|
على عجـــــــل
|
التقيت بكري أبوبكر في داره في بحري ، وتعانقنا كأننا أبناء أم افترقنا من سنين ... كان بكري لطيفا وكريما ، وكان يحتضن الجميع ويتحرك وسطهم في مسعى لإرضائهم جميعا ... الليلة أيضا سألتقي بكري واخوته وأخواته ... وسيرافقني بعض أفراد الأسرة ... وهذه أول مرة تلتقي فيها أسرتي ببورداب الخرطوم .. سعدت جدا ببوست لؤي حول لقاء بورداب الرياض الأخير ، وأثار أشجاني ، وحرّك أصداء الذكريات ... يبقى بورداب الرياض مجموعة نشطة وحلوة ونامية ... كنت كتبت لكم حول الأحداث الأخيرة ، لكن الكتابة تبخرت غصبا عني ... كنت في منزلي بمدينة المهندسين ، ومعي مجموعة كبيرة من أهلي الذين جاءوا من الجزيرة ليشاركوا أخي علي فرحته بإكما مراسيم زواجه ... بقينا مع بعضنا خلال الأزمة وقضينا ما يقارب الأربع وعشرين ساعة الأولى بدون كهرباء ... وكانت أصوات الرصاص من كل جانب تسمعها وكأنها تنطلق من داخل البيت ... الحمد لله على السلامة ، لكن جرح الوطن غائر ، ونحن أبناء هذا الوطن ظالمين له ، ظالمين لأنفسنا ... مالنا نتقاتل ، وما لنا لا نستمع لصوت العقل ونستجيب للحوار ... كثير منا يحسون بمرارة الظلم ، لكن السلاح والحرب دمار للوطن . وخسارة الوطن خسارة لا تعوض .. ليتنا كلنا نعود إلى إنسانيتنا وإلى ضمائرنا الحية ، وإلى رشدنا ، وإلى ديننا ، وأن نستمع لبعضنا البعض ، وأن نحس ببعضنا البعض حتى نخرج بأزماتنا إلى بر السلامة ، ونعالج خصوماتنا بروح من الإيجابية ... هذا وطن يتسع لنا جميعا ، ويتسع للأجيال من بعدنا .... وهو ملك لنا كلنا ، وليس من مصلحة أحد أن يتقسم الوطن أو يتحطم أو يذهب فلا يعود ...
|
|
|
|
|
|