قراءة في عقل ذري (بشاشا نموذجا) :تشريح متأخر في آيدلوجيا بائسة ، على هامش بوست (بلقيس الحبشية)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 03:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-19-2008, 10:44 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قراءة في عقل ذري (بشاشا نموذجا) :تشريح متأخر في آيدلوجيا بائسة ، على هامش بوست (بلقيس الحبشية)

    ذات مرة وصف (هاملتون جب) العقول المتخلفة بأنها عقول ذرية ، بمعنى أنها عاجزة عن التجريد . فمن علامات التخلف العجز عن التجريد ، أي عدم القدرة على الفرز بين التفاصيل الدقيقة الحاسمة في المعرفة ، والتي يودي دمجها في بعضها البعض إلى تأويل أيدلوجي يهدر القيمة الموضوعية للمعرفة ، وبالتالي يخلط الحابل بالنابل ، ويقع في التسطيح المبتذل الذي يجرد المعرفة من أهم خصائصها ، وهي الوصول إلى الحقيقة الموضوعية .
    على ضوء هذه الإضاءة لا بد من الإشارة إلى أن قيمة المعرفة هنا قيمة موضوعية وليست ذاتية أي ليس لها علاقة بهوية الباحث ونواياه ، وأن احترام موضوعيتها تلك ، واحترام آليات تأويلها هو جزء من احترام الباحث لنفسه أولا ؛ ثم هو الطريق الوحيد للسجال والنقاش من أجل الوصول إلى حقيقة ما ، أو مقاربة ذلك الوصول لتلك الحقيقة .
    وهذا الاحترام بطبيعته العلمية تلك ينطوى على معنى (نسبية المعرفة) التي هي من أهم المبادئ الكونية للحداثة ؛ فـ(النسبية الثقافية) هي التي منحت حرية البحث آفاقا لا متناهية من زوايا النظر في كل حقول المعرفة ، كما أنها هي التي تسمح بتجديد المعرفة وإعادة إنتاجها بصورة مستمرة . والعقل الذي يتعاطى مع المعرفة بهذا المعنى يستحيل أن يكون عقلا ذريا ـ العقل العاجز عن التجريد ـ بل لا بد أن يكون هذا العقل عقلا نقديا جدليا يحترم قواعد المعرفة في كل فن من فنونها . وبما أنه عقل نقدي جدلي لا بد أن يحترم قيمة الجدل ومصادره في أي سجال يلتزم تلك القواعد .
    ذلك أن أهمية الالتزام بذلك الاحترام للمعرفة وآلياتها هي التي تمنحها الغنى والتعدد والإحساس بالمتعة ؛ فالسجال المعرفي حول موضوع (بلقيس) التاريخي ـ بالإضافة إلى قواعده المعرفية في حال الالتزام بها ـ سيكشف عن متعة جميلة ذات طابع إنساني مرموق ـ بدلا من الركون إلى الفرضيات المسبقة ومحاولة إثبات سرديات آيدلوجية تاريخية قد يكون لها علاقة بالبحث ، أو قد لا يكون إطلاقا.
    تلك المتعة تنبع عادة من رغبة الكشف المعرفية في تحليل موضوع السجال وحيثياته ، ومن القراءة التفكيكية والتركيبية لمعطيات الموضوع التاريخية . وليس فقط نقل وإيراد الروايات والتأمين عليها . هذا كله مع المشروعية المطلقة لمناهج المقاربات التي تحترم قواعد الجدل سواء أكانت تلك المقاربات دينية أو تاريخية أو علمية ، أو لغوية ، لسبب بسيط وهو أن طبيعة الموضوع تقتضي اختبار أنواع تلك المقاربات فيه ، لأنه بصورة أو أخرى ينطوي على قابلية التناول من زوايا تلك المقاربات ، دينيا وتاريخيا ، وعلميا ... ألخ ، ومن ثم فإن استهجان أي منطلق من تلك المنطلقات ـ التي تلتزم قواعد الجدل المعرفية في هذا الموضوع ـ ؛ سيكون خروجا عن الالتزام بقواعد الجدل بين المتداخلين أصلا ، وأمرا مستهجنا ينبغي التنبيه إليه ، وإنكاره إذا لزم الأمر . لماذا ؟ لأن الاشتغال على مادة البوست وموضوعها بذلك الأسلوب المعرفي ، سيوفر على المتداخلين الركون إلى التصنيفات الجاهزة ، واتهام المتداخلين عبر توزيع الألقاب المسبقة عليهم . ذلك أنه كلما كانت المقاربة المعرفية للموضوع أكثر تجريدا ؛ كلما قلت كثافة الآيدلوجيا التي هي ضد التجريد ، والتي هي صنو التعميم البشع في موضوع يحتاج إلى دقة معرفية ، ويتعالق مع حقول متعددة من حقول المعرفة الدينية والعلمية والتاريخية وغيرها .
    وهذا سيقودنا بالضرورة إلى التفريق بين أمرين :
    1 - رأي الباحث المسبق ، ويقينه القاطع الذي يلزمه هو فحسب
    2- وبين التزامه بقواعد الجدل المعرفي الذي لا بد أن يلتزم به وهو يحاول إثبات ما يراه . وهذه العملية ، عملية البرهنة هي التي تفصل بين الأمرين .
    وبالطبع أن أي باحث من الباحثين ينطوي رأيه ذلك على موقف فكري : إسلامي ، أو يساري ، أو علماني ، أو علمي ، أو قومي ؛ فذلك ليس عيبا أبدا ً ، بالعكس ؛ ذلك من ضرورات الاختلاف المعرفي ، ويندرج في المبدأ الكوني للحداثة الذي أشرنا إليه سابقا وهو (النسبية الثقافية) ... العيب هو الفهم الآيدلوجي لتلك الاتجاهات الفكرية ؛ لأن الفهم الآيدلوجي نقيض للفهم المعرفي ، ولكن السؤال الآخر الذي سينشأ ما هو الفهم المعرفي الذي نفرزه عن الفهم الآيدلوجي ؟؟
    الفهم المعرفي ينطلق من
    1ـ الإقرار بنسبية الفهم لذلك المبدأ (الإسلامي ـ اليساري ـ العلماني ألخ) نسبية قابلة للجدل والنقض والتعديل . أما الفهم الآيدلوجي ينطلق من التمسك الأعمى بالحق الوحيد والحصري لفهم المبدأ ، وعدم الإقرار بأن ذلك الفهم فهما نسبيا وقابلا للجدل . وهذا التمسك أتوماتيكيا سيعكس تمسكه الأعمى ذاك بصورة نقيضة على من يخالفه ، في فهم نفس المبدأ الذي يعتنقه ، وفي فهم الآخرين لمبادئهم بوصفها ضلالا أو خرافات أو عقائد منحرفة ، وعلى ضوء هذه الآيدلوجيا العمياء جرت الدماء الغزيرة عبر التاريخ وعند كل الجماعات البشرية .. على الصعيد الديني (المعارك التي دارت بين المسلمين في التاريخ الإسلامي ـ الجمل وصفين نتيجة " فتنة التأويل" وغيرها) والمذابح التي جرت بين المسيحيين في أوربا (مذبحة بارتلمي في فرنسا بين الكاثوليك والبروتستانت التي راح ضحيتها 3000 من البروتستانت في يوم واحد) .. وعلى ضوء هذه الآيدلوجيا ندين الفهم الآيدلوجي للمهدية كمقاربة لفهم الإسلام ، ذلك الفهم الآيدلوجي الذي انعكس في المعارك التي جرت بين الخليفة التعايشي وبعض قبائل الشمال ، كما بين عثمان دقنة وبعض قبائل البجا ـ والآيدلوجيا الاسلاموية المعاصرة للأنقاذ التي تعيث فسادا منذ أكثر من 18 عاما وما يجري في دارفور عينة من تعاطيها مع الأزمات . والفهم الرث و المتخلف للقاعدة الذي أدى إلى إرهاب وكارثة 11 أيلول سبتمبر 2001
    أما على المستوى القومي (العرقي) فتكفي فظاعات النازية في القرن الماضي دليلا على ذلك . بالقطع أن تلك المذابح والمعارك كانت وراءها آيدلوجيا عتيدة ورثة في مكان ما ؛ لكن هل هذا يكفي لأن ننعت كل من يعتنق المبادئ القومية أو الإسلامية أو اليسارية بمستوى واحد من التأويل ؟ . صحيح أن القومية العنصرية أفرزت النازية وفظاعاتها في أوربا والعالم ، لكن الصحيح أن القومية العقلانية هي التي أفرزت مفهوم الدولة الحديثة في الغرب كما هي عليه الآن من رفاهية واستقرار وتنمية إنسانية مستدامة. أي الدولة التي وفرت لمواطنيها الاستمتاع سلميا ـ وبأقصى درجة ـ بالمعرفة والحرية والجمال . فهل يكفي أن نسوي بين المعنى القومي المختلف للقوميتين في سلة واحدة ؛ لمجرد القومية فقط ؟
    ثم هل يكفي أن نسوي بين زمن الرسول (ص) وأبي بكر وعمر ، وبين زمن المهدية أو زمن (الإنقاذ) المعاصر في السودان ، أو زمن طالبان أو حتى إيران لمجرد كلمة الإسلام التي تحمل حمولات متباينة جدا وشاسعة بين انطباقها المعرفي الصحيح على زمن الرسول وزمن أبو بكر وعمر ، وبين انطباقها الآيدلوجي في كل من (المهدية والإنقاذ وطالبان وإيران ...ألخ) مثلا ؟؟؟
    سنجد أنفسنا أمام فرز معرفي ضروري لأي باحث يلتزم قواعد المعرفة في مقاربته لمعنى الإسلام بين تلك الكيانات .

    2ـ الفهم المعرفي في مقاربته للمبادئ المذكورة عمليا لا ينتج مثل تلك الآفات والكوراث والمذابح ؛ بل ينطوي على مقاربة تتسق مع الحرية والواقع والعقل نظريا وعمليا (قارن بين الدولة القومية في الغرب الأوربي ، وبين الدولة القومية العربية العراق مثلا أو غيره) على سبيل المثال ..
    وبناء ً على ذلك فإن إطلاق أوصاف تحمل نعوتا آيدلوجية في حق أي متداخل لمجرد أنه ساجل معرفيا في الموضوع بآيات من القرآن مثلا ، ووصفه بأنه (كوز) أو أنه حول النقاش إلى (حصة دين) هذا تعميم بشع وصارف لوجهة النقاش والجدل إلى مجالات أخرى ، فضلا أن هذا الفهم لمجرد أن متداخلا استشهد بالقرآن هو في الحقيقة ينم على عدم احترام لقيمة المعرفة أصلا ً ويدل على لا مسؤولية من يستخدم هذه الألقاب في حق شخص يصفه بها لأنه فقط ساجل في مقارباته واستشهد بآيات قرآنية ؟!! ... هذا لا يعني بأي معنى من المعاني بأن له الحق في ذلك الوصف ... نعم من حقه أن يعتقد ما يشاء من رأي في القرآن مثلا ، لكن ليس من حقه أن يتكلم في القرآن أو في من يستشهد بالقرآن بتلك الألقاب .... لسبب بسيط وهو أنه هنا يدخل في نقد القرآن ، أو نقد الشخص بلقب آيدلوجي ، يدخل في كل ذلك من باب الهجاء وإسقاط نواياه في سجال معرفي لا يجوز له أن يقاربه إلا بأدواته المعرفية ـ هذه الحقيقة حقيقة مهمة من حقائق البحث ولا يجب التهاون فيها من طرف كل الباحثين . لأنها بالإضافة إلى الإخلال بشرط السجال ، هي أيضا تصرف وجهة الجدل عن موضوعها الأصلي إلى سجالات شخصية بالضرورة .

    يتبع ...
                  

06-19-2008, 10:48 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في عقل ذري (بشاشا نموذجا) :تشريح متأخر في آيدلوجيا بائسة ، على هامش بوست (بلقيس الحبش (Re: محمد جميل أحمد)

    ووفق هذه الضوابط ـ إذا كنا نحترم قيمة المعرفة ـ نجد أن هذه الممارسات غير مسؤولة تنم عن نية تتجاوز نية البحث ، إلى البحث في النوايا .
    وهذا ما انتبه إليه الدكتور أحمد طراوة حين طالب بشاشا بالاعتذار إلى كاتب هذه السطور فيما قاله في حقه من ألقاب لا يمكن أن تنطبق عليه بأي صورة من صور الوصف المعرفي السجالي ، ولا تدخل إلا في حساب النوايا ، والفهم الآيدلوجي لمقاربات الغير . والذي ينطوي عادة على التنصل من مسؤولية الجدل الجاد ، واستسهال أساليب الأوصاف والنعوت الجاهزة المريحة لطبع التشفي المتصل بالنوايا ، وذلك على شاكلة هذه المعادلات البائسة : [محمد جميل يحتج بالقرآن في هذا الموضع إذن محمد جميل = كوز] . أو : [محمد جميل يعيش في السعودية إذن محمد جميل = متخلف] . طبعا هذا يعفي صاحبنا من تكاليف السجال الأخلاقية والمعرفية لما كتبه محمد جميل ـ كما يفعل الآخرون ـ وبإمكان صاحبنا أصلا أن لا يتداخل مع احتفاظه برأيه في القرآن مثلا . أو حتى أن يصرح باعتراف شجاع ونبيل أنه لا يعرف ممارسة السجال من خلال الاحتجاج بآيات القرآن في هذا الموضوع ـ هذا كله مشروع ومقبول . أما أن يقول هذه خرافات و(ومص قطعياتك وأشربا) هذه كلها تصرفات ونعوت ينبغي أن تدان بشجاعة من كل المتداخلين كما فعل الدكتور طراوة لا لأنها قيلت في حق كاتب هذه السطور ؛ بل لأنها مدانة أخلاقيا ومعرفيا في ذاتها .
    أكثر من ذلك ؛ بشاشا يتجاوز وصف (المتخلف) الذي وصف به كاتب هذه السطور بمفهوم قبيح وهو أن كاتب هذه السطور (متخلف) لأن هذا طبعه وما كتبه يدل على ذلك ؟؟؟؟ الحقيقة أن المتخلف ـ حقيقة لا مجازا ـ هو عقل بشاشا لسبب بسيط وهو أن عقل صاحبنا (عقلا ذريا) أي لا يملك القدرة على التجريد أي فرز فهمه لمداخلات صاحب هذه السطور التي تدعي جدلا نسبيا عبر الاستشهاد بآيات القرآن ـ عن نواياه أو عن رؤيته الدوغمائة المغلقة لكل من يصنفه كإسلامي . فهذه التسوية الدوغمائية على نحو واحد ومريح للعقل الذري حين يصنف شخصا يساجل بقواعد الجدل المعرفي ويدعي النسبية في مقارباته ، ثم يضعه على درجة واحدة بمن يصفهم بالكيزان مثلا ويخلع عليه ذلك اللقب بمناسبة ودون مناسبة بحجة أنهم ينطلقون من فهم ما للإسلام ، ذلك بالضبط بمثابة التسوية بين (جورج لوكاتش ، وجدانوف) بحجة أن كلاهما ينطلقان من النظرية الماركسية في الأدب مثلا ؟؟؟ أو بين أنطونيو غرامشي ، وخالد بكداش بحجة كلاهما مفكران شيوعيان أو بين (مجذوب حاج سعيد شيخ أنصار السنة في كسلا ومحمد أركون) بحجة أن كلاهما يتحدثان عن الإسلام هذه تسوية مجانية وبائسة وغير علمية وتنطوي على لغة خطابية مجوفة ـ نقول هذا لأن كل متداخل في هذا البوست يقر بالقيمة المعرفية التي يجب أن يلتزم بها ما عدا صاحبنا هذا (كمال بشاشا) ، مع أنه يدعي البحث ويدعى إلى مؤتمرات للبحث كما يقول . ومع أن كل ما ذكرناه آنفا ً من بديهيات البحث والمعرفة فلنسأل أنفسنا لماذا يخل بها بشاشا ويلجأ إلى تلك النعوت المجوفة ؟ والأوصاف التي تتخطى أحيانا من يتهمه بها إلى مصادره بنفس الخفة ـ ونحن هنا لا ندعو بشاشا إلى الإيمان بمصادرنا فقط نلزمه بعدم الحديث عنها بتك النعوت المستخفة التي هي ضد منطق العلم والمعرفة وضوابط الجدل ـ فإذا كان صاحبنا لا يؤمن بالقرآن أو حتى إذا كان ملحدا فهذا من حقه لأن القرآن نفسه يقول (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) فاختلافنا مع مصادر المعرفة التي لا نؤمن بها لا يعني التقليل منها أو وصفها بنعوت غير لائقة ... ولهذا حين يصف ما نكتبه في الجدل التاريخي حول بلقيس بسبب الرواية القرآنية التي ذكرتها ، وحين نتكلم عن قطعية الدلالة ـ وقطعية الدلالة تعني تحديدا : أن النص يحتمل معنى واحدا من خلال منطوقه ومفهومه ـ يصف ذلك بأنه إرهابا فكريا . هل الحديث عن مناقشة رواية تاريخية جاءت في القرآن بسجال معرفي جدلي لا يلزم به صاحبه أحدا ... هل هذا إرهاب فكري ؟؟
    صاحبنا هذا (الأهوائي الأجوف) كمال بشاشا يسقط أعماقا مظلمة من نفسه بفعل بارانويا مريضة على ما نقول ويصفه بأنه إرهابا فكريا . لماذا ؟ لأن هذا النعت نعت مريح ويخلصه من أن يقر بأنه لا يعرف النقاش من خلال الاستشهاد بآيات القرآن في حقل المعرفة ـ وهذا ليس عيبا ـ أو أن يثبت لنا بطلان ما نسوقه من آيات ـ وهذا يحتاج إلى أسس فلسفية متماسكة ـ أما أن يرمي مثل هذه الشتائم والنعوت (طبعا كاتب هذه السطور ليس معنيا بما يقوله هذا الأخرق عنه لسبب بسيط وهو أنه لا يتصف بتلك الصفات . وأحيانا يجدها مضحكة ـ كوصف الوهابي ؟؟؟) ويخلط بين اتهام الشخص وبين مصدر معرفته ويصف الآيات القرآنية التي يسوقها . ويخلط بين فهمه لمعنى (القطع) وهو مصطلح من مصطلحات الأدلة المنطقية ، ويمكن تطبيقه في كل النصوص الدينية وغير الدينية ، لأنه مصطلح يضبط الدلالة فحسب . ويوحي لنا بأنه معنى ديني . كل ذلك لا يبرر له تلك التجاوزات القبيحة لا معرفيا ولا أخلاقيا . وإذا كان أسلوبه هذا عاهة لزمته منذ الطفولة ـ لأنه بالفعل أسلوب صبياني ـ فليبحث عن مكان آخر غير السجالات المعرفية .
