بســـم الله الرحمن الرحيــم {واذ قال اللّه يا عيسى ابن مريم انت قلت للناس اتخذونى وامى الهين من دون اللّه قال سبحانك ما يكون لى ان اقول ما ليس لى بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما فى نفسى ولا اعلم ما فى نفسك انك انت علا م الغيوب * ما قلت لهم الا ما امرتنى به ان اعبدو االلّه ربى وربكم وكنت عليهم شهيدا مادمت فيهم فلماتوفيتنى كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شى شهيد}
لقـد إستشهـد الأستـاذ محمـود بهـذه الأيـة مـرة، ليدلل بهـا على أن المسيـح فعلا قال (بلسـان حالـه) أنه هـو هـو الله، ولم يقل لأحـد ذلك بلسـان مقاله.. لذلك قال: "إن كنت قلته فقـد علمتـه" و "تعلم مافى نفسى ولا أعلم مافى نفسك" ثم أن الكلام الكثيـر الذى قاله المسيـح فى الرد على سـؤال بسيط، ليس فيـه ما ينفى فيه التهمـة (أقرأ الأيـة مـرة أخـرى).. حتى عبارتـه " ما قلت لهم الا ما امرتنى به" ليس فيهـا نفى قاطـع ل(التهمـة).
هل الأستـاذ محمـود محمـد طـه مســـؤول عن عقيـدة بعض الجمهـوريين فيـه؟
الإجابـة لا ونعــم!
وقبل أن أدخل فى شـرح هـذه العبارة، أريـد أن أقول أن ما نقله الأخ أبوبكـر القاضى من حديث بعض الجمهـوريين، وبعض قصـائـد عوض الكريـم موسى الذى قال فيمـا بعـد أنه كان يكتبهـا بأنفاس السجـائـر!! حسب ما رواه عنه البعض, والتى كانت تتحدث عن المسيـح المحمـدى وأفهـم الكل أنه يقصـد الأستاذ محمـود.. أن كل هـذا لا علاقـة له بالأستاذ وتعاليمـه، وهو لم يقل أنه المسيـح أو المهـدى المنتظـر.. وبالرغـم من هـذا، فلا شك أن كان هناك حديثـا مزدوجـا.. فمن جهـة كان الأستـاذ يلاحظ ويعرف أن عقيـدة الكثيرين من الجمهـوريين هى أنه هـو المسيــح، فلم يثنهـم عن ذلك الإعتقـاد، غيـر أنه قال أنه يرجـو أن يكون هـو صـاحب المقـام، ولكن عنده شك.. ثم طلب من الأخوان أن يتركوا شكـه له.. وهنا جاءت البلبـة.. فهل ترك الشـك له يعنى صـرف النظـر عن أنه المسيـح وأن يعتبره الأخوان رجل مسلم مجتهـد لا يألو؟ أم يعنى الغريب منطقيـا بأن نترك شكـه هـو، ونستيقن نحن أنه هـو المسيـح الذى بشـر به النبى صلى الله عليه وسلم. كيف يطالبنـا الأستـاذ أن نعتقـد فى أمـر هـو فى حالـة شك فيـه؟ لا أعتقـد ذلك، خصوصـا وإن الأستـاذ قال فى حديث الأدب الذى نشـره الأخ ياسـر الشـريف فى مكان اخـر، أن لا أحـد يعرف عن الفرد أكثـر من معرفـة ذلك الفرد بنفسـه.. أريـد أن أخلص من هـذا الى أن الأستـاذ، وإن لم يقل إطلاقـا أنه هـو صاحب المقام، والمسيح المنتظـر، ولكن من المؤكـد أنه كان يعرف ما بدواخل الكثيـر من الجمهـوريين، والجمهـوريـات، ثم سكت عن إثنائهـم عنه.
اقف هنـا لضيق الوقت، ولى عـودة إن شـاء الله.
01-31-2007, 07:43 PM
Omar Bob
Omar Bob
تاريخ التسجيل: 02-02-2005
مجموع المشاركات: 2543
الاخ ابو الريش: تحياتي امل كثيرا ان يكون هذا البوست سانحه لمناقشه بعض اطروحات الفكر الجمهوري بعقل مفتوح بدون كيل التهم بالرده والكفر من جهه والاتهام بالجهل او الغرض من الجهه الاخري في تقديري الفكره الجمهوريه بها من الحسنات الكثير والذي لو فهم في اطار الاجتهاد والتجديد فيه الحل لكثير من معضلات هذا العصر وفيه فك لكثير من اشكاليات النصوص الدنينيه وبنفس القدر فان بالفكزه من سلبيات-علي الاقل من وجه نظري انا- ما يجعل الكثيرين يحجمون عنها
في انتظار بقيه ارائك ولي عوده
مودتي
01-31-2007, 09:00 PM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058
Quote: لقـد إستشهـد الأستـاذ محمـود بهـذه الأيـة مـرة، ليدلل بهـا على أن المسيـح فعلا قال (بلسـان حالـه) أنه هـو هـو الله، ولم يقل لأحـد ذلك بلسـان مقاله.. لذلك قال: "إن كنت قلته فقـد علمتـه" و "تعلم مافى نفسى ولا أعلم مافى نفسك" ثم أن الكلام الكثيـر الذى قاله المسيـح فى الرد على سـؤال بسيط، ليس فيـه ما ينفى فيه التهمـة (أقرأ الأيـة مـرة أخـرى).. حتى عبارتـه " ما قلت لهم الا ما امرتنى به" ليس فيهـا نفى قاطـع ل(التهمـة).
هذا هو المقال الذي تقصده.. وأعتقد أنه من المفيد للمهتمين بهذا الموضوع الدقيق أن يقرأوه كاملا ويقفوا فيه على ما كتبه الأستاذ محمود بالضبط.. وسأترك بقية ما جاء في مداخلتك حتى تستكملها..
Quote:
متى قال الله: يا عيسى ابن مريم!! أأنت قلت للناس؟؟
الجبلين في 23/ 7/ 1962 حضرة الأخ الكريم الشيخ عبدالرحيم تحية طيبة، مباركة، زاكية.. أما بعد، فقد ظللت دائم التفكير في سؤالك الممتع من الآيات الكريمات: (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم: أأنت قلت للناس اتخذوني، وأمي، إلهين من دون الله؟؟ قال: سبحانك!! ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق.. إن كنت قلته فقد علمته.. تعلم ما في نفسي، ولا أعلم ما في نفسك.. إنك أنت علام الغيوب.. ما قلت لهم إلا ما أمرتني به: إن أعبدوا الله، ربي، وربكم.. وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم، فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم، وأنت على كل شيء شهيد إن تعذبهم، فإنهم عبادك.. وإن تغفر لهم، فإنك أنت العزيز الحكيم قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم.. لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها أبدا، رضي الله عنهم، ورضوا عنه.. ذلك الفوز العظيم.. لله ملك السموات، والأرض، وما فيهن، وهو على كل شيء قدير).. فقد سألت أنت في أحد مجالسنا الليلية بمدني: (وإذ قال الله: يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأني إلهين.. إلخ الآية.. سألت: متى قال الله ذلك؟؟ وقد أجاب بعض الأخوان الحاضرين: إنه يقول ذلك يوم القيامة، وإنما عبر عنه بالماضى لتحتم وقوعه.. وهذا هو التفسير الذى يطالعك به المفسرون.. وقد علمت أنك لا تسأل عن هذا، لأنه غير كاف.. وقلت لك لا يحضرنى الآن فيها شىء، وساخبرك فيما بعد.. وقد ظللت مشغول الخاطر بهذا السؤال الطريف طوال هذه المدة الطويلة.. واضح لكل من يعرف التوحيد انه لا يمكن أن يقال أن الله سيقول يوم القيامة، لأن الله قائل في الأزل، وفي البدء، وفيما بين ذلك، وفي كل لحظة: (كل يوم هو في شأن) من غير أن يطرأ عليه الحدثان.. ولو أن الله ليس بقائل، أبدا، وسرمدا، ثم قال يوم القيامة لقامت به الحوادث.. وهذا خطا في أوليات التوحيد.. لم يبق إلا أن الله قال ذلك، وهو لم يزل قائلا، تبارك، وتعالى، ولن ينفك.. ولقد قلنا، نحن الجمهوريين، في كتيبنا (الإسلام): (نحن نسمع الناس يقولون: إن القرآن كلام الله، فما معنى هذا؟؟ إن الله ليس كاحدنا، وليس كلامه ككلامنا بأصوات تنسل من الحناجر، فتقرع الاذان.. إن كلام الله خلق فالشمس تطلع، فترسل الضوء، والحرارة، فتبخر الحرارة الماء، وتثير الرياح، وتحرك الهواء، فتحمل الرياح بخار الماء، في سحب كثيفة، إلى بلد بعيد، فينزل المطر، فيروي الأرض، ويحييها بعد موتها، فينبت الزرع، وتدب الحياة بمختلف صورها، وشكولها.. هذه صورة موجزة قاصرة، مفككة الحلقات، لكلام الله.. فالقرآن هو صورة هذا الكلام، أو قل هذا العلم، مفرغا في قوالب التعبير العربية).. ولقد قلنا، في مواضع أخرى من هذا الكتاب،: إن القرآن يسوق معانيه مثاني.. معنى قريبا، ومعنى بعيدا.. فمن فهم المعنى القريب، وغاب عنه المعنى البعيد، فما فهم القرآن.. ومن فهم المعنى البعيد، وغاب عنه المعنى القريب، فما فهم القرآن، وإنما يفهم القرآن من يرى المعنيين في اللحظة الواحدة.. وهذا يحتاج إلى قوة في نور البصيرة يفلق الشعرة.. والسبب في سوق المعنيين، المعنى القريب، والمعنى البعيد، ان اسم الله، تبارك، وتعالى، يطلق على معنيين أيضا: معنى بعيد، وهو ذات الله الصرفة – في صرافتها – وهي امر فوق الإدراك، وفوق الأسماء، وفوق الإشارات، ولولا أنها تنزلت ما عرفت.. ومعنى قريب وهو مرتبة البشر الكامل الذي أقامه الله خليفة عنه في جميع العوالم، وأسبغ عليه صفاته، وأسماءه، - حتى إسم الجلالة – فكلمة الله حيث قيلت، تشير إلى هذين المعنيين، وفي نفس الوقت.. هي تشير إلى (صرافة الذات) وتشير إلى (التعين الأول) الذي ليس بينه وبين صرافة الذات أحد من الخلق، وإنما هو بين جميع الخلق وبين الذات.. وإنما تقوم جميع الأسماء، والصفات، بالتعين الأول أولا، ثم هي تشير، إشارة مبهمة، قاصرة، إلى الذات الصرفة التي هي فوق أن تسمى، أو توصف، أو تعرف.. فمعنى: (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم!! أأنت قلت للناس: اتخذوني، وأمي، إلهين، من دون الله؟؟) أن الله خلق في عيسى القوى التي تدعي الربوبية، والتي هي مودعة في كل فرد من أفراد البشر، وهي التي بها تمت لهم خلافة الله في الأرض.. وهى هى المعبر عنها بالأمانة في قوله تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السموات، والأرض، والجبال فأبين أن يحملنها، وأشفقن منها، وحملها الإنسان.. إنه كان ظلوما جهولا..).. ولقد عبر بالإستفهام: (أأنت قلت؟؟) ولم يقل بالجزم: (أنت قلت) إشارة إلى أنه تعالى قد خلق فيه (القوى العقلية)التي تحد من إندفاع إرادة النفس إدعاء الربوبية، وتردها إلى ما ينبغي لها من العبودية.. فإن فرعون، حين لم يخلق الله له قوى كافية تستطيع رد إرادة إدعاء الربوبية، إدعاها ولم يتردد في ذلك.. فأخبر الله تعالى عنه، فقال، جل من قائل، مخاطبا نبيه، ورسوله، موسى: (إذهب إلى فرعون إنه طغى).. أي فات حد العبودية إلى إدعاء الربوبية.. وهو أمر كان من الممكن أن يحصل من المسيح لولا أن الله نصره، واجتباه.. ثم قال، تبارك، وتعالى، عن فرعون، في نفس السياق: (فكذب وعصى – ثم أدبر يسعى * فحشر، فنادى * فقال: أنا ربكم الأعلى * فأخذه الله نكال الآخرة والأولى * إن في ذلك لعبرة لمن يخشى).. ولقد قال أحد السادة الصوفية.. في نفس كل منا أن يقول ما قال فرعون: (أنا ربكم الأعلى)، غير أن فرعون إستفز قومه، فأطاعوه فقالها.. يعني أن إجتماع الناس عليه، وطاعتهم إياه، غرته عن نفسه وقوت فيه إرادة إدعاء الربوبية، حتى ضعفت القوى العقلية عن مقاومتها، فانطلقت تدعى، وتفترى.. وإنما من أجل ذلك يحذر مشايخة الصوفية المريدين، وبخاصة صغار المريدين، من إجتماع الناس عليهم. وشيء آخر!! فإن الإستفهام في: (أأنت قلت) بدلا من الجزم: (أنت قلت)، حين أفاد أن الله قد خلق في المسيح قوة العقل الكافية لصد إرادة إدعاء الربوبية، أفاد أيضا أن المسيح قد قال، بلسان حاله، ولكنه لم يقل بلسان مقاله، وحاشاه أن يقول!! ولقد عفا الله عما يجول في الصدر ما لم يجر على اللسان، فكيف بما أدق من ذلك.. ثم قال: (اتخذونى، وأمي: إلهين، من دون الله)، ولم يقل: (اتخذوني إلها، من دون الله)، كما قال فرعون، مثلا، بوحدانيته، وحده.. وذلك يفيد أن الله قد جعل فيه الثنائية بارزة، قوية فهو، بالطبع، لم يكن في وحدانية الغفلة التي كان عليها فرعون.. وهو بالطبع، لم يبلغ وحدانية الحضرة، والكمال، التي يكون عليها الله – (بالمعنى القريب).. (قال سبحانك!! ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق.. إن كنت قلته، فقد علمته..).. إشارة صريحة إلى خلق الله، تبارك، وتعالى، في المسيح القوى العرفانية التي بها يعرف ما هو حق (لله)، وهو (الربوبية)، وما هو حق له وهو (العبودية) وبفضل هذه القوى العرفانية إنتصر على إرادة إدعاء الربوبية، كما سبق القول.. ثم قال: (تعلم ما في نفسى، ولا أعلم ما في نفسك.. أنك أنت علام الغيوب).. ولم يقل: (تعلم ما في نفسي، ولا أعلم ما في نفسى)، وهو ما قد يتبادر إلى ذهن الإنسان المنكر التائب، المتنازل، عن أي إدعاء.. ولكنه قال بالصيغة أعلاه للدلالة على أن النفس واحدة، وهي نفسه تعالى: (يا أيها الناس!! إتقوا ربكم، الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالا كثيرا، ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيبا).. فالمعنى القريب هو: أن هذه النفس الواحدة هي نفس آدم. والمعنى البعيد هو: أن هذه النفس الواحدة هي نفس الله تعالى: (ويحذركم الله نفسه.. وإلى الله المصير).. وهكذا إلى آخر الآيات الكريمات، مما لا يتسع لتفصيله زمنى الحاضر.. ولكن، قبل أن أترك هذا السياق، أحب أن ألفت نظرك إلى الآية: (إن تعذبهم، فإنهم عبادك.. وإن تغفر لهم، فإنك أنت العزيز الحكيم..).. فإنه جاء في الفاصلة بصفتى (العزيز الحكيم) ليثبت (الجبر)، ولينفي (الإختيار)، عن المسيح، وعن الناس.. المراد في السياق: فإنهم عباد مربوبون.. ولم يقل، كما قد يتبادر إلى ذهن السامع: (وإن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم).. المراد في السياق: فإن اتخذوا المسيح وأمه، إلهين، من دون الله، فإنما ذلك لحكمة قاهرة أرادها الله بهم، ولم يجدوا عنها (مندوحة). وقد ختم تلك الآيات بما لا يدع مجالا للشك في هذا المعنى المراد.. إسمع قوله، تبارك، وتعالى: (لله ملك السموات، والأرض، وما فيهن.. وهو على كل شيء قدير..).. هذا الذي شرحنا هو القول قولا مستأنفا يوم القيامة؟؟ والجواب: نعم!! سيقال، في عرض الحساب ولكنه يقوله (الله)، (بالمعنى القريب).. يقوله [الله] الذي هو الإنسان الكامل.. الإنسان الذي ليس بينه وبين ذات الله المطلقة أحد وهو بين الذات وبين سائر الخلق.. وهو الذي يتولى حسابهم، نيابة عن الله، وهو الإنسان الكامل المسمى: (الله) هو المعنى، في المكان الأول، بقوله تعالى: (هل ينظرون إلا أن ياتيهم (الله)، في ظلل من الغمام، والملائكة، وقضي الأمر، وإلى الله ترجع الأمور؟؟) وهذا القول المستأنف يوم القيامة هو أيضا قديم، ولكنه متطور في كل لحظة.. كل ذرة من ذرات الوجود، المنظور لنا، وغير المنظور، غازاته، وسوائله، وجماداته، ونباتاته، وحيواناته، وحشراته، وإنسه، وجنه، وملائكته، وأنواره، وظلماته، كل ذرة من ذرات هذه الأجساد، كلمة من كلمات الله.. والله متكلم بكل هذه الألسن.. (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي، ولو جئنا بمثله مددا). ما أحب أن أطيل اكثر من هذا، ولو أن مجال القول ذو سعة واسعة.. ولكني إنما أختلس هذه السويعات من زمن العمل إختلاسا، وقد أصبح العمل في أخرياته، ولا بد من بذل مجهود كبير لينتهى.. وسيكون لدينا فراغ طويل نصرفه عندكم، إن شاء الله.. وسيكون المجال، يومئذ، مجال تطويل، واستقصاء.. فإن وجدت أن أمرا من أمور هذا الكتاب تستحق إستقصاء فستجدني عندماتحب، إن شاء الله هذا وعليك، وعلى الأخوان جميعا، التحيات، المباركات، الناميات، الزاكيات..
محمود محمد طه
التعديلات بسبب كلمات كان بها خطأ طباعي من المادة المنقولة من كتاب "رسائل ومقالات الثاني" من موقع الفكرة الجمهورية وقد صححت الكلمات هناك ايضا..
Quote: أن الإسلام رسالتان: رسالة أولى قامت على فروع القرآن ، ورسالة ثانية تقوم على أصوله .. ولقد وقع التفصيل على الرسالة الأولى .. ولا تزال الرسالة الثانية تنتظر التفصيل .. وسيتفق لها ذلك حين يجئ رجلها ، وحين تجئ أمتها ، وذلك مجئ ليس منه بـد .. (( كان على ربك حتماً مقضياً )) ..
الأخ أبو الريش
النص أعلاه مقتبس من مقدمة الرسالة الثانية لمحمود محمد طه . وفيها يقول بوضوح أن الإسلام رسالتان وقد وقع التفصيل على الرسالة الأولى ( من قبل خاتم الأنبياء والمرسلين المصطفى صلى الله عليه وسلم ) . ولا تزال الرسالة الثانية تنتظر التفصيل .. وسيتفق لها ذلك حين يجئ رجلها ، وحين تجئ أمتها ، وذلك مجئ ليس منه بـد . ودون أي تحضير لذهن القاريء يشرع في تفصيل الرسالة الثانية مما يعني أن رسول الرسالة الثانية هو ( محمود محمد طه ) بلا ريب .
فهل يعتقد الجمهوريون أن محموداً رسول الله ؟ تحياتي
Quote: ودون أي تحضير لذهن القاريء يشرع في تفصيل الرسالة الثانية
الأخ سنجاوى،
هـذه الأيـام انا فى حالـة سفـر مستمـرة، فأرجو أن تعـذر أخاك لو تأخـرت فى المداخلـة.
الأستـاذ قال أن تفصيل الرسـالـة الثانيـة سيكون حين يجيئ رجلهـا وحين تجيئ أمتهـا، فلو أعتقـدت أنت أنه يقصـد أن الرجل والأمـة الإسلاميـة التى سـوف تطبق الرسالة الثانيـة سوف يأتيان فى الصفحات القادمـة من الكتاب، فماذا أقول لك... الأستاذ قال "نحن نبشـر بعالم جديـد..." والذى يبشـر بشئ ليس من يأتى به.. على أى حال هناك النقاط الكثيـرة فى الفكـر الجمهـورى تحتاج لدراسـة ونقاش، والمهـم جـدا أن تكون البدايـة هى وضـع منهـج لهـذه الدراسـة.
02-08-2007, 03:58 AM
Haydar Badawi Sadig
Haydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271
العزيز محمد عثمان، تحيتي ومعزتي، شكراً على هذا الخيط المميز.
الأخ الكريم سنجاوي، تحيتي وتقديري، لوتمعنت قليلاً في رأي الأستاذ بعاليه، وقرأت كتب الفكرة التي تتناوله، ستجد بأن المسألة ليست بالتعقيد الذي تظنه. أوصيلك بقراءة كتاب "محمود محمد طه يدعو إلى طريق محمد." في هذا الكتاب يشرح الأستاذ بأن للنبي عليه الصلاة والسلام ثلاثة مقامات: هي مقام الرسالة ومقام النبوة ومقام الولاية. ويؤكد الأستاذ، بصورة قاطعة بأن نبينا، محمد، العربي، الأمي، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، هو خاتم الأنبياء. ذلك لأن كل ما أراد أن يوحيه الله بواسطة النبوة، التي تتطلب وحياً ملائكياً، قد استقر في في القرآن، الذي يحوي في أصوله كل رسالات السماء، وكل فضائل الأرض. وهذا معنى أنه أم الكتاب. يعني أنه يهيمن على كل الكتب في تجليه بالجديد لكل من يقرأه بتفكر وتعقل. ومن يفعل بصدق يؤتي علماً في كل يوم وساعة ولحظة يتفاعل فيها مع هذا الكتاب العظيم، بشرط أن يفهم تدعاياته في صور الحياة المختلفة، وتجلياته في الأكوان، طبيعية كانت أو إجتماعية.
من يعقل عن الله، وعن النبي، يستطيع أن يعلم ويخبر عنه. وكل من يستطيع أن يخبر عن الله ويعلم فنون التفكر فيه وفي خلقه هو رسول. بهذا المعنى أنت أيضاً يمكنك أن تكن رسول إذا عملت على تطبيق طريق محمد، عليه الصلاة والسلام. ذلك لأنك تتعلم من علوم طريقته، التي تسوقك إلى علوم ولايته، لتبلغ رسالته. فكأنك رسول للرسول متى ما نطقت عن سيرته وسددت التوجه نحو الله. وهذا هو المعنى الذي به نقول به أن النبي لم يفارق أرضنا حين ارتحل للرفيق الأعلى، بل ظل داعياً لذاته بذاته، أي داعياً لله بذاته. فهو موجود في كل كلمة نقرأها عنه، وفي كل حرف ننطقه من القرآن، وفي كل مرة نذكر فيها إسمه الفضيل، في الصلاة أوفي مدحه. لهذا فقد ورد في الحديث النبوي الشريف "من رآني في المنام فقد رآني حقاً، فإن الشيطان لا يتمثل بي." والشيطان لا يتمثل به لأنه مذكور عند الله وعند خلق الله، عند رسل الله في خلقه، وعند رسل الرسول في خلقه.
بهذا المعنى فإن الأستاذ محمود محمد طه هو رسول الرسالة الثانية، كما أنك أيضاً يمكنك أن تكون رسولاً لها ما دمت ترتجي التواصل مع الذات المحمدية، التي لم تغب عن الكون منذ بدء الخليقة. وكل من يستمد من نفثات الذات المحمدية، وينفث عنها، فهو رسولها. ولا بد أنك تعرف أن أول ما خلق الله هو نور النبي، أي ذاته، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. وقد ورد ذلك في الحديث النبوي الشريف الذي يجري هكذا "أو تدري ما أول ماخلق الله يا جابر؟" فيرد جابر رضوان الله عليه بلا، فيقول له النبي "نور نبيك يا جابر."
أرجو أن تقرأ كتاب "محمود محمد طه يدعو إلى طريق محمد،" وكتاب "الرسالة الثانية،" بتمعن، وتحرٍ صادق، وتوجه لله بأن يفتح لك فيهما إن كان فيهما الحق، وأن يصرفكما عنهما إن لم يكن فيه الحق. ولا شك عندي، مطلقاً، بأنك ستجد فيهما الحق، كل الحق. والله أسال أن يلزم الحق، كل الحق، وهو نعم المسؤول ونعم المجيب.
02-08-2007, 08:01 AM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058
سؤالك ممتاز.. وقد سعدت بما كتبه الأخ أبو الريش والأخ حيدر بدوي..
وأنتظر عودة الأخ محمد عثمان أبو الريش ليتوسع في بسط رؤيته للأمر، فيكون الشرح قد تم بمشاهد متعددة..
ولكن أريد أن أقول شيئا عن كتاب "الرسالة الثانية من الإسلام".. هذا الكتاب "كانت الطبعة الأولى منه قد صدرت في يناير من عام 1967، الموافق لشهر رمضان المكرم من عام 1386" للهجرة.. "ثم صدرت الطبعة الثانية منه في إبريل من عام 1968، يوافق المحرم من عام 1388" ولكنها صدرت بدون مقدمة خاصة بها كما جاء في صدر مقدمة الطبعة الثالثة هكذا:
Quote: وعند صدور هذه الطبعة صرفتنا صوارف العمل عن تصديرها بمقدمة خاصة بها .. هذا الكتاب - الرسالة الثانية من الإسلام - كتاب جديد من جميع الوجوه .. وهـو ، إلى جدته ، غريب كل الغرابة ، ولا غرو ، ذلك بأنه بشارة بعـودة الإسلام من جديـد ، وأي الناس ، من علماء الناس ، لا ينتظر الغرابة في عـودة الإسلام من جديد ؟ ألم يقل المعصوم: (( بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريـبا كما بـدأ ، فطـوبى للغـرباء ! قالـوا من الغـرباء يا رسول الله ؟ قال الذين يحيـون سنتي بعـد اندثارها )) ؟..
والطبعة الثالثة نفسها أعيدت طباعتها في أكتوبر عام 1969 ولكنها لم تصدر بمقدمة جديدة.. ويمكن مشاهدة أدناه: في مقدمة الطبعة الثالثة جاءت العبارة التالية:
Quote: ومرحلة العقيدة هي مرحلة الأمة المؤمنة .. وهي أمة الرسالة الأولى .. ومرحلة العلم هي مرحلة الأمة المسلمة .. وهي أمة الرسالة الثانية .. وهذه الأمة لم تجئ بعد، وإنما جاء طلائعها ، فرادى ، على مدى تاريخ المجتمع البشري الطويل . وأولئك هم الأنبياء ، وفي مقدمتهم سيدهم ، وخاتمهم ، النبي ، الأمي ، محمد بن عبد الله ، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .. وهو قد بشر بمجئ هذه الأمة المسلمة ، كما جاء برسالتها ، مجملة في القرآن ، مفصلة في السنة ، وقد أسلفنا الإشارة إلى معنى السنة .. وحين تجئ هذه الأمة المسلمة فإنها لا تبدأ إلا بما بدأت به الأمة المؤمنة ، وهي مرحلة العقيدة ، ولكنها لا تقف في الدرجة الثالثة من درجات السلم التي وقف جبريل في أسئلته عندها ، وإنما تتـعداها في التطـور إلى ختـام الدرجات ، فتـكون بذلك صاحبة عقيـدة ، وصاحبة علم ، في آن معا ، فهي مؤمنة ، ومسلمة ، في حين أن الأمة الأولى مؤمنة ، وليست مسلمة ، بهذا المعنى النهائي للإسلام .. ويجب أن يكون واضحا فان جبريل إنما وقف ، في أسئلته ، عند نهاية درجات العقيدة لأنه إنما جاء ليبين للأمة المؤمنة دينها ، ولم يجئ ليبين للأمة المسلمة ، التي لما تأت بعد .. إن محمدا رسول الرسالة الأولى ، وهو رسول الرسالة الثانية .. وهو قد فصل الرسالة الأولى تفصيلا ، وأجمل الرسالة الثانية إجمالا ، ولا يقتضي تفصيلها إلا فهما جـديدا للقـرآن ، وهو ما يقوم عليه هذا الكتاب الذي بيـن يـدي القـراء .. إن هذا الكتاب يهدي الطريق ، ولكنه لا يمكن من نفسه إلا الذين يقبلون عليه بأذهان مفتوحة .. عند الله نلتمس التسديد ، ونجح المراد .. انه نعم المولى ..
المقدمة الجديدة ظهرت في الطبعة الرابعة في عام 1971 وفيها جاءت العبارة التي سألت أنت عنها، والتي يبدو للقارئ غير المدقق أنها تتناقض مع العبارة التي جاءت في مقدمة الطبعة الثالثة والتي وضعت لك تحتها خطاً..
والسلام.. ياسر
02-08-2007, 08:38 AM
Abomihyar
Abomihyar
تاريخ التسجيل: 03-19-2002
مجموع المشاركات: 2405
أحيي ياسر والمتداخلين. لقد كان ألأستاذ محمود مفكرا من "طراز فريد"
Quote: أما بعد، فقد ظللت دائم التفكير في سؤالك الممتع من الآيات الكريمات: (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم: أأنت قلت للناس اتخذوني، وأمي، إلهين من دون الله؟؟ قال: سبحانك!! ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق.. إن كنت قلته فقد علمته.. تعلم ما في نفسي، ولا أعلم ما في نفسك.. إنك أنت علام الغيوب.. ما قلت لهم إلا ما أمرتني به: إن أعبدوا الله، ربي، وربكم.. وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم، فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم، وأنت على كل شيء شهيد إن تعذبهم، فإنهم عبادك.. وإن تغفر لهم، فإنك أنت العزيز الحكيم قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم.. لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها أبدا، رضي الله عنهم، ورضوا عنه.. ذلك الفوز العظيم.. لله ملك السموات، والأرض، وما فيهن، وهو على كل شيء قدير).. فقد سالت أنت في أحد مجالسنا الليلية بمدني: (وإذ قال الله: يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأني إلهين.. إلخ الآية.. سألت: متى قال الله ذلك؟؟ وقد أجاب بعض الأخوان الحاضرين: إنه يقول ذلك يوم القيامة، وإنما عبر عنه بالماضى لتحتم وقوعه.. وهذا هو التفسير الذى يطالعك به المفسرون.. وقد علمت أنك لا تسأل عن هذا، لأنه غير كاف.. وقلت لك لا يحضرنى الآن فيها شىء، وساخبرك فيما بعد.. وقد ظللت مشغول الخاطر بهذا السؤال الطريف طوال هذه المدة الطويلة.. واضح لكل من يعرف التوحيد انه لا يمكن أن يقال أن الله سيقول يوم القيامة، لأن الله قائل في الأزل، وفي البدء، وفيما بين ذلك، وفي كل لحظة: (كل يوم هو في شأن) من غير أن يطرأ عليه الحدثان.. ولو أن الله ليس بقائل، أبدا، وسرمدا، ثم قال يوم القيامة لقامت به الحوادث.. وهذا خطا في أوليات التوحيد.. لم يبق إلا أن الله قال ذلك، وهو لم يزل قائلا، تبارك، وتعالى، ولن ينفك.. ولقد قلنا، نحن الجمهوريين، في كتيبنا (الإسلام): (نحن نسمع الناس يقولون: إن القرآن كلام الله، فما معنى هذا؟؟ إن الله ليس كاحدنا، وليس كلامه ككلامنا بأصوات تنسل من الحناجر، فتقرع الاذان.. إن كلام الله خلق فالشمس تطلع، فترسل الضوء، والحرارة، فتبخر الحرارة الماء، وتثير الرياح، وتحرك الهواء، فتحمل الرياح بخار الماء، في سحب كثيفة، إلى بلد بعيد، فينزل المطر، فيروي الأرض، ويحييها بعد موتها، فينبت الزرع، وتدب الحياة بمختلف صورها، وشكولها.. هذه صورة موجزة قاصرة، مفككة الحلقات، لكلام الله.. فالقرآن هو صورة هذا الكلام، أو قل هذا العلم، مفرغا في قوالب التعبير العربية).. ولقد قلنا، في مواضع أخرى من هذا الكتاب،: إن القرآن يسوق معانيه مثاني.. معنى قريبا، ومعنى بعيدا.. فمن فهم المعنى القريب، وغاب عنه المعنى البعيد، فما فهم القرآن.. ومن فهم المعنى البعيد، وغاب عنه المعنى القريب، فما فهم القرآن، وإنما يفهم القرآن من يرى المعنيين في اللحظة الواحدة.. وهذا يحتاج إلى قوة في نور البصيرة يفلق الشعرة.. والسبب في سوق المعنيين، المعنى القريب، والمعنى البعيد، ان اسم الله، تبارك، وتعالى، يطلق على معنيين أيضا: معنى بعيد، وهو ذات الله الصرفة – في صرافتها – وهي امر فوق الإدراك، وفوق الأسماء، وفوق الإشارات، ولولا أنها تنزلت ما عرفت.. ومعنى قريب وهو مرتبة البشر الكامل الذي أقامه الله خليفة عنه في جميع العوالم، وأسبغ عليه صفاته، وأسماءه، - حتى إسم الجلالة – فكلمة الله حيث قيلت، تشير إلى هذين المعنيين، وفي نفس الوقت.. هي تشير إلى (صرافة الذات) وتشير إلى (التعين الأول) الذي ليس بينه وبين صرافة الذات أحد من الخلق، وإنما هو بين جميع الخلق وبين الذات.. وإنما تقوم جميع الأسماء، والصفات، بالتعين الأول أولا، ثم هي تشير، إشارة مبهمة، قاصرة، إلى الذات الصرفة التي هي فوق أن تسمى، أو توصف، أو تعرف.. فمعنى: (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم!! أأنت قلت للناس: اتخذوني، وأمي، إلهين، من دون الله؟؟) أن الله خلق في عيسى القوى التي تدعي الربوبية، والتي هي مودعة في كل فرد من أفراد البشر، وهي التي بها تمت لهم خلافة الله في الأرض.. وهى هى المعبر عنها بالأمانة في قوله تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السموات، والأرض، والجبال فأبين أن يحملنها، وأشفقن منها، وحملها الإنسان.. إنه كان ظلوما جهولا..).. ولقد عبر بالإستفهام: (أأنت قلت؟؟) ولم يقل بالجزم: (أنت قلت) إشارة إلى أنه تعالى قد خلق فيه (القوى العقلية)التي تحد من إندفاع إرادة النفس إدعاء الربوبية، وتردها إلى ما ينبغي لها من العبودية.. فإن فرعون، حين لم يخلق الله له قوى كافية تستطيع رد إرادة إدعاء الربوبية، إدعاها ولم يتردد في ذلك.. فأخبر الله تعالى عنه، فقال، جل من قائل، مخاطبا نبيه، ورسوله، موسى: (إذهب إلى فرعون إنه طغى).. أي فات حد العبودية إلى إدعاء الربوبية.. وهو أمر كان من الممكن أن يحصل من المسيح لولا أن الله نصره، واجتباه.. ثم قال، تبارك، وتعالى، عن فرعون، في نفس السياق: (فكذب وعصى – ثم أدبر يسعى * فحشر، فنادى * فقال: أنا ربكم الأعلى * فأخذه الله نكال الآخرة والأولى * إن في ذلك لعبرة لمن يخشى).. ولقد قال أحد السادة الصوفية.. في نفس كل منا أن يقول ما قال فرعون: (أنا ربكم الأعلى)، غير أن فرعون إستفز قومه، فأطاعوه فقالها.. يعني أن إجتماع الناس عليه، وطاعتهم إياه، غرته عن نفسه وقوت فيه إرادة إدعاء الربوبية، حتى ضعفت القوى العقلية عن مقاومتها، فانطلقت تدعى، وتفترى.. وإنما من أجل ذلك يحذر مشايخة الصوفية المريدين، وبخاصة صغار المريدين، من إجتماع الناس عليهم. وشيء آخر!! فإن الإستفهام في: (أأنت قلت) بدلا من الجزم: (أنت قلت)، حين أفاد أن الله قد خلق في المسيح قوة العقل الكافية لصد إرادة إدعاء الربوبية، أفاد أيضا أن المسيح قد قال، بلسان حاله، ولكنه لم يقل بلسان مقاله، وحاشاه أن يقول!! ولقد عفا الله عما يجول في الصدر ما لم يجر على اللسان، فكيف بما أدق من ذلك.. ثم قال: (اتخذونى، وأمي: إلهين، من دون الله)، ولم يقل: (اتخذوني إلها، من دون الله)، كما قال فرعون، مثلا، بوحدانيته، وحده.. وذلك يفيد أن الله قد جعل فيه الثنائية بارزة، قوية فهو، بالطبع، لم يكن في وحدانية الغفلة التي كان عليها فرعون.. وهو بالطبع، لم يبلغ وحدانية الحضرة، والكمال، التي يكون عليها الله – (بالمعنى القريب).. (قال سبحانك!! ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق.. إن كنت قلته، فقد علمته..).. إشارة صريحة إلى خلق الله، تبارك، وتعالى، في المسيح القوى العرفانية التي بها يعرف ما هو حق (لله)، وهو (الربوبية)، وما هو حق له وهو (العبودية) وبفضل هذه القوى العرفانية إنتصر على إرادة إدعاء الربوبية، كما سبق القول.. ثم قال: (تعلم ما في نفسى، ولا أعلم ما في نفسك.. أنك أنت علام الغيوب).. ولم يقل: (تعلم ما في نفسي، ولا أعلم ما في نفسى)، وهو ما قد يتبادر إلى ذهن الإنسان المنكر التائب، المتنازل، عن أي إدعاء.. ولكنه قال بالصيغة أعلاه للدلالة على أن النفس واحدة، وهي نفسه تعالى: (يا أيها الناس!! إتقوا ربكم، الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالا كثيرا، ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيبا).. فالمعنى القريب هو: أن هذه النفس الواحدة هي نفس آدم. والمعنى البعيد هو: أن هذه النفس الواحدة هي نفس الله تعالى: (ويحذركم الله نفسه.. وإلى الله المصير).. وهكذا إلى آخر الآيات الكريمات، مما لا يتسع لتفصيله زمنى الحاضر.. ولكن، قبل أن أترك هذا السياق، أحب أن ألفت نظرك إلى الآية: (إن تعذبهم، فإنهم عبادك.. وإن تغفر لهم، فإنك أنت العزيز الحكيم..).. فإنه جاء في الفاصلة بصفتى (العزيز الحكيم) ليثبت (الجبر)، ولينفي (الإختيار)، عن المسيح، وعن الناس.. المراد في السياق: فإنهم عباد مربوبون.. ولم يقل، كما قد يتبادر إلى ذهن السامع: (وإن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم).. المراد في السياق: فإن اتخذوا المسيح وأمه، إلهين، من دون الله، فإنما ذلك لحكمة قاهرة أرادها الله بهم، ولم يجدوا عنها (مندوحة). وقد ختم تلك الآيات بما لا يدع مجالا للشك في هذا المعنى المراد.. إسمع قوله، تبارك، وتعالى: (لله ملك السموات، والأرض، وما فيهن.. وهو على كل شيء قدير..).. هذا الذي شرحنا هو القول قولا مستأنفا يوم القيامة؟؟ والجواب: نعم!! سيقال، في عرض الحساب ولكنه يقوله (الله)، (بالمعنى القريب).. يقوله [الله] الذي هو الإنسان الكامل.. الإنسان الذي ليس بينه وبين ذات الله المطلقة أحد وهو بين الذات وبين سائر الخلق.. وهو الذي يتولى حسابهم، نيابة عن الله، وهو الإنسان الكامل المسمى: (الله) هو المعنى، في المكان الأول، بقوله تعالى: (هل ينظرون إلا أن ياتيهم (الله)، في ظلل من الغمام، والملائكة، وقضي الأمر، وإلى الله ترجع الأمور؟؟) وهذا القول المستأنف يوم القيامة هو أيضا قديم، ولكنه متطور في كل لحظة.. كل ذرة من ذرات الوجود، المنظور لنا، وغير المنظور، غازاته، وسوائله، وجماداته، ونباتاته، وحيواناته، وحشراته، وإنسه، وجنه، وملائكته، وأنواره، وظلماته، كل ذرة من ذرات هذه الأجساد، كلمة من كلمات الله.. والله متكلم بكل هذه الألسن.. (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي، ولو جئنا بمثله مددا). ما أحب أن أطيل اكثر من هذا، ولو أن مجال القول ذو سعة واسعة.. ولكني إنما أختلس هذه السويعات من زمن العمل إختلاسا، وقد أصبح العمل في أخرياته، ولا بد من بذل مجهود كبير لينتهى.. وسيكون لدينا فراغ طويل نصرفه عندكم، إن شاء الله.. وسيكون المجال، يومئذ، مجال تطويل، واستقصاء.. فإن وجدت أن أمرا من أمور هذا الكتاب تستحق إستقصاء فستجدني عندماتحب، إن شاء الله هذا وعليك، وعلى الأخوان جميعا، التحيات، المباركات، الناميات، الزاكيات..محمود محمد طه
ياله من مفكر.. أنني آسف على غيابك ايها ألمفكر العطبم...
02-08-2007, 08:45 AM
Abomihyar
Abomihyar
تاريخ التسجيل: 03-19-2002
مجموع المشاركات: 2405
دار الحديث مؤخرا، خاصة بعد مقالات الأخ أبو بكر القاضي حول أن الأستاذ تشكك في أنه الاصيل وما إلى هنالك.. أريد الآن أن أنقل لكم الحديث الذي دار في أبريل عام 1982 في جلسة للأخوان الجمهوريين عقدت خارج منزل الاستاذ في الساحة الغربية للمنزل وقد حضرها كثير من الجمهوريين والجمهوريات.. وهي بالتالي لم تكن جلسة سرية وإنما علنية وكلام الأستاذ الذي دار فيها يمكنكم سماعه بالضغط على زر التشغيل.. وآسف إذا كان الصوت غير واضح.. الحديث يستمر حوالي 40 دقيقة إلا قليلا..
Quote: الأستـاذ قال أن تفصيل الرسـالـة الثانيـة سيكون حين يجيئ رجلهـا وحين تجيئ أمتهـا، فلو أعتقـدت أنت أنه يقصـد أن الرجل والأمـة الإسلاميـة التى سـوف تطبق الرسالة الثانيـة سوف يأتيان فى الصفحات القادمـة من الكتاب، فماذا أقول لك...[/QUOTE]
أخي أبو الريش ما تحته خط أعلاه هو مربط الفرس والبغل والعجل فالرجل لم يدعني أعتقد أنه يقصد أن الرجل والأمة الاسلامية التي سوف تطبق الرسالة الثانية سوف يأتيان في الصفحات القادمة من الكتاب . بل في مقدمة الكتاب حين بشر بالرسول القادم ثم بلّغ وفصل رسالته ووضعها في كتاب ووضع عليه اسمه . دعنا نتفق على ان محمودا هو رسول الرسالة الثانية كما دل قوله المقتبس وفعله وكما اعتقد أحبابه وهنااتكئ على إفادة اخيناالخلوق حيدر بدوي بتخريجه الجميل الذي يخلص بطريقة ما إلى ان محموداً هو رسول الرسالة الثانية
Quote: بهذا المعنى فإن الأستاذ محمود محمد طه هو رسول الرسالة الثانية
كما أرجو أن تسمح لي الاقتباس منك أيضاً قولك :
Quote: أريـد أن أخلص من هـذا الى أن الأستـاذ، وإن لم يقل إطلاقـا أنه هـو صاحب المقام، والمسيح المنتظـر، ولكن من المؤكـد أنه كان يعرف ما بدواخل الكثيـر من الجمهـوريين، والجمهـوريـات، ثم سكت عن إثنائهـم عنه
فهو إقرار بأن كثييييراً من الجمهوريان والجمهوريات يرون أنه صاحب المقام والمسيح المنتظر وأن محموداً أقرهم بذلك بعدم إثنائهم عنه . فلنتفق على أنه عندكم رسول ثم نبحث في صدق الرسول وصحة الرسالة. تحياتي
02-08-2007, 11:32 AM
Abureesh
Abureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182
Quote: وهنااتكئ على إفادة اخيناالخلوق حيدر بدوي بتخريجه الجميل الذي يخلص بطريقة ما إلى ان محموداً هو رسول الرسالة الثانية Quote: بهذا المعنى فإن الأستاذ محمود محمد طه هو رسول الرسالة الثانية
ولكن هـذا ماقاله الأخ حيـدر بدوى:
Quote: بهذا المعنى فإن الأستاذ محمود محمد طه هو رسول الرسالة الثانية، كما أنك أيضاً يمكنك أن تكون رسولاً لها ما دمت ترتجي التواصل مع الذات المحمدية، التي لم تغب عن الكون منذ بدء الخليقة. وكل من يستمد من نفثات الذات المحمدية، وينفث عنها، فهو رسولها.
فلماذا تشعـر الناس أن حيـدر يعتقـد أن الأستـاذ محمــود (رســول).. هـكذا..
أرجو أن تتكئ على بينـة حيقيقيـة، ولكن بينتك هـذه فيهـا الكثيـر من التمنى، فلماذا بترت حديث الأخ حيـدر الذى قال فيه ما لا يدع مجالا للشك، أن سيـدنـا محمـد هـو رسـول الرسالـة الثانيـة وما الأستـاذ محمـود برسـول إلا بالقـدر الذى أنت به رسـول، بمعنى مبلغ وشـارح. أكـرر يا أخى سنجاوى، أننا فى بدايـة هـذا النقاش يجب أن نتحـرى ما نكتب عبارة عبارة، لآن الموضـوع لا يحتمل أى عفويـة فى التنصيص أو الكتابـة، ولو نهجنـا عدم الدقـة فى إيـراد النصوص الكاملـة (فى حد ذاتهـا) وبترناهـا بما يشـوه ما يقصـده كاتبهـا، فإننا فى أحسن الأحوال سنضيـع الوقت للإتيان بالنصوص الكاملـة مـرة أخـرى، أو نخرج عن الطور والموضوعيـة فى أسـوأ الأحوال، وكلاهمـا لا يفيـد النقاش، ولا يوصل للحقيقـة المرجـوة. فلنتجـرد إذا، ولنضـع جانبـا أننا يجب أن نكسب جولـة النقاش، وليكن البحث عن الحقيقـة هـو دافعنـا الوحيـد فى هـذا الخيـط.
أولا، لم أعـمم، بل قلت أن (الكثيـر من الجمهـوريين يعتقدون..) وقـد عممت أنت حين قلت " فلنتفق على أنهعندكم رسول" والأعدل أن تقول مثلا، (عند من يعتقـد من الجمهـوريين..)، ففى مناقشـة أمور غايـة الدقـة مثل هـذه، فإن تحرى الدقـة فى التعابيـر مطلوب، حتى لا نضيـع الوقت للعـودة للنصـوص. ثم أن الأستـاذ له حق أن يصمت، لأنه يربى الجمهـوريين على المسـؤوليـة، والذى يعتقـد فيـه أو فى غيـره أى إعتقاد، حتى لو لم يعلن إعتقاده هـذا أو لم يفصـح عنه، فهـو (أى المعتقـد بكسـر الكاف) هـو المسـؤول عن موقفـه وعقيـدته لأنه هـو الذى خلقهـا.. ثم أن الأستـاذ قال أنه يرجـو أن يكون صاحب الرسـالـة الثانيـة، ولكن عنده شـك، ولو قال لمن يعتقـد فيه أن يقلع عن هـذا الإعتقاد، فهـذا يعنى أنه قطع الشـك بالنفى، ولو أمرهم أن يواصلوا وينموا إعتقادهـم فقـد قطـع الشك بالإيجاب، وكلا الأمرين غيـر وارد.. يبقى أن هناك فرقـا بين الإقـرار، وبين الحديث بلسـان الحال الذى أشـرت أنا اليـه، فإن الإقـرار هـو فى أمـر معلوم، كأن يقول أحـد الجمهـوريين فى جلسـة عامـة، أن الأستـاذ محمـود (بالإسـم) هـو صاحب الرسالـة الثانية ورجلهـا.. ثم يقره الأستاذ على هـذا حتى لو لم يأمن عليـه صـراحـة.. وهـذا لم يحدث.. وقـد قال عوض الكريـم موسى فى بعض شعـره "أنت ابن مريم فينـا، لم يبق غيـر التجلى" ولم يذكر الأستاذ، وقـد فهـم الكثيـر من الجمهـوريين هـذا الفهـم.. ولكن الأستـاذ لم يقل هـذا، وعوض الكريم وبقيـة من فهمـوا فهمـه هـم المسـؤولين عن فهمهـم هـذا وليس الأستـاذ، لأن هـذا الفهـم (لو كان قصـد عوض الكريم هـو الأستاذ)، قـد إختلقـه إختلاقـا وأعتقـده عقيـدة، لا أسـاس موضوعى لهـا من كتب الأستـاذ ولا من أحاديثـه.. ولا شك عندى أن لو قال عوض الكريم، مثلا "أنت يا محمـود محمـد طه إبن مريـم فينـا" لمنع الأستـاذ.
الأخ ياســر، ســوف أواصل ما بدأته، إن شـاء الله.. وأرجو أن يكون ذلك قريبـا.. وأنا أكتب الأن وأشـد الرحال للسفـر من غـد.
لم اكلف نفسي عناء المشاركة في هذا البوست إلا بحثاً عن الحق والله على ما أقول شهيد . والباحث عن الحق لا يخدع نفسه وغيره بتحريف كلام الرجال وكسر عنق الحقيقة . فلتطمئن من هذه الناحية .. أوردت حين اقتبست كلام الأخ حيدر أنه قال بطريقة ما أن محموداً هو رسول الرسالة الثانية وأشرت إلى تخريجه الجميل وقصدي بالتخريج الجميل كوني أنا أيضاً يمكن أن أكون رسولاً للرسالة الثانية وهو قول مردود لأني لم أزعم ولم اكتب الرسالة الثانية ولم آخذها من رسولها لكي أكون رسوله أو مغترف من معينه . أما اقتباسي منك فهو كما كتبته انت أن كثيراً من الجمهوريين والجمهوريات ... إلخ ) الاقتباس موجود أعلاه ونصك موجود أعلاه . لم أحرف ولم أبدل . وحجتي التي استند عليها في محاورتي لك هي ليست ما اقتبسته من كلامكما . ولكن هي باختصار الاقتباس الذي أوردته في المداخلة الأولى والذي ورد في مقدمة كتاب الرسالة الثانية ولا بأس من تكراره هنا :
Quote: أن الإسلام رسالتان: رسالة أولى قامت على فروع القرآن ، ورسالة ثانية تقوم على أصوله .. ولقد وقع التفصيل على الرسالة الأولى .. ولا تزال الرسالة الثانية تنتظر التفصيل .. وسيتفق لها ذلك حين يجئ رجلها ، وحين تجئ أمتها ، وذلك مجئ ليس منه بـد .. (( كان على ربك حتماً مقضياً )) ..
. فمؤلف الرسالة الثانية يخبرنا بأن رجلها سيجيء ( لاحقاً ) ثم يشرع في بسط وشرح وتفصيل الرسالة فهل يستقيم في الأذهان أن الرسالة جاءت قبل رسولها . ألا تتفق معي بأن الذي بلغ الرسالة هو رسولها الأصيل . نعم الاصيل فهو ليس رسول رسولها كما أشار الأخ حيدر . بل هو رسولها المتلقي لها . وليس يصح في الأذهان شيء .... إذا احتاج النهار إلى دليل اللهم أرنا الحق حقاً ، وارزقنا اتباعه . وأرنا الباطل باطلاً ، وارزقنا اجتنابه . آمييييين تحياتي
02-08-2007, 07:33 PM
Mohamed E. Seliaman
Mohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863
التقارب بين الجمهوريين وعقيدة المحافظين الجدد واضح !!!!!! تعتدي الفكرة الجمهورية على القرآن الكريم بشكل سافر لتدعم عقيدة المحافظين !! ولعل هذا التقارب يفسر مساندة بعض منتسبي هذه الفكرة للعدوان الصليبي الصهيوني على بلاد المسلمين ------------------------ شـــواهد: (1) كتب أبو الريش بعد أن نقل الآيتين (116 و117 )* من سورة المائدة:
Quote: لقـد إستشهـد الأستـاذ محمـود بهـذه الأيـة مـرة، ليدلل بهـا على أن المسيـح فعلا قال (بلسـان حالـه) أنه هـو هـو الله، ولم يقل لأحـد ذلك بلسـان مقاله.. لذلك قال: "إن كنت قلته فقـد علمتـه" و "تعلم مافى نفسى ولا أعلم مافى نفسك" ثم أن الكلام الكثيـر الذى قاله المسيـح فى الرد على سـؤال بسيط، ليس فيـه ما ينفى فيه التهمـة (أقرأ الأيـة مـرة أخـرى).. حتى عبارتـه " ما قلت لهم الا ما امرتنى به" ليس فيهـا نفى قاطـع ل(التهمـة).
* لقد نقل أبو الريش الآية الأولى مسقطا الهمزة الأولى من قوله تعالى (ءأنت قلت للناس)) ولعله فعل ذلك سهوا!! لكنه افترى على رب العباد واعتدى على القرآن الكريم واتهم المسيح عليه السلام افترى على رب العباد وكتب:
Quote: أن الكلام الكثيـر الذى قاله المسيـح فى الرد على سـؤال بسيط، ليس فيـه ما ينفى فيه التهمـة
وكذلك كتب:
Quote: حتى عبارتـه " ما قلت لهم الا ما امرتنى به" ليس فيهـا نفى قاطـع ل(التهمـة).
لقد كذبت يا أبا الريش متعمدا أو تعديت على القرآن جاهلا باللغة العربية وجاحدا للقرآن!!!! راجع الآية لترى النفي بــ(ما) والاستثناء بــ(إلا) في العبارة على لسان المسيح عليه السلام!!! أنت بهذا المنطق يا الباطل لتفتري وتقول إن المسيح يرد على المولى عز وجل قائلا :إنك أمرتني بذلك القول وما قلت لهم غيره أي ما قال المسيح لهم غير أن يتخذوه وأمه إلهين من دون الله!! كبرت كلمة تخرج من فيك!!! لا نملك إلا أن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم ......... ----------------------------- لقد كذبت يا أبا الريش يتبع
02-09-2007, 05:38 PM
Mohamed E. Seliaman
Mohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863
تعال يا أبا الريش ومعك المصحف!! الآيتان اللتان استشهد بهما محمود من سورة المائدة!! التهمة المزعومة الموجهة إلى المسيح عليه السلام حسب منطقك الباطل هي أنه قال للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله !!!((كبرت كلمة تخرج من هذه الحلاقيم)) وأنت بزعمك تقول إن المسيح عليه السلام لم ينف هذه التهمة !!! بل بمنطقك الداحض فإن المسيح قد حاج ربه قائلا هو ما أمرتني به وليس غيره !! يا أبا الريش هل تستطيع أن تنقل إليناالآيات (72-73-74-75-76 ) من سورة المائدة؟
Quote: لقـد إستشهـد الأستـاذ محمـود بهـذه الأيـة مـرة، ليدلل بهـا على أن المسيـح فعلا قال (بلسـان حالـه) أنه هـو هـو الله، ولم يقل لأحـد ذلك بلسـان مقاله.. لذلك قال: "إن كنت قلته فقـد علمتـه" و "تعلم مافى نفسى ولا أعلم مافى نفسك" ثم أن الكلام الكثيـر الذى قاله المسيـح فى الرد على سـؤال بسيط، ليس فيـه ما ينفى فيه التهمـة (أقرأ الأيـة مـرة أخـرى).. حتى عبارتـه " ما قلت لهم الا ما امرتنى به" ليس فيهـا نفى قاطـع ل(التهمـة).
شكــرا ولم تكن بحاجـة الى إيـراد كل ذلك. كل ما أردت أن أقوله لك، هـو أن تأتى بحديث الأخ حيـدر دون بتره.. خصوصـا أن النص الذى وقفت عنه، يشـرح ما قاله.. دائمـا أتى بالنص (المكتمل فى ذاته) كله، وأترك الناس تفهـم، أما ما فهمتـه أنت أو غيـره.. ثم أنك بعـد بتـر النص، علقت على الجزء المبتـور وقلت "بطريقـة ما..) ما هـذه "بطريقـة ما" يا السنجك.. لماذا لم تأت بالنص كاملا وتترك لقرائك تقريـر أن ما كتبه حيـدر هـو فعلا تفسيـر أن الأستاذ ليس هـو رسول الرسـالة الثانيـة، أو يصلون الى ما وصلت أنت اليه.. حيـدر قال بالحرف: أن الأستاذ رسول بمعنى أنت رسـول، أى داعى للأسلام ومفســر للعامـة.. فما هـو إعتراضك على هـذا.. والرسـالـة الثانيـة هى ببسـاطـة السنـة النبويـة المطهـرة.. وقال الأستاذ أن سيدنـا محمـدا هـو رسول الإسـلام.. رسول الرسالـة الأولى ورسول الرسـالـة الثانيـة. هل يمكن أن يكون هناك شـرح أكثـر من هـذا؟ الأستـاذ قال "حين يأتى رجلهـا" ولم يقل حين يأتى رسـولهـا.. ورجلهـا هو من يحيى السنـة من جديـد بعـد أن درست.
02-11-2007, 00:50 AM
Elbagir Osman
Elbagir Osman
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 21469
سواء أكنا جمهوريين أو أصدقاء او ممن لهم خلافات معها ولكن لا ينكرون الخير الكثير الملموس الذي وفرته الفكرة ووفره حَمَلتها في السودان والعالم وأنا متأكد من أننا سنشهد المزيد من ذلك الخير
ولكن ذلك لا يمنع وربما يستوجب
تناول الفكرة وممارستها بالتساؤلات وبالنقد اللذان يجليانها ويبلورانها
مما لا يعفي منه الإعجاب بإيجابياتها أو مجاملة حَمَلتها
الباقر موسى
02-11-2007, 11:41 AM
محمد عبدالقادر سبيل
محمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595
Quote: أفاد أيضا أن المسيح قد قال، بلسان حاله، ولكنه لم يقل بلسان مقاله، وحاشاه أن يقول!! ولقد عفا الله عما يجول في الصدر ما لم يجر على اللسان، فكيف بما أدق من ذلك..
أخي ابوريش الاخوة الاعزاء
اجد ان الآدلة على ( قول الحال) عند المسيح عليه السلام ليست دامغة أو قاطعة فيما اورد الاستاذ المفكر محمود محمد طه. فنفي عيسى (ص) القول للناس بلسانه في خصوص ادعاء الالوهية صريح بموجب الآية. ونفيه ( حال ) كونه اله ايضا مستفاد من سياق الآيات ( سواء تلك التي محل التأمل أو غيرها). اذ ان مما افاد به السياق هذا التفريق بين السائل والمسؤول في المراتب والصفات ، حيث ان احدهما يثني ويعظم ويفتقر بينما الآخر يسائل ويمحص من عليائه فكيف يكونان الهين. ثم لو كانت الألوهية ممكنة وجائزة لغير الاله الواحد ذي الذات المطلقة والصفات العلا لما قال له عبارة( من دون الله ) : اتخذوني وامي الهين من دون الله . وهكذا فان الاقرار ( بلسان الحال ) الذي يزعمه الاستاذ محمود لا يمكن ان يتحقق طالما ان شرط ( من دون الله) موجود في سياق السؤال. بمعنى اننا اذا سلمنا جدلا بأن عيسى يمكن ان يكون ( عمليا ) الهاً ، فانه لا يمكن ان يكون الها من دون الله تعالى !! هل ممكن؟ فالانسان الكامل ( حسب الفكرة الجمهورية) لا يكون الا بالله لا بمعزل عنه. !! فكيف فات الاستاذ الانتباه الى هذا الشرط ( من دون الله ) ولماذا لم يعلق عليه بل قفز فوقه؟!. كما كيف يكون الحوار الذي في الآية بين الهين ( السائل والمسؤول ) بينما يتمايزان تمايز الرب والمربوب والمعبود والعابد والقوي والعاجز.. وأقول ذلك لأن الفكرة الجمهورية تتضمن معلومة ( ان الله الذي بين دفتي المصحف هو الانسان الكامل ) وبالتالي فان هذا الحوار انما هو بين انسانين كاملين/ الهين بلسان الحال. وكذلك نقول انه لو كان عيسى عليه السلام قد اقر بألوهيته ( كانسان كامل ) بلسان حاله بمقتضى عدم النفي ، لكان هذا دليلا على ان السيدة مريم ( الهة) ايضا طالما ان السؤال كان عنهما معا ونفي ( القول وحده ) كان ازاءهما معا، فلماذا لم يشر الاستاذ الى الوهية السيدة مريم؟ وما اذا كانت على قدم المساواة مع الاله السائل( الله جل جلاله) والاله المسؤول ابنها. وذا كان الاستاذ يعتبر مريم الهة (انسانة كاملة كابنها وكالله تعالى الذي بين دفتي المصحف ) فلماذا سئل عيسى عن ذلك ولم تسأل هي كذلك لتنفي المقال وتضمر الحال تأدبا؟! ثم .. ببساطة شديدة .. فان عيسى عليه السلام نفى ( القول فقط ) ولم ينف الحال ، لأنه سئل عن القول!! فلو كان السؤال ( أأنت وأمك الهان ) لنفى ذلك بالتأكيد. اذ لا يمكن ان نسأل شخصا صحيحا مثلا عن مرض معين قد يكون اصابه فينفيه فنقول انه لم يقل ان معافى !!. وأما اشارته الى الى نفسه عليه السلام وقد سئل عن قوله فقال ( تعلم مافي نفسي) تقتضيها - والله اعلم - أن مؤاخذة الله تعالى على قول اللسان ترتبط بما تنتوي النفس وتتقصد ( لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم ) ولذلك برأ المسيح نفسه لسانا وحالا معاً من الشرك وهو اعظم الذنوب اطلاقا.
غير ان اعجب ما اعجب له هو ان الاستاذ لم يتساءل عن سبب سؤال رب العالمين لعيسى عن ( قوله ) وليس عن ( حاله أو قناعته وعقيدته)؟ هذه النقطة لا شك جوهرية ازاء ما طرح مجيبا عن سؤال سائله.. وفي ظننا ان الله عز وجل سأل نبيه عما اذا كان (قال) لأحد سببين أو لكليهما معا:
* فحينما يُعبد مخلوق من دون الله فانه لن يكون مسؤولا عن ذلك الا اذا ارتضى ودعاهم الى تأليهه وعبادته، وغالبا ما تكون الدعوة بالقول أو بلسان الحال ( السكوت كعلامة رضا ) وواضح ان لسان الحال لم يكن واردا والا لسئل عيسى عنه ، كما ان رد عيسى يشير الى انه لم يرتض أو يقر حيث قال( "وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم" )ومن هذه الآية نستشف ان عيسى عليه السلام كان شهيدا قائماً على قومه فيما يلي هذا الأمر ( أمر تأليهه هو أمه ) فما طلب منهم ذاك ولا ارتضاه ، فلو ارتضاه حالا ولم يقله بلسانه لما برأ مافي نفسه كذلك. كما ونشير الى أن ( النطق بالقول ) في ميزان العمل عمل، فقد قال تعالى( وما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد).
* قد تكون حجة من عبدوا عيسى عليه الصلاة والسلام هي زعمهم بانه ( قال ) بهذا وأمرهم به صراحة. ولذلك لزم ان تقال الحجة صريحة على من تقولوا عليه من بعده، فسأل ربنا سبحانه عبده ورسوله عيسى عليه السلام ( ربما يوم ان توفاه ورفعه اليه ) أو ربما كما يقول المفسرون باعتبار ما سيكون، عن حجة من كفروا من بعده ، وذلك من باب النذارة في الحياة الدنيا لكل من يظن ان عيسى اله، ولكي يبرئ نبيه امام الناس. واختم بأسئلة بسيطة يا اخي ابو ريش تتصل بما سبق: 1/ هل يسأل انسان كامل ويحاسب انسانا كاملا مثله لكي نجد ما يبرر محاسبة عيسى (ص) من جانب الانسان الكامل / الله جل جلاله الذي بين دفتي المصحف؟ 2/ هل تجد علاقة بين العقيدة المسيحية حول الوهية عيسى وربوبيته وبين الفكرة الجمهورية( بمعنى هل هي فكرة مستلفة ومهجنة اسلام مسيحية معاصرة)؟ 3/ هل هنالك ضير أو حرمة في اتباع صيغة الاسلام التي طبقها الصحابة رضوان الله عليهم من جانبنا اليوم؟ 4/ اذا كانت صيغة الاسلام الاصلي ( أو ما تسمونه الرسالة الأولى) قد وعد الله بقبولها فيما اذا طبقت على وجههاالذي شهد عليه رسول الله ، فهل ثمة ادلة قرآنية على وجود ضمانات أو وعد من الله تعالى بقبول تبني افكار محمود بديلا عن ما كان عليه صحابة رسول الله (ص)؟. لكم التحية ________________ رب اشرح لي صدري
شكــرا والفكـرة الجمهـوريـة فعلا لم تحظ بنقـد موضوعى، وفق منهـج علمى.. فكل الذين عارضـوهـا إنما عارضـوا أفهامـا مغلوطـة، كانت فى أذهانهـم فقـط.. وأزيـد بأن معظـم الذين أيدوهـا، بمن فيهـم الجمهـوريين، إنما أيـدوا أيضـا مفاهيـم كانت فى أخلادهـم فقـط. وبعـد 22 عامـا من ذهاب الأستاذ محمـود محمــد طـه فهناك الأن فرصـة لإعادة قراءتهـا بموضوعيـة ودون تأثيـرات عقديـة أو عاطفيـة.
02-12-2007, 02:32 AM
Abureesh
Abureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182
سـوف أتى لتعليقك لاحقـا.. ولكن لابد من إجلاء بعض الغموض هنـا، فإن قول المسيـح، حتى بلسـان حاله، أنه هـو الله، لا يعنى أنه كان محقـا فى ذلك.. وذلك لسبب بسيـط، هـو أن الله مطلق، والمسيـح محـدود وموجـود فى الزمـان والمكان، والمحـدود لا يحتوى المطلق. ثم أن عبارة "لسـان الحال" تأتى من أنه كان يحيى الموتى، ويبرئ الأكمـه والأبرص، بل يخلق من الطين كهيئـة الطيـر فينفخ فيـه، فيكون طيـرا ، بإذن الله، ولذلك قال "ماقلت لهـم إلا ما أمرتنى به.." ولكن أتباعـه غابت عنهـم اليـد الخفيـة التى كانت وراء أفعال المسيـح، التى كانت هى يـد الله، فقالوا أنه هـو المسيـح. هـذا ما أعنيـه بلسـان الحال. وعندنـا فى الإسـلام، فإن القران قال "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى.." فى الظاهـر أن النبى صلى الله عليه وسـلم هـو رمى المشـركين بالحصى.. هـذا ما شـاهده المسلمون، ولكن الله تعالى لم يترك لهـم الأمـر ليالهـوا النبى، فحسـم الأمـر بالأيـة التى أعادت الفعل للفاعل الأصلى.. وفى نفس السيـاق، الأيـة: "إن الذين يبايعونك إنما يبايعـون الله" وأنت ترى "إنما" تفيـد التأكيـد ونفى الضـد.. ثم قال: "يـد الله فوق أيـديهـم" ومـرة أخـرى، فإن يـد النبى هى التى كانت فوق أيديهـم فى ظاهـر الأمـر، حين تخلف سيـدنـا عثمـان بن عفـان، فوضـع الرسـول يده اليسـرى فوق أيدى التسعـة الذين حضـروا البيعـة، وقال "وهـذه يـد عثمـان".. ولكن الأيـة "وما رميت إذ رميت (نفى وإثبات) أبانت كل ما يعصـم المسلمين من تأليه النبى.
نعـود لبعض الجمهـوريين الذين يعتقدون فى الوهيـة الأستـاذ محمـود، وهـذا هـو ذات التأريـخ يعيـد نفسـه، فإن أخلاق وسيـرة الأستـاذ، شجاعتـه، التزامه جانب المسـاكين حسـا و معنى، صـدقـه الذى لم يخالجه أى مستـوى من الكذب طوال حياتـه.. لين معشـره وعلمه الغزيـر وحبه للصغيـر والكبيـر.. كل هـذه الأمـور جعلت البعض يعتقـد أنهـا ليست من خصال البشـر، وإنما هى خصائص الوهيـة.. فكأنه قال لهـم بلسـان حاله أنه هـو الله، ولكن الفرق هنـا، هـو أن الأستـاذ نفى ذلك بلسـان المقال، بل قال أن كل منـا يجب أن يتخلق بأخلاق الله.. وبالرغـم من ذلك ترى البعض يعقدون عقيـدة الالوهيـة فيـه.
الأخ محمـد، كما ترى فإن الموضـوع لا يخلو من التعقيـد، وأنا الأن (كما دائما هـذه الأيام) أعـد العـدة للسفـر والوقت الذى عندى قصيـر للغايـة، فأرجو أن أتمكن قريبا من المواصلـة.
وشكــرا،
محمــد
02-12-2007, 04:13 AM
Omer Abdalla
Omer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083
الأخ سنجاوي تحية طيبة مباركة اعتقد أن اسئلتك موضوعية وتدل على قراءة متأنية لكتب الفكرة الجمهورية وهذا هو ما ننشده من معارضيها أو مؤيديها حتى يقوم نقدهم على مسائل يمكن الحوار حولها والأخذ والرد فيها بدل التهريج والتلفيق الذي نراه كثيرا هذه الأيام .. وسأحاول من جانبي ، وحسب فهمي للفكرة الجمهورية ، الإجابة على سؤالك ولا اعتقد أن اجابتي ستختلف كثيرا عن اجابة الأخ حيدر .. فالرسالة الثانية من الإسلام هي عبارة عن فهم جديد للقرآن .. ولذلك فإن سيدنا محمد بن عبد الله هو رسولها بمعنى أنه بلغ القرآن الذي يحوي الرسالتين الأولى والثانية (ولا بد انك تعرف أن الرسالة الثانية ان هي ألا أصول القرآن التي تدعو للمساواة والحرية) .. وسيدنا محمد فصل الرسالة الأولى لأمة المؤمنين في القرن السابع والقرون التي تليه ولم يفصل الرسالة الثانية ولكنهأجملها وعاشها في خاصة نفسه ثم انه بشر بعودة الإسلام بها وبشر بأمتها (اخوانه) بينما كانت أمة الرسالة الأولى هم أصحابه .. الأستاذ محمود هو رسول الرسالة الثانية بمعنى انه فهمها من القرآن وشرحها وبشر بها .. فبعد أن ختمت النبوة بصريح نص لا مرية فيهواستقر بين دفتي المصحف كلما يريد الله أن يبلغه لعباده أصبحت التقوى هي وسيلة الفهم الجديد والعلم الجديد من الله (واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم) .. القرآن كلام الله ولكن فهمه يحتاج للتقوى .. الإستاذ محمود سلك درب التقوى هذا ففتح الله عليه بفهم جديد من القرآن هو ما شرحه في كتاب الرسالة الثانية وغيره من الكتب .. والتقوى درجات وكذلك الفهم من الله درجات .. بالمعنى العام كل من يفهم فهم من القرأن ويوصله للناس فهو رسول ولكنك هنا تسأل عن هل الأستاذ محمود هو رسول "الرسالة الثانية" وأنا أقول نعم فهو الذي استخرج فهمها من القرأن ونشره بين الناس في عصرنا هذا .. أما تفصيل الرسالة الثانية وتطبيقها في أمتها (أمة الأخوان) فهذا لم يجيء بعد وهو مجيء مرتبط بنزول المسيح عيسى حسب فهمي .. وهذا مجي حينما يحين وقته لن يختلف فيه اثنان حيث يكون مثل الشمس لا تتستر .. والمقام الذي يظهر به المسيح هو مقام الذات المحمدية وهو مقام يختصم فيه الملأ الأعلى والملأ الأدنى وحينما ينزل في الأرض يعمها السلام والرخاء فيفيض المال حتى لا يقبله أحد وتنتفي كل صور المظالم التي نراها اليوم .. أرجو أن يكون في هذا التفصيل بعض الإجابة على سؤالك عمر
02-12-2007, 05:28 AM
Elbagir Osman
Elbagir Osman
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 21469
Quote: فإن قول المسيـح، حتى بلسـان حاله، أنه هـو الله، لا يعنى أنه كان محقـا فى ذلك.. وذلك لسبب بسيـط، هـو أن الله مطلق، والمسيـح محـدود وموجـود فى الزمـان والمكان، والمحـدود لا يحتوى المطلق.
اخي ابوريش السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،، فشكرا أولا على ما تفضلت به ثم ... يستفاد عدم تيقنك على صحة ومشروعية قول المسيح عليه السلام بلسان حاله أنه اله كما ( يؤول الاستاذ) وتوافق أنت على تأويله الذي جاء فيه:
Quote: أفاد أيضا أن المسيح قد قال، بلسان حاله، ولكنه لم يقل بلسان مقاله، وحاشاه أن يقول!! ولقد عفا الله عما يجول في الصدر ما لم يجر على اللسان، فكيف بما أدق من ذلك..
وهنا اسالك والاستاذ معا: كيف هذا؟ هل نحن مآخذون على اللغو في ايماننا أم أم بما كسبت قلوبنا ( لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم ) فهذه القضية ليست قضية لغو وانما هي قضية يقين وايمان يا ابوريش ، والايمان محله القلب ثم يصدقه بعد ذلك وتاليا العمل ، والقول طبعا من جنس العمل. فمن كفر بلسانه وقلبه مطمئن بالأيمان ليس كمن لم يطمئن.بل هو الذي لا يؤاخذ مادام مضطرا. فكيف عكس محمود الآية؟ وكيف يقول الاستاذ عن قول عيسى ( حاشاه أن يقول ) في تجويز لقول في القلب أو النفس دون اللسان ؟ حيث يقول : ولقد عفا الله عما يجول في الصدر.. الا الايمان يا استاذ محمود! ، الا الايمان واليقين على وحدانية الله تعالى، وهذا هو مدار محاسبة ربنا لنبيه( فيما روت الاية ) لا ليعاقبه ولكن ليبرئه عبر الزمان طرا ، وليعظ كل من كفر خلفه من اهل الكتاب حتى يكفوا فلا يتقولوا عليه او يتبعوا رهبانهم الذين اضلوهم. والله اعلم. فكيف تأتي اليوم يا ابوريش بدلا من أن تصحح الخطأ الذي وقع فيه الاستاذ حينما أباح الشرك في النفس وحرمه في القول باللسان.!! وما هو أعجب يا صديقي ابوريش .. انك نفيت العصمة عن رسول الله عيسى حينما قلت بما قال به محمود محمد طه ..:
Quote: فإن قول المسيـح، حتى بلسـان حاله، أنه هـو الله، لا يعنى أنه كان محقـا فى ذلك.. وذلك لسبب بسيـط، هـو أن الله مطلق، والمسيـح محـدود وموجـود فى الزمـان والمكان، والمحـدود لا يحتوى المطلق.
فأنت هنا تخطّئ عيسى عليه السلام ولا تخطّئ محموداً القائل ( تأويلا ) ان رسول الله قد قال بلسان حاله انه اله وكذلك أمه. لم تقدم لنا الدليل المانع على تحقق ونصوع حجة محمود فيما قاله بلسانه ، ولكنك ذهبت الى لفت نظرنا نحو أحتمال قوي لأن يكون عيسى عليه السلام مخطئا ومذنباً، غاضا الطرف نهائيا عن ان يكون محمود مخطئا ، فمن الأولى بالخطأ؟.. رسول الله وروحه عليه الصلاة والسلام الذي كان يحيي الموتى باذن ربه والذي ما قتلوه ولا صلبوه.. أم محمود الذي قتلوه وهو مايزال يشك فيما اعتقده تلامذته فيه من المنزلة؟ تخطّئ عيسى وتقدم الدليل الدامغ من جانبك على خطأ التمسه الاستاذ له فتقول : وذلك لسبب بسيـط، هـو أن الله مطلق، والمسيـح محـدود وموجـود فى الزمـان والمكان، والمحـدود لا يحتوى المطلق وازاء قولك :
Quote: ثم أن عبارة "لسـان الحال" تأتى من أنه كان يحيى الموتى، ويبرئ الأكمـه والأبرص، بل يخلق من الطين كهيئـة الطيـر فينفخ فيـه، فيكون طيـرا ، بإذن الله، ولذلك قال "ماقلت لهـم إلا ما أمرتنى به.." ولكن أتباعـه غابت عنهـم اليـد الخفيـة التى كانت وراء أفعال المسيـح، التى كانت هى يـد الله، فقالوا أنه هـو المسيـح. هـذا ما أعنيـه بلسـان الحال.
سوف افهم من ذلك ان فهمك للسان الحال قد يختلف عن فهم محمود. حيث ان فهمك الذي استطردت بشرحه على نحو يفيد بأن الصحابة الذين شهدوا بدرا وشهدوا بيعة السمرة كلهم قالوا بلسان حالهم ان الله سبحانه وتعالى قد أخطأ بهم واصاب ( فالرمي خطأ واصابة)، وهزم بهم وانهزم( في احد) طالما رمى بهم وما رموا شيئا. طبعا اخالفك هذا الرأي ، وأقول ان الذي ابرأ الأكمه واحيا الموتى هو عبد الله عيسى عليه السلام وقد فعل ذلك باذن الله تعالى ، فلو كان الله عز وجل هو الذي ابرأ الأكمه وليس عيسى لما قال بأذني، فالله لا يفعل باذنه وانما بأمره ( كن ). وكم من اكمه أبرأه الله بدون عيسى عليه السلام. واعتقد ان خلطا يقع دائما بهذا الصدد بسبب ان كل شئ بيده تعالى في النهاية . وما لا يعيره البعض انتباها احيانا هو أن الله تعالى جعل الانسان خليفة له في الارض واعطاه ( صلاحيات)من قوته وعلمه وروحه ما شاء، وسخر له الاسباب وكثيرا مما خلق وذرأ ، وهذه هي الأمانة التي يحاسبه عليها أأحسن بها صنعا أم اساء صنيعا. ف(و ما رميت اذ رميت ولكن الله رمى) هي نفسها( باذني ) فالله تعالى هو الذي يأذن لنا بما نفعله نحن حتى ولو كان منكرا ( وما تشاؤون الا ان يشاء الله ). ولكن اذنه لا يعنى بالضرورة رضاه عما شئنا وعزمنا عليه( عقدنا النية ). وما الحساب الا على ما شئنا في انفسنا ففعلنا أو قلنا. وأما القول بأن الله تبارك وتعالى هو فقط الذي شاء وفعل فانه ينفى مبرر الحساب والجزاء. كما ان كثيرا مما نشاء لا يأذن به الله تعالى مما يدل على ان لمشيئتنا خصوصية وحدوداً واخطاء وحشاه سبحانه ان ننسب اليه مشيئاتنا واخطاءنا . ماسبق لا يعني طبعا ان الله عز وجل لا يفعل بواسطة عباده ماشاء، فهو قد يلهمهم عملا يعملوه بعد ان قدره لغيرهم او لهم انفسهم. بمعنى انه قد يسوق عباده مثلا ليعذب بهم عبادا آخرين. غير ان ذلك على سبيل الاستثناء وانفاذ القدر على نحو اراده ولا يحاسب عليه سبحانه. واما سنته الدارجة فهي اننا نفعل ما شئنا باذن ربنا وتوفيقه، فان لم يأذن فلن نقدر على شئ. والآية الكريمة حول هذا الأمر صريحة: ( اولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم انى هذا قل هو من عند انفسكم ان الله على كل شئ قدير) أي بمعنى ان الله يحاسب بناء على مافي النفس من عمل او قول متحقق ، وقد لا يفوت عليك ادراك الفرق مبينا بين : أن يحاسب على مافي النفس ، وبين ان يحاسب "بناء" على مافي النفس. وكما قلنا فان ما نفعله أو يقع علينا من آخرين فعلوه هم بانفسهم.. انما يقع ( باذن الله ) ( ومااصابكم يوم التقى الجمعان فباذن الله وليعلم المؤمنين) فهل تقول يا ابوريش ان ما اصاب رسول الله هنا قد اصاب الله عز وجل بناء على نظرية ( لسان الحال عندك وان الله هو الذي رمى؟) !! لا لا سبحانه تعالى عن ذلك وتنزه. واما الدليل على ان فعل النبي (ص) ليس هو فعل الله تعالى ( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل) (وان تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك ، قل كل من عند الله ، فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا(78)ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك وارسلنك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا) هنا نجد في الايات دليلا على ان ما اصابنا من خير فهو قد وقع ب( كن) المقدورة في كتاب ، وما اصبنا من مكروه فهو قد وقع قدراً من الله ب ( اذنه ) تبارك وتعالى وذلك بسبب اعمالنا وذنوبنا وضعف ايماننا الذي في انفسنا مصدقا ومشفوعا بالعمل .
