قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 11:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-25-2008, 02:29 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي


    قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3)
    د. عمر القراي

    الاتفاق الذي وقع قبل أيام، بين حزب الأمة القومي وحزب المؤتمر الوطني، وسمي اتفاق التراضي الوطني، جاء مخيباً لآمال كثير من المثقفين، الذين كانوا يحترمون السيد الصادق المهدي، وكثير من أعضاء حزب الأمة الحريصين على مصلحة الحزب ومصلحة الوطن.. ولقد كان السيد الصادق يطمئن أعضاء حزب الأمة، الذين اعترضوا على التقارب بين حزب الأمة والحكومة -ولم يقبلوا بدخول ابن زعيمهم الذي يقود المعارضة للنظام، في جهاز أمن ذلك النظام- بأن الاتفاق مع الحكومة لن يتم، إلا إذا غيّرت الحكومة من سياستها، والتزمت في أدائها بالاتفاقية وبالدستور.. ولما طال الأمد، ولم يبدو شيء من ذلك، ولم يطق السيد الصادق مع البعد عن (كرسي) الحكم صبراً، هرع إلى الاتفاق، دون أدنى اعتبار لرأي اتباعه ومريديه.. ولعل أعضاء حزب الأمة الصادقين، تأكدوا الآن، أن زعيمهم كان يخدعهم، واأن الاتفاق لا جديد فيه، غير التمهيد لدخول حزبهم (الديمقراطي) العريق، في جلباب هذا النظام الشمولي العتيد!!
    ولقد كان من أبرز اعتراضات السيد الصادق المهدي، على اتفاقية نيفاشا، زعمها بأنها تريد أن تحل مشاكل كل الوطن، ثم إنها وقعت فقط بين طرفين، فما هو زعم اتفاق التراضي؟! ولماذا لم يصر السيد الصادق، على أن يكون الحوار بين كل الأطراف، حتى يجيء الاتفاق شاملاً، بدلاً من تكرار نفس الخطأ، الذي صرّح بأن الحركة الشعبية، قد وقعت فيه؟! والحق ان السيد الصادق كان في عجلة من أمره، لأنه إنما يسابق الأحزاب الأخرى، وخاصة الحزب الاتحادي على السلطة، التي لا يثق في أن حزبه يمكن أن يوصله إليها، دون تحالف مع حزب المؤتمر الوطني.. وفي سبيل تلك السلطة الزائلة، تجاهل السيد الصادق تاريخ حزبه في معارضة النظام، وإدانته للسيد مبارك الفاضل، حين خرج ولحق بالنظام من قبل، ثم رجع بخفي حنين، بل تجاهل ما كان يصرح به مراراً، من أنه لن يضع يده، في يد النظم الشمولية.
    إن ما سمي باتفاق التراضي الوطني، هو في الحقيقة اتفاق ثنائي، بين حزبين، لا توجهه إلا مصالح أفراد فيهما، ولا علاقة له بالوطن من قريب أو بعيد.. ذلك أن ما يرزح تحته الوطن من مشاكل، إنما حدثت في الماضي، بسبب حزب الأمة، واستمرت في الحاضر، بسبب المؤتمر الوطني!! فحزب الامة، تحت قيادة السيد الصادق، في فترة حكمه الأخيرة (1986-1989م) استمر في حرب الجنوب، ورفض اتفاقية السلام، التي وقعها السيد محمد عثمان الميرغني مع الراحل قرنق. بل قام باعتقال بعض اساتذة جامعة الخرطوم، واتهمهم بالعمالة، بسبب زيارتهم للحركة الشعبية في أمبو بأثيوبيا، وتفاوضهم معها حول السلام!! والسيد الصادق هو أول من سلح القبائل العربية في دارفور، واغراها بمساندة حكومية على الاعتداء على القبائل الأخرى.. كما سلح القبائل العربية في منطقة ابيي المشتعلة الآن، مما جعل تلك القبائل تعتدي في مجازر بشعة على قبائل الدينكا، في منطقة الضعين. وحين كتب الاستاذان عشاري وبلدو كتابهما (مأساة الضعين) صودر الكتاب واعتقلا بسببه، في ظل النظام الديمقراطي الذي كان السيد الصادق على رأسه!! والمؤتمر الوطني أكمل ما بدأه حزب الأمة، وزاد عليه أن ضم هذه القبائل بعد ان زاد تسليحها، الى الدفاع الشعبي، واعطاها صبغة حكومية، مكنت لها من الاعتداء الآثم، الذي حول دارفور إلى مأساة عالمية، أدت الى تدخل القوات الدولية فيها، وهي الآن توشك ان تدخل أبيي.. أما كان اشرف للحزبين وأوقع في وجدان الشعب ان يعترفا في وثيقة الاتفاق بدوريهما في ماسأة دارفور قبل أ ن يطرحا تصورهما للحل؟!
    تناقضات الاتفاق:
    جاء في مقدمة الاتفاق (إدراكاً من الحزبين لأهمية الحوار بوصفه الوسيلة الفعالة في معالجة القضايا والمشكلات الوطنية.. واستلهاماً لتطلعات الشعب السوداني في التحوّل الديمقراطي والسلام العادل الشامل.. وسعياً نحو حشد الطاقات وتكامل القدرات للارتقاء بالوطن نحو آفاق الحرية والديمقراطية والشورى والسلام والعدالة والتنمية والاستقرار والكرامة والرخاء والعيش الكريم انعقدت اللجنة المشتركة بين الحزبين وعقدت ستة عشر اجتماعاً امتدت لعدة أشهر...) (السوداني 21/5/2008م). فإذا كان هذا الحوار، يستهدف التراضي الوطني، وهو قد تم بغرض حل مشاكل الإنسان السوداني، وتوفير العدالة والتنمية والكرامة له، فلماذا لم يطلع الشعب على هذا الحوار؟! لماذا لم يكن الحوار علنياً، ومنقولاً عبر وسائل الإعلام، من أجل المصداقية والشفافية، ليرى الشعب هل حقاً تحاور الحزبان حول همومه ومشاكله، أم تحاورا حول مصالحهما الذاتية الضيقة؟! وهل كان الحوار حقاً (تراضيا) (وطنيا) أم كان (تراضيا) (شخصيا) باع فيه السيد الصادق حزبه، وتاريخة السياسي، وقبض الثمن؟! وما معنى (الارتقاء بالوطن نحو آفاق الحرية والديمقراطية والشورى)؟! فإذا كانت الديمقراطية هي الشورى في فهم الحزبين، فماذا لم يكتفيا بكلمة بواحدة دون حاجة للتكرار؟! وإذا كانت الشورى ليست هي الديمقراطية فعلى أيهما اتفقا؟! أم كتبت كلمة (الديمقراطية) ارضاءً لحزب الأمة، وكتبت كلمة (الشورى) ارضاء للمؤتمر الوطني، وكلاهما لا يقصدان في الحقيقة أياً منهما؟!
    جاء تحت موضوع الثوابت الدينية:
    1-2): حرية العقيدة والضمير.
    1-3) التزام قطعيات الشريعة.
    1-4) التسامح في الإختلافات الإجتهادية.
    1-5) التعايش السلمي بين الأديان) (المصدر السابق).
    إن هذه الفقرات جميعها متناقضة، ولا يمكن أن تقوم في أي مجتمع في وقت واحد. وذلك لأن قطعيات الشريعة، لا يمكن أن توافق على حرية العقيدة. ولو كانت الشريعة الإسلامية توافق على أن يعتقد كل شخص ما يشاء، لما قام الجهاد، وأحكم السيف في رقاب المشركين حتى يسلموا، وفي رقاب أهل الكتاب حتى يعطوا الجزيّة عن يد وهم صاغرون. قال تعالى في حق المشركين (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم). وقال في حق أهل الكتاب من المسيحيين واليهود (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزيّة عن يد وهم صاغرون). وقال في حق الكفار عموماً (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب). وقال النبي صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإن فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وأمرهم إلى الله). هذه هي نصوص الشريعة القطعية في التعامل مع غير المسلمين، فماذا سيفعل السيد الصادق والمشير عمر البشير بها؟! هل يتفقان على تطبيقها ومحاربة المسيحيين والوثنيين من المواطنين السودانيين؟! أم انهما لن يستطيعا ذلك، وإنما أتوا بها هنا من باب المزايدة السياسية، ودعوى الاتفاق على الثوابت؟! أليس في مجرد القول بالالتزام بهذه القطعيات، مخالفة ظاهرة لحرية العقيدة والضمير، التي نص عليها هذا الاتفاق؟! أليس فيها استفزاز مقصود لغير المسلمين، واشعار لهم بأنهم مواطنون منبوذون، سيشن عليها تحالف حزب الأمة والمؤتمر الوطني الحرب الدينية، متى ما استطاعا ذلك عملياً؟! وهل يمكن أن يكون كل هذا من ضمن التراضي الوطني، الذي ينبغي ان يشمل كل السودانين مسلمين وغير مسلمين؟!
    والتعايش السلمي بين الاديان لا يتم بتراضٍ زائف، وانما سبيل تحقيقه، هو الاحتكام لإحدى مرجعيتين لا ثالث لهما: أولهما اصول القرآن، التي وفرت حرية العقيدة، لكل انسان، في قوله تعالى (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر). وهذا المستوى من الاسماح منسوخ بالشريعة، التي أحكمت آيات القتال التي أشرنا إليها أعلاه، ولا يمكن تطبيق الاسماح وهو أصل ديننا إلا بتطوير الشريعة.. ومن أجل تطوير الشريعة، لا بد من بعث الآيات المنسوخة، واحكامها، لتقوم الدعوة بالتي هي أحسن، بدلاً عن الجهاد، ويقوم الاسماح بدلاً عن الإكراه، وهذا ما دعا له الأستاذ محمود محمد طه دون سائر علماء المسلمين.. وثانيهما المرجعية العالمية لمواثيق حقوق الإنسان، التي نصت في كافة تلك المواثيق على حق كل إنسان في أن يعتقد ما يشاء.
    ومن قطعيات الشريعة، عقوبات الحدود في قطع يد السارق، ورجم الزاني المحصن، فهل سيطبقها تحالف الحزبين؟! أم انهما يعلمان انها لا يمكن ان تقوم، الا على خلفية من العدل الاقتصادي والاجتماعي، ليس محققاًً اليوم؟! ومنها أيضاً قتل المسلم، اذا غير دينه، فقد ورد في الحديث (من بدل دينه فأقتلوه)، وعلى هذا الفهم، ما زالت الردّة موجودة في قانون العقوبات السوداني، ولقد اكد على بقائها هذا الاتفاق العجيب، حين نص على ايجاد قانون يحكم على اجتهادات المفكرين، وذلك حيث جاء (يكون القانون حكماً في الاختلافات الاجتهادية)!! هذا مع انه كان قد نص على (التسامح في الاختلافات الاجتهادية)!! (المصدر السابق). فما معنى دخول القانون، ليجرم اجتهاد شخص، ما دام هنالك تسامح في اختلاف الاجتهادات؟! وحتى نتصور مبلغ السوء في هذا الاتجاه، الذي التقى عليه هذان الحزبان، يمكن ان نفترض ان د. الترابي، قد أذاع اجتهادات عديدة، مثل قوله بجواز زواج المسلمة من مسيحي، أو امامة المرأة للرجال، أو تصريحه بأن الحور العين هن طالبات الجامعة الإسلامية، أو غيرها مما نسب إليه من اجتهادات مؤخراً.. فإذا لم يوافق تلاميذه القدامى في المؤتمر الوطني، على هذه الاجتهادات، فإنهم بدلاً من حواره حولها، واثبات باطلها للناس، يلجأون الى ذلك القانون، الذي يكون حكماً على الاختلافات الاجتهادية، ليحكم لهم على اجتهاد شيخهم بالبطلان، ثم ما يترتب على ذلك من عقوبة على المجتهد، ربما كانت مادة الردّة نفسها؟! أرأيت كيف تأخذ هذه الاتفاقية العجيبة بالشمال، ما منحت باليمين؟!
    تجربة المجرّب
    في المثل السوداني يقولون: «من جرّب المجرّب حاطت به الندامة».. وقد جاء في نص اتفاق التراضي الوطني (4-6 احترام العهود والمواثيق) (المصدر السابق). ولقد وقع المؤتمر الوطني مع الحركة الشعبية، اتفاقية السلام لعام 2005م، ووقع على الدستور الانتقالي.. وقد حوت هاتان الوثيقتان، كافة الحقوق الأساسية، التي يمكن أن تحقق العدل والمساواة والتحول الديمقراطي، فهل إلتزم المؤتمر الوطني، داخل حكومة الوحدة الوطنية، بتنفيذ هذه الاتفاقيات؟! فإذا كانت الاجابة بنعم، وان المؤتمر الوطني قد نفذ كل الاتفاقيات، وتحقق السلام والحريات، والتحول الديمقراطي، فما الداعي الى اتفاقية التراضي الوطني هذه؟! وإذا كان المؤتمر الوطني، لم يلتزم بتنفيذ الاتفاقية، رغم أنه قد أشهد عليها المجتمع الاقليمي والدولي، ورغم ان عدم تنفيذها، قد يؤدي الى اشعال الحرب مرة أخرى، مما قد يدفع بالتدخل الدولي الشامل، فما الذي يجعله يلتزم باتفاقه مع حزب الأمة، الذي حوى نفس الاشياء التي وقع عليها من قبل، ولم ينفذها؟! هل يظن السيد الصادق ان المؤتمر الوطني سينفذ الاتفاق لأن هنالك نصاً فيه يقول: «احترام العهود والمواثيق»؟! إن ما يسعى إليه المؤتمر الوطني، هو أن يورّط السيد الصادق، ثم يلفظه اذا اختلف معه، أو يبقيه تابعاً ذليلاً اذا لم يجرؤ على الاختلاف معه.. وكان يمكن لتجربة السيد مبارك الفاضل، ان تكون عظة للسيد الصادق، فتبعده عن هذه الصفقة الخاسرة، لولا ان الطمع يعمي ويصم!!
    لقد أقنع السيد الصادق اتباعه، بأنه لم يدخل مع المؤتمر الوطني في هذا الاتفاق، إلا لأن المؤتمر الوطني وعد بالإلتزام باتفاقية السلام، وبالتحول الديمقراطي، وهذا خلاف الحق.. فلقد سبق للسيد الصادق، ان عقد اتفاقاً مع حكومة الانقاذ الوطني، حتى قبل أن توقع اتفاقية السلام، وحين كانت تصعد عملياتها العسكرية في الجنوب، تحت شعارات الجهاد.. وفي ذلك الوقت صرّح بأنه سار الى اتفاق جيبوتي، وهو يظن انه سيصيد (أرنباً)!! فإذا به يصطاد (فيلاً)!! ولكن سرعان ما اكتشف انه رجع خال الوفاض، وان جماعة الانقاذ قد خدعوه، فقال «لقد عقدنا مع الانقاذ (نداء الوطن) عام 1999.. وحقاً وصدقاً صفينا وجودنا الخارجي، ووضعنا السلاح، ونبذنا العنف، ودخلنا مع النظام في تفاوض جاد لتحقيق المطالب الوطنية المشروعة. لم يبادلنا النظام حقاً بحق، ولا صدقاً بصدق، بل عاملنا بالمناورة، والمراوغة...) (بيان السيد الصادق للشعب السوداني: سودانايل 7/6/2004م) حتى اضطر السيد الصادق في ذلك الوقت، لوصف حلفاء اليوم بقوله: «المؤتمر الوطني وحكومته ظلا أسيرين لشعارات فارغة ربطت الإسلام بالدكتاتورية والقهر والنهب» (المصدر السابق). فلماذا صدقهم الآن بعد تلك التجربة المريرة؟! هل تريدون الحق؟ أن السيد الصادق المهدي لا يهمه ان يطبق هذا الاتفاق أو لا يطبق، ولا يهمه ما ورد فيه بشأن السودان، وانما يهمه هو ان يقبض الثمن، تحت مسمى تعويضات آل المهدي!! ألم يرد في هذا الاتفاق تحت بند تهيئة المناخ (3- تنفيذ توصيات هيئة الحسبة والمظالم)؟! وما هي توصيات تلك الهيئة، التي يهتم بها السيد الصادق حتى يجعلها بنداً من بنود التراضي، ألم تكن تعويضات آل المهدي؟! وليت هذه التعويضات التي باع من أجلها السيد الصادق مبادئ الحزب، حين يقبضها يوزعها على أهلنا البسطاء من جماهير الأنصار في الجزيرة أبا فإن حالتهم لا تسر صديقاً ولا عدوا!!


    http://www.alsahafa.sd/Raay_view.aspx?id=48917
                  

05-25-2008, 07:12 PM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي (Re: عبدالله عثمان)


    في الصميم كعهدنا بكتابات الأخ عمر القراي
    تشكر يا عبد الله
    عمر
                  

05-25-2008, 07:44 PM

عوض محمد احمد

تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 5566

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي (Re: Omer Abdalla)

    Quote: قطعيات الشريعة، لا يمكن أن توافق على حرية العقيدة. ولو كانت الشريعة الإسلامية توافق على أن يعتقد كل شخص ما يشاء، لما قام الجهاد، وأحكم السيف في رقاب المشركين حتى يسلموا، وفي رقاب أهل الكتاب حتى يعطوا الجزيّة عن يد وهم صاغرون
                  

05-25-2008, 09:49 PM

حسن الجزولي
<aحسن الجزولي
تاريخ التسجيل: 12-05-2002
مجموع المشاركات: 1241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي (Re: Omer Abdalla)

    الأخ عبدالله

    قراءات دكتور القراي صحيحة ومركزة ودسمة وكالعادة تنفذ إلى جوهر الأشياء..بمتابعتي لقراءة القراي كنت أعود لمراجعة وثيقة الإتفاق المعنية وقد لاحظت أمرآ ربما أن التحليل والمستقبل سيوكدان صحته وهو أن الصياغة قد قام بإنجازها الصادق المهدي بنفسه ولوحده وعندما عرضت على المعنيين في المؤتمر الوطني لم يكونوا في حوجة إلا للتدقيق في الصياغات القانونية فيما يهمهم من مواد مثال توزيع النسب المئوية فيما يخص الإنتخابات أو مايتعلق بأمر المحاسبة وهكذا أما فيما يتعلق ببقية المواد فهم ولمعرفتهم سلقآ أنها لغو وإنشاء ليس الغرض منها سوى ذر الرماد على الأعين لحين تمرير أجندتهم الأساسية التي حدت بهم لجرجرة الصادق وحزبه للتوقيع ربما للتحالف التكتيكي لينسفوا فكرة التحالف الإنتخابي لقوى المعارضة والتي تشير التوقعات إلى أن الحركة الشعبية ربما ستنحاز إليها أو تحالف إستراتيجي لتكوين عصبة إسلامية ببرنامج يثبت دعائم دولة دينية توحد أهل (القبلة) وتستوعب الميرغني والترابي أيضآ!..أو في الغالب الأعم دغدغة أحلام الصادق بكرسي مجلس الوزراء ثم حلب ماتبقى من ضرعه( ويفكوه عكس الهوا بعد داك) فتلحق الإتفاقية أمات طه الأخريات في نيفاشا وجيبوتي والقاهرة وأسمرا!.. وبخصوص صياغة المهدي للإتفاقية يمكن الإنتباه للتطويل ولإنشائية البعيدة عن الصياغات القانوية المحكمة ومدلولات كل كلمة وجملة!
    سأعود
                  

05-25-2008, 11:54 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي (Re: حسن الجزولي)


    "تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى"
    هى كذلك يا دكتور حسن الجزولى:
    (توحيد أهل القبلة)!!!!!!
    ===

    المهدي في محاضرة توحيد أهل القبلة
    الخرطوم : سونا
    التقي الامام الصادق المهدي رئيس حزب الامة القومي ظهر امس بالعميد يوسف عبدالفتاح رئيس مجلس توحيد أهل القبلة. وقال العميد يوسف عبدالفتاح في تصريح (لسونا) بأن الامام الصادق المهدي قد وافق على قيام محاضرة كبرى بعنوان ضرورة توحيد أهل القبلة لمواجهة المخاطر والمهددات التي تواجه الامة الإسلامية واهمية جمع الكلمة ووحدة الصف المسلم لمجابهة المهددات.

    http://www.akhbaralyoumsd.net/modules.php?name=News&file=print&sid=3809
    ===

    لن يمض زمان ظويل ويكتشف أهل السودان أن هذه "القبلة" قد تكون ما عنى حسين بازرعة ولكنها ليست برئية كتلك "السكرى" التى عناها بازرعة .... هذه مسمومة وستودى بالطرفين الى الهلاك
                  

06-01-2008, 03:50 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي (Re: Omer Abdalla)


    الصادق المهدي - عبقرية الانكسار
    "خطوة إلي الوراء وخطوة إلي الجحيم" "1"
    عزالعرب حمدالنيل


    رغما عن اجتهاده في أن يجترح موقفا سياسيا يتشرب بالإبداع والقدرة علي خلق الجديد ب" لمسة خاصة " إلا أن الصادق المهدي لا يزال يراوح منهج العيش في فناء نشدان المزاوجة بين التقليدية والحداثة في محاولة لا تزال يائسة , يبذل فيها جهده في الاتكاء علي التراث المهدوي والاجتهاد في تطويق هذا التراث بمقاطع من السولوفان كيما يكون مقنعا للأجيال الجديدة .وهي محاولة –في تقديري- تمثل عظم الظهر في منهجه بلوغا لجعل الوحدة بين التقليدية والحداثة جاذبة للشباب خاصة - بوصفهم وقود المستقبل.
    الثابت في المسرح السياسي السوداني أن المهدي والميرغني كليهما لا يخطو خطوة في الفعل السياسي اليومي إلا ويكون وراء الأكمة الآخر وردة فعله إزاء هذه الخطوة وذاك ضرب من ضروب "التنميل القهري " أصبح جزءا من تكوينهما معا منذ أن كانت فاتحة " أبوعلوة " المنجية من النار تصرف عند أبو عبدة بالجنيه الاسترليني .
    لا يجد العاذرون للصادق عذرا في السير في هذه الطريق ووفق هذا المنهج فالرجل يحيا حياته مع غمار الناس ولا ينفصل عن مجتمعه بل علي العكس لا يفتأ الناس يذكرون له حضوره وذكاءه الاجتماعيين بل إيلاء كثير من الاهتمام لبعض المناشط الثقافية والمساهمة فيها بقدر وافر من النقاش مما يعده الناس ميزات ترفد ميزانه خاصة حين المقارنة بالميرغني .
    وقع الصادق المهدي في 20 مايو الجاري اتفاقا مع المؤتمر الوطني يقضي بإنفاذ كثير من القضايا التي وردت صياغة في كل الاتفاقيات الفردية التي وقعتها الحكومة مع بعض الأحزاب والحركات التي تعارضها ولم تف حتي الآن بنسبة ضئيلة منها . والحقيقة أن هذا المنهج ليس غريبا علي أهل الإنقاذ خاصة للراسخين قدما وعلاة الكعب في العملية السياسية , وكأني بالصادق المهدي في عام 1988 بعد أن وقع الميرغني اتفاقه مع قرنق فيما عرف باتفاقية السلام السودانية يبحث عن شاطئ آخر دائما طالما أن الميرغني هنا سيما وأن الشريك في سلطة ما بعد نيفاشا الحركة الشعبية فهما خيطان لا يدخلان في سم خياط واحد . وبما أن الميرغني أخذ يبحث عن ذرائع ومبررات للعودة حتي تبدو عودته بقدر غيابه العجيب فكان حديثه عن مبادرة الوفاق الوطني في محاولة لرسم صورة الوطن المتطلع لجهد أبنائه كي لا يصعد إلا الهاوية – والتي بلغت مبلغا ينسبها إلي أنها في الطريق إلي بلوغ نهاياتها نحو ضياع الوطن .
    كانت الخطوة الميرغنية مبررا كافيا للصادق المهدي ليندفع نحو ستار الإنقاذ فالباب في الأصل موارب بكثير من الذرائع والصادق يبقي رجل حزبه في الجزء الخاص بالمؤتمر الوطني في السفينة والأخري " يتقي بها منايا " المعارضة , ومعارضة الصادق المهدي في العامين الأخيرين غدت كتلك التي صنعتها الإنقاذ لغازي سليمان المحامي فالفضل كله في معارضة سمتها التهريج تعيش في الداخل ولا تحمل السلاح "حالة غازي سليمان " وأخري اهتدت وأفلحت ثم نكصت علي عقبيها وتريد أن توحد أهل القبلة عن طريق الجهاد المدني في فقه سابق أو اللحاق بسفينة نوح في ديباجة تبرير اتفاق التراضي الوطني وأحمل هنا بيدي اليمني تساؤل الأستاذ كمال الجزولي في رزنامة الاثنين 26 مايو بصحيفة أجراس الحرية "وصف السيد الصادق في حديث بورتسودان المتخلفين عن اللحاق باتفاقه مع المؤتمر الوطني بأنهم كالمتخلفين عن اللحاق بسفينة نوح لكنه لم يقل من هو نوح في هذا الاتفاق !"
    لا يزال الصادق المهدي يرتدي عباءة عدم مراعاة فروق الوقت , وبقدر ما لم يكن مفاجئا توقيع الاتفاق إلا أن المفاجأة كانت في التوقيت فقد ذكرت الأستاذة رباح الصادق في مقالها المنشور بأجراس الحرية 26 مايو أن "التاريخ والمكان كان مبرمجا منذ فرغت لجان الحوار من عملها قبل ما يربو من أسبوعين ". وعلي الرغم من الأحداث التي شهدتها أم درمان في ذات الفترة إلا أنها لم تغير في التأريخ المقترح شيئا , وكأنما رسم الإنقاذيون جزءا من السيناريو ليدعمه مباشرة الاتفاق مع الصادق المهدي لنسمع بعدها تصاريف صد العدوان , وتماسك الجبهة الداخلية ................الخ
    ولا يزال الصادق المهدي يدعم ويتحري الدعم لأهل الإنقاذ إذ أطل علي المشاهدين عشية أحداث أم درمان ليفسر ما يراه فارقا كبيرا بين غزو العدل والمساواة وحركة محمد نور سعد في 2 يوليو 1976 والتي كان أحد صانعيها مما يجعل سيء الظن بأهل الإنقاذ ومن شايعهم أن يقرأ هذا التصريح مرفقا بالسيناريو الذي أشرنا إليه آنفا بأنه محض صناعة كان الصادق أحد فصولها دون أن يدري "ربما" .
    ما تم نهار 10 مايو كان كفيلا بأن يغير الصادق المهدي مساراته طالما أن هناك اتفاقا في الطريق مرادا به وجه الوطن فقد ظل المهدي يردد دائما ما يسميه الأجندة الوطنية والخيارات الجامعة مما يمثل سعيا حثيثا نحو توسيع ماعون إخراج الوطن من النفق المظلم عبر أدوات تشارك كل القوي في الحوار للوصول إلي محصلة الاتفاق أو الاختلاف حولها مما لا يتسق وخطوة التراضي الثنائية.
    وليس غريبا أن تأتي التهاني والتبريكات للاتفاق من الاتحادي الديمقراطي المتوالي فمثل هذه الاتفاقات ذرية بعضها من بعض, رغما عن أن الصادق المهدي وصف الشريف الهندي حين والي الإنقاذ بمشار الشمال في إشارة لتشبيهه برياك مشار الذي ترك الحركة الشعبية حينها ووقع اتفاقا مع الإنقاذ ليفسر المهدي بعد 10 أعوام الماء بالماء" ويا للحسرة فالماء الأول آسن والثاني تغير طعمه ".
    أعطي الصادق المهدي سيئي الظن به فرصة ذهبية حيث لا مندوحة في وجه من يبادرك بالقول : هكذا عودنا الصادق المهدي علي الانكسار في وقت نبحث فيه عن الصمود من اجل الانتصار وصولا للحرية والديمقراطية , فقد صالح الصادق المهدي جعفر نميري من قبل وهاهو الآن لا يستفيد من تجربته وخبرته ويوقع اتفاقا مع أهل الإنقاذ يعني"اتفاق برواية حفص والإمام الدوري"
    "
    * من قصيدة للشاعر تاج السر جعفر الخليفة
                  

05-25-2008, 10:04 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: جاء تحت موضوع الثوابت الدينية:
    1-2): حرية العقيدة والضمير.
    1-3) التزام قطعيات الشريعة.
    1-4) التسامح في الإختلافات الإجتهادية.
    1-5) التعايش السلمي بين الأديان) (المصدر السابق).
    إن هذه الفقرات جميعها متناقضة، ولا يمكن أن تقوم في أي مجتمع في وقت واحد. وذلك لأن قطعيات الشريعة، لا يمكن أن توافق على حرية العقيدة. ولو كانت الشريعة الإسلامية توافق على أن يعتقد كل شخص ما يشاء، لما قام الجهاد، وأحكم السيف في رقاب المشركين حتى يسلموا، وفي رقاب أهل الكتاب حتى يعطوا الجزيّة عن يد وهم صاغرون. قال تعالى في حق المشركين (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم). وقال في حق أهل الكتاب من المسيحيين واليهود (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزيّة عن يد وهم صاغرون). وقال في حق الكفار عموماً (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب). وقال النبي صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإن فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وأمرهم إلى الله). هذه هي نصوص الشريعة القطعية في التعامل مع غير المسلمين، فماذا سيفعل السيد الصادق والمشير عمر البشير بها؟! هل يتفقان على تطبيقها ومحاربة المسيحيين والوثنيين من المواطنين السودانيين؟! أم انهما لن يستطيعا ذلك، وإنما أتوا بها هنا من باب المزايدة السياسية، ودعوى الاتفاق على الثوابت؟! أليس في مجرد القول بالالتزام بهذه القطعيات، مخالفة ظاهرة لحرية العقيدة والضمير، التي نص عليها هذا الاتفاق؟! أليس فيها استفزاز مقصود لغير المسلمين، واشعار لهم بأنهم مواطنون منبوذون، سيشن عليها تحالف حزب الأمة والمؤتمر الوطني الحرب الدينية، متى ما استطاعا ذلك عملياً؟! وهل يمكن أن يكون كل هذا من ضمن التراضي الوطني، الذي ينبغي ان يشمل كل السودانين مسلمين وغير مسلمين؟!
    والتعايش السلمي بين الاديان لا يتم بتراضٍ زائف، وانما سبيل تحقيقه، هو الاحتكام لإحدى مرجعيتين لا ثالث لهما: أولهما اصول القرآن، التي وفرت حرية العقيدة، لكل انسان، في قوله تعالى (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر). وهذا المستوى من الاسماح منسوخ بالشريعة، التي أحكمت آيات القتال التي أشرنا إليها أعلاه، ولا يمكن تطبيق الاسماح وهو أصل ديننا إلا بتطوير الشريعة.. ومن أجل تطوير الشريعة، لا بد من بعث الآيات المنسوخة، واحكامها، لتقوم الدعوة بالتي هي أحسن، بدلاً عن الجهاد، ويقوم الاسماح بدلاً عن الإكراه، وهذا ما دعا له الأستاذ محمود محمد طه دون سائر علماء المسلمين.. وثانيهما المرجعية العالمية لمواثيق حقوق الإنسان، التي نصت في كافة تلك المواثيق على حق كل إنسان في أن يعتقد ما يشاء.
    ومن قطعيات الشريعة، عقوبات الحدود في قطع يد السارق، ورجم الزاني المحصن، فهل سيطبقها تحالف الحزبين؟! أم انهما يعلمان انها لا يمكن ان تقوم، الا على خلفية من العدل الاقتصادي والاجتماعي، ليس محققاًً اليوم؟! ومنها أيضاً قتل المسلم، اذا غير دينه، فقد ورد في الحديث (من بدل دينه فأقتلوه)، وعلى هذا الفهم، ما زالت الردّة موجودة في قانون العقوبات السوداني، ولقد اكد على بقائها هذا الاتفاق العجيب، حين نص على ايجاد قانون يحكم على اجتهادات المفكرين، وذلك حيث جاء (يكون القانون حكماً في الاختلافات الاجتهادية)!! هذا مع انه كان قد نص على (التسامح في الاختلافات الاجتهادية)!! (المصدر السابق). فما معنى دخول القانون، ليجرم اجتهاد شخص، ما دام هنالك تسامح في اختلاف الاجتهادات؟! وحتى نتصور مبلغ السوء في هذا الاتجاه، الذي التقى عليه هذان الحزبان، يمكن ان نفترض ان د. الترابي، قد أذاع اجتهادات عديدة، مثل قوله بجواز زواج المسلمة من مسيحي، أو امامة المرأة للرجال، أو تصريحه بأن الحور العين هن طالبات الجامعة الإسلامية، أو غيرها مما نسب إليه من اجتهادات مؤخراً.. فإذا لم يوافق تلاميذه القدامى في المؤتمر الوطني، على هذه الاجتهادات، فإنهم بدلاً من حواره حولها، واثبات باطلها للناس، يلجأون الى ذلك القانون، الذي يكون حكماً على الاختلافات الاجتهادية، ليحكم لهم على اجتهاد شيخهم بالبطلان، ثم ما يترتب على ذلك من عقوبة على المجتهد، ربما كانت مادة الردّة نفسها؟! أرأيت كيف تأخذ هذه الاتفاقية العجيبة بالشمال، ما منحت باليمين؟!


    شكرا يا عبد الله عثمان.. وشكرا للقراي..
                  

05-27-2008, 04:41 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي (Re: عبدالله عثمان)


    مفتاح شخصيته
    لقد نشأ السيد الصادق في البيت الذي يتزعم، من حيث العدد، أكبر طائفة دينية عندنا في السودان .. وهي طائفة الأنصار .. ومن المعروف في البيوتات الطائفية عندنا، أن أبناء زعماء الطائفة يجدون من الإتباع كل تقديس، وتوقير، لا فرق، في ذلك، بين الأطفال والكبار، فجميعهم (أسياد)، فحتي الأطفال الصغار مطاعون من جميع الأتباع بما فيهم الشيوخ، فهم لا ترد لهم حاجة .. في مثل هذا الجونشأ الصادق، وترعرع، فهولم يعرف منذ نعومة أظفاره سوي أنه (سيد) مطاع .. وقد ظلت هذه (السيادة) تتوكد في نفسه كلما شب، وكلما تفتحت عيناه علي ضروب من الطاعة له تصل الي حد التضحية بالنفس في سبيل مرضاته ..
    ولم يكد يبلغ سن الشباب حتي تهيأت الظروف التي جعلته زعيم الطائفة، وهولم يبلغ بعد سن الثلاثين .. وكان يري الآلاف من الأنصار يخضعون لتوجيهاته، ويتحركون بإشارته، وهم علي إستعداد تام أن يضحوا بأنفسهم في سبيله ..
    ثم إنه لم يلبث أن أصبح رئيسا للحكومة في تلك السن المبكرة، وأصبحت البلاد جميعها تحت زعامته .. والأنصار يعتقدون أن لهم حقا زائدا في هذه البلاد، ويعتقدون أن أمجادها أمجادهم، وهم ورثتها .. وكان الصادق كثيرا ما يسمع هتافات الآلاف من الأنصار داوية: (الله أكبر ولله الحمد .. البلد بلدنا ونحن أسيادها) .. فلا يملك إلا أن يستجيب لهذه الهتافات، فتتوكد عنده أحقيته التي ما ينبغي أن تنازع - في السيادة علي البلاد .. ثم يزيد من توكيد هذا المعني في نفس الصادق تلك الهتافات الداوية (الصادق أمل الأمة .. الصادق أمل الأمة) فيزداد يقينه بأحقية الطائفة في فرض سيادتها علي البلاد، وفي أحقيته هوفي فرض زعامته علي الطائفة، وعلي البلاد معا ..
    فالنفس البشرية، بطبيعة ميلها، يصعب عليها أن تمتنع علي دواعي الأمر والنهي فيها .. وما أصدق الشاعر الذي قال:-
    لقد صبرت عن لذة العيش أنفس * وما صبرت عن لذة النهي والأمر
    وإذا وجدت النفس الفرصة لإشباع ميلها الي النهي والأمر فإنه يبرز ويعبر عن نفسه، وهو، من خلال هذا التعبير، ينمو، ويقوي ويستفحل .. ثم أن النفس، من بعد ذلك، تجد أنه من السهل عليها أن تجد الحيل والمبررات التي تسوقها لتقتنع بأحقيتها في النهي والأمر، ثم تفلسف هذا الإقتناع لتقنع به الآخرين ..
    ومن الأمثلة التي يمكن أن تساق للتدليل علي جعل النفس، في تبرير شعورها بالتفوق وتبرير ميلها الي النهي والأمر، قول الصادق في صفحة 19 من كتابه (يسألونك عن المهدية) فقد قال:
    (هؤلاء العمالقة يستجيب الواحد منهم لحاجة جماعية عميقة، ويتحدث بالمنطق السائد في زمانه، وبتعبير المعارف المتاحة له الرائجة في ذلك الزمان .. ومن صفات هؤلاء العمالقة أن الواحد منهم يفوق أقرانه بثقة مستمدة من يقينه بأنه ملهم) والعبارة التي تهمنا هنا قوله : (ومن صفات هؤلاء العمالقة أن الواحد منهم يفوق أقرانه بثقة مستمدة من يقينه بأنه ملهم) ..

    القيادة الملهمة
    إن المتتبع لسيرة الصادق، ولأقواله، وكتاباته، يستطيع أن يري بوضوح أن مفتاح شخصيته يكمن في عبارة كثيرا ما وردت في كتاباته الأخيرة وهي عبارة (القيادة الملهمة) .. فهو، في تحليله لأحداث التاريخ، والصراعات الفكرية التي نشأت في العالم الإسلامي، والتحولات السياسية والدينية التي تمت، والتي ينتظر أن تتم، يرجع دائما الي أمر أساسي هو(القيادة الملهمة) .. فالقيادة والإلهام عنده هما الأمران اللذان بهما تتم التحولات الكبيرة في الفكر وفي الواقع .. فمثلا الصادق عندما يتحدث عن فكرة المهدية في الإسلام، في كتابه المشار إليه آنفا صفحة 92 يقول : (ومهما كانت التفاصيل فإن هذه الأصول أفهمت كثيرين بمجيء قيادة مختارة لإصلاح فساد الأحوال .. وفي الأدلة الإسلامية أيضا ما يشير الي إتيان قيادة ملهمة يلهمها الله الصواب ويهديها) .. وفي صفحة 94: (إن في الأدلة مكانا واضحا لقيادة مهتدية مرشدة مصلحة للفساد يؤهلها إصلاحها لإستقبال إلهامات روحية) .. وهوعندما يريد تلخيص دعوة محمد أحمد المهدي في السودان يقول في صفحة 163 من نفس الكتاب: (ومع تشعب المواصفات والنعوت فإن الذي أصف به الدعوة المهدية هو: أنها قيادة دينية ملهمة توحد الكلمة وتجدد الدين.)
    ثم يخلص الصادق من مثل هذه الأقوال عن القيادة (الملهمة) وهي كثيرة جدا في كتاباته الأخيرة الي قاعدة أساسية في التغيير، فأسمعه يقول في صفحة 158 من كتاب: (يسألونك عن المهدية) : (إن الصفاء الروحي وإلهاماته، وحاجة الجماعة الملحة للقيادة الملهمة لتنبعث وتتحرك أمور لا يمكن إنكارها إلا من وجهة نظر شكلية بحتة في فهم النظام الإجتماعي ووجهة نظر مادية بحتة في فهم الإنسان): فالخلاصة التي يصل اليها الصادق هي: أن الجماعة لتنبعث وتتحرك، تحتاج، حاجة ملحة، الي قيادة ملهمة .. فإذا كان الصادق يؤمن، ويبشر، في كتابته الأخيرة، ببعث إسلامي مرتقب: وهوبعث حتمي الوقوع: أسمعه يقول (سواء نظرنا من ناحية نظرية عامة، أوإستعرضنا وجودا واقعيا محددا سنجد أن كل المؤشرات تعلن حتمية البعث الإسلامي): وهذا البعث الإسلامي عند الصادق إنما هوبعث للمهدية كما سنوضح في فصل قادم: وقد وضع الصادق صورة متكاملة لفكرة هذا البعث، وضمنها الكتب التي كتبها في سجنه، وفي فترة ما بعد السجن .. فمن يكون (القائد الملهم) الذي تحتاجه الجماعة حاجة ملحة لتحقيق هذا البعث الحتمي إذا لم يكن هوالصادق نفسه؟!
    إن كل الدلائل تشير الي أن الصادق يؤمن بحتمية قيادته للأمة كإيمانه بحتمية البعث الإسلامي الذي يبشر به، والذي وضع تصورا لمبادئه، ووسائله، وملابساته، في كتبه: 1- الصحوة 2- الدعوة 3- القوت 4- الرئاسة ..
    ====

    الأخوان الجمهوريون

    الصادق المهدي!!
    والقيادة الملهمة!!
    والحق المقدس؟!

    الطبعة الرابعة فبراير 1978- ربيع أول 1398


    الأهداء:-
    الي الشعب السوداني الكريم!!
    لقناعتنا بخطر الطائفية عليك لا نمل التكرار في تحذيرك منها ..
    وإنما تتمكن الطائفية منك لأنها تستغل فيك أنبل عواطفك!!
    هي تستغل فيك تعظيمك لأمر الله، وحبك للدين ..
    وهي!! هي لا ترجولله وقارا ..
    وهي!! هي لا تنظر للدين إلا كوسيلة لتغفيلك ..
    فأحذرها فإنها هي العدو!!
    أحسن الله خلاصك من حبائلها!!
    ورد الله كيدها في نحرها
                  

05-30-2008, 05:15 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي (Re: عبدالله عثمان)

    *********
                  

05-30-2008, 05:46 PM

عمر دفع الله
<aعمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي (Re: عبدالله عثمان)

                  

05-30-2008, 07:10 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي (Re: عبدالله عثمان)

    Shukran Omer Dafalla

    رزنامة الأسبوع

    نَضَمِيْ .. نَضَمِيْ .. نَضَمِيْ!



    كمال الجزولي
    [email protected]

    الثلاثاء

    لطالما أبدى السيِّد الصادق المهدي من التسامح ورحابة الصَّدر ما ذهب به إلى حدِّ التقديم المُرحِّب بألبوم الكاريكاتيرست اللمَّاح كاروري، والذي ضم مجموعة أعمال كان أوسعه بها، على أيام الديموقراطيَّة الثالثة، نقداً لامس، أحياناً، حواف التجني! مع ذلك لم يحتمل السيِّد الصادق كاريكاتيراً خفيفاً ينتقد، في عدد يوم 19/5/08 من هذه الصحيفة، محاولته غير الموفقة لشرح ما يراه فارقاً بين غزوة خليل ابراهيم في العاشر من مايو الجاري، وغزوة محمد نور سعد التي كان هو أحد مدبِّريها في الثاني من يوليو 1976م، مِمَّا (كسر) خاطر الصحيفة واضطرَّها للاعتذار!

    إن أكثر ما يشدُّ الانتباه في شخصيَّة السيِّد الصادق طاقته على استقبال النقد بأكثر ما يكون هذا الاستقبال سلاسة. ويفسِّر خلصاؤه هذه الخصيصة بما لا يصعب على العين المجرَّدة التقاطه من الاعتداد بالرأي، وثراء المعارف الموسوعيَّة، والثقة التي لا حدَّ لها في القدرة على الحوار، والصبر على إحسان الحُجج وتجويد البراهين، منافحة عمَّا يرى حقاً، إتفق الناس معه أم اختلفوا!

    لذا فإن الانطباع الذي يخلفه لديك، للوهلة الأولى، بَرَمُه بذلك الكاريكاتير البسيط، هو الدهشة المشوبة بالحيرة من تناقض تلك الواقعة، طرداً، مع هذه الخصيصة المائزة! لكنك مهما أعملت التفكير في ما يمكن أن تفتض به مغاليق هذا التناقض، فإنك لن تجد سوى أمرين: أوَّلهما أن الأهمَّ من الخصائص الشخصيَّة، على أهميَّتها، هو أن المنافحة عن (القضيَّة العادلة) هو الذي يكسب المنافح بهاء الحُجَّة وقوَّة المنطق، فما من أحد مستطيع، بالغاً ما بلغ من العبقريَّة، أن يدافع عن الباطل! وثانيهما أن تلك الواقعة وردت ضمن ملابسات تناقض آخر أكبر أثراً وخطراً، هو التناقض بين (القفزة) الهائلة التي أقدم عليها الرجل وحزبه في (الظلام) باتفاقه (المجَّاني) مع (المؤتمر الوطني) الحاكم، من جهة، وبين إحساسه، من الجهة الأخرى، بالافتقار، فجأة، إلى القدرة على طرح تفسير منطقي واحد لهذه (القفزة) مِمَّا يمكن أن يكون مقنعاً، أو مقبولاً، أو معقولاً، أو سائغاً، ولو بالحدِّ الأدنى! وكم هو وخيم، حقاً، مثل هذا الاحساس على فقيه مفكر فذ، وزعيم سياسي كبير في قامة السيِّد الصادق! فلماذا، إذن، أقدم على ما أقدم عليه؟!

    محاولة الإجابة على هذا السؤال تبدو، في بعض وجوهها، وفي غياب المعلومات الوثيقة، نوعاً من (ضرب الرمل) السياسي! وهي ممارسة لا أميل إليها، لا في العام ولا في الخاص! لذا فالأوفق أن نتفاداها، لنخرج، مباشرة، إلى مكاشفة مع الرجل في الهواء الطلق، بحقِّ أشياء كثيرة عزيزة، ليس أقلها ما بيننا وبينه من مودة واحترام.

    هكذا، وقبل أن يفكر هو في "الهجوم" بهذا الاتفاق على القوى السياسيَّة الأخرى، حسب تعبيره الفريد، فإنه مطالب بالإجابة، أوَّلاً، على جمهرة من الأسئلة البسيطة الملحَّة التي ما تنفكُّ (تهجم)، بدورها، على حزبه العريق، وتتزاحم أمام بوَّابته العالية، وتدور، أجمعها، حول (القيمة) و(الدلالة) الحقيقيَّتين لهذا الاتفاق، ونكتفي منها، في الوقت الراهن، بالأسئلة العشرين الآتية:

    (1) ما الجديد في هذا الاتفاق؟!

    (2) ألم يسبق لـ (المؤتمر الوطني) أن أبرم، من قبل، مع قوى مختلفة، ستة اتفاقات ورد التشديد فيها، أيضاً، على قضايا الحريات، والديموقراطيَّة، وحقوق الانسان، والمصالحة الوطنيَّة، والوفاق الوطني، وسيادة حكم القانون، والاصلاح القانوني، والسلام من الداخل، ومعالجة أزمة دارفور سلمياً، وعقد الحوار الدارفوري الدارفوري، ودرء مخاطر التدخل الأجنبي، واحترام التعدُّديَّة الدينيَّة والثقافيَّة والإثنيَّة والإقليميَّة .. الخ؟!

    (3) بل، وبصرف النظر عن اصطياد (الأرانب) أو (الأفيال)، ألم يبرم (المؤتمر الوطني) مع (حزب الأمَّة) نفسه اتفاقاً مماثلاً في (جيبوتي) عام 1999م؟!

    (4) هل نفذ (المؤتمر الوطني) بنداً واحداً مِن تلك المواثيق، أم أنه اعتبرها مجرَّد (نضمي ساكت!)، فظلَّ يجرجر أقدامه، ويتلكأ، ويسوِّف، ويماطل، كي لا يتحمَّل خردلة من استحقاقات ما تواثق عليه؟!

    (5) ألم يرَ السيِّد الصادق كيف بلغت الرُّوح الحلقوم لدى (الحركة الشعبيَّة) بإزاء لفِّ (المؤتمر الوطني) ودورانه حول تنفيذ (اتفاقيَّة السلام الشامل) المحروسة دولياً وإقليمياً، مِمَّا ألجأ (الحركة) لاتخاذ خطوة غير مسبوقة بإعلان (إضراب) عن المشاركة في الحكومة لم تتراجع عنه إلا بعد أن أصدرت رئاسة الجمهورية (مصفوفة جداول) لتنفيذ الاتفاقيَّة بقرار جمهوري خاص في ديسمبر 2007م؟!

    (6) ومع ذلك، ما نصيب تلك (المصفوفة) من التنفيذ، وقد انقضى على صدورها قرابة نصف العام، كي يأتي (حزب الأمَّة) ليتفق مع (المؤتمر الوطني) على عقد لقاء جديد بتاريخ 27/5/08 (يناقشان) فيه أمر (الاتفاق) على (مصفوفة) أخرى؟! وقد يجدر أن نذكر السيَّد الصادق، مثلاً، بما أعلنته قمَّة المرجعيَّة السياسيَّة لشركائه الجُدُد، صراحة، وقبل سويعات من توقيع اتفاقه معها، من رفضها الالتزام بتنفيذ نصِّ المادة/151 من الدستور الانتقالي الخاصة بحصر مهام جهاز الأمن في جمع المعلومات وتحليلها (الرأي العام، 21/5/08)، مِمَّا حدا بالنائب الأوَّل لرئيس الجمهوريَّة لأن يجاهر بنقده لهذا التصريح (السوداني، 23/5/08)، علماً بأن النصَّ مستمدٌّ من (اتفاقيَّة السلام الشامل)، وأنه قد اتفق على تنفيذه في ميقات معلوم ضمن (مصفوفة) رئاسة الجمهوريَّة المار ذكرها.

    (7) ثمَّ أليس غريباً ألا يكون السيِّد الصادق مدركاً، بعد كلِّ ما يُفترض أنه قد تراكم لديه من حساسيَّة وحنكة ودربة في ما يتصل بمناهج وأساليب إدارة الصراع السِّياسي، أن إنهاك الخصم هو من أهمِّ الاستراتيجيَّات على هذا الصعيد، وأن كثرة تجريب المُجرَّب لا يثمر غير حنظل الندامة، وأن تواصل اللقاءات بلا طائل، والاجتماعات بلا جدوى، والمناقشات بلا نهاية، والاتفاقات التي لا تنفذ، والمصفوفات التي لا يُلتزم بها، من شأنه أن يورث كوادر الحزب الوهن، والسأم، والملل، وضيق الصدر، إن لم يكن اليأس المفضي، في أفضل احتمالاته، إلى الانشقاقات، وتبادل الاتهامات، والتناحر الداخلي .. وقي الله أحبابنا مجاهدي (حزب الأمَّة) منها أجمعين؟!

    (8) وهل يُعقل أن يكون خافياً على من هو في حصافة السيِّد الصادق أن كلَّ ما أهمَّ (المؤتمر الوطني) من اتفاق (أبوجا) هو شقٌّ صفوف الحركات الدارفوريَّة، و(اختطاف) مني أركوي وفصيله من بينها، ثمَّ (تحنيطه) هو و(اتفاقيَّته) على جدران (القصر)، ووسط أبهائه المكيَّفة، حتى انقلب الرجل (ينزف) دم القلب من على منصَّة الجلسة الافتتاحيَّة للمؤتمر الثاني لـ (الحركة الشعبيَّة) في جوبا، أواسط مايو الجاري، وهو يشكو لطوب الأرض من إحساسه العميق بالخذلان والإهمال .. حدَّ (المهانة)؟!

    (9) ولئن لم يكن ذلك خافياً على السيِّد الصادق، وهو، بالقطع، ليس خافياً، أفلا يخشى على حزبه من هذا المآل الفاجع؟!

    (10) ما الذي يضمن له ألا ينتهي به الأمر إلى ذات مصير (الخذلان) و(الإهمال) و(المهانة)؟!

    (11) وما الذي يجعله شديد الثقة في أن اتفاقه مع (المؤتمر الوطني) ليس محض (نضمي) كغيره، وأن حظه من (التنفيذ) أوفر من حظوظ كلِّ الاتفاقات السابقة؟!

    (12) بل وما يكون (حزب الأمَّة) نفسه، بالنسبة لـ (المؤتمر الوطني)، أكثر من (فيل) مزعج في (دغل) المعارضة، يريد اصطياده لسلخ جلده ودبغه في شمس مايو المُحرقة؟!

    (13) ما تراه يميِّز (حزب الأمَّة)، في منظور (المؤتمر الوطني)، عن (الحركة الشعبيَّة) أو (فصيل مني أركوي)؟!

    (14) وهل يريدنا السيِّد الصادق أن نصدِّق، حقاً، أنه إنما كان يختزن، طوال العقدين الماضيين، (إعجاباً) مُضمراً بحكاية (القطار) الذي ظلت الإنقاذ تحذر الآخرين من أن يفوتهم (ركوبه)، فيأتي هو ليطلق ذات التحذير، من خلال ليلته السياسيَّة ببورتسودان مساء الجمعة 23/5/08؟!

    (15) ولنأت إلى (مجانيَّة) الاتفاق: فمثلاً، وبعد أن تواثق (حزب الأمَّة)، بتوقيع المرحومة سارة الفاضل، مع بقيَّة قوى المعارضة على أن تكون نسب التمثيل الجغرافي والنسبي 50% ـ 50%، ها هو يخرط يديه (فدْ مرَّة) عمَّا سبق أن تواثق عليه، ليرتدَّ، في الاتفاق الحالي، إلى رؤية (المؤتمر الوطني) بأن تكون النسبة 60% ـ 40%؛ فما، تراها، (المكافأة) التي حصل عليها (نظير) هذا الارتداد الجهير؟! نضمي؟!

    (16) وهَبْ أن المقابل تحالف انتخابي (ذكي!)، على حدِّ تعبير السيِّد الصادق، أو ما يُفهم منه تحالف الحزبين في الانتخابات المزمع عقدها بعد أشهر قلائل؛ فما، تراه، النصيب من الدوائر الذي يُتوقع، عقلاً، أن يقبل (المؤتمر الوطني) بتخصيصه لـ (حزب الأمَّة)؟! نصيب (الزرافة!)، أو حتى (دجاجة الوادي!)، طالما ليس من السائغ، عقلاً أيضاً، توقع نصيب (الأسد!) أو حتى (القط الجبلي)؟!

    (17) هل يُتصوَّر، بعد أن ينجح (المؤتمر الوطني) في دقِّ إسفين بين (حزب الأمَّة) وبقيَّة قوى المعارضة، أن (يتفضل!) عليه بأيِّ نصيب من السلطة يجعل منه (شوكة حوت) في حلقه؟!

    (18) أفلا يلمح السيِّد الصادق، وهو، بعدُ، أمير (اللماحيَّة) المتوَّج في إمارة السياسة السودانيَّة، أيَّ وجه للشبه هنا بين هذا المآل المتوقع، من كلِّ بُدٍّ، وبين حكاية (الذبيح والفطيس) التي سبق له، هو نفسه، أن استخدمها في نتف ريش السيِّد مبارك الفاضل لمَّا انشق الأخير عنه والتحق بـ (قطار) الإنقاذ؟!

    (19) وإذا لم يكن ذلك كذلك، فما هو، إذن، بالضبط، وجه (الذكاء) هنا من زاوية نظر (حزب الأمَّة)؟!

    (20) أخيراً، وليس آخراً، وصف السيِّد الصادق، في حديث بورتسودان، المتخلفين عن اللحاق باتفاقه مع (المؤتمر الوطني) بأنهم كالمتخلفين عن اللحاق بـ (سفينة نوح)! لكنه لم يقل من هو (نوح) في هذا الاتفاق!

                  

05-31-2008, 12:45 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي (Re: عبدالله عثمان)

    18) أفلا يلمح السيِّد الصادق، وهو، بعدُ، أمير (اللماحيَّة) المتوَّج في إمارة السياسة السودانيَّة، أيَّ وجه للشبه هنا بين هذا المآل المتوقع، من كلِّ بُدٍّ، وبين حكاية (الذبيح والفطيس) التي سبق له، هو نفسه، أن استخدمها في نتف ريش السيِّد مبارك الفاضل لمَّا انشق الأخير عنه والتحق بـ (قطار) الإنقاذ؟!
                  

05-31-2008, 04:06 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي (Re: عبدالله عثمان)


    عجيب أمر ما يجري في باطن هذا السيد ! الصادق المهدي

    (1-4)

    د. عبد السلام نور الدين
    [email protected]

    مقدمه

    عادت حليمة إلى ضلالها القديم

    حينما تقلد السيد الصادق المهدي منصب رئاسة الوزراء بعد الانتخابات العامة التي جرت عقب انتفاضة ابريل 1985. جلس مع مجلس اتحاد الكتاب السودانيين وهش في وجوههم و بش واحتفي بتفاكرهم معاً ككتاب ادركتهم جميعاً حرفة البحث عن متاعب الثقافة والكتابة وأقترح عليهم يمئذ بحماس دافق أنشاء مكتبه السودان ، وفرح اتحاد الكتاب بما اتاهم إذ بعثت العناية الالهية فيهم مفكرا منهم بدرجة رئيس وزراء.

    لم يمض عام علي التوادد حتي عادت حليمة لضلالها القديم، إذ بلغ خمر السلطة زبي عقل السيد رئيس الوزراء وحجب منه البصر والبصيرة ولم يعد يفرق بين نزلاء حديقة الحيوان بالمقرن وأ ولئك الذين ينتمون عقلاً ووجداناً الي مؤلف كتاب الحيوان فكلاهما لديه (مقر الحيوان واتحاد الكتاب) يقعان في حي المقرن بالخرطوم ولا تفصل بينهما سوي الهيئة العامة لادارة المياه والكهرباء ولكليهما سياج لا ينبغي لهما الا الوقوف خلفه.

    يقول الامام ابو حنيفة النعمان ابن ثابت (80 – 150 هـ) أن الخمر التي هي رجس من عمل الشيطان ما حجبت العقل حيث لا يتأتي للسكران أن يفرق بين زوجته وأمه أما دون ذلك فمباح وفيها منافع للناس.

    ويذهب الامام مالك ابن انس أبن مالك (97 – 179 هـ) الي غير ذلك فما اسكر كثيره فقليله حرام.

    لقد كان فوق مستطاع ومتلمس اتحاد الكتاب السودانيين أن لا تطال الحدود الفقيرات اللاتي يعصرن الدخن والذره البيضاء خمراً مقطراً ورائباً في احياء الديوم والقماير و"الرئيس شرد" ولكن ينبغي أن يطال الوازع الاخلاقي السراه الذين تسكرهم السلطة فيرون الديك في حبل السياسه حماراً –ولكن هذا الوازع لايمكن الحديث عنه أو حتي الاشاره أليه لسببين: الاول – أن الخليفة العباسي ابا جعفر المنصور (95 – 137 هـ) قد امر بضرب كلٍ من الأمام ابي حنيفة والأمام مالك ابن انس ابن مالك ثمانين سوطاً إذ رفض الاول أن يتولي له القضاء وافتي الثاني بجواز خروج محمد ابن عبد الله العلوي عليه حينما سكر ابو جعفر المنصور من الخلافة وبطر.

    أما الثاني أن قد كان الخليفة ابو جعفر المنصور فيضا في الفقه وعلوم القراَن واللغة والادب وليس كمثله في ذلك مالك او ابو حنيفة او هكذا كان ينظر الخليفة العباسي الي نفسه بعيون حاشيته اليه تماماً كما قد نظر السيد الصادق المهدي الي نفسه وهويستقبل الاستاذ علي المك –د محمد سعيد القدال – الاستاذ احمد الطيب زين العابدين – الاستاذ كمال الجزولي واًخرين في دارهم بالمقرن.

    حينما نقض السيد رئيس الوزراء العهد الشفوي الذي اعطي للكتاب وما اوفي العقد الذي ابرم كلف اتحاد الكتاب السود انيين الدكتور مهدي امين التوم والدكتور علي عبد الله عباس وكاتب هذه السطور أن يتحاوروا كتابة مع السيد رئيس الوزراء حول تقبيح الحسن وتحسين القبيح الذي اضحي نهجاً سالكاً لخطاه في النظر والعمل.

    قد نشرت صفحة الادب والثقافة بصحيفة الأيام التي اشرف عليها اًنئذ الشاعر الياس فتح الرحمن تلك المحاورات ثم افرد كاتب هذه السطور مقالاً منفصلاً " ديمقراطية الفيل واحابيل شليل" بصحفية الايام 19/4/1989 للنظر في الالعبانيات التي تفضلها الهره التي تأكل بنيها والتي يزاولها بمهاره الاحتراف ويتفوق بما يقاس علي الهره السيد الصادق مع ابناء غرب السودان داخل حزبة.

    سأحاول في السطور التالية مواصلة ذلك المقال " ديمقراطية الفيل واحابيل شليل" الذي بدأت قبل عشرين عاماً.

    حين لم يبق في قوس صبر الخليفه عبدالله منزع

    حينما اندلع حار نفس الكلام بين ابناء البلد " كنوز الدناقلة ودناقلة الكنوز" والامراء التعايشة في دولة الخليفة عبد الله استمرأت كبري بنات محمد احمد بن عبد الله الذي لقب نفسه بالمهدي المنتظر بما لها من مقام تدرك بعده في قلب الخليفة أن لا تحسن له في القول الشئ الذي لا يتسني لسواها في يقظته او منامه أن يجهر به في وجه الخليفة .

    وكانت السيدة اذا صحت الرواية تبدأ وتختم الحار من أنفاسها: أسمع يا هوي أنا بت المهدي.

    يبدو أن صدر الخليفة قد ضاق يوماً ذرعاً بها ولم يبق في قوس صبره منزع وأستبدت به تعاشيته الاولي قائلاً لها بلهجته أذا مكر: هاي كي اسمعي يا بت نجار المراكب – تري لا ابوكي مهدي ولا انا خليفة الكلام توا هوا – حكم ساكت.

    هل سمع حفيد نجار المراكب الصادق المهدي بهذه الحكاية واخواتها التي يتندر بها عادة ابناء غرب السودان حينما يتوحش مزاجهم ولا يحلو لهم التعلل سوي بالمزعجات من مفارقات ا لليالي والتي تعني فيما تعني: لا تأسو علي ما مفاتكم إذ أن من عادات الدنيا أن تضع مولوداً كاملاً دون سابق لقاح او بويضة اوحمل.

    -نواصل-

    د-عبد السلام نورالدين
    ===
                  

05-31-2008, 04:06 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي (Re: عبدالله عثمان)


    عجيب أمر ما يجري في باطن هذا السيد ! الصادق المهدي
    الحلقه الثانيه
    د. عبد السلام نور الدين [email protected]
    **
    مسكين الديك ال أكلو الهادي "
    السيد عبد الرحمن المهدي 1885-1959
    ,,أما تشاد فهي طبعا امتداد للسودان, كما ان السودان امتداد لتساد,,
    د-حسن الترابي ص104 الاسلام الديمقراطيه الدوله الغرب دار الجديد 1993
    **
    **
    الفرق بين الفرق: الفجر الكاذب والمنطق الصادق
    للاشياء في تدفقها صعودا وهبوطا-مدا وجزرا- منطقها الذي لايكترث قليلا أو كثيرا سوي بالمجري الطبيعي للوقائع وللسيد الصادق أيضا منطقه الخاص الذي يدور معه حيث دار, فأذا كانت مياهه صافيه تترقرق مع الشيوعيين أشاد بهم وببلائهم الحسن في الدفاع عن الحريات والديمقراطيه وأن لهم يد سلفت ودين مستحق في الاطاحه بنظم الاستبداد التي حاقت بالسودان وأعاقت نموه ويتذكر في ثنايا الصلات الطيبه ان جده الحكيم عبدالرحمن كان لايستبعدهم من فناء ظله الواسع الذي يمده للسودانيين باختلاف مشاربهم فجميعهم أبناؤه ولا ضير اذا خرج منهم المشاغب والاخر المولع بالتهام لحوم الديوك التي يشاء حظها العاثر أن تتدواولها أصابعه العشر مع فمه.أ ضافه ألي كل ذلك لا ينسي السيد الصادق في لحظات سعده مع الشيوعيين أن قد كان ماركسيا تروسكيا متطرفا علي أيام الشباب والطلب والطرب علي ايقاع النظريات الثوريه بجامعه أكسفورد 1958-1954
    فاذا صعر خده عنهم واضحوا عسيرا علي هضمه فالشيوعيون في ناظره أس الداء والبلاء ورأس الالحاد الذي فشي في البلاد ولا موضع لهم أو مستقبل الا حيث ,,النقه والحكه مع الاحزاب الفكه,, واذا سئل انئذ هل صحيح أن قد كنت يا امل الامه رأس الرمح في حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان؟ أجاب:هذا شرف لا أدعيه وتهمه لا أردها الا في حاله واحده-اذا عادت المياه الي مجاريها بيني وبينهم.
    لما تراضي السيد مبارك المهدي مع الانقاذييين أبان السيد: انه قد تعجل الفرح حينما مد"القرعه" وأكل ألميته ولحم الخنزير ولا مكان له مع ال البيت الا أذا تاب وأناب.أما أذا رضي وأسترضي السيد الصادق نفس الانقاذييين وصاروا جميعا ثقبين في لباس واحد ,فالاصل في الأشياء الاباحه, وما لايدرك كله لا يترك كله’ كما تقول القواعد من أصول الفقه وكل أمرئء يولي الجميل محبب, وكل مايأتي من الأنقاذيين عوضا أو أسترضاء أو تراضيا حلال وطيب وقد ذكر ذلك في كتابه العزيز( فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمه الله).
    منطق طبائع الاشياء
    يقول منطق طبائع الاشياء أذا كانت ليبيا التي لم تكن شيئا مذكورا في ايام السودان القديم والحديث حتي الفاتح من سبتمبر 1969 قد نصبت من نفسها مرجعا سياسيا معتمدا لدي قاده كبري الاحزاب السياسيه السودانيه وتجمعاتها وعن لهاوشرح صدرها في الثاني والعشرين من يوليو 1971 أن تقسر طائره الخطوط الجويه البريطانيه التي كانت تحلق فوق أجوائها علي الهبوط لتنتزع من متنها المقدم بابكر النور سوار الدهب والرائد فاروق عثمان حمد الله ولتدفع بهما مصفدين بالاغلال الي جعفر نميري الذي اطلق عليهم الرصاص وليكون لها الدور المعلي
    بتدخلها السافر في القضاء علي أنقلاب 19 يوليو ثم تقوم ذات ليبيا بتمويل أحزاب الجبهه الوطنيه( حزب الامه-الوطني الاتحادي والاخوان المسلمين) لغزو السودان في يوليو 1976 وليس سرا خافيا علي أ حد تمويل وتوجيه ورعايه ليبيا لقاده الاحزاب السودانيه والمنظمات(( حزب الامه- والاسلاميين واللجان الثوريه السودانيه) فما الذي يحول أذن دون ليبيا ماليا أو أخلاقيا أو سياسيا أن تتوجه هذه المره الي الدكتور خليل أبراهيم لترتيب أوضاع البيت السوداني وشئؤونه الداخليه علي النحو الذي يروق لمزاج رؤيتها؟.
    واذا كانت ليبيا ظالمه للشعب السوداني الذي لاتنقصه التعاسه أصلا بتدخلها الغليظ في شأنه الشخصي فقد كانت عادله علي طريقتها الخاصه في توزيع أدوار ذلك التدخل بالتساوي علي منتسبيها السودانيين ابتداء بجعفر النميري والصادق المهدي والهنديين(حسين والشريف) والترابي واخيرا وليس أخرا الدكتور خليل أبراهيم . فلماذا يغار بعض المنتسبين القدامي في هذا النادي الي حد الصرع اذا ما أطل وهل عليهم وجه قادم جديد؟
    **
    يقول منطق طبائع الاشياء أذا كانت الدوله المركزيه في الخرطوم قد شنت لسنين عددا حربا ضروسا علي المواطنين في دارفور أحرقت فيها المئات من القري وأغتصبت النساء علي مرأي من الازواج والابناء والاباء ولقي فيها ما يقارب من مئتي الف أنسان مصرعه وتشرد فيها أكثر من مليوني شخص ووصفت تلك الحرب عالميا بالتطهير العرقي والاباده الجماعيه فليس خروجا علي سياق تلك الحرب التي اضحت دائمه أن تهاجم تلك الدوله في عقر مركزها باسلحه فاتكه من قبل منظمات من دارفور أعدت نفسها نفسيا وعسكريا بغيه أن تلحق بهذه الدوله ما الحقته بأهلها وزرعها وضرعها وديارها وأنك لا تجني من الشوك العنب.
    **
    ويقول منطق طبائع الاشياء أيضا أذا كانت الدوله المركزيه في الخرطوم قد أعانت في 1992( في موقعه كوما داخل الحدود السودانيه حيث قتل علي الاقل 9000 محارب تشادي بقياده كريم هبري مقابل 1000 من جيش دبي) بكل ما تملك من اسباب الدعم والفعاليات الفنيه فنجحت فنصبت علي التشاديين رئيسا مواليا لها ينتمي الي مشروعها الحضاري- أدريس دبي – بعد أن خلعت الرئيس السابق- حسين هبري- فليس أعوجاجا في صياغه ذلك المنطق العملي ان يرد التشاديون الي السودانيين بضاعتهم فيحاولون ان يولوا عليهم رئيسا منهم ترفعه اليهم فوهات البنادق التشاديه والجزاء من جنس العمل.
    واذا كان الرئيس التشادي قد قلب ظهر المجن لايادي دوله الانقاذ التي رفعته الي حيث السلطه والثروه فان الرئيس التشادي قد تلقي الدرس وحفظه عن ظهر قلب من " أخوانه السودانيين" وتلاه عليهم بروايتهم وتجويدهم ومن شابه أخاه فما ظلم.
    يقول ذات منطق طبائع الاشياء اذا كانت الدوله السودانيه في شقها الانقاذي قد عقدت العزم مرتين علي تجهيز المعارضه التشاديه تدريبا وتسلحا وبرمجه و أبتعاثها الي داخل الحدود التشاديه لتغيير نظام أدريس دبي الذي تنكر لها فما الذي يصد الرئيس التشادي الذي دارت معارك الاجهاز عليه داخل أروقه قصره أن ينقل نفس المعركه بخير وسائل الدفاع مهاجما الخرطوم تماما كما يصد لاعب كره المضرب بأن يلقي بها في حوزه خصمه فاذا صاح أحد الخصمين غاضبا أن الضربه التي تلقاها أقوي وأكبر من طاقته وتوقعاته وأن لايحق لهذا الخصم علي وجه التحديد ان يرد علي ضرباته فتلك احدي تباشير الهزيمه للطرف الاخر.
    **
    من الخاسر في مبارات الحشود وتجييش فرق المعرضه المسلحه بين نظامي الخرطوم وأنجمينا؟ حيث تفضل ليبيا ان تقوم بدور الممتحن الخارجي, قد خسر سلفا المواطنون في دارفور كل شيئ وقد أتي الدور علي سكان أمدرمان وغدا الخرطوم ليكتشفوا قبح المعني حينما يتحول الي فعل في ذلك المثل الذي فشي في الناس وتزيا برداء الحكمه كما تتزيا المومس ببراقع الحشمه والذي يعلن: أن المساواه في الظلم عدل!!.
    يبدو أن من نكد ليبيا علي مواطني امدرمان والخرطوم ان يختاروا بين الاستكانه أما للجن الكلكي ,, اللابس عسكري وملكي,, وأما للجن العارس,,تليس,, القادم من شعاب زحافات وعلل الصحراء الليبيه وفي كل الاحوال فان العرض التراجيدي للمشروع الاسلامي بكل تداعياته مازال مستمرا.
    أذا كان الامر كذلك فما الذي أثار حفيظه هذا السيد الصادق؟؟؟؟؟
    نواصل في الحلقه القادمه
    عبد السلام نورالدين
    [email protected]
                  

06-08-2008, 07:42 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي (Re: عبدالله عثمان)


    عجيب أمر ما يجري في باطن هذا السيد ! الصادق المهدي

    الحلقه الثالثه

    القوه هي الحق - و التشريع إرادة ومشيئة الأقوى

    د. عبد السلام نور الدين
    [email protected]

    حينما ينشب نزاع مسلح حول السلطة التي يقول عنها عبد الرحمن ابن خلدون " الملك منصب شريف ملذوذ يشتمل علي جميع الخيرات الدنيوية والشهوات البدنية والملاذ النفسانية فيقع فيه التنافس غالباً وقل أن يسلمه احد لصاحبه إلا إذا غلب عليه فتقع المنازعة وتفضي الي الحرب والقتال والمغالبة." تكون القوة العارية من كل تزويق ورداء معياراً للحق والحقيقهmight is right وقد اضحي ذلك من المعلوم بالضرورة لدي طلاب القانون في سنيهم الاولي.أما فتية المدارس السودانية وطلاب الاًداب في اقسام اللغة العربية فهم في غني عن احاجيج السوفسطائيين اليونانين في القرن الرابع والخامس قبل الميلاد(بروتاجراس- جورجياس-هبياس-ثراسماخوس) ليتفهموا في الوقائع والمواقع أن القوه هي الحق والتشريع أراده ومشيئه الاقوي حتي اذا كانت النصوص المقدسه في القران والانجيل والسنه النبويه المؤكده تنطق بغير ذلك(فاذا الذي بينك وبينه عداوه كأنه ولي حميم)) : اذا التقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار فقلت يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: أنه كان حريصاً علي قتل صاحبه( اذا صفعك احد في خدك الايسر فأدر له خدك الايمن(. وليسوا أيضا في حاجه الي القانون الروماني لشرح معلقه عمرو بن كلثوم (قبل الاسلام) التي يرفع فيها النفاذ المطلق لاراده القبيلة وعصبيتها المتوحشه الي مرقي التعبد والتهجد في مصلاه القوة واخلاقها ولذاذه الفوز بها .

    تقول بعض ابيات المعلقة ذات الصيت بين فتيه المدارس:

    بأنا نورد الريات بيضاً ونصدرهٌن حُمراً قد روينا

    وايام لـنا غّر طوّالٍ عصينا الملك فيها ان ندينا

    وسيد معشراً قد توجوه بتاج الملك يحمي المحجرينا

    تركنا الخيل عاكفه عليه مقلدة أعنتها صفونا

    نطاعن ما تراخي الناس عنا ونضرب بالسيوف اذا غشينا

    بسمر من قنا الخطي لدنٍ ذوابل او بيض يختلينا

    كأن جماجم الابطال فيها وسوق بالاماعز يرتمينا

    نشق بها رؤوس القوم شقاً ونختلب الرقاب فتختلينا

    وأن الضغن بعد الضغن يبدو عليك ويخرج الداء الدفينا

    نجذ رؤوسهم في غير برٍ فما يدرون ماذا يتقونا

    ألا لا يعلم الاقوام أنا تضعضعنا وانا قد ونينا

    ألا لا يجهلنا احد علينا فنجهل فوق الجهل الجاهلينا

    بأي مشيئة عمرو بن هند نكون لقيلكم فيها قطينا

    تهددنا وتوعدنا رويداً متي كنا لأمك مقتوينا

    فأن قناتنا يا عمرو اعيت علي الاعداء قبلك أن تلينا

    ونحن الحاكمون اذا اطعنا ونحن العازمون اذا عصينا

    بأن المطعمون اذا قدرنا وانا المهلكون اذا ابتلينا

    وأنا المانعون لما اردنا وانا النازلون بحيث شينا

    وأنا التاركون اذا سخطنا وانا الاًخذون اذا رضينا

    ونشرب ان وردنا الماء صفواً ويشرب غيرنا كدراً وطينا

    اذا بلغ الفطام لنا صبي تخر له الجبابر ساجدينا

    حينما تكون ارادة الاقوي هي العليا والمهزوم هي السفلي(( ونحن الحاكمون اذا اطعنا ونحن العازمون اذا عصينا))(( وأنا المانعون لما اردنا وانا النازلون بحيث شينا))(( نشق بها رؤوس القوم شقاً) لكي لا يجهلن احد علينا )(( فنجهل فوق الجهل الجاهلينا)) فالمنتصر علي حق والمنهزم علي باطل مهما كانت الشعارات نبيلة ورفيعة تلك التي يرفعها المدحور في ميادين القتال.

    تبدو المعلقه الانفه الذكر وكأنها قيلت في العاشر من مايو 2008 بأم درمان وليست قبل 1500 عام في شرقي نجد مع فارق جد مثير ان هذه القصيده بتموضعها الجديد يمكن لكلا الطرفين-د-خليل أبراهيم والمشير عبد الرحيم محمد حسين أن يدعي صياغتها وملكيتها . واذا كان لخليل ان يستدل علي صياغته لها بالبيت التالي:

    فأن قناتنا يا عمرو اعيت علي الاعداء قبلك أن تلينا

    فيمكن أ يضا لعبد الرحيم محمد حسين بدعم من صلاح غوش أن يبرهنا علي صياغتهما لها بالابيات التاليه:

    وأن الضغن بعد الضغن يبدو عليك ويخرج الداء الدفينا

    نجذ رؤوسهم في غير برٍ فما يدرون ماذا يتقونا

    ألا لا يعلم الاقوام أنا تضعضعنا وانا قد ونينا

    ألا لا يجهلنا احد علينا فنجهل فوق الجهل الجاهلين

    **

    **

    تقدم لنا الثقافه العربيه الاسلاميه في السودان التي لا يعرف كثير من الامميين الذين تخرجوا من المدارس العليا غيرها شواهد أضحت مصادر ثقافيه وبناء نفسيا للفرد منهم ترفع من شأن القوه المجرده والشر وتحط من قيمه الوئام والسلام ( قوم اذا الشر أبدي ناجذيه لهم طاروا اليه زرافات ووحدانا) وتعثر في أخبار عبس وذبيان, تغلب وبكر بن وائل,ونزاع بني هاشم بن عبد مناف صاحب الايلاف مع اميه بن عبد شمس بن عبد مناف المنابع والروافد وتأتي مقاتل الخلفاء الراشدين, والطالبيين من ال البيت النبوي وغزو الامويين لمدينه الرسول يثرب( واقعه الحره) وبقر بطون الصحابه الاجلاء واضرامهم النار في الكعبه في قتال الزببيريينو واجتياح عبد الله المأمون بن هارون الرشيد امجينه بغداد وهدمها علي رؤؤس المدافعين

    عنها من انصار أخيه الامين وانتزاع الخلافه منه وحز رأسه كبراهين دامغة ومفحمة أن السيف اصدق انباء من الكتب وان غايه الوصول الي المنصب الملذوذ-السلطه –تبرر الوسيله وكثيرا الرذيله ولا تختلف عن غيرها في ذلك الحضاره الاسلاميه التي يستقي منها الصادق المهدي هويته ورؤيته وأمامته .لم تتخلف الدورات الدموية للانقلابين العسكرين والمدنيين في السودان ولحزب الامه وللصادق علي وجه خاص أسهام وافر عن تقديم نماذج يزدريها دين الفطره وكل ذي حس سليم.

    كيف فات هذا علي طالب الفلسفة والعلوم السياسية الماركسي المتطرف بجامعة اكسفورد 1954 – 1958 الصادق الصديق عبد الرحمن محمد احمد عبد الله المهدي. كيف فات هذا علي القائد المتنفذ في الجبهة الوطنية التي اجتاحت الخرطوم في يوليو1976 بنفس ابناء دارفور الذين هاجموا في العاشر من مايو 2008 معقل الدولة التي اطلقت عليهم دولة نميري من قبل ذات الشتائم- العملاء – المرتزقة – الاوغاد – البرابرة – الاوباش- الركش-العبيد- والحقت بالصادق المهدي واسرته المقذع والفاحش من مرذول السباب والتهم وعقدت لهم محاكم وصفت بالعادلة وكان نصيب السيد الصادق الحكم بالاعدام غيابياً اما المحاربون الانصار القادمون من غرب السودان فقد دفن بعضهم احياءً في مقابر جماعية واطلق جهاز أمن دوله نميري الرصاص عشوائياً علي باعة الترمس والماء والملابس المتجولين وفقا لسحناتهم ولهجاتهم ولغاتهم ظناً وتخميناً أن قد شاركوا في الغزو القادم من ليبيا اما اذا تبين في ما بعد غير ذلك فالوقاية خير من العلاج وفي كل الاحوال فان باطن الارض أفضل لهؤلاء من ظهرها.

    إلا يعني كل ذلك شيئا بعد مضي اكثر من ثلاثين عاماً بلغ فيها الصادق المهدي الثالث والسبعين من العمر ومن المتوقع أن قد اضافت اليه التجربة علي الأقل النذر القليل من الحكمة والتروي في اصدار الاحكام؟!

    ماذا لو أن قد اتفق لقائد حركة العدل والمساوة الدكتور خليل إبراهيم الذي هاجم ام درمان في العاشر من مايو ان يرسل الانقاذيين بعيداً عن مقاعدهم ليجلس عليها بفضل القوة التي منحته المنعة والحق ليلقي علي مسامع كل السودانين بيانه الاول من شرفات ذيالك القصر الذي اطل منه يوماً غردون باشا وسير روبرت هاو والفريق إبراهيم عبود وجعفر نميري وكلهم قد اجلو من تلك الشرفات مكرهين صاغرين فهل تواتي الشجاعة ساعتئذ السيد الصادق المهدي ليصوغ ذات البيان غير الحصيف في تجريم الدكتور خليل وحركته لتطول قامته لدي من وصفهم مراراً وتكراراً بالفاظه ولغته بأنهم قد "اذلوا الامة" ولتقصر تلك القامة الي حد التقزم لدي ابناء غرب السودان في حزبه الذين تطلعوا يوماً أليه كأمل للامة وكان بحق الرائد المنصوب الذي يخذل اهله في كل معترك وبضدها تتمايز الاسماء.



    د-عبد السلام نورالدين

    [email protected]

    نواصل
                  

06-01-2008, 00:39 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي (Re: عبدالله عثمان)


    عجز القادرين عن التمام:

    الصادق المهدي "أزمات قائد"

    مهدي إسماعيل مهدي/ بريتوريا
    [email protected]

    عجبت لمن له حـدُ وقـدُ وينبو نبوة القضم الكهام

    ومن يجد الطريق إلى المعالي فلا يذر المـطي بلا لجام

    ولم أر في عيوب الناس شيئاً كنقص القادرين على التمام

    (صناجة العرب/أبو الطيب المتنبي)

    في ختام مقاله الطويل المنشور قبل عدة أسابيع بموقع صحيفة سودانايل الإلكترونية، رداً على مقالِ للصحفي الأستاذ/ صلاح شعيب "الصادق المهدي- أزمة قائد أم أزمة ناقد"، دعا الدبلوماسي السابق والأديب الأريب د. على حمد إبراهيم، إلى مزيد من المُداخلات والنقاش لإلقاء الضوء على سيرة ودور الزعيم السياسي/ الصادق المهدي، وعلى ذات الموقع، ولربما استجابة لذاك النداء، سارع السيد/ الطيب كباشي الفزاري، إلى تدبيج مقال كال فيه المديح "بإسراف" إلى السيد الصادق المهدي، وبلا شك فإن للفزاري مطلق الحق في الجهر برأيه في زعيم ملأ الدنيا وشغل الناس، ولكن أعتقد أن التوفيق لم يحالفه عندما حاول إرهاب كل من يجرؤ على انتقاد "سيد الصادق"، زاعماً أن كل من يتناول الزعيم بالذم أو القدح إنما هو شخص مغمور يسعى إلى الشهرة، وهذا منطق غريب فالسيد الصادق شخصية عامة وسياسي ظل فاعلاً في الساحة السياسية لأكثر من أربعة عقود، ومن البديهي والطبيعي جداً أن يكون له قادحين ومادحين، خاصة وأن دور الزعيم موضوع الحوار ومواقفه محل خلاف حتى بين قيادات حزبه وأقرب الناس إليه، بل وحتى داخل أسرته (بيت المهدي)، ولو اتبعنا منطق الفزاري لما كتب أحد كلمة نقد في حق زعيم أو قائد سياسي، وهذا منطق يحمل في جوهره نزعة تقديس للزعامات وتكريس لسيطرة الفرد وإرهاب للمخالفين في الرأي، مع أنه ينبغي أن يتباهى أنصار هذا الزعيم أو ذاك القائد بعدد المقالات والأطروحات التي تتناول سيرته، بغض النظر إن كان التناول قدحاً أم مدحاً. لا أود أن أسهب أكثر في هذه المسألة الثانوية، لكن خُلاصة ما يبتغيه الفزاري هو أن كان ولا بد من الكتابة عن الصادق المهدي فلا بد من مدحه، أما إن انتقدته فأنت تسعى للشهرة وينطبق عليك القول "السفيه شتم الباشا"، ولعمري هذا منطق معوج وإرهابُ بينُ.

    نعود إلى موضوعنا الأساسي وهو إلقاء الضوء على بصمة أو "بصمات" السيد الصادق المهدي في التاريخ السياسي الحديث للسودان، ونقول كما تقول أبيات المتنبي التي صدرنا بها هذا المقال، أن السيد الصادق المهدي أتاحت له الظروف ما لم تتحه لغيره من أبناء جيله، فهو حفيد الإمام المناضل/ محمد أحمد المهدي، الذي استطاع توحيد كل السودانيين خلفه وقاد ثورة تحرر وطني غير مسبوقة في العالم العربي والإسلامي، استخدم فيها الدين استخداماً ثورياً متقدماً بل وكان مجدداً وفقاً لقولته الشهيرة، عن السلف "إنهم رجال ونحن رجال".

    الإمام المهدي كان ثائراً وقائداً رغم أنه لم يرث مجداً تليدا،ً وانحدر من صلب أسرة سودانية بسيطة يعمل أفرادها بحرفة نجارة المراكب (وللطرافة فإن الحفيد بعد قرن أو ينيف امتهن حرفة نجارة الكلام)، ولم يتخرج المهدي (الجِد) من أرقى الجامعات وإنما من خلوة دينية لشيوخ الطرق الصوفية، ومع ذلك أدرك حاجة شعبه وتفاعل معها وقاد مواطنيه من نصر إلى نصر.

    أما الحفيد (الصادق المهدي) فهو وريث مجد مؤثل وخريج أرقى وأعرق الجامعات البريطانية (أكسفورد)، وفوق هذا وذاك فقد أصبح رئيساً لأكبر حزب سياسي في السودان ونائباً برلمانياً وأصغر رئيس للوزراء، ولما يبلغ الثلاثين من عمره، فماذا فعل السيد الصادق بكل هذا الحد والقد؟!!.

    يُقاس دور الزعماء بمواقفهم وقراراتهم المصيرية التي تؤثر على مسار الأحداث وتوجهها لزمن طويل، وإذا أتضح أن تلك القرارات كانت خاطئة ففي هذه الحال عادة ما يتنحى الزعيم عن القيادة ويفسح المجال لمن هو أقدر وأجدر منه لأن مصائر الشعوب ليست مجالاً للتجريب وتكرار الأخطاء (تعلم الحلاقة فوق رءوس اليتامى) أما إن كابر وأصر على البقاء فستظل هذه المواقف نقاطاً سوداء في تاريخه حتى وإن رحل إلى الدار الآخرة، وكمثال على ذلك فإن أول ما يتبادر إلى الذهن عند ذكر المرحوم عبد الله خليل، هو تسليمه الحكم للعسكر في 17 نوفمبر 1958، في ممارسة أقل ما يوصف بها أنها مفارقة لروح وجوهر الديمقراطية، والناس لا تزال تذكر للأزهري موقفين، الأول موقف نبيل وسليم عندما انضم إلى التيار الشعبي الجارف بقيادة عدوه اللدود حزب الأمة وتخلى عن المناداة بالاتحاد تحت التاج المصري وأعلن الاستقلال من داخل البرلمان، والثاني موقف مغاير تماماً ألحق ضرراَ كبيراً بمستقبل العمل السياسي في السودان إلى يومنا هذا، وهو قبوله الاندماج (والذوبان) في أحضان الطائفية، وفعل كل ذلك لكي يزيد من حظوظه بالفوز برئاسة الجمهورية، دون أدنى مراعاة للآمال العريضة التي كانت معقودة على الحزب الوطني الاتحادي (حزب الحركة الوطنية) باعتباره حزب الطبقة الوسطى المستنيرة القائم أساساً على محاربة الطائفة والطائفية وكان شعاره الجاذب الذي أهله للفوز بالأغلبية المطلقة في أول انتخابات برلمانية عام 1954 "فلتسقط القداسة على أعتاب السياسة" (وللعلم فتلك كانت أول وآخر مرة يفوز فيها حزب سياسي بأغلبية برلمانية مطلقة في تاريخ السودان).

    من المؤسف أن مواقف السيد/ الصادق المهدي، خاصة في اللحظات الفاصلة يشوبها الكثير من الخور والتردد والتناقض ومسك العصا من المنتصف، وحتى نكون موضوعين ومنصفين فلنستعرض بإيجاز ودون إخلالٍ أو تجنٍ بعض هذه المواقف:

    _ ابتدر الصادق المهدي دخوله ساحة العمل السياسي بعد عودته من أُكسفورد، بالصراع مع الوجه السياسي لحزب الأمة آنذاك، محمد أحمد محجوب، وقد حاول تغليف المسألة بالدعوة إلى المؤسسية والفصل بين الإمامة والعمل السياسي المباشر، والآن وبعد أربعين عاماً من تلك الأزمة التي قادت إلى شق الحزب وانقسامه، نجد الصادق المهدي رئيساً لحزب الأمة وإماماً للأنصار، بل عند المقارنة، ورغم كل دعاوى الحداثة والديمقراطية، نجد قيادة حزبه متمحورة في آل المهدي ومن يرض عنهم زعيم الحزب وإمامه، مع ملاحظة أن الإمام الهادي ومن قبله السيد الصديق والسيد عبد الرحمن، تركا القيادة السياسية لعبد الله خليل والمحجوب وداؤود عبد اللطيف وعبد الرحمن علي طه ورفاقهم، ويحق لنا أن نقارن موقفه هذا وهو حديث عهد بالسياسة، بموقف والده الإمام/ الصديق المهدي، عندما وقف في البرلمان عام 1954 ورشح محمد أحمد محجوب (ولم يرشح نفسه) لرئاسة الوزارة في مواجهة إسماعيل الأزهري.

    الموقف الثاني الذي يُحسب على الصادق المهدي، وسيظل نقطة سوداء في تاريخه، رفضه لقرار المحكمة الدستورية العليا ببطلان قرار حل الحزب الشيوعي وقوله "إن الحكم حكم تقريري غير مُلزم للسلطة التنفيذية"، وتداعيات هذا الموقف معروفة للجميع، ومنها استقالة رئيس القضاء بابكر عوض الله، واستقالة قاضي المحكمة العليا التي أصدرت الحكم/ صلاح حسن، ولا يخفى على أحد أن انقلاب مايو ما كان إلا رد فعل لهذا الموقف اللاديمقراطي والغير حصيف للسيد الصادق.

    يُحار المرء في تفسير وتبرير موقف السيد الصادق في إرسال جنوده إلى ساحة الوغى في يوليو عام 1976 (حركة العميد/ محمد نور سعد، التي أطلق عليها النظام المايوي "حركة المرتزقة")، وقد نجحت الحركة نجاحاً تاماً من الناحية العسكرية واستولت على السلطة لمدة ثلاثة أيام كاملة، ولكن تردد وجبن القيادة السياسية (وعلى رأسها الصادق) وغيابها عن الساحة أدى إلى هزيمتها وإعدام قادتها وجنودها الأشاوس، فمن الذي يتحمل هذا الوزر ودم شهداء يوليو، يا تُرى؟. والأدهى والأمر أن ذات السيد الصادق أتى بعد نحو عام أو أكثر من تلك المذبحة مُصالحاُ، بل وعُين عضواً في المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي برئاسة جعفر النميري!!!!.

    من أبرز عيوب الصادق، أنه لا يحسن اختيار مساعديه، وبنظرة سريعة إلى قيادات حزب الأمة سابقاً وحالياً، يمكن ملاحظة ذلك دون كبير عناء.

    (كتبت هذا الجزء من المقال قبل أحداث العاشر من مايو، وقبل توقيع اتفاقية التراضي الوطني)، وقد عافت نفسي بعدها الكتابة، ووجدت أن الآخرين لم يتركوا صفحة في كتاب الصادق، لم يقلبوها، وعروه تماماً (أو بالأحرى عرى نفسه) من ورقة التوت التي لا تكاد تستره، لذا لا أرى داعياً للتكرار أو ضرورة للاستزادة، ولولا أن الإمام "فات الكُبار والقدرو" في التناقض لاكتفينا بالكثير الذي حوته الصحف، ولكن بالله كيف لرجل راشد عاقل أن يقول إن اتفاق التراضي (المستنسخ -بركاكة في المبنى والمعنى- عن الاتفاقيات العديدة التي درج نظام الإنقاذ على توقيعها) بمثابة سفينة نوح (أي نوح وأي بطيخ، يا هذا ؟؟؟).

    بل قل لي كيف يجرؤ مهندس ومخطط مذبحة يوليو 1976، على إدانة عملية شبيهة بها (مغامرة 10 مايو 2008)، ولعل الفارق الوحيد بين العمليتين والرجلين، أن د. خليل امتاز عن الإمام (وقد نعته نميري حينها بالكاذب الضلٌيل) بأن خليلاً قاد جنوده وكان بينهم وأمامهم في ساحة الوغى، ولم يقدهم من الخلف، ولم يجبن عن الوصول إليهم إيثاراً للسلامة، وتلك سقطة ما بعدها قيام.

    حكاية:

    قبل سنوات قليلة كنت في زيارة للسودان، وبمدينة الأبيض وفي بيت عزاء قابلت رجلاً درويشاً حكيماً من ظرفاء المدينة، يُقال له/ الشاذلي، تشبه شخصيته في جانب من جوانبها شخصبة الزين (بطل رواية موسم الهجرة للشمال للروائي/ الطيب صالح)، وكان حينها مجتمع مدينة الأبيض مشغولاً بحكاية هرولة زعيم حزب الأمة بإقليم كردفان/ محمد علي المرضي، إلى أحضان المؤتمر الوطني، فسألت الشاذلي (من باب المزاح) عن رأيه في هذه المسألة، ولدهشتي الشديدة تلا علىً سورة العصر "والعصر إن الإنسان لفي خُسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر".

    فهل في سودان اللا معقول محلل سياسي أعقل وأبرع من الشاذلي؟، وصدق القول "خذوا الحكمة من أفواه المجاذيب".

    والسلام يالمهدي الإمام
                  

06-01-2008, 05:52 AM

wesamm
<awesamm
تاريخ التسجيل: 05-02-2006
مجموع المشاركات: 5128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي (Re: عبدالله عثمان)

    Quote:

    الصادق أخجلنا

    شوقي بدري


    [email protected]

    بفلوس دافع الضرائب السويدى ولمده ثلاثه ايام تحدث الصادق عن لؤم وسوء الانقاذ كأكبر عدو للشموليه والدكتاتوريه فى السودان وهلل البشر واشاد به المفكرون والاكاديميون السويديون . ولم نعترض حتى لا نشوه الصوره التى اخذها الناس عن الصادق . ماذا يمكن ان نقول لهم الآن بعد تحالف الصادق مع ابليس .؟

    ......................................

    هذا الموضوع نشر فى جريدة الأيام فى أكتوبر 2005 وفى سودانيات .

    لسنين عديدة صار مؤتمر القرن الأفريقى يعقد فى مدينة لوند الجامعية . وهذه السنة وبتوصية من ابن الأخت الدكتور بابكر أحمد العبيد من جامعة أوبسالا بالقرب من أستكهولم دعى الصادق المهدى رئيس وزراء السودان السابق .

    وأذكر أن ابن الأخت بابكر قال لى مازحا ( يا شوقى سيدنا ده بالله ما تناكفو لينا فى المؤتمر) فوعدته خيرا . بالرغم من أننى على اقتناع كامل بأن أحد مشاكل القرن الأفريقى هى الصادق والرؤساء الأفارقة . وبالرغم من أن الصادق قد اختتم محاضراته فى اليوم الثانى بهجوم شديد على الانقاذ واخر جزء من كلامه كان يتحدث عن اهمال الانقاذ للمرأة السودانية وحقوقها . وكنت أنا أجلس بالقرب من ثلاثة من السودانيات الأكاديميات . والكل يعرف أن حزب الأمة هو أكثر الأحزاب السودانية التى همشت المرأة . ويكاد ينعدم أى نشاط نسائى فى حزب الأمة . وحتى الاخوان المسلمين أعطوا المرأة الكثير من المراكز القيادية .

    وفى فترات الاستراحة والبوفيه الذى كان يقدم للجميع ، وبسبب رمضان كنا نتحلق حول الصادق المهدى أو نتقابل عرضيا فى القاعات والممرات . ومدينة لوند تبعد عن مالمو حوالى خمسة عشر كيلومتر ، وأنا من سكان مالمو ، ومشاركة السودانيين فى المؤتمر عن طريق جالية لوند . وبالرغم من أن لوند مدينتى المفضلة فى السويد الا أننى ضيف كذلك وأنا قد غادرت لوند قبل ثلاثة وثلاثين سنة .

    وكنت أستمع الى كلام الصادق وعبارات الدكتور بابكر فى مخيلتى . وبابكر جار للصادق فى حى الملازمين . وهو ابن بطل حزب الأمة والرجل الذى لا يخاف من أى سلطة . وهو الذى وضع اصبعه أمام وجه الصادق فى الستينات قائلا ( الصباع ده بتشقه ؟ انت شقيتو وقسمت حزب الأمة . ) .

    وفى مساء السبت 17 أكتوبر 2005 أقيم حفل افطار على شرف الصادق المهدى . ضم الجالية السودانية بلوند ومجموعة ضخمة من الصوماليين وبعض الأجانب . فذهبت مبكرا لكى أساعد فى التنظيمات والعمل فالمناسبة السودانية تهم الجميع .

    وأخذت معى علبة حوت بعض التمر الأمريكى الضخم وبعض الباسطة الذى اشتهر بها منزلنا ووضعتها أمام الصادق ليحلل صيامه . وسار الحفل بصورة جيدة ومشرفة بالرغم من القاعة الصغيرة التى لم تزد عن خمسة أمتار فى ستة أمتار .

    وبعد أن أتحفنا الفنان حسن الشايقى بالغناء بالجيتار يرافقه حسين ود الحاوى بالايقاع على صينية مقلوبة . طلب حسين من الجميع الصمت لأن الصادق يريد أن يتكلم . وتذكرت هنا كاريكاتيرا ظهر فى جريدة الخرطوم عندما هرب الصادق من السودان تحت عملية (تهتدون) . والكاريكاتير كان يمثل الصادق يعبر الحدود ويقول لشخص يقدم له شرابا ( موية شنو أنا عطشان أدونى ميكرفون . ). أشاد الصادق بالحفل والأكل وجهد النساء اللائى أخرجن الأكل فى شكل سودانى جميل من لقمة ونعيمية وتقلية وخروف محمر ... الخ .

    ثم استعدل الصادق ووجد أذانا صاغية من مجموعة جيدة من السودانيين أكثرهم حملة شهادة الدكتوراة ، وبعضهم يحاضر ويدرس الأوربيين . وفجأة كان الصادق يحاضرهم متحدثا عن الشتات الذى حصل لهم والبعد عن الوطن الذى انعكس بشكل واضح على أبنائهم الذين صاروا لا يتذوقون الموسيقى السودانية وضعف أو اختفاء اتصالهم بالواقع السودانى والثقافة السودانية مؤكدا أن هذا شيىء ليس خاص بالسويد فقط بل فى كل الدول التى ذهب اليها . وانحصر كلام الصادق فى سوء النظام الموجود فى السودان وانعدام الديمقراطية . ولم يتوقف الصادق عن الكلام الى أن وجدتنى أقول له ( يا الصادق التشرد والضياع والهجرة التى فرضت على السودانيين بالشكل الكبير ده سببها الانقاذ . ونحن كلنا قد أهملنا . ولكن يبقى لك أنت القدح المعلّى . وانت الجبتا ناس الانقاذ للحكومة وقويتهم وتعاونت معاهم . وفرطت لمن كنت فى السلطة . وبعد ما استلمت الانقاذ السلطة وأهانو الشعب السودانى ، انت بعد كل الكلام ده مشيت وختيت ايدك فى ايد الترابى وبتقول ده تحالف استراتيجى . ودى جريمة فى حق الشعب السودانى .

    ويبسط الصادق راحة يده اليسرى ويضع قبضة يده اليمنى عليها محركا لها بطريقة صبيانية قائلا ( أنا ما كنت عاوز أتكلم عن السياسة ، لاكين ما دام انت بديت الكلام خم وصر . التحالف ده ما استراتيجى ، ده تحالف مرحلى مؤقت . ) هل من المعقول أن الصادق يحسب أن هنالك فرق بين التحالف الاستراتيجى والتحالف المرحلى . واذا كان الصادق يبيع مثل هذا الكلام لبرفيسورات جامعات ودكاترة ، فمن المؤكد أن يبيع الترماج للشعب السودانى .

    وواصل الصادق قائلا ( انحنا مش طلاب سلطة ، ولا عاوزين نملا جيبنا ) وضرب الصادق على جيبه الأيمن . وتذكرت كيف كان الصادق ينتظر شهر ديسمبر 1965 لكى يكمل الثلاثين سنة . والانتخابات كانت فى الصيف . وفى ديسمبر من نفس العام طرد الصادق مرشح حزب الأمة فى الجزيزة أبا ليصير عضوا فى البرلمان . وكانسان حارس لبن فى النار طالب برئاسة الوزراء وكأنها حق الاهى . بالرغم من أن الجميع قد طالبه بالانتظار حتى يعرف الشغلانة . لأن الخبرة لا تزرع بل تكتسب وضحى بحزب الأمة .

    وكما أورد عبدالرحمن مختار فى كتابه ( خريف الفرح ) أن المرضى عرّاب الوطنى الاتحادى استدعى الصادق المهدى بعد منتصف الليل فى منزل محمد الخليفة شريف فى حى الأمراء بأمدرمان وقال له ان لوالدك دين على عنقى أرجو أن أدفعه لك . أنت تريد أن تتحالف مع حزبنا ، انت ما قدر الأزهرى ، وأزهرى بيقدر يلوى ايد أى زول .أحسن تتلما على عمك ... الخ وكلام كثير لا أذكره الآن قد تردد فى أمدرمان وبالرغم من هذا ضحى الصادق بحزب الأمة لأنه طالب سلطة .

    وعندما رجع رجال حزب الأمة فى الديمقراطية الثانية أكلوا وسفّوا وسرقوا . وفى منزل العميد يوسف بدرى قالت الأستاذة حسب سيدها عبدالكريم بدرى أمام الجميع للصادق ( ود عمك مبارك الفاضل بيسرق ، يا انت تكون عارف ودى مصيبة ، ويا تكون ما عارف ودى مصيبة أكبر . )

    وأنا صغير عندما كنا نسكن فى حى الملازمين فى سنة 1953 . بدأ تشييد منزل الصادق المهدى بشكله الحالى اليوم . والصادق وقتها كان فى الثامنة عشر . ونحن سكان حى الملازمين كنا نمثل أغنى أغنياء أمدرمان والطبقة المستنيرة . وفى الحى سكن الدكتور محمود حمد نصر ، ومحمد أحمد عبدالقادر من أوائل رجال التعليم وناظر مدرسة ( خورطقت الثانوية) فى بداية الخمسينات والد زين العابدين عضو مجلس الثورة ، الطيب الفكى صاحب مخازن العامل فى أمدرمان والخرطوم ، عبدالرزاق على طه أحد كبار ضباط الجيش ، أل المغربى ، وحتى الناظر أبوسن الذى صار وزيرا فى الديمقراطية الأولى . بالرغم من هذا كنا نندهش من ( البلى) المصنوع من زجاج خاص الذى يتواجد عند أبناء خدم الصادق المهدى وال المهدى . لأنه كان يبتاع فى سويسرا وكنا نبدل لهم ( البليّة) باتنين .



    التحية

    شوقى
                  

06-01-2008, 04:00 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: في الصميم كعهدنا بكتابات الأخ عمر القراي
    تشكر يا عبد الله
                  

06-01-2008, 04:59 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي (Re: kamalabas)
                  

06-02-2008, 03:34 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي (Re: عبدالله عثمان)


    قراءة في إتفاق التراضي الوطني (2-3)


    الغموض والتضليل :
    لقد جاءت معظم بنود إتفاق التراضي غامضة، بغرض التضليل عن حقيقة ما ترمي اليه ، حتى تجوز على جماهير حزب الأمة وعلى عامة الشعب . وفي سبيل ذلك ، جنح الاتفاق الى التركيز على قضايا ليست من أولويات المشاكل العديدة التي يعاني منها الوطن . ومن ذلك مثلاً جاء تحت بند تهيئة المناخ ( تكوين لجنة لمراجعة أسماء الشوارع والمنشآت لتعميم الرمزية القومية) !! فهل مشكلتنا هي أسماء الشوارع ؟! بل هل مشكلة الشوارع نفسها هي اسماؤها ؟! أم ان الشوارع متسخة وضيقة وغير مرصوفة ، وغير مضاءة، وليس بها مجار للأمطار ولا يجد من يقف بها مواصلات ؟! إن بعض الشوارع الآن مسماة باسماء شخصيات إسلامية قديمة، لا يعرف كثير من السودانيين عنها شيئا،ً وبعضها إطلق عليه اسم شبان من الجبهة الاسلامية، لا يعرفهم الشعب السوداني ، قتلوا في حرب الجنوب ، واعتبروا شهداء، فهل يريد السيد الصادق ان يغير هذا الوضع ، ام يضيف عليه اسماء من رموز المهدية ؟ ولقد حكم حزب الامة بعد الاستقلال ، وفي الحقب التي تلته ، فلماذا لم يسم الشوارع ، باسماء قومية ؟! واذا كانت الرموز الوطنية ، مخالفة للسيد الصادق ، فهل ستقوم لجنته المقترحة ، التي لا نعرف من هم اعضاؤها ، بتسمية الشوارع بهذه الاسماء، التي تعارض الصادق، وتعارض المؤتمر الوطني ، فنرى شارعاً باسم الاستاذ محمود محمد طه ، أو د. جون قرنق، أو الاستاذ عبد الخالق محجوب ؟!
    وكلما اقتربت الاتفاقية من القضايا الحساسة ، التي لا يريد المؤتمر الوطني ، حتى مجرد ذكرها، يرتفع معدل التعميم فقد جاء ( النظر في اطلاق سراح المحكومين سياسياً في جميع انحاء الوطن ) (الرأي العام 21/5/2008م) . فلماذا النظر بدلاً من إطلاق سراحهم فوراً ؟! الا يمكن ان تكون الحكومة لجنة لتقوم بهذا ( النظر) ، ثم تقرر بعد ذلك ، انهم يستحقون البقاء في الحبس ؟! ثم هل توافق الاتفاقية ، على ان اعتبار تعاطي السياسة ، بما فيها المعارضة السياسية ، جريمة حتى تطلب ( النظر) بدلاً من اطلاق السراح الفوري ؟ ثم لماذا لم تتم الاشارة للمعتقلين السياسيين دون محاكمة ، وتطلب اطلاق سراحهم ، اثناء الاحتفال بتوقيع اتفاق التراضي الوطني ؟!

    ولأن هنالك قضية مطروحة حول ضرورة المساءلة والمحاسبة ، ولأن هنالك قضايا مرفوعة من المواطنين ضد شخصيات محددة ، قاموا بتعذيبهم في بيوت الاشباح ، فقد جاء في اتفاق التراضي الوطني ( الإسراع في تكوين آلية للحقيقة والمصالحة والانصاف للوقوف على تجاوزات الماضي عبر الحقب وبيان حقيقتها وافراغ النفوس من مرارات الماضي ) !! (المصدر السابق) . فلماذا الحديث عن ( آلية) وليس لجنة تحقيق ؟! ولماذا ذكرت العبارة (المصالحة) قبل ( الإنصاف) ؟! هل رأيتم كيف اعاد الاتفاق موضوع ( عفا الله عما سلف) في استحياء وتضليل ؟! ثم كيف يحدث ( افراغ النفوس من مرارات الماضي ) دون القصاص أو العفو؟! واذا كانت نفس السيد الصادق ، سوف تفرغ من مراراتها بتعويضات آل المهدي، فلم يحدثنا البيان ، كيف ستفرغ مرارات من شردوا من وظائفهم بالاحالة للصالح العام، وكيف تفرغ مرارات من عذبوا في بيوت الاشباح حتى الإعاقة ، ومن قتل أهلهم ، واغتصبت نساؤهم في دارفور؟! أم ان السيد الصادق يريد لكل المتضررين ان ينسوا ما لحق بهم ، ويصالحوا الحكومة ، لأنه هو فعل ذلك ؟! ألم نقل مراراً ، ان هذا الرجل يدور حول نفسه، ولا يرى الا مصلحتها ؟!

    مأزق دارفور :
    إن اكبر ما يدلل على ان اتفاق التراضي ، انما هو مجرد خداع للشعب ، ما ورد بشأن دارفور. جاء عن ذلك ( ان جذور الإختلال الأمني بالمنطقة تعود الى ما قبل الاستقلال ولكن ظل التفاقم في مرحلة ما بعد الاستقلال وحتى الآن بسبب التنافس على الموارد الطبيعية والزعامات الإدارية والمظالم السياسيةالمتراكمة مثل فرط المركزية في الإدارة والحكم وخلل التوازن التنموي والخدمي والاضطراب الامني في دول الجوار ... زاد الاستقطاب السياسي الحاد والتصعيد في الآونة الأخيرة والتدخلات الخارجية من تفاقم الأزمة الأمنية ) ( المصدر السابق). إن حجة الصراع على الموارد ، قد ذكرها بعض الأكاديميين ، ثم تلقفها المؤتمر الوطني ، وهي لو بررت الصراعات البسيطة ، المتفرقة ، بين المزارعين والرعاة ، فانها لن تبرر الحرب الشاملة ، التي استخدمت فيها الأسلحة المتقدمة .. والدفع بهذه الحجة ، معروف ولا جديد فيه ، ولكن الجديد هو الاعتراف بالمظالم السياسية ، وهو اعتراف ينقصه الصدق، وتنقصة الشجاعة .. والا فمن هو الظالم ، ومن هم المظلوم، في احداث دارفور ؟! واذا عجز هذا الاتفاق ، ان يسمي الاشياء باسمائها ، ويحدد المسئولية ، فهل يتوقع منه ان يحل مشكلة دارفور ؟! ولقد اقترح الاتفاق لحل المشكلة ، اتفاق لوقف اطلاق النار، يطور الاتفاقات السابقة – حصر القوات ونزع سلاح مليشيات القوى العفوية في المجتمع ) !! ولم يخبرنا هذا الاتفاق بنوع وقف اطلاق النار، الذي يريده ، وكيف سيطور الاتفاقات السابقة ؟! واذا كان السيد الصادق المهدي ، الذي يزعم انه مهتم بدارفور، ومتعاطف مع أهلها ، لوشيجة علاقتهم الطيبة بالمهدية ، وبسبب ان معظمهم كانوا من الأنصار، يعجز عن ذكر اسم الجنجويد ويسميهم ( القوى العفوية) ، ارضاء للحكومة ، فهل يمكن ان يظل بعد ذلك محترماً ، عند أهالي دارفور، او مرجواً ليسهم في حل مشكلتهم ؟! إن ابسط مستويات التعاطف الانساني، وأقل درجات الإلتزام الأخلاقي ، تفرض على كل حر، شجب الممارسات الوحشية، التي قامت بها قوات الجنجويد، والتي كانت ترعاها ، وتسلحها ، وتحميها ، حكومة الانقاذ ، وليس دون تقرير هذه الحقائق اعتبار للحق والعدل .

    جاء في اتفاق التراضي ( لقد شكلت اتفاقية أبوجا الموقعة في مايو من عام 2006م خطوة نحو الحل لم تكتمل بسبب عدم توقيع بقية الفصائل عليها والتدخلات الاجنبية وتشظي الفصائل غير الموقعة غير ان كافة الجهود الوطنية يجب ان تبذل لاستكمال عملية السلام والاستقرار) ( المصدر السابق) . ولم يسأل المتحالفان أنفسهما لماذا لم توقع بقية الفصائل على اتفاقية ابوجا ؟ ولم يطرحا تحفظ تلك الفصائل ، ويجيبا عليه ، بما يطمئنها ويحثها على التوقيع . وما دام الاتفاق قد دعا الى الحوار الدارفوري ، وذكر ( حوار وتراض أهل المنطقة من خلال مشاركتهم في إدارة الشأن العام بعدالة وشفافية ) ، فلماذا لم يقم حزب الأمة بادارة هذا الحوار ، وينظمه لابناء دارفور المنتمين للحزب ، وغير المنتمين ، وبناء على نتائج ذلك الحوار، يتفاوض مع المؤتمر الوطني ، حول قضية دارفور ؟! أليس ذلك أكرم لحزب الأمة، من ان يتبنى رئيسه ، وجهة نظر المؤتمر الوطني ، ويهمل صوت أهالي دارفور؟!

    ومن الحلول التي اقترحها اتفاق التراضي ، ووقع عليها رئيسا الحزبين ( اطلاق سراح المعتقلين لاسباب سياسية بأزمة دارفور) ( المصدر السابق). فهل يشمل هذا العفو المعتقلين من أعضاء حركة العدل والمساواة ، الذين لم يشاركوا في الهجوم على أمدرمان ؟! أم ان اولئك يشملهم ما جاء في خطاب السيد رئيس الجمهورية ، في نهار نفس يوم توقيع اتفاق التراضي الوطني ؟! وذلك حيث قال ( أي زول ينتمي الى العدل والمساواة لا يصبح في بيته لازم يتم قبضه والتحفظ عليه ... ما بنعرف لا طالب ولا عامل ولا موظف ...) ( الصحافة 21/5/2008م) ؟!

    لقد فرح أهالي دارفور، بدخول القوات الافريقية والأممية ، لتحميهم من هجمات الجنجويد، ولكن هذا الاتفاق العجيب ، يريد ان يغير دور القوات الدولية ، ومهمتها ، وفق رؤية جديدة ، بخلاف الاهداف التي وضعتها لها الامم المتحدة ، وذلك من خلال خلق تجمع لقوى سودانية، يسوّق دولياً لدور جديد لهذه القوات، يجعلها تقف محايدة ، فلا تضرب الجنجويد المعتدين على أهالي دارفور!! جاء في الاتفاق ( ان القوات الافريقية الأممية المشتركة بموجب قرار مجلس الامن رقم 1769 والتي وافقت عليها الحكومة تكون محايدة بين اطراف النزاع وتكون مهمتها قاصرة على حماية المدنيين ومراقبة وقف اطلاق النار وتأمين الاغاثات والاشراف على متابعة ما يتفق عليه اطراف النزاع السودانية ويعمل الطرفان على تسويق هذه الرؤية دولياً ) ( المصدر السابق) . ومعلوم ان مثل هذه الرؤية ، لو كانت تتفق مع واجبات القوات، كما حددها القرار الدولي، فانها لا تحتاج الى تسويق . وهي ان كانت مخالفة لذلك، فلن يستطيع الحزبان تسويقها دولياً ، أو بين اطراف النزاع .. ومصلحة الحكومة وحزبها ، في ان تقف القوات الاممية مكتوفة الايدي ، بدعوى عدم التدخل ، فلا تضرب الجنجويد ظاهرة ، ولكن ما هي مصلحة السيد الصادق في ذلك ، غير ارضاء الحكومة ، لتوقع معه هذا الاتفاق ، ولو كان على حساب ابناء دارفور .

    ولمزيد من التضليل ، والقاء صبغة دينية على هذا الاتفاق الخائر، تحتوي على ارهاب روحي وتضليل للبسطاء ، وصف السيد الصادق اتفاق التراضي الوطني ، بانه سفينة نوح ، في اشارة مقصودة ، الى تشبيه نفسه ، بنبي الله نوح عليه السلام !! والذي نراه هو ان موقف السيد الصادق المهدي، وقد خالف اجماع الشعب السوداني ، بما فيه الشرفاء من ابناء حزب الامة وكيان الانصار ، يشبه موقف ابن نوح ، الذي خالف أباه والعقلاء من قومه ، واتبع الغاوين فغمره الطوفان ، وحين يقع الندم ، ويدرك السيد الصادق الغرق، يلتمس له هذا الشعب المغفرة ، فيقول بلسان حاله ، ما قاله نوح عليه السلام بلسان مقاله ( رب ان ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت احكم الحاكمين ) !! وعند ذلك يسمع ارباب القلوب، من أودية الغيوب ، قول العزيز المتعال ( أنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني اعظك ان تكون من الجاهلين ) !!

    د. عمر القراي
                  

06-08-2008, 07:36 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي (Re: عبدالله عثمان)


    قراءة في اتفاق التراضي الوطني (3-3)

    د. عمر القراي
    السلام:
    تعرض اتفاق التراضي الوطني لأسباب الحرب ، واعتبر ان أهم هذه الأسباب المطامع الدولية!! فجاء ( أن أهم مسببات الحروب والاقتتال وعدم الاستقرار بالبلاد هي المطامع الدولية ورغبتها في التدخل في الشارع السوداني ....) ( الرأي العام 21/5/2008م) . فهل حقاً ان ان الحروب التي قامت في الجنوب ، وفي دارفور، وفي جبال النوبة، كانت بسبب المطامع الدولية، أم أنها بسبب غياب المذهبية الرشيدة ، واخطاء السياسات، والمطامع الشخصية للحكام ؟! ومع ان الإتفاق اعتبر المطامع الدولية السبب الأساسي لكل مآسينا، الا انه لم يفصل فيها، ولم يدلل على انها حقاً السبب وراء معاناتنا، وانما عدد مسائل هي اقرب الى مسببات الحرب من الاطماع الدولية .. ومن ذلك جاء ( عدم وعي النظم الوطنية المتعاقبة على الحكم بمظالم أهمها هي : مركزية الحكم والادارة – خلل المشاركة في السلطة- اقتصادية تتعلق بالتنمية غير المتوازنة – التوزيع غير العادل للثروة والخدمات الاجتماعية –تفاقم مركزية مهيمنة واخرى طرفية مهمشة _ مظالم اجتماعية أفضت الى تنافر وشعور بالدونية والاستعلاء ، دبلوماسية أدت الى عدم توازن في العلاقات الخارجية) (المصدر السابق) . فاذا أقر طرفا الاتفاق، بان كل هذه الاخطاء، والظلم ، هي مسببات الحروب، وانها نتجت عن عدم وعي النظم المتعاقبة على الحكم ، وعن ظلم تلك الحكوملت المتعاقبة للشعب ، بعدم عدالة توزيع السلطة والثروة ، فان عليهما الاقرار بجرمهما صراحة ، والاعتذار عنه للشعب السوداني في الشمال والجنوب .. وذلك لأن ما ورد في الاتفاق عن هذه المظالم التاريخية لم يستثن من ذلك نظاماً واحداً ، وهذا يعني ان السيد الصادق المهدي، وقد حكم اكثر من مرة ، قد شارك في تكريس هذه المظالم، التي ادت الى إهدار أرواح الأبرياء ، وتدمير قراهم ، وحرق ممتلكاتهم ، ومادمت حكومة الانقاذ أيضاً، قد شاركت في الحكم ، وكل هذه المظالم استمرت بل تفاقمت على عهدها ، فانها أيضاً تبوء بإثمها..

    لقد قبل اتفاق الحزبين اتفاقية السلام الشامل، وكتب ( ان اتفاقية السلام الشامل قد امتازت على غيرها بانها الأكثر شمولاً وأصبحت الأساس للنظام السياسي والدستوري للبلاد اليوم ) (المصدر السابق). ولكن هذا القبول لم يكن حقيقياً ، ولهذا لم يصمد حتى في بيان الإتفاق نفسه، فقد جاء ( يرى حزب الامة انه أعلن ترحيبه بلبنات اتفاقية نيفاشا وبالانجازات التي تحققت وما تم من استحقاقات وطنية وابدى ملاحظات حول بعض بنود الاتفاقية وقضايا اخرى اغفلتها واعلن عنها الحزب في وقت سابق تستوجب المخاطبة بالجدية والاحاطة المعلومة تفادياً لثغرات قد تفض لانتكاسة جديدة . وانطلاقاً من ذلك فان حزب الامة القومي يؤكد استعداده للدخول في حوارات وطنية مع طرفي الإتفاقية والقوى السياسية الأخرى لدعم ما حوته من ايجابيات ولاستدراك تلك التحفظات لمصلحة الوطن وأمنه واستقراره ) (المصدر السابق) . والصادق المهدي لم يناقش اتفاقية السلام بجدية كما ذكر، ولم ينظر اليها بموضوعية ، وانما سخر منها ، وسمى مفاوضات ماشاكوس (مشاكسة)، ومفاوضات نيفاشا (منافشة ) !! وحين لم يلق حديثه عنها أذناً صاغية ، ظن ان اتفاقه مع المؤتمر الوطني، يمكن ان يضيف اليه قوة اجماع ، تعطيه الفرصة ، لتعديل الاتفاقية ، بعد عامين من توقيعها .. ولم يوضح السيد الصادق محل اعتراضه على اتفاقية السلام ، او البنود التي تحتاج الى تعديل فيها، ولكن يبدو انه يريد ان يدخل فيها الثوابت الدينية ، فيحولها من اتفاق يعبر عن تنوع الثقافات السودانية ، الى وثيقة ترضي طموحاته ، وطموحات المؤتمر الوطني ، ولذلك جاء في اتفاق التراضي ( لقدر رحبت القوى الوطنية السودانية كافة باتفاقيات السلام الموقعة ورغم تحفظاتها على بعض البنود فان الواجب الوطني يدعو الى دعمها وتقويمها واستكمال النواقص فيها عبر الحوار وبالوسائل السلمية للوصول الى حلول تستمد فاعليتها وشرعيتها من التراضي الوطني والمشاركة الواسعة للقوى السياسية في الحكم والمعارضة للاتفاق على ثوابت دينية وثوابت وطنية ومبادئ السلام العادل ومبادئ الحكم الرشيد ) (المصدر السابق) . ومن خطل الرأي ان يظن السيد الصادق، ان القوى السياسية يمكن ان تجتمع معه لتعدل الاتفاقية ، وان اجماعها ، يمكن ان يجعل عملها هذا شرعياً، لمجرد التراضي عليه ، ولأنه سيضيف الثوابت الدينية !! ولقد ذكرنا في مقالنا الأول، ان الثوابت الدينية عند السيد الصادق هي قطعيات الشريعة، وقلنا ان هذه القطعيات تتعارض من اتفاقية السلام ، ومع الدستور، ومع حقوق الإنسان .. فتعديل الاتفاقية اذاً في رأي حزب الأمة والمؤتمر الوطني، هو إفراغها من محتواها، واستبدالها بفهمهما السلفي للدين، وهو فهم لا علاقة له بجوهر الدين، أو بالديمقراطية وحقوق الإنسان ..
    الحريات والانتخابات والديمقراطية :
    اتفق الحزبان على أهمية الحرية، وكيف أن الأديان قد حضت على صونها، وإرساء قواعدها، ورغم انهما رئيسا حزبين دينيين، ورغم أنها ركزا على الثوابت الدينية ، إلا أنهما لم يوردا آية، او حديث، يدل على أن الإسلام قد حض على الحرية .. ولو فعلا، لوجدا ان الآيات التي تعلي من شأن الحرية، كلها آيات منسوخة بقطعيات الشريعة ، ومنها آية السيف، التي تصادر حق الحياة وحق حرية الاعتقاد لغير المسلمين، وهي قوله تعالى ( فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ) !! فإذا وضح ذلك، يتضح ان ما يقوم عليه اتفاق التراضي، انما هو تناقض يجعله لا قيمة له.
    وفي ما يخص الانتخابات، تنكر السيد الصادق المهدي، لما سبق ان اتفق عليه مع بقية الأحزاب حول الدوائر الانتخابية، وتبنى نظرة المؤتمر الوطني، ومعلوم ان المساومات في الاتفاقات، قد تضطر احد الطرفين يتنازل عن بعض رؤيته، ليصل الطرفان الى تلاقي في وجهات النظر، ولكن هذا لا يعني ان يتنازل عن ما سبق وعاهد عليه آخرين، ذلك ( إن العهد كان مسئولاً ) خاصة لمن يزعم انه أمام ديني، حريص على قطعيات الشريعة !!
    ورغم ان ايراد البنود، في أي أتفاق، يعني انه قد تم الاتفاق عليها بين الطرفين الموقعين عليه، الا ان الوضع في اتفاق التراضي لم يكن كذلك .. فبعد ايراد قائمة طويلة ، مرقمة، من البنود ذكر ان ( الفقرات 3-2 و3-6 و3-7 ما زال هناك تباين حولها ويسعى الطرفان لحسمها على ضوء المناقشات مع القوى السياسية الاخرى ) (المصدر السابق). والفقرات المختلف عليها خاصة بتقسيم الدوائر، وتمثيل المرأة ، فلماذا اثبتت في صلب الاتفاق، اذا كان هنالك خلاف حولها ؟!
    ومما ورد في اتفاق التراضي الوطني، الحديث عن التحول الديمقراطي ، ومعلوم ان المؤتمر الوطني، وهو يمارس من خلال الحكومة ، كل الكبت الحاصل للحريات، لا يعني حقيقة ما يقول حين يتحدث عن الديمقراطية ، فما هو موقف السيد الصادق من الديمقراطية ؟! وما حقيقة فهمه لها ؟! يقول السيد الصادق ( و لكن أهم مشاكل الديمقراطية هي الديمقراطية ذاتها ، ليه؟ لانو الديمقراطية بتلزم القوى السياسية بان تراعي سيادة القانون ، وتراعي استقلال القضاء حتى اذا كان عندي حق انا على قناعة بان زيد من الناس يعمل عمل للاطاحة بالديمقراطية لا استطيع ان اعمل أي شئ اذا ما عندي وثائق ودلائل على انو بيعمل هذا العمل كافية لادانتو امام القضاء... فالديمقراطية نظام محتاج ان تكون الاطراف المختلفة محترمة لهذا النظام ومقدرة له والا تستطيع أي مجموعة ان تتآمر ضد الديمقراطية لان نقاط الضعف الموجودة في الديمقراطية كثيرة ... انا كتبت في الكتاب الكتبتو انو نحن محتاجين لمفهوم للديمقراطية يراعي كل العوامل دي وعشان كدا سميتها الديمقراطية التعاقدية انا ارى انو بدون مراجعة هذه الاشياء عشان نقنن وننظم ممارسة الحريات الاساسية اعداء الديمقراطية حيستغلوا الثغرات المتاحة اصلاً في ظل النظام الديمقراطي للتآمر ضدها للاطاحة بها...) (ندوة بواشنطن يوم 25/5/1997م).


    ( ان الصادق المهدي يعتقد ان أهم مشاكل النظام الديمقراطي هي ان السلطة لا بد ان تراعي سيادة حكم القانون واستقلال القضاء ، فلا تستطيع التسلط على المواطنين وتوقيع أي عقوبة عليهم الا بعد ادانتهم بوثائق واضحة أمام القضاء !! لعمري ان هذا الذي يشكو منه الصادق هو الديمقراطية نفسها .. أليس الحق والعدل يقتضي هذا الوضع الذي يعتبره الصادق ، المشكلة ؟! أما العلاج لهذه السماحة التي يستغلها اعداء الديمقراطية فيطيحوا بها فان الصادق يقترح له قيام صورة (تعاقدية) تتفق فيها الاطراف التي تمثل السلطة (الاحزاب الحاكمة) على تجاوز هذه الثغرات كأن يجدوا طريقة لادانة المتهم دون وثائق تكفي لادانته أمام القضاء. وذلك بحجة حماية النظام الديمقراطي من تـآمر المتآمرين !! فهل يمكن ان يعتبر مثل هذا النظام ديمقراطي ولو اتفقت عليه الاغلبية أم انها دكتاتورية مدنية تهدر فيها حقوق الاقليات ؟
    والصادق المهدي هنا لا يتحدث عن نظرية جديدة ، وردت في كتابه كما احب أن يوهم المستمعين ، وانما هنالك تجربة حدثت بالفعل ابان أزمة حل الحزب الشيوعي السوداني1965 فقد (تعاقدت) الاحزاب الطائفية ، وجبهة الميثاق الاسلامي، على تعديل الدستور بتغيير المادة 5/2 التي تتيح الفرصة لحرية التعبير والتنظيم ، ليستثنى من ذلك الحزب الشيوعي ، ويطرد نوابه المنتخبين من الجمعية التاسيسية .. وحين حكمت المحكمة العليا ، بان هذا التعديل غير دستوري ، وامرت بابطال حل الحزب الشيوعي ، رد السيد الصادق وهو حينذاك رئيس الوزراء ، بان قرار المحكمة العليا غير ملزم للحكومة !! وحين اصر الشيوعيون على فتح دورهم ، وممارسة حقهم الديمقراطي الذي كفله لهم القانون ، هرعت مليشيات الانصار، والمجاهدين من جماهير الجبهة الاسلامية ، لتعتدي عليهم في دورهم ، وتجبرهم بالقوة على التنازل عن حقهم القانوني !! هذه هي الديمقراطية (التعاقدية) التي يريدها الصادق المهدي ، حيث تتفق الاحزاب على تجاوز سيادة حكم القانون ، واستقلال القضاء ، لتنفذ مؤامرتها على مصادرة الحرية باسم الديمقراطية .. ألم يعلن الصادق المهدي في سذاجة مؤسفة بان مشكلة الديمقراطية هي انها (تلزم القوى السياسية بان تراعي سيادة القانون واستقلال القضاء) ؟!
    وليس حقاً ان ( نقاط الضعف الموجودة في الديمقراطية كثيرة ...) كما قال الصادق ، ولكن الضعف في نفوس الزعامات الطائفية ، التي تعودت على السيادة ، ونشأت وسط الخدم والحشم ، مما افقدها فرصة التربية الذاتية ، التي تعين الفرد على التواضع ، الذي يؤهله لممارسة الديمقراطية ..)(عمر القراي : الصادق المهدي والانكفائية ودعاوي التجديد. دار عزّة للنشر والتوزيع ص 49-50) . إن اتفاق التراضي الوطني انما هو خطوة نحن هذه الديمقراطية التعاقدية ، التي يمكن ان يتم فيها تزييف كل القيم الديمقراطية ، باتفاق الاطراف على هذا التزييف .. واذا قدر للاتفاق ان يسير مداه ، وتوحد الحزبان في الانتخابات، فان مادة الدعاية الانتخابية، ستكون إعادة مسرحية الدستور الإسلامي ، وستوظف المساجد، وتؤلف الفتاوى، بانه لا يجوز للمسلم ، ان يعطي صوته لغير المسلم، كدعاية ضد الحركة الشعبية !!
    تداعيات اتفاق التراضي :
    لقد كانت أولى تداعيات اتفاق التراضي، ظهور بيان جاء فيه ( اعلن الأنصار بدارفور والجزيرة بيعة الجهاد ضد أعداء السودان أمس وسجلوا لواء المجاهدين ضمن قوات الدفاع الشعبي بالخرطوم أمس .. واكد كمال الدين ابراهيم المنسق العام لقوات الدفاع الشعبي ترحيبهم بأمراء الجهاد من الحركة الأنصارية من دارفور والجزيرة ....ومن جهته قال عبد العزيز آدم امين عام الحركة الأنصارية ان تسجيل لواء الانصار تحت إمرة الدفاع الشعبي لاثبات خطوة حقيقية نحو التوحد في الجهاد والدفاع عن الدين والوطن . ومن جانبه أكد الهادي أحمد عبد الله رئيس الحركة الانصارية جهوزية لواء الأنصار لمواجهة الغزاة والطامعين واضاف والآن نعلن تسجيل لواء الأنصار في الدفاع الشعبي لسد الثغرات وزاد ان الحركة الأنصارية بطلابها وأمرائها تحت تصرف الدفاع الشعبي واستطرد كنا نتمنى ان يكون موقعنا في هذا العرين منذ أمد بعيد ) (سودانيزاونلاين نقلاً عن آخر لحظة 28/5/2008م). أثار هذا الخبر جدلاً واسعاً، في صيحفة سودانيزاونلاين الالكترونية ، ووجد استنكاراً كبيراً، من معظم القراء ، وفي اتجاه الدفاع عن مواقفهم، اثبت اعضاء حزب الأمة ، نفياً لوقائع الخبر، جاءت في بيان صدر عن هيئة شئون الانصار، جاء فيه ( جاء في صحيفة سودانيزاونلاين الالكترونية الواسعة الانتشار بتاريخ 28/5/2008م خبر مغلوط لا اساس له من الصحة تحت عنوان " الانصار بدارفور والجزيرة يعلنون بيعة الجهاد" نقلاً عن صحيفة آخر لحظة ان لواء من الانصار بدارفور والجزيرة أبا قد انضم لقوات الدفاع الشعبي وصار تحت إمرته ...... انما جاء في هذا الخبر لا اساس له من الصحة ولا علاقة له لكياننا به ، وسوف نطالب الجهات المعنية بتوضيح الحقائق كاملة دون أي لبس أو غموض وفقاً للقوانين والأعراف السائدة في هذه الحالات .....) ( سودانيزاونلاين 5/6/2008م) . واضح ان هذا النفي ليس في قوة الخبر. إذ لم يتطرق للاشخاص الذين ذكروا باسمائهم وينفي او يثبت علاقتهم بكيان الأنصار ، كما انه لم يشر الى إتصال بمسئول الدفاع الشعبي، الذي ورد اسمه في الخبر، ليتأكد منه، من انضمام مجموعة من الأنصار لهم أم لا . وكان يمكن لهيئة شئون الانصار ان تتحقق من آخر لحظة ، وترفع ضدها قضية ، لو انها قامت باختلاق الخبر .. ثم من صاحب المصلحة في ان يؤلف هذا الخبر، اذا لم يحدث بالفعل ؟! فاذا كانت الإجابة انه المؤتمر الوطني ، فاعجب لحليف يتآمر ضد حليفه ، قبل ان يجف مداد اتفاق التراضي !!

    http://www.alsahafa.sd/Raay_view.aspx?id=49701
                  

06-15-2008, 08:45 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي (Re: عبدالله عثمان)

    للمزيد من النقاش:
    Quote: القراي واعوجاج الرأي (1)

    محمد الامين أحمد عبدالنبي
    [email protected]

    ـ مدخل أول:

    قال البحتري:

    على نحت القوافي من مقاطعها.. وما على اذا لم تفهم البقر

    ـ مدخل ثاني:

    يحكى أن نفراًمن بني أمية قد ضاقوا ذرعاً من الحسين بن علي فقالوا لمعاوية بن أبي سفيان: إنا نرى أن الحسين بن علي قد صار له شأن كبير فدعنا نقضي عليه فقال لهم: بل جادلوه الحجة بالحجة أمام الملأ، فدعوه الى مناظرة فصاروا يحدثونه ويسألونه وكان يرد عليهم بكل أدب واحترام لآرائهم فقام اليه المغيرة بن شعبة وأساء اليه والى نسبه وفي ختام المناظرة قال: أما أنت يا ابن شعبة فان مثلك كمثل باعوضة نزلت على بعير فلما أرادت ان تطير قالت له أيها البعير استمسك فإني ذاهبة عنك فقال لها البعير فهلا علمت بك وانت حالّة علي حتى استمسك وانت عني ذاهبة).

    إن قضايا الوطن السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية الشائكة والمتداخلة تمثل همّا حقيقيا للإمام الصادق المهدي؟ ما هي مقومات الوحدة الوطنية؟ كيف يحكم السودان؟ كيفية استدامة التنمية والديمقراطية والسلام؟ مكافحة الفقر؟ الرعاية الاجتماعية؟ مستقبل السودان في ظل العولمة؟ كذلك فان قضايا الإسلام والديمقراطية وحوار الحضارات وكيفية التعامل مع التراث والاصل وكيفية التعامل مع العصر والحديث والوافد كيف يتم إنزال المبادئ الاسلامية في الحكم والاقتصاد والاجتماع؟ كيف ندعو إلى الإسلام؟ كيف نحقق توحيد أهل الملة؟ كيف نتعامل مع الآخر كيف نتعامل مع المستجدات ـ الارهاب ـ العولمة ـ البيئة ـ المياه ـ التطرف... الخ ما هي الديمقراطية الأنسب في العالم الدعوة لمبادئ الحكم الصالح.. وقضايا الكيان الأنصاري في تجديد أفكاره وتطوير تنظيمه وتأهيل كوادره. ان هذا الهمّ الكبير يجعله لا يركن ولا يلتفت الى سفاسف الأمور وضعاف النفوس ولا يرى كائناً من كان أن يحيده عن هدفه الاساسي في الحياة وبحثه عن الحقيقة والكمال هذا بالاضافة الى أن الحبيب الامام يتحلى بأدب جمّ وسلوك قويم يعصمه عن الرد على أي كلام من أي انسان كما ان للوقت عنده قيمة لا يضيعه في الجدل والتلاعب بالألفاظ فقد ظل على الدوام يقدم رؤاه وأفكاره ومبادراته بكل شجاعة وتجرد ولا يضره اذا لم تفهم البقر ولا يهتم بالباعوض.

    فمسيرة هذا الكيان ماضية لا تستجيب الى سهام د. القراي ومن شايعه أمثال د. محمود شعراني وغيره التي تنطلق من قوس الغيرة والحسد والكراهية (كل ذو نعمة محسود) والتي تنبع من الأفكار الممجوجة والمعششة في عقولهم وسويداء قلوبهم، فلّوثت كلامهم وكتاباتهم. هذه مقدمة لابد منها وقبل الولوج الى مقال الدكتورعمر القراى (قراءة في اتفاق التراضي الوطني) بصحيفة الصحافة فليسمح لي القارئ الكريم التعرف على المرجعية الفكرية التي ينطلق منها كاتب المقال بعد ان تعرفنا على سلوكه الشخصي تجاه الأنصار وحزب الأمة وشخص الأمام.وذلك لأهميتها في تحديد منطلقات الرجل في نقده لأي فكرة أو مشروع، الملاحظ أن هذا التفشي والتجريح هو أحد سمات هذه المدرسة (الجمهورية) أو النسخية (نحتاً عن نسخ القران المدني) أو الطاهوية (نسباً لمؤسسها محمود محمد طه) والتي تقول إن للاسلام رسالتين: الرسالة الأولى: كانت في عهد الرسول الكريم وصحابته وهي الرسالة السلفية القاصرة على القران المدني التي تصلح للقرن السابع الميلادي أما الرسالة الثانية فهي رسالة للأخوان الجمهوريين التي جاء بها محمود محمد طه والتي تصلح للقرن العشرين وهي الرسالة الخاتمة.

    الامام الصادق المهدي تصدى لهذه الفكرة كغيرها من الأفكار التي تشوه الاسلام وفندها وناقش أفكار محمود محمد طه بكل صدق وأمانة وبادراك لماهية الاسلام والأفكار الدخيلة (لمعرفة رأي الحبيب الأمام في الجمهورية طالع مستقبل الاسلام في السودان اكتوبر 1982م) ومع ذلك كان للحبيب الامام رأي واضح ومنشور في حد الردة وفي عدم شرعية اعدام محمود محمد طه وفي قوانين سبتمبر المسيئة للاسلام وكانت قواعد حزب الأمة تقيم حماية لأنشطة الجمهوريين وذلك حفاظاً على حرية إبداء الرأي وبالمقابل كانت الاساءة والمناشدة للطاغية نميري (أحمر التوجه) بضرب الأنصار في الجزيرة أبا وودنوباوي فقد أجرى الاستاذ عبدالله جلاب الاعلامي المايوي المعروف حواراً مع الاستاذ محمود محمد طه بتاريخ 11/12/1972م (المصدر موقع الجمهوريين بالانترنت) جاء فيه (ان هذا العهد" العهد المايوي" قد قوض الأحزاب الفاسدة وقد ضرب الطائفية ضربة كسرت شوكتها ولكنها لم تقتلع من جذورها) وقال مشيداً بالنظام المايوي (ان النظام الحاضر يجد تبريره الكافي في انه منذ البداية سار في اتجاه تصفية الطائفية بصورة لم يسبق لها مثيل في العهود السابقة ولا يمكن لهذا الشعب ان يدخل عهد كرامته ومن ثم ديمقراطيته إلا اذا تخلص من النفوذ الطائفي وليس الطائفية تنظيماً فحسب وانما عقيدة ولا تحارب العقيدة بالسلاح وان حورب التنظيم بالسلاح وانما يجب أن يسير مع السلاح الذي اضعف التنظيم الطائفي نشر الوعي بالدعوة الى الاسلام الصحيح).. انتهى.

    ما يدهش حقيقة الجمود الفكرى والانبتات المعرفى والتعامل مع ما طرأ على الساحة من تغيرات جذرية وجوهرية بمعيار ومنهج رجعي خطه شيخه الأول "محمودمحمدطه"اختيار نفس العبارات وتكرارها بشكل كربوني دون التفريق بين حزب الأمة "التقليدي" في بداية السبعينات والآن وكيان الأنصار "الطائفي"والآن والاعتقاد مع الجزم على عدم تطور الطائفية والواقع الآن يقول لكل ذو بصر وبصيرة ان هنالك مؤسسة حديثة ذات آليات متطورة تدير أمور الأنصار باسلوب حضاري تستعين بالتقنية والوسائل الحديثة لتوصيل رسالتها تسمى هيئة شؤون الأنصار كيان حديث يخضع لكل اجراءات المؤسسات المدنية والدينية كما ان هنالك تطوراً غير مسبوق في اروقة حزب الأمة على مستوى فكره وتنظيمه وأنشطته واهتماماته وقواعده لا ينكره الا من بعينه رمد اذ كل معالم الطائفية التي تحدث عنها الاستاذ المهندس في السبعينات ومازال يكررها د. القراي ود. شعراني انتهت فالظاهر ان الجمهوريين في نوم عميق فلم يستطيعوا ان يطوروا الحزب ولا الأفكار ولا المنهج فصارواكالببغاء.

    في مقاله بصحيفة الصحافة مارس د. عمر القراي هوايته في نقده اللاذع لحزب الأمة والتشفي من قيادته فقد رد عليه الاستاذين الجليلين محمد عيسى عليو وصديق الأنصاري بشيء من الموضوعية وهذا ما جعلني أدلو بدلوي عسى أن نزيل بعض اللبس عن ما أثير حول التراضي الوطني وقراءة د. القراي المعوجة والمتحاملة على الحبيب الامام وكراهيته المتوارثة كما انه لم يأت بجديد بل استغل الفرصة للصق الحبيب الامام بتهم وهو برئ منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب. إذاً فان شهادة د. القراي في الحبيب الامام وحزب الأمة مجروحة ولا يؤخذ بها لأنها وليدة غبن ومرارة .

    يقول د. القراي (ان التراضي جاء مخيباً لآمال الكثير من المثقفين وكثير من أعضاء حزب الأمة الحريصين على مصلحة الحزب ومصلحة الوطن). هل يقصد الدكتور بالمثقفين الذين ناصروا نميري وسلطانه والانقاذ وجبروتها مثقفين آثروا السكات عن تجاوزات الحكام والانضمام للمداحين وحارقى البخور والمطبلين للسلطة أي المثقفين القريبين من السلطة فهؤلاء ليسوا بمثقفين على حد وصف الروائي المصري رؤوف مسعد وبذلك يكون قد هزم التراضي هؤلاء وعمل على فطامهم من المخصصات لذا كان يجب أن يخيب آمالهم. أما المثقف المهموم بمشاكل مجتمعه ووطنه الباحث عن بدائل ناجعة لأزماته الذي يمثل بوصلة هادية للحلول. والذي يقدم النقد والحجج والنصيحة للسلطان عندما يحيد عن الدرب فهذا بكل تأكيد سوف يجد ضالته في التراضي والمثقفين (خشم بيوت) فقد جاء وفد من أساتذة جامعة الخرطوم قبل التوقيع على التراضي للحبيب الامام مباركين الخطوة وداعمين لموقف حزب الأمة ما هو تصنيف هذا الوفد بجهاز ثقافميتر القراي؟ . أما ادعاء ان التراضي خيب آمال أعضاء حزب الأمة فهذا اصطياد في الماء العكر وتطفل خبيث . إن أعضاء حزب الأمة (الرجعيين والتقليديين والطائفيين)هم الأحرص على مصلحة الحزب والوطن وقد انتخبوا أجهزة تنظيمية وفوضوها لتحقيق أهداف الحزب وانفاذ مصالحه؟ وهم ملتزمون بقرارات هذه المؤسسات والوفود والبيانات والاتصالات التي تؤيد وتبارك التراضي خير دليل على عدم صحة كلام د. القراي.

    ما ذكره عن أن ابن الامام ضابط في الأمن وعن عدم بعد السيد الصادق عن كرسي الحكم وعن اتفاق الميرغني قرنق 1988م وتسليح القبائل العربية في دارفور 1986 وغيرها من القضايا التي حشدت وحشرت في الموضوع (التراضي الوطني) تدل على أن هذا الجمهوري قد وضع نفسه أمام خيارين ثالثهما مر ربما انه لم يطلع على اراء حزب الأمة حول هذه القضايا التي أثيرت أكثر من مرة.. أو انه اطلع عليها ولم يفهم ما جاء فيها وهذه مشكلة الدكتور أو ان المحرك الأساس لأفكار القراي التشفي وحشد الشبهات لكي تكون حاضرة في مسيرة نقده وهذه من صفات د. القراي الذى لم يقل قط أحسنت وانما اسأت وبنفس العقلية كان التعاطي مع التراضي وزعمه أن بنوده غامضة بهدف التضليل ولم يحدد أين الغموض هل في الثوابت الدينية أم الوطنية أم مبادئ الحكم الراشد أم السلام العادل أم يقصد بنود تهيئة المناخ أم دارفور والمطلوب عمله أم هي بنود الانتخابات وأحسبها هي لأنه لم يناقشها في قراءته من قريب أو بعيد لسبب بسيط لأنه لا ناقة له فيها ولا جمل (شهر ما عندك فيهو نفقة ما تعد أيامه). أما فرية أن الاتفاق ركز على قضايا ليس أولوية في مشاكل البلد كتكوين لجنة لمراجعة الشوارع لتعميم الرمزية القومية هذه النقطة تشير لأمرين: الأول ان الاتفاق لم يدع شاردة ولا واردة حتى الأمور الصغيرة التي لا تمثل أولوية آنية (واحتمال تشكل اولوية في المستقبل) في نظر القراي وهذه محمدة تحسب للتراضي لأنه اهتم بصغار القضايا (النار من مستصغر الشرر) الأمر الثاني ان هذه القضية جوهرية وتمثل أحد أبعاد الصراع في السودان ـ صراع الهوية ـ والتهميش واعادة النظرفى ابراز المكنون الثقافي والاجتماعي للسودان والتعبير الصادق عن الرمزية السودانية القومية فهذه اشارة ذكية للاتفاق تصب مع غيرها من المراجعات الكثيرة في معين ازالة الشقة بين الفرقاء السودانيين. ما ورد عن آلية للحقيقة والمصالحة والانصاف والوقوف على تجاوزات الماضي وبيان حقيقتها وافراغ النفوس من مرارات الماضي يعكس مدى تحميل الدكتور النصوص فوق طاقتها وليّ عنق الحقيقة فما هو الفرق ما بين (آلية) بمعناها الواسع و(لجنة) بمعناها الضيق؟ يمكن أن تكون هذه الآلية عبارة عن لجان للتحقيق والمصالحة المهم الهدف الأساسي هو تحقيق العدالة الانتقالية ليدخل السودان مرحلة جديدة متجاوزاً سلبيات الماضي.. أما الجدل حول تقديم المصالحة على الانصاف والعكس فهذه تذكّر بالجدل البيزنطي البيضة أم الجدادة ؟ ما هي قيمة المصالحة بعد أن يأخذ الشاكي حقه؟ ما جرى في لجان الحقيقة والمصالحة في جنوب أفريقيا 1989م على سبيل المثال هو اعتراف الجلادين بالجرائم التي ارتكبت والاستماع للضحايا واشهار معاناتهم امام الملأ ويتم بعد ذلك العفو والتصالح اذاً الانصاف اكمال عملية المصالحة واعطائها البعد العدلي والقانوني ولكن هذا الجدل من سمات الفكر الجمهوري (ايجاد تفاسير ومعاني لكلمات وعبارات غير المتعارف عليها كالنسخ الذي يعني عند الجمهوريين ( الغاء القران المكي زماناً للقران المدني زماناً) مخالفاً للتعريف الشائع لدى عامة المسلمين (تعطيل الحكم الشرعي بدليل شرعي آخر) وغيره من الكلمات (الاسلام ـ الايمان ـ السنة ـ الاصول ـ الفروع .... الخ) من تحفظات الدكتور حول هذه النقطة نجده يميل للقصاص والتعامل بالمثل دون ضابط أو وازع وهذا يضاعف المأساة وهذا ما ظل الأمام الصادق يحذر منه (الفشة غبينتو خرب مدينتو) وقيل عندما نادت القوى الهندية المعارضة (العين بالعين) قال المهاتما غاندي (ان هؤلاء يريدون تحويل الهند الى شعب من العُورُ) وهذا لا يتنافى مع مبدأ المحاسبة بل الحبيب الامام يطالب ان تتم محاسبة من الاستقلال وقد اعترف عن أخطاء على الملأ وفي صفحات الجرائد بل طالب باعتذار شمالي للأخوة الجنوبيين كل هذه المواقف لتصفية الحياة السياسية في البلاد.

    قد استعرض د. القراي ما ورد بشأن دارفور في وثيقة التراضي بشيء من الاختزال والغرض وقد تناسى ولم ينس البند (3 ـ 3) الذي ينص على الآتي زاد الاستقطاب السياسي الحاد والتصعيد في الآونة الأخيرة والتدخلات الأجنبية من تفاقم الأزمة الأمنية فانعكس ذلك على الحالة الانسانية فأدخلها في قائمة الأجندة الوطني والاقليمية والدولية) والبند (3 ـ 4) الذي ينص (ان التصعيد العسكري بين أطراف النزاع لحسم أزمة دارفور لا يؤسس لحل دائم بل يوغر المشاعر الاثنية والقبلية والجهوية ويكرس لحرب أهلية) أليس هذه ادانة واضحة لنظام الانقاذ وتحميله مسؤولية أزمة دارفور. أما عن اتفاق وقف اطلاق النار الذي يطور الاتفاقات السابقة أحيل الدكتور الى بنود وقف اطلاق النار التي أبرمت في أنجمينا وأبوجا وقد فات على الدكتور أن القوى العفوية ليس هي الجنجويد فحسب وانما النهب المسلح - حرس الحدود ـ الدفاع الشعبي ـ المجاهدين ـ الدبابين وغيرها من المليشيات التي ساهمت في اشعال نار دارفور أما أن التراضي لم يحو تحفظ فصائل دارفور حول أبوجا فهذا هراء مردود فدونك نصوص التراضي (3 ـ 2) التنمية في دارفور (3 ـ 3) الحل العسكري لا يجدي (3 ـ 6) اتفاقية ابوجا لا تمثل الحل (3 ـ 7) نزع سلاح المليشيات (3 ـ 8 ـ 2) اطلاق سراح المعتقلين (3 ـ8 ـ3) اعادة النظرفى الادارات الانتقالية (3 ـ 9) اللاجئون والنازحون (3 ـ 10) التعويضات (3 ـ11) المشاركة في السلطة والثروة لأهل دارفور (3 ـ12) الادارة الأهلية (3 ـ14) الحل السياسي لدارفور (3 ـ 15) المحاسبة وتحقيق العدالة حول جرائم دارفور.

    أما عن لماذا لم يقم حزب الأمة بادارة الحوار الدارفوري وينظمه ابناء دارفور المنتمين للحزب فقد تعمد د. القراي ذر الرماد على العيون وحجب جهود حزب الأمة في حل أزمة دارفور ولكن نذكر ببعضها لعل الذكرى تنفع القراي فقد طاف الحزب جميع ولايات دارفور ومعسكرات النازحين وابرم اكثر من اتفاق مع القوى السياسية السودانية (وثيقة القوى الوطنية لحل أزمة دارفور) ومع الحركات المسلحة ومع الحكومة التشادية ومع الحكومة السودانية وسجل حضوراً فاعلاً فى كافة الفعاليات التى عقد لحل الازمة وظلت قيادات الحزب ومازالت تتابع عن كثب ما يجري في دارفور والمساهمة في تقريب وجهات النظر والمحافظة على النسيج الاجتماعي منهم على سبيل المثال لا الحصر ـ محمد عبدالله الدومة المحامي مساعد الرئيس ـ محمد عيسى عليو مساعد الأمين العام ـ اسماعيل كتر ـ الفريق صديق محمد اسماعيل ـ هذا بالاضافة لجهود السيد رئيس الحزب، ود. ادم موسى مادبو نائب الرئيس والسيد الأمين العام كما ان حزب الأمة ينظر الى أزمة دارفور كأزمة وطن لا تعني أهل الأقليم فحسب وانما أهل السودان جميعاً من هنا كان اهتمام حزب الأمة البالغ بهذه القضية عقد الندوات وورش عمل والزيارات والمؤتمرت الصحفية ووضح رؤيته للحل لمعظم المهتمين بهذا الملف في المجتمع الدولي والاقليمي واذا قرأ الدكتور البنود المتعلقة بدارفور بتجرد بعيداً عن الغشاوة لتأكد له انها تمثل رأي وصوت أهالي دارفور أما عن دور القوات الدولية فما ذكر في التراضي ضمن الدور الذي نص عليه القرار 1769 ولكن للدكتور رأي آخر ان تكون هذه القوات منحازة وغير محايدة تضرب طرفا وتناصر طرفا آخر من الذي يتاجر بقضية دارفور اذاً؟. ولنا عودة

    http://sudaneseonline.com/sudanile9.html
                  

06-19-2008, 04:53 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي (Re: عبدالله عثمان)

    لمزيد من القراءة.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de