حين زرت الخرطوم لأول مرة ... !!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 11:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-04-2008, 07:41 AM

Tareq Siddiq

تاريخ التسجيل: 07-17-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حين زرت الخرطوم لأول مرة ... !!!

    حدثتني نفسي ذات مرة وهي ليست مرتها الأولى إذ أنها كثيراً ما تتكرم على بالحديث بعضه يغوص عميقاً في مسالك النفس ويتيه مابين الأمل والرجاء وبعض الخوف والترقب وبعضه يجري على السطح فيقترب من أضغاث الأحلام أو ربما كان حديثاً ممجوجاً لطالما رددته نفوس الكثيرين .. غير أنها هذه المرة كانت مختلفة فهامستني همساً يوم أن كنت ميمماً شطر ذاتي القلقة كما تعلمون .. !!

    كنت وانا في بواكير حياتي كثير الإطلاع ومدمن للقراءة الى حد أنني أهملت لبعض الوقت ما يستوجب على تلميذٍ مثلي آنذاك فتأخر ترتيبي يوم أن أعلنت النتائج فتراجعت من مركزي الأول الى المركز الرابع لا أدري لمَ تذكرت حديث والدي عليه الرحمة يومها قال لي بصوته المحبوب ونظرته ذاتها التي كثيراً ما أغنته عن الحديث وأوصلتنا في ثوانٍ معدودات الى ما يرمي اليه :

    : ولا يهمك يا ولدي .. كتييير جيت الأول المرة دي مع انك الرابع لكن أنا حا أخليك تزور معرض الخرطوم الدولي ...!!!

    عندها اغرورقت عيني بالدمع الذي لم آلفه حاراً هكذا تمنيت يومها أن تتقهقر السنة رويداً لأريه من نفسي ما يحب .. غير أنه ليس كل الأمنيات تمشي على رجلين لا سيما ان كانت بكاءاً على ما مضى .. ثم في لمحة البرق نفذت الى هناك حيث سأكون حضوراً بين آلاف البشر في الخرطوم لأول مرة زائراً ليس أي زائر بل ميمماً شطر معرض الخرطوم الدولي ..!

    أيقظني ابن عمتي مبكراً واتجهنا الى ودمدني لنكون من بين المسافرين على ( مواصلات الجزيرة ) وقتها في السادسة صباحاً أذكر جيداً كيف أنني كنت فرحاً حد الغبطة ومترقباً للجديد أو كالذي استوقد ناراً ليستبين مواضع قدميه فلما أضاءت له مشى فيها الهوينى ممنياً نفسه ألا تنتهي الرحلة متيقظاً لكل شاردة وواردة تاركاً لنفسي عنانها تلتقط ما تشاء من روعة الطريق الذي استدار به الزمن الآن ليصبح طريق الموت الذي يخطف منا الرائعين .. !!!

    ولما وردنا وجهتنا في الخرطوم تيقنت أنني لما أنزل الي ربي من خيرٍ فقير ، مالهم هكذا يتزاحمون باختلاف سحناتهم ومشاربهم تكاد تميز من الغيظ وأنت تمشي بينهم وهم لا يفسحون للنساء طريقاً وربما تعمدوا أن يستضيق طريقهن فلا تنفك تقطب حاجبيك للبعيد أما القريب فتزاحمه عنوةً بكتفك أو ببعض حديثك أن دعها تأخذ طريقها أليس فيكم رجلٌ رشيد ..!!

    بدوية المنشأ دون شك تنبت فينا بعض الغلظة وشئٍ من مكرٍ قليل ولما كنت يانعاً وقتها بلا تجارب تعين على الطريق كنت مملاً بعض الشئ لإبن عمتي الذي كان يشعر بثقل رفقتي له برغم حبه له من بين الجميع ولا أكتمكم سراً أنني حملت عليه بعض الموجدة لما شعرت بفرحه متخلقاً بخلاق من نفرت منهم لأول وهلة ..!!!

    نشأنا نشأةً صوفيةً كغيرنا من عائلات وسط السودان التي دانت بالكثير لأهل الصفة وهكذا كانت ( بري ) بما تضمه رفاتها أو من يمشي على سطح أرضها من الأولياء قبلةً لأهلنا ومزاراً الى حين ..!!

    كان دليلي يحدثني هامساً مستحياً ممن هم حولنا فهاهو السوق الشعبي وتلك القيادة العامة ونحن الآن بجوار جامعة الخرطوم ولا أكون صادقاً ان لم أذكر أنني تمنيت كغيري من ابناء جلدتي ان الج تلك القلعة العتيقة طالباً للعلم فيها يوماً ما حينما لاحت لي مبانيها المهيبة ونخيلها المصفوف بعناية غير أن الله هيأ لي منبعاً آخر للعلم مع بعض ال ( حتى ) في نفسي بكل صدق ..!!

    ها نحن الآن في مواجهة المدخل الرئيس للمعرض وأنا أرى لأول مرة أعلام الدول ترفرف على سواري المكان في روعةٍ يقشعر لها بدني ويزيدني اضطراباً ويقربني كثيراً من قلب والدي .. عليه الرحمة .. الذي أتاح لي وأنا مهزوماً في دارستي أن أنتصر لنفسي من نفسي وطفقت في جدالٍ عقيم مع ابن عمتي الذي رأى أن نبتدر التطواف من جهة البطن وكان همي أن نبدأه من حيث صفت الكتب صفوفاً تدعو الى الدهشة والجمال ولما كنت أنا الذي يمشي وراءه قادني الى حيث يريد وبعد أن تعبت أقدامنا وجدت نفسي وجهاً لوجه أمام أعظم دور النشر تخط منتوجها الفكري على أطباقٍ من الذهب تحسبه لجةً وربما تكشف عن ساقيك وأنت تعبر المكان ولا يدانيك الريب أن القراءة لذةً تسكرك ووقتاً لا يهدر ونماءاً لفكرك في زمانٍ لا يعود .. !!

    كان يوماً محفوراً في ذاكرتي حادثتني نفسي هذه المرة به لا أدري لذلك سبباً غير أنها ربما كانت بعض اشاراتٍ تتراءى لي من بعيد أن كن قارئاً نهماً أو هكذا سولت لي نفسي ..!!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de