عثمــــــــــان حسين؟؟؟؟؟

Quote: عثمان حسين.. فنان بروح استثنائية أحد أعمدة الغناء السوداني الخرطوم - طاهر محمد علي ـ عن صحيفة الخليج ١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٤ تكبير النصتصغير النصنص فقط الفنان عثمان حسين من قامات الفن السوداني. وهو صاحب تجربة غنية في الغناء والشعر. وسجلت سيرته في تاريخ الفن السوداني بأحرف ناصعة. عثمان حسين محمد التوم هو الاسم الكامل للفنان عثمان حسين الذي ولد في قرية «مقاشي» في أقصى بلاد الشمال. والدته فاطمة الحسن كرار. وعند بلوغه سن الخامسة من العمر، وكعادة أهل السودان، ألحقوه بخلوة الشيخ محمد احمد ود الفقير، لكنه لم يدرس فيها سوى عامين حتى انتقل إلى الخرطوم ملتحقاً مع الأسرة بوالده الذي كان يعمل في مصلحة الزراعة. مقهى «العيلفون» فتح له بوابة الموسيقا والألحان الجميلة على أعتاب تخطيط العاصمة آنذاك استغلت الأسرة سكنا في ديم التعايشة ليلتحق الطفل عثمان مرة أخرى بخلوة الشيخ محمد احمد ولينتقل بعد عام ونصف العام الى مدرسة الديم شرق الأولية التي اكمل فيها سنوات دراسته الأولى لكنه لم يوفق في الدخول الى المدارس الوسطى التي تفضل التلاميذ الحاصلين على معدل جيد، فعثمان لم يكن يحب مادة الرياضيات وشغلته هواية كرة القدم التي كان مولعاً بها. وبعثه والده لتعلم صنعة يتكسب منها عيشاً، فاتجه لتعلم حياكة الملابس «الخياطة» في دكان محمد صالح زهري باشا جوار نادي العمال الكائن الآن في وسط الخرطوم. لكن الصبي الخياط استهوته مسألة أخرى جعلته يدمنالتردد على مقهى العيلفون ليستمع للأغنيات التي ظهرت حينها لفناني السودان أمثال كرومة الكروان، وسرور، وخليل فرح عبر راديو المقهى والاسطوانات. ولم ينس عثمان تلك الأغنية التي ظل متأثراً بها لفترة طويلة وهي قصيدة عمر بن ابي ربيعة «أعبدة.. ماينسى مودتك القلب» التي سجلها خليل فرح في اسطوانة.. وتطورت العلاقة في ما بينه وعامل المقهى الذي يدير الاسطوانات لرواد المقهى، ليتمادى عثمان في طلب السماع للاسطوانات “عزة” لخليل فرح، وأغنية «وين مثلك في علاك ياالساكن جبال التاكا» للفنانة عائشة موسى الفلاتية، واغنية بصوت اسماعيل عبدالمعين وهي «قابلتو مع البياح».. ورغم العقاب الساخن الذي وجده عثمان من صاحب العمل إلا ان الحادثة لم تثنه عن زيارة المقهى، ولم تكبح جماحه لسماع المزيد من الأغنيات. رحيل ارتحلت الأسرة في ذلك الوقت من ديم التعايشة الى منزل الوالد الجديد في حي السجانة ليكون الانتقال للعمل مع خياط جديد، لكنها فترة عمل قصيرة وسرعان ما أنشأ له والده محلاً للخياطة خاصاً به.. وتعرف في تلك الفترة الى أحمد المصطفى ليصبح أحد أصدقائه بالإضافة إلى أصدقاء “الشلّة” الذين يصفهم عثمان بالتحضر والمستوى العالي، والمطلعين على قضايا في الأدب والسياسة.. وأصبح «دكانه» منتدى لهؤلاء الأصدقاء الذين ينتقلون في وقت متأخر من الليل إلى منزل بالإيجار يقع بالقرب من سوق السجانة ليكون سمرهم وأنسهم هناك، فاشترى عثمان عوداً ثمنه “150 قرشاً” ويتعرف الى يحيى إبراهيم زهري باشا فيقومون مع المجموعة المكونة من أحمد عثمان، وعوض محجوب بمطالعة المدونات الموسيقية مع محمد إسماعيل بادي الذي كانت له مقطوعات موسيقية في الإذاعة ليتعلم عثمان حسين جزءاً يسيراً من فنون العود، إضافة الى نهله من أساتذة آخرين مثل شعلان «عازف الترمبيت» وحسني إبراهيم، ومصطفى كامل.. إضافة إلى عبدالحميد يوسف. ولم يكن عثمان حسين ليقف عند خليل فرح، وكرومه، وسرور، وأحمد المصطفى، وحسن عطية، والكاشف كفنانين من السودان بل جذبته الحان محمد عبدالوهاب، وجذبته السينما فعشق الأفلام المصرية التي كانت تحتشد بالأُغنيات مثل «يوم سعيد»، «الوردة البيضاء» و«غزل البنات» وكان يحب الاستماع لأغنية «عاشق الروح» التي يعتبرها من أجمل ما لحن عبدالوهاب إضافة إلى «النهر الخالد». وعندما اجاد العزف على العود عمل مع الفنان عبدالحميد يوسف في الحفلات بعيداً عن معرفة والده. الإذاعة كان طه حسين شقيق عثمان يعمل في مطبعة «ماركوديل» في وسط الخرطوم ومجلة الإذاعة السودانية «هنا أم درمان» التي تطبع في تلك المطبعة. وذات يوم جاء متولي عيد مدير الإذاعة لاستلام نسخة من «هنا أم درمان» فسأل طه عن معرفته ببعض الأصوات التي يراها قادرة على التغني في الإذاعة فلم يتوان في تقديم شقيقه عثمان الذي وافق بتحفظ. وسانده طه مشجعاً ليدفعه لدخول ردهات الإذاعة وليس في رصيده غير أغنية «أذكريني يا حمامة». دخل عثمان حسين الإذاعة ليعرض صوته على لجنة الاستماع المكونة من الاساتذة فوراوي، وسعد الدين فوزي، متولي عيد، حلمي إبراهيم، ابوعاقلة يوسف، ومحمد عبدالرحمن الخانجي ليستمعوا إلى «اذكريني يا حمامة». وظن بعدها عثمان حسين انه اخفق وساورته الشكوك، الا أن متولي عيد وفوراوي أشادا به بصورة شخصية منحته الشجاعة على تكرار التجربة، ولكن هذه المرة بقصيدة ملحنة من عنده بعنوان «حارم وصلي مالك يا المفرد كمالك» كأول الألحان في مشواره الفني. قوبلت أغنياته الوليدة بتردد لكن ذلك لم يثنه عن المضي قدماً في طريق الألحان، فهو موهوب ومتى ما اقتنع بلحنه مضى غير عابئ إلا من مشورة بعض الموسيقيين، وكانت هذه المشوره تمثل له المرآة وكان يستشير الموسيقيين الكبار مثل عبدالله عربي، عبدالفتاح الله جابو، رابح حسن بابكر المحامي، حسن خواض، حسن بابكر، حمزة سعيد، موسى إبراهيم «عازف البيكلو»، وإبراهيم عبدالوهاب، وخميس مقدم. بعد ذلك قدم له شقيقه طه حسين قصيدة للشاعر قرشي محمد حسن «اللقاء الأول» التي نشرها في مجلة «هنا أم درمان» وكتب عليها «للتلحين». وصار يأتي الى دكانه عدد من المثقفين، من بينهم علي المك ود. احمد ابو الفتوح ود. مشعال ود. عبدالحليم محمد. بدأ اسم الشاعر عثمان حسين يلمع وتزداد أغنياته شيوعاً وانتشاراً، إن مسيرة عثمان حسين كتاب ضخم، صفحاته متعددة، يتصفح فيها القارىء والمطالع رحلة مجد كبير بناه بتضحيته، وصقل موهبته، وصبره. والتقى مع محجوب شريف «شاعر الشعب» في عمل يقول عنه عثمان انه ينتظر ان يخرج للناس كعمل عظيم يخلد به مسيرته الفنية في أذهان الناس الذين عشقوا فنه، وإبداعه.. كما لايزال يراوده شوق الأغنيات القديمة.

Quote: التقاه ببورتسودان: محمد غلامابي هذه هي الحلقة الثانية من حوار (السوداني) مع الشاعر حسين محمد سعيد ابوبكر بازرعة، وهو حوار كم تمنيته أن يطول، فبازرعة ظل يلتزم الصمت فترة طويلة، ولا يعبأ بالمشهد الثقافي والفني، وغني عن القول هنا إنه لم يلج الى دنيا الشعر اعتباطاً، لكن ولجه بقدم راسخ، ومخزون ثقافي ومعرفي كبير أنجزه بنفسه بعيداً عن الكتب، ودواوين الدولة وأجهزتها الرسمية، وبازرعة بعد بما قدمه من تجربة ثنائية خالدة مع الفنان الكبير عثمان حسين وحدها كفيلة بهذ الاحتفاء، والتقدير. أدفع بالنص لعثمان ليلحنه، وهذه طريقتي في كتابة الشعر سألناه عن طريقة عثمان حسين في تلحين أشعاره؟ وما إذا كان يشاركهم (بروفات) العمل؟ فرد بالقول. أنا لا أتدخل مطلقاً في مسألة الألحان لعثمان، ولم أشارك مطلقاً في ما أسميته أنت بـ(الورش الفنية) وكل الذي أفعله أنني أدفع بالنص لعثمان فيقوم بتلحينه علي طريقته الخاصة، وكثيراً ما كنت أحضر عثمان وهو يقوم بالتلحين عندما كان يأتيني بجدة، فطريقته ليست واحدة، فهو أحياناً يبدأ تلحين النص من أوسطه، أو آخره، ثم يعود الى أوله، وهكذا، فلم يحدث أن طلب مني عثمان المساعدة في لحن، أما طريقتي في الكتابة أنني أبدأ القصيدة في قهوة، مكان عام، أو خاص، على ورقة أحملها في يدي، ثم أعود إلى البيت، فأعيد النظر الى البيت الذي كتبته، فإذا كتبت البيت الثاني خلاص (فتح الفتاح) كما يقال، فأكتب القصيدة مهما كانت طويلة. لكنك توقّفت عند محطة عثمان حسين ولم تتعداه إلى فنان آخر؟ لم تكن لدي الرغبة إبتداءً في أن اكون شاعراً غنائياً مطلقاً، ولم أخطط لذلك، وثنائيتي مع عثمان ربما كانت بسبب الصداقة التي بيننا، وصدقني أنا لا أعتبر نفسي شاعراً غنائياً، فقد ظلت ميولي دوماً كتابة الشعر الفصيح دون العامي، رغم أنني كتبت بهما معاً، لكني أقول لكم ولأول مرة أنني كنت أعدّل في قصائدي لأجل عثمان. هل يعني هذا أنك طرقت جوانب أخرى في الكتابة؟ (تبسّم)، وسكت لبعض الوقت كمن يستدعي الذاكرة، ثم قال: نعم، كتبت قصة الى مجلة الهلال للأطفال، وكنت وقتها طالباً بالمدرسة الاهلية، وبسببها نلت اشتراكاً مجانياً لمدة عام، ولم يكن للقصة موضوع معين أذكره الآن، لكنها رغم ذلك لم تكن قصة بالمعنى المعروف للقصص، وإنما كتبتها لأنني كنت أود أن أظهر أمام زملائي الطلاب بمظهر المتعلم، فقد كنت في ذلك الوقت اقرأ للزيات، وطه حسين، وغيرهما. هل كانت تتوافر مثل هذه الكتب بالمدرسة على أيامكم؟ لا.. لم تكن متوفرة بالمدرسة، كانت تأتيني الكتب من خارج المدرسة، ولا أظن هناك مكتبات مدرسية في أيامكم هذه؟ اجبناه بالنفي، فقال: المكتبات أمر ضروري ومهم جداً بالمدارس الأولية. والدي ختمي شاعر، وختمي كبير.. هل بأسرة بازرعة من يكتب الشعر أو أياً من ضروب الأدب؟ والدي كان شاعراً، وكتب الكثير من الشعر في مدح السيدة مريم (يرحمها الله)، فقد كان ختمياً كبيراً، وفي أحفادي عبد الرحمن، بالسعودية، و(نوفان) تكتب الشعر بالانجليزية. التلفزيون يعاني من عزلة المبدعين.. كيف يرى بازرعة الغناء السوداني؟ أشاهده، وأستمع إليه بأسف، والذي أراه بالتلفزيون شيء فقير جداً، وربما يكون مرد ذلك الى عدم تعاون المبدعين معه، وهجرهم له، ولو طلبت لحوار في هذا التلقزيون لن أفعل، فعندما يقدم المادة الجادة سأكون هناك، بل يمكنني القول إنه ليس هناك إعلام حقيقي بكافة أشكاله في السودان..فـ.. قاطعته: تعني كافة ضروب الاعلام؟! نعم، كل الاعلام، فكلمة الاعلام هذه يا ابني كلمة كبيرة، وشاملة.. ما هو المطلوب إذاً لتقديم إعلام جيد؟ فرد سريعاً: يعطوا ما لقيس لقيس، وما لقيصر لقيصر، يعني (إدوا العيش لخبازه).. قاطعته مرة أخرى.. هل تعني أن الكادر الموجود الآن ضعيف؟ يا سيدي الإعلام الموجود الآن إعلام حكومي، يسبّح بحمدها ليل نهار، وأعتقد انهم يدركون هذه الحقيقة. ظروف إيقاف أغنيتك (القبلة السكري) لعثمان حسين؟ لا اعرف شيئاً عن ظروف إيقافها، فقد أخبرني عثمان أن سبب إيقافها بسبب كلماتها، وأن به ذكر للخمر، وهم لا يدركون أن الخمر لها في قاموس العربية ألف معنى، فتقبلت قرار إيقافها بشكل عادي، فالقرارات لا توقف الاشعار. قمنا بدورنا.. وعلى الجيل الحالي أن يبرز نفسه وكيف ترى أشعار الجيل الحالي من الشعراء؟ أنا لن اقف أمام حركة التأريخ، قطعاً لهذا الجيل طريقته في التفكير، وكل الذي أرجوه ان يطوّروا من انفسهم من الجيد الى الاجود، لكن ما أستمع اليه من غناء كله رقص، وإذا كنتم ترون اننا جيدين فنحن لعبنا دورنا في وقتنا، وعلي الجيل الحالي ان يبرز مهاراته، خصوصاً وان ما يتوافر له نجده نحن، فالعالم يتطور الى الافضل. الحكومة الحالية ضد الفنون؟ صحيح أن الحكومة الحالية تقوم على عقيدة إسلامية، لكن الإسلام لم يكن ضد الفنون، لهذا أري انها (أي الحكومة) هي سبب هذا التردي في الفنون. ألا يوحي هذا بأن هجرتك عن السودان بسبب مواقف سياسية؟ هجرتي الى المملكة ليس لها علاقة بالسياسة، فأنا لا أعمل فيها، إنما كنت أودي واجبي العملي فقط. هل كنت تتابع الحركة الفنية في السودان من مهجرك؟ فسألنا بدوره: هو في حركة فنية في السودان؟ (صمتنا) فواصل أحياناً ما أشاهده من مسرحيات مثلاً في منتهى الضعف، فالحركة الفنية كأنها في الطور الابتدائي. الحقوق المادية والأدبية؟ لم آخذ من حكومة السودان، ولا من الأجهزة الإعلامية شيئاً، سوى مقابل مادي صغير منحتني له الإذاعة بمبناها جوار عمارة البن بأم درمان، عندما كنت طالباً بالثانوي مقابل قصيدة (القبلة السكري) في منصف الاربعينيات، لكن عثمان حسين كان عندما يخرج البوم يخبرني بما لدي من مال، ولم أكن في حاجة الى المال، لكنه عندما عدت الى السودان مؤخراً حمل اليّ مبلغاً من المال، رغم انني لم أطلب منه ذلك، وللتأريخ لم يحدث ان اختلفت معه، لأن أسباب الخلافات جميعها بين الفنانين بسبب المال. الوزير الصادق المليك سأله عن الطائر الذي حمّله اشواقه الى الوطن والروايات حول أي وطن يعني؟ لم أكن أقصد سنكات أو جبيت كما يقال، او أي مكان آخر إنما كنت أعني بالوطن السودان جميعه. البعض يرى في بعض أشعارك كبرياء وعناداً ظاهرين؟ الكبرياء ليس بشرط ألا يكون ضد الضعفاء، وهذه طبيعة تربينا عليها، وكنت أعبر في ما أكتبه عن الواقع. عودة الى الهجرة، هل كان بازرعة يشارك في الأنشطة الثقافية بجدة؟ كنت أشارك متى ما دعيت في كافة الانشطة للسودانيين هناك، وقد كانت لي مشاركات راتبة مع السفارة السودانية، والقي قصائد في أعياد الاستقلال، فليست لي قصيدة محببة كما يقال، فالقصيدة ادعها خلفي بعد كتابتها ولا احب الحديث عنها أو سماعها، فأنا دائماً انظر الى الامام، الى المستقبل، لكن صحيح هناك بعض القصائد لها وزن يختلف عن الاخرى. دواوينك الشعرية التي حدثتنا عنها متى ستصدر؟ لا أحدد موعداً لصدورها، لكنني اتفقت مع دار نشر بعمان عن طريق أحد أقاربي، ويتوقع أن اتفق مع تلك الدار، وتضم الدواوين أشعار من النوع الإجتماعي، السياسي، الوطني، الغزلي، وهكذا. وأول الدوايين هو(البراعم)، يضم اشعاري الاولى، والدواوين أعدها لتكون فرصة لتقييمها من قبل النقاد. قصة الوكر المهجور؟ كنت موجوداً بمنزل الصديق إبراهيم أبوشنب، وهو أحد ظرفاء مدينة سنكات، وكنت أقضي معه اوقاتاً طويلة، وقد زرته بسنكات عقب عودتي، وهو يعرف المعنية بـ(الوكر المهجور)، وليس لبيت أبوشنب علاقة بالوكر المهجور كما يقال. (ثم طلب إيقاف التسجيل)، ففعلنا. ألجأ إلى السكون والهدوء، وأهرب من سماع عثمان حسين. وعن دموعه التي زرفها وهو يلقي قصيدة (ليل الوحدة) ببرنامج أسماء في حياتنا، قال. لا أذكر بالضبط سبب الدموع، لأن الذكريات صعبة على المرء، واحياناً تكون قاسية ومرة عليه، فأحب في هذه العمر اللجوء الى السكينة والهدوء، وأهرب من سماع أغنيات عثمان حسين، لأنها تعيدني الى الماضي. أصدقاء بقوا في ذاكرة بازرعه؟ من بورتسودان الشاعر المجيد محمد المهدي المجذوب، وهو شاعر مجيد من بربر، ومحجوب عمر باشري أستاذ اللغة العربية بالمدرسة الاغريقية جوار السينما وآخرون، ومن الخرطوم السر دوليب، ومصطفى سند. أرفض تكريم الدولة. سألته عن التكريم الذي تلقاه؟ فرد. سبق أن تم تكريمي من قبل الجالية السودانية، وجموع السودانيين في الخارج، وقد كرمت بورتسودان ابنها، لكنني أرفض تكريم الدولة، ولا أريد لها أن تدخل في حياتي الخاصة، فهي ملكي أنا، وعلى ذكر ذلك فإنني الحظ أن أوضاع الفنانين في هذا البلد، ويتلقون الفتات فعليهم الثورة على تلك الاوضاع. الاسرة؟ بالمناسبة أنا توأم لأم الحسن، ولدي ثلاث أخوات توفين الى رحمة الله، وعلى قيد الحياة الآن ثلاثة، ووالدي تزوج من امرأتين، توفت الاولى التي انجب منها بنتا، وهي من أسرة (الدروبي)، ثم تزوج من والدتي، ووالدي هدندوي بالاصل، وأخي الاكبر هو سالم، ومحمد سعيد، وبكر هو الأصغر، والاسرة كانت بسواكن، فوالدي كان يعمل مديراً للمحلج هناك، ودرست الاولية بسنكات، ثم أخي الاكبر نقلنا الى بورتسودان، وفيها درست بالاهلية، وكان أستاذي فيها أحمد سليمان المحامي، وأحمد سليمان والد بدر الدين سليمان كان (ناظر) المدرسة، وكان بدر الدين ابنه زميلي بالمدرسة. ما الذي يشغل تفكير بازرعة؟ وكيف يرى مستقبل البلاد؟ أفكر في مصير البلاد، وكتابة أشعاري، فالقصيدة عندما اكتبها أشعر بوجودي، وأتفاءل بوضع أفضل للسودان، وأوصي الاجيال بالقراءة والتعلم، ولست في موقف الناصح للأجيال الحاضرة، لكن عليهم بالأمانة والصدق. على هامش الحوار: بازرعة: أقضي يومي خلف التلفزيون، ويؤانسني فنان بورتسودان محمد أبو زيد. قصيدة (أزمة ثقة) التي دفعت بها لعثمان قبل عشر سنوات، ولم يتغن بها. لا أرى حركة فنية أو ثقافية ببورتسودان، ومحمد البدري، فنان مجتهد، وندى القلعة صوتها (تريان). أنا ولدت يوم الجمعة في شهر تسعة من سنة 1934م.

Quote: ابو عفان يجتر أعذب الذكريات ويقول: الحساب مثل مفترق طرق بيني والدراسة والباشا بصم بالعشرة على انطلاقنى أمير العود رسم لى خارطة الطريق والصدفة قدمت لى كل ما اريد (التنقاري) ترافع عنى فى اصعب المواقف . ..وفى مشرقى كان وعد النوار حوار / هاجر شريف للحديث عن الهرم الابداعى عثمان حسين لابد من عودة الزمان القهقرى لعهد يصنع الروعة فى الدواخل وينتج المبدعين لابد من العودة لزمن المشاعر الطيبة والالفة البكر والعلاقات الانسانية الصافية وهى المحاور التى شكلت وجدانه فشق صوته صمت المكلومين والمكتوين بنيران الحب فخاطب المشاعر النقية وظلت كلماته صالحة لكل زمان عثمان حسين ربيع الاغنية السودانية وسفير المحنّة صاحب الحنجرة التى تملك جسر التواصل بالاعماق الانسانية التى تعمل الخير والجمال ينفطر ابداعاً وكل أغنياته تحمل احساسه المرهف وانسانيته الدفاقة وقدم كتابه لشعبه خلال عقود من الزمان لم ينزل فيها من القمة يوماً ولم يكن فى أى لحظة من اللحظات فنان الامس وستظل اغنياته خالدة مثل نهر النيل. {للغوص فى أعماق العمالقة قد يصحب التسلق فى هذا المعترك ولكن آليت على نفسى ونزلت بحر هذا العملاق العميق ولكن يبقى السؤال هل وصلت حد الارتواء ..عثمان حسين ..مدينة مقاشى . مرتع الصبا ومشهد ميلاد الاغنيات؟ أجاب بعد أن جال ببصره أرجاء المكان وبعد تنهيدة عميقة .. دى قرية عظيمة جداً ويمكن حاتدخل التاريخ فى المستقبل ان شاء الله لأنها أبرزت عدداً كبيراً جداً من المفكرين والشعراء السياسيين أمثال الأستاذ محمد خيري المحامي الاستاذ خلف الرشيد رئيس القضاء الاسبق وعددا كبيرا من تخذلنى الذاكرة لدرج اسمائهم ولا أنسى حاج الماحى . والروائع التى قدموها عبر وسائل الاعلام دي كلها من هذه القرية الجميلة قرية مقاشى فهى قرية صغيرة لكن ما تتخيلى خرجت كم طبيب أكثر من خمسين طبيباً. فى مقاشى الخضراء التحقت بخلوة ود الفقير كما جرى العادة فى الأسر التى كان يلتحق أبناؤها بالخلوة ثم يعملون بمهنة الزراعة الا اننى لم أصبح مزارعاً لأن الأسرة هاجرت فى العام 1932م الى الخرطوم لنسكن فى منزل متواضع من الجالوص - الطين بحى ديم التعايشة ثم واصلت ما انقطع من دراسة فى هذه الخلوة «دو الفقير» بمقاشى والتحقت بعدها بخلوة الشيخ محمد أحمد بحى الديم ثم التحقت بمدرسة الديم الأولية وفى اثناء الدراسة نشأت جفوة بين ومادة الرياضيات وعندما وصلت هذه الجفوة مداها . كرهتها وغادرت المدرسة الاولية. {وكان زهرى باشا شهد لحظات المخاض الاولي لموهبة عثمان حسين دعنا ننيخ الركاب قليلاً عند هذه الخيمة؟ افرد لك وسادا . أنا بعد أن تخرجت من الاولية فضلت ادور على حاجة تنفع لان الظروف طبعا فى هذه الفترة كانت صعبة شوية وحتى المدارسة قليلة وكان «البد خلوها» أغنياء ولسد حاجات الاسرة اشتغلت فى السجانة وهذا كان بداية مشوارى التحقت بدكان الترزى الشهير بالخرطوم محمد صالح زهرى باشا وكنت من خلال تلك المهنة استهوي الفن حيث كنت وانا احيك الملابس أدندن بأغنيات الفنان احمد المصطفى والكاشف ثم أذهب لمقهى العيلفون لسماع الاغنيات المنبعثة من الراديو القديم الذى كان يتوسط هذه المقهى حيث لم يروق ذلك فى ناظرى زهرى باشا فخيرنى بين العمل معه أو الذهاب للمقاهى ونسبة لعشقى للفن اخترت ترك العمل الا أن تدخل الوالد الذى كان يعمل بوزارة الزراعة وأسس لى محلاً صغيراً أمارس عبره مهنة الترزية فكانت هذه فرصة ذهبية لامارس عبرها الفن بحرية فتلعمت عزف العود على يد زاهر السادات ثم تواصلت مع المبدعين فى حى السجانة الذى انتقلت اليه الاسرة من حى ديم التعايشة حيث ضمت السجانة فى ذلك الحين زمرة من المبدعين الخيرين امثال عبد الحميد يوسف والتجانى مختار وحسن سليمان ومنى الخير وخليل احمد واسماعيل حسن وعبد الله عربى وعبدالفتاح الله جابو ثم تواصلت مع فرقة الفنان عبد الحميد يوسف الذى كان يسمى حينها بمطرب الجماهير والذى اشتهر بأغنية «غضبك جميل زى بسمتك» كنت اخفى نشاطى الفنى عن الأسرة فيما عدا اخى طه الذى كان يعشق الفن فشجعنى على السير فى هذا الاتجاه وكان والدي عليه رحمة الله حسين محمد التوم المتدين من اشد المعارضين لدخولى مجال الفن اما المصادفة التى منحت فيها الضوء الاخضر للغناء فكانت عندما استمع لاغنية «كيف لا أعشق جمالك» لكمات على التنقاري وكان ذلك عبر اثير الاذاعة فاعجب بها وبصوت مؤديها الذى عرفه اخيراً بأنه الفنان ابنه عثمان حسين ولم يعارضنى منذ ذلك الحين على ترديد الاغنيات. اما خالى الذى لايقل تشدداً عن الوالد فقد استمع الى فى حفل بمدينة بورتسودان وأنا اردد اغنية «محراب النيل» للتجانى يوسف بشير وأصبح من أكثر المعجبين بى وشجعنى على الغناء فى كل الاوقات {ثم ماذا عن علاقتك باحمد المصطفى؟ احمد المصطفى من الاساتذة الذين سبقونا فى مجال الفن هو والكاشف وحسن عطية وعددا كبيرا جداً وامتدت صداقتنا لفترة طويلة جداً وهو كان نشطا فى مجال فنه ولا أنسى ابدأ اغنية الجميلة التى تقول: يحلو الهوى ياأهل الهوى لو كان هواك فى هواك هواى شيبني قبل الآوان يامنيتى وأملى الوحيد . وكان يأتى من عمارة ناس ابو العلاء شارع عبد المنعم فى الخرطوم راكب عجلة رالى جديدة وما أنسى اطلاقاً مصاحبته العود وكانت صداقة حميمة وكان الراحل يتمتع بصلات واسعة . وأنا فى هذه الفترة ماظهرت فى الساحة الفنية ولا كان عندى فكرة ان اكون فنان فى يوم من الايام لكن أثر في الفنان احمد المصطفى وحسن عطية فى أنو لازم المجال ده اقتحمه والحمد لله اقتحمته وكنت شغوفا فى أن اصل لمستوى الكبار الذين سبقونا والحمد الله قدرت اصل بهذه الاغانيات ولازلت ابحث للمزيد علشان أسعد الشعب السودانى وكل الناس الشجعونى وسألوا عني فى فترة غيابى المرضي كان ذلك عبر الرسائل او الاتصالات وكل من كتب عن حرفاً وأنا فى فترة طويلة لم اظهر فى حفلات عامة وده احساس طيب وجميل للمستمع الكريم وأنا سعيد جداً كل ما اتيحت لى فرصة لأتكلم للمعجبين واهتمامهم بغنائى وهذا يزيدنى سعادة ما بعدها سعادة ، ويمنحنى دفعة قوية لبذل المزيد. {دخولك لاول مرة الاذاعة وماذا عن اجازة صوتك؟ فى الاول تعلمت العود وكنت بعزف لاستاذى عبد الحميد يوسف فى الحلة حيث كنا نعقد جلسات فنية خاصة وعبد الحميد كان صوته جماهيري لحد بعيد حيث كان يلقب بمطرب الجماهير وأنا كنت بعزف له ومعجب بصوته الطروب واداءه المتفرد وكنت معجب بأغنية «اذكرين ياحمامة» ولما خلاص يعنى خيوط الفن استسلبت حواسى كلها وقمرت فى رأسي فكرة أن اصبح فنانا وكان بالصدفة دورها فى ذلك حيث كان شقيقى طه يعمل فى المطبعة التى تطبع مجلة الاذاعة فقابله مدير الاذاعة حينها متولى عيد وطلب منه ترشيح مطرب شاب حسن الصوت ليجري له الاختبارات الفنية فقام لتوه بترشيحى لهذه المهمة حقيقة قد سرنى هذا الاعتراف الرسمى بى كفنان فلحنت اغنية «حارم وصلى مالك» للشاعر محمد بشير عتيق وهذه الاغنية اهداها لى اخى طه بعد أن وجدها مكتوبة فى مجلة الاذاعة واصبحت أ رددها فى مناسبات مختلفة ولاقت نجاحا منقطع النظير للحنها المؤثر.. فواجهنى متولى عيد ذات مره وطلب من الاتيان بالجديد ووصفنى بأننى مطرب كسول وكان ذلك فى حضرة الشاعر على محمود التنقاري وأكد له أنه سيحل هذا الخلاف الا أن مدير الاذاعة فاجأنى بقرار الايقاف وما كان من التنقاري الا وأن تدخل باهدائى اغنية « كيف لا أعشق جمالك» والتى اسهمت فى ارجاعى الى الاذاعة استمرت مسيرتى مع الاذاعة وقدمنا اغنيات حققت نجاحاً أكبر وهناك بعض الاغنيات التى حجبت ليس بسبب الظلال السياسية وانما تتعلق بجرأة مفردات الاغنيات العاطفية وكانت «ليالي الغرام» التى حزنت جداً والمنى ايقافها وكذلك اغنية «صدقينى» للشاعر عوض احمد خليفة وهى لم تمنع للكمات الغزل الصريح فيها بل لان اللجنة كتب على صدر الشريط الذى سجلت عليه لا يمسح الشريط لان الاغنية لحنها جنائزى .. وبعد عدة سنوات وجدت هذه الاغنية مذيعة امسك عن ذكر اسمها فاتصلت بى وأخذت اذنا لبثها وفعلاً بثت هذه الاغنية مما اغضب المسؤولين وتم استدعاء المذيعة وعوقبت . وبعد مرور الوقت اصبحت الاغنية تبث بواسطة مذيعين اخرين حتى استسلم مسؤولو الاذاعة بالامر الواقع ومن الاشياء الجميلة التى لا انساها ابداً الطورماي وتمنيته لو يكون موجوداً حتى الآن وهو من دورين كنت استقله وأنا فى طريق للاذاعة وكان صديقى العظيم عبد العظيم المفتش فى الطورماى كنت بركب عادى مع الناس فى الدرجة الثانية اما الدرجة الاولى فكان يستغلها الاغريق لانهم كانوا مميزين اكثر من الناس فكنت بركب الدرجة الثانية ومعى العود أدندن بيهو حتى اصل الاذاعة ولكن هذا الصديق يقول لي تعال اركب فى الدرجة الاولي الليلة القمرة فاضية عليك الله نقرش ليّ الى أن اصل محطة الدايات والتى اصلها راجلا حتى مبانى الاذاعة وفى الفترة انذاك اذكر الاستاذ محمود ابو العزائم الراحل المقيم له الرحمة والمغفرة وكنت أنا من أول الفنانين رفضت رفضا باتاً بأنى ما اجلس امام لجنة اسمعها من الحانى وهذا اقوله لاول مرة نفذتها حتى ظهر الاستاذ صالح محمد صالح فظهر الرواد وكنت منهم الى ان عتقونا من حاجة امسها لجان {الفراش الحائر .. وحسين بازرعة . محطة التلاقى ومن هو الذى جمعكم؟؟ اولا : الفراش الحائر هى رائعة المبدع قرشى محمد حسن وهى الاغنية الثانية بعد اللقاء الاول وهى من الالحان التى اعتز بها جدا وبلقى الاولاد الصغار بصفروا بيها فى الشارع وما عارفين الغناها منو وهى من الالحان التى احتلت محلها فى قلوب الجماهير. أما عن علاقتى بالرائع حسين بازرعة الفضل يرجع فى توطيدها الى الشاعر قرشى محمد حسن فهو وبازرعة كانوا اصدقاء وكان بازرعة معجباً بشعر صديقه قرشى الذى كنت اغنيه فطلب بازرعة منى قرشى أن يعرفه بشخصى فتم لقاء السحاب فى مقهى جورج مشرقى بامدرمان وهذا المقهى كان محطة تلاقى المبدعين وهذه العلاقة ازدهرت عنها اعمال كثيرة ومتميزة ابرزها ـ لا تسلنى ـ وـ اجمل ايامى لا وحبك ـ المصيرـ وقصتنا ـ.. ومنها أعمال وطنية ـ عرس الدم ـ والارض الطيبة.

Quote: لا نملك إلا أن نقول لا راد لقضاء الله وقدره .. نسأل الله العلي القدر أن ينزلك منزلة الصديقين والشهداء .. وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..

Quote: جيل ليس له قطع غيار جنى

Quote: حسن البطرى جريدة الصحافة 8 يونيو 2008 **مقاشي.. قرية وديعة عند منحنى النيل، عرفت في الجغرافيا والتاريخ بـ(مقاشي الخضراء) ومن الذين منحوها هذه (الخضرة المستدامة)، إنسان أخضر، أمّه فاطمة بنت الحسن كرار، تسميها بنات جيلها (بت الزيني) وأبوه حسين محمد التوم **قدمت مقاشي للسودان، على طبق من سندس أخضر، عثمان حسين، بعد أن غسلته في شواطئ ساقية(ود قرد).. ووضأته في جامع (التويماب) وحفَّظته القرآن في خلوة (الحماداب) على يد العارف بالله محمد الحسن ود الفقير. **وعندما حطّت أرجله (الخرتوم).. كان معبأً بكل جميل وصافٍ وفواح، فما عرفت عنه الخرطوم طيلة سنينه بها إلا الجمال والصفاء والنغم. وكل غنائه الذي تحفظونه عن ظهر قلب، يحمل من مقاشي خضرتها وزرقة بحرها ورمال ذاكرتها وطيب نسائها ونخوة رجالها. **سيرة فنية امتدت من (حارم وصلي مالك) وبلغت القمة في (لا تسلني) مروراً بـ(شجن) و(عشرة الأيام) و(كلمة منك) و(ناس لا.. ناس لا) و(الدرب الأخضر) و(ربيع الدنيا) و(قصتنا)و ( الوكر المهجور ) و( ست البنات ) و( طيبة الاخلاق ) و(محراب النيل ) و( الفراش الحائر ) .. والقائمة تطول .