|
حتى ديمقراطيتنا الرثة قد ضعفت فرصتها
|
الحركة الشعبية أقامت اتفاق نيفاشا ثنائياً مع المؤتمر الوطني لتنجب حكومة (الوحدة الوطنية) التي لم تتكشف إلا عن هامش ديمقراطية القوى الغالبة عسكرياً .. أوقفت حــرب الجنوب لتنجب حروباً أخرى ولتقيم وطن يعلو فيـــــه صوت الجماعات المسلحة في كل مكان.
اتفاق أبوجا والشرق لا زال ينوس في دوائر المصالح الضيفة للقادة في أعلى الهرم العسكري للحركات.
اتفاق قيادات حزب الأمة مع المؤتمر الوطني يبدو إسفيناً جديداً يؤكد أن الديمقراطية التي تتحدث عنها الأحزاب الكبيـرة في السودان هي ديمقراطية رؤى (ولاة الأمـر) لتفصيــل ديمقراطية المفاجآت بالقرارات الكبيرة وليست الديمقراطية القاعدية لقوى هذه الأحزاب.
الأحزاب المعارضة الأخرى التي تلعق فتات نيفاشا بعد اقتسام المؤتمر والحركة لـ 80% من القرار والسلطة والثروة، تصاب الآن بدوار اتفاق الأمة والمؤتمر، ولا بد أنها تعمل الذهن لتلحق نفسها بإحدى القوى المسيطرة للخروج من دائرة الإرباك الحاصل.
ويتوقع والأمر كذلك استقطاب حاد ولا مبدئي سينتظم الساحة السياسية السودانية لأسباب كثيرة ، وسنظل نتحدث عن البطولات الوهمية والنضال والمواقف والصلابة والجلابة والديمقراطية وفق الثوابت والتنمية المستدامة والمؤتمر الجامع، ولا أرى في الأفق إلا مزيدا من الأزمات والتورط
ليس هذا تحليلاً ولكنه رؤية مباشرة لما يجري أمام أعيننا فهل لا زالت هنالك قوى وطنية حقيقية تعمل لإخراج الوطن بأفق واسع نحو السلام والتنمية والديمقراطية أم هو خط السير نحو المزيد من الحصحصة التي تفضي للحروب الداخلية وذهاب رياح وطن كان يؤمل أن يكون واسعا ومتنوعاً ومنسجماً ولكن... خاب فألنا!!!!
|
|
|
|
|
|