|
|
 لاحصانة للارهاب ولاشرعية للتعذيب
|
لاحصانة للارهاب ولاشرعية للتعذيب
سامي الحاج في حدقات العيون
محمد فضل علي
فتحت قضية السجين السابق سامي الحاج الجراح الغائرة عن مايجري في معتقل غواتناموا الشهير الذي سيحتل مكانة بارزة في التاريخ الانساني كاقبح عمل يجسد الارتداد الحضاري للدولة الامريكية ومخالفتها لكل قوانينها المكتوبة, العالم كله يدين الارهاب و احداث سبتمبر البربرية المخالفة لابسط قواعد ومبادي الشرع الاسلامي المعروفة والمعلنة, الدين الاسلامي يقيد القتال بمبادي انسانية رفيعة ويحيط الحروب بسياج من القوانين الاخلاقية منذ ان كان العالم يعيش في ظلمات مابعدها ظلمات كان الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يوصي المحاربين بعدم قطع شجرة او هدم معبد وعدم استباحة الديار وعدم التنكيل بالاسري وبداية نقول ان ماتسمي بمنظمة القاعدة التي تعرف الولايات المتحدة ويعرف العالم جذورها وتقلب احوالها بين السنين والمراحل ومن الذي رعاها وبذر بذرتها هي في البداية والنهاية ليست مكلفة من المسلمين بالدفاع عنهم اوتبني قضاياهم بالطريقة التي شهدها العالم في احدث سبتمبر التي تبقي قبل الدين وبالمقاييس الاخلاقية البحتة عملا جبانا وكريها اذا ان قتلي تلك الفتنة في مركز التجارة الدولية كانوا محرومين ليس من حق الدفاع عن النفس بل من حق الخروج من بين الانقاض المتهدم فوق رؤوسهم ورغم البشاعة المتناهية لتلك الجريمة نجد ان هناك من استثمر ذلك الحدث التراجيدي لاغراض واهداف ايدلوجية وهناك من راي في تلك الاحداث اشارة وتكليف الهي له لتغيير العالم عبر الغزو وخرق القوانين الدولية وتعذيب البشر وضلت الدولة الامريكية ممثلة في ادارة بوش الطريق وردت علي الارهاب بارهاب منقطع النظير وابتلعت الطعم الايراني عن طريق ماكانت تعرف بالمعارضة العراقية لنظام الشهيد صدام حسين والتي لم تكن الا خلايا تابعة للنظام الدموي في طهران امتثلت لاستراتيجية ايران بالتدبير الجبان لغزو وتدمير الدولة العراقية وتحويلها بواسطة اموال دافع الضريبة الامريكي الي جحيم ناطق بكل الوان العذاب والهجمية ودولة مليشيات طائفية تتلاعب بالادارة الامريكية الطائشة التي ثبت انها تجهل جغرافيا العالم الطبيعية والسياسية بدليل انها لازالت تقول انها تحارب النفوذ الايراني في العراق لتدعم الحكومة العراقية والتي ماهي الا جناح ايراني يجيد التكتيكات المرحلية عكس طائفة شيعية اخري تري ان الوقت قد حان لخروج الجيش الامريكي من العراق لكن العملية في النهاية تصب في صالح ايران, لقد احدث االغزو الغير قانوني للعراق خللا استراتيجيا في اقليم الشرق الاوسط واجزاء اخري في العالم سيحتاج اصلاحه الي عشرات السنين, وهاهي ايران تسعي في الارض فسادا وتشعل الساحة الافغانية وتحولها الي حرب استنزاف ضد القوات الامريكية وفي لبنان نجحت ايران في بناء دولة موازية تحرسها منظومة بوليسية تجسسية قامت بالتصنت حتي علي رئيس الوزراء اللبناني وستتواصل الفظائع الناتجة عن غزوات ابو مصعب الامريكي وبطانتة الفاشلة وعودة الي موضوع سامي الحاج ومعتقل غواتناموا فمن المعروف ان الكثير من الدول العربية والاسلامية قد تعرضت قبل سنين طويلة من احداث سبتمبر ومنذ مطلع التسعينات لموجة من الارهاب والاغتيالات والتفجيرات في مصر والسعودية هذا غير الحرب المفتوحة بين الحكومة و جماعات العنف في الجزائر والمواجهات المتقطعة بين الجماعات الاسلامية وحكومات المغرب وتونس وعلي الرغم من فداحة الخسائر البشرية والمادية الا ان تلك الحكومات العربية والتي يفترض انها تنتمي الي الدول المصنفة مجازا بالعالم الثالث الذي تنظر له الدول الغربية والولايات المتحدة من علو قد نجحت في الحد من العنف وردت عليه بعنف دولة واجراءات استثنائية قصيرة الاجل شملت حتي التعذيب ولكن ليس علي الطريقة الامريكية ووصلت ردود الفعل علي جماعات العنف الي مرحلة المحاكمات العسكرية وصدور عشرات احكام الاعدام ولكن الامر لم يصل الي مرحلة غواتناموا وشحن البشر علي طريقة الحيوانات والتعذيب النفسي المنظم واهدار الكرامة الانسانية مع ان التعذيب هو التعذيب بمعني ان ادارة بوش وفي اطار ما اطلقت عليه الحرب علي الارهاب قد مزقت كل قوانين الدولة الامريكية وداست باصرار عنيد وشديد علي القوانين والمواثيق الدولية واستبدلتها باجراءات فاشية تسببت في نشر الكراهية والعنف في دورة لن تتوقف وحرب استنزاف للموارد وصلت اثارها ولاول مرة الي المستهلك الامريكي باختصار لماذا لم تقوم ادارة بوش بمحاكمة المعتقلين المشتبه في علاقتهم بالقاعدة وتقرر ادانتهم او اطلاق سراحهم حيث لاتوجد منطقة رمادية في فهم القانون في دولة من المفترض انها تدعم الحريات الديمقراطية وتصدرها الي العالم كما تقول.
الحرب علي الارهاب علي الطريقة الامريكية افرزت تيارا ارتزاقيا مجرد من القيم والاخلاق يستثمر في مخاوف الامم والشعوب في مناخ الاسلاموفوبيا ومابعد احداث سبتمبر وللاسف الشديد اصبحت الادارة الامريكية الحالية هي المثل الاسواْ في العالم المعاصر فاذا اراد الناس محاسبة قاطع طريق صغير عن جرائمة فسيرد بمقارنة جريمته بما فعلته الادارة الامريكية في العراق ويطلب مساوته بها في المعاملة وغض الطرف عن مافعله مثل ما يفعل العالم مع الادارة الامريكية.
اما سامي الحاج فقد استبدل الله سجنه وحرمانه اهلا ووطنا وشعبا كريما طيب الاعراق احتفي به بالبشر والترحاب والدموع علي الرغم من ان شعبنا يحتاج في الاصل الي من يواسية في محنته وتفلت اوضاعه ومستقبله المجهول.
الشبكة الاخبارية اليومية السودانية
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست