|
|
 قرشي محمد حسن ..بين حنين التصوف وشفافية الوجدان
|
بين حنين التصوف .... وشفافية الوجدان
ملف الشاعر الراحل قرشي محمد حسن :
قرشي محمد حسن وممرات ومسالك الذاكرة التاريخية للغناء
بقلم د.عبد القادر الرفاعي
• قرشي وعثمان حسين أخرجانا من أطر الغربة والرتابة
• هل توقف في حنجرته الطائر الغرد عن الغناء
لا نعت يليق بابداع قرشي محمد حسن ويفصح عنه الا (الرياده). مسالك وممرات تفتحها الذاكرة التاريخيه للغناء :اللقاء الأول ,الفراش الحائر ,خمره العشاق ,نجوى ,عتاب وشاطئ النيل الخصيب وغير ذلك .في اللقاء الأول قرشي يقول:
ياحبيبي قلت لي في اللقاء الأول
بين همس السنبل وخرير الجدول
في المساء المقبل سوف تلقاني
ولكن ما التقينا,,
ونحن في طفولتنا وصبانا, بل حينما كنا في عنفوان الشباب,الغناء غناء قرشي محمد حسن وعثمان حسين فأخذنا عنهما عاده الغناء .كنا نخرج كل يوم من أطر الغربة والرتابة حين وجدنا في رفقتهما معاني رائعة ,مرددين أغنيات حب ربما لم ندرك في ذلك الزمان حقيقتها وكان يحيط بنا جمالها الأخاذ .كنا نلمس التوافق بين كلمات قرشي وتأثيرات الأنغام ... ونحس التوافق بيننا وما حولنا من عناصر الطبيعة الحانية الغناء.. كنا نغني معا موجه,وطائرا ,وجدولا وسعف نخيل .
كنا نغني ما يهبه الأمل من أوهام ب: (اللقاء الأول بين نصوص قرشي محمد حسن فيحيط بنا ذلك الحب الممتنع ألي حلم لقاء الحبيب المرتقب ونخاطب من خلاله طيف أحلامنا المدركة وأفراحنا المتخيلة ونمضي الساعات في صحبة ذلك العالم الندي متأسين بقول العقاد:
وكيف يتاح لي نسيانها وخيالها في ناظري معلق
وعند انحدار الضوء واقتراب المغيب يطل علينا قرشي محمد حسن من جديد:
((ياحبيبي أقبل الليل علينا
وحبا ب الكأس يخبو في يدينا
وارتشفناها تباعا فما ارتوينا ))
إذن لا بد من إرسال السؤال : أي اثر اقتفى قرشي محمد حسن ؟
وخطى من ترسم صلاح احمد محمد صالح حين قال :
((في ضرا الأشجار كنا نحكي هوانا
تشهد الأطيار كل يوم بلقانا
كم نظمت الدر في جمال اسنانها
وهي تنظر لي بي عيون خجلانة ))
ثم كيف جاء حسين بازرعه في:
((أتذكري في الدجى الساجي مدار حديثنا العذب
وفوق العشب نستلقي لنطوي صفحة الغيب
اذا ما لاح نجم السعد نرشف خمرة الحب))
ثم الشاعر عبد العزيز جبوره في:
(( هل رأيت البحر يخبو موجه بين الصخور
أو رأيت الصمت يطفئ سره بين القبور
أو رأيت النار تكبو مثلما تكبو شعوري ))
أم جميعكم اقتفيتم اثر ابراهيم ناجي:
(( ايها الساهر تغفو/ تذكر العهد فتصحو
كل ما التأم جرح/ جد بالتذكار جرح
فتعلم كيف تنسى/ وتعلم كيف تمحو ))
وكيف كان اتصال غناء ناجي:
((واذا النور نذير طالع إذا الفجر مطل كالحريق
وإذا الدنيا كما نعرفها واذا الأحباب كل في طريق))
أم كان قبلكم جميعا احمد رامي في مائه وسبعة وثلاثين قصيدة غنتها له(( ام كلثوم)) وكلها عنها وعنه, أو من أجلها,أم....؟ احمد رامي شاعرها يجلس بين الصفوف دون انقطاع يستمع اليها وهي تغني ,وحين يستبد به الطرب يرمي(( سترته)) في الهواء ويقوم من كرسيه منفعلا بكل آهه أو نغم يصدر عنها... ذلك ولاء احمد رامي الذي لم يتعب ولم ينضب على مدى عقود... أم كلثوم تردد أغنيته الجميلة ((الصب تفضحه عيونه))
وبي الذي بك ياترى سري وسرك من يصونه))
نعود الآن مرة اخرى للفراش الحائر:
(( طاف الفراش الحائر مشتاق الي وجناتك))
ونرسل السؤال من استبق من؟
قرشي محمد حسن ام الدبلوماسي الشاعر السعودي حسن عبد الله القرشي في غرد الفجر:
((غرد الفجر فهيا يا حبيبي واستهام النور في الروض الرطيب
الى ان يقول :
(( مهجتي في الحب تزداد اشتعالا عجبا لا ترتوي منها انفعالها
كفراش يصطلي النار مهادا
يا لويل الصب
وعذاب الحب
و الجوى والوجد
يا ليالي انيري لي دروبي
غرد الفجر فهيا يا حبيبي))
اذن , يا لروعة الغناء...ويا لروعة عثمان حسين المغني... ترى هل بقى على الأرض غيرنا يستنطق الطبيعة لاستكناه ما سيأتي به الغد ؟ ... وهل استنطاقها دليل عودة الي البداوة الأولى يوم كان الطائر مرجعا يستدل به الى ما سيأتي من خير أو شر؟ ام أن الجدول المنساب وسنابل القمح؟ام الخمائل والجداول والخرير والربا ارخت حوالينا الظلالا ثم ذاب الموج في الشط وسالا
ثم: واذكري صبا صريعا مستهاما , الي أخر قاموس قرشي محمد حسن البديع .
يقول عمر الطيب الدوش:
(( ومن شهقة زهور عطشانة فوق احزانها متكية ))
وجيلي عبد الرحمن عن دو شانبيه:
(( وهضابك بالورد مضرجة ))
ثم احمد شوقي:
(( والزهر في اكمامه بكى ))
هكذا كنا في حضرة قرشي محمد حسن,وهكذا كان موعدنا معه...وهكذا كنا في انتظار ان يحل المساء ليمتلئ بحضوره المكان وتحتفي بوجوده المفردات الأخرى وباستخداماته البديعة. قرشي محمد حسن آثر بعد ان استطاع تجاوز القوالب التقليديه وقدم افكارا وصورا جديده في فن الشعر الغنائي _ آثر_ ان يهجر الغناء ....ولكن هل توقف في حنجرته _ الطائر الغرد عن الغناء ؟
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قرشي محمد حسن ..بين حنين التصوف وشفافية الوجدان (Re: عبد القادر الرفاعي)
|
رغم يقيني بأن للثقافات مد وجذر وللحضارات طلول وأفول
إلا لم أستطع أن أهضم أن عثمان حسين أبدع كل ذلك الجمال، ثم أنه وبعد نصف قرن أن يزيد من بهاءه المقيم ذاك يطرب الناس لراجل المرة (ويطلبونها كمان)
شكرا يا عبد القادر بهذا التعريف بقرشي، فقد إرتبط عند أبناء جيلي ببرنامج المديح ذاك والذي كان يبثه راديو أمدرمان في سبعينات القرن الماضي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قرشي محمد حسن ..بين حنين التصوف وشفافية الوجدان (Re: عبد القادر الرفاعي)
|
قرشي محمد حسن:
هل توقف في حنجرته الطائر الغرد عن الغناء
بقلم د. عبدا لقادر الرفاعى
• الماضي عند قرشي محمد حسن هو الملجأ الذي تتدفق منه الذكريات
• من لم يهزه الربيع وإزهاره والعود وأوتاره فهو فاسد المزاج وليس له علاج
لست أود المضي قدما في تقييم وتحليل شعر وأدب الشاعر الراحل قرشي محمد حسن , إذ يمكن الرجوع إلى ديوانه (القرشيات ) وكتابه : مع شعراء المدائح,و إلي
أشعاره العاطفية وغير ذلك التي يجد القارئ بعض بيانها _ علي الأقل_ ضمن هذا الملف . ولكن لابد لنا من التعرف علي تراث قرشي محمد حسن في أدبنا من الزاوية
الفكرية حتى نستطيع التعرف علي مكانته من تاريخنا الأدبي ... هذا ما سنتركه للجهود الجارية التي يعكف عليها د.تاج السر الحسن و د.محمد المهدي بشري
و د. مصطفي الصاوي , كما لست أريد إن اعقد المقارنات بين شعره العاطفي أو
أبحاثه في شعر المدائح النبوية ولكنهما معا في ناظري _ وبغير انفصال _ يصوغان مفهوم قرشي عن الفن الرومانسي من كافة النواحي التكنيكية و الفكرية . فشخصية قرشي محمد حسن فيهما هي شخصية الفنان سواء كان شاعرا عاطفيا في أحداهما أو متصوفا في الاخري ويظل الماضي يلعب دورا هاما في تجربته الرومانسية.فهو الملجأ الذي يستند عليه الحلم , وهو المنبع الذي تتدفق منه الذكريات واري انه لم تكن عنده إي تناقضات أو صراع وهو ينتقل من أشعاره الغنائية إلي التصوف . ولكنه كان في كل مدارج تجربته تلك ذلك الإنسان الناضج الذي خاض الحياة منطلقا من مثل عليا رائعة وقد ظل في الحالتين معبر كشاعر عن الأصالة متميزا بالصدق بالتعبير , في هذا يقول قرشي محمد حسن : (( انك تقرأ مقطوعة من الشعر الشعبي أو ترهف الأذن إلي صوت ناعم يرسل لك من شعرنا الشعبي غناء عاطفيا كان أو مدائح نبوية أو قصائد نبوية أو قصائد حماسية وطنية ,أو قصة تدور حواراتها حول واقعة معينة أو ملحمة بطولية تصور لك مرحلة من مراحل تاريخنا الوطني أو أسطورة من الأساطير فلا بد أن تري وجه السودان الحق ... الخ )) (مع شعراء المدائح , قرشي_ ص 3 ) وعن آلة الطرب في المدائح يقول : (( ذلك أن للمدائح الشعبية ألحانها وإيقاعاتها وآلات طربها التي ترافق إلحانها , وللطار خمسة أوجه سميت بها أبحر قصائد المدائح وهي فن المربع , والمعشر,المقيد,المخبوت ,والدقلاشي وزاد بعضهم وجها سادسا سماه بالحربي )). ويصنف انه لابد للمستمع الذي يرهف الأذن لسماع المدائح ان يتساءل من اين لشعراء المدائح بهذه الألحان والانغام الحالمة التي رافقت مدائحهم وهل وضعت الحان المدائح وولدت مستقلة أم إن شعراء المدائح قد تأثروا بالحان الأغاني في زمانهم . أجيب علي السؤال بأنني بعد دراسات عميقة توصلت إلي ان المدائح هي التي تأثرت بالحان الأغاني وجارتها. بل أن كثيرا من رواة شعراء المدائح يتحدثون عن شغف شعراء المدائح بالحان الأغاني , من ذلك ما يروي عن الشاعر ود أبشريعة الذي كان إثناء سيره في الطريق وبرفقة أحد زملائه أي رواة شعره فسمعه يترنم بلحن أغنية أستمع إليها من فتاة كانت تطحن غلالا لها وهي تترنم بهذا المطلع :
الخير عشانا يسلم باز الكنانة
برية
فأعجب الشاعر ود ابشريعة باللحن فوضع من توه مطلع قصيدة نبوية يجاري بها لحن هذه القصيدة الغنائية فقال لراويته قل :
النومسوه علي الخلوق ريسوه
نبينا
ومن هنا يتضح لنا مدي تأثر المدائح بألحان الأغاني ( قرشي _ نفس المصدرص9 _10 ) .
لعل هذا ما يفيد أ، قرشي محمد حسن لم يتنكر لأشعاره العاطفية بل الثابت أنه تنقل من حديقة ألي أخري وهو يؤكد أن شعراء المدائح وشعراء الأغاني قد نهلوا من نهر واحد وهو نهر الألحان وهذا اللقاء لم يأتي عفوا كما حدث في الالتقاء الغريب في المعاني وإنما جاء بمحض الإرادة فالسلم الموسيقي للأغنية السودانية والسلم الموسيقي للمدائح يكاد يكون سلما واحدا لا اختلاف ألا في الأذواق ,فهناك أذن تستطيب سماع المدائح لتربي حاسة الطرب الروحي المباح . وهناك أذن يطيب لها أن تستمع إلي الأغاني لتجسد لها الشهوة الحسية في نداءات عاطفية صارخة باللذة غير المباحة . ( قرشي ص 9_ 10 _11 ) .
هذه لوحة غنية تقابلها لوحة أخري عن الصوفي حامد الغزالي وعن إعجابه بالغناء يقول محمد العلي :
الذي يقرأ كتاب (( أحياء العلوم )) يقطع بان الإمام الغزالي كان معجبا بالغناء . فهو يكشف عن حرارة إعجابه في أكثر من موضع يقول: (( ... وفي القلب فضيلة شريفة , لم تقدر قوة النطق علي إخراجها باللفظ فأخرجتها بالألحان )) وهو وضع للغناء شروطا أربعة كما لخصها شيخنا هادي العلوي :
1 . مراعاة الزمان : أي حالة فراغ القلب بحيث لا يشغله شئ عن السماع .
2. مراعاة المكان : فلا يكون في شارع مطروق , أو موضع كريه الصوت .
3. نوعية الحاضرين : فلا يكون بينهم سيئ التصرف
4. أن يكون المستمع حاضر القلب , مرهف السمع .
ما يمتاز به الغزالي عن غيره أو أكثر عن الناس هو صريح صراحة مطلقة . والصريح لا يمكن أن يكون منافقا أو مداهنا أو كاذبا .
بعض الناس يذوب شغفا في الغناء , لكنه ينكره علينا وهذه الثنائية , ثنائية السر والعلن ثنائية قديمة , ومتحكمة في السلوك البشري , حتي أنها اعتبرت مقياسا للاستقامة والانحراف .
لأعرف ماذا سيقول الغزالي لو رأي بأم عينيه أغنية حديثة يغرق فيها المكان والزمان والحاضرون بالأصباغ وأنصاف الصور والشهيق والزفير .
( محمد العلي : جريدة الحياة اللندنية بتاريخ 20\11\2000 ص16 العدد 13768
وأضيف لوحة ثالثة من الشيخ المقدم القرشي المأذون الشرعي لمنطقة الجريف غرب أثناء إجراءات عقد قران صديقنا العالم الشيخ الدكتور مدحت عبدا لرحمن مدحت إمام جامع الملك فاروق بالخرطوم ( جامع أرباب العقائد فيما بعد ) . بعد إتمام مراسم عقد القران تقدم المرحوم الشيخ المقدم مباركا ومناديا بترديد أهازيج الفرح قائلا :
( أن الرسول ((ص)) حين زوج ابنته فاطمة الزهراء من الأمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه , وجه الناس بإطلاق الأفراح (( دففوا لها , دففو لها فان اليوم عيد)) وأضاف المقدم القرشي عن الأمام أبو حامد الغزالي أنه قال : (( من لم يهزه الربيع وأزهاره , والعود وأوتاره فهو فاسد المزاج وليس له علاج .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قرشي محمد حسن ..بين حنين التصوف وشفافية الوجدان (Re: عبدالعزيز حسن على)
|
تجربتي الشخصية مع
الفنان عثمان حسين
بقلم : قرشي محمد حسن
• أعجبني جمال صوت عثمان حسين وحسن الأداء الموسيقي
• كنت السبب في إبرام علاقته بحسين بازرعة وصلاح احمد محمد صالح
كنت أول من دخل بيت الفنان عثمان حسين بالسجانة بأغنية عربية فتحت الطريق أمام الآخرين وهي" اللقاء الأول " أغنية غناها لي عثمان وكان أول المرشحين لغناء هذه الأغنية من قبل عثمان , هو الشاعر الغنائي حميدة ابوعشر وتم تلحينها وأنا لا اعلم شيئا وليست بيني وبين عثمان سابق معرفة لأنه وجد القصيدة منشورة في مجلة "هنا أم درمان " ثم تغنى بها على أمواج الأثير ولم استمع إليها ولم أتوقع ما حدث . ثم لقيني صديق فشد على يدي مهنئا لي بأغنية " اللقاء الأول " ثم تابعت برنامج ما يطلبه المستمعون في الإذاعة فاستمعت إلى الأغنية. وأعجبت بعثمان حسين لأسباب كثيرة منها جمال صوته وحسن الأداء والموسيقى.ثم توثقت أواصر عرى الصداقة الفنية بيننا فكتبت له " الفراش الحائر ” وكذلك قصيدة "خمرة العشاق" وكنت السبب في فتح الطريق أمام الصديقين حسين بازرعة وصلاح احمد محمد صالح , والذي واصل المشوار الفني مع عثمان حسين وتوقفت أنا وصلاح احمد . أما أنا فشغلتني الحركة الوطنية وعشت مع نكد صاحبة الجلالة "الصحافة" – تلك هي تجربتي مع الفنان عثمان حسين وعشاق شعري . وعشاق عثمان حسين يسألون عن توقفي عن كتابة الأغنية وأنا لم أتوقف عن كتابة الشعر وأنا الآن بصدد تجميع قصائدي لإصدارها في ديوان سيبصر النور قريبا . فتحياتي للمعجبين بالصديق عثمان حسين والصاعد دائما ودليل صعوده إن أسهمه مرتفعة لأنه فنان أصيل يتلقى الكلمة الخالدة المعبرة .
• المصدر : كتاب (( كانت لنا أيام ( عثمان حسين ). ))
المـؤلف : نادر احمد الشريف الحبيب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قرشي محمد حسن ..بين حنين التصوف وشفافية الوجدان (Re: عبد القادر الرفاعي)
|
أغنية اللقاء الأول
بقلم : نادر احمد الشريف الحبيب
• قصيدة اللقاء الأول خرجت على النمط التقليدي والمعاني الحسية.
• نظمت القصيدة على منوال البحر ألبسيط .
كانت الإذاعة السودانية تصدر مجلة اسمها "هنا أم درمان" وينشر فيها بعض القصائد , فقرأ فيها عثمان قصيدة وهي " اللقاء الأول " للشاعر قرشي محمد حسن , وأعجب عثمان بهذه القصيدة الجميلة وشرع في تلحينها إلى أن قدمها في الإذاعة وكانت حديث الجماهير حيث تفاعل معها المستمع بسرعة فائقة , وكانت هذه القصيدة تعد خروجا من النمط الشعري التقليدي والمعاني الحسية إلى عالم الرومانسي ومعاني جديدة في الأغنية السودانية الطويلة . وبدا عثمان نوعا من الأداء واللحن تميز به في أغنياته وهي المقدمة الموسيقية الطويلة وتعميق المفهوم والمعاني باستعمال الموسيقى . لقد كانت مفاجأة للشاعر قرشي محمد حسن عندما سمع كلماته تغنى للمرة الأولى . فهو برغم انه شاعر لكنه أيضا رجل سياسة فقد كان يعمل صحفيا في جريدة " الأمة " الناطقة باسم حزب الأمة وكان على معرفة بشقيق عثمان حسين الأكبر طه حسين الذي كان يعمل في مطبعة ماكروكوديل حيث تطبع جريدة " الأمة " . وبعد هذا النجاح الذي لاقته هذه الأغنية قرر عثمان الاتصال بالشاعر قرشي لمزيد من النصوص ولذا اخبر عثمان شقيقه طه انه يريد مقابلة الشاعر قرشي محمد حسن في مكاتب جريدة " الأمة " وتم التعارف بين عثمان والشاعر قرشي ونتج عنه أغنية "الفراش الحائر " التي شغلت الجمهور طربا لرقتها وملكت ساحة الغناء ردحا من الزمن .
ونعود الآن إلى أغنية " اللقاء الأول " لأهميتها كبداية و لأنها كانت خطوة جريئة وثابتة إلى الأمام في مشوار عثمان الفني ولونية جديدة من الغناء.
وقد نظمت على منوال البحر البسيط وتمتاز بجودة الكلمات وفصاحتها والوصف الرومانسي البديع والأخيلة الواسعة. واللحن جميل ومتنوع , الأداء عميق ومنسجم مع الكلمات ومعبر بالضغط على الملمات وتطويلها مما يتيح وقتا للسماع والتدبر والتعمق في المعاني ويقول عثمان حسين في هذا : لولا الإمكانيات الموسيقية الضعيفة في ذلك الزمن لكان التوزيع الموسيقي أجمل والإخراج أبدع مما أخرجت به في وقتها . لكنه برغم عدم الرضا إلى حد ما , من عثمان وتعليله ل1لك بضعف الإمكانيات وعدم اقتناعه بجودة العمل حينها والجودة الكاملة التي كان ينشدها , فان المستمع له رأي آخر وهو إعجابه الشديد بها لدرجة إنها أصبحت من الأعمال الخالدة . استمع لها الجمهور لمدى خمسة عقود تقريبا ولا زالت بنفس الجمال والعشق الأول والدفء تأثر عثمان حسين بالمطرب المصري محمد عبد الوهاب واضحاً في الوقفات الطويلة على الكلمات المؤثرة وأيضا نلاحظ إطالة القافية بالموسيقى لإبراز بلاغة الشعر وبدون ذلك لكانت إلقاء شعري عادي وسريع يفقد القصيدة معناها البلاغي والوصف الجميل . فقد خرج عثمان بهذه الأغنية من النطاق المحلي إلى النطاق الفني العربي.
أغنية اللقاء الأول
شعر : قرشي محمد حسن
لحن وغناء : الفنان عثمان حسين
ياحبيبي أقبل الليل علينا
وخباب الكأس يخبو في يدينا
ياحبيبي قلت لي في اللقاء الأول
في المساء المقبل سوف تلقاني
قلت و الكأس لديكا
هاتها من وجنتيك
خمرة منها مارتوينا
وضفاف النيل قد أصغت إلينا
وارتشفناها تباعا فما ارتوينا
بين همس السنبل وخرير الجدول
ولكن ما التقينا
ويدي في خصلتيكا
واسقني من كفتيك
يوم عدنا والتقينا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قرشي محمد حسن ..بين حنين التصوف وشفافية الوجدان (Re: فيصل محمد خليل)
|
أغنية الفراش الحائر
بقلم : نادر احمد الشريف الحبيب
• امتازت القصيدة بالمزج بين اللغة العربية الفصحى و العامية
• أعجب قرشي بأداء عثمان حسين فقدم له أغنية (( خمرة العشاق ))
ذكرنا إن الأغنية الثانية في لقاء عثمان بقرشي محمد حسن كانت الفراش الحائر وامتازت أغنية " الفراش الحائر " بالمزج بين الكلمات العربية الفصحى مع اللغة الدارجة بطريقة منسجمة ومتداخلة بحيث لا يحس بالفرق إلا المتأمل الدقيق والملاحظ الجيد , ولا شك إن هذا الأسلوب الذي أخرجت به تلك الأغنية راق في إذن السامع. عثمان حسين عن هذه الأغنية و يقول داومت على أسلوب المقدمة الموسيقية الطويلة كالعادة وكانت إضافة لأسلوب الأداء الذي والإخراج الموسيقي في مسار الأغنية " السودانية كما أضاف عثمان آلة موسيقية جديدة وهي" الصفارة" الشاعر قرشي محمد حسن لم يعلق كثيرا على هذه الأغنية وإنما ذكر المناسبة التي كتبت فيها كانت في مناسبة حفل زواج في أم درمان وانه أعجب بأداء عثمان حسين لها مما حدا به إن يعطي عثمان قصيدة أخرى وهي" خمرة العشاق " . ونرجو إن تكون موجودة في مكتبة الإذاعة . وكان إن شارك بالعزف في أغنية الفراش الحائر , كل من عبدا لله عربي وعبد الفتاح الله جابوا والمرحوم علاء الدين حمزة والمرحوم خواض علي آلة الكمان وخميس مقدم جوهر على آلتي الإيقاع وكان تقديمها أولا على الهواء من الإذاعة ولكن على ما اعتقد قد تم تسجيلها في اسطوانة وشريط مغناطيسي وأرجو إن تكون محفوظة بشكلها الأصلي وربما دمرت حين تم الاعتداء على المكتبة في زمان ما في الخمسينات من القرن الماضي , والذي حدث كما سمعته إن قام احد المسئولين بوزارة الإعلام آنذاك بإصدار أوامر بحرق كل الاسطوانات القديمة وقد تم ذلك فعلا والذي من جرائه فقدنا تراثا فنيا قيما لا نستطيع تعويضه لان من سجلوا تلك الإعمال قد توفى معظمهم .
لا شك إن التجربة عثمان حسين مع الشاعر قرشي كان لها إسهام كبير في ترسيخ المسار الفني والبداية الجادة لعمل فني كبير كما ظهرت نتائجه في المراحل التي تلت هذه الفترة وكانت تمهيدا لاستقبال نمط جديد من النص الشعري مايتطلبه من خبره بمكنون الكلمة.
أغنية الفراش الحائر
شعر : قرشي محمد حسن
لحن وغناء : عثمان حسين
طاف الفراش الحائر
حبيبي آه إنا غائر
حبيبي طرفي مسهد
ومرة فيك أتشهد
بجمال صفاتك
أمنت بيك يا نادر
إنا حكيمي لو كان جائر
للناس عقول وبصائر
أنت الجميل ومدلل
وثانية ما بتتحمل
مشتاق إلى زهراتك
بخاف على وجناتك
أراك قريب وأتنهد
إنا قلبي آمن ووحد
صدقني بس وحياتك
لأنه مافي مثالك
حكم سواي في جمالك
عن حكمي غاضب مالك
وعيوني فيك تتأمل
ولشعري ما بتمالك
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قرشي محمد حسن ..بين حنين التصوف وشفافية الوجدان (Re: فيصل محمد خليل)
|
قرشي محمد حسن :
من نجوم أواخر الخمسينات و الستينيات
بقلم : الشاعر صديق مدثر
• قصائده وضعت لبنات مشرقه في أغاني العصر الذهبي
• حضوره هامس فهو معك وليس معك
من نجوم فترة أواخر الخمسينات والستينات التي اسماها البعض فترة الأغنية الذهبية أو العصر الذهبي للأغنية السودانية , لمع الرحل الشاعر قرشي محمد حسن عندما شدا الفنان عثمان حسين بروائعه: اللقاء الأول, الفراش الحائر وخمره العشاق ورغم لمعان اسمه كشاعر تغنى له فنان في قامة عثمان حسين إلا إن تواضعه الجم ,وأدبه وحياءه جعلاه في حضور هامس فهو معك وليس معك .
كنت ألقاه مع الصحفي المبدع رحمي سليمان وفي دار السودان الجديد فاحتفي به أيما احتفاء واثني على قصائده التي وضعت لبنات مشرقه في أغاني العصر الذهبي الذي أرسى قواعده الرواد من أمثال عبد الحميد يوسف و إبراهيم الكاشف وحسن عطية واحمد المصطفى وكلما لقبته طاف أمامي شخص الشاعر الفذ جماع فهناك شيء يربطهما معا في طباع كل فجماع خجول حيي إذا ناديت اسمه قفز إليك من أعماق بئر عميقة ليرد التحية بكل حواسه المرهفة
التقيت به في معهد بخت الرضا وكان يتألق في قصيدته عندما استلف من شعاع القمر سلما فضيا وتسلق إلي سطحه وارجع البصر كرة إلي الأرض ليصف لنا ما لها ! والتقيت به مرة أخرى لقاء مأساويا وهو في قمة انفصامه وكنت أقف مع الدكتور الراحل حسبو سليمان وهو أديب وشاعر وكان يهتم بالشاعر الغائب وفجأة خرج جماع من الجماعة التي كان يتبعها وقصدني شخصيا وقال لي : الأستاذ! وهنا تنبه الدكتور حسبو وقال لي هذه بادرة مبشرة وأرجو أن تكون كذلك ! الشبه بينهما كبير ولعلها طينة الأسى التي عرتها نار وجد فأصبحت صلصالا ثم صاح القضاء كوني فصارت طينة البؤس شاعرا مثالا .... ربما . إلا إن قرشي احتمى بالصوفية ودخل رحابها الواسعة واذكر إني كنت عضوا في لجنة النصوص وكان رئيسها محمد المهدي المجذوب فجاءنا البريد برسالة رقيقة منه يطلب عدم نسبة القصائد الثلاثة له لان تلك فترة من عمره تجاوزها إلى عالم آخر ليس من مفرداته تلك الأغنيات الرائعات وبعد نقاش مستفيض أوصت اللجنة بأن تحترم رغبة الشاعر .
رحم الله قرشي محمد حسن الشاعر المبدع بقدر ما أعطى وأسعد
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قرشي محمد حسن ..بين حنين التصوف وشفافية الوجدان (Re: soma)
|
Quote: وأضيف لوحة ثالثة من الشيخ المقدم القرشي المأذون الشرعي لمنطقة الجريف غرب أثناء إجراءات عقد قران صديقنا العالم الشيخ الدكتور مدحت عبدا لرحمن مدحت إمام جامع الملك فاروق بالخرطوم ( جامع أرباب العقائد فيما بعد ) . بعد إتمام مراسم عقد القران تقدم المرحوم الشيخ المقدم مباركا ومناديا بترديد أهازيج الفرح قائلا :
( أن الرسول ((ص)) حين زوج ابنته فاطمة الزهراء من الأمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه , وجه الناس بإطلاق الأفراح (( دففوا لها , دففو لها فان اليوم عيد)) وأضاف المقدم القرشي عن الأمام أبو حامد الغزالي أنه قال : (( من لم يهزه الربيع وأزهاره , والعود وأوتاره فهو فاسد المزاج وليس له علاج |
الاخ دكتور عبدالقادر الرفاعي....مقال قيم وجميل ومن اروع ما كتب عن ملهم العشاق عثمان حسين...كذلك شهابيب الرحمة والغفران على العم والشيخ الجليل العم قرشى المقدم على وهو زوج خالتى وفى نفس الحين ابن عمت والدي لقد كان من العلماء الاجلاء عليه الرحمة والغفران..
خالص تحيات
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قرشي محمد حسن ..بين حنين التصوف وشفافية الوجدان (Re: Moawia Mohammed)
|
الابن معاوية
لك التحية والمودة وفائق التقدير على كل هذا الفرح السامي الذي أهديته لنا من خلال هذه التسجيلات البديعة .
ويا لروعة أن تشترك جهود جماعة تاريخ الغناء في السودان مع العمل الكبير الذي يقوم به الأديب الدكتور عبد القادر الرفاعي في التوثيق للأدب والفن .
محبتي
عبد المنعم خليفة
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Nasr
فيصل محمد خليل
HAMZA SULIMAN
Saifeldin Gibreel
Abdul Monim Khaleefa
Moawia Mohammed
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست