنات الغبش الذين نحلم بواقع جميل يجمعنا جميعا
واصلى بوحك فكم انا سعيدة به
ربنا يخليى لك خياتك ويجمعكم ويملا السعادة داركم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر (Re: tayseer alnworani)
|
Quote: كم تتشابه تجاربنا و مدننا فى السودان لقد اتقدت فى ذكرى الابيض الجميلة واحياءها المختلفة لك محبتى يا دكتورة و كل ميلاد وانت جميلة ورائعة تعبيرين عننا نحن بنات الغبش الذين نحلم بواقع جميل يجمعنا جميعا
واصلى بوحك فكم انا سعيدة به
|
سلامات يا بنت اهلى الغبش
عارفة ياتيسير لمن بديت اكتب فى حكايتى كنت عارفة انها حكاية ناس تانين بس زى ماقلت اختلفت المدن وتشابهت الحكايات.. وياريت تجيبى فانوسك وتقعدى معانا فى حوش الكلام والذكرى اللى ممكن تحفزنا لافعالنا المستقبلية، متعب ان نكنكش فى الذكريات دون ان ننظر للبعيد ونتحرك تجاهه بس بتبقى الذكريات دى ذادنا للمقاومة
مستنينك وفوانسيك ياتيسير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر (Re: Abu Eltayeb)
|
أخى الكريم لطفى
شكرا واحتراما لمقامك بيننا وشكرا على اللنك فيشرفنى ان اكون ضمن المرحبات با لدكتورة اسماء عبدالحليم المرأة التى على رأسها نار علم ومعرفة كم اضاءت وكم تضىء
* تيقنت من مداخلتك مقاصدك النبيلة ووعيك بدور المرأة ومع ذلك احب ان استخدم مفردة المرأة ببعدها النوعى، ربما لان فى مجتمعاتنا ارتبط كل نجاح بالرجل ولها جاء تعليقك { رجل والرجال قليل} فهى امرأة ومنجزة، فى المدى البعيد ما اختلفنا
لك احترامى وشكرا على مرورك وتوضيحك للامر
مع معزتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر (Re: Adil Osman)
|
سلامات ياعادل
عندما امتلئت رئتايا بالهواء.. كانت المدينة صغيرة وعدد سكانها لم يكن كبيرا كان لسه فى امل حينهاأن ينتبه السادة الساسة لدورهم وللتعمير كان لسة فى امل بالخطط الواضحة تلافى الجفاف والتصحر الذى ضرب المدينة ضمن من ضرب من البلاد كان لسه فى حلم يكون التعليم افضل الخطة السكانية التنمية المتوازنة الاهتمام بالمدينة والميناء الذى يربطها بالجنوب، لعله الميناء الوحيد لذى يربط المدينة بجنوب البلاد مشاركة الاهالى وعيهم بحقوقهم
كلو كان فيهو امل ياعادل ولكن...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر (Re: Ishraga Mustafa)
|
...
أفرح كثيراً لكِ يا إشراقة وأفرح بكِ .. عندما أجد إحدي بنات بلادي تدوّن لرحلة بدأت بالتعب والرهَق وإنتهت بالنجاح والإنجاز والذي تعجز عن بلوغه كثيرات ليس عن قصورٍ في العقل أو الفِكر .. بل قصور في الإرادة والعزيمة وهذا ما يميزك .. الإرادة والعزيمة .. واللتان تجعلاك (تنحتين على الصخر) لبلوغ مبتغاك .. ولا أبالغ لو قلت أنك بكل هذا الصمود والإصرار على العبور تضيئين عتمة اليأس وتشكلين مثلاً أعلى للكثيرات وأنا منهم وتخبرين عن غدٍ قادم .. أحلى فخورة بكِ أنا يا إشراقة .. أخبرت أمي عنك .. وحكيت لها قصة تلك البنت الذكية الصبورة المصرة على النجاح وكيف أنك كنت تشمين رائحة( كِسرة أمك) .. عند مطلع كل فجرٍ يحمل لكِ بشرى نجاحات قادمة ..
قرأت لكِ هذه الكتابة التي إستدعت دموعي .. كتبتِها بقلبك .. فأتت صادقة عميقة وشفافة ..
ودمتِ يا إشراقة فانوساً ينير لنا عتمة الدروب وفي إنتظار باقي فوانيسك أيتها المرأة الرائعة ,,
...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر (Re: تيسير عووضة)
|
الأخت العزيزة إشراقة
تحياتي و تقديري
قرأت الجزء الأول من هذا السفر المتداعي كماء من زجاجة كريستال .. لا أدري .. إنتابتني غصة ... و خصوصاً عندما قرأت :
Quote: صرخة هادئة قالوا لى، طفولة هادئة حكتها لى أمى، فمن أين أتانى الضجيج فى سنوات عمرى اللاحقة، كيف تحولت من طفلة وديعة الى فرسة جامحة تصهل ضد الواقع القاسى؟ قالت لى عن الابتسامة التى رأتها على وجهى الصغير حين خروجى من حديقتها الى حقول الدنيا الملغومة، فمن أين أتى العبوس لاحقا يا أماه؟ |
ربما لتشابه في روزنامة هدوء الطفولة و صخب ما بعدها .. من إبتسامة ما بعد الصرخة الأولى إلى هذا الجبين المقطب رغم نتوءات الفرح التي تعبرنا و نعبرها من حين لآخر ..
سأقرأ البقية بعد أسرح قليلاً في سيرة أمي رحمها الله .. فقد جعلتي بركة مياه ذكراها تمور في دواخلي .. و أنا أستعذب هذه الذكرى كثيرا .. فهي قد شكلتْ معالم طريقي كثيراً ببصمات لا تنمحي.
كوني بخير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر (Re: تيسير عووضة)
|
تيسير النبيهة الذكية
لكم اسعدنى من جوايا والله قراءتك لهذه التجربة وكم اسعدنى انها ذادا لك يحفزك مؤمنة انا يا تيسير من ان هناك مايستحق ان نعيش الحياة مهما كانت قسوتها ومهما كان ظلمها ومهما أبكتنا، مصيرها تضحك لنا ولكنى ايضا متيقنة بانها لن تضحك بوحاتى وحاتك كدى عاوزة معافرة تعودت على معافرتها ولهذا لا احب المكتسبات السهلة التى لا اشارك فى صناعتها
لسه قافلة ياتيسير ولكن يكفى ان اشم رائحة امى حليمة الآن لا رى شمس مختفية خفل غيوم المأساة
وخليك قاعده، الجاى لسه، دى بس مجرد مقدمة للغريق
لك ولوالدنك العزيزة كل محبتى
| |
|
|
|
|
|
|
|