دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
هل الأزهري ممن حملتهم أمهاتهم على ظهورن من بلاد كانم والبرنو ...ومنصور خالد (10).....د. عبد الل
|
ومنصور خالد (10)
هل الأزهري ممن حملتهم أمهاتهم على ظهورن من بلاد كانم والبرنو
د. عبد الله علي إبراهيم [email protected] قلت في كتابي "الماركسية ومسألة اللغة في السودان" (1977) إن "ود العرب" ، الذي هو موئل الخصال الحسان في السودانيين الشماليين النيليين، يفرز خيلاءه العرقي ببداهة وتلقائية. فهو غارق في تعصبه بغير وازع لمجرد أنه لم يحتط لوجود كائن آخر مستحق. فهو يلغ في تفوقه لساناً وثقافة وكأن الإقرار بذلك أمر مفروغ منه لا يأتيه باطل من خلفه ولا من أمامه.
يجلس ود العرب على "مقعده الصائب والصحيح" من السجايا الحرائر من دون خلق الله أجمعين. وصفة هذا المقعد في الصحة والصواب مما ورد في عبارة راجت عن الزعيم كيم إيل سونق يميز منزلته الماركسية بين المنزلتين المتصارعتين في الشيوعية في الستينات: السوفيت والصين. فود العرب هو المنزلة الأسمى بين سائر البشر وبين السودانيين الآخرين خاصة. ويرسم ود العرب حدود صحة مقعده من الآدمية وصوابه الحضاري بالنظر إلى سودانيين آخرين قصرت همتهم دون بلوغ شأوه. وهم الحلب أو الزرقة من السودانية أو العبيد أو الفلاتة. وحفل أدب حركة الخريجين الثقافي والسياسي بإشارات قوية إلى هؤلاء "البرابرة" خارج مدائن قيم ود العرب وأمثولته الغراء. وربما يشفع لود العرب هذا شئياً ما أنه كالفحل لا يفرق بين أمم الناس في سرداب عنجهيته. فكلها عنده وضيعة. فلما صرعه الإنجليز بشدتهم لم يحثه ذلك على تأمل لماذا "تقدمت الإنجليز السكسونية" (عنوان كتاب مشهور) واكتفى بالقول إن الإنجليز هم جعليو الشتات: عباسيو ما وراء البحار. ولا تكلف المباحث ود العرب إلا وسعه. وهو شحيح.
ومن أقوى دلائل هذه العنجهية الصماء ما كتبته جريدة الناس في نقد قانون للجنسية كان تقدم به الحزب الوطني الاتحادي في 1957. فمن رأي الحزب أن تكون السنة الفيصل في اعتبار الجنسية السودانية لمن كان في السودان أو ولد به منذ 1923 لا 1898 كما كان الحال. فاستنكرت جريدة الناس التعديل مع أن رئيس تحريرها الرسمي السيد محمد مكي محمد، النوبي المصري، كان ضحية مثالية لقانون الجنسية القديم ووقف أمام المحاكم بسببه. ولا أتصور أن مكي هو الذي كتب هذا المقال أو حتى رآه ينشر في صحيفته. فقد اكتفى مكي، المالك الغائب للصحيفة، من غنيمة جريدة الناس بسقط متاعها. ورسمت الجريدة سيناريو لتكوين مجلس الوزراء متى ما فاز تعديل الاتحاديين ينضح بالعنصرية استعلت فيه حتى على العرب العاربة خلافاً للذائع عن أمة ود العرب التي "اصلها للعرب ودينها خير دين يحب". وكان ذلك المقطع الشعري ميثاقاً من مواثيق الحركة الوطنية للخريجين. فسيناريو جريدة الناس يرجم غيباً أنه متى قبلنا بتعديل الاتحاديين "وجدنا غداً أن خريستو (الأغريقي) وزيراً للدفاع وأن حاج الدومة (الفلاتي أو الغرباوي) وزيراً للمالية وأن مصلح صالح (اليماني) وزيراً للمعارف ولوجدنا شنتلال بنجلال (الهندي) سفيراً للسودان في بلد من بلاد الله". فدخل العربي العارب اليمني في مكروهات ود العرب السوداني.
فود العرب يعزز تعريفه لنفسه كمستودع القيم الصواب باستصغار الآخرين بأكثر من الإلحاح على سمو خرائده الإنسانية وحسب. فهو يصف المواليد، وهم من ولدوا بالسودان من مصريين وأتراك وكرد، ب "الحلب. ومن ذلك أن أنصار السيد الفيل في صراع نادي الخريجين عام 1933 وصفوا أنصار السيد محمد على شوقي ب "المواليد" من باب إنكار حقهم في طلب الزعامة. ووصف السادة محمد أحمد محجوب وأمين بابكر وعرفات محمد عبد الله ويوسف مصطفى التني، وهم من قادة الفكر في "مجلة الفجر"، السيد حسن صبحي المصري، رئيس تحرير جريدة النيل في منتصف الثلاثينات، بأنه "ود الريف" وقد ترجمها محجوب عبد المالك في كتابه المميز عن الصحافة السودانية خطأ بما جعلها تعني القروي أو الريفي. بينما هي تعني "مصري" أو "حلبي" في دلالة سلبية حملها القول السائر "إن شاء الله من الريف ما يجينا إلا القماش". ولا تحسن السخرية منهم بغير إشارة لممارسة النّور-الحلب التكسب من تمرين القرود على الرقص. فوصف الشاعر توفيق صالح جبريل رجلاً استدان منه مالاً بأنه حلبي ليس حراً أو مسلماً أو حتى قبطياً. وذكر له استثماره في القرد الذي در له الربح وجمع به مالاً وعددا.
ومن لم يكن حلبياً نقيضاً لود العرب كان "سوداني" أو "زرقة". وترد هذه الكائنات في تعبئات مختلفة. فمنهم "عبيد" و"سودانية" و"فلاته". وسنخص الفلاتة بأكثر ذكرنا هنا لمساسه بصلب موضوعنا كما سيرى القارئ. ووجدنا من أدب فترة الثلاثينات الشاعر الغاضب حسين منصور، الذي هو مولد عن مصريين مسه من ثقافة ود العرب مساً من العنجهية، يهجو الشيخ عبد الله عبد الرحمن بزعم أصله الفلاتي فهو :
من والد كالقرنبي وابن إحدى الخنافس
فلاتة أهله كالبحر فوق البسابس
يسترحمون نهاراً شيبهم والعوانس
واعتذر الشاعر في الحاشية عن إيراد ذكر الفلاتة ولكنه اضطر كما ذكر ولم يذكر الحاجة الملجئة لهذا الترهة.
ولا أعرف في ثقافتنا من نفث غيظ ود العرب على الفلاتي الحق أو المزعوم مثل جريدة الناس لصاحبها السيد محمد مكي محمد. وقد وقعت منها هذه العزة بالإثم والخيلاء العرقي في عام 1957 حين كان الدكتور منصور خالد المحامي الشاب محرراً بها بل ربما كان رئيس التحرير من وراء ستار. وأما مناسبة خوض جريدة الناس في ذم الفلاتة من موقع "ود العرب" الصائب والصحيح فقد كان نشر جريدة الأيام مذكرات الزعيم إسماعيل الأزهري في أول يونيو 1957 بعد تنحيته عن رئاسة الوزراء في 1956 وحل محله السيد عبد الله خليل البيه على رأس حكومة من حزب الأمة والشعب الديمقراطي. وكانت الناس كما سبق القول لسان حال البيه الشخصي لا لها في البَنَّاء،حزب الأمة، ولا ناقل الطوب،حزب الشعب الديمقراطي. وانتهزت الناس سانحة نشر الأزهري مذكراته لتكيد له برواياتها هي لسيرة حياته. وسبق القول أن سيرة الناس هذه مما نسميه حالياً بالقراءة الٌمخَرِبة أو الهدَّامة للنص (subversive ). وقد سمتها الناس نفسها بالقراءة المضادة. وهي قراءة مشروعة طالما وضعت مصداقية النص، أي نص، موضع الشك وعرضته لشواظ النقد لتكشف عما ربما أخفاه النص أو تحايل عليه. وهي قراءة تتكي على النص المعلوم بصورة كاريكاتيرية أحياناً لبيان فساد منطقه أو تزويره. ولم ترتفع جريدة الناس بنصها المخرب إلى هذه الذرى من الفطانة والفكاهة بل بلغت حرفتها الصحفية دركاً أملاه عليها ولاؤها الأعمى لعبد الله خليل البيه غريم الأزهري. وجاءت فيه بساقط القول عن خلق الأزهرى مما لم تعتده أذن قارئ الصحافة السودانية وإن لم تخل منه مجالس أنس الخرطوم الليلية. وستعنينا بصورة خاصة الحزازات العرقية النيلية الشمالية التي رشحت من خلال النص فجعلته وثيقة سوداء في الاستعلاء العرقي.
وسنأخذ على الناس مع ذلك خوضها في عرق وهوية الزعيم بالباطل. فقد كان مدار أكثر المادة التي توفرت بيدنا من مذكرات الزعيم، بحسب رواية جريدة الناس، هو النيل من الأزهري بالنظر لأصل فلاتي مزعوم. وهذا زعم يخرج الرجل في مفهوم ود العرب للاستحقاق البشري لا من زعامة السودان فحسب بل من البلد و"سقطها". وقد أملى علينا التوقف عند مماحكة جريدة الناس عن أصل الأزهري واجب التربية حتى تتبرأ ثقافتنا أو تبرأ من هذا التطفل على أنساب الناس. فهذا حديث الجاهلية النتنة المنهي عنه ديناً. وسيرى القارئ الذي انقطع عن عصر جريدة الناس كيف طعن النفر منا بمثل هذا التطفل الإلفة السودانية في مقتل.
سمعنا حتى نحن المتأخرين بكثير عن جيل الأزهري والخلف ذائعة أن الأزهري فلاتي. ولو. وكان أكبر أدلة الخوض في رجس الأنساب ذلك هو ما كتبه السير هارولد ماكمايكل، السكرتير الإداري لحاكم عام السودان (1926). ففي كتابه عن قبائل شمال كردفان وأواسطها (1912) ذكر في معرض وصفه لجماعة البديرية شجرة نسبة كان منشأها دنقلا بطلب من السيد المكي وهو من دوحة الإسماعيلية التي ينتمي إليها الزعيم. وكان السيد المكي من قادة المهدي البارزين . وورد في النسبة أن السيد المكي بديري. وأردف مكاكميكل: "والحق أن السيد المكي لا هو من البديرية ولا هو من الدهامشة. فبعض أصله من التكرور (أي الفلاتة في دارج قولنا)". وزاد قائلاً ولكن بعض دهامشة دنقلا كانوا اقاموا في حمى السيد المكي بكردفان ولربما أعدوه بنسبهم البديري الدهمشي ( هامش على صفحة 70).
وفي كتابه تاريخ العرب في السودان الجزء الثاني ( 1922 ) عرض ماكمايكل إلى شجرة نسب كتبها أحمد بن إسماعيل الأزهري في 1853 بتكليف من والده ليلحق جده بشارة الغرباوي، الذي عاش في القرن السابع عشر، بالعباس عن طريق النسبة إلى البديرية الدهمشية. وقال ماكمايكل إن أحمد الأزهري ولد في الأبيض في نحو 1830 إلى 1840 ودرس في الأزهر ودرَّس فيه الفقه المالكي. وقضى 12 عاماً بالقاهرة بين طلب العلم وتعليمه. وعاد إلى السودان في 1881 وطلب منه رؤوف باشا، الحاكم العام التركي، أن يصحب حملة ضد المهدي في بدء دعوته ليراجعه عن مزاعمه. وأبيدت الحملة عن بكرة أبيها بما في ذلك الأزهري. وعلق ماكمايكل قائلاً إن النسبة تضفي أهمية غير مستحقة للفكي بشارة الذي لم يذكره محمد بن ضيف الله (1727-1810) في طبقاته بينما أفرد صفحات مرموقة لمعاصريه من تلامذة ابراهيم البولاد. وقال إن لقب بشارة هو "الغرباوي" وربما جاء الفقيه من بلاد البرقو. واحتفظ مشائخ الطريقة الإسماعيلية، التي ينتمي إليها كاتب النسبة وأسرته ، بالمخطوطة الأصل (كتبت في 1853). وقد أعار السيد إسماعيل الأزهري القاضي وجد الزعيم الأزهري، النسبة ماكمايكل في عام 1907.
فأنظر بالله عليك هذا الحداثي الغربي ماكمايكل حامل نيشان مهمة الرجل الأبيض الداعية إلى سواسية الناس يخوض في هذه الجاهلية النتنة كمحتكر علم الأنساب الصواب. بخ بخ. ومثل حيرتنا في الرجل النمَّام هذا ما أحسن التعبير عنه المتنبئ حين قال:
ونبطي من أهل السواد يدون (؟) أنساب اهل الفلاة.
وقد اتبع خصوم الأزهري وغير خصومه ماكمايكل يذيعون عنه هذه النتانة يمضغونها في إنجليزيتها طلباً للمصداقية في مقردة استعمارية مثالية: "He is neither a Bederie nor a Dahmashi. . وفرطوا في هدي النبوة الذي نصح بفطانتة بأن الناس مصدقون في أنسابهم. وهذه خلاصة ما توصل إليه علم الإثنوغرافيا أو الأنثربولجيا الذي استقر على أن الباحث لايغالط أهل الحي في صحة نسبهم أو يحملهم على صواب من النسبة بمزاعم من موضوعية مفترية وكذوب. فأهدى السبل متى زعم زاعم نسبة ما أن يحاول الباحث أن يعلم لم أختار أهل الحي تلك النسبة دون غيرها في شروطهم التاريخية والاجتماعية المتعينة.
قيل عن فساد الشيء "الجواب من عنوانه". وسيرة الزعيم في جريدة الناس فاسدة من عنوانها. فإن أنت نظرت لعنوانها على الصحيفة وجدت الأزهري "ماشي كدر" في حالة متفق عند أولاد العرب على أنها "التكرنة" عند الفلاتة. وهي حالة شحذة يتكفف فيها القوم الناس. وسترى في صورة العنوان الزعيم يحمل قرعة هي ما يضع فيها الفلاتي صدقات الناس. ومن الجهة الأخرى ستجد الزعيم في مؤخرة ركب من فلاتة آخرين وثلاثتهم ممسكين بعصاة طويلة وهي هئية في سير الفلاتة خلال الشحذة متفق عليها أيضاً. وسترى رفاق الزعيم في الموكب بشفاهم غليظة حفاة تنتثر الرقع على أسمالهم. فلاتة ود العرب حذو النعل بالنعل.
وسمت الناس نيجريا "بلد الجدود" للأزهري. ووصفته بكبر الشفتين. وحرفت الناس اسم الجد إسماعيل ك "سماعين" ليطابق نطقه باللسان الفلاتي. ونسبت إليه قولاً بعربية "مفلتنة" عن العصيدة: "القدو قدو درادم زي راس بني آدم، كان أكلته ساي تر، كان أكلته باللبن زاد حلاه، كان أكلته بالسكر زاد حلاه. لا إله إلا الله." ووصفت دائرة اهتمام أهل الزعيم بأنها لا تغادر ملء البطن. فقد كان أجداده يترنمون "بقصائد المديح في القدو قدو والمندججي". واتصلت سكرة جريدة الناس في تمييز ود العرب عن غيره من مثل الفلاتة من جهة اللغة. فلسان ود العرب صاف في الحديث بالعربية بينما "يرطن" بها العجمان. فنجد الأزهري في مذكراته المدسوسة عليه بواسطة الناس يستنكر مرة خطة من قال بضبط الجنسية لأن ضبطها سيكشف أنه فلاتي غير سوداني". وجعلته الناس يقول في استنكاره: "إنت عاوز تطلعني من البلد . . . ألا تعلم بجنسيتي؟ أو لم تسمع مأثورات جدي عن القدو قدو والقهوة السوه (؟؟) المرة؟ ألم تسمع "سماعين" صاحب الحجبات والبخورات والكرامات؟" ولم تراع الجريدة حرمة وهي "تفلتن" الزعيم. فقد بثت نيابة عنه تهنئة للمواطنين في مناسبة العيد جاء فيها " أيها المواطنون: أنا إسماعيل الأزهري . . جدي سماعين ازهري. أقول لكم . . إيدو مبارك الينا اليكم كل سنة تيبين تيبين والسنة الجاية انشا الله في هجاز . . . زورو قبر النبي عليه السلاتو والسلام."
وردت جريدة الناس الزعيم إلى حِرف لأهله الفلاتة وصنائع اشتهروا بها أو جعلهم ود العرب يشتهرون بها وهي عمل البخور والحجبات أي "الفكي" أو التكرنة والشحذة. فقالت الناس عن الزعيم إنه استخدم تعاويذ جده ليحمل الخريجين لينتخبوه رئيساً لمؤتمرهم في 1938. كما أنه "زحلق" مدرساً مصرياً للرياضيات وحل محله بعد أن أخذ منه "البياض". وتوقفت الجريدة عند رحلة الزعيم وهو فتى بكلية غردون في رفقة جده القاضي إسماعيل الأزهري إلى إنجلترا في 1919 ضمن وفد من أعيان السودان لتهنئة ملكها بالنصر في الحرب العالمية الأولى (1914-1919). فوصفت الجد، سماعين، بأنه هو "أحد علماء الحجبات و(رمي) الودع)". ثم قالت إنه قال عن من بَهَته (قال عنه حديثاً كذوباً) بشيء من خصومه إنه "لو لا بعض رحمة في قلبي، لكتبت لكل منهم حجاب. . يوديه في داهية." أما عن الشحذة فقد قال الزعيم في مذكراته الزائفة إنه يجيد أفانين التفاهم مع الناس ويستخلص منهم ما يريد "وفي نفس الوقت لا أخجل أبداً ممن يقول لي: على الله." وقالت المذكرات المفبركة إن الأزهري صوت للبيه في انتخابات نادي الخريجين مرة لعلمه أن البيه سيكون يوماً رئيساً لوزراء البلد "كي يترفق بشيخوختي و"يعماني" (؟)وزير انشاء الله ، وزير دولة لشئون الفلاتة."
هترت جريدة الناس الهاترة. وهنا نستعيد كلمة ذاعت منذ صرح بها الشاعر طه حسن الكد في مناسبة أخرى ليست عن الجريدة. وأسرفت الجريدة في القول. فقد نفذت إلي نص الأزهري المنشور بجريدة الأيام بجاهلية العرق وبغضائه فمكنت لغول الاستعلاء الثقافي الذي عاد منصور (الذي حدسنا أنه كان محرراً نافذاً بجريدة الناس إبان نشرها لمذكرات الأزهري المزعومة وكان صدوقاً لم يغالطنا في كلمة له أخيرة) لإنقاذنا منه بطريقة السيوبر مان منذ التحق بالحركة الشعبية لتحرير السودان في 1985. والثقافة باب مشرع للتوبة عن الإثم. ومن تاب تاب الله عليه. وقال كاتب أمريكي هجر معسكر اليمين الديني في كتاب هجا به أهل معتقده القديم إنه لا يعرف حماسة أشد وأذكى من تلك التي تمازج رجلاً بان له صواب فكرة بعد طول إنكار. ولم يقع لمنصور هذا الرحمان الثقافي بوجهين. فهو لم "ينق" نفسه من سخائم جريدة الناس بالكلية بل احتفظ بعرق جاهلي "دساس" منها وفي ما اتصل بالفلاتة خاصة. وهو من الجهة الأخرى لم يرزقه الله فضل العرفان لمن سبقوه بعقود طويل لإستنقاذنا من حميا العرق وجاهليته. فقد جعلهم مثله في عداد من فشلوا وأدمنوا الفشل. وهذا فعل القرد الذكي سارق البطيخ الذي أراد أن يقطع اذناب كل القردة حتى لا يكتشف المزارع سرقته مستدلاً بعاهة ذنبه. وهذا موضوع حديث قادم.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هل الأزهري ممن حملتهم أمهاتهم على ظهورن من بلاد كانم والبرنو ...ومنصور خالد (10).....د. عبد (Re: munswor almophtah)
|
يجلس ود العرب على "مقعده الصائب والصحيح" من السجايا الحرائر من دون خلق الله أجمعين. وصفة هذا المقعد في الصحة والصواب مما ورد في عبارة راجت عن الزعيم كيم إيل سونق يميز منزلته الماركسية بين المنزلتين المتصارعتين في الشيوعية في الستينات: السوفيت والصين. فود العرب هو المنزلة الأسمى بين سائر البشر وبين السودانيين الآخرين خاصة. ويرسم ود العرب حدود صحة مقعده من الآدمية وصوابه الحضاري بالنظر إلى سودانيين آخرين قصرت همتهم دون بلوغ شأوه. وهم الحلب أو الزرقة من السودانية أو العبيد أو الفلاتة. وحفل أدب حركة الخريجين الثقافي والسياسي بإشارات قوية إلى هؤلاء "البرابرة" خارج مدائن قيم ود العرب وأمثولته الغراء. وربما يشفع لود العرب هذا شئياً ما أنه كالفحل لا يفرق بين أمم الناس في سرداب عنجهيته. فكلها عنده وضيعة. فلما صرعه الإنجليز بشدتهم لم يحثه ذلك على تأمل لماذا "تقدمت الإنجليز السكسونية" (عنوان كتاب مشهور) واكتفى بالقول إن الإنجليز هم جعليو الشتات: عباسيو ما وراء البحار. ولا تكلف المباحث ود العرب إلا وسعه. وهو شحيح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل الأزهري ممن حملتهم أمهاتهم على ظهورن من بلاد كانم والبرنو ...ومنصور خالد (10).....د. عبد (Re: munswor almophtah)
|
ومن أقوى دلائل هذه العنجهية الصماء ما كتبته جريدة الناس في نقد قانون للجنسية كان تقدم به الحزب الوطني الاتحادي في 1957. فمن رأي الحزب أن تكون السنة الفيصل في اعتبار الجنسية السودانية لمن كان في السودان أو ولد به منذ 1923 لا 1898 كما كان الحال. فاستنكرت جريدة الناس التعديل مع أن رئيس تحريرها الرسمي السيد محمد مكي محمد، النوبي المصري، كان ضحية مثالية لقانون الجنسية القديم ووقف أمام المحاكم بسببه. ولا أتصور أن مكي هو الذي كتب هذا المقال أو حتى رآه ينشر في صحيفته. فقد اكتفى مكي، المالك الغائب للصحيفة، من غنيمة جريدة الناس بسقط متاعها. ورسمت الجريدة سيناريو لتكوين مجلس الوزراء متى ما فاز تعديل الاتحاديين ينضح بالعنصرية استعلت فيه حتى على العرب العاربة خلافاً للذائع عن أمة ود العرب التي "اصلها للعرب ودينها خير دين يحب". وكان ذلك المقطع الشعري ميثاقاً من مواثيق الحركة الوطنية للخريجين. فسيناريو جريدة الناس يرجم غيباً أنه متى قبلنا بتعديل الاتحاديين "وجدنا غداً أن خريستو (الأغريقي) وزيراً للدفاع وأن حاج الدومة (الفلاتي أو الغرباوي) وزيراً للمالية وأن مصلح صالح (اليماني) وزيراً للمعارف ولوجدنا شنتلال بنجلال (الهندي) سفيراً للسودان في بلد من بلاد الله". فدخل العربي العارب اليمني في مكروهات ود العرب السوداني.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل الأزهري ممن حملتهم أمهاتهم على ظهورن من بلاد كانم والبرنو ...ومنصور خالد (10).....د. عبد (Re: munswor almophtah)
|
(أولئك الذين جاءوا مستردفين على ظهور أمهاتهم من سفوح كانم وتمبكتو وسهول نهر النيجر يدعون العروبة أكثر من أهل تهامة والإسلام أكثر من أهل بكّة) ..
هذه العبارة جاءت فى مقال كتبه د. منصور خالد فى إحدى الصحف التى تصدر خارج السودان وذلك عقب إغتيال الفنان خوجلى عثمان والتى أشار فيها إلى أن الهوس الدينى هو الذى قتل خوجلى وكانت هذه إشارة لاذعة لأناس بعينهم كانوا على قمة دولاب الدولة وقتها وكانت تتسق تماما مع حدث آخر فى إحدى جولات المفاوضات بين الحركة الشعبية وحكومة الإنقاذ ......
لك التحية أخى منصور وسأعود حتما لمقال د. عبد الله على إبراهيم بعد أن أكون قد قرأته بما يستحق من أناة....
لك ولدكتور عبد الله الود....
عبد الرحمن قوى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل الأزهري ممن حملتهم أمهاتهم على ظهورن من بلاد كانم والبرنو ...ومنصور خالد (10).....د. عبد (Re: munswor almophtah)
|
منصور ;صاحب البوست. لك التحية, موصولا حتى ,منصور خالد. والحق أقول;إن مقال الدكتور. ع.ع.إبراهيم. يستكشف ما هو مستخبئ من ثقافة راسخة ومؤثرة ومستأثرة بعقول وفهوم قطاع مقدر من العامة والخاصة على السواء.
وإن كان لنقد وسجالات إبراهيم على خالد من فوائد فهو إجلائه لهذا الجانب المؤسس لثقافة التصنيف والتمايز المتمكن فى السودان, ولعل الشاهد من مقاله بالنسبة إليه هو سكرتارية منصور خالد للناس وبالتالى إلصاقه به وبه فقط أدران عنصرية كل الأمة المنتمية والمؤسسة لتلك الثقافة وذلك لعمرى ثقيل تقبله!!.
وأشكر لك مثابرتك وتصبرك على إيراد كل جديد له وما يلقيه ليس أقل من وثيقة توصف بالقيمة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل الأزهري ممن حملتهم أمهاتهم على ظهورن من بلاد كانم والبرنو ...ومنصور خالد (10).....د. عبد (Re: munswor almophtah)
|
وهذا هو المضحك المبكي في سياسة وثقافة أهل السودان (والسودان كما هو واضح تعني السود من زنوج ونوبه وبجا أو أي تصنيفات أخري أرتضوها هم أو إرتضاها لهم المؤرخورن والجغرافيون والأناسيون من عرب وأوربيون) المضحك المبكي أنه يتنابذون بالألقاب فأسود أمدرمان يعتقد أنه أكرم أصلا وأنبل وأجدر من أسود الفاشر, ويعتقد الذين يخالط حمضهم النووي بعض عناصر الأوربين أو الاسيويين أنه يحق له إزدراء من يصفو حمضه النووي, أفريقيا خالصا لوجه الله. و لا تهمنا الشخوص كما تهمنا الأفكار وحركة المجموعات, بيد أن منصور خالداً دأبه دأب غالب مثقفي وسط السودان بعد أن تمرغَ كثيرا في وحل العنصرية والإستعلاء العرقي, ثاب إلي قليل من رشد. كما فعل مع الديكتاتورية:فبعد أن تمرغ في نعيمها غير آبه لآهات الديقراطيين في غياهب كوبر ودبك, عاد وأنتقدها مر النقد. والسؤال هل ثاب منصور (وهو هنا مجرد أنموذج لمثقفي الوسط الأمدرماني) هل ثاب من مكر السياسة؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل الأزهري ممن حملتهم أمهاتهم على ظهورن من بلاد كانم والبرنو ...ومنصور خالد (10).....د. عبد (Re: Nasr)
|
أخي الحبيب منصور سلام عليك أيها السوداني المواطن القح والمثقف الموسوعة ، قرأت وقرأت الوصلات ورجعت إلى كتاب مخطوط باليد أهدانيه صديقنا إسماعيل العباسي قبل خمس أعوام وهو عبارة عن خطاب من الإستاذ محمد شريف - والذي أنت فرع من دوحته - وهو خطاب الأستاذ إلى تلميذه الإمام محمد أحمد المهدي وكذا رجعت إلى طبقات ود ضيف الله وأيضاً لكل ما كتبه البروفيسور عون الشريف والأستاذ حسن نجيلة - رحمهما الله، وقد خلصت إلى الآتي:
1) القبلية كانت وبالاً لتكريس الفرقة بين القبائل وتكريس العصبية والعرقية بدلاً من أن تقتدي بهدي الإسلام ( وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).. الآية .. ويبدو أن هناك خطأ في تربيتنا الوطنية التي كرست للقبليات والجهويات والعرقيات بدلاً من المواطنة وها نحن اليوم نضرس من الحصرم .. ولعل المراد ( بأتقاكم ) التي ذكرت في الآية هي تعريفية ( أي أحسنكم عملاً)!!.. فهل الفرقة و العصبيات والجهويات والعرقيات التي تفاخر بنسب البعض على الآخر في كبر وخيلاء هي من حسن العمل؟!.
2) قانون الجنسية الذي جاء ذكره قانون مشبوه فعلاً فقد كانت الحياة الحزبية ليس سجالٌ شريف بين حزب وحزب ( وأعني الحزبان الرتيسيان) بل كان هناك حزب أفعاله هي المكايدة عينها فذاك الحزب المعين عمد لجذب أهلنا الفلاتة إلى صندوق إقتراعه بتجنيسهم بعد إجازة القانون المشبوه، حتى بلغ به الأمر بتجنيس من لا يحق له التجنس!! 3) التحدث عن نسب وعرق الزعيم إسماعيل الأزهري حتى وإن كان من البرنو أو الفلاتة فهذا كمن يفاخر بصلاح الدين الأيوبي وفي النهاية يوصمه بأنه كردي وليس عربي!! آلا يجدر بنا أن نطبق القاعدة :إن أكرمكم هو أحسنكم عملاً.. الذي أعرفه أن السيد/ إسماعيل الأزهري هو جلابي هواري ومن نسل سيدي السيد/ إسماعيل الولي وحي القبة بالأبيض يشرف بضم مقامه وأيضاً آل السيد الباقر والسيد البكري وآل المفتي وآل السيد المكي والكامل وآل نوري وكان منهم المرحوم حنفي موسى نوري.
4) إن الإنجليز حين يؤلفون مؤلفاً خاصة ما يتعلق بالقبليات من الأجدر أن نعرف أنه حقل ألغام مستقبلي ينفجر مع مستقبل الأيام ولا بد أن تأتي الحاجة إليه في وقت أو مرحلة معينة !! هل هناك عرقية صافية 100% لم يعد للجنس أو العرق الخالص المطلق وجود حتى الجنس الآري الذي بعصبيته قامت حروب نازية تدميرية أصبح خليط عرقيات فما بالكم بدولة حدودها مفتوحة على عشر دول ؟ كنت أعتقد أن هذه التباينات العرقية ستكون عامل إنصهار فيما بيننا وفيما بيننا ودول جوارنا، ولكن هيهات!!
كان الله في عون السودان .. حفظ الله السودان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل الأزهري ممن حملتهم أمهاتهم على ظهورن من بلاد كانم والبرنو ...ومنصور خالد (10).....د. عبد (Re: munswor almophtah)
|
الأخ الدكتور الأديب الأريب والمهندس الضليع أبوبكر إبن يوسف لك وعليك الرضاء من الله وعليك السلام...بطريقة الإمام الصادق المهدى قلت كل ما يمكن أن يقال وبإشارات داله لمصادر ما تقول...نعم كانت ومازالت وستظل نعرات الجنس والقبيله معولا هداما لصرح شاده العماليق منذ آمد وبوحدة لأ أنفصام فى شخصيتها ولا إنفصال فى إنسان جمعها ولكن الخمسين العجاف المتأخره من القرن الماضى جبت ميسرة الماضى التليد جب الشيمة لطوف الطرور الرخو وتفجرت أزمات الجهويه والعرقيه حتى فاض بحر الأعراق بنتن الجيف المقرف...عزيزى أبوبكر إذا لم تتصالح النفوس وترعوى أوتهجر بعضها هجرا جميلا سوف لا ولن تقوم لنا إرمة أخرى دون فساد..................................
لك السلام والود
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل الأزهري ممن حملتهم أمهاتهم على ظهورن من بلاد كانم والبرنو ...ومنصور خالد (10).....د. عبد (Re: munswor almophtah)
|
فود العرب يعزز تعريفه لنفسه كمستودع القيم الصواب باستصغار الآخرين بأكثر من الإلحاح على سمو خرائده الإنسانية وحسب. فهو يصف المواليد، وهم من ولدوا بالسودان من مصريين وأتراك وكرد، ب "الحلب. ومن ذلك أن أنصار السيد الفيل في صراع نادي الخريجين عام 1933 وصفوا أنصار السيد محمد على شوقي ب "المواليد" من باب إنكار حقهم في طلب الزعامة. ووصف السادة محمد أحمد محجوب وأمين بابكر وعرفات محمد عبد الله ويوسف مصطفى التني، وهم من قادة الفكر في "مجلة الفجر"، السيد حسن صبحي المصري، رئيس تحرير جريدة النيل في منتصف الثلاثينات، بأنه "ود الريف" وقد ترجمها محجوب عبد المالك في كتابه المميز عن الصحافة السودانية خطأ بما جعلها تعني القروي أو الريفي. بينما هي تعني "مصري" أو "حلبي" في دلالة سلبية حملها القول السائر "إن شاء الله من الريف ما يجينا إلا القماش". ولا تحسن السخرية منهم بغير إشارة لممارسة النّور-الحلب التكسب من تمرين القرود على الرقص. فوصف الشاعر توفيق صالح جبريل رجلاً استدان منه مالاً بأنه حلبي ليس حراً أو مسلماً أو حتى قبطياً. وذكر له استثماره في القرد الذي در له الربح وجمع به مالاً وعددا.
| |
|
|
|
|
|
|
|