مظفر النواب.. الساكب ملحه على جراحنا

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 09:49 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة خالد عويس(خالد عويس)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-28-2004, 05:28 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مظفر النواب.. الساكب ملحه على جراحنا

    خالد عويس

    يجزم غرامشي أنه يمكن الربط بين الفلسفة المثالية ككل، ووضع التركيبة الاجتماعية للمثقفين وفقا لتصوراتهم حول أنفسهم أنهم "مستقلون". والمبدعون المتهمون دوما بانحيازهم إلى فضاءات خيالية صرفة تباعد بينهم وبين الواقع بكل قسوته ووحشته، هم القادرون على رسم لمسة مختلفة عن الواقع، كرافعة تهيئ لعالم متخيل مطوق بالحب والسلام.

    هكذا يمكن معاينة الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب ورصد فضاءاته الشعرية من دون الخوض في جدليات عقيمة عن الشقة الواسعة بين الواقع المفترض القناعة به، وبين متخيّل ليس بالعسير تحقيقه، إن أضحى إيمانا لدى الآخرين بجدوى النضال لتحقيقه. ومظفر من الشعراء الذين طابقوا تماما بين نتاجهم الإبداعي وحياتهم، إلى درجة تدفع لمقارنته بالتشيلي بابلونيرودا والإسباني غارثيا لوركا.

    فالشفافية - بالغة القسوة- التي تتحلى بها نتاجات مظفر الشعرية، هي استحقاق إبداعي يأتي في سياقاته الطبيعية ضمن المؤثرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي طبعت تجربته الحياتية، وانعكست بشكل كبير على أدواته الشعرية. هذا عدا عن كونه تشبع بمكون عراقي أصيل هو: الحزن ذلك الحزن الذي يبدو متغلغلا في الشخصية العراقية ومؤثرا فيها إلى حد كبير وكأنه معجون بتراب الرافدين.

    يبدو مظفر معنيا للغاية بمفردات تؤشر بوضوح إلى مناخاته الداخلية، والتفاعلات الإبداعية التي يمور بها معمله الذاتي. فالليل والخمرة والحانة والبحر والدفء والعشق والباب، فضلا عن إشارات أخرى تحفل بها قصائده، تجذًر معان أخرى وتغوص في عمق اللغة والتجربة لتمنح المفردات ذاتها دلالات معمّقة، محيلة إياها إلى حيّز يتمرد على المعنى المحدود.

    مستويات لفهم القصيدة

    وعلى الرغم من أن قصيدة مظفر تبدو في الغالب مباشرة إلا أن تجاوز المباشرة إلى تفكيك الأدوات الشعرية يفضي إلى مستويات عدة لفهم قصائده. ولعل السياقات العميقة التي "يختمر" بها شعر مظفر، لا تكف عن ملاحقة الإنسان وأنسنته إلى أقصى حد. ويبدو مظفر بالفعل موجوعا بالإنسان إلى درجة التدله فيه. فالإنسان يحقق غائية رئيسة من غاياته الشعرية.

    (أصغر شيء يسكرني في الخلق فكيف الإنسان)، والسؤال هنا لفرط وجعه يبدو مغمسا وملوحا بهجير المعاناة الإنسانية، ولا يتورع النواب عن الإفصاح عن انحيازه التام للإنسان. هذا الانحياز الذي يتخذ منحى الالتزام الكامل بالإنسان، إذ يستحيل إلى قضية بحد ذاته، يؤاخذ بها الآخر المتجسد في السلطة كمعادل يحاول جهده في إفراغ طاقة الإنسان وتعطيل مواهبه الطبيعية في "الحياة"، فضلا عن كبحه وتقييده بصرامة.

    وكمعظم الشعراء العمالقة يعنى مظفر بالإنسان المهمّش المقهور –مجتمعيا- ، ويعترف أنه –أي مظفر- في وجعه وحزنه لا يقل عن الأول أسى و"غضبا". (أيقتلك البرد.. أنا يقتلني نصف الدفء ونصف الموقف أكثر). يخاطب مظفر فتاة الليل التي كانت تعاقره وحدته -عن بعد- ربما في "حانة قديمة"، يحنو عليها مدركا البرد الذي يتغلغل في عظامها، علاوة على البرد الذي يأكل روحها، لكنه يستذكر موته البطيء بالدفء الشحيح الذي يحصل عليه، فلا هو ببرد كامل ولا دفء كامل، ليحيل الأمر برمته إلى الموقف أيضا. فنصف الموقف الذي يشكل دائما منطقة وسطى ولونا رماديا، يتجاوز أرباك مظفر إلى قتله.

    ومظفر الشحيح في حواراته الإعلامية والزاهد في الأضواء، ينجز مشروعه الشعري على مهل. لكنه لا يلّطف أجواء شعره. وكالروائي المغربي محمد شكري، لم يعمد النواب لتهذيب قصائده بالشكل الدارج، لجعلها منمقة ومتعالية على لغة الشارع، ووصف الأشياء والأحداث بالتوصيف الذي تستحقه من وجهة نظره "الشعرية".

    فالقصيدة لدى مظفر –كالحقيقة- تولد عارية، لا يسترها شيء، لذا فهي تتخلّق في بيئة مثالية للإبداع المهجّس بقيمه الذاتية، لا قيم المجتمع ونفاقه، فيما يمكن توصيفه بالاستلافات الأخلاقية أو القيمية المهترئة، القائمة على الشفاهة لا الإيمان. واللغة التي يعدها بعض النقاد ممعنة في البذاءة، تصنع دلالاتها الخاصة، وتعمّق سياقات جديدة للمفردة في إطار فهم مغاير لا يتساوق مع المعنى المباشر "البسيط" الذي تؤشر له المفردة.

    مظفر.. الباحث عن الجوهر

    ولا يأل مظفر جهدا في تبيان هذا المنحى وتأصيله على نحو شفاف.. فهو يعترف أنه (مبتذل وبذيء وحزين). ويخيّل للمرء أن الحزن في بيته الشعري هذا أضفى على المفردتين السابقتين فرادة، وعمّقهمها على نحو استثنائي، بحيث يصح الافتراض أنه لولا حالة "الحزن النبيل" هذي، ما مال الشاعر للبذاءة والابتذال لكن هل كان يقصد مظفر فعلا ابتذاله وبذاءته، أم أن الولادات الصعبة والمخاضات العسيرة –نتاج ظروف معقدة- هي التي أفضت به إلى حالة نادرة من تماهي الشاعر مع محيطه الفكري والسياسي والاجتماعي، ليؤسس بشفافية معادلا إبداعيا وجماليا على قبحه بنظر البعض، إلا أنه ينجز فعله الإبداعي بمنتهى الرهافة والروعة.

    وللمرء أن يتساءل عن "الحانة" مثلا عند مظفر، تلك الحانة التي تتموقع دائما في شعره ليس بوصفها "مكانا"، وإنما بصفتها "حالة". وهي تبدو شديدة التماس مع جذر صوفي يلوح في إطار الكشف والخمرة والنشوة. فالسكر الذي تتسبب به الحانة كحالة يتسبب بدوره في "الكشف" العميق، وفضح الأشياء وتوجيه الخطاب إليها بحالتها المجردة الشديدة الواقعية. ونشوة السكر في هذه الحالة تتعدى المعنى الدارج إلى معنى المعرفة أو بالأصح "العرفان" الصوفي. وطالما أن المرء (كما الاسفنجة .. يمتص الحانات ولا يسكر)، يضحي فعل السكر هنا بمعناه الوجودي، أي السكر بالوجود.

    وحين الشروع في انتقاء مفردات بعينها ووضعها في تراتبية لا تخلو من نازع لمعاينتها من زاوية أخرى أكثر عمقا، يضحي وقع التكرار المثير لمفردات الليل والعشق والنشوة والخمرة و"الباب"، مفضيا إلى رصد حالة وجدانية مكثفة لدى الشاعر الكبير. وبالمقدور تلخيص ذلك بالإشارة للمأثور عند "الصوفية": (سقاني شربة أحيا فؤادي بكأس الحب من بحر الوداد).

    فالمفردات المشار إليها ذات حمولات صوفية مكثفة، ودالة إلى مناخات الشاعر النفسية، ومعاناته الذاتية والعامة في آن. وهي تبرز أيضا في إيقاع مثير في منجزه الشعري بشكل غير خاف، في إطار موسيقى القصائد وتكنيك مظفر اللغوي، ليحيلها إلى مفردات، لا تتسم بالطزاجة وحدها - وكأنها مفردات مكتشفة حديثا-، وإنما يعيد تعريفها شعريا وإبداعيا، من خلال الهرب المتواصل باتجاهها كمعادل موضوعي عن "الحرمان العام". فالحرمان نفسه لدى مظفر يتعدى الخاص إلى العام.

    تكثيف الرموز

    وفي قصيدته "المساورة أمام الباب الثاني" على سبيل المثال تتكثف الدلالات والرموز بشكل معمّق يحيلها إلى تساؤلات فلسفية، وإجابات هي الأخرى تستمزج الرمز الصوفي بالفضاءات الشاسعة، ( كل ما في الكون تنقيط له إلا الهوى.. فاحذر فبالتنقيط "نهوي" واسأل العشاق.. هاك كأسا لم يذقها شارب في هذه الدنيا.. موشاة بحبات الندى سلطانها سلطان)، وفي "بحار البحارين" مثلا ( ورأيت ثياب العشق تضيق على جسدي.. فتوضأت بماء الخلق)، وهنا المقاربات الوجدانية والفلسفية تستحيل منجزا شعريا يحفر عميقا مخلّفا لذة أدبية ومعرفية باذخة.

    وفي القصيدة ذاتها، يتوّلد احساس أن البصرة التي يعنيها النواب، ليست مجرد جغرافية يرسمها، أو مكان يحن إليه، بقدرما هي "معرفة" ربما، أو حالة مكانية متكاملة تؤشر لتاريخ، وتغزل ملاءات وجدها الصوفي على عتبات تاريخها الخاص، (فأين البصرة؟ آهـ صحيح أين البصرة.. البصرة بالنيات.. لقد خلصت نياتي) إلى أن يقول (لكن أين البصرة يا مولاي.. وما شأني بالبحر.. إذا لا يوصلني البحر إلى البصرة.. بل يوصلني البحر إلى البصرة.. لا يوصلك البحر إلى البصرة.. بل يوصلني.. لا يوصلك البحر إلى البصرة.. بل يوصلني البحر إلى البصرة.. قلنا لا يوصلك البحر إلى البصرة.. أحمل كل البحر وأوصل نفسي أو تأتي البصرة.. إن شاء الله بحكم العشق وأوصلها). من خلال تعدد الأصوات في تكنيك فادح الروعة مقارب "للمونولوج"، يرمي مظفر بثقله على الترميز ويخلص إلى "الوصول" والتجاوز من خلال العشق. ويغوص مظفر بمسباره أكثر..

    البصرة بالنِيّات

    لقد خلصت نِيّاتي

    وتسلق في الليل عمى الألوان عليها

    أين البصرة ؟

    أين البصرة ؟ مشتاق

    بوصِلتي تزعم عدة بصرات

    منذ شهور قلبي لا يفرح إلا بين النخل

    أتسير ببوصلة ؟!

    - حين يكون لذلك فائدةٌ

    ما دختَ ؟!

    - إذا كنتُ بلا أملٍ

    يا صاحب هذا الكلك المتعب

    أنت تسمِّيه المركب ، لا بأس عليك

    تفاءل ما شئت

    أطلق ما ترتاح من الأسماء عليه

    وتكاد حالة مظفر –شعريا وإنسانيا- تتطابق مع حالة الوطن. وهو يشير صراحة إلى مدى تطابق الوجع (نحن اثنان بلا وطن .. يا وطني). ولا يكف مظفر أبدا عن المزج الجميل بين غربته وغربة الوطن المثقل كاهله، فهو يومئ باتجاهه باكيا ومتعبا ( وآهـ من العمر بين الفنادق لا يستريح .. أرحني إلهي قليلا .. فإني بدهري جريح). وربما يؤشر مظفر هنا للراحة بوصفها الحصول على الوطن، أو ربما الحصول على قدر من تطبيب جراحه الإنسانية والوطنية.

    الوطن.. حالة لا جغرافيا

    والوطن لدى مظفر النواب حالة عشق مزمنة، لا تشبه غيرها من الحالات. فهو يبدو موجوعا به إلى أقصى حدود الوجع. ويتبدى الوطن –بالنسبة لمظفر- في كل الأشياء، فمن الأم التي يتشهى حضنها الدفيء، لإفريز جوامع الكوفة، وانتهاء بكل الصور المتخيلة/المتممة للواقع والذاكرة المشبعة بتفاصيل الشوارع والناس والفلاحين والطقوس في العراق، ينهض الوطن وكأنه وطن خاص بمظفر وحده. وتزيد حالة الاغتراب الداخلية، إضافة للحالة الفيزيائية الحقيقية التي يعيشها من حدة شعوره بالوطن وامتلائه به.يبرز ذلك جليا ومظفر يهدّه الشوق في قصيدته "ثلاثة أمنيات على بوابة السنة الجديدة"..

    مرة أخرى على شباكنا تبكي

    ولا شيء سوى الريح

    وحبات من الثلج.. على القلب

    وحزن مثل أسواق العراق

    مرة أخرى أمد القلب

    بالقرب من النهر زقاق

    مرة أخرى أحنى نصف أقدام الكوابيس.. بقلبي

    وأضيء الشمع وحدي

    وأوافيهم على بعد

    وما عدنا رفاق

    لم يعد يذكرني منذ اختلفنا احد غير الطريق

    صار يكفي

    فرح الأجراس يأتي من بعيد.. وصهيل الفتيات الشقر

    يستنهض عزم الزمن المتعب

    والريح من القمة تغتاب شموعي

    رقعة الشباك كم تشبه جوعي

    و (أثينا) كلها في الشارع الشتوي

    ترسي شعرها للنعش الفضي.. والأشرطة الزرقاء..

    واللذة

    هل أخرج للشارع؟

    من يعرفني؟

    من يشتريني بقليل من زوايا عينها؟

    تعرف تنويني.. وشداتي.. وضمي.. وجموعي..

    أي إلهي ان لي أمنية

    ان يسقط القمع بداء القلب

    والمنفى يعودون الى أوطانهم ثم رجوعي

    لم يعد يذكرني منذ اختلفنا غير قلبي.. والطريق

    صار يكفي

    كل شيء طعمه.. طعم الفراق

    ويعترف مظفر أنه يبكي في كل مرة حين يقرأ واحدة من قصائده الأخيرة التي يرصد من خلالها حكاية آدم حاتم، العراقي الذي ظنّ أن المنفى سيكون جنته بعد عذاباته في العراق، إلا أن خيباته لم تقل شأنا عن جراح مظفر نفسه في المنفى "الجحيم"، إذ تجرّع حاتم طعم المفى بمراراته كلها ليلقى حتفه في النهاية منتحرا. يقول النوّاب عن ذلك أنه التقى حاتم في مدن عدة في المنفى، وتوثقت علاقته الإنسانية به، لتنقر عصافير الحزن على قلبه كلما أقدم على قراءة القصيدة/اللعنة بوصفها جرحا مفتوحا على جراح النواب.

    آدم حاتم هنا يرمز للوجع العراقي في المنافي، ويرمز للوعة العراقي إلى عراقه وشوقه العارم لتفاصيل الوطن اليومية. ولا يكف مظفر عن الطرق على نوافذ حزنه العميق بـ"عراقه الجميل" ليصبح العراق رمزا لكل الأوطان لديه، ( حينما ترتفع القامات لحنا أمميا .. ثم لا يأتي العراق)، و(أي إلهي.. إن لي أمنية ثالثة.. أن يرجع اللحن عراقيا .. وإن كان حزين). من يلامس الوطن بهذه الحرقة إلا مظفر، في بكائية لا تجد لها مثيلا في لوعتها إلا بكاء السياب اشتياقا لعراقه هو الآخر (حتى الظلام هناك أجمل .. فهو يحتضن العراق).

    وهو ذاته الحزن المتعب الذي يترامى بين ضفتي نصه " الرحلات القصية"..

    لكل نديم يؤرق.. والقلب ملّ نديمه

    كأني عشق تذوق.. طعم الهزيمة

    دخلت وراء السياج

    فآه من الذل في نفحة الياسمين

    زكي

    ويعرف كل الدروب القديمة

    وآه من العمر بين الفنادق

    لا يستريح

    أرحني قليلاً فإني بدهري جريح

    لكم نضج العنب المتأخر

    وانطرقت بعض حباته

    كن يداً أيها الحزن

    وأقطف

    ولا تك ريح

    رمتني الرياح بعيداً عن النهر

    فاكتشفت بذرتي نهرها

    غطت الدرب

    والفتية المنتمين الى اللعب

    والخطر البرتقالي في حدقات الزقاق

    وتدخل غرفة نومي

    وهذي رسومي.. وهذا صباي الحزين

    وتلك مراهقتي في شبابيكها.. ولهاث السفرجل

    والشوق قد كبر عشرين عاماً

    وصار اشتياق

    وفي "ترنيمات استيقظت ذات يوم"، يبلغ مظفر مداه من الحزن القاتل، إذ يهمس في أسى حقيقي (من نبرة الصمت .. والدمع .. أعرف خط العراق.. ومن مثل قلبي يعرف خط العراق.. وياقاتك السمر يوم حصاد حزين). لكن هذا الحزن يستحيل في "وتريات ليلية" إلى شجو صوفي شفاف، ومقاربات وتماسات تاريخية تهفهف كالنسيم على وجوه شخوص بعينهم، على الرغم من أن القراءة المائلة إلى تبسيط هذه القصيدة بالذات، تفرغها تماما من جوهرها العميق.

    ففي وترياته ينشد النواب نشيدا عرفانيا يستمزج من خلاله كشوفا متتالية، وكأن روح الشاعر -لا عينيه- هي التي تبصر الدنيا، وترصد الأحداث، من دون أن يسقف مخيّلته الجامحة/الظامئة في آن، بزمن بعينه، أو يحدها بحدود المكان العراقي بملامحه الجغرافية. (أخذت حمائم روحي في الليل إلى منبع هذا الكون)، و(غسلت فضاءك في روح أتعبها الطين)، وكم هو التساؤل المبطن و-التضاد- بين الطين والروح عميق. (ويزيدك عمق الكشف غموضا.. فالكشف طريق عدمي)، ترى ماذا اكتشف الشاعر ليوقن أن هذا الطريق –طريق الكشف- لا يزيد إلا غموضا كلما تبحّر فيه؟

    وتتناسل الأسئلة التي تؤشر في كل الاتجاهات..(وأسأل ثلج الإنسان متى سيذوب)، ليعود الطين تارة أخرى باحثا عما هو أعمق ( ويد الطين ستمسح عن جبهتي المشتاقة نيران جنوني)، (هذا طينك قد كثرت فيه البصمات .. وأفسق فيه الوعي سنينا)، بجمالية شعرية مدهشة يساوق مظفر تماما بين أوجاعه الذاتية/أوجاعنا/أوجاعهم وأوجاع الإنسانية.

    وتتسم القصيدة في مجملها ببكاء من نوع فريد في صدقيته وحنينه لوطن ظل يطارده في صحوه ومنامه (من ذاك.. أجبت كنار مطفأة في السهل أنا يا وطني) و(أنادي عشقتني بالخنجر والهجر بلادي). وينادي (وطني أنقذني من مدن ترقد فوق الماء الآسن).


    نقلا عن موقع قناة العربية على الانترنت
    http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=5316
                  

07-28-2004, 07:02 AM

mahdy alamin
<amahdy alamin
تاريخ التسجيل: 07-01-2004
مجموع المشاركات: 2025

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مظفر النواب.. الساكب ملحه على جراحنا (Re: خالد عويس)

    الأخ : خالد
    مع تحياتي

    زهرة الصبار(فى طريق الليل)
    فى طريق الليل
    ضاع الحادث الثانى
    وضاعت زهرة الصبار
    لا تسل عنى ..
    لماذا جنتى فى النار
    فالهوى اسرار
    والذى يقضى على
    جمر القضى اسرار
    والذى يخفى الهوى بالصبر
    يا ..بالله كيف النارتخفى النار؟
    ***********
    يا غريب الدار انها اقدار
    كل ما فى الكون ايام له
    الا الهوى ..
    ما يومه يوم ولا مقداره مقدار
    *********
    لم نجد فيما قطار العمر
    يدنو من بقايا الدرب
    من ضوء على شئ
    وقد ضج الاسى اسرار
    كنت تدعونا فاسرعنا وجدنا
    هذه الدنيا محطات بلاركاب
    ثم سافرنا على ايامنا أغراب
    لم يودعنا بها الا الصدى
    او نخلة تبكى على الاحباب
    يا غريباً يطرق الابواب
    نحن من باب الشجى والزخرف الرمزى والالغاز والمغزى
    وما غنى على ازمانه زرياب
    كم طرقنا بابك السرى
    فى وجد وفى خوف
    لم تجبنا فابتعدنا فرسخا هجراً
    فالفيناك سكرانا جوابات
    فلم تغفر ولم نغفر
    كلانا مدع ٍ كذاب
    كل غىٍ غاب
    انما غيى وغىٌ منك قد غاب
    وراء النرجس المكتوب للاحباب
    لا تسل عن عادة ..
    ان تكثرالاقوال فيمن زاق
    خمر الخمر فى المحراب
    لم يقع فى الشك الا انه
    من لسعة الاوساخ
    تنمو خمرة الاعناب
    كل مافى الكون اصحاب وايام له
    الا الهوى ..
    ما يومه يوم ولا اصحابه اصحاب
    ***********
    نبه العشاق نبه العشاق
    مذنب اودى بلا هجر ولا وصل
    بباب الطاق ..
    نبه العشاق ...
    مرهق من خرقة الدنيا على اكتافه
    لم تستر الاشجان والاشراق والاشواق
    مرهق مشتاق كله اشواق
    نبه العشاق...
    موغل فى السر مندس بنار
    الوجد فى الاعماق
    نبه العشاق ..
    لم يفق يوما ولم يابه بمن قد فاق
    مشفق مشتاق كله اطراق
    قد ملته الخمر صحوا فانبرى يبكى
    واطفال الزمان الغر لجو حوله
    سخرية فى عالم الاسواق
    قل لاهل الحى هل فى الدور من
    عشق لهذا المبتلى ترياق
    مشفق مشتاق
    نهمة فى العشق تبقى
    نبضة تكفى ..
    فلا تكثر عليك الحبر والاوراق
    كل ما فى الكون تنقيط له
    الا الهوى
    فاحذر ففى التنقيط نهوى
    واسال العشاق ..

    كان يأتى العمر
    يقضى صبوة فيها
    ويصغى للأقاصيص
    التى فى آخر الدنيا
    وفى عمر وفى أحباب ...
    هاهنا ينهال فى صمت
    رماد الموت
    يخفى ملعب الأتراب
    لاتسل لماذا ألف مفتاح ومفتاح
    لهذا الباب

    وشكرآ لك
    مهدي
                  

07-28-2004, 08:35 AM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مظفر النواب.. الساكب ملحه على جراحنا (Re: خالد عويس)

    الجميل خالد عويس
    شكرا علي اهدائك لنا هذا التائه في الارض العربيه
    يقول مظفر

    في رائعته عبدالله الارهابي

    افضل من يصنع مجذافين ولايملك قارب

    اذن هوذا مظفر النواب بالتاكيد ولك الود والمزيد ياعويس
                  

07-28-2004, 09:31 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مظفر النواب.. الساكب ملحه على جراحنا (Re: خضر حسين خليل)

    شكراً خالد على مظفر
    وشكراً على عودتك
                  

07-28-2004, 12:02 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مظفر النواب.. الساكب ملحه على جراحنا (Re: خالد عويس)

    قد اعشق الف امراة في نفس اللحظه
    لكني اعشق في هذه اللحظه وجه امراة تحمل خبزا و دموعا لبلادي


    خالد العويس شكرا للمقال و ان كاتبه تجاهل فليسطينيات مظفر و قصايده الارهابيه
    الرافضه للمساومه
    القدس عروس عروبتكم
    و المقاطع لاخيره من عبدالله الارهابي
    و رائعته العاميه براءة

    (عدل بواسطة Amjed on 07-28-2004, 12:08 PM)

                  

07-29-2004, 01:46 AM

koki


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مظفر النواب.. الساكب ملحه على جراحنا (Re: خالد عويس)
                  

07-29-2004, 05:18 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مظفر النواب.. الساكب ملحه على جراحنا (Re: koki)

    الأعزاء
    مهدي
    خضر
    الجندرية
    أمجد
    كوكي
    شكرا لمروركم الجميل، وبالطبع لم أحاول رصد مظفر من خلال دراسة نقدية معمقة، أو حتى بحث يجول في ناحية محددة بشأن مظفر. فالموضوع الصحفي المنشور في العربية.نت وأعدت نشره هنا هو مجرد قراءة انطباعية ، ربما هي أقرب إلى كلمات حب بشأنه، فقد تحدثت إليه كثيرا خلال الفترة الأخيرة وآلمني جدا إنه مريض في دمشق، ولعل هذا ما دفعني للكتابة عنه.
    عموما في نيتي أن أكتب عن مظفر لاحقا بشكل أعمق إذا تمكنت من محاورته في حال تحسنت صحته.
                  

07-29-2004, 09:11 AM

ahmed_asad
<aahmed_asad
تاريخ التسجيل: 08-03-2003
مجموع المشاركات: 216

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مظفر النواب.. الساكب ملحه على جراحنا (Re: خالد عويس)

    العزيز عويس...
    المقال عن هذا الشفيف-الصادق رائع جدا
    .......فووووووق تسلم
                  

07-29-2004, 03:49 PM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 10988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مظفر النواب.. الساكب ملحه على جراحنا (Re: خالد عويس)

    الاخ الروائي خالد تحية طيبة وبعد:-

    باديء ذي بدي احييك على الموضوع الشيق.. الرائع.. ثانيا كما ترى المواضيع الرائعة مثل موضوعك هذا لا تجد من يهتم به كثيرا.. فقط نجد ان الاسهال الثقافي هو الرائج في المنبر مما يجعل المرء يعيد النظر في التفكير الثقافي اصلا للعقلية الثقافية للشباب السوداني... تشكر يا روائي واتمنى ان اجريء معك لقاءا صحافيا لصالح احد الصحف اللبنانية..
                  

07-29-2004, 05:50 PM

عثمان عووضة
<aعثمان عووضة
تاريخ التسجيل: 06-02-2004
مجموع المشاركات: 461

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مظفر النواب.. الساكب ملحه على جراحنا (Re: محمود الدقم)

    سيد خالد
    انا اكبر منك سنا بي كتير
    لكني ويشهد الله اتعلم منك الادبين-- ادب الاختلاف و الحوار ثم ادب اللغة و المعرفة -- زي الفوق دا
    ياخي يكفي مظفر النواب فخرا انه ممنوع من دخول كل الدول العربية تقريبا
    شكرا
                  

07-30-2004, 02:51 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مظفر النواب.. الساكب ملحه على جراحنا (Re: عثمان عووضة)

    عزيزي أحمد
    شكرا لكلماتك المشجعة.. فقلوبنا تتحلق حول مظفر في أوان مرضه هذا، لأنه كم رفرف قلبه حولنا وكم هو يخص البشرية بحب من نوع فريد.
    عزيزي محمود
    شكرا لاهتمامك، ويسعدني أن ألبي دعوتك إلى حوار صحفي، وحبذا لو توسع الأمر بحيث يشمل مبدعين سودانيين أرفع مني قامة وأطول باعا خصوصا من جيل الشباب. ولي تواصل حميم مع مثقفين لبنانيين وزملاء اعلام، وكنت كاتبا مواظبا في "اللواء" مع الأستاذ صلاح سلام، وإذا كنت متواجدا ببيروت فدعنا نتواصل سويا مع أجهزة إعلامية هناك بحيث تتم استضافة بعض مبدعينا الشباب في برنامج "خليك بالبيت" - زاهي وهبي، وبمقدوري تزويدك برقم هاتف زميل صديق وهو مذيع بتلفزيون المستقبل لكي تتمكن من تزويد زاهي بنتاجات بعض مبدعينا والتنسيق معهم لحوارات تلفزيونية.
    عزيزي عثمان
    يا سيدي أنا أنهل من علمكم جميعا، وأحني هامتي المتواضعة للمعارف التي أتزود بها من هنا "سودانيز أون لاين" وما أنا إلا قطرة في بحر الأدب السوداني والابداع الانساني
    شكرا جميلا لك
                  

07-30-2004, 03:34 AM

Ehab Eltayeb
<aEhab Eltayeb
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 2850

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مظفر النواب.. الساكب ملحه على جراحنا (Re: خالد عويس)

    الحبيب خالد:
    لك التحيه ..وانت أحد الذين يظللون سماء هذا البورد باللمسات الأدبيه الراقيه..
                  

07-30-2004, 11:59 PM

Ala Asanhory
<aAla Asanhory
تاريخ التسجيل: 09-21-2003
مجموع المشاركات: 394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مظفر النواب.. الساكب ملحه على جراحنا (Re: خالد عويس)



    الحميم خالد
    وزوارك الكرام
    شكراً على عودتك الطاعمه يا حميم
    وسأمدك هنا قريباً بنصوص نادرة لهذا الشاعر الموقف
    تحياتي
    أبداً
    علاء
                  

11-27-2004, 12:45 PM

منوت
<aمنوت
تاريخ التسجيل: 03-18-2002
مجموع المشاركات: 2641

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مظفر النواب.. الساكب ملحه على جراحنا (Re: خالد عويس)

    و نظلُّ نصدرُ أوامرَ عشقنا لهذا الشاعر ( الفرد ) .. يا مظفر ، أمطر .. أمطر .. أمطر

    لأن ( الشم خوخت .. بردن ليالي الحره .. و البراق برق من منه جاب القره ... )




    تسلم يابن نهري الجوري الاسر ..
                  

11-28-2004, 05:41 AM

Sidig Rahama Elnour
<aSidig Rahama Elnour
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 3420

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مظفر النواب.. الساكب ملحه على جراحنا (Re: منوت)

    الاخ خالد
    شكرا لفتح هذه الأطلالة الرائعة.
    الشاعر مظفر النواب كرس كل حياته للشعر ومواقفه السياسية وكان نبوغه سبب
    تعاسته وقد عاني ماعانى في سبيل قضاياه.
    هذا الرابط لمزيد من الأطلاع عن سيرته الذاتية وشعره ومسرحياته



    http://www.angelfire.com/mn/modaffar/
                  

11-28-2004, 11:19 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مظفر النواب.. الساكب ملحه على جراحنا (Re: Sidig Rahama Elnour)

    شكرا جميلا لكم جميعا على مروركم هنا.. فحتما مظفر يستحق منا أكثر من انحناءة
                  

11-28-2004, 04:36 PM

muntasir

تاريخ التسجيل: 11-07-2003
مجموع المشاركات: 7712

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مظفر النواب.. الساكب ملحه على جراحنا (Re: خالد عويس)
                  

11-30-2004, 06:44 PM

محمد سر الختم

تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 290

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مظفر النواب.. الساكب ملحه على جراحنا (Re: خالد عويس)

    شكراً خالد على هذا المقال الشهي
    وأحييك على هذه اللغة الجزلة التي تناولت بها بعض من مظفر
    فكان هذا التناغم بين مقالك والمقاطع الشعرية لمظفر صاحب اللغة المتفردة
    نطمع في المزيد
    ونسأل ما هي آخر الأخبار عن حالته الصحية
    نتمى له تمام العافية
                  

12-21-2004, 12:32 PM

منوت
<aمنوت
تاريخ التسجيل: 03-18-2002
مجموع المشاركات: 2641

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مظفر النواب.. الساكب ملحه على جراحنا (Re: خالد عويس)

    دعوا هذا البوست معلقاً على أعناق البورد حتى تأتي ( مقشات ) بكري !!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de