|
|
 صلاح عووضة يكتب حكمة والله وحكاية
|
صحيفة اجراس الحرية اليوم
صلاح عووضة
بالمنطق
(حكمة) والله وحكاية..!!
أكل الحقائق هذه كشف عنها الذين تمّ القبض عليهم من عناصر حركة العدل والمساواة؟!..
كل الحقائق (الخطيرة!!) هذه؟!..
إنّ أمريكا متورطة في غزوة أم درمان الفاشلة لعلمها المسبق بها؟!..
وأنّ ليبيا متورطة لتوفيرها الدعم المالي لها؟!..
وأنّ دولاً أوربية أخرى متورطة كذلك لاجتماع سفرائها بتشاد مع قادة العدل والمساواة قبيل الغزوة تلك؟!..
طيب.. إذا كان الأمر كذلك فلماذا لا تسارع حكومتنا بقطع العلاقات مع الدول هذه بمثلما سارعت وقطعتها مع تشاد؟!..
ما الذي تنتظره حكومتنا؟!..
وإذا كان الانتظار هنا هو من باب التريث الذي تقتضيه دواعٍ سياسية ودبلوماسية، فلماذا كان (الحسم) هو سيد الموقف إزاء قضية العلاقة مع تشاد؟!..
ولماذا كانت (العجلة) في استدعاء الدكتور الترابي من قادة حزب المؤتمر الشعبي لـ(مجرد) أنّ الشعبي (تأخر) في إصدار بيان يدين فيه محاولة الغزو الفاشلة؟!..
فالحكومة التي لم تتريث لتستوثق من تورط حزب الترابي في المحاولة تلك تتريث الآن بعد أن قالت أنها استوثقت من تورط كلٍ من ليبيا وأمريكا إضافة إلى دول غربية أخرى..
والأسئلة هذه إنّما نطرحها نيابة عن الشعب السوداني..
فكثير من أبناء هذا الشعب هم في حيرة من أمرهم إزاء نمطين من السلوك من تلقاء حكومتنا عقب غزوة أم درمان: (ضبط نفس).. و(إنفلات النفس)..
بل هما نمطان من السلوك صارا سمة مميزة لسياسات الحكومة طوال سنوات حكمها..
ففي الوقت الذي يضيق فيه صدرها مثلاً من مظاهرة سلمية في أمري أو كجبار أو بورتسودان أو وسط الخرطوم أو الجامعات فلا تستطيع عليها صبراً، نجدها تفوق الأحنف بن قيس حلماً وتصبر صبر أيوب على (أشياء!!) (تنتقص) من (سيادة!!) هذا الوطن و(تنقصه) من أطرافه..
وقبل أيام قال مسؤول كبير رداً على سؤال متعلق بأحد هذه (الانتقاصات) أن هناك أموراً يجب معالجتها بـ (الحكمة)..
أي ازدواجية في المعايير غريبة هذه التي تنتهجها حكومتنا؟!!..
إنّها تصبر على ما يُعد الصبر عليه (ضعفاً)..
ولا تصبر على ما يُعد الصبر عليه (حكمةً)..
وإن كان العبد الصالح قد قال لنبي الله موسى حسبما أخبرنا القرآن: (وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا).. فإن حكومتنا تصبر على ما أحاطت به خبراً ولا تصبر على ما لم تحط به خبراً..
فهي لم تصبر على الترابي وآخرين ممن سمتهم بالطابور الخامس في أعقاب الغزو رغم عدم وجود البيّنة.
والآن هي تصبر على دول رغم بينة شهادة أسرى العدل والمساواة كما قالت بـ (عضمة لسانها)..
وهي بينة تشابه البينة التي بسببها سارعت إلى قطع العلاقات مع تشاد..
فلتقطع الآن الحكومة علاقتها بكل من ليبيا وأمريكا..
فإن تحججت بحكمة (ضبط النفس) فنرجو أن تكون الحكمة هذه ملازمة لها (على طول!!)..
لاسيما تجاه مواطنيها الذين يحتجون (سلمياً!!) على بناء سد، أو زيادة أسعار، أو نزع (حقوق)..
هذه هي (الحكمة!!!) التي نعرفها..
أما إن رأت الحكومة أن تنتهجها تجاه (الأقوياء) وتهملها تجاه (الضعفاء) فهي في الحالة هذه (حكمة) من شاكلة التي ترد في الأغنيات في سياق (التعجب!!)..
هي (حكمة والله وحكاية).
|
|
 
|
|
|
|
عبد المنعم سليمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست