غزوة العدل .و..المساواة - تحليل عسكرى / النص الكامل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 06:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-25-2008, 11:04 PM

يوسف محمد يوسف
<aيوسف محمد يوسف
تاريخ التسجيل: 12-28-2006
مجموع المشاركات: 2368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
غزوة العدل .و..المساواة - تحليل عسكرى / النص الكامل

    غزوة العدل والمساواة – تحليل عسكري

    مقدمة :
    يبدو أن السودان دخل مرحلة متقدمة في مسالة الصراع على السلطة والثروة . فالمتأمل لأحداث غزوة حركة العدل والمساواة بقيادة دكتور خليل إبراهيم ...إلى العاصمة الخرطوم - عن طريق العاصمة الوطنية أم درمان - يصاب بدهشة تصيبه بالشلل الفكري لما يحدث اليوم في بلده السودان .. وما اصبح عليه الحال والمآل .. بعد تسعة عشر عاما من الحكم الإنقاذي..
    انسب وصف لهذه الغزوة التي أعدتها وقامت بها حركة العدل والمساواة ... إنها غزوة ( دونكيشوتيه ) تمت على مراوح الهواء الإنقاذية ... فالدكتور خليل إبراهيم .. امتطى صهوة اللاند كروزر كامل التسليح متقدما جحافل قوات حركته المجهزة بالسلاح والعتاد - الممنوح من دولة شاد ومن يقف من وارائها من قوة تعمل على تأجيج الصراع في السودان - ... بقيادة ومصاحبة كل اركانحروب الحركة من العسكريين والسياسيين وفى معييتهم المستشارين العسكريين من الدولة الجارة ( شاد ) ... قاصدا الخرطوم لاحتلالها وتطهيرها من حكم رفاقه في الحركة الإسلامية ... وتنصيب نفسه حاكما على جمهورية - البترول - .. السودان .. حتى يحرم أقرانه من الحركة الإسلامية من الاستمتاع بعائدات البترول !!!
    لا اعتقد بان دكتور خليل هو دون كيشوت الألفية الثالثة ... ولا أظن انه يجهل حسابات الربح والخسارة في المعارك العسكرية ... ولن يخطر على بالى أبدا .. أن الدكتور بهذه السذاجة التي تجعله يعتقد بأنه بواسطة مجموعة لاند كروزرات يمكنه احتلال العاصمة الخرطوم بضربة خاطفة .... أو إحداث بعض التخريب فيها والانسحاب إلى مواقعه أمنا و غانما.. ولا احسبه يجهل أن العاصمة الخرطوم اليوم يسكنها اكثر من سبعة ملاين شخص .. أكثرهم يجيدون استخدام السلاح و مسلحين تسليح شخصي .. والبقية تسعى لامتلاك السلاح للدفاع به عن النفس و العرض و الممتلكات .. بعد تجاربهم السابقة مع أحداث مماثلة .. ولا أشك أبدا بان الدكتور خليل درس الطب ... ولم يقرا التاريخ... و خاصة تاريخ السودان القديم والحديث .. ولا يعرف تاريخ مدينة أم درمان - التي اختارها كمدخل لاحتلال العاصمة الخرطوم - ولا يعرف حقيقة أهلها ومواقفهم التاريخية في وجه الغزاة على مر الزمان ... ولا يعرف صدق وطنية أهلها وتضحياتهم من اجل هذا الوطن ... لذلك عندما هب أهلها لمجابهة قواته الغازية... هبوا للدفاع عن السودان الوطن وليس للدفاع عن الحكم !!! ... واخيرا لا اعتقد انه يجهل عواقب غزوته هذه على مشكلة دار فور .. وعلى أهداف و مواقف حركته المعلن عنها .. أو على تأثير ذلك على حركته والتي تعتبر اكبر الحركات المقاتلة في دار فور.... أو على أهله الزغاوة حيثما وجدوا ؟؟؟؟؟؟؟
    إذن لابد من دراسة.. عسكرية.. وسياسية.. واستراتيجية... متأنية لهذه الغزوة ... لمعرفة الأسباب والدوافع الحقيقية لها وحساب الربح والخسارة لكلا الجانبين .. ثم المحصلة النهائية وتأثيرها على السودان حاضرا ومستقبلا !!!!
    في البدء نتسال .. هل يا ترى قرر دكتور خليل ابراهيم حشد كل قوة حركته بعد أن وفر لها الدعم العسكري و اللوجيستى المطلوبين... وجند لها كل قوته مدعمة بعدد كبير من الأطفال المضللين ... ليدفع بها إلى مغامرة عسكرية انتحارية غير ذات أهداف محددة.. ونتائج مدروسة.. و محسوبة بدقة وعناية ؟؟؟ .. أم هل يا ترى كان ذلك نتيجة سوء تقدير موقف عسكري لم يدرس بعناية للوصول لخطة عسكرية متقنة لتحقيق الهدف من هذه العملية العسكرية ؟؟؟ ... أم ترى كان الدكتور خليل ابراهيم ضحية لمؤامرة مسبوكة من الداخل ( المؤتمر الوطني / المؤتمر الشعبي ) أو من الخارج ( فرنسا / امريكا / شاد ) قصد منها تحقيق أهداف عديدة تصب في اتجاهات مختلفة ...؟؟؟
    قرائن الأحوال حتى الآن .. تقول أن كل ذلك ممكن !!
    المشهد العسكري العام :
    حركة العدل والمساواة :
    الهدف : حشد القوات ( منطقة ابشى - شاد ) والتقدم على عدة محاور في اتجاه العاصمة الخرطوم والهجوم عليها بغرض احتلالها . يتم الهجوم عن طريق مدينة ام درمان .
    القوة : أفراد مشاة راكبة على سيارات خفيفة ( لاند كروزر - شاحنات متوسطة وخفيفة ) يقدر عددها بحوالي 300 سيارة مختلفة الحجم مزودة بكميات كافية من الوقود .
    التسليح : أسلحة خفيفة بأيدي الأفراد ( كلاشنكوف / جى ام 3 ) . مدافع رشاشة خفيفة / متوسطة على سيارات مكشوفة . مدافع خفيفة مختلفة العيارات ضد الدروع مركبة على سيارات مكشوفة .
    الإسناد الجوى : غير متوفر .
    القوات الصديقة : ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    الإسناد الإداري والإمداد : غير متوفر .
    الاستطلاع / العمل الاستخباري : غير متوفر .
    تحديد الأهداف بغرض الهجوم والاحتلال : غير واضحة .
    الخطة العامة : احتلال العاصمة الخرطوم بالدخول إليها عن طريق مدينة ام درمان بغرض إحداث حالة من الفوضى والذعر بين المواطنين للاستيلاء على السلطة .
    هذا المشهد العسكري العام لحركة العدل والمساواة كان لابد من رصده بصورة مختصرة .. وذلك لتوضيح الفكرة العامة لمقصد حركة العدل والمساواة من هذا الهجوم . وتسليط الضوء على الإمكانيات العسكرية التي وفرتها الحركة لإنجاز عملية عسكرية بهذا الحجم . حتى يمكننا من الوصول للهدف الحقيقي من هذه العملية ... هل حقا كانت بقصد الاستيلاء على السلطة ... أم بقصد التخريب ؟؟... ام قصد منها كشف المقدرة العسكرية لحكومة الإنقاذ .. ومدى قوتها ؟؟؟ ... أم هل ترى كانت لإظهار قوة واثبات مقدرات الحركة ... أم قصد منها نقلة نوعية للعمليات من دار فور إلى الخرطوم ؟؟ ... أم هي عملية تمويه لعمليات أخري يتم الأعداد لها في مناطق أخرى ؟؟؟... أم فرقعة إعلامية للتأثير على الرأي العام العالمي... في أي مباحثات قادمة لحل قضية دار فور ؟؟؟؟
    هذا هو المشهد العام لحركة العدل والمساواة والذي ترتب عليه النتائج التي حصلت عليها حركة العدل والمساواة من عملية الغزو التي تمت نهار السبت 10 مايو 2008 . وهذا ما سنبرزه لاحقا وبعد الاطلاع على المشهد العام لحكومة الإنقاذ ...
    المشهد العسكرى العام لحكومة الانقاذ :
    مقدمة :
    كما هو معلوم للجميع فان سلطة الانقاذ ومنذ اليوم الاول لاستيلائها على السلطة .. عملت بسرعة فائقة على تصفية القوات المسلحة . وهذا داب كل الانظمة العسكرية التى تستولى على السلطة فى كل انحاء العالم. ولكن ما احدثته الانقاذ فى قوات شعبنا المسلحة فاق كل تصور فقد صفتها بصورة اشبه بالكامله... وهذا لانها ليست بنظام عسكرى فقط ...او شبيه بنظاميين عسكريين سبقاه و حكما لمدة ثلاثة وعشرون عاما .. بل لانه نظام عسكرى عقائدى يؤمن بالولاء الاعمى للتنظيم ولا شىء خلافه ... فلم يراع حرمة او مصلحة او زمالة ...
    جردت القوات المسلحة من قوميتها .. فككت واضعفت وهمشت واصبحت مسئولياتها ثانوية .. لم يقم النظام بتحديثها اوتاهيلها اوتدريب افرادها .. وبالمقابل قام بتحديث وتاهيل وتوسيع قدرات وسلطات اجهزة الشرطة والدفاع الشعبى والاجهزة الامنية العديدة ... وصرف على اجهزتها واسلحتها وافرادها مبالغ خرافية .. لانها تؤمن النظام وليس الامن القومى ... تداعيات ذلك كثيرة تحتاج لتوضيح اكثر ... لكن نكتفى بانعكاسات ذلك فى اول تجربة حقيقية لمقدرات النظام .!! ونعنى غزوة العدل والمساواة !!
    المعلومات الاستخباراتية لنظام الانقاذ :
    قبل حوالى شهر اعلنت القوات المسلحة فى بيان رسمى على لسان ناطقها السمى العميد/ الاغبش ان دولة شاد تقوم بحشد قوات على الحدود مع السودان ( منطقة ابشى ) بغرض مهاجمة السودان انتقاما لدعمه لقوات المعارضة الشادية التى قامت بحصار انجمينا فى بداية هذا العام ..
    فى يوم 6 مايو اعلنت القوات المسلحة فى بيان رسمى ايضا - نشر فى كل الصحف ووسائل الاعلام الرسمية- .. تحذر للمواطنين بان حركة العدل والمساواة ستقوم باعمال تخريبية فى العاصمة الخرطوم .
    فى يوم 7 مايو اصدرت السفارة الامريكية بيان لكل رعاياها تحذرهم فيه بان هناك هجمات متوقعة على مدينة الخرطوم ..!!!
    معلومات استخبارية بهذا الحجم مؤكدة ومن عدة مصادر كان لابد من التعامل معها بواسطة اعلى جهاز امنى فى الدولة ( مجلس الامن القومى ) لخطورتها وضرورة سرعة التعامل معها بما يوازى حجم الخطورة المتوقع فى حالة حدوثها . ... وكان من المفترض ان تصدر قرارات عاجلة للقوات المسلحة واجهزة الامن المختلفه لدراسة هذه المعلومات وتحليلها ووضع الخطط المناسبة لمجابهتها ... هذه اجراءات كثيرة ومتشعبة ومعلومة لكل جهاز مشارك فى هذا النوع من العمليات ... كل هذه الاعمال المتزامنة تصب فى القيادية المركزية للمنطقة المتوقع حدوث العملية فى محيطها( هنا القيادة المركزية لولاية الخرطوم )
    ... تقوم هذه القيادة بوضع الخطط الوقائية المطلوبة والخطة الرئيسية لمجابهة الاعمال العدائية المتوقعة .. وتجهيز القوات والدعم اللازمين لتنفيذها ... ولنرى هنا ان كان ماسبق ذكره قد نفذ ؟؟
    الهدف : تم تحديد الهدف الرئيسى للقوات المهاجمة - الحشد فى منطق ابشى غلى الحدود السودانية الشادية - التقدم الى العاصمة الخرطوم والهجوم عليها بغرض احتلالها .
    حجم القوة المهاجمة : لم يتم تحديده .
    تسليح : تم تحديده بتسليح خفيف و متوسط محمول على سيارات خفيفة الحركة . القوة ليس لها اسناد جوى
    اتجاه تحرك القوة : تم تحديد محاور تقدم القوة ( قوات حركة العدل والمساواة ) والدعم اللوجستى المتوفر لديها وحجمه وفعاليته . اتجاه التقدم من منطقة الحشد - ابشى - الى اقليم دار فور ثم عبوره الى اقليم كردفان و من ثم الى ولاية الخرطوم لاجتياحها عن طريق مدينة ام درمان.
    الخطة العامة لمواجهة القوات المهاجمة :
    تخصيص القوات المطلوبة : نم تخصيص قوات نظامية مشتركة من القوات النظامية فى ولاية كردفان وخصص لها اسناد جوى بقصد قطع اتجاه تقدمها وابادتها فى منطقة الحمرة .
    الخطط البديلة : لم تكن هناك خطة بديلة لتطوير الهجوم على القوات الغازية فى حالة قيامها بعمليات التفاف او تجاوز او دحرها للقوات التى تم تجهيزها لاعتراضها فى ولاية كردفان. سنرى لاحقا!!!
    خطة تامين العاصمة : لم تكن هناك خطة واضحة لتامين العاصمة الخرطوم فى حالة القوات المهاجمة بكاملها وجزء منها الى العاصمة والهجوم عليها . وهذا ما حدث ؟؟؟
    العمل الاستخبارتى والامنى : لم تم اجهزة الاستخبارات العسكرية والاجهزة الامنية الاخرى بجمع معلومات كافية عن القوات الصديقة للقوة المهاجمة ونعنى ( تثرب بعض افرادها الى العاصمة / دعم متوقع من جهات سياسية معارضة للحكم / اختراقات للقوات المسلحة - الاجهزة الامنية والشرطية / ) المجمل معلمات كافية عن الطابور الخامس لحركة العدل والمساواة !!!
    التنسيق بين القوات النظامية المشتركة : لم يتم التنسيق بينها بالصورة المطلوبة ولم يتم قيادة موحدة لهذه القوات لتنصاع هذه الاجهزة لقرارات وتعليمات عمليايتية موحدة ومحددة لتنفيذها بدقة .
    الاسناد الجوى : بالرغم من اهميته القصوى فى هذا النوع من غمليات الامن الداخلى الا انه كان دون المستوى المطلوب .. و هذا يبرز اسئلة عديدة ؟؟؟؟
    درجة الاستعداد لهذه العملية : ضعيفة جدا وتفتقر الى المهنية !!!

    هذا هو المشهد العسكرى العام لحكومة الانقاذ . ترتب عليه نتائج مؤسفة اوضحت بجلاء الحالة المزرية التى وصلت اليها قواتنا النظامية اليوم . علما باننا دولة مستهدفة من فبل القوى الاستعمارية العالمية بهدف السطو على مواردنا المهولة . واننا بدانا فى تنفيذ شاريع تنموية واستثمارية عملاقة نحتاج فيها الى المستثمر الاجنبى وهو بدوره يحتاج الى توفر الامن والامان والاستقرار فى المكان الذى يستثمر امواله في . هناك الكثير من النتائج لماحدث ستلقى بالكثير من الظلال والتدعيات على امالنا وطموحاتنا فى سلام وامن وايتقرار لوطننا .

    الى المشهد العام للغزوة - نتائجها وافرازاتها والدروس المستفادة

    تنويه هام :
    هذا الجزء من التحليل بنى على معلومات تتعلق بمجريات الأحداث منذ بدايتها وحتى الآن.. والتي تضمنتها البيانات الصادرة من القوات النظامية والأمنية.. والتصريحات التي تم الإدلاء بها من قبل المسئولين النظاميين والمدنيين لوسائل الإعلام المختلفة داخليا وخارجيا . بالإضافة إلى تعليقات وتحاليل وسائل الإعلام المختلفة لهذا الحدث . ويشمل ذلك أيضا آراء المختصين والخبراء من سياسيا وعسكريين وأمنيين واستطلاعات الرأي العام بين المسئولين والعامة من المواطنين . ويشمل أيضا الإحصاء الرسمي للخسائر البشرية والمادية في الجانب العسكري والمدني وما نشر من صور فوتوغرافية مؤيدة لذلك .
    كل هذه المعلومات تم الاطلاع عليها و اخداعها للدراسة التحليلية المنطقية من حيث وجهة النظر العسكرية والأمنية والسياسية... للخروج على ضوء ذلك بالمحصلة النهائية.. والدروس المستفادة لما جرى من أحداث.
    المستندات التي تم الاطلاع عليه مضمنة كملاحق لهذا التحليل كمراجع ومستندات ومرفقة مع الصورة الأصلية لهذا للتحليل ... وهذا للمعلومية !!!

    المشهد العام لمعركة أم درمان :
    مقدمة :
    صنف الخبراء العسكريون كما هو معلوم ومنذ زمن بعيد العمليات العسكرية إلى عدة اوجه وسميت " بأوجه الحرب " وهى أربعة التقدم / الهجوم / الدفاع / الانسحاب . بنى هذا التحديد على أساس أن أي عملية عسكرية متكاملة على مستوى محدد لابد لها من أن تتم على الأوجه المذكورة ... بمعنى أن القوات تتقدم في اتجاه الغرض المحدد بغرض الهجوم عليه و احتلاله والدفاع عنه لحين اكتمال الغرض من العملية ثم الانسحاب إلى قاعدتها . ثم تم إضافة أنواع أخري من العمليات العسكرية سميت بالحروب الخاصة ( حرب الأدغال / حرب الصحراء / الحرب الجبلية / الحرب داخل المناطق المبنية او المدن ) . وحديثا تم إضافة أنواع أخرى من الحروب ( حرب العصابات / الحرب الإلكترونية / العمليات الخاصة / حرب المعلومات حرب الفضاء / الحرب الاقتصادية ) .
    كل هذه الأوجه للحرب والأنواع الأخرى من الحروب والعمليات العسكرية بمختلف أنواعها ومستوياتها .. وضعت لها الكليات والمعاهد العسكرية على ضوء دراسات وتحاليل أراء خبراء لما حدث من حروب عالمية وقطرية وأخرى صغرى متفرقة .. وضعوا لها مبادئ أسس وتقدير موقف تبنى عليه الخطط الرئيسية لتنفيذها بنجاح .. بالإمكانات المتاحة وبأقل خسائر ممكنة !!
    معركة أم درمان :
    الفصل الأول .. تسلسل الأحداث :
    حركة العدل والمساواة :
    بعد فشل الهجوم الذي قامت به المعارضة التشادية لاحتلال العاصمة " انجمينا " وإسقاط نظام الرئيس " ادريس دبى " بداية هذا العام .. واتهام حكومة تشاد لنظام الحكم في السودان بدعم وتسليح وامداد قوات المعارضة التشادية لتنفيذ ذلك الهجوم .. كان من المتوقع أن تعمل الحكومة التشادية بردود الأفعال انتقاما من النظام الحاكم في السودان ومحاولة زعزعته .. خاصة إذا ما وضعنا في الاعتبار أن إقليم دار فور السوداني المشتعل منذ أمد متاخما لحدودها . ولم يك من الصعب أن تجد ضالتها .. فحركة العدل والمساواة المناوئة للحكومة السودانية في إقليم دار فور من اكبر و أقوى الحركات المسلحة في الإقليم .. قائدها ومعظم أفرادها تجمعهم القبيلة والقربى مع رئيس النظام التشادى ( زغاواة ) .. كما أن قائدها كادر مقاتل من كوادر التنظيم الحاكم في السودان يعرف خباياه وأسراه وأسلوب قتاله .. و لديه اتصالات مع العناصر المنشقة من التنظيم والموجودة داخل الخرطوم وخارج السودان .
    حشد وتجهيز قوات حركة العدل والمساواة :
    تم حشد كل قوة الحركة البشرية والتسليحية واللوجيستية بمنطقة " ابشى " التشادية القريبة من الحدود السودانية . وتم دعمها بالأفراد والسلاح والذخائر اللازم والمركبات والوقود والتعيينات عن طريق حكومة تشاد ومصادر أخرى - ليس هناك أي وسيلة أخرى لدعم هذه القوات إلا عن طريق دولة تشاد - .
    محور تقدم قوات الحركة في اتجاه الهدف الرئيسي :
    تقدمت قوات الحركة من منطقة الحشد على هيئة ارتال لتعبر الحدود الى دار فور .. محور التقدم الرئيسي فى اتجاه العاصمة الخرطوم ودخولها من الجهة الغربية - ام درمان - . مع تفادى المدن والقرى وتجمعات المواطنين .. بغرض المحافظة على سرية التقدم وتفادى الاصطدام مع القوات الحكومية وقوات حفظ السلام الافريقية ووجود الكثير من العناصر الاستخبارتية الاخرى فى الاقليم . حركة التقدم كانت تتم ليلا والاختفاء والتمويه نهارا لتفادى الاستطلاع الجوى والرصد الارضى لمعرفة اتجاه وهدف تقدم القوات .
    انفتاح قوات حركة العدل والمساواة :
    عند دخول قوات حركة العدل والمساواة الى اقليم كردفان وفى منطقة " الحمرة " اشتبكت مقدمتها مع قوة من القوات النظامية مدعومة باسناد جوى بغرض ايقافها وتدميرها . استطاعت قوات الحركة الرئيسية المتقدمة من القيام بعملية التفاف فى اتجاه الشمال لتقادى القوات الحكومية وقد نجحت فى ذلك بسرعة فائقة ساعدها فى ذلك مقدرة مركباتها على السير فى المناطق الوعرة والرملية ومعرفة دللائها بالمنطقة . قبل وصول القوة الى منطقة " الدبه " غيرت اتجاه تقدمها الى جهة الشرق فى اتجاه ام درمان . استخدمت فى ذلك طريق التحدى " طريق مقترح لربط الخرطوم / طرابلس - ليبيا " تم مسحه فى أوائل السبعينات من القرن الماضى لتنفيذه بواسطة الحكومة الليبية . هو نفس الطريق الذى استخدمته قوات الجبهة الوطنية فى عام 1976 لغزو الخرطوم .
    بعد ثلاثة ايام من السير ليلا والاختفاء والتمويه ليلا وصلت قوات حركة العدل والمساواة الى مشارف مدينة ام درمان ( 70 كيلو ) من مداخلها بعد تخطيها لقوة لواء مشاة دفعت به القوات الحكومية فى شكل كمين محكم عند الطرق المحتمل التقدم عليها فى اتجاه ام درمان . تم انفتاح القوة - بعد أزالتها لبعض جيوب المقاومة من القوات الحكومية - .. الى ثلاثة محاور .. محور رئيسى من الجانب الأيمن للعبور من ام درمان - عن طريق كبرى الانقاذ - الى الخرطوم لاحتلال القيادة العامة والقصر الجمهوري .. بقيادة رئيس الحركة . المحور الأوسط لاحتلال وسط ام درمان.. وكهدف أساسي مباني الإذاعة والتلفزيون .. المحور الشمالى لمهاجمة واحتلال القاعدة الجوية بوادى سيدنا ومنع الوحدات العسكرية فى منطقة وادى سيدنا من تقديم اى دعم للقوات الحكومية فى منطقتى ام درمان / الخرطوم. وتطوير الهجوم بتطويق مدينة ام درمان من الجهة الشمالية .
    امتلكت قوات الحركة على وسائل اتصال فعالة للغاية ساعدتها فى احكام سيطرتها على قواتها الكبيرة المتحركة . قدمت للحركة مساعدة تقنية عالية بواسطة ( الاقمار الصناعية ) و (هواتف الثريا ) مكنتها من معرفة الطرق والوديان و بالتالى سرعة التحرك . ومكنتها ايضا وبفعالية عالية من الالتفاف والتخطى للقوات الحكومة فى ولاية كردفان وغرب ام درمان .
    دخلت المحاور الثلاثة مدينة ام درمان منتصف نهار السبت 10 مايو وبدات اشتباكها مع القوات الحكومية داخل ام درمان .

    القوات النظامية الحكومية :
    قبل اكثر من أسبوعين أصدرت القيادة العامة بيانا باسم الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة بيانا أوضحت فيه أن حركة العدل والمساواة تقوم بحشد قواتها فى منطقة " ابشى " التشادية بقصد الهجوم على السودان .
    فى يوم 7 مايو اصدرت القيادة العام على لسان الناطق الرسمى ايضا بيانا يحذر فيه المواطنين بان حركة العدل والمساواة تخطط لتنفيذ أعمال تخريبية فى العاصمة الخرطوم .
    فى يوم الجمعة 9 مايو صدر بيان من مكتب الناطق الرسمي أذاعته وكالة السودان للأنباء ونشرته جريدة الخرطوم فى عددها بتاريخ السبت 10 مايو نصه :
    قال تعالى ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا ) صدق الله العظيم - ظلت الأجهزة الأمنية ترصد خلال الفترة الماضية معلومات حول استعداد وترتيبات تجريها مجموعة المتمرد خليل ابراهيم بغرض القيام بأعمال تخريب وإحداث فرقعة إعلامية عبر التسلل للعاصمة القومية وبعض المدن . وفى هذا الإطار فقد تم رصد دخول مجموعات من هؤلاء المتمردين عبر الحدود التشادية بالسيارات . هذا وقد اتخذت الأجهزة الأمنية كافة الترتيبات لتامين المدن والمنشات . وتهيب بالمواطنين كافة التعاون مع الاجهزة الامنية للابلاغ عن اية تحركات مريبة وستظل الأجهزة العسكرية والأمنية عينا ساهرة لحراسة البلاد و أمنها . قل تعالى ( سيهزم الجمع ويولون الدبر ) صدق الله العظيم ..
    أمسية الخميس 8 مايو اجتمع المجلس القيادي برئاسة نائب الرئيس / على عثمان محمد طه واستمع الى تنوير من الأجهزة الامنية المختلفة وتم اتخاذ الإجراءات و الخطط الامنية وتخصيص المهام للقوات لتامين الموقف بالعاصمة وحمايتها من اى هجوم متوقع .
    اذن لقد توفرت للقوات الحكومية النظاميه والامنية معلومات كافية عن حشد القوات وتحركها وتم تحديد الهدف الرئيسى للهجوم الذى أعدت له قوات حركة العدل والمساواة ؟؟
    خطة القوات الحكومية لرد الهجوم :
    الواضح ان القوات الحكومية لم تتعامل مع القوات المهاجمة منذ عبورها الحدود التشادية واجتيازها لاقليم دار فور بالكامل . قصدت القوات الحكومية ترك القوات المهاجمة التوغل فى الاراضى السودانية لابعادها اكبر مسافة ممكنة عن قاعدتها الاساسية لتحرمها من الإمداد و الاستعواض الإداري فى حالة الاشتباك معها .
    كان اول اشتباك لقوات الحكومة مع القوات المتحركة فى اقليم كردفان " منطقة الحمرة " يوم 7 مايو بقصد إيقافها أو تكبيدها اكبر خسائر ممكنة . ولكن القوات المتقدمة استطاعت بنجاح الالتفاف وتفادى انفتاح قواتها للاشتباك الكامل مع قوات الحكومة باتجاهها نحو الشمال... فى اتجاه مدينة " الدبة " ثم غيرت اتجاه تقدمها قبل الوصول إليها نحو مدينة ام درمان.
    فقدت القوات الحكومية الاتصال بالاشتباك مع القوات المتقدمة . هذا النوع من الاتصال كان سيوفر للقوات الحكومة معلومات متصلة عن اتجاه القوات المتقدمة نحو الخرطوم . كما ان الاستطلاع الجوى لم يتوفر وذلك لحركة القوات المتقدمة ليلا والاختفاء نهارا .
    من الواضح انه وبالرغم من المعلومات الاستخباراتية الغزيرة والمؤكدة..فلم يك للقوات النظامية اى خطة دفاع عسكرية واضحة للدفاع عن العاصمة وخاصة مدينة ام درمان والتى فى اتجاه هجوم قوات الحركة. كما انه لم تك هناك اعمال عدائية متقدمة بواسطة اطواف مقاتلة متحركة لانهاك العدو ودفعه فى اتجاه ميادين القتل .
    ايضا ..لم تك هناك قوة كافية من القوات المسلحة متوفرة فى العاصمة الخرطوم ولم تستدعى اى قوات من المناطق القريبة للعاصمة او حتى البعيدة منها للدفاع عنها بالرغم من معرفة اجتياز قوات العدل والمساواة للحدود التشادية وتقدمها نحو الخرطوم .
    كان هناك غياب شبه تام لسلاح الطيران فى المتابعة والمراقبة والعمل العدائى خاصة اذ وضعنا فى الاعتبار ان دور سلاح الطيران مع القوات المتقدمة فى العمليات الحربية يعتبر اكثر فعالية من اى وحدات اخرى مقاتلة .
    وهذا يدل على ان زمام القيادة لهذه العملية لم يك تحت سيطرة القوات المسلحة . بل خطط على ان تتم المعركة داخل ام درمان بواسطة قوات الأمن والاحتياطي المركزي كقوة أساسية للمواجهة .. والقوات المسلحة كقوة مساندة ؟؟؟؟

    بعد اقتراب القوات المتقدمة من مدينة ام درمان بحوالى 170 كيلو دفعت القوات المسلحة بقوة قوامها لواء مشاة للتصدى للقوات المتقدمة لمنعها وتدميرها خارج مدينة ام درمان وضواحيها . استطاعت القوات المتقدمة للمرة الثانية تخطى القوات الحكومية وهذه المرة لتدخل مدينة ام درمان دون ان تتعرض لاى ايفاف من جانب القوات الحكومية ماعدا بعض جيوب مقاومة من وحدات صغيرة من الاحتياطي المركزي تعاملت معها قوات الحركة وازالتها عن طريق دخولها للمدينة.
    قامت القوات النظامية والامنية بدفع كل أفرادها الموجودون بالعاصمة باتجاه مدينة ام درمان حيث بدأت معركتها الرئيسية داخل مدينة ام درمان .

    بداية ونهاية معركة ام درمان :

    الفصل الثانى :
    بداية المعركة وتطوراتها ونتائجها :
    بعد أن تخطت قوات الحركة مجموعة اللواء المشاة التى أرسلتها القوات المسلحة لمجابهتها خارج مدينة ام درمان ومنعها من دخولها..... تجمعت مرة أخرى على بعد 70 كيلومتر وتم توزيعها على ثلاث محاور ( ايمن / اوسط / ايسر ) للاستيلاء على المرافق الاستراتيجية ( حامية ام درمان / مباني الإذاعة والتليفزيون / الكباري / الطرق الرئيسية ) فى المدينة . دخلت قوات الحركة إلى ام درمان منتصف نهار السبت 10 مايو بمحورين الأوسط / الأيمن . لم تجابه القوات بأي مقاومة تذكر لعدم وجود أي نقاط دفاعية قوية أقامتها القوات النظامية على المداخل الرئيسية او الفرعية للمدينة من ناحية الشمال او الوسط او الجنوب . و عند دخولها استطاعت ان تزيل بعض جيوب المقاومة الضعيفة الممركزة على عدة طرق . وتمكنت بذلك من التوغل الى داخل المدينة و داخل الاحياء مجتازة الطرق الرئيسية والفرعية فى اتجاه الاهداف الرئيسية المحددة لاحتلالها . واصلت القوات تقدمها حتى وصلت قواتها تقدمها مرورا بكل الاحياء السكنية والمرافق العامة حتى شارع بانت و كبرى الانقاذ فى جنوب المدينة . كما استطاع محورها اليسار المتجه الى القاعدة الجوية بمنطقة وداى سيدنا مواصلة تقدمه دون مقاومة حتى الوصول اليها.
    عند دخول قوات الحركة الى اطراف مدينة ام درمان من عدة اتجاهات ... استنفرت السلطات الحكومية كل وحدات وافراد القوات النظامية والامنية وقوات الدفاع الشعبى وكوادر الحزب الحاكم والاجهزة الامنية الخاصة الموجودة فى ام درمان والخرطوم ... لمقاومة وصد هجوم قوات العدل والمساواة والقضاء عليها ومنعها من العبور الى الخرطوم .
    اشتباك القوات :
    عند توغل قوات الحركة ( المحور الاوسط / المحور الايمن ) لمدينة ام درمان بدأت القوات النظامية بمختلف تنظيماتها وبمعاونة كل مواطنى ام درمان مقاومتها بسرعة وشراسة وفعالية وبتكتيكات ما يعرف بحرب المدن وهو اسلوب قتال يعتمد فى الاساس على القوات الراجلة والمليشات والمقاومة الشعبية .. باحتلال المناطق الحاكمة ومداخل الطرق و منعطفاتها ومضايقها .. و تقسم فيه القوات الى مجموعات صغيرة مزودة بالاسلحة الصغيرة والرشاشات والاسلحة المضادة للدروع ( محمولة على الكتف / سيارات خفيفة ) .. تعمل القوات دون اسناد جوى واسناد خفيف من الدبابات والمدفعية .. تعتمد القوات المدافعة فى تزويها بالمعلومات وتحركات العدو على المواطنين . بهذا الاسلوب بدات القوات النظامية بمعاونة مواطنى ام درمان التعامل و الاشتباك مع قوات الحركة .. من شارع الى شارع.. ومن مبنى لمبنى... ومن رجل لرجل ... واستطاعت ان تحدث فيها خسائر جسيمة فى الافراد والمركبات .. واستطاعت ان توقف تقدمها فى اتجاه العبور الى الخرطوم... وان تبقيها فى ميادين قتل غير معروفة لديها ومعروفة بالكامل للقوات النظامية .
    كانت معركة " كبرى الانقاذ " هى الفيصل فى معركة ام درمان حيث دارت رحاها بين المحور الرئيسى (المحور الايمن ) لقوات الحركة – بقيادة دكتور خليل ابراهيم – وهو المحور الاساسى والرئيسى فى هذه العملية . حيث كان من المفترض ان يعبر هذا المحور من ام درمان عن طريق كبرى الانقاذ الى الخرطوم لاحتلال القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة والقصر الجمهورى . تصدت لها القوات النظامية المدعومة بالدبابات والمدافع المضادة للدروع واستطاعات ان تدمر عدد كبير من مركبات وافراد قوات الحركة . تراكم المركبات المدمرة واشتعال النيران فيها فى مدخل كبرى الانقاذ اعاق تقدم قوات الحركة وابقاها تحت مدايات مدفعيات الدبابات والمدفعية المضادة للدروع التابعة للقوات النظامية . بل توقف تحرك هذه المركبات وتكدسها فى مدخل الكبرى جعلها هدف سهل التدمير .
    تحت وطأت قوة نيران القوات النظامية و الخسائر الكبيرة التى منيت بها الحركة فى معركة الكبرى. انسحبت قواتها من ارض المعركة معلنة هزيمتها واندحارها ... حيث تبعثرت فلول قواتها المنسحبة فى كل الطرق والاحياء .. حيث اصبحت اهداف سهلة للقوات النظامية المنتشرة فى كل المدينة . واستطاع بعض منها التسلل والخروج من المدينة بقيادة قائد الحركة دكتور خليل ابراهيم ... دون اى استغلال للنجاح من قبل القوات النظامية بمطاردتها والقضاء عليها تماما ومنعها من الهروب ومن ثم الانسحاب فى اتجاه قاعدتها على الحدود التشادية وفى معيتها عدد من الاسرى.
    المحور الشمالى للقوات الحركة ( المحور الايسر ) استطاع الوصول الى القاعدة الجوية بوداى سيدنا واستطاع دخولها.. واحدث فيها خسائر كبيرة... ولكنه ايضا انسحب منها تحت وطاة المقاومة العنيفة للقوات النظامية .
    استمرت معركة ام درمان حوالى الخمسة ساعات .. اندحرت بعدها قوات حركة العدل والمساواة دون ان تحقق الغرض الاساسى و الرئيسى من هجومها .. وهو احتلال الخرطوم وتغير نظام الحكم فيها . مخلفة ورائها خسائرها الفادحة فى الارواح والعتاد وعدد كبير من الاسرى .

    نتائج معركة ام درمان :
    الخسائر :
    القوات النظامية الحكومية :
    القوات المسلحة :
    الشهداء : 4 ضابط - 93 صف وجندى
    الجرحى: 3 افراد
    مفقود : 2 فرد
    قوات الشرطة :
    الشهداء : 23 ضابط / صف ضابط / جندى
    الجرح : 85 فرد
    الاجهزة الامنية : 60 شهيد
    المواطنون :
    الشهداء : 30 مواطن + 4 اجانب
    الجرحى: 32 مواطن
    مفقود : اربعة مواطنين من من منطقة ( الهواوير ) .
    العتاد الحربى : غير معلن

    قوات حركة العدل والمساواة :
    المركبات : تدمير 250 عربة مسلحة
    الافراد : لم يتم حصر القتلى
    الاسرى والجرحى : 300 فرد

    ( هذه الإحصائيات رسمية و حسب ما أعلنته الجهات المختصة )

    المحصلة العامة لمعركة ام درمان .. النجاح والفشل :
    قوات حركة العدل والمساواة :
    النجاح :
    1. استطاعت حركة العدل والمساواة من حشد قواتها اللازمة لعملية الهجوم فى منطقة " ابشى " على الحدود التشادية بكفاءة عالية وسرية تامة . وزودتها بالسلاح و العتاد والمركبات والتعينات اللازمة للتقدم والهجوم على الهدف الرئيسى ( الخرطوم ) .
    2. نفذت قوات الحركة اسس ومبادىء وشروط التقدم نحو الهدف باسلوب متقن ومثالى ضمن لها تماسك قواتها اثناء التقدم وبلوغها منطقة انفتاحها وعبور ساعة الصفر للهجوم دون اى خسائر تذكر . لقد نجحت قوات الحركة بتنفيذ التالى فى تقدمها و بدقة متناهية مما مكنها من الوصول الى الهدف الرئيسى بسرعة عالية وفعالية تامة :
    أ. السرية .
    ب. السرعة .
    ت. القيادة والسيطرة .
    ث. الاخفاء والتمويه .
    ج. الالتفاف والتخطى .
    ح. تفادى المدن والقرى الرئيسية فى محور تقدمها .
    خ. حرمان طيران القوات النظامية من الاستطلاع والاغارة .
    د. الالمام التام بالارض المتقدمة عليها قواتها.
    ذ. انفتاح القوات الى عدة محاور نهارا وانضمامها فى محور واحد ليلا .
    ر. المفاجاة .

    3. تفادت قوات الحركة الهجوم على المواطنين وممتلكاتهم او المنشات الحيوية فى مدينة ام درمان حتى لا ينكشف امرها وعدائيتها تجاههم لكسب تعاطفهم ما امكن ذلك .

    الفشل :
    1. بعد المسافة بين منطقة الحشد ( المنطقة الادارية ) والهدف الرئيسى .. حرم قوات الحركة من اى دعم و امدادات ادارية تحتاج لها قواتها .
    2. عدم وجود اسناد جوى / مدفعى .. للتعامل مع الاهداف المحددة للهجوم قبل اقتحامها بواسطة قوات الحركة .
    3. عدم تنوير القوات المخصصة للهجوم وتحديد الاهداف الرئيسية بدقة ( مكانها / طرق الوصول اليها /كيفية التعامل معها ) لسرعة احتلالها او تدميرها او اختراقها .
    4. انعدام العمل الاستخبارى الخاص بقوات الحركة داخل العاصمة .
    5. عدم معرفة والمام قوات الحركة باساليب القتال داخل المدن ( المناطق المبنية ) ومتطلباتها .
    6. انعدام القوات الصديقة والمساندة ( موالية / مشاركة / داعمة / مزودة بالمعلومات ) داخل الخرطوم ا و ام درمان او المناطق القريبة لكلتيهما.
    7. تسرع المحور الرئيسى للهجوم فى العبور الى الخرطوم عن طريق كبرى الانقاذ قبل تنفيذ الخطوات التالية :
    أ. القضاء على قوات الهجوم المضاد الذى قامت به القوات النظامية خاصة فى الاحياء القريبة من كبرى الانقاذ .
    ب. احتلال مدينة ام درمان وتامينها ومن ثم تطوير الهجوم الى الخرطوم .
    ت. احتلال وتامين راس الكبرى لتمكين القوات من العبور .

    * كل هذه الاسباب بالاضافة للقتال الشرس والفدائى الذى قامت القوات النظامية و مواطنى ام درمان ادى الى دحر قوات حركة العدل والمساواة وتدمير معظم قواتها فى زمن قياسى .*

    القوات النظامية الحكومية :
    1. النجاح :

    أ. استطاعت القوات النظامية بمعاونة مواطنى ام درمان من دحر قوات حركة العدل والمساواة وتكبيدها خسائر فادحة .. وافشلت هجومها لالاستيلاء على العاصمة وتغيير نظام الحكم فيها .. بعد ان تمكنت قوات الحركة من دخول مدينة ام درمان واصبحت على مشارف العبور الى الخرطوم .
    ب. نجحت القوات النظامية بمعاونة المواطنين فى تعقب قوات الحركة بعد هزيمتها ومطاردتها والقضاء عليها او اسرها بعد لجوائها الى الاحياء والمنازل بغرض الاختباء .

    الفشـل :
    كان هناك اخطاء وقصور و تدنى فى الاداء والتعامل العسكرى السليم مع احداث الهجوم على العاصمة الخرطوم . وذلك منذ توفر المعلومات بحشد قوات حركة العدل والمساوة على الحدود التشادية وحتى الوصول الى ولاية الخرطوم واقتحام كبرى مدنها ام درمان . كل هذه العوامل ادت الى فشل قيادات القوات النظامية المختلفة فى تكوين قوة مشتركة تعمل تحت قيادة موحدة ( القوات المسلحة ) ... لاتخاذ الاجراءات اللازمة نحو التحضير والتنسيق و اعداد الخطط السليمة اللازمة.. لمواجهة قوات حركة العدل والمساواة وتدميرها فى مسارح عمليات معدة بدقة وقبل وصولها الى هدفها الرئيسى :
    1. منذ فترة ليست بالقصيرة ظل قائد حركة العدل والمساواة الدكتور / خليل ابراهيم يصرح بان حركته تعمل على نقل القتال مع قوات الحكومة الى العاصمة الخرطوم . ولكن للقيادة السياسية ولا القوات النظامية والامنية اخذتها مآخذ جد !!
    2. منذ اكثر من شهر تلقت القوات المسلحة معلومات مؤكدة .. بان حركة العدل والمساواة تقوم بحشد قواتها على الحدود التشادية – منطقة ابشى – بغرض التحضير والتجهيز وتتلقى الدعم المطلوب من حكومة تشاد بقصد الهجوم على السودان . قامت القوات المسلحة باصدار بيان على لسان ناطقها الرسمى بذلك . وبالرغم من ذلك لم تقم باى اجراءات مضادة مناسبة تتطلبها هذه المرحلة . وتتمثل هذه الاجراءات فى التالى : فى توجيه جهاز الاستخبارات العسكرية لجمع المعلومات المطلوبة
    1. توجيه جهاز الاستخبارات العسكرية لجمع المعلومات المطلوبة عن هذه القوات .. حجمها .. تسليحها .. عتادها ... نواياها الرئيسية والثانوية .. خطوط امدادها .. اتجاه تحركها .
    2. توجيه سلاح الطيران للعمل الاستطلاعى والاغارة الهجومية الاستباقية على منطقة حشد قوات الحركة .
    3. ديمومة العمل الاستخبارى والاستطلاعى الجوى والارضى لتحديث المعلومات .
    4. وضع نقاط مراقبة حدودية على الطرق الاكثر احتمالا سلكها بواسطة قوات الحركة عند
    دخولها الاراضى السودانية .
    3. لم تعلم القوات النظامية بحركة قوات الحركة عند عبورها الحدود واجتازها لاقليم دار فور بالكامل
    4. تم تحديد حركة قوات الحركة بعد دخولها اقليم كردفان . ارسلت لها قوة لايقاف تقدمها وتدميرها ولكنها استطاعت الالتفاف عليها وتخطيها بعد الاشتباك معها واتجهت فى اتجاه الشمال .
    5. بعد اتجاه قوات الحركة فى اتجاه الشمال لم تقم القوات المسلحة بمتابعتها ومعرفة اتجاه تقدمها .
    6. بعد يومين من فقدان الاتصال بقوات الحركة علمت القوات المسلحة بان قوات الحركة على مسافة 170 كيلومتر من مدينة ام درمان . وهى مسافة بحسب زمن سرعة المركبات فى طبيعة ارض وعرة ولقوات متقدمة للهجوم .. تسغرق ما بين 6-8 ساعات .
    7. للدفاع عن مدينة ام درمان .. وصد اى هجوم عليها فذلك يتطلب واذا ما اعتبرنا الجهة الغربية لمدينة ام درمان يبلغ طولها 40 كيلومتر .. فانها تحتاج لفرقة مشاة لتغطيتها . قوة فى حجم فرقة مشاه تحتاج الى فترة زمنية لا تقل عن ثلاثة ايام لانشاء مواقع دفاعية مؤقته لتدافع من خلالها وهو ما يعرف بدفاع المنطقة . وهذا لم يتوفر له الزمن او حجم القوات المطلوبة لتنفيذه .
    8. دفعت القوات المسلحة عوضا عن ذلك لواء مشاة لاعداد كمين لقوات الحركة خارج مدينة ام درمان وتخطته قوات الحركة بسهولة ودخلت الى ام درمان .
    9. لم يتعامل سلاح الطيران مع القوات المهاجمة منذ اقترابها والى دخولها .
    10. لم تقم القوات النظامية باعداد وانشاء نقاط دفاعية قوية على مداخل ام درمان لايقاف تقدم القوات المهاجمة خارجها حتى تدعمها قوات من الخلف لتدميرها.
    11. ترك قوات الحركة من الدخول الى ام درمان ثم الاشتباك معها ادى هلع وفزع المواطنين مما ادى الى سقوط شهداء وجرحى واسرى منهم . كما عرض بعض ممتلكاتهم الى الدمار نتيجة الاشتباك داخل الاحياء .

    * رغم الاخطاء العسكرية القاتلة التى وقعت فيها القيادات العسكرية والتى تستوجب سرعة التحقيق .. والمحاكمة ... الا ان القوات النظامية وبما لديها من امكانات متواضعة .. وبمعاونة مواطنى ام درمان الاشاوس .. استطاعوا ان يتصدوا لقوات حركة العدل والمساواة .. بشراسة وفدائية.... ويحققوا النصر عليها *


    الخـلاصــــــة: 1. ما هى الدوافع الحقيقة وراء غزوة حركة العدل والمساواة الى العاصمة . من المؤكد ان هناك جملة اسباب ودوافع قوية داخلية وخارجية ساعدت ومكنت دكتور / خليل ابراهيم من اتخاذ هذا القرار الخطير بان تقوم حركته بنقلة نوعية للمعارك فى صراعها مع السلطة الحاكمة فى السودان . حيث وضح جليا ان الصراع الدائر فى دار فور منذ سنوات هو السبب الاساسى و الاول فى هجوم حركة العدل والمساواة على العاصمة الخرطوم . لان ما توفر له من امكانات ودعم ما كان المقصود من ورائه احتلال الفاشر وحسم قضية النزاع فى اقليم دار فور والمشتعلة من منذ سنوات والتى بسببها تكونت حركة العدل والمساواة .الشاهد ان حركة العدل والمساواة منذ انطلاقها من الحدود التشادية والى وصولها ام درمان تفادت الدخول الى المدن الرئيسية بالرغم من انه كان فى استطاعتها دخولها واحداث خسائر كبيرة فى المنشات الحيوية الموجودة فيها مثل مصفاة البترول وخطوط الانابيب الناقلة للبترول ... ولكن ذلك لم يحدث . وبعد اعتراضها بواسطة القوات النظامية فى ولاية كردفان واتجاها شمالا.. كان يمكنها ايضا الاغارة على سد مروى الجديد ( اكبر المشاريع التنموية اليوم ) واحداث خسائر جسيمة فيه .. ولكن كل ذلك لم يحدث .. لقد كان الهدف واضحا و محددا ... احتلال الخرطوم !!!! 1. ما كان لحركة العدل والمساواة ان تقدم على عملية عسكرية بهذا الحجم ما لم تتوفر لها ولديها الامكانات المناسبة و المطلوبة لها . ونعنى بذلك الدعم الخارجى.. والدعم الداخلى المهم والمطلوب فى مثل هذه النوع من العمليات . بالنسبة للدعم الخارجى فقد تم بالكامل لكل الاحتياجات المطلوبة .. من وعن .. طريق دولة تشاد . اما بالنسبة للدعم الداخلى فمن المؤكد تلقى حركة العدل والمساواة تاكيدا قويا .. والتزام كامل من الجهة او الجهات الداعمة جاهزيته / جاهزيتها لتقديم الدعم المطلوب بالكيفية والزمن المطلوبين . 2. اتبعت قوات الحركة كل المبادىء والاسس والاجراءات المطلوبة لهذا النوع من العمليات .. من منطقة الحشد الى الغرض الرئيسى ( الهدف ) بنسبة نجاح قاربت 100% . 3. بالمقابل فشلت القوات النظامية .. فى اتخاذ الاجراءات والخطوات التحضيرية الاستباقية المطلوبة لمواحهة هذا النوع من العمليات بنسبة قاربت 100% . 4. بعد تحليل عوامل النجاح والفشل لكلا الجانبين .. وضح ان عوامل النجاح لهذه العملية توفرت لقوات حركة العدل والمساواة .. ومع ذلك خسرت المعركة فى حين ان عوامل الفشل واكبت كل اجراءات القوات النظامية وبالرغم من ذلك كسبت المعركة . 5. العامل الاساسى فى نجاح كسب القوات النظامية للمعركة .. عامل أوجدته ظروف الفشل الذى لازم القوات النظامية... منذ تحرك قوات العدل والمساواة واجتيازها الحدود التشادية .. الى وصولها مشارف مدينة ام درمان واتخاذها تشكيل القتال لاجتياحها .. ونعنى بذلك استدراجها لقوات حركة العدل والمساواة الى داخل مدينة ام درمان... والاشتباك معها فى منطقة العبور الى الخرطوم (كبرى النيل الابيض / كبرى الانقاذ )..... والمناطق القريبة من مناطق العبور .... وهى احياء ( بانت / المهندسين / شارع الموردة / المنطقة العسكرية ام درمان / ابو سعد ) .... هذا القرار اتخذته القيادة العسكرية والسياسية - تحت ضغط شديد - بعد نجاح قوات الحركة فى الالتفاف والتخطى للقوات التى ارسلت لايقافها وتدميرها خارج ام درمان ... وقد كان عامل نجاح محفوف بالكثير من المخاطر و اولها الخسائر البشرية والمادية بين صفوف المواطنين !!!! . 6. العامل الاساسى فى هزيمة قوات الحركة هو ... عدم توفر الدعم الداخلى المتوقع فى الوقت المناسب .... فما هو الدعم الداخلى المطلوب فى مثل هذه النوعية من العمليات .. شكله / عناصره / وتوفره فى الجهة الدامة من الداخل ... وما هى الاسباب التى ادت الى عدم توفره : ا. ان تتوفر لدى الجهة الداعمة .. عناصر او كوادر داخل القوات النظامية لتزويد عناصر الحركة بالمعلومات وتحديثها فيما يتعلق بخطط وتحركات ونوايا القوات النظامية .. وقواتها المتمركزة داخل العاصمة وخاصة نقاط العبور .. ب. ان تتوفر لديها العناصر المؤهلة المطلوبة لتامين وادارة وتشغيل المرافق الاستراتيجية الحيوية المطلوبة لاحكام السيطرة بعد احتلال الخرطوم ( الاذاعة / التليفزيون / الكهرباء / الاتصالات.) ج. لديها العناصر المؤهلة لتسير العمل التنفيذى فى الخدمة المدنية . د. لديها كوادر سياسية نشطة تعمل فى الشارع السياسى لضمان تايد الشارع لهذه العملية و خاصة فى مراحلها الاولية . هـ. لها زعامة سياسية مقبولة . ح. ان تكون هذه الجهة فى حالة عداء مع النظام ولديها الرغبة الاكيدة فى ازاحته . خ . لديها تقارب فى الرؤى و الافكار العقائدية و السياسية و الطرح مع القيادة السياسية والعسكرية لحركة العد والمساواة . م. قامت السلطات الامنية فى التالى من انتهاء المعركة باعتقال قيادة حزب المؤتمر الوطنى .. بعد عثورها على وثائق ومستندات ( حسب ما اعلنته السلطات الرسمية ) تشير الى علم ودعم حزب المؤتمر الوطنى لمخطط حركة العدل والمساواة . تم التحفظ عليهم والتحقيق معهم واطلق سراحهم بعد 12 ساعة . ك . فى ظل توفر المعينات المطلوبة للدعم الداخلى فى حزب المؤتمر الشعبى وعلمه بمخطط الغزو ( حسب الوثائق المضبوطة ) .. لماذا لم يفى حزب المؤتمر الشعبى بوعده بالدعم المطلوب ... هل علمت الحكومة بنية دعم المؤتمر الشعبى قبل بداية العملية .. وان حزب المؤتمر علم بعلم السلطة بنيته .. فتوقف و ذهبت قياداته الى سنار .. ام تم بينها وبين السلطة اتفاق يتم بموجبه تخلى حزب المؤتمر الشعبى عن الدعم ... وتقديم العدل والمساواة بكل قياداتها على طبق من ذهب للسلطة الحاكمة .. مقابل الافراج عن دور الحزب وممتلكاته و كوادره المعتقلة .. ام كان دوره سياسى الدعم الداخلى سياسى فقط .. ولذلك اثر الخروج حتى اتضاح الرؤية .. وان هتاك جهات اخرى ستقدم الدعم العسكرى الداخلى المطلوب ؟؟؟ ع. مما لاشك فيه .. ان هناك خروقات كثيفة داخل القوات المسلحة وقوات الشرطة والاجهزة الامنية والحزب الحاكم نفسه ..و يؤكده خطبة دكتور / خليل فى قواته قبل دخولها ام درمان واعلانه " انا عندى شغل جاهز جوة " ... ويؤكده ايضا ... الاعتقالات التى تمت فى صفوف كل هذه الاجهزة وبداية اجراءات التحقيق فيها !!!!!! . ( هذا ما نراه الاقرب الى الواقع التحليلى المنطقى لهذه العملية .. وقد يراه البعض الابعد .. فلنتظر فيبدو ان الايام القادمة حبلى بالكثير.. والمثير ؟؟ فلنتظر ولنا عودة هنا !!! ) .7. بيان وزير الدفاع امام المجلس الوطنى بان القوات المسلحة تعانى من تدنى الامكانات .. وقرار المجلس الوطنى بالاجماع بتكوين لجان عديدة للتحقيق .. ينم عن ان هناك خلل كبير فى القوات النظامية .. وان هناك قصور وتدنى فى الاداء استوجب التحقيق .. ومن ثم المحاسبة .!! 8. تلاحظ عدم صدور اى بيانات رسمية من القيادة العامة منذ بدا الغزو ظهر السبت 10 مايو وحتى يوم السبت 17 مايو حيث صدر اول بياناتها .. وهذا يؤكد عدم امساكها بالامور وسيطرتها على مجريات الاحداث . 9 . تلاحظ صدور كل التصريحات الخاصة بالمعلومات المتعلقة باحداث الغزو فى ايامه الاول .. تم من وزراء ومسئولين مدنين ..و فى وزارات ليس لها علاقة بالعمل العسكرى او الامنى ؟؟؟ 10. لم تقم القوات النظامية باى عمليات مطاردة لقوات الحركة المنسحبة ... للقضاء عليها تماما كم لم تقم الاجهزة الامنية بالبحث الدقيق لقائد الحركة دكتور / خليل .. بالرغم من المعلومات المؤكدة بعدم مقتله .. حيث بقى فترة ليست بالقصيرة بام درمان - يوم او ثلاثة - قبل انسحابه منها . الدروس المستفادة : 1. الامن القومى السودانى منصوص عليه دستوريا . وهو من مسئولية السلطة الحاكمة باجهزتها التشريعية .. والقضائية.. والتنفيذية .. وتعمل القوات النظامية على صونه والحفاظ عليه . 2. القوات النظامية هى المسئولة عن حماية تراب الوطن والدستور و نظام الحكم الذى ارتضهما الشعب السودانى . لذلك لابد من الحرص على تاكيد قوميتها وحمايتها من التسيس والاستقطاب والموالاة لجهة ما . 3. القوات المسلحة هى المنوط بها حماية الوظن .. ترابه ..حدوده .. مدنه و قراه .. وكل مرافقه الاستراتيجية .. وامن وسلامة شعبه من اى مهددات خارجية او داخلية . 4. يساعدها فى ذلك اجهزة الشرطة والاجهزة الامنية المختلفة .. بمدها بالمعلومات والتقارير الامنية الدورية والخاصة كواجب اساسى .. والتشكيلات المقاتلة المساندة عند الضرورة .. كواجب ثانوى .لذلك لابد من التاكيد على قومية كل اجهزة القوات النظامية .. ووضع القوانين واللوائح المنظمة لمسئولياتها.. والمحددة لاختصاصاتها .. بما يتماشى مع واجباتها فى الحفاظ على الامن القومى وسلامة المواطنين .. وحقوقهم المشروعة والمضمنة فى الدستور والاتفاقات الدولية المتفق والموقع عليها دوليا . والعمل على تنظيمها وتحديثها وتاهيل كودرها . 5. القوات الاحتياطية ( خدمة الزامية / دفاع شعبى / مليشات / قوات خاصة ) يجب ان تخضع للقيدة والسيطرة تحت مظلة القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة . 6. مجريات الاحداث العسكرية والامنية منذ سنوات عديدة وحتى ظهر السبت 10 مايو 2008 .. اوضحت جليا .. ان هناك خلل كبير فى قواتنا النظامية .. وخاصة القوات المسلحة ..وظهر للعيان ان هناك تدنى وقصور فى الاداء و الاحترافية المهنية .. وانعدام تام للامكانات المطلوبة لتأدية مهامها بالكفاءة المطلوبة . 7. وضح ان السلطة اجرت تعديلات جوهرية فى تركيبة تنظيم وتكوين ومسئوليات وواجبات القوات النظامية .. بما يتماشى مع مقتضيات تامين النظام كواجب اساسى ... وليس الامن القومى ومتطلباته . مما ادى الى تداخل فى الاختصاصات و المسئوليات و الواجبات .. مما ادى الى تدخل جهات عديدة فى قراراتها وعملها . 8. يجب العمل وفورا على اعادة تنظيم واعداد وتاهيل وتحديث القوات المسلحة وفق متطلبات عقيدتها القتالية ... ووضعها تحت قيادة قومية مؤهلة وقادرة للتطلع بمهامها فى حفظ وسلامة الامن القومى السودانى . 9. لقد اثبت التاريخ ان الانظمة لا تحميها جيوشها ولا اجهزة امنها .. مهما عظمت وعلا شانها... فالاتحاد السوفيتى وكل دول اوربا الشرقية التى كانت تدور فى فلكه ... لم تستطع جحافل جيوشها واجهزتها الامنية الجبارة .. من تحول دونها ودون السقوط امام شعوبها عندما هبت رياح التغيير ... وفى ايران يمنع جيش الشاه ولا جهاز امنه الاسطورى ( السافاك ) حكمه من الانكسار امام شرائط الكاسيت التى كان يرسلها الامام الخمينى من فرنسا .. كما لم يحول جيش صدام حسين من سقوطه فى ايدى قوات التحالف .. ان الانظمة تحميها شعوبها .. وتقاتل من اجل بقائها متى ما يسطت هذه الانظمة .. الحرية ..والديموقراطية .. والعدل والمساواة بين شعوبها .. ومتى ما عملت على تنميتها وازدهارها ورفاهيتها. 10. اثبتت غزوة العدل والمساواة للخرطوم للعالم اجمع .. باننا شعب اعزل .. لا جيش له يحميه ولا امن ليبسط الاستقرار فى ربوعه .. ونحن وطن مستهدف .. بما خصنا الله من نعمة على ظاهر ارضنا .. وباطنها !! 11. لقد اصابت هذه الغزوة مناخ الاستثمار فى السودان فى مقتل ... فبعد ان اسبشرنا خيرا باتفاق سلام نيفاشا .. وسلام الشرق .. ثم الخواطات الجادة نحو الوفاق .. مثلها لحل النزاع فى دار فور .. وجاءتنا الوفود من كل حدب وصوب .. لتزرع وتحصد من خارج ارضنا .. وتحفر لتخرج من باطنها ... انكشف المستور !! فهل يا ترى هى عائدة ؟؟؟ 12 قضايا الهامش مع المركز لا يمكن حلها .. الا.. باعتراف المركز بعدالة مطالب الهامش وحقه فى قسمة السلطة والثروة .. وهذا لا يتاتى الا بالاعتراف بالاخر .. والجلوس المفتوح معه لحل قضاياه بما يرضى الله ..ويرضيه !!! خاتمة : فى عهد الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز ( رضى الله عنه) كتب اليه احد ولاة الامصار طالبا التصديق له بميزانية من بيت المال لتسوير مدينته بعد ان كثر نشاط اللصوص وقطاع الطرق فى الاغارة عليها لارهاب وسلب السكان : رد الخليفة كتابه ناصحا ( سورها بالعدل ..ونتف طرقاتها من الظلم..تسلم) بسم الله الرحمن الرحيم (( ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطانا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين )) صدق الله العظيم والله من وراء القصد .. انتهى ع/ ركن (م) يوسف محمد يوسف e-mail: [email protected]
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de