    وصاحبنا يخلط ويوحد ـ بأسلوب لا يخلو إما من الغباء والعته أو من الآيدلوجيا أو من الخبث الدفين ـ بين نقاشنا هذا الذي ينحصر بقضية تاريخية وردت في كتب الأديان التوحيدية الثلاثة وفي مرويات شعوب المنطقة ، وبين وصفه بأننا من مستلبي المركزية العربية تارة ، والمركزية الغربية تارة وأننا عبيدا لهم ، وهكذا عبر هذه الأسلوب القذر في التدليس والغش يريد هذا الأخرق أن يعوم طبيعة الهوية العربية والإسلامية كثقافة التي هي إحدى الأسس المركزية لكوننا سودانيين (نقول إحدى الأسس المركزية لأن الهوية السودانية هوية مركبة عبر صيرورة تاريخية أنتجت وحدة دينية و ديمغرافية مخلطة (زنج وعرب) في أغلب سكان السودان دون أن تكون هذه الوحدة الديمغرافية مستقلة عرقيا عن الدماء الزنجية بل هي مختلطة بها على نحو متذرر في كل قبائل السودان . هذا الأخرق يخلط بين الممارسات الأوتقراطية للثقافة العربية في السودان التي أدناها وندينها لأنها ممارسات شعبوية متخلفة وقعت على القبائل الزنجية ، بل ووقعت على القبائل السودانية المختلفة لأسباب تتعلق بالتخلف الذي هو علتنا الأصلية منذ زمن طويل وحتى الآن ـ وبين القيم الإنسانية للثقافة الإسلامية التي هي قيم إنسانية في كونها لا تفرق بين عرق وعرق (لا فرق بين عجمي ولا عربي ولا أسود ولا أبيض ) و(الناس سواسية كأسنان المشط) و (ولقد كرمنا بني آدم) و(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) تعارفوا هنا بمعنى تتعارفوا لأنه ذكر المصدر وأراد الفعل المضارع ـ حسب القاعدة اللغوية ـ هذا الأخرق يريد أن يخلط بين ما نحترمه كمثقفين نقديين في هذه القيم الإنسانية التي يشاركنا فيها كل إنسان سوي في العالم ـ وبين تلك العاهات والممارسات المتخلفة للتأويل الأوتقراطي للثقافة العربية وممارساتها التاريخية التي وقعت بحق القبائل السودانية الزنجية الخالصة لماذا ؟
    لأن هذا يخلصه من استحقاقات المعرفة الموضوعية ، أي واجب الفرز بين التأويل الأوتقراطي الشعبوي الذي لا يخلو منه جنس وعرق ، بل كل عوام البشر ورعاعهم وبين القيم الإنسانية الصريحة والواضحة في القرآن والسنة . وبالتالي هذا الفهم المريض والفقير هو الذي يصور له كما لو أننا مستلبين أو نصدر عن قيم نتصنعها ونلتصق بها ولا علاقة لها بالمصادر النقية للمعرفة . وهذا أسلوب بالطبع سيصور عجب الفيا ود. طراوة ومحمد جميل كما لو كانوا عبيدا مختطفين ـ اختطفهم العرب ـ ولقنوهم ثقافتهم التي لا علاقة لها بهويتهم وتراثهم (من كم سنة ياربي ؟؟؟) ومن ثم هم يستعرضون ويستعلون بها على معظم الشعب السوداني الذي لا يعرف هذه الثقافة وليس له علاقة بها ؟؟؟
    هذه الخانة التي يضعنها فيها بشاشا لأسباب آيدلوجية رخيصة وفجة لا علاقة لها بالمعرفة ..هي التي تناسب عقله . لأن عقله الذري هذا يخضع لنظرية الإقتران الشرطي (نظرية بافلوف) فهو يربط الثقافة العربية والإسلامية ببياض اللون ، ربطا غريزيا بدائيا خاما . ربط يتوقف عند اللحظة التأسيسية الأولى للإسلام وحتى في هذه اللحظة لا يهمه فيها سوى البياض أو الجانب العرقي . بالرغم من أن الفهم المعرفي والإنساني للدين الإسلامي النقي كان منذ البداية قائما على الفكرة التي قاتل فيها المسلمون الأوائل أخوانهم وآبائهم وأبنائهم . وتمت فيها إخوة إنسانية نادرة في التاريخ البشري (حين نعت أبو ذر بلال بن أبي رباح بقوله له : يا أبن السوداء نظر النبي إليه وقال أعيرته بأمه ؟؟؟ وكان هذا السؤال الاستنكاري كافيا لأن يجعل أبادر أن يذهب إلى بلال ويضع خده على الأرض ثم يقول لبلال : طأ خدي ... بنعلك تكفيرا عن هذا الذنب) إن مثل هذا الوعي الإنساني النبيل هو الذي جعل المسلمين الأوائل يفتحون نصف العالم القديم في أقل من مائة سنة . تلك الفتوحات التي وصفها المفكر والفيلسوف المغربي المرموق عبد الله العروي بأنها (معجزة بشرية) " من كتاب الآيدلوجيا العربية المعاصرة ـ عبد الله العروي) أي لا يمكن فهمها وفق معطيات الواقع التاريخي والديني والمعرفي للبشر في تلك الأزمنة ؛ تلك الفتوحات التي جعلت ولفرد كانتول سميث يقول (أن الفتوحات الإسلامية لم تكن تقتلع الحصون فحسب وإنما العقائد أيضا ً واقتلاع العقائد في نفوس الناس لا يكون بالسلاح بل بالقيم الإنسانية . ولهذا قال المؤرخ البلجيكي (هنري بين) من خلال معرفته لهذا المعنى الإنساني للدين الإسلامي (لقد دمر الإسلام الوحدة التاريخية لحوض المتوسط مرة وإلى الأبد) " من مقال لإدوارد سعيد بعنوان صراع الجهالات صحيفة الحياة اللندنية العدد 21/10/2001) .

    ..... يتبع
                  

06-19-2008, 10:52 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في عقل ذري (بشاشا نموذجا) :تشريح متأخر في آيدلوجيا بائسة ، على هامش بوست (بلقيس الحبش (Re: محمد جميل أحمد)


    ثم نجد هذا الأخرق يركب بعد كل هذه الآيدلوجيا العتيدة تهما خطيرة يتهم بها فهمنا هذا الذي نساجل به ـ هكذا جملة واحدة ـ كان السبب في دماء كثيرة جرت ؟!!
    هكذا تعكس الآيدلوجيا نفسها في العقول المتخلفة ؛ فالذي جرت بسببه دماء كثيرة هي الآيدلوجيا والتأويل الأوتقراطي المتطرف الذي ندينه في كل فكر ودين وأدنــّاه وذكرنا نماذج منه في بداية حديثنا هذا ..
    فكيف يصفنا بشاشا بأن أفكارنا هذه كانت سببا في دماء كثيرة ؟؟؟
    هنا تكمن خطورة آيدلوجيا بشاشا ، وخطورة النتائج التي تجر إليها أفكاره ... هنا يكمن الفرق في ضرورة الفرز بين الآيدلوجيا ونعوتها السهلة والمجانية والتي قد تنطوي على اتهامات يحسبها البعض عادية وبسيطة لكنها ، ليست كذلك أبدا ، وليس من حق (بشاشا) أو غيره أن ينعتنا بها أو يستخف بالمصادر التي نختبر نصوصها عبر آلية التأويل ، وفي موضوع تاريخي وليس دينيا أبدا ًـ وبين احترام المعرفة وقواعد الجدل الذي هو هنا احترام إلزامي يلزم كل باحث نفسه به أخلاقيا ومعرفيا ، وإذا لم يلتزم به يكون من الضرورة بمكان طلب جميع المتداخلين ـ إذا كانوا يؤمنون بحرمة المعرفة ـ أن يطلبوا منه الكف عما لا يجوز تجاوزه ـ بأي وسيلة ـ في النقاش المعرفي هذا الطلب موقف أخلاقي ملزم احتراما لقيمة المعرفة .
    وهكذا حين نفصل بين الآيدلوجيا من ناحية ، وبين المعرفة السجالية وشروطها من ناحية أخرى ؛ ينكشف زيف هذا الأهوائي الأجوف . ذلك أن هذه النعوت التي يطلقها بمناسبة وبغير مناسبة لطريقة فهمنا وأسلوبنا الذي نساجل به (وليست عباراته الدارجية التي تذكرنا بزمن طفولي جميل . والتي ينعتنا بها فلا تثير فينا إلا الضحك أحيانا وأحيانا تكشف لنا عاهة نفسية لا علاقة لها بالمعرفة)
    وبالرغم من أن كاتب هذه السطور ألجم هذا الأخرق أكثر من مرة . فنحن الآن لا نريد أن نناقشه في أفكاره تلك التي هي كما قلنا من قبل معلومات جدلية ، وماضوية .
    لكننا هنا سنكشف عن طريقة فهمه لتك المعلومات ـ التي لا تفيد إلا معرفة ماضوية ـ تلك الطريقة التي تنطوي تداعياتها عن آيدلوجيا مخيفة ، ومدمرة ، فهو مثلا يرى أن الثقافة العربية في السودان ثقافة غزاة . هذا يعني أن هؤلاء الغزاة لهم أسس فكرية ؟ إذ ما هو الأساس الفكري الذي غزا به العرب العالم بما في ذلك السودان ؟
    بالطبع هو القرآن الكريم وينبني على هذا أن على معظم السودانيين إذا أرادوا أن يتخلصوا من أسيادهم (الذين ذابوا في أعراقهم وقبائلهم ويا للمفارقة) عليهم أن ينبذوا هذا الأصل الذي أخرج العرب من جزيرتهم وصحرائهم وجعلهم يغزون العالم القديم هذا القرآن كتاب العرب هو أصل الثقافة العربية (أنظر إلى هذه التداعيات الآيدلوجية الرثة) ومن ثم علينا ترك هذا الكتاب والإرتداد عن الدين الإسلامي . لأنه هو سبب الغزو العربي ؟؟ طبعا صاحبنا الأجوف لا يستطيع أن يتأمل ولو للحظة القيمة الإنسانية للإسلام والقرآن (إنا أرسلناك للناس كافة) وغير ذلك من الصيرورات المعقدة التي تجعل دينا ما يجد قبولا ورضى في اعتناقه لأسباب إنسانية وفلسفية تتعلق بإجابات وجودية محايثة لوجود الإنسان في العالم ؛ يجد قبولا حتى عند من يحاربونه ويسيطرون على المسلمين (مثل التتار الذي كانو وثنيين واستعمروا الكثير من مدن العالم الإسلامي بالقوة ثم بعد ذلك أسلموا وذابوا في المسلمين ـ هذه الحقيقة ستهدم الرؤية المتخلفة لبشاشا في أن المسلمين هم غزاة ، ولذلك صار دينهم دينا لأغلب السودانيين بسبب غزو العرب لهم ... فما هو رأي استاذ التاريخ من لوس أنجلس في حالة التتار الذين غزوا العرب المسلمين ، ثم بدلا من أن يصبح العرب وثنيين على دين غزاتهم أصبح غزاتهم مسلمين على دين مملوكيهم ؟؟
    وهذا ما يفسر حكم المماليك والعجم للعرب المسلمين لفترات تاريخية طويلة دون أن يشعر العرب بأن هؤلاء الأتراك أو المماليك جسم غريب عليهم .
    وإذا فسر أستاذ التاريخ من لوس أنجلس ذلك بسبب انسجام اللون الواحد والقريب بين الآسيويين (العرب والتتر والأتراك والمماليك) فسيكون هذا التفسير تفسيرا عنصريا بغيضا يهدر القيمة الموضوعية للإسلام كدين)
    هذا هو التصرف الوحيد مع الغزاة ومع كل ما يمثلونه عند كل البشر . قبل ذلك فليتأمل أغلب السودانيين من المسلمين ما إذا كان هذا الإسلام في حياتهم أجندة غزاة أم هوية مكتسبة عبر صيرورة تاريخية معقدة ؟
    ولكن بما أننا سودانيون ؛ فإن إخواننا الجنوبيون المسيحيون أمثال المناضل جون قرنق وسلفا كير هم أيضا مطالبون بترك المسيحية ونبذ الأنجيل بسبب أن هذا الإنجيل أدخله المبشرون ذوي البشرة البيضاء وهؤلاء أيضا غزاة .
    ولكن أيضا بما أن الهوية الكوشية الأصلية لدى بشاشا هي الحق . فهذا سيقودنا أيضا إلى أن مملكتي علوة والمغرة المسيحيتين كانتا مستلبتين قبل دخول العرب المسلمين لأن المسيح هو من بني اسرائيل ، والإسرائليون ساميون . وبما أن الفراعنة لم يدخلوا في اليهودية التي عرضها موسى وهارون على فرعون وملأئه فرفضها ، وبما أن الفراعنة زنوج كوشيون فإن فرعون في نظر بشاشا ـ بحسب هذا المنطق ـ هو بطل قومي للكوشيين . وعلى هذا على جميع السودانيين أن يتخذوا من فرعون وملائه أبطالا قوميين ، وأن يتخذوا من موسى ومحمد وعيسى أعداء لسبب واحد وهو أن أتباع هؤلاء هم الغزاة الذين استلبوا الهوية الحقيقية للسودانيين أو على الأقل عيسى ومحمد لأن الأول اسرائيلي والثاني عربي ، والأثنان ساميان تحكم أتباعهما في السودانيين واستعمروهم حتى ظن هؤلاء السودانيون المساكين أن ماجاء به العرب المسلمون تراثهم ، ولهذا فإن المثقفين المستلبين أمثال عجب الفيا ود. طراوة ، ومحمد جميل كلهم يرددون تلك الترهات والخزعبلات .
    هكذا يتم تفتيت الهويات السودانية المركبة إلى كتل صماء ويصبح الدين الإسلامي ماركة مسجلة للعرب حصريا وعلامته الفارقة هي اللون الأبيض وبما أن العرب ساميون فإن هذا الدين لا يلزمنا بل هو سبب استعبادنا . كذلك للإخوة الجنوبيين فإن المسيحية لا تلزمهم وبما أن المسيح سامي من بني إسرائيل فإن أحفاد كوش الأصليين أولى الناس بتركها ؟؟؟
    هذا هو جانب الهدم والسلب في تداعيات نظرية بشاشا الكوشية .
    فما هو جانب البناء أي ما هو الجانب الإيجابي لهذه النظرية .
    وبما أن المعرفة شرط إنساني ، وبما أن شروطها التي تقتضي الحرية وتعدد المصادر التي تخترق الأجناس البشرية كلها ، وبما أنها عابرة للأزمنة وقابلة للانتقال في بيئات مختلفة ، فما هو الفكر المعرفي الكوشي الصرف الخالي من شوائب الساميين والحاميين ، الذي يصلح لأبناء كوش في الأزمنة الحديثة ؟؟؟
    هذا فضلا عن المفارقات الطريفة التي تقضي بضرورة أن يقبل الفلسطينيين بحكم الإسرائليين لسبب حصري وحيد يذوب كل تلك الأحقاد والعذابات وتواريخ التشريد والاضطهاد والظلم ... سبب سحري مريح وهو الأصل السامي ، واللون الواحد بين الفلسطينيين والإسرائيليين .
    نحن نسوق هذه الأسئلة لا بسبب أننا نريد مناقشة هذا الأخرق ؛ بل في سبيل استعراض التناقضات التي تنطوي عليها الآيدلوجيا التي تتداعى من طبيعة فهم هذا البشاشا لنظرياته الكوشية .
    إننا هنا لسنا أمام حيثيات تاريخية خلافية في التاريخ القديم . إننا هنا أمام صراع هويات كوشي عابر للأزمنة ، يريد أن يعيد إنتاج الحضارة الكوشية الأولى بتذويب كل الصيرورات التاريخية التي خلقت الواقع السوداني في بعده التاريخي والجغرافي الاستراتيجي . بما في ذلك إرجاع الأديان إلى أصحابها الذين نبعت من أرضهم ، وما تأسس على ذلك من تراكمات تاريخية . إننا هنا أمام وهم عتيد.
    هذا فضلا عن مفارقة اللغة العربية ، التي تندرج في فكر بشاشا ضمن أدوات الاستلاب الذي وقع على أبناء كوش .
    هكذا ينظر صاحبنا إلى علاقة اللغة العربية بالسودانيين كبنية مغلقة وفهم دوغمائي ، ما يهمه في كل ذلك هو الفرز اللاتاريخي للغة ، أي ذلك الفرز الذي يرى اللغة كهوية مغلقة تشبه المعطيات الطبيعية الثابتة كاللون والعرق ؛ وعليه بما أن اللغة العربية هي لغة (قوم بيض) وجائت إلى السودان من خارجه ، بل من خارج أفريقيا (أرض كوش المقدسة) فلا حاجة لنا بها ؟ !!
    هكذا بكل هذه البساطة والاطلاقات الغير مسؤولة يتم إهدار صيرورة اللغة العربية في السودان ، وطبيعتها الإنسانية التي لم تكن تصلح كلغة عابرة للقوميات إلا بها . ذلك أن محمولات تلك اللغة كانت تنطوي على معان إنسانية وقيم إسلامية شاملة أهم خصائصها هو خطاب الإنسان من حيث هو إنسان .
    وموضوع اللغة العربية هنا ينطوي على الكثير من المغالطات والجهل ، يسوقها البعض في هذا المنبر بطريقة فجة ولا علاقة لها بالاستقراء المعرفي لهذه اللغة في السودان ، وتحولاتها التاريخية المعقدة ، وطبيعتها العابرة لمصدرها الأصلي ، بما عبرت عنه من قيم ومبادئ كونية . وهي مغالطة ألجأت السيد (باقان أموم) الأمين العام للحركة الشعبية في إحدى حوارته إلى القول بأن اللغة الانجليزية لغة سودانية
    لكل هذه الحيثيات أردنا أن ننشر هذا التعليق المتأخر على هامش بوست (بلقيس الحبشية) لكشف التهافت والمجانية والهراء في الخـِرَق الفكرية التي يجعجع بها كمال بشاشا . ويمارس من خلالها حروبا دونكيشوتية على الجميع ، وكل من خالفه الرأي حتى ولو كان من أتباعه السابقين .
    ومع ذلك حين ينطلق بشاشا في أفكاره من ظلم كوني لحق بأبناء كوش ـ ونحن منهم ـ بسبب اللون ؛ فإن هذا كله لا يشفع له تلك العاهات الوثوقية الدوغمائية الخطيرة في فهمه . إذ أن في مضامين ذلك الفهم الأخرق كل ما يمكن أن يؤدي إلى الفوضى والدمار والإقصاء وبصورة عبثية بشعة .
    ــــــــــــــــــــــــ
    انتهى









                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de