دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: "الخريف ياتي مع صفاء " و "نورا ذات الضفائر" - أحمد الملك - عن دار عزة ل (Re: ودرملية)
|
الأخ ودرملية؛؛ تحياتي والشـكر الكتير لك على البشـارة الجميلة بصدور الرواية والمجموعة القصصية الجديدة للأخ الأديب أحمد المـلك، وقـد كنت أيضاانتظرهما.. وفي بوسـت سـابق للأستاذ زوربا كنت قد أضفت بعـض القـصص التي قد تكـون متضمنة في مجمـوعة نـورا ذات الضفائر،، وتجـدونا هنا: إحتفاء خاص جداً ومتأخر بالمبدع والاديب أحمد الملك ( صور )
كما أن للأسـتاذ أحمـد المـلك مـوقع يحتوي بعـض أعماله،، لكـن ذلك بالطبع لا يعادل متعة القـراءة من الكـتاب ال Hardware نفسـه أو متعة اقتنائه والوصول إليه في أي وقت،، وربما يكـون الحصـول عليها بالنسبة لكم في الخـليج أسـهل وأسـرع مما هـو بالنسبة لنا في أوربا أو أمريكا مثلا لوجـود ناس مسافرين باسـتمرار،، يعـني برضـو حاولوا شـوفوا لينا معاكم طريقة!،، وعـنوان مـوقع الأسـتاذ أحمد الملك هو:
http://ahmadalmalik.com/ لك جـديد الشـكر وكـتير الـود..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: "الخريف ياتي مع صفاء " و "نورا ذات الضفائر" - أحمد الملك - عن دار عزة ل (Re: Isa)
|
سلامات وعوافي اخي ايسا "عيسى".. تسلم ياحبيب .. ماعندك مشكلة انا فقط اود ان اتحري طريقة من الموزع الاصلي في السودان او مكان طبع الرواية مثلا اذا كانت في مصر او لبنان او سوريا ومن ثم توزيعها بالطرق التقليدية هنا في قطر و ليكم في اوروبا وامريكا ... فقط انت تعرف ان بلاد الاغتراب فيها من التوتر مايكفي لقتل فكرة تبني مثل هذا الامر .. ولكن لان روايات الملك وقصصه جديرة بنشرها بكافة الوسائل المتاحة لن الو جهدا في بذل مافي وسعي انشاء الله بالتنسيق مع اصدقائي هنا في الدوحة .. شاكر لك حضورك واتمني ان تجد الرواية والمجموعة القصصية طريقهما لمكتبات الناس الخاصة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: "الخريف ياتي مع صفاء " و "نورا ذات الضفائر" - أحمد الملك - عن دار عزة ل (Re: ودرملية)
|
سلامات صاحب البوست و ضيوفه الكرام
خبر سعيد آخر في في هذا الخريف الممطر هنا الاخ احمد الملك يجد طريقه الى قرائه في السودان بعد ان استمتعنا بقراءة رواياته استمعنا اكثر من مرة لحوارات عميقة حولها و اتاحت لنا فرصة الغربة للقاء به و التواصل معه على كل المستويات نتمنى لروايات الاخ احمد الملك النجاح الذي لاقته في غربة عن دياره، و نتمنى ان يقابلها القاريء بالاحتفاء اللازم مودتي أمجد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: "الخريف ياتي مع صفاء " و "نورا ذات الضفائر" - أحمد الملك - عن دار عزة ل (Re: ودرملية)
|
سلامات وعوافي اخي الحبيب امجد تسلم ياسيدي ..وسعيد بوجودك في عالم "نورا ذات الضفائر" .. .. بناءا علي طلب بعض الاخوة بخصوص رغبتهم في الحصول علي الرواية والمجموعة القصصية سوف نقوم في القريب العاجل بتوضح كيفية توصيل النسخ لطالبها مباشرة بالبريد ..اما بورداب الدوحة فايضا ساقوم بتوصيل نسخاتهم اليهم مباشرة .. واتمني ان يسجلوا لطلب نسخهم هنا في هذا البوست حتي يتسني لنا حصر عدد النسخ ومن ثم التنسيق مع الموزع لتوفيرها بسرعة .. .. ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: "الخريف ياتي مع صفاء " و "نورا ذات الضفائر" - أحمد الملك - عن دار عزة ل (Re: ودرملية)
|
ود رمـلية،، والجمـيع،،، تحـية لكـم.. هـذه إحـدى قـصص الأديب أحمـد المـلك في المجـموعة الجـديدة:
الموت في اليوم العاشر
في اليوم العاشر، إنتهت مراسيم إحتفال الظار، خرجت السرة تتقدم موكبا صغيرا الي نهر النيل، تقضي طقوس اليوم الاخير أن تغسل آخر أدران جسدها في النهر المقدس، لتبدأ مواسم البشارة والفرح. تقدمت بخطوات نشطة وجسد خفيف بعد أن طرحت عنها أثقال سنوات من الانتظار والامنيات الزائفة، خرجت بوجه ناصع ومشاعر جديدة وبدا كأن هواجس أكثر من ثلاثة عقود قد تبخرت مع دخان البخور وغبار الموسيقي الشيطانية التي نظفت ذاكرتها من وقائع قرن من الاحباط وفتحت بوابة الذاكرة علي مدي فسيح من أمنيات جديدة تبدو لحظة خروجها الي العالم وكأن العناية الالهية تسبغ عليها رعايتها وتحصنها ضد الزمن والنسيان. خرجت الي ضوء الشمس المحرقة في ثوب ناصع أبيض، إرتعبت قليلا في البداية من فكرة عودتها الي الحياة الجديدة في ثوب أبيض أشبه بالكفن، لكنها مثلما تعلمت خلال عشرة أيام كيف يتحول الحزن الي أمنية قابلة للتحقيق وتتحول الذكريات الي رماد، تغلبت علي هاجس الموت الطارئ، لقد حققت في خلال عشرة أيام أمنيتين كان يمكن في ظروف عادية الا تتحققا قبل مرور قرن كامل: أن تنسي كل تفاصيل أحزانها وأن تقود مسيرة تمضي دون هدف الي المجهول ،أثناء الطقوس، شربت زجاجة ويسكي كاملة قبل ان تغرق في الرقص، وأمتشقت في اليوم الأخير سيفا طويلا كان يخص أحد أسلافها لتتوجه به الي نهر النيل. قادت السرة الموكب الذي أغرقه صبية المدرسة الذين تبعوا الموكب أثناء عودتهم من المدرسة في جلبة أناشيد ثورية منسية خلف غطاء من موسيقي مزامير البوص وعلب الطعام الفارغة. نزلت السرة مباشرة وهي تشهر سيفها الي نهر النيل وبدت مع أشعة الشمس الغاربة مثل قائد يستعد لخوض غمار آخر معاركه الخاسرة. هبت نسمة أطارت خصلات شعرها فاندلقت الخصلات الذهبية فوق الخيوط الواهنة لاخر ومضات الشمس الغاربة، فبدت أشبه بآخر يوم سعيد في حياتها الاولي قبل عشر سنوات، اليوم الذي ستعرّفه لاحقا في متاهة الانتظار بأنه اليوم الذي عقد فيه زواجها علي رجل ميت! كان ذلك صحيحا .. ففي اللحظة التي أعلن فيها المأذون أن السرة عثمان الفضل، البنت البالغ قد أصبحت زوجا لابن عمها سعيد وانطلقت الزغاريد تمزق رتابة الحياة في موسم الشتاء، في تلك اللحظة تحديدا كان سعيد يرقد في المشرحة وقد تجمد الدم في الثقب الذي أحدثته الرصاصة في صدغه الأيمن، في جيبه كانت ترقد آخر المنشورات التي لم يقيض له توزيعها، وفي محفظته التي سرقها الشرطي الذي أطلق عليه النار كانت ضمن اوراقه ونقوده ترقد صورة فتاة باهتة الملامح مكتوب عليها أن تبقي في الانتظار حتي الموت. إحتاجت لعشرة أيام لتفرغ فيها مرارة عشرة أعوام، كل يوم مقابل عام كامل، تساقطت في حمي غبار الرقص، وفوضي ضربات الطبول تفاصيل الحياة البائسة التي قضتها في انتظار يائس علي أمل أن تصل رسالة تكذب خبر موته أو أن تحدث كارثة تهز العالم كله من حولها لتستيقظ من هول الكابوس الذي تعيشه. تقدمت السرة المسيرة المنهكة بسبب القيظ، وبدت أثناء خروجها علي رأس الموكب من غابة أشجار المسكيت وكأنها تقود جيشا من الغبار يتقدم لغزو النهر العجوز النائم في سبات قيلولته. أيقظت ضجة الطبول وصراخ الصبية النهر فتبعثرت في وجهه موجات قوية تحطمت علي جدار الشاطئ قبل أن يستعيد صفاءه وينفض عن وجهه برفق الفراشات النائمة وطيور الرهو والسمّان المهاجرة. تقدمت السرة المسيرة وحين إندلعت صورة نهر النيل أمامها شعرت أنها لم تكن تقود المسيرة، لكن ضربات الطبول وأنغام مزامير االبوص البائسة التي يعزفها الصبية هي التي كانت تقودها، أعادها مشهد النهر عدة أعوام الي الوراء فرأت نفسها تصارع كي تبقي علي قيد الحياة، بعد أن باعت تدريجيا كل الاثاث المنزلي الذي اشترته لبيتها، تذكرت عراك الديوك في الاسواق التي كانت تحمل اليها بضاعتها الكاسدة من الحلوي وأعواد قصب السكر وقشور الفواكه المجففة. رأت أمها المريضة بحمي الملاريا، تنهض من فراشها متغلبة علي قهر الشيخوخة والمرض لتساعدها لتخرج من بيات أحزانها الطويل. ترسل النقود القليلة التي اقتصدتها بدلا من شراء دواء للملاريا، ترسلها مع الصبية لشراء حجارة بطارية ليعمل جهاز الراديو القديم في البيت حتي لا يزحف سكون الموت الي المكان. تسحبها من يدها مثل طفلة لتطوفا القرية الغارقة في جحيم القيظ ، تغني لها في ضوء القمر نفس الأغنيات التي كانت تغنيها لها في طفولتها، تغرقها في أخبار تنسج الجزء الاكبر منها بنفسها وتجمع خيوط أجزاء اخري من النسوة اللائي ثابرن علي زيارتها أحيانا خاصة في الصيف وفي الأعياد، رغم انها لم تعد تذكر أسماء أكثرهن أو حتي تفاصيل الذكريات السعيدة التي جمعتها بهن. تحاول عن طريق مشاعرها الجديدة وهي تقود المسيرة شاهرة سيفها أن تواري ذكريات حياتها الاولي في النسيان لكن صفحة النهر التي استعادت هدوءها بدت مثل ذاكرة بديلة لا يتسرب اليها النسيان، مثل مرآة لتفاصيل زمان دفنته من خلفها في قرع الطبول وهياج الرقص والامنيات الجديدة، رأت علي صفحة الماء وجه ذاك الشاب الطيب، الذي يعمل مدرسا في مدرسة القرية، تري بوضوح تفاصيل أول زيارة له: جاء الي البيت ذات صباح بوجهه الطيب المتعب وملابسه القديمة والمعول الذي كان يحمله في يده لأنه كان قادما للتو من المزرعة، قال ردا علي تساؤل أمها: لا أستطيع الذهاب الي المدرسة هذه الايام قبل أن أفرغ من زراعة المحصول!. وجدتها أمها سانحة لتتعرف علي العالم المنسي خلف باب البيت: وهل لا يسبب ذلك مشكلة مع المدرسة؟. ضحك الشاب الطيب وقال: لا يوجد من يعمل في مهنة مدرس، ما يعطونه من مقابل مادي لا يساوي ثمن الخبز ولا لبضع أيام وضحك قبل أن يحكي: ذات مرة كنت ذاهبا الي المدينة، طلب مني رجل مسن أن أتسلم نيابة عنه معاشه الشهري، كان قد أفني عمره كله في مهنة التدريس قبل ان يتقاعد قبل اعوام، بعد أن فرغت من مهمتي في المدينة ذهبت لاتسلم المعاش، حسبت أن مبلغ المعاش ضخم جدا حين طلب مني الموظف المسئول أن أحضر شاهدا يوقع علي استلامي للمبلغ، ترددت قليلا قبل ان أخرج وسألته عن قيمة المعاش، لم استطع تمالك نفسي من الضحك حين ذكر لي المبلغ، بضع جنيهات هي ربع المبلغ الذي دفعته أنا ثمنا لتذكرة الوصول الي المدينة بالحافلة، لو أن الرجل المسن حضر بنفسه وتسلم المبلغ لاحتاج أن يعود الي القرية ماشيا علي قدميه!. قلت للموظف : لن أحضر شاهدا وا ذا لم تسلمني المبلغ سأدفعه للرجل المسن من جيبي! عندها رضخ الموظف وسلمني المبلغّ. حين فتحت السرة باب البيت وطالعها الوجه المغطي بتراب أمشير حسبت في البداية أن الرياح العاتية التي اجتاحت القرية منذ الصباح هي التي دفعت بهذا الرجل الي بيتهم دون هدف. حين أزاحت جسدها من امامه وفتحت الباب الصغير علي مصراعيه تأكدت فكرتها حين اندلق جسده داخلا بفعل الريح دون ان يبدو عليه أنه كان يملك سيطرة علي جسده القادم بفضل ريح أمشير. جلس مع أمها التي كانت تهذي من الحمي لحظة دخوله ثم استعادت نفسها وشربت قليلا من مغلي العرديب ووضعت السعوط في فمها وبدأت تجاذب المدرس الشاب أطراف الحديث. كان يتحدث بلهجة مزارع بسيط، يقول الحمد لله أن الرياح هبت، لأنها تكافح مرض (العسلة) الذي يقضي علي محصول الفول المصري. تسأله العجوز وهل زرعت مساحة كبيرة من الفول؟ ضحك المدرس الشاب وقال: اذا كنت تقصدين الارض الصغيرة أمام بيتنا فأنا لم استطع زراعتها هذا العام بسبب غلاء مدخلات الزراعة، ذهبت الي المشروع الزراعي واشارك مع مزارع آخر في زراعة حواشة واحدة. ضحكت العجوز وقالت: أليس هو نفس المشروع الذي كنت تريد نزعه قبل سنوات من صاحبه وتحويله الي شركة تعاونية؟ ضحك المدرس الشاب وقال: تماما، كنا عائدين للتو من دراستنا وكان الزمان يبدو مبشرا، ورأينا في صاحب المشروع اقطاعيا يتحكم في قوت الناس، الان هو افضل من كل الاخرين لأنه وفي نهاية الموسم الفاشل كل عام لا نخسر نحن شيئا حتي لو خرجنا بقوت يوم واحد، بينما يذهب هو الي السجن وحده! حين سمعت العجوز التي كانت تهذي من وطأة حمي الملاريا صوت خطوات القادم، عرفت انه آخر أمل لتخرج بنتها من بيات أحزانها، نفضت عن جسدها الحمي وقامت لتستقبله، شرب كوب الشاي بصوت عال تناغم مع صوت الحياة في الشتاء، وحين مدت له العجوز جهاز الراديو القديم الذي توقف منذ أيام قام باعادة ربط الخيط الذي يحرّك المؤشر فنطق الجهاز مرة اخري. وضع الراديو جانبا ونفض شال الصوف الضخم الممزق الذي يضعه حول رقبته فثارت عاصفة صغيرة داخل البيت من الغبار قبل أن يطلب يد السرة. وافقت الام بصمت ورفضت السرة بصمت، خرج الشاب الطيب علي أمل ان يعود مرة أخري . عاد عدة مرات خلال أيام كان يقوم فيها كل مرة بربط خيط جهاز الراديو،وينفض الغبار عن شال الصوف العتيق، أحضر للعجوز في المرة الثانية بضع حبات من دواء الملاريا، وملأ لها كوب الماء لتأخذ الدواء، بعد عدة زيارات بدا كأن السرة لانت قليلا لضغوط أمها وقبلت أن تجلس معه للمرة الاولي بعيدا قليلا عن أمها. حين وضعت قدمها في الماء شعرت السرة ببرودة خارقة تخترق عظامها، وقفت قليلا أملا في أن تؤدي خطوتها الاولي في الماء الي استعادتها زمام مبادرة الذكريات، لكن صفحة النهر مضت تفتح أمامها مزيدا من الجراح، رأت صورته في المرة الاخيرة التي تراه فيها يوم مأتم أمها: نفس الوجه الطيب وشال الصوف المترب الذي يطوق عنقه وومضة الرجاء التي لازالت تنبض من عيونه. نظرت الي الجموع الحاشدة من خلفها ومضت تحرسها الأشعة الغاربة والظلام الوليد الذي بدأ يرخي سدوله علي النهر ومن علي البعد سمعت آخر دقات الطبول وآخر أنغام مزامير البوص تضيع وراءها في عتمة النهر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: "الخريف ياتي مع صفاء " و "نورا ذات الضفائر" - أحمد الملك - عن دار عزة ل (Re: Isa)
|
سلامات وعوافي استاذي عيسي .. لك المودة وعصارة القلب .. اشكرك علي رائعة الملك "الموت في اليوم العاشر" .. وهنا "قطفة" من "نورا ذات الضفائر" .. وكما هو واضح فهي تحمل اسم المجموعة القصصية ... اتمني من "جوا قلبي" ان تشرق الشمس "من روايات وقصص الملك" ويفتح الامل صدره لنا .. فالارض "قد اشتهيناها" وكذا الزرع والناس والبيوت العتيقة ومجالس السمار في اطراف القرى وطلة الاعياد الانيقة ... جوطة الشفع في الحيشان الوسيعة ..ريحة الجبنة البكرية ولمت الحبوبات والامات ..و"رتل" من الامنيات الحنينة .. .. ثم .. يقول صاحبنا الجميل الملك في مشهد من مشاهد "نورا ذات الضفائر" ..
Quote: نورا كانت تملأ ازيار الماء حين سمعت طرقات علي الباب، خرجت لتجد فتي وسيما وقف حائرا حين رأي الفتاة الجميلة تحيط بها دوامة نوار الليمون، شعرت نورا للحظة بقلبها يدق لمرأي الفتي قبل ان تستعيد بسرعة لامبالاتها الطبيعية، قالت له : انت نورالدين ؟
فرد بالايجاب.
قالت له بقيت زول كبير، وكت سافرت المدرسة كنت لسة حايم في الحلة بسروالك الاخضر!
لم يرد الفتي مد يده برسالة مرسلة من احد اقاربهم في مدينة الخرطوم التي يدرس بها.
دعته الفتاة ليدخل لكنه رد بأن والده في انتظاره في الحقل، شعرت نورا بعد ذهابه للمرة الاولي في حياتها بأن شيئا جديدا حدث في العالم يستحق ان تخرج له من قوقعة لامبالاتها، للمرة الاولي في حياتها نظرت الي وجهها في المرآة فبدا لها كأن شخصا اخر كان ينظر اليها.
لأول مرة تحمست لتخرج لرعي البهائم في بقايا حقول القمح.
بعد اسبوع طرق نورالدين باب البيت مرة اخري، عرفت من نبض خطواته المرتبكة انه يريد ان يقول شيئا، قال مترددا : جيت لاسلم عليكم . كانت نورا قد استعادت لامبالاتها تجاه الاشياء، قادته ليجلس في صالة البيت الواسعة حيث الزنابير تبني أعشاشها في جذوع النخيل الضخمة في السقف، جلس في الصالة وحيدا، لم تكن والدة نورا موجودة، تركته نورا هناك وخرجت، حسب نور الدين انها ذهبت لتحضر له شيئا وتحسس الرسالة التي يحملها في جيبه والتي قضي الليل كله ساهرا ليكتبها، كانت رائحة نوار الليمون تملأ البيت، شعر نور الدين بنفسه جزءا من زمان آخر تتولّد تفاصيله في حبات الضوء العالقة برائحة نوار الليمون، ورغم المساء الذي بدأ يرخي سدوله في الخارج الا أنه شعر بالمكان يسبح في ضوء النهار،لبث نور الدين منتظرا لزمن لم يشعر به مطلقا، انتبه فجأة الي انه لبث في المكان وحيدا لفترة طويلة، نظر الي ساعته ونظر حواليه مندهشا دون ان يجد تفسيرا لوجوده في المكان، في الخارج شاهد نورا تلعب في ضوء المغيب مع فتيات أخريات لعبة الأريكا، فتذكر فجأة انه جاء ليراها.
جاء في اليوم التالي في نفس الوقت يسبق خطواته حنين لنهارات الضوء ونوار الليمون، استقبلته والدة نورا وادخلته الي الصالة واحضرت له كوبا من شراب الليمون، حين دخل الي البيت لم ير نورا رغم ان رائحة نوّارها كانت تملأ البيت، لم تسأله والدة نورا عن سبب الزيارة، كأنها كانت تعرف سبب مجيئه والرسالة التي تكاد أشواقها تتعفن في جيبه،
باتت زيارته روتينا يوميا، يشرب كوب الليمون ويراقب الزنابير تبني بيوتها الصغيرة في جذوع النخيل في السقف، يحصي في كل مرة الحجارة الرملية التي يستند عليها السقف المرفوع قليلا فوق الجدار ليتسني مرور الهواء والضوء، يحصي حتي الزنابير التي تجوس فضاء الليمون والعصافير التي تغرد لبرهة فوق الجدار قبل ان يبتلعها ضوء الضحي،خلال شهر كامل لم ير نورا سوي مرة واحدة، رغم ذلك لم يتوقف عن زياراته النهارية.
لم يجد احدا يبوح له سوي شقيقته الأصغر منه سنا، التمعت عينا شقيقته ابتهاجا بأخبار الحب رغم أن صوت نور الدين كان يقطر ألما بسبب فشله حتي في أن يتحدث معها ، عرضت شقيقته خدماتها: ستقوم بتسليم الرسالة لنورا. كان نور الدين يشعر بالخوف، لكنه مثل غريق تعلق بقشة، أعطاها الرسالة. تسللت فاطمة بخفة مثل القط واختفت في أزقة القرية الغارقة في ضجيج موسم الحصاد.
|
ثم هنا ترقص "نورا ذات الضفائر" ..
http://www.geocities.com/penubes/nora.htm
| |
|
|
|
|
|
|
Re: "الخريف ياتي مع صفاء " و "نورا ذات الضفائر" - أحمد الملك - عن دار عزة ل (Re: ودرملية)
|
Quote: واحمد الملك من الكتاب الشباب الذين شغلوا الفراغ الادبي الذي يعاني منه الكاتب السوداني "ضعف وجوده في المحافل الدولية وفي المكتبات" بل وتسنم الكثير من المسؤوليات الادبية من خلال انتاجه الروائي والقصصي والتي تسجل بصدورها وانتشارها اسم السودان في كافة المحافل الادبية والثقافية .
|
صباح الود
عبد الرحيم
اخبارك
شكرا علي ايراد الخبر
طبعا انا حاجزه نسختي منك ....؟؟؟
محبتي
عاليه
| |
|
|
|
|
|
|
|