دعونا نقرأ أولا شهادة السيدة ميندي نازر لبي بي سي ومن ثم ندلف إلى نقاش هذه القضية المهة باستعراض آراء منقولة توضح وجهات نظر عدة:
تبدو ميندي نازر من الظاهر فتاة ذكية ومرحة واثقة من نفسها سرعان ما تضيف ابتسامتها إشراقة خاصة على وجهها، غير أن شيئا من هذا لا يعكس ما أوردته في كتابها والذي ذكرت فيه أنها قضت ثماني سنوات من حياتها في الرق بعد أن اختطفت من جبال النوبة بالسودان.
وما إن تبدأ ميندي في التحدث عن ماضيها إلا وتختفي الابتسامة وتغرورق عيناها بالدموع. وتقول لبي بي سي نيوز أونلاين "مازلت أحلم بكوابيس في لندن وذلك بعد ثلاث سنوات من تمكني من الهرب واستعادة حريتي".
"غير نظيفة" تقول ميندي إنها كانت في الثانية عشر من عمرها حينما استهدفها تجار رقيق عرب أغاروا على قريتها في إحدى الليالي، حيث انتزعوها من أسرتها لتبدأ حياة العبودية بعيدا عن أهلها في الخرطوم شمالا.
وتبدو قصتها عن تفاصيل الأسر والعبودية، والتي ضمنتها في كتاب نشرته بعنوان "عبدة"، وكأنها من العصور الوسطى، غير أن أحداث قصتها تجري في أوائل التسعينات، وهو ما تقول إنه مازال يحدث للكثيرات من الفتيات من جنوب السودان.
أمسكت المغرفة المعدنية من المقلاة وضربتني بها.. صرخت من شدة الألم، حيث غرست المغرفة الملتهبة في جلدي
ميندي نازر تقول ميندي إنها كانت تجبر على العمل منذ مطلع الصباح حتى وقت متأخر في الليل، حيث تقوم بأعمال الغسل والتنظيف والكي دون أن تتلقى أي أجر أو تأخذ أجازات، وإنها كانت تنام في كوخ حقير في الحديقة بعد أن يوصد الباب عليها.
وتتابع ميندي إن سيدتها "اعتقدت أول الأمر أنها غير نظيفة ومصابة بأمراض"، وبالتالي لم تكن تسمح لها بلمس الأطفال، ولكن بعد فترة أضيف إلى قائمة واجباتها اليومية رعاية الأطفال والطهي للأسرة.
وتضيف أنها كانت تأكل "بقايا طعام الأسرة مثل الحيوانات"، وتضيف أن تناول تلك البقايا بمفردها في المطبخ كان مهينا لها بشكل خاص، حيث أن تناول الطعام معا يعد في صميم ثقافة جبال النوبة.
وتقول ميندي إنها تعرضت للضرب مرارا، وفي كتابها تسرد أنها أعدت يوما بيضا مقليا بدلا من البيض المسلوق فما كان من سيدتها "إلا أن أمسكت المغرفة المعدنية من المقلاة وضربتني بها على ذراعي وهي شديدة السخونة".
وتضيف في الكتاب "صرخت من شدة الألم، حيث غرست المغرفة الملتهبة في جلدي"، ويُلاحظ آثار حرق سيء على ذراعها.
"مرتعبة" وتسترسل ميندي لتحكي كيف قادت سلسلة من الأحداث لحريتها، حيث تروي أن شقيقة سيدتها، والتي تقول إنها متزوجة من دبلوماسي سوداني في لندن، أنجبت توأما وبالتالي "أعارتها" السيدة إلى شقيقتها للمساعدة في أشغال المنزل.
وتقول ميندي إن زوجة أحد تجار العبيد قالت لسيدتها "من السهل أن نجلب لكِ عبدة أخرى... بينما من المستحيل أن يعثر الناس على من يقوم بتلك المهام في لندن".
وتتابع أن "مالكيها" الجدد عادوا إلى عطلة إلى السودان، حيث تركوها مع زملاء لهم، وعندها أدركت ميندي أن هذه هي فرصتها في الهرب.
غير أن ميندي لم تكن تتحدث الإنجليزية على الإطلاق كما لم تكن تدري شيئا عن عملية اللجوء أو كيفية العيش في مدينة مزدحمة يقطنها ثمانية ملايين نسمة، وتقول إنها أثناء وجودها في شوارع لندن حاولت الحديث إلى أي شخص يبدو من ملاحمه أنه من جنوب السودان.
وبعد الكثير من النظرات المستفسرة والرفض، عثرت على شخص من السودان يعمل في جراج وكان يعرف شخصا من منطقة جبال النوبة، وتقول إنه بعد ذلك بأيام قليلة، انتظرها بعض السودانيين خارج المنزل الذي كانت تعمل فيه وقالوا لها إن الفرصة مناسبة للفرار.
وتقول "كنت مرتعبة من إمكان أن يخطفوني من جديد"، إذ تضيف أنه بعد ثماني سنوات من الضرب والتهديد بالإخضاع نالت حريتها المادية، غير أن التحرر المعنوي سيستغرق وقتا أطول.
لم الشمل ويسرد الكتاب، الذي نشرته دار نشر virago press في بريطانيا، أنه بعد هرب ميندي تم اقتياد أسرتها إلى الخرطوم حيث أُبلغوا بضرورة إقناعها بالعودة، وتقول في كتابها إن أهلها قيل لهم في السودان إنها خطفت وأجبرت على ترك الإسلام والتحول إلى المسيحية، ولكن ما إن تحدثت إليها الأسرة إلا وتمكنت من إبلاغهم بقصتها الحقيقية حيث تقول إنها على اتصال منتظم بهم.
بعض الهيئات الخيرية تقول إنها تدفع أموالا لإعتاق العبيد في السوادن ولكن ميندي لا يمكنها العودة إلى السودان، بينما تقوم أمها برحلة شاقة تستغرق نهارا كاملا على متن شاحنة من قريتها إلى أقرب بلدة تجد فيها هاتفا حتى تتمكن من التحدث إلى ابنتها في لندن.
وتأمل ميندي أن تتمكن يوما من لقاء أسرتها ثانية إذا تمكنوا من الخروج إلى بلد ثالث.
ورغم أن كتاب "عبدة" نشر فعلا في ألمانيا، إلا أن ميندي تقول إنها قلقة من أن الدعاية التي ستحيط بنشر الكتاب في بريطانيا، بما قد يسبب المزيد من المشكلات لأسرتها، وتضيف "كان يمكن أن التزم الصمت بعد أن حصلت على حريتي، غير أنه طالما هناك آخرون يعانون الرق في السودان، فجزء مني أيضا في عبودية".
يذكر أن تقريرا لمعهد ريفت فالي، الذي يتخذ من شرق أفريقيا وبريطانيا مقرا له ذكر أيار/مايو الماضي أن أكثر من 11 ألف شخص تعرضوا للاختطاف على مدار 20 عاما من الغارات التي تستهدف جلب الرقيق في السودان.
04-25-2004, 12:28 PM
خالد عويس
خالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332
قد أعشق ألف امرأة في ذات اللحظة لكني أعشق وجه امرأة واحدة في تلك اللحظة امرأة تحمل خبزا ودموعا من بلدي
أنحني اجلالا لهذه السيدة السودانية : ميندي نازر وأتضامن معها بشكل لا محدود وأعتذر لها عن جريمة جليلة أرتكبت بحقها، لكن كلمات الاعتذار نفسها لا تزيد عن كونها ألما مضاعفا لها لأنها تذكرها بماض قاس.الفعل الايجابي الوحيد الذي يمكن فعله هو مناقشة فضية الرق في الإسلام ووجهات النظر المختلفة حوله تبعا للتأويل والتفسير.
يقول المستشرق البلغاري الذي أسلم تاليا د.توفيان تيوفا نوفا : أما بالنسبة للدراسات الاستشراقية التي تردد أن الإسلام قد أباح الرق والاستعباد·· فمن خلال دراساتي المتعمقة للإسلام ومن خلال قيامي بترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة البلغارية ومحاولاتي الدائمة لفهم الإسلام فهماً صحيحاً·· لم أجد في القرآن الكريم آية واحدة تبيح الاستعباد أو الرق··· بل وجدت آيات كثيرة تنادي بتحرير العبيد وعتق الرقاب··· ثم إن الإسلام جعل العتق من أسمى الطاعات الدينية· فمن مصارف الزكاة ما خُصص لتحرير العبيد· وقد جعل الإسلام تحرير العبد كفّارة الأيمان وكفارة للقتل الخطأ وكفارة للظهار··· بل إن هناك الكثير من الأحاديث النبوية التي تحض على تحرير العبيد· فالإسلام سعى بشكل إيجابي لإنهاء الرق والاستعباد· ودعني أؤكد هنا ـ من خلال دراساتي التاريخية ـ أن الغرب كان له باع طويل في إنشاء أسواق عالمية لبيع الرقيق· ولا شك أن سود أميركا هم أحفاد الأفارقة الذين نُقلوا إلى الأميركيتين ـ جبراً ـ واستعبدوا في زمن المستعمر· وعانى أحفادهم كل سلبيات التفرقة العنصرية·
ويقول عمر القراي:
ومما يترتب على الجهاد اتخاذ الاسرى رقيقاً ، ومع ان الاسلام وجد الرق سائداً في الجاهلية ، الا انه لم يلغه ، كما ألغى الزنا ، والربا ، والميسر ، وغيرها ، وذلك لانه فرض الجهاد ، فاضطر الى مجاراة عرف الحرب والاسر .. ولقد اقرت الشريعة الرق كنظام اجتماعي ، وتعايش المسلمون االأوائل مع عبيدهم يبيعونهم ، ويشترونهم ، ويعتقونهم احياناً اذا لزمت احدهم الكفارة .. ورغم ان الشريعة دعت الى حسن معاملة العبيد ، من الناحية الاخلاقية ، الا ان الوضع القانوني للعبد ، يجعله أقل في القيمة الانسانية من الحر ، فمع انه انسان الا انه اعتبر مثل المتاع الذي يملكه سيده .. وقد اسرف الفقهاء في بيان ذلك بمستوى ينفر منه الذوق السليم .. فالسيد اذا قتل العبد لا يقتل ، واذا اصابه دون القتل يقدر المصاب بالقيمة الماليه للعبد !! فقد ورد ان العبد "ان كسرت يده أو رجله ثم صح كسره فليس على من اصابه شئ فان اصاب كسره ذلك نقص أو عثل (جبر على غير استواء) كان على من اصابه قدر ما نقص من ثمنه"!![5]
وحين يتخذ الاسرى من الرجال عبيداً ، يتخذ الاسيرات من النساء إماء ، ويعتبرن مما ملكت يمين اسيادهن .. وقد اجازت الشريعة للمسلمين ان يعاشروا ما ملكت ايمانهم بغير زواج ، فاصبح للمسلم الحق في معاشرة عدد غير محدود من النساء .. قال تعالى "والذين هم لفروجهم حافظون * الا على ازواجهم أو ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين" .. ويجوز للمسلم ان يبيع جاريته لغيره ، وان يشتري غيرها من الجواري ، يعاشرهن ثم يبيعهن مرة أخرى !! وهكذا نشأ سوق للجواري بجانب سوق العبيد ، واصبح نظام الإماء مثل نظام العبيد ، نظاماً اجتماعياُ راسخاً مرتبطاً أيضاً بالجهاد !!
وقد يقول قائل ان نظام الرق والإماء قد كان سائداً في الماضي لكنه لا يعنينا الآن !! وفي الحق ان الدعوة لجعل الشريعة مصدراً للقوانين انما تسوق كنتيجة طبيعية الى اقامة الدولة الاسلامية .. ومتى ما قامت الدولة الاسلامية ، ولو بمجرد الادعاء ، فان حربها مع خصومها أو مع الاقليات غير المسلمة تعتبر جهاداً ، مما يعيد كل هذه الصور من جديد !!
وفي مقال له بعنوان النزعة الطبقية في الإسلام يكتب شهاب الدمشقي :
الرق واقع تاريخي عرفته جميع المجتمعات البشرية وفي شتى مراحل تطورها الانساني والحضاري ، وعندما ظهر الاسلام في جزيرة العرب كان أمام واقع اجتماعي معاش في تلك الفترة هو الرق ونظام الاستعباد البشري ..
فكيف تعامل الاسلام مع واقع الرق ؟؟ لا يسع أي منصف أن ينكر الاصلاحات الحضارية التي ادخلها الاسلام على منظومة الرق كما كانت سائدة في العصور السابقة على الاسلام ولعل من اهم هذه الاصلاحات التشجيع على العتق وحصر مصادر الرق في الحروب والغزاوت ..
ولكن .... لا يسع المنصف ايضا إلا ان يقر بأن الاسلام في واقع الأمر قد اقر مبدأ العبودية وحافظ عليه بالرغم من تضاربه الحاد مع مبادئ الحرية والعدالة والمساواة والكرامة الإنسانية التي ينادي بها الإسلام ذاته .. صحيح انه اغلق بابا من ابواب الرق ( وهو العجز عن وفاء الدين ) ولكنه فتح باب عريضا للرق وهو الحروب التي شغلت المسلمين قرونا طويلة .. بهذه الطريقة غرق المجتمع الاسلامي بألاف العبيد والاماء ( يروي ابن الأثير ان غنائم موسى بن نصير عام 91 ه بلغت ثلاثمئة الف رأس سبي ( هكذا !!! وكانهم حمير !! ) وأن موسى استقدم معه الى دمشق ثلاثين الف عذراء من الأسر القوطية النبيلة ) ( ابن الأثير : 4/295)
فلماذا لم يحرم الإسلام الرق ؟؟ الا يفترض بالدين والشرع العادل ان يلغي هذه العادة الظالمة ؟؟؟؟ يجيبنا شوقي أبو خليل : ( لم يلغ الإسلام الرق بشكل مباشر، ولكنه وضع نظاما لالغاء الرق بشكل غير مباشر ويتلخص هذا النظام في تضييق مصادر الرق ( وذلك بحصره باسرى الحروب ) وفتح أبواب الحرية الى الرقيق ، ذلك أن للاسلام فلسفة في معالجة الشؤون التي ليست اساسا من أسسه ، ففي معالجة هذه الشؤون تقضي فلسفة الاسلام ان تُعالج برفق وأناة حتى يصل الاسلام الى هدفه بدون أن يحدث اضطرابا بين معتقيه ، فشرب الخمر والرق وتعدد الزوجات للاسلام تجاهها هدف ، ولكنه يصل الى هدفه بيسر وعلى خطوات احيانا ، أما الأمور الرئيسة في الاسلام كتوحيد الله وترك عبادة الأصنام فانه يواجهها مواجهة صريحة مباشرة ليقطع دابرها من أول الشوط ) ( الإسلام في قفص الاتهام : 187 )
اذن فالاسلام – كما نفهم من كلام ابو خليل – يريد أن يقطع دابر الرق على مراحل وبالتدريج وذلك لمراعاة واقع اجتماعي وهو رسوخ الرق في المجتع العربي ، ( اذ لو حرم الاسلام الرق بشكل حاسم من أول الأمر لحدثت هزات اجتماعية واقتصادية كبيرة في عمق المجتمع الاسلامي ولغرق المجتمع باعداد كبيرة من العاطلين عن العمل الذي لا يجدون عملا ) كما يقول محمود السقا في كتابه ( شبهات حول الاسلام : 265 )
لا شك أنه في الحرية لا توجد حلول وسط .. فاما حرية أو رق ، أما قضية التدرج في التحريم والمنع التي يثيرها الاسلاميون في كل مناسبة فلا نجد لها سندا تشريعيا حقيقيا الا في قضية واحدة فقط هي تحريم الخمر ( وان كنا لا ننظر الى مسألة الخمر على أنها تدرج في التحريم قدر ما هي تخبط محمد في حسم الموقف من الخمر ) لكن الاسلاميين يطيب لهم ان يتحدثوا عن التدرج وكأنه قانون اسلامي في كل قضية يشعرون حيالها بالحرج كما يفعلون مع قضية الرق ، فالاسلام لم يحرم الرق ولم يلغه ولا يوجد أي نص يشير الى نية بإلغائه تدريجيا كما يقولون ، ولا ندري من أين اخترعوا ( نظام الغاء الرق بشكل غير مباشر ) الذي يحدثنا عنه أبو خليل وغيره من الاسلاميين !! فالتشجيع الأخلاقي على العتق وجعله كفارة لبعض المعاصي لا يُسمى ( الغاء للرق ) وحتى اذا سلمنا جدلا بوجود سياسة لإلغاء الرق تدريجيا فلم نفهم مبررات هذا التدرج في قضية حاسمة ومصيرية وهي الحرية ؟؟
04-25-2004, 12:43 PM
خالد عويس
خالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332
ويورد د.محمد سعيد القدال: ويتناول فؤاد زكريا بعض الجوانب التي تقف سدا منيعا في وجه اي حوار ديني مثمر، فيقول: يثبت التاريخ ان الاسلام هو ما يعنيه به المسلمون ، فإن ارادوا منه ان يكون سندا روحيا لنهضة فكرية وحضارية، كان لهم ما يريدون. وان ارادوا به وسيلة لتبرير الظلام الاجتماعي والتخلف الحضاري وكل اشكال الركود والخنوع، كان لهم ايضا ما يريدون. كما ان البحث عن النواة الصلبة للاسلام بحث عقيم، فكل فئة او طبقة اجتماعية او نظام حكم يحد بطريقة جازمة وقاطعة بين «الاسلام في ذاته» وبين «اسلامها» هي، وتؤكد ان الاخير هو وحده الذي يعبر عن طريقة الاول وجوهره الاصيل (ص 12).
وتناول زكريا عقبة اخري تقف حائلا امام الحوار. فيقول كيف يمكن التوفيق بين سريان النص في كل زمان ومكان ومبدأ الاسلام دينا ودنيا، اذا كانت الدنيا لا تكف عن التغيير. والتغيير معناه ان ما يصلح لها في زمان معين ومكان معين قد لا يصلح في زمان ومكان آخرين. ويري ان المخرج الوحيد من هذا التناقض، هو تأكيد الجوانب العامة لما في النصوص الدينية. وترك التفاصيل لاجتهادات كل عصر. ولكنه يرى ان هذا الحل يصطدم بعقبة مثل وضع الحد الفاصل بين ما ينتمي الى المبدأ العام وما ينتمي الى التفاصيل. وينتهي الى ان الاصرار على التفاصيل معناه تجاهل حقيقة التغيير (ص32).
ويمكننا أن نضيف الى ما قاله د. زكريا أمراً آخر. هو ان المخرج من هذا التناقض يكون بالرجوع الى النص القرآني، لا من اجل تفسيره او استنباط احكام منه. وانما بالوقوف على خطابه. وهذا الخطاب هو الذي يوضح رسالته. وهو نهج لم يتم التعامل معه بشكل شامل. والخطاب يساعد على التمييز بين ما هو مقدس وما هو تاريخي، فقد اشار القرآن الى امور لم يعد لها وجود في عالمنا، مثل الرق والظهار. والرجوع الى الخطاب يخرجنا من ازمة الانقطاع الحضاري، لان هذا الانقطاع هو الميزة للتراث الفكري والعلمي في البلاد العربية والسبب الرئيسى لتخلفنا الفكري.
ويقول د. فؤاد زكريا ان ماضينا وحاضرنا لا يكونان خطا متصلا، مما ادى الى تشويه نظرتنا الى الماضي والحاضر. وعندما يكون التراث في حالة الانقطاع الثقافي يكون محتاجا الى مراجعة جذرية. وتكمن قيمة التراث ثروة حية في استمراره. وفي كونه جزءا من تاريخ متصل. وتكون قيمة التراث كاملة في تجاوزه. (المصدر السابق 51،53)
وتناول برهان غليون جوانب اخرى يمكن ان تخرجنا من الجمود الحضاري والهوس الديني، فيقول يجب البحث عن المغزى الحقيقي للافكار في النسق الثقافي الذي يبرز وحده موقع الفكرة ومضمونها العقلي. وفي النسق الاجتماعي العام الذي يبين لنا وظيفتها وسبب ظهورها ومآلها، فالنقد الايديولوجي يعامل الثقافة كجوهر ثابت وقائم له والى الابد.. ويعمل على استنطاقه وفهمه بما هو جوهر ثابت. ولا يفهم التاريخ الا انه امتداد للماضي في الحاضر او للحاضر في المستقبل، فتصبح العملية الفكرية استنباط افكار من افكار دون العودة الى الواقع، باستثناء التي تسعى الى قياسه عليها (غليون- اغتيال العقل - ص 39-57)
وفي سؤال (لدي خادمة كافرة تريد ان توهبني نفسها او تبيعني نفسها لكي تكون ملك يميني يحل لي منها الخدمة والوطأ حيث أني أخبرتها بحقوق ملك اليمين في الاسلام من الآكل والشرب واللبس والعلاج والسكن وعدم المشقة في العمل والعتق عندما تريد ان تذهب لأهلهافما قول سماحتكم في ذالك؟ وهل ابن تيمية يجيزه كما ينقل عنه رحمه الله ؟ وماهو المخرج الشرعي لمن لديه خادمة لا يستغني عنها ويخشى على نفسه من الفتنة بها؟ ) تقدم به سائل للشيخ خالد بن علي المشيقح كانت الاجابة :
مصدر الرق في الإسلام هو الجهاد في سبيل الله، فإذا حصل جهاد بين المسلمين والكفار، وأسر المسلمون غنائم من بني آدم، فإن هؤلاء الغنائم ينقسمون إلى قسمين، القسم الأول : الرجال المقاتلون، فهذا القسم يخيّر فيه الإمام بين أن يقتله، وبين أن يضرب عليه الجزية،وبين أن يضرب عليه الرق، وبين أن يهاديه مجاناً أو بعوض، القسم الثاني : غير الرجال المقاتلين مثل الصغار والنساء، فهذا القسم يقول فيه العلماء بأنهم يكونون أرقاء بمجرد الاستيلاء عليهم، و بهذا يتضح مصدر الرق، أما أن تقوم هذه الخادمة بهبة نفسها لك، على أن تكون ملك يمين لك، وتستحل منها ما تستحل من ملك اليمين، فهذا محرم ولا يجوز، ويكون ذلك من الزنا، والأصل في بني آدم هو الحرية حتى ولو كان كافراً، فمصدر الرق كما علمت، وأما هل ورد هذا عن شيخ الإسلام فهذا لم يرد عنه فيما أعلم ، أما عن الخادمة فالذي أراه أنها لا تُستقدم إلا بشروط الشرط الأول : أن تكون مسلمة، وهذا الشرط خاص فيما إذا كانت الخادمة ستأتي لجزيرة العرب، الشرط الثاني : أن يكون معها محرم، الشرط الثالث : أن يكون هناك حاجة لاستقدامها، الشرط الرابع : ألا يتضمن ذلك محاذير شرعية مثل الخلوة بهذه المرأة الأجنبية أو النظر إليها نظر ريبة وشهوة وهكذا.
04-25-2004, 12:50 PM
خالد عويس
خالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332
في حين يكتب عزالدين سليم : 4. حريه الرقيق: بعث الله عز و جل عبده و رسوله بالرساله الخاتمه في عصر كان يعج بالاسترقاق، حيث كان الرق ذا ابعاد اقتصاديه عالميه، كما كان ذا اثار اجتماعيه كبيره.
و في ذلك الواقع المرير الذي يسترق فيه الانسان اخاه الانسان و يستعبده حمل الاسلام لواء تحرير الانسانيه عموماً، اذ لا فرق في قيم الاسلام بين الابيض و الاسود، و لا فضل لعربي علي اعجمي الا بتقوي الله عز و جل:
(يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر و انثي و جعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم) الحجرات/ 13.
و حيث ان مسأله الاسترقاق و الاستعباد ظاهره عميقه الجذور الانسانيه لها آثارها الاجتماعيه و الاقتصاديه المذكوره في دنيا الناس، لذا سلك اسلام اسلوب التدريج في الغاء تلك الظاهره البغيضه من اجل ان يصل بالبشريه الي اهدافه العليا في المساواه التامه بين الاجناس و العناصر البشريه.
و كانت اول نشاطاته، و جهوده علي هذا الطريق اقفال المنابع الاساسيه للاستعباد كما و شرع اربعه مناهج لتحرير العبيد في مجتمعاته:
ـ فقد جعل عتق المستعبد كفاره في بعض التجاوزات علي الشرع كما في كفاره الافطار.
ـ و جعل عتق للعبيد في بعض الحالات جزء من العقوبات القانونيه.
ـ و شرع طريقه الاحسان و حبب الي المؤمنين تحرير العبيد من خلالها.
ـ و قد حدد قسطا من مصارف الزكاه لتحرير العبيد.
و هذه بعض النصوص الكريمه بهذا الخصوص
(و من قتل مؤمناً خطأ فتحرير رقبه مؤمنه و ديّه مسلمه الي اهله الاّ ان يصدقوا فأن كان من قوم عدو لكم و هو مؤمن فتحرير رقبه مؤمنه و أن كان من قوم بينكم و بينهم ميثاق فديه مسلمه الي اهله و تحرير رقبه مؤمنه فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبه من الله و كان الله عليما حكيماً) «النساء/ الآيه 92».
(إنما الصدقات للفقراء و المساكين و العاملين عليها و المؤلفه قلوبهم و في الرقاب و الغارمين و في سبيل الله و أبن السبيل فريضه من الله و الله عليم حكيم) «التوبه/ الآيه 6».
عن ابي عبدالله الصادق (ع) قال: «كان امير المؤمنين يضرب بالمر ـ المسحاه ـ و يستخرج الارضين، و أنه اعتق الف مملوك من كد يده».
و كان الامام علي بن الحسين السجاد (ع) يشتري العبيد ليعتقهم و كان من عادته ان يمتلك العبيد لينتظر عيد الفطر، فاذا جاء العيد حررهم و ابتاع غيرهم، ليحررهم في مناسبه اخري حتي سماه البعض «محرر العبيد».
و في رساله الحقوق التي كتبها الامام علي بن الحسين السجاد (ع) لتكون منهاجاً حقوقياً للعباد جاء حول العبيد ما يلي:
«و اما حق رعيتك بملك اليمين فان تعلم انه خلق ربك و لحمك و دمك و انك لم تملكه لانك صنعته دون الله و لا خلقت له سمعاً و لا بصراً و لا اجريت له رزقاً و لكن الله كفاك ذلك ثم سخره لك و ائتمنك عليه و استودعك اياه لتحفظه فيه و تسير فيه بسيرته فتطمعه مما تأكل و تلبسه مما تلبس و لا تكلفه ما لا يطيق فان كرهته خرجت الي الله منه و استدلت به و لم تعذب خلق الله و لا قوه الا بالله … و في الخصال: و اما حق مملوك فان تعلم انه خلق ربك و ابن ابيك و امك و لحمك و دمك، و لم تملكه لانك صنعته من دون الله و لا خلقت شيئاً من جوارحه و لا اخرجت له رزقاً و لكن الله عز و جل كفاك ذلك ثم سخره لك و ائتمنك عليه و استودعك اياه ليحفظ لك ما تأتيه من خير اليه فأحسن اليه كما احسن الله اليك و ان كرهته استبدلت به و لم يعذب خلق الله عز و جل و لا قوه الا بالله».
04-25-2004, 12:59 PM
خالد عويس
خالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332
: من الناحية النظرية، نجد مفاهيم الحرية والعدالة في تاريخنا العربي الاسلامي، ومن الناحية النظرية، نرى هذين المفهومين في كتاب الله الموحى. ويهمنا هنا الآن ان ننظر كيف مورس هذان المفهومان في تاريخنا العربي الاسلامي.
الحرية حتى هذه الساعة وعلى مر عصور التاريخ ليس لها وجود في الوعي الجمعي العربي والاسلامي. العدالة فقط هي الموجودة، واذا قالوا عن انسان انه عادل منصف اعجبنا ولم نسأل عن القيم الاخرى فيه. حتى عمر بن الخطاب ذلك الصحابي الجليل والزعيم الكبير استعمل لفظ الحرية في موقع المساواة والعدالة حين قال عبارته المشهورة في حادث القبطي مع ابن عمرو بن العاص "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا". قد يقول قائل: انه يذكر الاستعباد والاحرار. اقول: نعم، لكنه لم يكن يعني الرق ونقيضه. كان يعني العدل في المساواة بين العبد والحر. والدليل ان الرق كان نظاما متبعا ايام عمر، وكان العبد يباع ويشترى ويؤجَّر، ولم يفعل عمر شيئا من اجل الغائه. ولو كان يعني بعبارته الحرية لفعل شيئاً من اجل الرق، لكنه لم يتدخل.
وكان المرحوم سيد قطب جوّز _ بتشديد الواو_ الغاء الرق فرد عليه السلفيون "من خلال كتابات عدة منهاالعواصم مما في كتب سيد من القواصم للشيخ ربيع بن هادي المدخلي
الفصل الأول قول سيد قطب بالاشتراكية وبجواز إلغاء الرق
مع أن سيدا يكفر من لم يحكم بما أنزل الله مطلقا، ويتشدد في ذلك ، فإنه يرى أنه يجوز لغير الله أن يشرع قوانين لتحقيق حياة إسلامية صحيحة، قال : (فإذا انتهينا من وسيلة التوجيه الفكري ، بقيت أمامنا وسيلة التشريع القانوني لتحقيق حياة إسلامية صحيحة تكفل فيها العدالة الاجتماعية للجميع . وفي هذا المجال لا يجوز أن نقف عند مجرد ما تم في الحياة الإسلامية الأولى، بل يجب الانتفاع بكافة الممكنات التي تتيحها مبادئ الإسلام العامة وقواعده المجملة. فكل ما أتمته البشرية من تشريعات ونظم اجتماعية ولا تخالف أصوله أصول الإسلام ، ولا تصطدم بفكرته عن الحياة والناس ، يجب أن لا نحجم عن الانتفاع به عند وضع تشريعاتنا، ما دام يحقق مصلحة شرعية للمجتمع أو يدفع مضرة متوقعة . ولنا في مبدأ المصالح المرسلة ومبدأ سد الذرائع ، وهما مبدآن إسلاميان صريحان ما يمنح ولي الأمر سلطة واسعة لتحقيق المصالح العامة في كل زمان ومكان ) [العدالة الاجتماعية" (ص 261 ، الطبعة الخامسة) ] وعلى هذا مآخذ : 1- كأن سيدا يرى أن الإسلام غير كامل ولا واف بمتطلبات الأمة الإسلامية . 2- يمكن لأي دولة تنتمي للإسلام أن تأخذ كل ما تهواه من القوانين الوضعية بحجة تحقيق المصالح ودرء المفاسد، وبحجة أنها لا تتنافى مع أصول الإسلام ، ولو كانت مصادمة لأصوله ونصوصه . 3- يرى سيد أخذ كل ما أتمته البشرية من تشريعات ونظم اجتماعية إذا لم تخالف أصول تلك التشريعات وأصول تلك التنظيمات أصول الإسلام ولا تصطدم بفكرته عن الحياة، أي لا تحرم التشريعات والنظم الكافرة على المسلمين إلا في حالة مصادمة أصولها أصول الإسلام ، فإذا خالفت أصول التشريعات الكافرة والتنظيمات الكافرة نصوص الإسلام من الكتاب والسنة والأمور الفرعية التي دلت عليها تلك النصوص ، فلا حرج فيها، ولا تحريم ، بل يجب الأخذ والحال هذه بتلك التشريعات والتنظيمات الكافرة . وكذلك ، إذا خالفت تفريعات تلك القوانين والنظم أصول الإسلام ، فلا حرج فيها، بل يجب الأخذ بها، لأنها فروع صادمت أصول الإسلام ، وذلك لا يضر، وإنما الضرر فقط في مصادمة الأصول الكافرة للأصول الإسلامية. وبهذا التأصيل والتقعيد الذي يضعه سيد تنفتح أبواب التلاعب بدين الله لكل طاغية يريد التلاعب بالإسلام وبالأمة الإسلامية، فيمكنه جلب قوانين أوروبا وأمريكا تحت ستار هذه التأصيلات التي وضعها سيد قطب . وانطلاقا من هذه القواعد التي وضعها سيد: 1- أخذ بالاشتراكية الغالية، فتوصل إلى أنه بيد الدولة أن تنتزع كل الممتلكات والثروات من أهلها، وتعيد توزيعها من جديد، ولو قامت على أسس إسلامية . 2- ومن هذا المنطلق يرى أنه لا مانع من وضع نظام دولي يلغي الرق الذي شرعه الاسلام ، فيقول في تفسير سورة التوبة : { وفى الرقاب } ، وذلك حين كان الرق نظاما عالميا تجري المعاملة فيه على المثل في استرقاق الأسرى بين المسلمين وأعدائهم ، ولم يكن للإسلام بد من المعاملة بالمثل ، حتى يتعارف العالم على نظام آخر غير الاسترقاق . [في ظلال القرآن " (3/ 1669)، وقد قرر هذا في تفسير سورة البقرة في "الظلال " 23، وفي تفسير سورة المؤمنون (55/4 4 2)، وفي تفسير سورة محمد ( 6/ ، 32 .] وهكذا يرى سيد أنه يجوز قيام نظام عالمي ينسخ ما قرره الإسلام في الكتاب والسنة، وأجمع على مشروعيته المسلمون في أبواب الجهاد والزكاة والكفارات والفضائل وغيرها في الرق وعتق الرقاب ! لماذا ؟! لأن هذا كله لم يصطدم بأصل من أصول الإسلام في زعمه . أما مصادمتها لنصوص الكتاب والسنة وإجماع المسلمين على حرمة أموال المسلمين فهذا أمر هين عند سيد قطب ، فلا يلتفت إليه . وكل هذا مجاراة لأهواء الغربيين ، وما أكثر وأشد ما يقع في هذا الميدان (أي مجاراة الغربيين). ولو قامت له ولأمثاله دولة، لرأيت العجب العجاب من القوانين والتشريعات التي تحل الحرام، وتحرم الحلال ، انطلاقا من هذه القواعد التي تؤدي إلى هدم الإسلام باسم الإسلام ، وبرأ الله الإسلام من ذلك . فأين التركيز على أنه لا حاكم إلا الله ؟! ولا مشرع إلا الله ؟!. وأين ما قام على هذا من تكفير المجتمعات الإسلامية كلها لأنها تخضع لغير حاكمية الله وتشريعاته في نظره ؟! فاعتبروا يا أولي الألباب ! ! ملاحظة : يجب على المسلمين جميعا أن يدينوا ويعتقدوا أنه لا مشرع إلا الله ، فلا حلال إلا ما أحله ، ولا حرام إلا ما حرمه ، ولا واجب إلا ما فرضه ، ولا مندوب ولا مكروه إلا ما قام عليه دليل من كتاب الله وسنة رسوله . فمن أبطل واجبا، أو أحل حراما، فقد جعل نفسه ندا لله ، ورد ما شرعه الله - إذا كان عالما بذلك متعمدا -، وخرج بهذا التشريع من دائرة الإسلام . أما الأمور الدنيوية المباحة، فإذا احتاج المسلمون حكاما ومحكومين إلى تنظيمها وضبطها، فلا مانع من ذلك ، وعلى ذلك أدلة : منها قوله صلى الله عليه وسلم في تأبير النخل : "أنتم أعلم بدنياكم " . ومنها إنشاء عمر للدواوين في هذا المجال ما لم تصطدم بنص من نصوص القرآن والسنة أو إجماع الأمة .
04-25-2004, 01:02 PM
خالد عويس
خالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332
في حين يكتب د. حامد بن أحمد الرفاعي وهو الأمين العام المساعد لمؤتمر العالم الإسلامي رئيس المنتدى الاسلامي العالمي للحوار
إن الإسلام وهو يقرر العبودية الخالصة لله تعالى وحده دون غيره من البشر أو الحجر وباقي الأشياء ،فانه يقرر بذلك أقصى وأرقى درجات حرية الإنسان ،ويؤكد رفضه الشديد أن يتخذ الناس بعضهم بعضا" أرابا" من دون الله تعالى ،ويؤكد كذلك رفضه ومقته أن يستبعد الإنسان أو يستذل أو يسترق ،ورغب وأمر في مقاومة الرق والاستبعاد الذي كان سائدا" ومتعارفا" عليه بين الأمم قبل الإسلام ،واعتبر تحرير الإنسان من أقرب القربات إلى الله تعالى ،وأنزل الله جل شأنه نصوصا"قرآنية تأمر وتشجيع على تحرير الإنسان من الرق والاستبعاد (فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة )14،وخصص سهما"من مصارف الزكاة لتحرير الإنسان من الرق علما"بأن جميع مصارف الزكاة فرصة لتحرير الإنسان من الظلم وأعباء الحياة (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم )15،بل وجعل تحرير الإنسان من الرق والاستبعاد كفارة من الذنوب والآثام مثل كفارة القتل الخطأ (ومن قتل مؤمنا" خطا"فتحرير رقبة )16،ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضوا"من أعضائه من النار )17،ويقول صلوات الله عليه (من لطم مملوكا"له أو ضربه فكفارته عتقه )18،وعلى أساس من ذلك جاء الإعلان العالمي لتحرير الإنسان على لسان الخليفة الثاني أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه من وراء أربعة عشر قرنا" ونيف (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أماتهم أحرار")19، وكلكم يعلم أن هذا الإعلان العالمي جاء بمناسبة انتصار عمر بن الخطاب وإنصافه لشاب قبطي من شاب مسلم اعتدى عليه هو ابن والى مصر آنذاك ،بل أمر الشاب القبطي أن يضع السوط الذي ضرب به على رأس والي مصر قائلا"للشاب القبطي :ما كان لابنه أن يضربك إلا بسلطان أبيه ،ثم خاطب عمرو ابن العاص قائلا" (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أماتهم أحرارا" )،ومن الجدير بالذكر هنا ما جاء على لسان خطيب الثورة الفرنسية ـ لافاييت ـوهو
يتلو بيانها الأول وفي مادته الأولى (يولد الرجل ـ أي دون المرأة ـ حرا " ولا يجوز استعباده ) عندها صمت ـ لافاييت ـ هنيهة ثم قال مخاطبا " عمر بن الخطاب ( أيها الملك العربي أنت الذي حقق العدالة كما هي ) 20
04-25-2004, 01:18 PM
Omer Abdalla
Omer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083
الأخ الأستاذ خالد عويس تحية طيبة وشكرا جزيلا على طرحك هذا الموضوع الهام للحوار وتجميعك لأشتات النصوص التي تتحدث عنه من كتابات المحدثين .. ويسعدني أن أضيف لها ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه في كتاب "الرسالة الثانية من الإسلام" تحت عنوان "الرق ليس أصلا في الإسلام": الرق ليس أصلا في الإسلام فالأصل في الإسلام الحرية، ولكنه نزل على مجتمع الرق فيه جزء من النظام الاجتماعي والاقتصادي. وهو مجتمع قد ظهر عمليا أنه لا يحسن التصرف في الحرية، مما أدى الى نزع قيام أفراده بأمر أنفسهم، وجعل ذلك إلى وصي عليهم، وقد رأينا أن هذا أدى الى شرعية الجهاد. ومن أصول الجهاد في سبيل الله أن يعرض المسلمون على الكفار أن يدخلوا في الدين الجديد، فإن هم قبلوه، وإلا فأن يعطوهم الجزية، ويعيشوا تحت حكومتهم، مبقين على دينهم الأصلي، آمنين على أنفسهم. فإن هم أبوا عليهم هذه الخطة أيضا، حاربوهم، فإذا هزموهم اتخذوا منهم سبايا، فزاد هؤلاء في عدد الرقيق السابق للدعوة الجديدة. والحكمة في الاسترقاق تقوم على قانون المعاوضة. فكأن الانسان عندما دعي ليكون عبداً لله فأعرض، دل إعراضه هذا على جهل يحتاج إلى فترة مرانة، يستعد أثناءها للدخول، عن طواعية، في العبودية لله، فجعل في هذه الفترة عبدا للمخلوق ليتمرس على الطاعة التي هي واجب العبد. والمعاوضة هنا هي أنه حين رفض أن يكون عبداً للرب، وهو طليق، وأمكنت الهزيمة منه، جعل عبدا للعبد، جزاء وفاقا. ((ومن يعمل، مثقال ذرة، شرا، يره)). وهكذا أضاف أسلوب الدعوة إلى الإسلام، الذي اقتضته ملابسة الوقت، والمستوى البشري، إلى الرق الموروث من عهود الجاهلية الأولى، رقا جديدا، ولم يكن من الممكن، ولا من الحكمة، أن يبطل التشريع نظام الرق، بجرة قلم، تمشيا مع الأصل المطلوب في الدين، وإنما تقتضي حاجة الأفراد المسترقين، ثم حاجة المجتمع، الاجتماعية، والاقتصادية، بالإبقاء على هذا النظام، مع العمل المستمر على تطويره، حتى يخرج كل مسترق، من ربقة الرق، إلى باحة الحرية. وفترة التطوير هي فترة انتقال، يقوى أثناءها الرقيق على القيام على رجليه ليكسب قوته من الكدح المشروع، وسط مجتمع تمرن أيضا، أثناء فترة الانتقال، على تنظيم نفسه بصورة لا تعتمد على استغلال الرقيق، ذلك الاستغلال البشع الذي يهدر كرامتهم، ويضطهد آدميتهم، والذي كان حظهم التعس إبان الجاهلية. وهكذا شرع الإسلام في الرق، فجعل للرقيق حقوقا وواجبات، بعد أن كانت عليهم واجبات، وليست لهم حقوق. ثم جعل الكفارات، والقربات، بعتق الرقاب المؤمنة، السليمة، النافعة. وأوجب مكاتبة العبد الصالح الذي يستطيع أن يفدي نفسه، وأن يعيش عيشة المواطن الصالح. وهو في أثناء ذلك يدعو إلى حسن معاملتهم فيقول المعصوم ((خولكم إخوانكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فأطعموهم مما تطعمون، وأكسوهم مما تلبسون)).
أنحني اجلالا لهذه السيدة السودانية : ميندي نازر وأتضامن معها بشكل لا محدود وأعتذر لها عن جريمة جليلة أرتكبت بحقها، لكن كلمات الاعتذار نفسها لا تزيد عن كونها ألما مضاعفا لها لأنها تذكرها بماض قاس
انتهي الاقتباس
قصه زينب ناظر هي قصه مشهوره و سيق ان عرضت في هذا البورد. و باختصار كانت تعمل مع السيد الكرنكي قنصل السودان الاعلامي في لندن. تم التغرير بها بواسطه بعض عناصر المعارضه و من ثم اختلقت القصه الطويله كونها عوملت كرقيق. عرضت هذه القصه في البدء في حريده الSunday Telegeraph. و حيث ان القصه ككل مختلقه و الهدف منها يتعدي معارضه النظام الحاكم الي الاساءه البالغه للشعب السوداني فقد كان الموضوع موضع متابعه الكثيرين.
السيد الكرنكي _ الذي اثبت انه غرير و لا يرقي ان يمثل وطن مستهدف بشده_ تقدم الي المحكمه في لندن مشتكيا الجريده المذكوره. كسب الكرنكي القضيه و اجبرت الجريده علي نشر اعتذار له و دفع تعويض له , و كانه هو الذي تضرر و ليس بلد بحاله.
مندي اتخذت هذا الاسم بعد ان تحولت الي الديانه المسيحيه وفي البدء رفض طلبها للحصول علي اللجؤ السياسي بعد ان ثبت كذبها ومن ثم بعد تحولها الي المسيحيه قبل الطلب علي خلفيه الحكم علي المرتد في الشريعه الاسلاميه المطبقه في السودان.
و لك كل الشكر.
04-25-2004, 02:32 PM
ودقاسم
ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
الصديق خالد لك التحية أعلم أنك تريد منا مناقشة موضوع الرق في الاسلام ،، لكن مدخلك لم يعجبني مطلقا ،لدرجة أنني لم أقرأ ما أتيت به بعد البوست الرئيسي ،، فالرق كموضوع للنقاش يظل قائما إلى يوم القيامة ، لكن ( مندي ) وقصتها موضوع ربما يتم نفيه باكتشاف اختلاق القصة ،، والمعروف يا خالد أن الفترة الأخيرة من تاريخ السودان أفرزت سلبيات عديدة من ضمنها قضية الاختطافات المتبادلة بين قبائل التماس ،، وبالرغم من أنها كانت متبادلة ، بمعنى أنها لا تقوم على أسس عرقية بل تنتج عن غارات متبادلة ، يتضرر منها كل أطرافها إلا أن كل الروايات من قبيل رواية مندي تعتبر المسألة تتم فقط من جانب واحد ،، الرق وإن تعامل معه الإسلام بما هو معروف لدينا جميعا ، إلا أنه لم يكن حدثا أو ظاهرة ارتبطت بالإسلام ،، هو ظاهرة اقتصادية \ اجتماعية قديمة أفرزتها ممارسات اقتصادية معروفة ،، وقد مارسها الإنسان على اختلاف أديانه وثقافاته ،، فقط مارسها كظاهرة إقتصادية ،، ولم تكن أبدا مرتبطة بدين ،، كما أن من الواضح أن المسيحيين قد مارسوها على نطاقات أوسع ،، وتاريخ الأوروبيين والأمركيين المرتبط بالرق لا يحتاج إلى دليل ، أو شرح ،، فإذا كان الأوربيون هم الذين حرروا مندي إلا أنهم استعبدوا قبلها ملايين السود وساموهم سوء العذاب واستغلوهم أبشع استغلال ،، أعتقد أننا نتفق أن غالبية أهل الإنقاذ كاذبون ،، لكن يا خالد نحن دائما نرى أن قصصا مثل قصة مندي لا كذب فيها ،، نقول لمن نراه ظالما أنت كاذب ، ونقبل حجة كل من نراه مظلوما ،، نحن هنا نحكم بدون تروي وبدون استماع لطرفي القضية ،، كل شخص في الدنيا يمكنه أن يروي حكاية يختلقها ،، لكن أن نجزم بصدقه أو بكذبه فإن هذا أمر يستوجب البحث والتروي ،، لماذا لم تهرب مندي في الخرطوم وهي تنام وحيدة في الحديقة بلا رقيب ولا عتيد ،، هل ظلت الأسرة التي استعبدت مندي طوال تلك الفترة محبوسة داخل البيت ، لم تسافر ، ولم تبيت خارجه لأي سبب ولم يأخذوا مقيلا أو غداء خارج البيت مطلقا لتجد مندي فرصة للهرب ؟ لماذا لم تبلغ ضابط الجوازات أو ضباط المطار وهي تخرج من مطار الخرطوم متجهة إلى لندن ،، لماذا لم تخبرهم بأنها مظلومة ،، هل قامت بالمحاولة ورفض طلبها ؟ لماذا لم تستعن بأي من المواطنين في السودان ،، هل كل من في السودان ظالمين ؟ لماذا لم ترفع مشكلتها لمنظمات حقوق الإنسان غير الحكومية في السودان؟ ولماذا لم تسرب خبرها إلى الصحف أو إلى المجتمع بأي وسيلة أخرى ؟ لماذا لم تبلغ مندي عن حالتها عند وصولها إلى مطار لندن ؟ لماذا صبرت سنوات إضافية ؟ وأسئلة كثيرة حائرة يا خالد ... أعتقد أن الرق إفراز إقتصادي ولا علاقة له باي دين ،، وفي نفس الوقت لا نبرئ منه أي من الأديان ،، وفي اعتقادي أنه من الأفضل مناقشته كظاهرة اقتصادية \ اجتماعية سبقت الأديان ،، وقد حاولت الأديان تقريب الناس إلى أصولهم الإنسانية وبقدر التقارب بين البشر وأصولهم الإنسانية تغيب الممارسات اللاإنسانية أو تتضاءل إلى حد بعيد ..
04-25-2004, 06:49 PM
أحمد أمين
أحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3371
قد قراءت فى الايام السابقة كتاب مندى والذي أجتهد فى كتابته الصحفى البريطانى ديمن لويس وتأثرت كثيرا جدا بعد إتمامه. وليس عندى أدنى شك فى صحة هذه القصة و أتمنى أن يستوعب مضمونها كل من يسمع عن هذه التجربة المريرة، وقد حاولت شخصيا عبر بعض الاصدقاء و المعارف الذين لديهم صلة بمندى أن اقوم بعمل لقاء معها حتى يتعرف على قصتها المؤثرة قراء سودانيز أو لاين، لكننى لم أجد ردا حتى الان و أنا أفهم تماما عدم ثقتها فى شخص من شمال السودان، وخصوصا لو كانت غالبيتهم تنكر وجود هذه الظاهرة أو تكذب قصتهامن الاساس. لكنها قصة حقيقية حكتها طفلة تم إقتلاعها من جذورها وهي في سن الثانية عشر من عمرها، لم تري المدينة في حياتها ولا تدري دروبها، ولا تعرف العربية كما يتحدثها أهل المدن في السودان. الصحفى الذي قام بكاتبة قصتها فى جريدة التلغراف البريطانية إرتكب أخطاء كثيرة منها إنه لم يلتقى بمندى أبدا وقام بكتابة معظم مقاله من وحي خياله، بإختصار قد قام الصحفى بعمل صحفى ضعيف جدا وغير متماسك مما أضطر صحيفته لعمل تسوية خارج المحكمة مع الكرنكى. لكن الكرنكى وأعوانه إستفادوا من هذا النصر على التلفيق الصحفى بإعتباره هزيمة لرواية مندى وهيهات.
04-26-2004, 09:35 AM
خالد عويس
خالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332
ودقاسم العزيز... نقلت قصة ميندي عن BBC وهي جهة اعلامية لا يرقى اليها شك.بطبيعة الحال تبقى قصص كثيرة قابلة للتشكيك ، لكني قصدت فحسب أن أفتتح البوست بقصة ميندي كمدخل لنقاشات معمقة حول الرق ذاته ورأي "الثقافات الاسلامية" فيه.قناعتي الخاصة بأن الاسلام كدين "وليس الثقافات التي تكونت بالتراكم عبر قرون" يرفض الرق تماما والا فما الداعي لعتق الرقاب. أعتقد هنا أن تكريس فهم سالب بأن الدين الاسلامي يقر الاستعباد هو نتاج قراءات مغلوطة للنصوص ورؤية مبتسرة لمقاصد الاسلام نفسه.
04-27-2004, 07:27 AM
nazar hussien
nazar hussien
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 10466
لقد تحصلت بالامس القريب علي نسخة من كتاب مندي ناظر او نذير...وبدأت اقرأ فيه حتي منتصف الليل..ولي عليه حتي الآن عدة ملاحظات...خاصة وان الكتاب يتحدث عن وقائع...قريبة جدا واشخاص علي قيد الحياة هم اجدر منا بتصحيح وتخطئة ما يهمهم وبالتالي يمكن التأكد من كل كلمة وردت فيه...ولا اريد ان استبق القراءة بالرأي..
فالكتاب في رأيي المتواضع جدير بالتعليق...قبل الرق والفقه الاسلامي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة