|
مرسوم النحـاس (هنـا امدرمان)
|
رايت فيما يرى النائم المطمئن .. انني كنتُ ضمن الاشاوس الذين ردوا الغزاة على اعقابهم.. ورايت نفسي ممسكاً براية الامير ابو عنجة وراكزا بها في الخور المعروف بخور ابو عنجة .. كنا مرتكزين نحن جماعة من اصدقاء ومجموعة من رجال غبش الوجوه والايدي، بجلاليب جناح ام جكو مرقعة بالوان خضراء حمراء في غير انتظام..رجالُ ُ علت وجوههم علائم اصرار وغضب .. بيسراهم تلمح حراب مسنونة يراها الناظر اليها من بعيد تعلو فوق اخر خط كنتوري للخور.. وبيمناهم سبحُ ُ تتحرك في توالي وبايقاعات سريعة تسمع لها طقطقة .. معظمهم باقدام حافية مغبرة عليها آثار وضوء الفجر .. وبعضهم يرتدي ابوات انيقة بسحابات سوداء صينية الصنع وعليها اربطة ُشدت بعناية.. هيئة الابوات تبدو غير متناسقة مع مايرتدونة من سراويل صنعت من الدمور تصل الى ما تحت ركبهم بقليل .. ولكن لم يكن منهم من يبالي بعدم التناسق هذا.. عيونهم ترقب في ترصد فلول الآثمين من الجهة الغربية التي تنتهي بالعباسية.. استغربت كيف اكون ممسكا براية لاميرٍ وضى الفؤاد من امراء المهدية مرتديا جنز (lee) وممسكاً ببندقية ابوروحين... وحولي انصار الامام المهدي الذين قضوا ما عاهدوا الله قبل مائة عام ونيف .. اي حلم هذا وفي أي زمان انا؟!!! ونظرت الى الأصحاب حولي فإذا هم مثلي يرتدون لبوس مستوردة ما بين القمصان ذات الأكمام الطويلة ومابين سيوترات جلدية ..بينما احدهم يرتدي تي شيرت عليه صور لجيفارا ينظر إلى شي غير منظور في افق ملبد بلون احمر قاني .. قطع استغرابي هذا أصوات داناتٍ تهبط بأصوات كتومة في أماكن متفرقة .. واذا برتلٍ من مجنزرات القوات المسلحة تخرج من جهة البرلمان وعليها اعلام ورجالُ ُ يلوحون بايديهم ويبشرون بموتٍ قادم للدخلاء..ينشدون جلالات ملحنة على ايقاع الدلوكة... مرت قرابة العشر دبابات ومثلها من المجروسات ومن ثم بدا لي المنظر غريباُ حين رايت هجنُ ُ وخيول مطهمات واخرى غير مسروجة عليها رجالٌ بجلاليب الانصار ورايات بنفس الاوصاف المذكورة عن رايات الخليفة شريف في كتب تاريخ السودان.. خيولٌ تنهب المسافة مابين مدرسة المؤتمر وضريح الامام المهدي نهباً .. وبمرور اخر الخيول بدا لي وكاني ارى رجلاً يقف عند اعلى سلالم البرلمان يرتدي (الكاكي) ويرفع بينماه كلاش وبيسراه مجلدا ضخماً عليه رسم لصقر الجديان شعار الدولة الاخير.. لم اتبين جيدا ملامح الرجل ولكن جرى في يقيني ان الرجل بملامحة الباردة التي لا انفعال فيها هو احمد ابراهيم الطاهر.. الرجل اطلق زخات رصاصٍ في (توالٍ ) متفقٌ عليه فالتف حوله رهط من رجالٍ وشباب مسلحين باحسن السلاح ونساء يمتشقون كلاشات وذخائر.. والمنظر في عجائبة التي لاتنقطع تزعزع الخور من تحت اقدامي من هول قذائف الهاون التي سقطت على جانبي.. وماهي إلالحظات حتى علت امدرمان سحائب سوداء تصاعدت من انفجارات توالت تدك بيوتا قديمات نُجرت ابوابها من خشب الهجليج .. دقات طبول ونحاس علت...وسيوف خرجت من اغمادها في الافق الجنوبي.. فاذا باربعة رجالٍ يحملون نحاس الجموعية يتبعهم فرسانُ ُ على اعنة الخيل.. وهجانة على أسنمة الهجن..يحثون الخطى نحو مصدر الدانات.. طاشت رماح وعلا صرير مجنزرات مدرعة وتساقطت جلل من البارود تلاحقت تدك كل شي ..فضاق الخور بما رحب .. وتقافز رجال الانصار حولي مهللين مكبرين حامدين الله على ما كان وما لم يكن ..وحرابهم تقصد رتلا من السيارات ذات الدفع الرباعي ظهرت في اخر الشارع.. سيارات عليها ملثمون تعلو نيران بنادقها وتحصد كل شي ..سيارات على جوانبها احجبة وتمائم ورمال صحاري.. وسنابك خيل الجموعية في تسارع نحو تلك التايوتات ذات الباس الشديد.. فاذا بالخيول تعلو ظهور السيارات واذا بفرسانها يعملون السيوف في هياكلها وشاصيهاتها وهرجٌُ ومرج ..ودماء تسيل وزعاريد لنساء من بيوت مشرعة الابواب..وموت بالجملة وكسر خواطر.. واذا بشباب يُـفعٍ في ازيائهم العسكرية الكاملة يحملون أجهزة الاتصال اللاسلكي والذخيرة تعلو رؤوسهم يشتبكون في احتفال من الرصاص مع سيارات اخرى ظهرت عند منعطف حي (بانت )خلف مدرسة المؤتمر.. والحال كذلك رايت صديقي بجانبي يخرج لاب توب ويكتب عناوين لمواضيع في سرعة ويودعها ضمير الشبكة اللاسلكية..نظرت إليه مستنكرا انشغالة الغريب عن موت الجملة هذا بعالمه الافتراضي فقال لي مبتسماً وهو ينظر إلى مودم الشبكة اللاسلكية (وخليك سوداني).. وانا لا ازال في ذهولي رايت المرتزقة يفرون بين البيوت القديمة في العباسية والعرضة والموردة وناحية النهر والمشرع القديم ..ورايت اهل ام درمان قاطبة يخرجون من المنازل يلعنونهم بما كسبت ايديهم .. ورايت الناس يرشدون الانصار ورجال الدرك والعسس نحو المندسين ..يرددون في صوت واحد( ياجنابو خلف بيتي يهودي) (ياجنابو عند طرف الشارع معتدي) (ياجنابو عند النهر مرتزق) ونبالُ رجال الخليفة شريف تصيب حدقات كل آثم تسول له نفسه الاقتراب من ضريح الامام المهدي..وتطايرت الرؤس عند النهر وجوار الطوابي.. امدرمان خرجت غاضبة غير مصدقة ما جرى ..عرب وجموعية ودنيكا ومسيرية وقبطة ودناقلة وجعليين وهنود...تعالت اصوات غضوبة بلغات وتعابير ولهجات قد اختلطت واخريات ما انزل الله بها من سلطان..فرُفعت اسلحة المعتدين وجفت ُصـحفهم.. وردد اهل الحكمة من الاولياء والصالحين: بئس الكسب وبئس الورد المورود.. ينظرون الى التاتشرات التي احرقت ويقولون(واتقوا فتنةً لاُتصِيبنَّ الذين َظلـمُوا مِـنكُم خَاصَةً واعلمُوا إن الله شديدُ العقابِ).
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مرسوم النحـاس (هنـا امدرمان) (Re: Emad Abdulla)
|
.. .والحال كذلك رايت صديقي بجانبي يخرج لاب توب ويكتب عناوين لمواضيع في سرعة ويودعها ضمير الشبكة اللاسلكية..نظرت إليه مستنكرا انشغالة الغريب عن موت الجملة هذا بعالمه الافتراضي فقال لي مبتسماً وهو ينظر إلى مودم الشبكة اللاسلكية (وخليك سوداني).. وانا لا ازال في ذهولي رايت المرتزقة يفرون بين البيوت القديمة في العباسية والعرضة والموردة وناحية النهر والمشرع القديم ..ورايت اهل ام درمان قاطبة يخرجون من المنازل يلعنونهم بما كسبت ايديهم .. ورايت الناس يرشدون الانصار ورجال الدرك والعسس نحو المندسين ..يرددون في صوت واحد( ياجنابو خلف بيتي يهودي) (ياجنابو عند طرف الشارع معتدي) (ياجنابو عند النهر مرتزق) .. .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرسوم النحـاس (هنـا امدرمان) (Re: يوسف الولى)
|
الخليفة و يوسف ود الدكيم علاقتهم بالكيزان شنو؟ و بعدين الخليفة عبد الله التعايشي ما هو مخترع العنصرية في السودان و مؤسس صراع اولاد الغرب و اولاد البحر في امدرمان دي ذاتها.. و ناس الخرطوم ما طلعوا و هللوا لجيوش كتشنر لما دخلت عليهم منتصرة زي بعض الناس في ايامنا دي حبهم الوحيد و شغفهم هو الركوع لمن بيده السلطة و السلاح..
و تراجي لو قابلتك الزمن داك في امدرمان احتمال كان شغلتك عنده صبي.
| |
|
|
|
|
|
|
|