|
البوبيل الذهبى {للبرلمان} وتغبيش ذاكرة التاريخ
|
تابعت برنامج { كل الالوان} الذى بثه التلفزيون السودانى فى الخامس والعشرين من ديسمبر، تقرفصت ذاكرتى تأبى التحجر ومحاولة تغيير الحقائق. لا اود الخوض فى تفاصيل الحوار الذى أجرته مقدمة البرنامج مع د. شريف التهامى وابشر محمد الحسن رفاى، فقط اود التركيز حول هدف البرنامج والرسالة التى حاول بها تغبيش ذاكرة التاريخ كان السؤال الأكثر حرقة هو ماعنت به مقدمة البرنامج حول { القواعد التى أرساها البرلمان السودانى} والرسالة الاعلامية التى حاول البرنامج تثبيتها هو أن { البرلمان الحالى} حدث نتيجة تطور طبيعى فى تاريخ البرلمانات السودانية وانه نتاج ممارسة ديمقراطية راسخة. ما يحزن هو المحاولة لتغبيش ذاكرة التاريخ بل محوها وكتابتها بمنهج { انقاذى} أى قواعد يمكن ان ترسيها البرلمانات السودانية وهناك من يتربص بشكل دائم بحنينا الى وطن يحترم تعددنا وتنوعنا، أى قواعد وهناك من يسطو بليل بهيم على مكتساباتنا ويحاول ان يزيلها ببيانه الأول. الحقيقة المريرة التى تقف علقما فى حلق تاريخنا السياسى هو ان الانقاذ وبرلمانها المزعوم قام على أنقاض ديمقراطية وحكومة منتخبة من الشعب الذى هو صاحب القرار، انقلبت الانقاذ على خيارات شعبنا بانقلاب عسكرى وهدمت كل ما بنى، صادرت حق التعبير وحرية الاديان وإغتالت فى الشهر الحرام خيرة من فى المؤسسة العسكرية وشردت الوطنيين منهم، اعتقلت ما أعتقلت وشردت ماشردت وأججت الحرب فى جنوب البلاد وغربها بسياستها الجائرة التى{ خيارها} هم اتباعها { وفقوسها} هم بقية الشعب السودانى الذى اختار حكامه ديمقراطيا قبل ان تتآمر عليها الانقاذ، فهل يتحول كل ذلك بخشرجة موسيقى عسكرية فى تاريخنا الى برلمان، وهل يعف الشعب عما سلف؟
إن ذاكرة التاريخ صاحية، تنتح بالوجع فى أزقتنا، تزفرها أم حرقت الانقاذ حشاها يوم اخذت شعاع عينيها الى حرب العصابات، يتأوهها رجل غلبه الفقر وهزمه الجوع ويحفظها على ظهر جرح صبايا وصبيات يحلمن بالحياة وبوطن يسع احلامهم وأحلامهن
وقبل ان اتجرع مرارت هذا التزييف تلاحق تزييف الواقع ببرنامج لاحق حول نساء برلمانيات فى برنامج { حوار} ولا اود التقليل من شأن تجارب الثلاث نساء أيا كان اختلافى الفكرى والمنهجى معهن، لا ان ماذكرته الدكتورة فاطمة عبدالمحمود وهى احدى المشاركات فى هذه الحلقة حول المشاركة السياسية فى تجربتهن مع الشمولية ، جدير بالوقوف عنده، ان أعترافها بذلك لهو البداية السليمة لقراءة تاريخ المشاركة النسائية فى السياسة السودانية، لابد من قراءة وتحليل مشاركة المرأة فى مايو ومشاركة نساء الانقاذ ان كانت فعلا مرتبطة بهموم النساء الكادحات، ام ان مشاركتهن كديكور وماهن الا بوق لانظمة انتهكت حقوق الانسان والنساء بشكل يجرح الروح لحين تلفظ حزنها الاخير.
ضمن المشاركات د. سعاد الفاتح والتى حاولت ايهامنا بان ماحققته الانقاذ للمرأة لايقارن باى انجازات فى انظمة أخرى!! ولا ادرى عن أى نساء تتحدث اللهم الا اذا اختصرت تعدد حركاتنا النسائية وتنوع النساء دون الاشارة الى انتمائتهن الفكرية والسياسة فى { حفنة} نساء انتمين الى برنامج الانقاذ وحملن معاولهن ضد الاغلبية العظمى من نسائنا؟ وأكدت سعاد الفاتح فى تحليلها ورؤيتها على ابوية المجتمع السودانى ومع ذلك اكدت على تكامل المرأة والرجل محاولة التاكيد باننا ينبغى ان لانكون { جندريون} على الطريقة الغربية اللذين يفهمون العلاقة مابين الرجل والمرأة باعتبار انها صراع، مؤكدة ان النساء والرجال شقائق ! مرة تستخدم مفردات هى من نتاج العقل البشرى والغربى تحديدا حين اشارت الى { ابوية} المجتمع وبذات الميكافيلية ترفض ما اسمته النوع او التفكير بطريقة الغرب حين تناول الجندر فى قضايانا كنساء. لست هنا بصدد الخوض حول هذه المفاهيم ولحصافة القارىء والقارئة اترك تحليل ميكافليتها فى التعامل مرة مع المصطلحات الغربية ومرة ضدها وذلك حسب تيار المصلحة. حاول هذا البرنامج توصيل ذات الرسالة التى ارادها برنامج كل الالوان بان { البرلمان} الحالى نتاج طبيعى لتجربتنا الديمقراطية وممارستنا لها، وبان النساء الثلاثة هن الارقام النسائية فى الحركة السياسية. ذاكرة التاريخ صاحية.. مشعل تحملها الاستاذه فاطمة احمد ابراهيم اول امرأة برلمانية انحازت للانسان المسحوق ولبنات نوعها، صاحية تحكى عنها الدكتورة خالده زاهر ويلوح بها تعدد حركاتنا النسائية والنسوية. ذاكرة التاريخ لاتنام وان حاولتم/ن محوها ياهولاء!
دار الحوار ايضا حول ما سمى { بالكوتة} فى محاولة لتوسيع مشاركة النساء فى البرلمان بين مؤيدة ومعترضه والاسئلة تحرقنى وترفض ان تقف فى فوهة قلمى ، فقبل ان نتحدث عن { كوتة النساء فى البرلمان} لنتحدث وبصوت عالى عن { كوتة بعض النساء} اللآتى يتمتعن بالسلطة والمال ومع ذلك فهن موعودات { بالجنة} ، لنتحدث عن كوتات السكر والخبز التى تجابد كثير من بيوت الفقراء لاجلها، وعن كوتات الملاريا والايدز وكوتة الفقر بالجملة ، عن كوتات الزواج العرفى فى دولة { التوجه الحضارى}، لنتحدث مرة واحدة وبصوت مسموع وعالى ونجترح المسكوت عنه، عن نساء طالهن الظلم ، هناك فى هامش الحياة فى شرق السودان، فى الجنوب حيث ستحكى أشول وستخط فى ذاكرة التاريخ مواجعنا وأحزاننا.
أن المساواة بين الجنسين لن تتأتى الا حين تتساوى النساء مع بعضهن البعض، وحين يتساوى الرجال مع بعضهم البعض، حين تجلس بت مندى فى البرلمان الذى نختاره سويا، وحين تقرر وتفصل فاطمة البيجاوية فى قرارتنا الوطنية، حين يرسم ويخطط كوة وحين يشرك معه رفيقته كنى فى صنع هذه القرارت، حينها فقط يبدأ المنولوج الوطنى وحينها فقط يمكن ان تبدأ ثورتنا نحو التغيير السياسى والاجتماعى.
من شعاع فوانيسى:
من قلوبهن ستحلق حمامات لن يطول انتظارنا لها.. سيعلو صوتهن ويكتبن الآن بدمهن تاريخ قهرنا السياسى والاجتماعى، هناك حيث أعلن تضامنى مع كل أمرأة فى دارفور.. هناك تضىء بكن فوانيسى ومن هناك يبدأ طريقنا الى السودان الذى نحلم
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: البوبيل الذهبى {للبرلمان} وتغبيش ذاكرة التاريخ (Re: Ishraga Mustafa)
|
الاستاذة إشراقة اطيب تحية وتقدير للتلخيص والتحليل ونشر موقفك حقيقة لم اتابع البرنامج الأول وتابعت جزء من البرنامج الثاني في وقته
ما خرجت به من هذا البوست ان الجبهة الاسلامية القومية لازالت على ذات منهجها القاصر لم ترتقي من الحزبية الضيقة الى قامة المناسبة
المختزلة في برلمان الإجماع السكوتي !!
وعن اي برلمان يتحدثون في ظل نظام شمولي ؟؟ برلمان الإجماع السكوتي هو ردة وليس تطورًا بأي شكل من المقاييس ، وابغ دليل المثال الذي تفضلتي بذكره كونه قام على انقاض نظام ديمقراطي
أما عن برنامج النساء البرلمانيات ( مايو والانقاذ ) وقد كان عقب عودة الاستاذة فاطمة بتاريخها وموقعها المعروف فقد ثبت غيابها الخلاصة التي خرجت بها بعاليه انهم مواصلين في غيهم وحتى الاحتفال وما به من نقاش عن تاريخ النساء البرلمانيات لم يكونوا امينين فيه لعجزهم عن النقاش اللي كان ممكن تفتحوا معهن الاستاذة فاطمة او غيرها من البرلمانيات اللائي لا يوافقهون الرأي والخضوع للدكتاتوريات
صحيح اننا نشفق على الاجيال الجديدة من تغبيش الوعي والكذب والتضليل الذي تمارسه سلطة الجبهة الاسلامية القومية بمسمياتها الكثيرة لذا ندعوا الكتاب والصحفيين والشعراء والمؤرخين للكتابة ، للتوثيق ، للفضح ، لتسجيل الحقيقة والتاريخ بحياد وموضوعية ولتحكم الاجيال عليهم ومن قبل ومن بعد فشعبنا معلم وهم الجهلاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البوبيل الذهبى {للبرلمان} وتغبيش ذاكرة التاريخ (Re: bunbun)
|
الاخت اشراقة تحياتي وكل عام وانتم والسودان بخير بخصوص التغبيش للتاريخ فليس هذا بل في اشياء كثيرة وهي سياسة امريكية بحتة حتى يتم التعتيم على التاريخ السابق وهذا هو المعهود الان من الحكومة وهي تبدد ما صنعه الاجداد حتى يكتب لها التقدم والفت نظر الاخت اشراقة انه في بداية حكم هذا الحكومة قد عملت على ازالة ( حجر الاساس : الاسم الذي يوضع على حجر الاساس ) وتغييره لاسم حكومة الانقاذ .. واذا سردنا هذا التاريخ فسوف نحتاج الى بوستات عديدة وارجو ان يتواصل الجميع لكشف الزيف والتغبيش وتوضيح الحقائق ويا شعبا تسامى قمة وفنجرية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البوبيل الذهبى {للبرلمان} وتغبيش ذاكرة التاريخ (Re: Ishraga Mustafa)
|
العزيزة دوماً والحبيبة غالباً الاخت اشراقة ما ذلت اذكر كبف كنت تحكين عنها في ذلك الزمن وحين كان من المفروض ان تكوني معيدة في جامعة هي عميدتها كيف اقصتك ولكن لا علينا فنحن نفرح بك الان وان تدرسين في جامعة فينا
________ ملحوظة مهمة معرض الكتاب في القاهرة سوف يكون من 21 يناير الى 30 ينلير /20003م وهذا تصحيح اخر ارجو الانتباه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البوبيل الذهبى {للبرلمان} وتغبيش ذاكرة التاريخ (Re: Ishraga Mustafa)
|
أحرص على مشاهدة التلفزيون خاصة بعد ميشاكوش ، لمعرفة ما طرأ على الجبهة الإسلامية سلوكآ وممارسة على مصادر قوتها وآليات ووسائط ادائها وإستخدامها لتلك المصادر ، وهي ( الاعلام ، المال ، اجهزة الأمن وممارسة العنف وترسانة القوانين المقيدة) الاعلام: وضح لي ان هناك صراع بين تيارين ، تيار يرغب في ان يستمر كل شيء في حاله ويتجاهل بل ويقاوم تداعيات ميشاكوس واظهار حسن النوايا والرغبة في التغيير ، وهذا تيار المتشددين ، وقد نجحوا مرات عديدة في عرض وبث برنامجهم الإستفزازي ( ساحات الفداء) وما يعنيه ، وكذلك تمرير رأيهم وخطهم من خلال الأسئلة في برامج رمضان وغيرها والتيار الآخر المعتدلين اللذين يقفون وراء برنامج تراثيات واللقاءت التي تتم مع الإخوة الجنوبيين برامج اللقاءات هذه تدور فيها حرب بين التيارين ،ويبدو ان التيار المتشدد هو الذي كان وراء البرنامجين المشار لهما وقد يكون الأمر تبادل أدوار للإرباك وهي طريقة تعودناها من الجبهة ، لا تيارات ولا يحزنون حضرت البرامج ومتفق تمامآ مع إشراقة ،ورأيها هذا كان رأي عدد من الشباب حضروا البرنامج معي ، للشعب ذاكرة ممتازة تكونت تحت ضغط الأحن التي تعرض لها من نظام الجبهة ، ولن ننسى ولن نسامح ولن نغفر أتوقف هنا بإعتبار ان الموضوع عن الاعلام ، ونترك مصادر قوة الجبهة في فرصة أخرى او مجال اخر وشكرآ لك إشراقة على المتابعة الواعية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البوبيل الذهبى {للبرلمان} وتغبيش ذاكرة التاريخ (Re: Ishraga Mustafa)
|
العزيزة اشراقة
عام سعيد و كل سنة و انتي طيبة بمناسبة العام الجديد
شكرا على اعلامنا بهذا الحوار السياسي الاجتماعي الهام فاللأسف الشديد لا تصل القناة السودانية هنا و تفوتنا فرصة متابعة الكثير من البرامج، الشئ الذي افتقده حقا رغم التلفيق و التعتيم الحاصل في الأجهزة الاعلامية السودانية.
حقيقة لا أعرف لماذا تكن أغلب قيادات الحركة النسائية النسوية كل هذا العداء و الاستخفاف بالحركة النسائية الغربية و ما نتج عنها من أنشطة و مفاهيم؟ تستوي في هذا القيادات النسوية اليمينية و اليسارية معا، فالبرغم من ما حققته فاطمة أحمد ابراهيم من مكاسب سياسية و اجتماعية للمرأة السودانية الا أنها تعاني من نفس "داء النفور" لكل ما يتعلق بالمفاهيم الحديثة و المتطورة للمصطلحات الجندرية بدعوى أنها مفاهيم غربية مستوردة لا يصلح تطبيقها في مجتمعاتنا! مع أن واقع التجربة و الحال يقول أن جدواها و فائدتها للمرأة المهمشة من قبل الخطط و السياسات في الدول النامية أكبر و أعظم من فائدتها للمرأة الغربية.
أيضا أعتقد أنه من الأهمية بمكان زيادة" كوتة" المرأة في البرلمان لأنه بدون زيادة كمية و نوعية لمقاعد النساء في البرلمان و تمكينهن من مواقع اتخاذ القرار فستظل قضايا المرأة، همومها، و مشكلاتها غير مرئية و غير محسوس بها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البوبيل الذهبى {للبرلمان} وتغبيش ذاكرة التاريخ (Re: Nada Amin)
|
كل سنه وانتى اكثر نداوة ياندى
اتفق معك تماما ولكن لابد من الانطلاق من احتياجات النساء انفسهن
بالنسبة لذيادة كوتة النساء فى البرلمان، يمكن النقاش حولها اذا كان هناك برلمانا منتخبا منا ولا اعتقد ان البرلمان الحالى يمثلنا باى حال من الاحوال
وكل يوم وانتى طيبة
| |
|
|
|
|
|
|
|