|
Re: مسؤول حكومي:حلايب خارج التعداد السكاني و مُنِعتْ فرق التعداد من دخولها (Re: محمد عادل)
|
الخرطوم :عبد المنعم ابوادريس صمت الرجل وهو يحدثني وتحشرج صوته من الغصة التى يحسها، محمد عثمان أوكير الشهير بعثمان تايوتا نائب حلايب في تشريعي البحر الأحمر ومقرر لجنة تعداد الرُّحل عندما وصل الى عبارة (أسرتي داخل مثلث حلايب ومنذ عام 1994 لم التقيهم )، صمت للحظات قبل أن يواصل حديثه وعندما سألته هل تستطيع السلطات احصاء أهالي مثلث حلايب في الاحصاء السكاني؟ والذي كان وقتها لم يتبقَّ له سوى اسبوعان، فرد سريعا لن تستطيع فغير مسموح لمسؤول سوداني تجاوز البوابة التي بناها المصريون في منطقة جبل هدارباب على بعد 37 كيلو متر الى الشمال من مدينة أوسيف التى هي الان عاصمة محلية حلايب والى الجنوب من مدينة حلايب بحوالي 28 كيلو مترا، بل انهم عندما يسمعون بمسؤول قادم في تلك الناحية يغلقون البوابة التي بنوها في السور المصنوع من السلك الشائك حول المنطقة. ويبدو أن الصورة التى رسمها عثمان تايوتا هي التى حدت بمراقب الاحصاء السكاني الخامس الدكتور عبد الباقي الجيلاني أن يقول للصحفيين أمس الاول إن مثلث حلايب لن يشمله التعداد المزمع اجراؤه يوم الخامس عشر من الشهر الجاري، والامر لم يبدأ مع حديث الجيلاني ولكن معتمد حلايب أحمد عيسى والذي هاتفته أمس قال: "ان عدم احصاء حلايب اقتراح كنا قد تقدمنا به لأن فرق التعداد لا يسمح لها بتجاوز البوابة، بل إن المصريين سيغلقون البوابة اغلاقا تاماً من يوم الخامس عشر حتى الثلاثين من أبريل، وكان اقتراح قدم لنا ان يتم احصاء الموجودين داخل المثلث بواسطة شيوخهم وعمدهم، ولكن الان لن يتم احصاؤهم. وهؤلاء الذين لن يُضمَّنوا في تعداد سكان السودان الخامس هم سكان ثلاث عشرة منطقة أكبرها حلايب المدينة نفسها، وشلاتين وأبورماد. إضافة لأكون ويمتدون في مساحة تبلغ 300 كيو متر مربع، هذا غير جزيرة حلايب داخل البحر الاحمر. وقال لي قادمون من المثلث التقيتهم في مدينة بورتسودان جاءوا لزيارة أهلهم رفضوا رفضا باتا تصويرهم أو حتى ايراد أسمائهم خوفا من السلطات داخل المثلث والذين يقولون إنها منحتهم بطاقات شخصية تقول بأنهم مواطنون مصريون، والامر لم يقف عند البطاقة فهي تقدم لابنائهم التعليم مجانا وكذلك خدمات الصحة، بل ان عدداً من أبنائهم الآن يدرسون في جامعة القاهرة ورفيقاتها من الجامعات المصرية دون أن يتحملوا أي مصروفات، كما أن الحكومة المصرية مهدت طرق المنطقة بالاسفلت وربطتها بالقاهرة بطريق طوله 1550 كيلو متر. وانهم الآن خرجوا من البوابة التى تفصل المثلث عن بقية السودان بتصريح مدته أقل من شهرين، وإذا تجاوز حامله الشهرين تسقط بطاقته المصرية ولايسمح له الدخول مرة أخرى، حتى لو كانت أسرته خلف البوابة، وما أوردوه من عدم السماح بالدخول ينطبق على حالة عثمان تايوتا والذي قال انه منذ عام 1994م، وضعت صورته في بوابة الدخول ومنع من تجاوزها بل ان توأمه الذي مازال يقيم هناك و يتعرض للمضايقات إن ظهر صورته في جهاز اعلامي. وقال لي شيبة ضرار رئيس مؤتمر البجا (المعارض) بأنهم يرفضون هذا الامر جملة وتفصيلا ويعتبرون عدم دخول مواطني مثلث حلايب في الاحصاء اعتراف بالامر الواقع وتخلي عن هؤلاء الذين يعيشون خلف البوابة. وانتقلت نقطة الجمارك الى شلاتين فعندها تقف الشاحنات السودانية التى تحمل البضائع المصرية القادمة بموجب الاتفاق بين دول الكوميسا والذي يسمح لسلع هذه الدول عبور الحدود بينها وفق لتعريفة صفرية للجمارك. والان عقب قرار لجنة الاحصاء بأنه من غير الممكن إحصاء أهل حلايب فإن عثمان تايوتا سيحصى بواسطة فرق التعداد، ولكن شقيقه التوأم وأهله المقيمين هناك ومنزله واملاكه لايمكن. فمنذ أن خرج من منزله ذات مساء في عام 1994م، صار عثمان تايوتا مقسما بفعل البوابة التي أقيمت على جبل هداراباب والتي إن اقترب منها عليه فقط أن يمتع بصره برؤيتها فقط.
| |
|
|
|
|