خلى بالك من سفر البن دا اصعب واحد الباقى مقدور عليهو اجمل هبة فى هذا العالم هى مقدرة الانسان على السفر ففى السفر مليون فائدة دى من عندياتى وتجدنى من مدمنى السفر الى اى جهة فى هذا العالم (شفت معظم انحاء السودان ، وكل اجزاء مصر ، والولايات المتحدة،وكثير من اقطار اوروبا ) ما عندى مانع امشى اى حته الا السعودية لانها مابعرف ما دخلت راسى هسى فاضل لى الحج بس امشى كيف ؟ الله اعلم لكن مجبورين وبالجد اصلا ما تمنيت ازورها من الحكايات البحكوها عنها
05-26-2008, 06:42 PM
عبدالفتاح أبوشيمة
عبدالفتاح أبوشيمة
تاريخ التسجيل: 04-15-2008
مجموع المشاركات: 4163
ولكننا نستضيفكم في بعضها؛ ونترك المشاركات والمداخلات تترى؛ وتعاونوا...
بعضهم يقول:
إن أسفار الجفا في التاريخ الحديث في السودان؛ بدأت منذ التركية السابقة؛ أو بدايتها. فهذا الحراك الاجتماعي كثيراً ما يرتبط بالتدخلات القوية، مثل تحرك الجيوش تبعاً لهواجس المصلحة البشرية؛ سواء كانت على حق؛ أو غير ذلك. فحملات جيش الغزو أو الفتح أو التأديب(الدفتردار)؛ وما جاء بعدها من تحركات الإمام المهدي مروراً إلى محاولات إنقاذ غردون؛ وما بعده من مجاعة وحملة توشكي جعلت الكثير من أبناء البلاد كلهم (الغازي، والمجاهد والمغلوب والشحيح والصحيح و...إلخ) بين فكي رحى مجلوب، أو محلي مغلوب. وهم ودافع الثمن كلهم في الخسارة سواء. وإلى يومنا هذا والساقية تدور؛ وقواديسها تأخذ من بحر هلامي وتصب في يباب. فكان سائر أنواع الهروب، أو النفي؛ وإن كان الأخير نادراً (الزبير باشا، عثمان دقنة على سبيل المثال). أو هناك سبل كسب العيش؛ بسبب الطموح التجاري، أو قيام مشروعات بعينها هنا وهناك؛ في حقب مختلفة. وشرياننا النيل تزيّا كثيراً في إغرائه بسائر أنواع أشرعة المراكب؛ فكانت رحلات المراكبية؛ ومن الأسكلة وحلاّ؛ وهاك زواج يا ملاّ ويا ملاّح؛ ويلا ّ يلاّ؛ وهيلا هيلا؛ وأبو العشرة جد المية؛ وفي كل بلد سوّالو ولاد؛ وهو لا يعدّ أبا أحد منهم؛ ترك ثلاثاً في أقصى الشمال؛ جوزين كمان في الوسط، ثلاثة أيضاً في الجنوب. أو الجاذبية الطبيعية؛ للمناخات المتنوعة، للسافنا الغنية الفقيرة ( طلب مرعى، أو جمع)، ورحلات المواسم. .. إلخ. أو النفرة من وإلى الجفاف ؛ في أطراف الأطراف؛ والوقوع فريسة لعدم الإنصاف. فللأسفار نفعها، وسلبياتها أكثر؛ وإن كنت أستهدف الإنسان؛ سواء من سافر أو هاجر. و ما الذي حدث من بعده؛ في "العََقََاب" سواء كان أماً، زوجة، ولداً، أرضاً، زرعاً أو ضرعاً. وكلها من دونه يعتريها الضعف؛ إن لم يقعدها. وفي الهجرات الحديثة سواء اصطحب هذا "العقاب" أو بقي؛ هنالك أيضاً سلب وإيجاب؛ وذلك في الهجرات الداخلية الاضطرارية، أو الخارجية المحض اختيارية إن صدق التعبير.
05-26-2008, 06:54 PM
عبدالفتاح أبوشيمة
عبدالفتاح أبوشيمة
تاريخ التسجيل: 04-15-2008
مجموع المشاركات: 4163
تلك نظنّها بدايات؛ البقية تأتي منكم؛ وربما نستزيد حسب الطلب؛ وكأمثلة لفتح (الخشم) جغرافياً؛ هذا الأمر؛ يوجد في كل السودان على مرّ التاريخ؛
تجد وصفاً واضحاً عن بعض هذه الفترات في كتاب الرائد بابكر بدري الجزء الأول وهي سيرة ذاتية؛ ولكن فيها تناولاً تاريخياً إلى حد كبير؛ ما يهمني مثلاً كم واحد من جيش الغزو تزوج هنا وهناك، كم من الأنصار في رحلته من أمدرمان وإلى
توشكي؛ هنا وهناك، ومن أبناء تلك الأماكن ممن ترك ساقيته وزوجته وأبناءه، وعلى امتداد ذلك الوادي.
الأمثلة كثيرة؛ خذ مثلاً لهذا الأنصاري المجاهد أو ذاك الهارب من الجوع ..إلخ؛ تجد أحدهم تزوج وأنجب
في أمدرمان ومنها شمالاً في ديار كل القبائل بامتداد نهر النيل؛ مات الرجل ولكن أبناؤه أحفاده
موجودون في كل الأماكن؛ ولم يلتقوا؛ وإن كانوا يعرفون أن إخوانه أو بني عمومته في كذا وكذا، ولدى
أبناء الجنوب عن أب أنجب عشرات من الولد؛ بل أكثر؛ بعضهم لم ير بعضاً؛ وهكذا دواليك. أعطنا أمثلة
من كل الأماكن جنوباً وشمالاً شرقاً وغرباً؛ فالأرض حبلى بالحكايات؛ وباختصار نريد في رأينا المتواضع. من الظالم ومن المظلوم؛ وأي أنواع سفر الجفا نقصد؛ ليس بالطبع ما يتبادر إلى الذهن.
ففي الخارج وطئت أقدامك أرض بلد بعيدة؛ أي في كل شيء؛ فيها دخل ولكنها بعيدة في العادات والتقاليد
واللغة والدين وووو...إلخ.واستطاب لك المقام معك أولادك أو وحدك( ففي الحالين أنا ضائع)إذا كنت
بعيداً فتلك طامّة، وإن كانوا معك أيضاً هنالك سلبيات. أما إن كانت الفترة قصيرة فلا مشكلة إلا على
مستوى بسيط. أما إن طال بك المقام فتلك أو فذاك أس المشكلة،( لا تتعجب إن جاء الولد، أو البنت
مستصحباً الـboy or girl friend ،أو جئت زائراً؛ فتصرف مع أمك أو أحداً من أهلك وفقاً للثقافة التي
عايشها. أو عدت محملاً بكل شيء؛ ولكن غيابك الطويل ليس مثل بقائك القصير؛ فستواجه بسلوك وثقافة هي
عادية عنده؛ ولكن قد يعجل بأجلك ما تشاهده. فالتربية مسؤولية مشتركة؛ واليد الواحدة الضعيفة لا
تصفق.
05-26-2008, 07:19 PM
عبدالفتاح أبوشيمة
عبدالفتاح أبوشيمة
تاريخ التسجيل: 04-15-2008
مجموع المشاركات: 4163
الرحيل القسري عن الأرض الحبيبة حيث جذورنا وأهلنا وناسنا وخلانا وأحبابنا .. عن الأرض الحبيبة هو مثل موت الأم أو الحبيبة .. كل بلاسم الدنيا لا تداوي جرحه .. المغتربون يموتون كل يوم ألف ألف مرة في مغترباتهم ومهاجرهم ؛ ورغم إبتسامات على شفاههم ؛ لو دققنا في إبتسامة كل منهم / منها نجد حزناً دفيناً بحجم الكون .. الذكريات تؤرقهم ؛ الحنين يأكلهم ، الفراق يؤلمهم ، أعمارهم تتآكل وهم يمنون النفس بالعودة .. تراجيديا الرحيل هي سفر الجفا.. تراجيديا موت الروح والأحساد حية !!
05-29-2008, 01:46 PM
عبدالفتاح أبوشيمة
عبدالفتاح أبوشيمة
تاريخ التسجيل: 04-15-2008
مجموع المشاركات: 4163
السفر قطعة من جهنم ولمن قلت ليك سفر البن سفر البن دا مثل بقول (سفر البن دق وحرق ) اها سافرت للدمازين ودى الحصيلة جنوب النيل الازرق ..سحر الطبيعة الفاتن الذي يغويك فتنساق خلف الخضرة والماء والوجه الحسن ..تنساق فلا تود العودة ابداً .. هواء يعيد للوجوه القها الذي لفحته شمس الخرطوم وصهرتها فالشمس هناك تمتلىء باحتها بالسحاب فلا تكاد تراها سحب تسحبك بين رحيلها فتصنع لك فردوساً في ظلال التبلدي والنيم والمانجو... تستعذب المشهد بين لون السماء الاكثر زرقة في بعض المساحات التي رحلت سحبها لتؤاخي بين اللون الازرق للنيل الازرق واللون الرمادي للقطاطي المنتشرة على طول المسافة بين الدمازين والرصيرص .. اغواء اللون الرمادي للارض وجاذبيته للنظر حيث لا تحس باصطدام بؤرة العين الخشن الذي يحدث لك في مناطق اخرى حرقت الشمس ارضها واحالتها الى حراقة. تؤذي العين ..لاتود رد البصر بين شجرة واخرى، ولاتربد لان الاشجار تكون علامات ساحرة تدعوك لكتابة رواية بكاملها عن سحر الروصيرص التي اشهدها لاول واقع في غرامها. المسافة بين الرصيرص والدمازين مرصوفة بالشوارع انخفاضاً وعلواً «خيران وجداول هيمانة» واكوام بيوت النمل الابيض تعلو وتنخفض محدثة تألفاً بين لون الارض ولونها «الاسود - الازرق كما يحلو لاهله تسميتها» المياه رغم النيل الازرق تتلقاها القرى عن طريق روافع المياه من الآبار.. شهدنا اطنان من الاشجار مقطوعة حتى لينفطر قلبك لمشهدها وتبادر للسؤال هل تم زراعة بديل لما تم قطعه؟وسؤال آخر لماذا تلتقط ا لعين مساحات شاسعة «بور» ولا ترى الى ابعد او اقرب نقطة من احد سوى الرعاة العابرين هنا وهناك؟ الشارع رأسي ووحيد ذلكم الرابط بين الدمازين والخرطوم .. شارع مهترئ كالخرقة البالية تعتريه الثقوب يتعرج على نحو ثعباني وليس له من رصيف افقي كأنما المدينة منبتة عما جاورها من الاتجاه الآخر. عبرنا الكبري الفاصل بين الدمازين والروصيرص مشهد يحتاج الى «نفس» عميق تجذبه لترى وقع الجمال على روحك تخشى عليها من شهقة الموت لفرط الجمال .. تشهد الخزان وامتداد النيل الازرق
ضارباً بموجه الصاخب على صخور الخزان لتخرج الكهرباء التي لا تصل الى أهل الدمازين والرصيرص .. امر يزعجك حين ترى القرى لابسة ثوب الظلام بدون امل حتى لترى اعمدة الكهرباء زاحفة باتجاهها.. لكن طبيعة المشهد الساحرة تحيلك الى سؤال مركزي لماذا لاتنشط السياحة في تلك الاماكن التي هي اهل لذلك النشاط الاقتصادي فحين ترى مشهد الغروب ، الشمس توزع خيوطها الذهبية على الربوات المخضرة لتندغم الالوان الخضراء والذهبية ضاربة على اعلى الاشجار خاصة المانجو ومزارع الموز ..هالله مشهد روائي لم يكتبه احد لكنك تقرأه وتهلل له ..تود لو كان العالم ملكك اذن لحزت تلك البقعة وحدك واحتضنتها وناديت كل العالم من حولك ليشهد روعتها... مشهد حزين: كان باتجاه المدينة.. صبي في الثامنة او يقل ، لاتعرف له تحديداً عمرياً .. فهو صغير على اية حال، التقت اعيننا في لحظة عبور الباص كنت احس جوعاً كاد يعصف بمعدتي لكنني حين التقت اعيني به كور يده باتجاه فمه فما وسعني العالم لفرط الحزن الذي رأيته ورأيت مأساة تتحرك نحوي رميت مكان وقوفه فاذا هو باحة للفقر ، استباح الفقر أهلها، ورأيت مشهد البيوت «الغبشاء» وماحوله من سهول بور، تيقنت لحظتها لماذا حول يده باتجاه فمه معلناً جوعه الذي رمى بجوعي الى متاهة الغضب واحسست بشبع لان هناك من هو احوج مني للقمة يسد بها رمقاً ربما استمر لعدة ايام..
05-31-2008, 06:29 PM
عبدالفتاح أبوشيمة
عبدالفتاح أبوشيمة
تاريخ التسجيل: 04-15-2008
مجموع المشاركات: 4163
Quote: تيقنت لحظتها لماذا حول يده باتجاه فمه معلناً جوعه الذي رمى بجوعي الى متاهة الغضب واحسست بشبع لان هناك من هو احوج مني للقمة يسد بها رمقاً ربما استمر لعدة ايام..
أفادك الله يا أستاذة
لكن نسّيتينا مجاعة سنة ستّة ذاتا
هذا الغضب هو الذي يجعلنا نشكو من سفر الجفا
فهذا الصبيّ ربّما كان ضحيّة حرب؛ أبعدت عنه أباه وأمّه
فأصبح يستجدي بالإشارة؛ ربما لم تمكّنه قواه الخائرة؛ أن يفصح
لك الله يا إنسان؛ اشكر لك أسلوبك الجميل؛ ومشاعرك الخلاّقة
ولازلنا نطمع في معرفة المزيد من معاناة الأسفار والمسافرين.
وخصوصاً سفر الجفا
سلمت أناملك يا سلمى؛ سواء الممسكة بالكيبورد؛ أو القلم.
ولنا عودة لهذا النصّ الجميل
05-31-2008, 06:55 PM
عبدالفتاح أبوشيمة
عبدالفتاح أبوشيمة
تاريخ التسجيل: 04-15-2008
مجموع المشاركات: 4163
أنك تحاول جرّ رجلي يا صديقي .. دعنا نتحدث عن ( أم در) .. ( البقعة المباركة ) .. إن تحدثنا عن ( شارع الأسكلة أو الأسكلا ) فيها ذهب البعض إلى الأسكلة في الخرطوم وهم لا يعلمون أن هناك أسكلا أمدرمانية وهي معلم كقهوة ود الفكي ؛ وإذا تحدثنا عن ( القصيرية ) في سوقها كانها أمر مستحدث وليس جزء من تاريخ ولون ونكهة أمدر .. الآن حين تتحدث عن السكي والموردة فكأنك نزلت لوك من كوكب آخر لدى البعض الذين لا يعرفون تاريخ هذه المدينة الساحرة الآسرة.. أمدرمان هي ملحمة الإنصهار والذوبان .. هي المدينة المرحابة التي تفتح صدرها لكل آتٍ فيذوب في نسيجها لأنها لا تعرف العرقية والجهوية .. أحياء (أمدر) قامت على التآلف الإنساني والوجداني ؛ وهي لا تُقسر أحد أن ينسى جذوره ةلا ترضى ولا تقبل ذلك ولكنها تطلب منه فقط أن يبادلها حب بحب ووفاء بوفاء.. البقعة المباركة هي الخير والمحبة ؛ مرت أمدر بمراحل علوٍ وهبوط في تاريخها العريق ولكنها ما جفت ولا لفظت أحداً من بنيها وحتى وإن اهتجروا قسراً أو طوعاً فهي الأم لا تغضب ولا تخزن من فلذاتها بل ترحب بهم وتحتضنهم بقلب الأم الرؤوم .. أمدر هي عاصمة وطنية فمن جوف أحيائها ومن رحمها وُلدت بوتقة رجال حاربوا بسيف العشر الأمبرطورية التي لا تغرب عنها الشمس ؛ أتدري لماذا واجه سيف العشر المكسيم؟ لحب بنيها لها ولأنها بقعة مباركة لا يرضى أبنائها لها أن تدنس تربتها الطاهرة .. الحرائر زغردن وحمسن الرجال يومذاك ولم يقبعن في الخدور .. الماجدات الحرائر في أم در كن شقائق الرجال وشقائق النعمان .. هن من نلن حقوقهن قبل أن تنل تلك الحقوق نساء الغرب .. أتدري لماذا لأن " أم در " بدأ إسمها بلفظ الحنان " أم " . ولقد أعطى رجالها نساؤها حقوقهن كما جاء في شرعة الله .. تحياتي ساتابع
06-01-2008, 01:30 PM
عبدالفتاح أبوشيمة
عبدالفتاح أبوشيمة
تاريخ التسجيل: 04-15-2008
مجموع المشاركات: 4163
وإياك أعني واسمعي يا جارة صورة تانية سفر الجفا في النت هناك برضو ابتعاد وما عاد وعاد زولك هناك جوّة البلد حابس رويحتو قايل المراد في لبدة جوّة الغرفة؛ فاكر نفسه عاد سيد الهكر والارتياد لكنو بس حتتة وكر زاد البعاد لا قال يزور أهل الوداد ولا قال يسافر في البلاد ولا حتى بيحضّر لو زاد لي يومنا داك يوم المعاد قوم صلّي يا زين الولاد كويس يمة من غير يبلعا قالها الولد من دون محاولة ازدراد تقول طلبنا يسدّ البوغة في يوماّ براد القصة ساي ما عاد وعاد آخر الزمن ديل الولاد
06-02-2008, 05:59 PM
عبدالفتاح أبوشيمة
عبدالفتاح أبوشيمة
تاريخ التسجيل: 04-15-2008
مجموع المشاركات: 4163
ود الصائم عندك وشوش لي ناساً مجهجهة ما عندها وجه ترجاه داك يوم المعاد ود البشرى ما عندك شعر ترثيبو زول ما عندو وش يرجابو داك يوم المعاد هارزون ما عندك صور واللا غنا تزيد شوفو أو سمعو أو تقيد نار شوقو لي ذاك البد ندوية ما عندك كلام سمح والسمح مرعاك يا قش التحاجير تجبر بخاطرو تولّفو لي ديك بلد
هل هناك ما كان يثير الحنين ويضرم الشوق ؛ خاصة في أيام الجمع يوم كان الناس يعدون أنفسهم ويقيمون بعض الطقوس المعتادة كتجهيز فطور الجمعة ( وتوابعه )!! إستعداداً لسماع المبارك إبراهيم وحقيبة فنه؛ كيف يكون الحال حين تكون بعيداً عن أرض الوطن وتفتقد السماع لحقيبة الفن .. والمبارك إبراهيم ؟!.. حين يستعرض المبارك خرائد الخليل والمساح وسيد عبد العزيز .. وبقية الثلة ؛ ثم يترقرق صوت الثنائي ميرغني المأمون وأحمد حسن جمعة أو أولاد الموردة ؛ من عبر الأثير ؛ كانت أصواتهم هي الحنين كله .. من جفا من بالله عليك؟!! أمدرمان حبيبتي هي.. ود البنا ؛ ود درو ، الخنادقة ، المظاهر، ودنوباوي ، ود البصير، شارع الدومة ، ديم ابوسعد ؛ ابوروف ، بيت المال ، أزهري ، الملازمين ، حي العرب ، حي البوستة ، الهاشماب ، العرضة ، ديم فتيح ، أمبدة ، الموردة ، العباسية ، بانت شرق وغرب ، حمدالنيل ، شارع العناقريب ، التيمان ، القصيرية ، الأسكلا ، جورج مشرقي ، عباس رشوان ، شلقامي ، الطوخي ، العدني ، هي الثورات ( المهدية ).. قبة المهدي الإمام ، الطابية ، الريفيرا ، حديقة الموردة .. سوق العناقريب .. هي الفناننين ، والشعراء ، هي الخريجين ، قهوة ودالفكي ، هي الأفذاذ في كل المجالات .. كم هي رائعة هذه المدينة الساحرة التي !!
لنا عودة
06-04-2008, 01:27 PM
عبدالفتاح أبوشيمة
عبدالفتاح أبوشيمة
تاريخ التسجيل: 04-15-2008
مجموع المشاركات: 4163
هل هناك ما كان يثير الحنين ويضرم الشوق ؛ خاصة في أيام الجمع يوم كان الناس يعدون أنفسهم ويقيمون بعض الطقوس المعتادة كتجهيز فطور الجمعة ( وتوابعه )!! إستعداداً لسماع المبارك إبراهيم وحقيبة فنه؛ كيف يكون الحال حين تكون بعيداً عن أرض الوطن وتفتقد السماع لحقيبة الفن .. والمبارك إبراهيم ؟!.. حين يستعرض المبارك خرائد الخليل والمساح وسيد عبد العزيز .. وبقية الثلة ؛ ثم يترقرق صوت الثنائي ميرغني المأمون وأحمد حسن جمعة أو أولاد الموردة ؛ من عبر الأثير ؛ كانت أصواتهم هي الحنين كله .. من جفا من بالله عليك؟!! أمدرمان حبيبتي هي.. ود البنا ؛ ود درو ، الخنادقة ، المظاهر، ودنوباوي ، ود البصير، شارع الدومة ، ديم ابوسعد ؛ ابوروف ، بيت المال ، أزهري ، الملازمين ، حي العرب ، حي البوستة ، الهاشماب ، العرضة ، ديم فتيح ، أمبدة ، الموردة ، العباسية ، بانت شرق وغرب ، حمدالنيل ، شارع العناقريب ، التيمان ، القصيرية ، الأسكلا ، جورج مشرقي ، عباس رشوان ، شلقامي ، الطوخي ، العدني ، هي الثورات ( المهدية ).. قبة المهدي الإمام ، الطابية ، الريفيرا ، حديقة الموردة .. سوق العناقريب .. هي الفناننين ، والشعراء ، هي الخريجين ، قهوة ودالفكي ، هي الأفذاذ في كل المجالات .. كم هي رائعة هذه المدينة الساحرة التي !!
لنا عودة
06-04-2008, 05:55 PM
محمد سنى دفع الله
محمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 11025
سفر الجفا مسرحية من تأليف المسرحي الراحل المقيم بدرالدين هاشم ومن احراج الفنان المسرحي امد الله في ايامه مكي سنادة تحكي عن السفر من القرية الى المدينة ومن المدينه الى بلاد بره وكيف يعود الولد البكر وقد غيرته الغربة الى غول اناني وما يقى للأب الحزين سوى ايقاف القطر حتى لاياخذ الاولاد الى سفر فاس سفر الجفا ولكن القطر يدوس عليه ويحمل الأولاد الى الغربة وسفر الجفا .. وفي المسرحية الغربة الداخلية وانواع شتى من الجفا وكان حينما تم عرضها في المسرح القومي ترى الناس تبكي اثناء العرص بكاء بي حرقه ونحيب ما اقسى سفر الجفا ... السفر للمعرفة والتجوال للمتعة شئ والسفر لتغترب او تهاجر بي وشك شئ تاني قاسية الحياة لمن تبدل وطنك وتهاجر وتنغمس جوة نظام تاني يستلبك وتتماهى مع كل شئ حولك وتبقة زول ليهو فلبين وتدخل في دوامة الغربة الداخلية وتبقى مهترش الا مجنون يعني باقي ليك كم شعرة وتطش بي وشك وقلبك تقابض في حكاوي الزمن الفات ليك مشهدك الفردي تضحك براك وتبكي براك وافوت فيك الفوات واقولوا عليك شقي ومجنون سغرك يا عبد الفتاح قاس وسفر جفا
06-05-2008, 02:06 PM
عبدالفتاح أبوشيمة
عبدالفتاح أبوشيمة
تاريخ التسجيل: 04-15-2008
مجموع المشاركات: 4163
Quote: سفر الجفا مسرحية من تأليف المسرحي الراحل المقيم بدرالدين هاشم ومن احراج الفنان المسرحي امد الله في ايامه مكي سنادة
Quote: تحكي عن السفر من القرية الى المدينة ومن المدينه الى بلاد بره
Quote: وكيف يعود الولد البكر وقد غيرته الغربة الى غول اناني وما يقى للأب الحزين سوى ايقاف القطر حتى لاياخذ الاولاد الى سفر فاس سفر الجفا ولكن القطر يدوس عليه ويحمل الأولاد الى الغربة وسفر الجفا ..
Quote: وفي المسرحية الغربة الداخلية وانواع شتى من الجفا وكان حينما تم عرضها في المسرح القومي ترى الناس تبكي اثناء العرص بكاء بي حرقه ونحيب ما اقسى سفر الجفا ...
Quote: السفر للمعرفة والتجوال للمتعة شئ والسفر لتغترب او تهاجر بي وشك شئ تاني
Quote: قاسية الحياة لمن تبدل وطنك وتهاجر وتنغمس جوة نظام تاني يستلبك وتتماهى مع كل شئ حولك
Quote: وتبقة زول ليهو فلبين
Quote: وتدخل في دوامة الغربة الداخلية
Quote: وتبقى مهترش الا مجنون يعني
Quote: باقي ليك كم شعرة وتطش بي وشك
Quote: تقابض في حكاوي الزمن الفات
Quote: ليك مشهدك الفردي
Quote: ليك مشهدك الفردي
Quote: ليك مشهدك الفردي
Quote: تضحك براك وتبكي براك
Quote: وافوت فيك الفوات
Quote: واقولوا عليك شقي ومجنون
Quote: سغرك يا عبد الفتاح قاس وسفر جفا
الكيبورد
إنبلّ
وبي دموعي
ودموع الرجال غالية وعزيزة
يا ود القطينة
يا ود أمدرمان
ود السودان
والله ما بقدر أرد أسّي
بس بقول للناس
من دون تعليق
اقرأوا كلام هذا الرجل العِمَّّة
والكلام بعدين يا عوض دكّام ( الله يرحمه)
06-04-2008, 06:02 PM
عبدالفتاح أبوشيمة
عبدالفتاح أبوشيمة
تاريخ التسجيل: 04-15-2008
مجموع المشاركات: 4163
Quote: إستعداداً لسماع المبارك إبراهيم وحقيبة فنه؛ كيف يكون الحال حين تكون بعيداً عن أرض الوطن وتفتقد السماع لحقيبة الفن .. والمبارك إبراهيم ؟!..
تلك هي القضية وهي المشكلة؛
الحال ماذكرناه يا دكتور إن مما يؤلم في هذه الأسفار الموغلة في الإطالة مهما كان مبررها؛ فيها من
الضحايا الكثير؛ إنك لا تترك الأهل أو العقاب فقط؛ وإنما تبتعد عن أشياء كثيرة؛ قد تكون هي الضحية؛
أو يكون المسافر هو الضحية؛ لقد أثرت شجوناً؛ وإن كانت الحقيبة لا تزال؛ تقدم عن طريق آخرين؛ لنفترض؛ وأنت شاعر؛ أنك مثلاً كنت في شوق شديد؛ لشاعر يقول أواه يا وطن العصافير الجميلة؛(محي الدين فارس عليه الرحمة) ومات في غيابك؛ وقد كنت نويت زيارته.
افترض جدلاً أنه قد طال بك الغياب؛ وانت في شوق إلى سوق الموردة؛ لتتهنأ بوجبة معتبرة؛ ووصلت إلى السوق وفي مخيّلتك صورته القديمة ووجدت أعمال الهدم والبناء قائمة.
بحكم التجديد ومجاراة التطور؛ سيختلف طعم ونكهة ما تتناول؛ لذا يا ناس أمدرمان والسودان لا تغيبوا
كثيراً رد الله غربتكم؛ وعدتم سالمين غانمين
واصل أحسن الله إليك
ومتعك بالعافية
06-05-2008, 06:02 PM
عبدالفتاح أبوشيمة
عبدالفتاح أبوشيمة
تاريخ التسجيل: 04-15-2008
مجموع المشاركات: 4163
كل دول هاجّين بعيد جوّة البلد، برّة البلد شوف كيف بيتقطّع قليب؛ وهو حُر شوف كيف بتتنتّش رويشتو وهو حر شوف كيف بجن شوف كيف يحن شوف كيف يجنّنني ويجن فاقد حنان كاتلو الشجن عايش محن ماسك الرسن وهو حر شارد بعيد حدّاؤه صنْ شوف جملو ذاته دار ينجن ما لاقي زول يحدولو فن
06-08-2008, 01:38 PM
عبدالفتاح أبوشيمة
عبدالفتاح أبوشيمة
تاريخ التسجيل: 04-15-2008
مجموع المشاركات: 4163
مقطوعة العزف المنفرد السيمفونية عُضْوُها بلال أحد براه بس ما في معاه أحدَْ تمثيلية المشهد الواحد والممثل الواحد برضيها ديك شفناه ليك كل الحوار لي زول وحيدو بيرجحن قلبو بيحن صوته بيزن عقله بيجن او هو البيجنّنني ويجن يا سنّي مالك يا حنين ياخي انت ما لخبتّني وبقيت أجن بي عودة لي ذاك الوطن أولادي ديك ما مشتتّين فاقدين حنان فاقدينّو حِنْ
06-08-2008, 04:53 PM
عبدالفتاح أبوشيمة
عبدالفتاح أبوشيمة
تاريخ التسجيل: 04-15-2008
مجموع المشاركات: 4163
البوست دا وهبتو ليك كمذكرات خليني بس حارس عديل أهتمّ بي رفعه التقيل خصّمتك بي الله والرسول كان ما تعود وتتمّ لي باقي النضم كل النضم ما بقبله إلاّ البشارة بنقبلا كمان لو ما في البشارة ما عليك إلاّ تتم شور الحزن تشرّ لي كل السخام شان أهبّب ليك شديد إلين تجف كل الدموع الرّاشّة في هذا السخام يقروه ناس يلدولو ناس يمكن يجيك واحداً جديد من المواليد الجدد يحلف طلاق ما يهجر الابيات أبد
06-08-2008, 07:53 PM
عبدالفتاح أبوشيمة
عبدالفتاح أبوشيمة
تاريخ التسجيل: 04-15-2008
مجموع المشاركات: 4163
Quote: مسرحية من تأليف المسرحي الراحل المقيم بدرالدين هاشم ومن احراج الفنان المسرحي امد الله في ايامه مكي سنادة تحكي عن السفر من القرية الى المدينة ومن المدينه الى بلاد بره وكيف يعود الولد البكر وقد غيرته الغربة الى غول اناني وما يقى للأب الحزين سوى ايقاف القطر حتى لاياخذ الاولاد الى سفر فاس سفر الجفا ولكن القطر يدوس عليه ويحمل الأولاد الى الغربة وسفر الجفا .. وفي المسرحية الغربة الداخلية وانواع شتى من الجفا وكان حينما تم عرضها في المسرح القومي ترى الناس تبكي اثناء العرص بكاء بي حرقه ونحيب ما اقسى سفر الجفا ... السفر للمعرفة والتجوال للمتعة شئ والسفر لتغترب او تهاجر بي وشك شئ تاني قاسية الحياة لمن تبدل وطنك وتهاجر وتنغمس جوة نظام تاني يستلبك وتتماهى مع كل شئ حولك وتبقة زول ليهو فلبين وتدخل في دوامة الغربة الداخلية وتبقى مهترش الا مجنون يعني باقي ليك كم شعرة وتطش بي وشك وقلبك تقابض في حكاوي الزمن الفات ليك مشهدك الفردي تضحك براك وتبكي براك وافوت فيك الفوات واقولوا عليك شقي ومجنون سغرك يا عبد الفتاح قاس وسفر جفا
Quote: لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق
Quote: السفر للمعرفة والتجوال للمتعة شئ والسفر لتغترب او تهاجر بي وشك شئ تاني
Quote: قاسية الحياة لمن تبدل وطنك وتهاجر وتنغمس جوة نظام تاني يستلبك وتتماهى مع كل شئ حولك
Quote: قاسية الحياة لمن تبدل وطنك وتهاجر وتنغمس جوة نظام تاني يستلبك وتتماهى مع كل شئ حولك
Quote: وتبقى زول ليهو قلبين وتدخل في دوامة الغربة الداخلية وتبقى مهترش؛ الا مجنون يعني
Quote: باقي ليك كم شعرة وتطش بي وشك وقلبك تقابض في حكاوي الزمن الفات ليك مشهدك الفردي تضحك براك وتبكي براك وافوت فيك الفوات واقولوا عليك شقي ومجنون
عليكم الله اتفرّجوا ساي على المسرحية دي اللّي ما لاقيالها لا مخرج لا ممثل ولا خشبة ذاتو
بس بيني وبينك؛ عندها مؤلّف تمام؛ لكن آخ...
قال:-
Quote: سفرك يا عبد الفتاح قاسي، وسفر جفا
سفري أنا واللاّ سفرك يا حبيبنا السنّي؟
س: سؤال موجّه لي صاحب الصورة دي
نحن طماعين وما بنابا الزيادة
06-10-2008, 06:53 PM
عبدالفتاح أبوشيمة
عبدالفتاح أبوشيمة
تاريخ التسجيل: 04-15-2008
مجموع المشاركات: 4163
هاكم ما كتب عن أم درمان !!.. هل تُصحح بعض المثالب؟ ركزوا على ما تحته خط !! مشاهدات الكادتبة مروة كريديه .. أمدرمان بعيون صحفية عربية .. المرجو إبداء وجهات النظر فيما كتب!!
مرآة ثقافية وحرف يدوية سوق أم درمان الشعبي ١٤ أيار (مايو) ٢٠٠٨ ، بقلم مروة كريديه
[ دخلنا سوق أم درمان الشعبي عبر زقاق ضيق يطلق عليه اسم "شارع الميرغني"، وهويمتد حتى شارع آخر يُعرف باسم حي "ابي رووف"، وقد اطلعنا مرافقنا الى ان مُعظم القاطنين فيه وفي المنطقة المحيطة به هم من العائلات المرموقة العريقة حسبًا ونسبًا والميسورة حالاً في كثير من الاحوال، حيث تعد مدينة ام درمان من أعرق المدن السودانية وقد ارتبطت اسماء كثير من احيائها وشوارعها باسماء شخصيات لها اثر في حياة الناس وتاريخهم. أما من الناحية الجغرافية، فإن السوق يقع في المنطقة الممتدة من شارع كرري شرقا وشارع الشنقيطي غربا؛ وبين مبنى البريد شمالا، وحي المسالمة جنوبا، ويعتبرهذا السوق مرآةً ثقافية وانتربولوجية في آن وهو علامة مميزة للسودان بشكل عام ولمدينة أم درمان بشكل خاص حيث تمتزج فيه أعراق وديانات مختلفة، ويمثل نموذجًا جدير بالدراسة للعيش المشترك والتعددية العقائدية. وبالعودة للمصادر العلمية التاريخية، فإن المنطقة كانت تعد "عاصمة السودان الوطنية" أو "عاصمة الثورة المهدية"، حيث جعلها المهدي مقرًا له، وبعد وفاته 1885م تولى الخليفة عبدالله الحُكم في البلاد، وظلت أم درمان عاصمة الحكم، فبنى فيها منزلاً له، كما أقام ضريحًا للمهدي؛ وفيما بعد نقل الحكم الإنجليزي المصري العاصمة من أم درمان إلى الخرطوم، وأقام المصالح الحكومية هناك. لذلك فإن مدينة امدرمان ضمت رموزًا ممن صنعوا تاريخ السودان وتحريره عبر الحقب المختلفة، حيث كان يعيش فيه رجالات الحركة الوطنية منهم الرئيس إسماعيل الأزهري، وهم الذين تركوا عظيم الأثر على المستوى الاقتصادي والسياسي. وبحسب الدرسات التي تناولت الخلفية التاريخية للمدينة من حيث الموقع والنشأة، فإن السوق يعود الى حوالي قرنين، وهذا الترتيب المعمول به الآن يعود الى موجب قرار من الخليفة عبد الله عام 1888م الذي أوعز بترتيب السوق وفق المهن، لذلك فقد ارتبطت نشأته بالمهدية، وبداية الحركة التجارية في المنطقة وهو ما تشير اليه مداخل السوق والمعالم القديمة البارزة فيه، وما يميزه المهن والحرف اليدوية حيث يضم اسواق متخصصة كل سوق حسب الحرفة. شارع اليهود وحي المسالمة رمز للمحبة والسلام: ربما من أكثر الأمور التي تهم الباحث وتلفت نظره خلال تجوله في السوق، هي امتزاج الثقافات التي تشكل مجتمع السوق من حيث ارتباطه بمدن السودان الأخرى المختلفة والاحياء التي تحيط به، حيث تبدو مساهمات الاقباط في السوق واضحة كل الوضوح. فالأسواق غالبًا ما تلعب دورا مميزا في بناء الوحدة الوطنية للشعوب خصوصًا وان السوق المذكور يحده شارع "المسالمة" الذي اكتسب هذا الاسم نسبة الى سكن المسلمين والاقباط المسيحيين جنبا الى جنب سواسية واصبح هذا الحي رمزًا للتعايش السلمي. وخلال جولتي وجدت العديد من الأقباط الحرفيين والتجار، واستطلعت آرائهم حول تجارتهم وعلاقتهم بأغلبية ثقافية اسلامية، وقد عكست الاجابات عمق العلاقة الطيبة فعلا في النسيج الاجتماعي. حنّا شابٌ قبطي في أواخر العشرينيات ورث المهنة عن أبائه وأجداده بدا طيبا وبادرني بالسؤال وهو يعرض عليّ البضائع: انت لبنانية؟ ----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- اجبته نعم،فقال: يعني مسيحية؟ ----------------------------- ابتسمت ممازحة انا "أؤمن بالله" وأضفت: لماذا؟ هل تشعر بأنك مضطهد وسط أكثرية مسلمة؟…أجابني:"لا ابدا احنا زي بعض نعيش منذ سنوات طويلة وعمرنا ما تعرضنا لمضايقات…" وقد جاء معظم الأقباط الى السودان من صعيد مصر وهم متخصصون في المنسوجات والمفروشات، كما يمارس بعضهم مهنة تصنيع الجلديات وبيع المنتوجلت المحلية المصنوعة يدويًّا. حاولنا أن نتجول أيضًا في شارع يطلق عليه اسم "شارع اليهود"، علّنا نصادف أحدًا منهم، فأفادنا رجل عجوز يعمل في السوق، بأن أصحاب المحلات من اليهود باعوا كافة ممتلكاتهم أواخرالستينيات وغادروا السودان حيث لم يتبق منهم احدا في السبعينيات، وبرغم ذلك مازال السوق يُعرف بإسمهم حتى الآن. حرف قديمة وكتب ومستعملة: أمام محاذاة السوق من جهة مبنى البريد، ينتشر باعة الكتب المستعملة والقديمة، كما تباع الكتب الجديثة والمجلات، والمكتبات بمجملها صغيرة وتشبه "البسطات" الى حدٍّ بعيد… واللافت وجود بعض الكتب التي تعود الى خمسين سنة خلت وتعد من نوادر الكتب وأوائل الدوريات والمطبوعات في العالم العربي. ------------------------------------------------------------------------------------ وفى زقاق الحرفيين القديم يتوارث أصحاب المهن مهنتهم عن آبائهم وجدودهم حيث يستغرقون في صناهة الاحذية و"الشباشب " والشنط النسائية المصنوعة من جلود التماسيح والأفاعي، التي تباع بأسعار متوسطة حيث قال لنا عثمان وهو حرفي: بأن القوانين لا تسمح كثيرا بصيد التماسيح لذلك فإن اسعارها مرتفعة جدا كما يُحرم بيع العاج لذلك فإننا نحاول احيانا الاستعاضة عن الجلود المحظورة قانونيا بأخرى مسموح بها " نساء الشاي: ------------ اللافت في كافة أرجاء المناطق السودانية التي زرناها، من دارفور الى البجراوية، هو الإنتشار الكبير لبائعات الشاي والقهوة، لا سيما في الأسواق الشعبية، فالبائعات منتشرات في كل ركن من اركان السوق ويطلق على القهوة باللهجة السودانية اسم "الجبنة" حيث تقدم بفناجين صغيرة وطعمها يختلف عن تلك المنتشرة في بلاد الشام والمشرق العربي. وتقوم البائعات بتحضير القهوة والشاي وتقديمها بأنفسهن للزبائن، وقد حرصت "عائشة" على أن تتميز في خدمتها فأضافت لنا حب الهال الى الشاي وأضافت شارحة:"إنها تكسب المال الحلال بعرق الجبين بالرغم من ان دخل الارباح من هذه المهنة زهيد جدا "
كما تنتشر في السوق محال الأكلات الشعبية التي لم أتمكن شخصيا من تذوق اي شيئ منها، خصوصًا وانها تفتقر لأدنى شروط النظافة والسلامة ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- الصحية غير ان الأكلات الأكثر شهرة هي: العصيدة والفول والكسرة.. -------------------------------------------------------------------- كما ان هناك مشروب شعبي لذيذ الطعم يعرف باسم "التبلدي ".
أخيرا ليس هنا في السودان شيئًا أكثر وضوحا من تواضع الأحوال العامة وفي سائر المدن والأحياء الراقي منها والشعبي، وهو غياب البنى التحتية ----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- فالشوارع الفرعية غالبيتها لا تعرف الاسفلت فهي ترابية وغير نظيفة، وتزدحم فيها "الركشة" وهي وسيلة نقل بين السيارة والدراجة النارية تسير على ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------ ثلاثة عجلات، كما تنتشر عربات الكارو التي تجرها الأحصنة والسيارات، ومعظم الباعة والناس في الأسواق يشكون قلة اليد ويزاولون أعمالا متنوعة: والبيع والشراء، والحرف اليدوية…ويعيدون انتاج حياتهم بإيقاع رتيب. فهل يُقدر لشعوب مازالت بعيدة عن ركب الحضارة أن تدخل عالم اليوم وتتحمل مسؤولياتها التاريخية فتحافظ على تراثها الحضاري برقي وتحافظ على --------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- مهن قد تندثر وتتطور بشكل يضمن الانسان معه ادنى مقومات العيش الكريم؟]
06-11-2008, 01:30 PM
عبدالفتاح أبوشيمة
عبدالفتاح أبوشيمة
تاريخ التسجيل: 04-15-2008
مجموع المشاركات: 4163
Quote: هاكم ما كتب عن أم درمان !!.. هل تُصحح بعض المثالب؟ ركزوا على ما تحته خط !! مشاهدات الكادتبة مروة كريديه .. أمدرمان بعيون صحفية عربية .. المرجو إبداء وجهات النظر فيما كتب!!
مرآة ثقافية وحرف يدوية سوق أم درمان الشعبي ١٤ أيار (مايو) ٢٠٠٨ ، بقلم مروة كريديه
[ دخلنا سوق أم درمان الشعبي عبر زقاق ضيق يطلق عليه اسم "شارع الميرغني"، وهويمتد حتى شارع آخر يُعرف باسم حي "ابي رووف"، وقد اطلعنا مرافقنا الى ان مُعظم القاطنين فيه وفي المنطقة المحيطة به هم من العائلات المرموقة العريقة حسبًا ونسبًا والميسورة حالاً في كثير من الاحوال، حيث تعد مدينة ام درمان من أعرق المدن السودانية وقد ارتبطت اسماء كثير من احيائها وشوارعها باسماء شخصيات لها اثر في حياة الناس وتاريخهم. أما من الناحية الجغرافية، فإن السوق يقع في المنطقة الممتدة من شارع كرري شرقا وشارع الشنقيطي غربا؛ وبين مبنى البريد شمالا، وحي المسالمة جنوبا، ويعتبرهذا السوق مرآةً ثقافية وانتربولوجية في آن وهو علامة مميزة للسودان بشكل عام ولمدينة أم درمان بشكل خاص حيث تمتزج فيه أعراق وديانات مختلفة، ويمثل نموذجًا جدير بالدراسة للعيش المشترك والتعددية العقائدية. وبالعودة للمصادر العلمية التاريخية، فإن المنطقة كانت تعد "عاصمة السودان الوطنية" أو "عاصمة الثورة المهدية"، حيث جعلها المهدي مقرًا له، وبعد وفاته 1885م تولى الخليفة عبدالله الحُكم في البلاد، وظلت أم درمان عاصمة الحكم، فبنى فيها منزلاً له، كما أقام ضريحًا للمهدي؛ وفيما بعد نقل الحكم الإنجليزي المصري العاصمة من أم درمان إلى الخرطوم، وأقام المصالح الحكومية هناك. لذلك فإن مدينة امدرمان ضمت رموزًا ممن صنعوا تاريخ السودان وتحريره عبر الحقب المختلفة، حيث كان يعيش فيه رجالات الحركة الوطنية منهم الرئيس إسماعيل الأزهري، وهم الذين تركوا عظيم الأثر على المستوى الاقتصادي والسياسي. وبحسب الدرسات التي تناولت الخلفية التاريخية للمدينة من حيث الموقع والنشأة، فإن السوق يعود الى حوالي قرنين، وهذا الترتيب المعمول به الآن يعود الى موجب قرار من الخليفة عبد الله عام 1888م الذي أوعز بترتيب السوق وفق المهن، لذلك فقد ارتبطت نشأته بالمهدية، وبداية الحركة التجارية في المنطقة وهو ما تشير اليه مداخل السوق والمعالم القديمة البارزة فيه، وما يميزه المهن والحرف اليدوية حيث يضم اسواق متخصصة كل سوق حسب الحرفة. شارع اليهود وحي المسالمة رمز للمحبة والسلام: ربما من أكثر الأمور التي تهم الباحث وتلفت نظره خلال تجوله في السوق، هي امتزاج الثقافات التي تشكل مجتمع السوق من حيث ارتباطه بمدن السودان الأخرى المختلفة والاحياء التي تحيط به، حيث تبدو مساهمات الاقباط في السوق واضحة كل الوضوح. فالأسواق غالبًا ما تلعب دورا مميزا في بناء الوحدة الوطنية للشعوب خصوصًا وان السوق المذكور يحده شارع "المسالمة" الذي اكتسب هذا الاسم نسبة الى سكن المسلمين والاقباط المسيحيين جنبا الى جنب سواسية واصبح هذا الحي رمزًا للتعايش السلمي. وخلال جولتي وجدت العديد من الأقباط الحرفيين والتجار، واستطلعت آرائهم حول تجارتهم وعلاقتهم بأغلبية ثقافية اسلامية، وقد عكست الاجابات عمق العلاقة الطيبة فعلا في النسيج الاجتماعي. حنّا شابٌ قبطي في أواخر العشرينيات ورث المهنة عن أبائه وأجداده بدا طيبا وبادرني بالسؤال وهو يعرض عليّ البضائع: انت لبنانية؟ ----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- اجبته نعم،فقال: يعني مسيحية؟ ----------------------------- ابتسمت ممازحة انا "أؤمن بالله" وأضفت: لماذا؟ هل تشعر بأنك مضطهد وسط أكثرية مسلمة؟…أجابني:"لا ابدا احنا زي بعض نعيش منذ سنوات طويلة وعمرنا ما تعرضنا لمضايقات…" وقد جاء معظم الأقباط الى السودان من صعيد مصر وهم متخصصون في المنسوجات والمفروشات، كما يمارس بعضهم مهنة تصنيع الجلديات وبيع المنتوجلت المحلية المصنوعة يدويًّا. حاولنا أن نتجول أيضًا في شارع يطلق عليه اسم "شارع اليهود"، علّنا نصادف أحدًا منهم، فأفادنا رجل عجوز يعمل في السوق، بأن أصحاب المحلات من اليهود باعوا كافة ممتلكاتهم أواخرالستينيات وغادروا السودان حيث لم يتبق منهم احدا في السبعينيات، وبرغم ذلك مازال السوق يُعرف بإسمهم حتى الآن. حرف قديمة وكتب ومستعملة: أمام محاذاة السوق من جهة مبنى البريد، ينتشر باعة الكتب المستعملة والقديمة، كما تباع الكتب الجديثة والمجلات، والمكتبات بمجملها صغيرة وتشبه "البسطات" الى حدٍّ بعيد… واللافت وجود بعض الكتب التي تعود الى خمسين سنة خلت وتعد من نوادر الكتب وأوائل الدوريات والمطبوعات في العالم العربي. ------------------------------------------------------------------------------------ وفى زقاق الحرفيين القديم يتوارث أصحاب المهن مهنتهم عن آبائهم وجدودهم حيث يستغرقون في صناهة الاحذية و"الشباشب " والشنط النسائية المصنوعة من جلود التماسيح والأفاعي، التي تباع بأسعار متوسطة حيث قال لنا عثمان وهو حرفي: بأن القوانين لا تسمح كثيرا بصيد التماسيح لذلك فإن اسعارها مرتفعة جدا كما يُحرم بيع العاج لذلك فإننا نحاول احيانا الاستعاضة عن الجلود المحظورة قانونيا بأخرى مسموح بها " نساء الشاي: ------------ اللافت في كافة أرجاء المناطق السودانية التي زرناها، من دارفور الى البجراوية، هو الإنتشار الكبير لبائعات الشاي والقهوة، لا سيما في الأسواق الشعبية، فالبائعات منتشرات في كل ركن من اركان السوق ويطلق على القهوة باللهجة السودانية اسم "الجبنة" حيث تقدم بفناجين صغيرة وطعمها يختلف عن تلك المنتشرة في بلاد الشام والمشرق العربي. وتقوم البائعات بتحضير القهوة والشاي وتقديمها بأنفسهن للزبائن، وقد حرصت "عائشة" على أن تتميز في خدمتها فأضافت لنا حب الهال الى الشاي وأضافت شارحة:"إنها تكسب المال الحلال بعرق الجبين بالرغم من ان دخل الارباح من هذه المهنة زهيد جدا "
كما تنتشر في السوق محال الأكلات الشعبية التي لم أتمكن شخصيا من تذوق اي شيئ منها، خصوصًا وانها تفتقر لأدنى شروط النظافة والسلامة ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- الصحية غير ان الأكلات الأكثر شهرة هي: العصيدة والفول والكسرة.. -------------------------------------------------------------------- كما ان هناك مشروب شعبي لذيذ الطعم يعرف باسم "التبلدي ".
أخيرا ليس هنا في السودان شيئًا أكثر وضوحا من تواضع الأحوال العامة وفي سائر المدن والأحياء الراقي منها والشعبي، وهو غياب البنى التحتية ----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- فالشوارع الفرعية غالبيتها لا تعرف الاسفلت فهي ترابية وغير نظيفة، وتزدحم فيها "الركشة" وهي وسيلة نقل بين السيارة والدراجة النارية تسير على ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------ ثلاثة عجلات، كما تنتشر عربات الكارو التي تجرها الأحصنة والسيارات، ومعظم الباعة والناس في الأسواق يشكون قلة اليد ويزاولون أعمالا متنوعة: والبيع والشراء، والحرف اليدوية…ويعيدون انتاج حياتهم بإيقاع رتيب. فهل يُقدر لشعوب مازالت بعيدة عن ركب الحضارة أن تدخل عالم اليوم وتتحمل مسؤولياتها التاريخية فتحافظ على تراثها الحضاري برقي وتحافظ على --------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- مهن قد تندثر وتتطور بشكل يضمن الانسان معه ادنى مقومات العيش الكريم؟]
سودانّا فوق
وأمدرمانّا فوق
جاييك يا حبيب أمدرمان
06-11-2008, 06:30 PM
عبدالفتاح أبوشيمة
عبدالفتاح أبوشيمة
تاريخ التسجيل: 04-15-2008
مجموع المشاركات: 4163
Quote: "المسالمة" الذي اكتسب هذا الاسم نسبة الى سكن المسلمين والاقباط المسيحيين جنبا الى جنب سواسية واصبح هذا الحي رمزًا للتعايش السلمي. وخلال جولتي وجدت العديد من الأقباط الحرفيين والتجار، واستطلعت آرائهم حول تجارتهم وعلاقتهم بأغلبية ثقافية اسلامية، وقد عكست الاجابات عمق العلاقة الطيبة فعلا في النسيج الاجتماعي
دوماً نقول ونسمع ذلك؛ ولكن أن تأتي الشهادة من الخارج ومن صحفية لبنانية؛ ربما بعض سمات التعايش
الموجودة في تاريخها جعل شهادتها؛ سليمة خالية مما يلوّّن كثيراً من الشهادات التي يكتبها أو التقارير
التي تشتمّ منها روائح الكيل بمكيالين؛ والغرض المرض؛ فهذا الحي مشهور بهذا التجانس منذ زمان طويل
إذن فالأمر؛ مرّة أخرى؛ يثير السؤال؛ لم أسفار الجفا؛ من بعض من ينتمون إلى فئة الأقباط مع أنهم في بلاد
مثل مصر لا يزالون يتمسكون بالبقاء؛ وفي السودان أيضاً لا تزال فئات منهم تتعايش مع المسلمين وغيرهم في الولايات.
يا دكتور أركّز دائماً على هذه الأسفار المجافية؛ على الرغم من هذا الاعتراف الواضح. برسوخ التعايش
وهم فئة تعرف كيف تدير سبل كسب عيشها.
06-12-2008, 01:30 PM
عبود عبد الرحيم
عبود عبد الرحيم
تاريخ التسجيل: 03-14-2008
مجموع المشاركات: 5434
السفر عموما جفا وأن كان باعثه المحنة وكل يعتمد على المخزون العاطفى والثقافى ودين أو دينونة الفرد فى علاقته بأهله أما أقسى أنواع السفر فى وجهة نظرى فهو سفرك عن المحيطين بك رغم وجودك بينهم سفرك عن أمك أو زوجتك أو أخوانك أو أولادك وأهلك سفرا ماديا ومعنويا السفر المادى يمكن أيجاد مبررات له أما سفر الأنا أو السفر المعنوى فهذا من الصعب أحتوائه
06-12-2008, 02:25 PM
عبدالفتاح أبوشيمة
عبدالفتاح أبوشيمة
تاريخ التسجيل: 04-15-2008
مجموع المشاركات: 4163
وإليك بعض ما كتبناه في السفر بعيداً عن الآخرين؛ على الرغم من الوجود المادي.
واحد يسافر جوّة نفسه، واحد زهد في الدنيا ذاتا، واحد كمان كتل الوكت؛ كان كشتينة كان ضمنة، شيشة، قعاد قهوة، أحححم "إنترنت"، كتاب، فضائيات،...إلخ يا زول كتالات الوقت كتيرات وعلى حساب آخرين. مشكلتنا الآخرين ديل ذنبهم شنو؟ واحدين مبرمجين(بفتح الميم الثانية)، واحدين هاجّين جوة البلد، واحدين بعيد برة البلد؛ واحدين كان جوّة واللاّ برة؛ بعيدين عن البيت؛ أياً كانت الحجة عمل أو غيرو، ومن داخل البيت فمنهم من في سفرة داخلية إلى داخل أغوار النفس؛ أو بإدمان ما أياً كان نوعه.
شكراً على حضورك البهي.
والله يجبر بي خاطرك
06-12-2008, 02:07 PM
عبدالفتاح أبوشيمة
عبدالفتاح أبوشيمة
تاريخ التسجيل: 04-15-2008
مجموع المشاركات: 4163
Quote: اللافت في كافة أرجاء المناطق السودانية التي زرناها، من دارفور الى البجراوية، هو الإنتشار الكبير لبائعات الشاي والقهوة، لا سيما في الأسواق الشعبية، فالبائعات منتشرات في كل ركن من اركان السوق ويطلق على القهوة باللهجة السودانية اسم "الجبنة" حيث تقدم بفناجين صغيرة وطعمها يختلف عن تلك المنتشرة في بلاد الشام والمشرق العربي. وتقوم البائعات بتحضير القهوة والشاي وتقديمها بأنفسهن للزبائن، وقد حرصت "عائشة" على أن تتميز في خدمتها فأضافت لنا حب الهال الى الشاي وأضافت شارحة:"إنها تكسب المال الحلال بعرق الجبين بالرغم من ان دخل الارباح من هذه المهنة زهيد جدا "
من أسفار الجفا الاضطرارية؛ هذه الفقرة التي أوردتها؛ هذه الصحفية العدسة؛ ما تعانيه المرأة؛ في
سبيل كسب العيش الشريف؛ إن بعضهن يخرجن من( صباح الرحمن)؛ وإلى الليل أحياناً؛ فتكون هي الضحيّة؛ وابنها ضحية وبنتها ضحية؛ ودراستهم ضحية؛ ومشكلات لا حصر لها؛ من طلاق وتشرّد؛ والأطفال والصبية الصغار
وحدهم بلا رقيب؛ يا ترى هل من مستجيب
هل من مجيب؟
هل نقول لها عودي إلى بيتك؛ فيموت هؤلاء الصبية جوعاً؛
نشكو إلى المولى؛ خالقهم ورازقهم؛ وهو الكفيل العالم بحالهم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة