بهدؤ بني وطني / منذ متي اصبحت الخرطوم مهددة بالغزو و لماذا قالها محجوب حسين ؟

Quote: ..!من أبوجا إلى أم بدة والحاج يوسف فيما العودة إلى التمرد والتهديد والوعيد من لندن؟! ...!! الخرطوم ليست بيوت من رمال ً وأوهاماً أنا لم أتشرف بمعرفة أو لقاء الأخ محجوب حسين الذي ظل ً رسمياً باسم حركة مناوي وغيرها من الحركات والجبهات والتنظيمات التي انسلخت عن بعضها البعض وأضحى العداء فيما بينها أشد من عدائها مع الحكومة الذي هو في تقديرنا عداء مع دارفور وشعبها مثلما هو عداء مع الشعب السوداني أينما كان..! ولقد سمعت أكثر عن الأخ محجوب حسين عندما إقترن بإحدى الصحفيات السودانيات عندما كان هو ما يزال محارباً في الميدان، حيث تجسد السماح والتسامح والتمازج السوداني في موقف السلطات وكل الناس من تلك الزيجة المباركة وأن كانت بين صحفية تعيش وتعمل تحت حماية ورعاية السلطة والسلطات وبين مقاتل ومحارب ومتحدث باسم تنظيم عسكري متمرد قاد مع غيره أسوأ حروب السودان وجعل من اسم دارفور والسودان كله على كل لسان في العالم «عجمي كان هذا اللسان أو عربي»..! ولنا أن نسأل في أي بلد في الدنيا ممكن أن يحدث مثل هذا التسامح العظيم، بحيث يقترن محارب ومتمرد كبير في قامة الأخ محجوب حسين وهو في أحراش وجبال دارفور، أو في شقق وفنادق لندن وأوربا أو أمريكا بآنسة سودانية تعيش بالداخل، بل وتسمح لها السلطات بفرص اللقاءات والمقابلات التي تحولت من لقاءات مهنية وصحفية إلى لقاءات عاطفية توجت بالزواج والحمد لله..؟! إن الأخ محجوب حسين هو كذلك لا يعرفني إلا من خلال العمل العام، وأن كان هو أو بعض الذين حاربوا وضاربوا أضحوا نجوماً في ميدان العمل العسكري الداخلي والخارجي إلى أن إعتقدنا وإعتقد الناس أن- حربهم- أو حرب بعضهم الممثلين في حركة مني اركو مناوي قد بلغت أهدافها وجلست مع خصمها الذي هو الحكومة في أبوجا وتفاوضت واتفقت وبموجب الإتفاق ذاك عاد السيد مني اركو مناوي ومعه العشرات أو المئات إلى أرض الوطن وعاصمته الخرطوم وكان من بين العائدين أو في مقدمتهم الأخ محجوب حسين الذي رحبت به البلاد ورحبت به الحكومة أكثر ومنحته حرية الإتصال بمن يعتبرهم جماهير حركته التي هي حركة مناوي في كل أطراف العاصمة، حيث خاطب الأخ محجوب حسين أهله وأهلنا الغبش بلغة - إشتراكية وتقدمية- صعبة الفهم المفرد، ولكنها على كل حال مجموعة آمال وأحلام ووعود معقولة ومقبولة، حيث لا أحد يمنع الناس أن تأمل.. وتحلم لتكون العبرة بالتنفيذ..! بعدها كما يبدو وحين أزفت لحظة توزيع المناصب والمواقع بين حركة مناوي المتصالحة وبين الحكومة من جهة.. وبين قيادة الحركة أو قائدها والذين معه العائدين دبت الخلافات.. والصراعات.. والنزاعات بين الشركاء- مقاتلي الأمس- في داخل وخارج دارفور وهي صراعات وخلافات لا نجزم بأننا ملمين بكامل تفاصيلها ولكنها على كل حال لم تكن حول المبادئ والأهداف ومحاربة التهميش وعودة النازحين وإنهاء الأوضاع الكارثية السائدة في المعسكرات بما فيها التشرد والجوع.. والعرى.. ووجود عساكر أجانب من أفارقة أو غيرهم أدخلوا لدارفور بلد الإسلام العظيم والتيجانية والطرق الصوفية الأمراض والأوبئة والسلوكيات التي لا يعرفها هذا الأقليم في حياته، حيث كان- البار- في الفاشر أو نيالا لا يصدق به حتى في زمن الأنجليز، وأن تم التصديق به على خجل واستيحاء فإن الشرطة كانت تحرسه حتى لا يهب المصلون والعابدون ويدمرونه فوق رأس صاحبه..! كان الأخ العائد بعد- أبوجا- محجوب حسين من أفضل وأكبر المبشرين بالسلام والداعين الأطراف الأخرى من غير الموقعين على سلام أبوجا إلى التوقيع والعودة..! ولكن وبصورة مفاجئة ومن منفاه في لندن التي يعتقد أنه يحمل جوازها وجنسيتها وله فيها مسكن.. ودعم مالي اسمه «البنفت» أعلن الأخ محجوب حسين عن تراجعه وعودته للحرب والقتال والتهديد والوعيد وكأنه أب ضيق الصدر يهدد ويتوعد أطفاله أن هم واصلوا إزعاجه وقت القيلولة..! إن آخر ما قاله الأخ محجوب حسين من تهديد ووعيد والذي وصلنا من مقره الشتوي في بريطانيا بعد أن كانت الخرطوم في العام الماضي مقره الصيفي هو كل هذا القدر من التحدي.. والتهديد.. والوعيد.. ومحاولة تخويف وإرعاب السودانيين كل السودانيين..! ذلك الذي يبشر وعلى هذا النحو القبيح والمتطرف ويهدد أمة بحالها ممثلة في سكان العاصمة ومدن أخرى..! إنني أترك لكم مراجعة هذا البيان الصادر عن محجوب حسين لتقولوا كلمتكم فيه.. ولكنني بالمقابل أقول إن الأخ محجوب حسين عليه أن يجيب على الأسئلة الآتية..

Quote: إنني أترك لكم مراجعة هذا البيان الصادر عن محجوب حسين لتقولوا كلمتكم فيه.. ولكنني بالمقابل أقول إن الأخ محجوب حسين عليه أن يجيب على الأسئلة الآتية.. أولاً: لماذا عاد مع مناوي بعد أبوجا ولماذا خرج من الأصل..؟! ثانياً: هل خلافه مع مناوي قائده وزعيمه حتى وقت العودة والسلام، أم مع الطرف الحكومي الذي وقع مع مناوي السلام..؟! ثالثاً: ألم يكن بوسعه أن يبقى بالداخل ويقول ماذا يريد.. وما هي المشكلة ثم- يجتهد.. ويشقى- في الحوار والمناقشات والإقناع قبل أن يتخذ قراره بالحرب والضرب وكأنه يتحدث عن موقع صيد حيواني» يود الإصطياد فيه 16..! رابعاً: هل ورث سيادته قدرات وإمكانات وأسلحة حركة مناوي ليفعل بها كل هذه الأفاعيل التي هدد بارتكابها في بيانه المعيب والقبيح الذي يتهدد ويتوعد به أهله.. وبلده التي هي كل السودان والعاصمة تجسيد لكل السودان ومن يعتدي عليها بمثل ما هدد وتوعد محجوب حسين إعتدى على كل السودان من دارفور إلى نمولي مروراً بحلفا وسواكن. إنني وقبل أن أختم أسئلتي وتساؤلاتي أطرح سؤالاً على الذين كان محجوب حسين ضمن تنظيمهم.. ما هو قولهم فيما قال، إن لم يكن بسبب خطورة ما قال وتهديد العاصمة التي السيد مناوي والذين معه جزء من سكانها، فلأن السيد مناوي جزء من الحكومة التي هددها وتوعدها وهدد وتوعد جيشها وثكناته العسكرية في بيانه «القبيح والمعيب» أننا وقبل أن نطرح السؤال الكبير والخطير على البلد المضيف وهي بريطانيا نود أن نقول للأخ محجوب حسين إنك أمام أمرين.. إما أن تكون غير ملم بأمر السودان والسودانيين.. وجيش وشرطة وأمن السودان وتتحدث وكأنك تتعامل مع أهل قرية عزلاء من أي سلاح وإما أن تكون إنساناً- مكايداً.. وتتكلم ساكت..؟! إن الأخ محجوب حسين وبوضوح شديد أرسل فاكساته وتهديداته المكتوبة والمذاعة من بريطانيا التي تتحدث وتلهث حكومتها في ملاحقة.. ومطاردة.. ومعاقبة من تسميهم بالإرهابيين الذين يهددون.. أو يتوعدون.. أو يفعلون..! فكيف لبريطانيا هذه أن تسكت على تهديد.. ووعيد.. وإرهاب مكتوب.. وموقع.. وموثق ينطلق من داخلها ضد شعب وبلد وحكومة ساندت وساعدت بريطانيا وغيرها من دول الحديث المهووس عن - الإرهاب- وفي مقدمتها أمريكا..! أم أن بريطانيا وبإزدواجية المعايير هذه لا تنظر لما ينطلق من داخلها من تهديد.. ووعيد.. وإرهاب.. وتخويف بنفس النظرة والمقاييس التي تتعامل بها مع الذين ملأت بهم سجونها وفرضت على الطلقاء منهم رقابة تحصي أنفاسهم ليلاً نهار..! إننا ننشر هنا نص البيان- الإرهابي- بمقاييس بريطانيا ً يجيب فيه على سؤالنا وسؤال الآخرين مع العلم بأن الأخ محجوب حسين وهو- لاجئ سياسي في بريطانيا.. غير مهدد.. وغير ملاحق.. ولا تنطبق عليه أي من بنود منح حق اللجوء السياسي ناهيك عن الدعم أو التمويل أو التسليح.. أو حتى التهديد والوعيد لأهله.. وشعبه..! إن الغرب وفي مقدمته بريطانيا وأمريكا وكما قال الرئيس حسني مبارك يوماً هو الذي «حضن» الإرهاب وهو مجموعة - طيور وزرازير- إلى أن تربى وتحول إلى صقور جارحة وحيوانات قاتلة وشرسة وفالتة..! وما أرسله الأخ محجوب حسين وتنشره «الوطن» على مسؤوليتها ما هو إلا دليل على إزدواجية المعايير وإعتبار العمل المضاد داخل بريطانيا- إرهاباً- بينما العمل الإرهابي من داخل ً يستجوب الدعم والحماية والتمويل. وأكرر إنني أنشر هنا نص بيان الأخ محجوب حسين المحشود بقدر كبير من التهديد والوعيد وكل الفاظ وكلمات الإرهاب.. وأترك أمر التعامل معه بالمستويين الدبلوماسي والسياسي والأمني للحكومة السودانية التي نعترف بأنها ناضلت وقاتلت وتفاوضت في الجنوب والغرب والشرق وأضحت صاحبة تجربة كبيرة في مجال معرفة - الغث والثمين من القول والفعل، إلا أنني وفي الوقت نفسه أطمع في أن أسمع من السفارة البريطانية ممثلة- البلد المضيف للأخ محجوب حسين- رداً على هذا الإنطلاق الإرهابي الإعلامي واللفظي من قلب بريطانيا التي تدعي أنها تحارب الإرهاب الذي ضربها من الداخل ومازالت تحضنه وتشجعه ولكن ضد العرب

Quote: فتح الخرطوم....!! وبالرجوع لما تقدم قد يتساءل سائل عن مغزي هذا الاستحضار التاريخي لبعض وقائع وحيثيات التاريخ، اقول ان الربط هنا موضوعيا لحالة تاريخية قديمة وحالة تاريخية راهنة ضمن سيرورة حراك التاريخ الذي نلعب دورا في اعادته وتدويره وانتاجه، فالمتأمل يري ان ظاهرة الاستعمار السوداني الجديد القائمة والمعاشة والماثلة في الجسد السوداني تحت وصاية حركة المؤتمر الوطني التي تمسك بكل شروط القوة الاستعمارية القديمة لآل عثمان، وتمنع بتلك الشروط اي تحرير مرتقب او استقلال جديد للشعب السوداني ينحو تجاه اقامة دولته الحرة المستقلة الجديدة المبنية علي مفاهيم الشراكة والاعتراف بالآخر وبدوره وثقله الجماهيري وارثه الحضاري والتاريخي هو ما استدعي عملا مضادا للظاهرة الاستعمارية الجديدة، ومنها اشتعلت ثورات التحرير السودانية منطلقة من الغرب نفسه لدحر الاستعمار الثالث كما فعل مع الاستعمارين الانكليزي والتركي، وهي ثورات بلغت اشدها سلبا وايجابا كامتداد لعقلية وايديولوجية التحرير التي قادها المهدي الاكبر بثورة دينية تعبوية تحررية وتبعه خليفته عبد الله التعايشي بنفس النهج والمنهج، فيها توسعت درجة الزحف والمواجهة والتحدي والامتصاص وشملت كل التراب السوداني الي ان وصلت الدائرة المقفلة، دائرة التغيير وانهاء حكم المستعمر الاول والثاني بسقوط الخرطوم، معقل وادارة ونظم المستعمرين، وهذه الحركية المناهضة للاستعمار حينذاك وفي شقها التاريخي والعسكري والسياسي والتعبوي وايديولوجيتها لا تختلف كثيرا مع ما يجري الآن عبر ثورات التحرير السودانية في الغرب السوداني الكبير رغم المحاولات المتكررة للنيل منها واختزالها بابعاد تاريخية محددة، والتي لا تنفي حتما ان بعد التحرير هو الاصل في المتحول السوداني الجديد وعقدته ورابطته المركزية والتي بها انهار النـــــظام الاستعماري في السودان ليتبلور ويصل غاياته النهائية بفتح الخرطوم كشرط ضرورة في انجاز التحول والاستقرار وسيادة الشعوب السودانية والتعبير عن ارادتها ومن ثم استلام زمام سيادتها المنقوصة حاليا، هذا اذا خلصنا الي ان ارادة الشعوب هي التي تحدد سيادتها واستقلالها الحقيقي لتحديد سهم طريقها في التحول والانتاج والاندماج والتفاعل والدوران. لنخلص الي القول ان التغيير الحقيقي تجاه استحقاقات السودان هو تخليصه من الاستعمار القائم، وهذا لا يتم مطلقا الا باعادة انتاج التاريخ السوداني نحو العمل بكل ادوات تعبئة التحرير المشحونة ثوريـــــا بفكر تحرير الوطن نحو فتح الخرطوم مجددا كحل وحسم نهـــائي لرمزية وسيادة الدولة السودانية الجديدة التي يجب ان تقــــــوم علي انقاض الاستعمار الثالث في السودان بعلم سوداني جديد وعقـــــد جديد واستقلال جديد، وهو منهج يجب كاستـــــكمال لنظرية التحرير النهائي والشامل لكل السودان بعدما تأكد يقينا ان سياسات الارض المحروقة هامشيا في السودان جنـــــوبا وشرقا وغربا وبلورة مساحات مقدسة لا يطالها التحرير واخري ليســـــت مقدسة تطالها الابادات مجتمعة، خاضعة للاستبـــــاحة والدمار بالمشاركة فيه، هو قول مخل وليس منصفا في ان تتحمل جهة واحدة او عرق واحد او حتي تنظيم واحد ضريبة التحرير السوداني كله، وياتي هذا بالرغم من اسقاطات المستعمر السوداني الجديد في كون تلك الاهداف التي تهدد مصالح الاستعمار الحقيقية والملموسة هي افعال ارهابية حسب موجة عالم اليوم، مع التاكيد ان المستعمر القديم كان يصف الوطنيين العاملين ضد الاستعمار بالمخربين والاعداء للنظام الاستعماري. لتبقي جدلية الوطن والوطنية من جانب والاستعمار والارهاب من جانب آخر. وتلك مزاوجة ومغالطة لا تنفي العهدة الموكولة للسودانيين بتحرير الوطن!! نسر هذا المقال في جريدة القدس اللندنية يوم 14/03/2007 بحث في تضاريس الازمة السودانية: التحول التاريخي ينحو تجاه فتح الخرطوم مجددا! و قتل غردون!! محجوب حسين