غض النظر عن الهنات والسلبيات التي تحفل بها البروتوكولات الموقعة بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية والتي توجت أخيرا بتوقيع نهائي في كينيا، فإن الأفارقة الذين أشرفوا على المفاوضات السودانية وواصلوا جهودهم الحثيثة من أجل الوصول إلى هذه النقطة المفصلية المهمة في تاريخ السودان يستحقون الثناء من قبل السودانيين. ولابد لذاكرة السودان الجمعية أن تكون خازنة وفية لكينيا على وجه الخصوص ونيجيريا التي شهدت جولات ابتدائية ولا زالت تواظب على دورها في الوساطة بشأن دارفور بالاضافة لإثيوبيا. وفي هذا السياق لابد للسودانيين أن يذكروا بالخير دائما وسطاء إيقاد ورؤساء هذه الدول التي نذرت امكاناتها الدبلوماسية والمادية والسياسية لازالة العقبات كافة التي هددت في كل مرة بنسف ما تم التوصل إليه. وبدلا من تلك الصورة القديمة التي لطالما لوّنت نظرة غالبية السودانيين لنظرائهم الأفارقة، لابد أن يحفز سلام الجنوب والاتفاق الذي كفل وضع حد لواحدة من أسوأ الحروب وأكثرها بشاعة ودموية، رؤية جديدة تجاه إفريقيا القارة والانسان والثقافة. وصحيح أن شركاء إيقاد الأوروبيين والولايات المتحدة قاموا بدور مقدر أيضا، إلا أن تلك المثابرة الإفريقية الواضحة في رسم طريق جديد للسودان، شكلت أرضية صلبة للسلام. ولا يغيب هنا بطبيعة الحال جانب المصالح والاستحقاقات الاقتصادية والسياسية التي يتوقعها الأفارقة وجيران السودان بخاصة من استقرار الأوضاع في هذا البلد الذي يؤمل أن ينهض من بين رماد حروبه ليستشرف مستقبلا زاهرا وديمقراطيا قائما على المساواة والعدل والحرية. وينبغي على المخططين الاستراتيجيين السودانيين أن يضعوا بعين الاعتبار مستوى الافادة الاقتصادية والتجارية المتبادلة بين السودان وهذه الدول. ولابد أن تسود نظرة جديدة في أروقة صناعة القرار السودانية تولي إفريقيا من جنوبها التي أسهمت بفاعلية في انجاح خطوات السلام، وسافر رئيسها ثامبو مبيكي أكثر من مرة لدفع جهود التسوية، مرورا بوسطها "نيجيريا" التي لعبت ولا زالت تلعب دورا مقدرا في احلال السلام ختما بكينيا وأوغندا، نظرة خاصة. ولابد أن تحتل إثيوبيا التي رعت اتفاق السلام في 1972 ولم تأل جهدا مع نظرائها في "إيقاد" لانجاح المفاوضات الأخيرة، موقعا متقدما من صناعة القرار السوداني فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية. كما ينبغي أن تعاين العلاقات السودانية الإريترية في فضاء جديد، يزيل أسباب التوتر كافة، ويحل نوعا جديدا من العلاقة مع هذه الدولة. وليت الخرطوم في ثوبها الجديد –وعلى الرغم من السلبيات التي لا زالت قائمة ومناخاتها المقيدة للحريات- تقدم على خطوة في غاية الأهمية بتكريم الرموز الإفريقية التي ناضلت من أجل السلام في السودان. وواجب على الخرطوم أن تسعى لوضع أكاليل الغار على رؤوس وسطاء إيقاد وقادة دولها على أن ينال الجنرال لازاراس سيمبويا ومن سبقوه تكريما خاصا أيضا. على أن دور السودان في الحقب المقبلة لا يقتصر على ذلك فقط، خصوصا إذا تم تضميد جرح دارفور، وتغلب حزب المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية على رغبتهما في الاستئثار بهذا الاتفاق في نسخته الثنائية لتنصب الجهود على تعزيز هذا الاتفاق بصيغة قومية تكفل مشاركة القوى السياسية كافة من خلال مؤتمر جامع يتواضع فيه السودانيون على صوغ رؤية سياسية جديدة لجهة الديمقراطية والحرية وكفالة حقوق الانسان ومعالجة المشكلات المتفجرة في دارفور وشرق السودان ومنطقة الحماداب، وتوسع الحوار ليشمل الأطراف المستثناة في الجنوب من هذا الاتفاق، ليلعب السودان دورا مطلوبا في اخماد الحرائق القائمة في الصومال ويوغندا وغيرها من الدول الإفريقية التي تتطلع فعلا لسودان ناهض يسهم في علاج أزماتها
منقول من "سودانايل"
01-15-2005, 09:22 AM
kamalabas
kamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673
أثبت الأفارقة ياخالد أنهم أهل وجعتنا وأن حالنا وأياهم كحال الجسد الواحد الذي أذا أشتكي منه عضو .الخ وقفو معنا بصلابة في وقت فقدنا فيه الأخريين الذيين ظللنا معهم في السراء والضراء ومع ذلك ظلوا في مقاعد المتفرجيين ممايجري عندنا!! ومع هذا نستثني نسبيا مصر وليبيا الذين هم أفارقة وجيران وربما كان تدخلهم بهذه الصفة
01-15-2005, 09:43 AM
خالد عويس
خالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332
عزيزي كمال فلنرفع "طواقينا" -على وزن قبعاتنا- لهؤلاء السمر الجميلين الذين سعدنا حقا بالتفافهم ووجودهم ذلك اليوم ولنتبين حقا كم هم قريبون منا ، كم نحن بعيدون عنهم.
لهم التحية هؤلاء، فمحلهم لا شك "القلب"
01-15-2005, 09:50 AM
خضر حسين خليل
خضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087
شكرا خالد عويس لهذا البوست الانيق اعتقد ان الافارقه هم اصحاب وجعتنا عليه اتمني ان يعاد النظر في مساله عروبتنا المطلقه هذه والنظر فيما حولنا . ملاحظه في اليوم الذي شهدت فيه القارة السمراء واحده من التواريخ التي ستبقي في الزاكره كان العرب وقنواتهم مشغولين اكثر من اللازم بقضايا ليست بذات اهميه ذاك الحدث تري هل المساله مقصوده ام نحن علي قول اللبنانيين لانستحق لقب العروبه
01-15-2005, 10:23 AM
خالد عويس
خالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332
عزيزي خضر لاحظت هذا الأمر كما لاحظه غيري من الاعلاميين السودانيين، ولكي لا أظلمها، فقد كانت قناة "الجزيرة" استثناء من هذا وخصصت فترة زمنية طويلة للتغطية من مراسلها في نيروبي والزميلين محمد الكبير الكتبي من الخرطوم ومحمد الصوفي من رمبيك. هذا يدفعنا بطبيعة الحال عن "الخرطوم عاصمة الثقافة العربية"، إن لم يقم الاعلام العربي وزنا لسلام أتى بعد 22 عاما مريرة فهل سيحفل بـ"سخافات" الثقافة السودانية؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة