دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
خـزان الحـماداب مدخل للتنميه ام الصراع !؟
|
خـزان الحـماداب مدخل للتنميه ام الصراع
شرعت حكومة الانقاذ منذ حوالي العامين في تنفيذ ما تسميه مشروع خزان مروي بشمال السودان. يكلف هذا المشروع الذي يقام عند نهاية الشلال الرابع، أموالا طائله قد تزيد علي البليوني دولار بجانب التكاليف الاخري التي قد تنشاء اثناء تنفيذ مثل هذه المشروعات كما اثبتت التجارب في بلدان اخري.
صاحب هذا المشروع الكثير من اللغط والجدل حول جدواه وفوائده! واذا صرفنا النظر عن المتاثرين وشكواهم ومظالمهم، يمكن القول بان طرح الحكومه جانبه التوفيق ابتداء! كيف ذلك؟ اولا: وقعت الحكومه في فخ دراسة شركة (ممنكو) الكنديه، فبجانب ان تلك الدراسه قاصره وضحله من حيث قيمتها العلميه، ايضا لم تخاطب التاثيرات الاقتصاديه للمشروع في شمال السودان! ومن دون شك أن للمشروع تاثيرات اقتصاديه تحتاج لوضع تصورات ودراسات علميه متكامله للمنطقه التي يقام بها ( ونقصد كل شمال السودان)، ولكن من واقع الحال يتضح انعدام أي دراسات يمكن ان يستفاد منها لاحداث تنميه في شمال السودان علي ضؤء قيام هذا المشروع ، سوي تلك المشروعات ( الفائضه) التي زحمت بها ضاحية مروي وكأن اهالي مروي يحتاجون المطارات والكباري اكثر من حوجتهم لمشروعات تضمن لهم تغير الحياه في منطقتهم وتدم خطط وقف الهجره من المنطقه الي غيرها. ومن يقوم بمثل تلك المشروعات يعيش تحت افتراض اساسي خاطئ وهو أن اهل مروي كتبت عليهم الهجره السرمديه وليس اماهم ألا ان يهاجروا من منطقتهم لذلك راي مساعدتهم بالكباري والمطارات. فكم من اهالي مروي يستخدمون الطائرات، او يهتمون إن كان في محليتهم مطار هيثرو او جي .ف.كي ومازالت بصاتهم ولواريهم تمخر الصحاري في رحلتهم الابديه! لذلك فان الحديث عن المطارات والكباري في مناطق يسحق الفقر اهلها ويكابدون لتوفير الحليب لصغارهم ( وتحمل نسائهم الحليله علي المراح كل صباح) إنما هو تغبيش وتزوير متعمد لمطالب اهالي المنطقه في تغير حياتهم واولياتهم بمشروعات تعينهم علي تحسين معيشتهم اليوميه! إنما تحتاجه منطقة مروي والمناطق الاخري من حولها هي مشروعات لوقف الهجره من المنطقه، ولن بتاتي ذلك إلا من خلال خطه طويلة الامد يشارك فيها الاهالي عبر ممثليهم ليستطيعوا عكس تطلعاتهم واشواقهم في التنميه. اما مشروع مثل المطار فسيمر بقربه فقراء المزارعين صباح مساء يحملون علف البهائم علي دوابهم ويتندرون بسماحة جمال الطين! إقتصرت دراسة( ممنكو) ايضا علي توصيل الكهرباء لمناطق الاستهلاك ( الخرطوم) فقط ولم تشتمل الدراسه علي أي اهداف تنمويه يمكن للمشروع خدمتها! وعندما توفرت الاموال للحكومه لاحقا لم تشاء اجراء دراسة جدوي جديده تاخذ في اعتبارها تنميه الشمال وتغيير الحياه فيه بما يقود الي تغيير نمط الإنتاج بالنظر للفرص التي قد تنشاء من قيام المشروع، وهي فرص عديده يمكن ان تغير شكل الحياه في الشمال اذا تم استغلالها بالصوره التي تاخذ في اعتبارها حوجة المناطق المختلفه في الاقليم للتنميه، وليس حوجة الخرطوم للكهرباء!
نقول بهذا الامر لان واقع الحال والتغييرات السياسيه التي تكتنف البلاد اصبحت تقتضي مراجعه شامله لاهداف المشروع اذ ان الدراسه التي يقام المشروع علي ضؤوها لم تاخذ في اعتبارها حدوث هذه التغيرات من تقسيم للثروه والموارد وتفويض صلاحيات واسعه للاقاليم، اذ اعدت تلك الدراسه في عام 1992. وعليه اصبح لزاما علي الدوله تجديد الدراسه للاخذ في الاعتبار التغيرات التي تكتنف البلاد وحق هذه المناطق المشروع في التنميه والتطوير! يضاف الي هذا ان شمال السودان ( المنطقه من الجيلي - حتي حلفا) اصبحت منطقه طارده هجرها اهلها بكل فئاتهم لعدم جدوي الزراعه وتكلفتها الباهظه. هنالك مفهوم خاطئ للتنميه، ظلت الدوله السودانيه تتمسك به دون فائده ودون مبرر، يتلخص هذا المفهوم في النظره التقليديه التي تقول بان السودان قطر زراعي!! وبالنظر لواقع الحال والمناخات والجغرافيا، ليس هنالك بديل امام المناطق في شمال السودان سوي الاتجاه لايجاد بدائل اخري غير الزراعه، لاساب كثيره اهمها ندرة المياه وندرة الاراضي الخصبه! والزعم بان السودان قطر زراعي فقط امر يخالف منطق الاشياء! فدوله مثل البرازيل مثلا يبلغ تعداد سكانها 186 مليون وبها اكثر من 17 % من المياه العذبه في العالم بجانب امطارها ومناخاتها الاستوائيه المعروفه لا تقول ذلك عن نفسها، بل اتجهت للصناعه واصبحت منتجاتها من الصناعه الثقيله تغزو العالم، بل وصلت حتي السودان! ولكننا نظل في السودان مربوطون في وهم اسمه الزراعه- مع اهميتها - فشلت النخبه الوطنيه منذ الاستقلال من الخروج من عبائته وايجاد نشاطات اخري تحول حياة السودنيين الي الافضل وتفتح امامهم الطريق لللحوق بباقي دول العالم! وكما اشرنا لم تاخذ دراسة (ممنكو) هذه الاعتبارات الوطنيه للتنميه القوميه في الحسبان، وقامت الدراسه علي افتراض حل ضائقة الكهرباء في الخرطوم دون النظر في اهداف الدوله الاخري لمخاطبة احتياجات الاقاليم من التنميه والتي يمكن ان يوفرها او يساعد علي توفيرها مشروع ضخم كمشورع الحماداب.
ثانيا: تبنت الدوله تلك الدراسه بكامل اخطائها التي اشرنا اليها، ولم تعيد النظر لوضع المشروع في اطار خطه قوميه اشمل توفر التكامل للأقاليم التي ستصلها الكهرباء. بمعني اخر، سينتج شمال السودان الكهرباء، ولكن رغم هذا الكم الهائل من الكهرباء، يستمر سكانه في انتاج البركاوي والقنديله و ( تمرة محمد) والمنقه ويستمروا مع ذلك في الهجره للعمل في مناطق اخري يقومون هم بتصدير الكهرباء اليها! لم تتوقف الدوله السودانيه لتسأل نفسها إن كان يمكن تنميه الشمال نفسه بقيام هذا المشروع لايقاف هجرة اهله الي المناطق الاخري بتوفير سبل الاستقرار لهم! مرد هذا القصور يعود الي انعدام وجود دراسة متكامله للمنطقه تاخذ في اعتبارها احتياجات المنطقه للتنميه والاستقرار. وهذا الامر لم يعد ممكنا ولايمكن القبول في ضوء اتفاقيات السلام كما اشرنا! ويمكن القول هنا ان هذا المشروع هو المورد الاخير في شمال السودان الذي يمكن من توفير فرص مناسبه اذا احسن توظيفه واستغلاله بصوره علميه جيده. إن هذا المشروع بصورته الراهنه هو تكرار اخر لتجربة الزراعه الاليه التي ادت الي تدهور الاوضاع في اقاليم السودان المختلفه. بمعني اخر أنه استغلال للموارد من قبل المركز دون أي يكون للاقاليم المنتجه نصيب منها! لذلك فان تنفيذ المشروع بهذه الصوره يعني بالضروره استمرار سياسات الافقار في الشمال، اذ لايكفي انارة بعض القري والصوالين بالكهرباء! ومن الضروري وضع تصور لمشروعات مستقبليه تتيح مستقبل افضل للاجيال القادمه تخرجها من ربقة الفقر والتخلف !
ثالثا: Top- down يعكس المشروع بوضعه الراهن كل مساوئ اسلوب التنميه الراسيه وهو نهج اتبعه العالم ومنظروا التنميه في سبعينات القرن الماضي وتركوه بعد اتضحت مثالبه. العالم يتجه بكلياته الان ويتبني منهج Bottom – Up الذي يوفر للمواطنين فرص المشاركه في عملية التنميه في كل مراحلها. ولم يصل العالم الي هذه المحصله من فراغ! اذ اثبتت الكثير من الدراسات التي يدعمها الواقع ان اسلوب التنميه من اعلي لم تجن منه الدول الناميه غير الديون والتخلف، وتقف تجارب القارات الثلاث ( افريقيا، اسيا، امريكا اللاتينيه) شاهدا علي اخطاء ومزالق ذلك النهج. فمثلا كان البنك الدولي من اكبر الداعمين لنهج التنميه من اعلي، ولكن البنك اتجه مؤخرا – كما هو معروف – الي تبني نهج المشاركه واتاحة الفرصه للذين تقام من اجلهم التنميه للمشاركه فيها! ولا تخلو وثائق البنك حاليا من دعوة الدول الاعضاء للتاكيد علي نهج المشاركه. تم تاكيد هذا ايضا في وثيقة (الجام) واعيدت الإشاره له والتاكيد عليه في وثائق اجتماعات الممولين في أوسلو!
أن مشروع الحماداب يجب ان ياخذ في اعتباره كيفية تطوير مناطق شمال السودان التي اشرنا لها، اذ ليس امام هذه المناطق مخرج سوي الاستفاده القصوي من المشروع لتطوير حياة سكانها واخراجهم من الدوره الزراعيه التي لا يملكون مدخلاتها ولا يستطيعون منافسة الاقاليم الاخري فبها بالنظر للتكلفه وتوفر الارض الزراعيه. ولكي يكون المشروع ذا جدوي ومنفعه يشارك فيها الجميع توفربدائل مقبوله للمتاثرين وغيرهم من المواطنين بالاقليم،اصبح من الضروري القيام بدراسه كليه للتصورات وخطط التنميه في ولايتي نهر النيل والشماليه وذلك عن طريق توفير مشاركه واسعه من المختصين ( كل في مجاله) مع الاستعانه بخبره اجنبيه ( اذا إحتاج الامر) موثوق من مقدرتها الفنيه وذات إلمام بواقع مناطق الشمال لتطوير المقترحات والرؤي التي يتفق عليها الناس ووضعها في قالب مشروعات يتم الاتفاق علي تنفيذها تدريجيا بداء بالمتاثرين ! إن الاستمرار في تنفيذ المشروع بصورته الراهنه لن يقود فقط للنزاع بين المتاثرين وادارة المشروع، بل سيقود الي نزاع أكبر حينما تكتشف الولايتان ان حقوقهما قد هضمت وان المركز قد تغول عليهما، وان الفرص ضاقت امامهم لمساعدة سكانهم وتوفير الفرص لهم ، خاصة بعد تنفيذ اتفاقيات السلام! كثير من المؤشرات تفيد بان وضع التنميه لن يكن كما هو عليه بعد تنفبذ الاتفاقيات وستنهض كل الاقاليم للتاكد من أن حقوقها مصانه، وعندها ستكتشف الولايتان ان أهم مواردهم قد ذهبت للمركز، وان عليهم الاستمرار في ملاحقة المركز علي الدوام للصرف علي قضايا اساسيه تهمهم. هنالك عدم اهتمام واضح من قبل الولايتين بهذا الامر، ولم يتقدم أي منهما بطرح محدد للاستفاده من المشروع رغما عن اهميته، وتركا الامر للمركز وكانه لا يعنيهم في شئ! وبالنظر لاتفاقيات السلام، هنالك حق مشروع للولايتين لا نعلم ان كانا قد نهضا للمطالبه به! إن التجارب السابقه والحاليه في السودان تؤكد أنه من الافضل معالجة القضايا قبل وقوعها، ومازالت الفرصه مواتيه لوضع حلول تتناول المشكلات القائمه والتي قد تنتج عن هذا المشروع! وإذا استمر تنفيذ المشروع بالطريقه التي ينفذ بها الان، فلن تطول السنوات حتي يكتشف المواطنون في هذه المناطق ان حقوقهم قد اجهضت وان المركز قد تغول عليهم وان ليس امامهم غير الخروج للمطالبه بحقهم المستحق!!
عسكوري
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خـزان الحـماداب مدخل للتنميه ام الصراع !؟ (Re: abuarafa)
|
الاخ abuarafa
لقد فعلنا كل ما في وسعنا لتجنيب منطقه اخري من السودان نكبات الحرب والدمار، ولكن الانقاذيون دعاة الفتنه يصرون علي اشعال الفتنه بكل السبل، ذلك هو نهجهم!
نحن مثلنا ومثل اي بشر اخرين سندافع عن ارضنا وحياتنا !!
اشكرك
عسكوري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خـزان الحـماداب مدخل للتنميه ام الصراع !؟ (Re: Asskouri)
|
الأخ عسكوري رؤيتك للتنمية المعتمدة على المشاركة صحيحة و لا جدال فيها, و هي مدخل أساسي للتنمية بدونه لا نحقق التنمية أهدافها, كذلك أتفق معك على خطأ تجاهل تنمية المنطقة الشمالية و هو نفس الخطأ المتكرر و الذي أدى لتكدس كل السودان في مدينة واحدة.و أتفق معك في شيئ ثالث و هو أن خطي السياسي و الفكري مخالف للانقاذ تماما. لكن الشيئ الذا أختلف فيه معك هو اصرارك على أن فكرة خزان الحماداب سيئة و غير مجدية و أن شركة مننكو غير مؤهلة و أجرت دراسة غير مقبولة فنيا. خزان الحماداب من المشاريع الموجودة في الخطة الشاملة لوزارة الرى منذ وقت بعيد جدا, و قد تمت الدراسة على مراحل متعددة بدأء بالدراسة الابتدائية, مرورا بدراسة ما قبل الجدوى و التي قامت بها شركة سويكو السويدية, ثم دراسة الجدوى و أخيرا التصميمات التفصيلية, و قد تمت مراجعة هذه الدراسات من قبل وزارة الرى و وزارة التخطيط و البنك الدولي و تمت الموافقة عليها قبل مجيئ الانقاذ. و بالنسبة لمنينكو فقد اقتصر دورها على دراسة الجدوى للخزان, و لم يكن مطلوب منها دراسة عن تنمية المنطقة أو اقامة مشاريع لتغيير وجه الحياة بالشمالية, و الاستشاري يكون دائما مقيد بمتطلبات الدراسة, و لا يحق له الافتاء بشيئ غير مطلوب. حقيقة لا بد أن تقال, أن البنك الدولي أوفد مجموعة من الخبراء لدراسة امكانية تمويل الخزان عام 1988, و قد كان ضمن الوفد الدكتورة منيرة مردوك خبيرة اعادة التوطين, و قد أكد الوف في ذلك الوقت أن البنك, بالرغم من قناعته بجدوى و فائدة المشروع, لا يمكن أنيقوم بالتمويل الا اذا أتمت الحكومة دراسات اعادة التوطين, و الآثار البيئية و الاجتماعية و التعويض. لكن جاءت الانقاذ قبل اكتمال الاتفاق مع البنك الدولي, و كدأبها في شتي المناحي فقد انتهزت الحكومة فرصة غياب البنك عن تمويل المشروع, و قامت بحذف كل الشروط السابقة, و بالتالي بدأت سلسلة المعاناة و التي نأمل ألا تفقدناقسوتها قدرتنا على التمييز بين الصالح و الطالح...... و للحديث بقية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خـزان الحـماداب مدخل للتنميه ام الصراع !؟ (Re: Mustafa Muckhtar)
|
الاخ مصطفي
التحيات
اشكرك جزيل الشكر علي هذه المداخله الهامه. ولكن دعني فبل تناول النقاط التي اثرتها ان اشير الي نقطه مهمه تسبب بعض الخلط في هذه القضيه. هذه النقطه هي موقفنا كمتاثرين من هذا المشروع، وربما يكون في توضيح هذه النقطه بعض الرد علي ما اثرته من يعض النقاط:
نحن كمتاثرين موقفنا المبدئ والثابت اننا لا نرفض المشروع إبتداء ، إن كانت فيه مصلحه للسودان ( مع تحفظي الشخصي الكبير علي مشروعات الخزانات، ولكنني اظل ملتزما بالمصلحه العامه التي يتواضع عليها الناس)، ولكن ما نرفضه جملة وتفصيلا هو تهجيرنا للصحراء !!!
اعتقد ان الفرق واضح بين الموقفين!
بالنسبه لدراسة (ممنكو) انا سبق وأن اطلعت عليها ، وبها جزء كامل عن اعادة التوطين، وهي الشركه التي اقترحت تهجيرنا الي الصحراء ( محطه نمره سته علي خط حلفا)! انا وإحقاقا للحق لم اطلع علي Terms of Refrence التي اجريت علي ضؤئها الدراسه، ولكن حتي لو افترضنا ان الذين وضعوا صلاحيات إجراء الدراسه قد فات عليهم القصور الكبير في الصلاحيات فيما يختص بالمشروعات المصاحبه في شمال السودان، كان علي الشركه لفت انتباه المسؤولين لذلك الخلل لانه ينعكس علي دراستهم وكثيرا ما يقوم المستشارون بمثل هذا التنبيه إن شعروا ان النقص في الصلاحيات يوثر علي قيمة دراستهم النهائيه، وإن لم تقبل الحكومه ما اشاروا له دائما يقومون بالاشاره لذلك في مقدمة الدراسه حماية لسمغتهم الفنيه! لم تقم ( ممنكو) باي خطوه في هذا القبيل وأجرت دراسه ناقصه يشوبها القصور في كل جوانبها!
نعم المشروع هو احد المشروعات التي كان يروج لها البنك الدولي، ولدي نسخه من ( مسودة صلاحيات دراسة اعادة التوطين التي اعدتها سميره مردوك عن طريق ال International Development Institute وهي صلاحيات اعدت حسب مفاهيم الثمانينات لمشاريع اعادة التوطين واصبح الكثير منها لا يناسب شروط الالفيه الجديده ولا حتي الموجهات التي تبناها البنك الدولي نفسه مؤخرا. ولكنها علي اي حال تصلح كنقطة إنطلاق يمكن الاضافه اليها والحذف منها! المشروع الذي كان يدعو له البنك الدولي مختلف تماما عن المشروع الحالي، وقد كان البنك يدعو الي اقامة 7 خزانات في السودان وتشير دراسه مشروعات الطاقه التي اصدرها البنك في يونيو 1983 الي الاتي بخصوص الخزانات التي يمكن ان تقام علي النيل شمال الخرطوم:
Some 200 MW can be developed at four sites along the Main Nile, downstream from Sabaloka, up to Lake Nubia and the Egyptian borders: 240 MW at Shereik, down stream of the confluence with Atabara; 450 MW at Shirri Island, downstream from Shereik; up to 750 MW at Merowe, downstream from Shirri Island, and 6oo MW at Dal, near the Egyptian border ( From World Bank Report No. 4511- SU, Sudan : Issues and Options in the Energy Sector, July 1983, p -15).
وبالنظر للمشروع الذي يجري تنفيذه حاليا، فواضح جدا ان دراسة وإقتراحات البنك الدولي قد تم تجاوزها. ومن رايئ أنه تم تجاوزها ليس لاسباب إقتصاديه ( جدوي) ولكن لاسباب سياسيه. وذلك للاتي:
- حاولت الحكومه في مطلع التسعينات اقامة مشروع خزان كجبار ولكنها ووجهت بمعارضه شديده من الاهالي هنالك واضطر الخبرا الصينين للخروج من المنطقه ومغادرتها. - بالنسبه لخزان الشريك فان المجموعات المسيطره علي السلطه في البلاد لن تستطيع ان توظف المشروع لخدمة مصالحها المحليه ( كما تعتقد) وذلك لبعد الشريك عن مروي. بجانب ذلك فان الشريك ( لم يتم إسقاطه حتي الان) لا يمكن ان يوفر الكم المشار إليه من الكهرباء. - استهدفت المنطقه الحاليه ( المنطقه التي ستغمرها مياه الخزان)( بافتراض) ان اهلها لا يعرفون مصالحهم وغير ملمين بما يجري في العالم( قيل لي هذا الحديث في وجهي و أمام مجموعه من الناس هنا في لندن) كما انهم خلافا للمجموعات الاخري غير ممثلين في السلطه لذلك يكن من اليسير قهرهم وأجبارهم علي النزوح للصحراء( عملية استكراد يعني).
من ناحيه اخري، كان المتاثرون قد وافقوا في عام 1992 علي التهجير الي منطقة الرهد كما اقترحت مننكو، ولكن الحكومه ولاسباب سياسيه لم تستطع تنفيذ الامر وما تزال تصر علي تهجير الناس للصحراء حيث لا يوجد ما ينازع المتاثرين فيها.
ما يجدر ذكره هنا أن هذا الخزان ( الحالي) يقام إبتداء لتطويل عمر السد العالي الذي إمتلاءت بحيرته بالطمي واصبحت قدرتها التخزينيه محدوده! وكانت مصر تعترض علي اقامة المشروع وهددت كل من السودان واثيوبيا في عام 1991 من أقامة خزانات علي النيل وإنها ستستخدم القوه ان اقدمت اي دوله منها علي ذلك.(The Nile Waters: Moving beyond Gridlock, Addis Ababa Tribune, June 25, 2004). ولم توافق مصر علي اقامة المشروع إلا بعد انشقاق الحزب الحاكم ( الجبهه القوميه) ومن الواضح انها هي التي اقترحت التعديلات علي الدراسه والتصميمات اذ يقوم المستشار ( لاهماير) بمشروع اخر في مصر. لذلك ليس مستغربا ان يتغير طول الخزان ليصبح 9 كيلومتر وذلك لحجز اكبر كميه من الطمئ بجانب اقتصار اهدافه علي انتاج الكهرباء فقط، حيث لا يشمل هذا المشروع بوضعه الراهن اي مشروعات زراعيه مصاحبه! ولذلك ياتي اصرار ادارة الخزان علي اخراجنا من المنطقه لالتزامها المسبق لمصر أن لا تستغل مياه البحيره في اي اغراض زراعيه!! بالعوده لموضوعنا الاساسي ( شمال السودان)، انا علي ثقه من أن المشروع بتصميمه الراهن سيقود الي مشاكل عده، أذ ان هدف المشروع الحالي هو توصيل الكهرباء الي الخرطوم بصرف النظر عن احتياجات الولايتين، وهذا يعني سيطرة المركز علي عائدته وحرمان الولايتين من اي فرص للتنميه او اي نصيب في العائد! بمعني اخر ستظل قري الولايتين في ظلام دامس رغم انتاجهم للكهرباء، اول هؤلاء الذين سيعيشون في ظلام دامس هم المتاثرون بالمشروع اذ لن توصل الكهرباء لهم، ولا توجد في دراسة المشروع اي خطط لهذا الامر. لكل ذلك تاتي دعوتنا الي اعادة النظر في اهداف المشروع في ضؤء ماتم من اتفاقيات وتوزيع للثروه!
اشكرك علي المداخله واسف للاطاله.
عسكوري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خـزان الحـماداب مدخل للتنميه ام الصراع !؟ (Re: Asskouri)
|
اخ عسكوري ـ احي مثابرتك وصبرك علي توصيل اعتراضاتك حول المشروع واشكرك علي سعيك الدؤوب لتنويرنا بنواقصه ـ وللأسف لم اكن اقرأ ما تكتب لقلة اطلاعي علي المنبر ـ احس ما تحس به واقدر قسوة القرار الظالم بترحيل اهلنا الي الصحراء وحرمانهم من الاحساس بأمان القرب من النيل ـ واايدك بشدة لانصاف المتضررين وتعويضهم بما يرضيهم وان لا يبعدوا من النيل مهما كان ـ ولكني ايضآ مع قيام المشروع بأسرع ما يكون ـ لربما اصبح كحجر يرمي في مياه تنمية الشمال الراكدة ـ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خـزان الحـماداب مدخل للتنميه ام الصراع !؟ (Re: Munir)
|
الاخ منير اشكرك
بالنسبه لنا يمثل لنا بقائنا بالقرب من النيل أكبر تعويض ، لا نريد اكثر من ذلك، ولا ادري لماذا تصر الحكومه علي تهجيرنا الي الصحراء. وافق اهلنا علي تقديم هذه التضحيه الابديه، ولكن لا ادري لماذا الاصرار علي تهجيرنا الي الصحراء! وطالما وافق الناس علي تقديم هذه التضحيه علي الحكومه إيجاد الحلول لبقائهم علي النيل!
اليس التهجير الي الصحراء هو جزاء سنمار بعينه!!!
اعتقد ان إصرار الحكومه علي تهجيرنا الي الصحراء من شانه ان يقود الي نتائج ( لا تحمد عقباها) !!! وربما تكون وخيمه!!!
شكرا علي دعمك
عسكوري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خـزان الحـماداب مدخل للتنميه ام الصراع !؟ (Re: Asskouri)
|
Quote: صاحب هذا المشروع الكثير من اللغط والجدل حول جدواه وفوائده |
اخ عسكوري سلام علي ما اعتقد انك انت الوحيد الذي احدث هذا اللغط والجدل حول جدوي وفوائد هذا المشروع الكبير الذي التف حوله اهل الدراية والخبرة قبل المواطن العادي و تمت دراسته والسعي الي تنفيذه قبل ان تولد وتري يا سيادتكم النور ... ولن يكون عندي اي شك لو ان حكومة اخري غير <الانقاذ> بادرت باقامة وبناء هذا المشروع العملاق لتقطعت ايديكم من التصفيق ولبح صوتكم من الهتاف ... لا شئ شخصي انما صلاح البلاد والعباد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خـزان الحـماداب مدخل للتنميه ام الصراع !؟ (Re: تولوس)
|
يا سيد تولوس
علق لينا علي الصور ديه:
الصور الفضيـــحه !!!
وبعدين بنرد عليك !!
المشروع ديه ياسيد مش بنتج كهرباء فقط! عنده جانب اخر يتمثل في ( تحطيمه الكامل) لحياة مواطنين، ولا انت بتنظر لجانب واحد فقط!! من هم اهل الدرايه الذين تتحدث عنهم!كده اذكر لينا منهم مجموعه! أنا ما بعرف واحد فيهم والله! انت ان كنت مؤيد لهذا المشروع بصورته الراهنه،عندي ليك اقتراح تاني ! فرغوا لينا محلتكم بالكامل وامشوا الصحراء ونحن نجي نسكن جنب النيل، ما عندنا مانع !! امش شاور اهلك وتعال ورينا رايهم! دقوا صدوركم وضحوا من اجل البلد !! إنت عايز تقعد علي النيل وتولع كهرباء ونحن نموت في الصحراء! مش كده!! كده نشوف تعليقك علي الصور !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خـزان الحـماداب مدخل للتنميه ام الصراع !؟ (Re: تولوس)
|
يا تولوس لا خلاف علي جدوي المشروع ـ ولكني فعلآ استغرب لماذا تبعد الحكومة مواطني المنطقة عن النيل وهي تعلم انه شريانهم للحياة !!! ـ ياأخي الابعاد عن النيل زي الاعدام ـ خاصة لأهلنا ناس الشمال الذين يتعشقون ريحة الطين والجروف ـ ولا شك أن مشاكل السودان في دارفور والشرق سببها الرئيسي البعد عن الانهار ـ العيش علي ضفاف النيل هو مصدر السكينة والاستقرار الاساسي لسكان الشمالية علي الخصوص ـ فاذا حرموا منه حرموا من مسكن نفساني اساسي في حياتهم ـ وأنا احس تمامآ ما يحسه الاخ عسكوري رغم اني لست من المنطقة و اتضامن معه ومع اهله بقوة ــ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خـزان الحـماداب مدخل للتنميه ام الصراع !؟ (Re: Munir)
|
Quote: لماذا تبعد الحكومة مواطني المنطقة عن النيل وهي تعلم انه شريانهم للحياة !!! ـ ياأخي الابعاد عن النيل زي الاعدام |
منير اتفق معاك في البعد الانساني والاجتماعي والمشاعر الصادقة للبعد والترحيل ... ولكن كل مشاكل السودانين في الغرب والشرق والجنوب واولهم سكان الشمال والنيل .... هي مشاكل الفقر والفقر المدقع ... وهذا المشروع هو احد االخطوات الازمة لعلاج هذا الفقر المزمن ...
ملحوظة ... علي ما اعتقد ان المناطق المخصصة لترحيل اهلنا المتاثرين هي بالقرب من النيل ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خـزان الحـماداب مدخل للتنميه ام الصراع !؟ (Re: تولوس)
|
يا تولوس تقول
Quote: ملحوظة ... علي ما اعتقد ان المناطق المخصصة لترحيل اهلنا المتاثرين هي بالقرب من النيل .... |
انت ما تزال تعتقد!! يعني ما مصدق الكلام البنقول فيه ولا الصور المنشوره هنا! ولا عندك استعداد تتاكد وتبحث عن هذا الامر، بتتحدث عن موضوع يهم حياة عشرات الا لاف من الاسر ( وتفتي) فيه بكل بساطه فقط لانك تعتقد !! نحن ما بنعتقد ولا بنحسب - نحن متاكدين !!!
الاخ منير
اشكرك لتضامنك
عسكوري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خـزان الحـماداب مدخل للتنميه ام الصراع !؟ (Re: Asskouri)
|
الأخ/ عسكورى
شكرا على إيراد هذه المعلومات الهامة ولدى بعض النقاط للمناقشة:
1- الآن بعد أم اصبح الخزان حقيقة واقعة ما هو اقتراحك للحل بالنسبة لأهلنا المتأثرين بالمشروع وماهو اقتراحهم هم إذ لا يجب إهمال صوتهم على طريقة الإنقاذ.
2- نعم سد مروى يمنح relief كبير للسد العالي من مشكلة الإطماء و لعل الإخوة في مصر سيستفيدون كثيرا من هذا المشروع و لا اعتقد أنهم سيمانعون من استعمال جزء من المياه المخزونة خلف السد للمشاريع الزراعية بالمنطقة إذ أن لدينا ديون مائية سنوية تقدر بحوالى 4 مليار متر مكعب على مصر نذهب للسد العالي ويتم استعمالها من قبل الأخوة المصريين و أرجو أن تصححنى أنت أو الأخ مصطفى عبد الجليل لو أن هذه الديون المائية لا تزال موجودة أم لا
3- ربما تكون الحكومة السودانية قد أحجمت في هذه المرحلة عن إنشاء مشروع أو مشروعات زراعية كبيرة في المنطقة تقليصا للكلفة و بذلك هي مسئولة من عدم الاهتمام بمستقبل المنطقة و مواطنيها على الأقل في المرحلة الحالية.
وشكرا مرة أخرى على التطرق لهذا الموضوع الهام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خـزان الحـماداب مدخل للتنميه ام الصراع !؟ (Re: هشام المجمر)
|
الاخ عسكوري لا ادري اعن التعويض تبحث ام عن أشياء أخرى لا تفيد سوى العكننة.. حيكومات تجي وحيكومات تغور.. ومهما الذي كانت تحكم به.. فانها الى زوال.. لكن يبقى الخزان دعماً للتنمية في السودان.. في وقت اصبحت فيه الكهرباء عصب أي تقدم تكنولوجي وصناعي.. لذا اخي عسكوري حاول ان تبحث عن سبل ايجاد تعويض مجز لاهلك في الحامداب.. بدلاً من بحثك الدؤوب عن أخطاء قيام الخزان أصلاً<< ولك الشكر.. فكم هم أهل الحامداب.. وكم هم اهل السودان؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خـزان الحـماداب مدخل للتنميه ام الصراع !؟ (Re: Asskouri)
|
nashaat
التحيات
لا اعتقد انك إطلعت علي الكثير مما كتبناه هنا حول هذا الامر! ظللت اكتب عن هذا الامر منذ 1999، يمكنك مراجعة ارشيف هذا المنبر او باحثات الانترنت للاطلاع علي ما كتبنا سابقا ان كنت تهتم بمثل هذه المشروعات من النشاط الانساني!
اشكرك علي الاهتمام بالامر والمشاركه
عسكوري
| |
|
|
|
|
|
|
|