اختم هنا بسؤال اضافي: هل المسيح كان في نظر الاستاذ قد تحققت عنده شروط الانسان الكامل أم لا ؟ هل كان انسانا كاملا بالميلاد أم بالمجاهدة، أم بالاجتباء؟ وثانيا هل الانسان الكامل معنى مجرد مطلق ، أم هو كينونة متعينة؟ لك احترامي ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا.آمين. _______________ رب اشرح لي صدري
Quote: المراد في السياق: فإن اتخذوا المسيح وأمه، إلهين، من دون الله، فإنما ذلك لحكمة قاهرة أرادها الله بهم، ولم يجدوا عنها (مندوحة). وقد ختم تلك الآيات بما لا يدع مجالا للشك في هذا المعنى المراد.. إسمع قوله، تبارك، وتعالى: (لله ملك السموات، والأرض، وما فيهن.. وهو على كل شيء قدير..).. هذا الذي شرحنا هو القول قولا مستأنفا يوم القيامة؟؟ والجواب: نعم!! سيقال، في عرض الحساب ولكنه يقوله (الله)، (بالمعنى القريب).. يقوله [الله] الذي هو الإنسان الكامل
اخي ابوريش السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسمح لي بأن .. استغرب واتساءل فقط حول هذه العبارة الصارمة الى حد العقيدة ( بما لا يدع مجالا للشك في هذا المعنى المراد .. ) كيف هذا؟ كيف يمكن ان يعتبر مفكر ما مهما بلغ من حصافة الرصد والتحليل الى الجزم في ما ارتآه الى هذا الحد؟ أخشى ان يكون الاستاذ كان قد وقع ضحية لفعل الشيطان ووسواسه، والعياذ بالله. أنا القارئ البسيط استطيع ان اقول بصدد ما اعتبره الاستاذ مدعاة للجزم ونفي الشكل ( كله ) انه ( من الممكن جدا)أن يعني غير ما قال الاستاذ، ولي مسوغاتي الموضوعية ايضا. مع احترامي لشفافية عقلية محمود التي لا تدع مجالا للشك !!! ولكن غلطة الشاطر بألف. وابدأ بسؤال منطقي وبسيط : هل الله عز وجل يأمر بالمنكر ، الذي يجسده هنا( الشرك به بل وادعاء الألوهية لأحد من دونه سبحانه؟). ثم يعذب المشركين بعد ذلك وهم مجبرون مقهورون ؟ مهما بررنا ذلك بأمثلة من نوع اشعة ضوء الشمس أوبخار الماء والدورة المتكاملة للكون ووو.. هل يمكن ان يرضى الله للناس الكفر أو الشرك ويجبرهم عليه اجبارا فلا يجدون مندوحة عنه كما عبر محمود؟ اين ياترى( انا هديناه النجدين ، فاما شاكرا واما كفورا)؟ صحيح ان الله تعالى قد يضل من استحب الضلالة على الهدى والكفر على الايمان واستمرأ العصيان والاستكبار فييسر الله عز وجل له ذلك ويأذن له دون رضى منه سبحانه، يقول( فأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنييسره للعسرى ) ولكن ان يجبر الله تعالى اتباع روحه ونبيه على تحويله وأمه الى سبب للضلال فهذا ما لا يقبله عقل ولا ترضاه نفس زكية مطمئة. فكيف اذا يقول محمود ان سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام قال للناس بلسان حاله بموجب ما اوتي من معجزات ايده بها الله تعالى ( لسان حاله) انه وامه الهان من دون الله ولم يجد اتباعه بعد ذلك مندوحة عن الوقوع في ذنب قاتل كهذا؟ الغريبة ان الاستاذ يقر بأ هذا ظلم عظيم وقع فيه فرعون بلسان مقاله واتبعه فيه قومه، ووقع فيه عيسى عليه السلام بلسان حاله واتبعه فيه قومه ايضا مجبرين من الله عز وجل ؟ سبحان الله! أم ستقول لي ان المسألة معقدة ولم احسن فهما؟ استغفر الله الذي لا اله الا هو واتوب اليه. _______________ رب اشرح لي صدري
02-14-2007, 07:53 PM
Haydar Badawi Sadig
Haydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271
Quote: نعـود لبعض الجمهـوريين الذين يعتقدون فى الوهيـة الأستـاذ محمـود، وهـذا هـو ذات التأريـخ يعيـد نفسـه، فإن أخلاق وسيـرة الأستـاذ، شجاعتـه، التزامه جانب المسـاكين حسـا و معنى، صـدقـه الذى لم يخالجه أى مستـوى من الكذب طوال حياتـه.. لين معشـره وعلمه الغزيـر وحبه للصغيـر والكبيـر.. كل هـذه الأمـور جعلت البعض يعتقـد أنهـا ليست من خصال البشـر، وإنما هى خصائص الوهيـة.. فكأنه قال لهـم بلسـان حاله أنه هـو الله، ولكن الفرق هنـا، هـو أن الأستـاذ نفى ذلك بلسـان المقال، بل قال أن كل منـا يجب أن يتخلق بأخلاق الله.. وبالرغـم من ذلك ترى البعض يعقدون عقيـدة الالوهيـة فيـه.
من هم الجمهوريون الذين يعتقدون في ألوهية الأستاذ محمود؟؟ لو لديك نموذج من مادة مكتوبة في هذا المنبر أرجو إيرادها.. ولو كان لديك دليل على قولك هذا مما تعرفه من سلوك لجمهوريين يؤلهون الأستاذ محمود بمعنى "يعبدونه من دون الله" فأرجو التكرم بهذا الدليل.. وإن كنت تقصد شيئا ولم يحالفك حسن التعبير عنه فأرجو الإبانة..
Quote: أقترح أن نتفق على شئ آخر وهو أن لا يكون النقاش عن معتقدات الجمهوريين وإنما عن سلوكهم ومواقفهم
ولكن هذا هو جوهر بوست الأخ أبو الريش الذي أعجبك وقلت في مداخلتك الأولى أنه "يتيح فهما أدق للفكرة ـ والممارسة ـ الجمهورية".. فالفكرة لا تنفصل عن المعتقدات.. والفكرة هي التي توجه وتشكِّل السلوك والمواقف.. إذن لتجلية الفكرة لا بد من مناقشة كل جوانبها بدءا بالمعتقدات وانتهاء بالسلوك والمواقف.. ولكنك ترى رأيا آخر فتقول:
Quote: المعتقدات أيا كانت لا تخضع بالضرورة لمنطق موضوعي قابل للنقاش إذ أن منهج التوصل إليها مختلف وكذلك دوافع الإلتزام بها
هنالك الفيض والتجليات والوحي نفسه هذه أشياء غير قابلة للنقاش
نعم، الفكرة الجمهورية قائمة على أديم ديني إسلامي، وهذا طبعا يبدأ بالعقيدة والإيمان؛ ولكن الذي يميزها أنها لا تفرض العقيدة الإسلامية فرضا ولا تطالب بالإذعان لها، وإنما تحاول أن تخاطب العقل، وتحاول أن تشرح ما قلت أنت عنه أنه غير قابل للنقاش مثل الوحي، والروح، والحياة الأخرى.. ولذا فهي تقول أن العقل الذي يحترم نفسه عليه ألا ينكر كل ما لا يستطيع إدراكه لأول وهلة وإنما عليه الصبر والروية وإدامة التفكير..
قولك:
Quote: أما المواقف والسلوك كالموقف من المستبد العادل والصلح مع اسرائيل والموقف من مايو وما شابهها
لعلك توافقني إن قلت أن تجسيد الفكرة الجمهورية قد تمثل في صاحبها الأستاذ محمود.. فدعنا نحاول أن نخضع مواقفه للنقد الموضوعي من خلال بعض نقاطك ولنبدأ بالموقف من المستبد العادل.. ماذا تقصد بالموقف من المستبد العادل؟؟ سأعود بعد أن توضح النقطة وتعطي مثالا أو أمثلة.. النقطة الثانية الصلح مع إسرائيل: الأستاذ محمود دعا العرب ليس فقط إلى التصالح مع إسرائيل وإنما إلى الإعتراف بوجودها أولا ثم التصالح معها ونبذ الحرب والسعي للتفاوض معها.. وهذا الموقف كان مستغربا جدا في وقته، ولكن الآن اتضح أنه كان حكيما جدا ولو أخذ العرب بالنصيحة التي تقدم بها لما كان شأنهم هكذا اليوم.. الموقف من مايو كثير فيه الحديث في المنبر ويمكنني أن أحيلك إلى هذا البوست من خالد بحر: هل أيد محمود محمد طه ضرب الانصار فى الجزيره أبا عام1970..؟ وقد كتب فيه الأخ أبو الريش كما أنني شاركت بالكتابة فيه.. وهذا البوست من الدكتور عوض محمد أحمد: لما ذا لا يقدم الجمهوريون نقدا ذاتيا لتجربتهم مع نظام مايو؟
ولك وافر الشكر ياسر
02-16-2007, 05:31 PM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058
سلام للجميع.. أعتقد أن مداخلة الأخ عمر بوب التي اقتبستها بأدناه هامة وكنت آمل، ولا زلت أنتظر، أن يتوسع الأخ عمر في طرح ما يراه بالفكرة من سلبيات يجعل الكثيرين يحجمون عنها حسب عبارته.. وشكرا ياسر
Quote: الاخ ابو الريش: تحياتي امل كثيرا ان يكون هذا البوست سانحه لمناقشه بعض اطروحات الفكر الجمهوري بعقل مفتوح بدون كيل التهم بالرده والكفر من جهه والاتهام بالجهل او الغرض من الجهه الاخري في تقديري الفكره الجمهوريه بها من الحسنات الكثير والذي لو فهم في اطار الاجتهاد والتجديد فيه الحل لكثير من معضلات هذا العصر وفيه فك لكثير من اشكاليات النصوص الدنينيه وبنفس القدر فان بالفكزه من سلبيات-علي الاقل من وجه نظري انا- ما يجعل الكثيرين يحجمون عنها
في انتظار بقيه ارائك ولي عوده
مودتي
02-16-2007, 07:23 PM
Abureesh
Abureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182
Quote: من هم الجمهوريون الذين يعتقدون في ألوهية الأستاذ محمود؟؟ لو لديك نموذج من مادة مكتوبة في هذا المنبر أرجو إيرادها.. ولو كان لديك دليل على قولك هذا مما تعرفه من سلوك لجمهوريين يؤلهون الأستاذ محمود بمعنى "يعبدونه من دون الله" فأرجو التكرم بهذا الدليل.. وإن كنت تقصد شيئا ولم يحالفك حسن التعبير عنه فأرجو الإبانة..
عزيــزى الفاضل الأخ ياســر،
تحيـة طيبـة، وشكــرا على الســـؤال.
دعنـا نتفق أولا على أن المقصـود بالله هنا هـو الإنسـان الكامل، وليست الذات الإلهيـة المطلقـة.. ولا شك أن الكثيرين من الجمهـوريين كانوا يعتقـدون بتحقيق الأستـاذ لمقام الإنسـان الكامل، الذى يعرف عندنـا أيضـا بالأصيل الواحـد.. ذلك لأنه فى الفكـرة، حسب توضيـح الأستـاذ فى "الأصيل الواحـد"، أنه بالرغـم من أن كل فرد من أمـة محمـد يمكن أن يكون أصيلا، إلا أن أصالتـه هى فى أطـار التقليـد، بمعنى أنه أصيل فى تقليـده للنبى فى الصلاة وغيرهـا من العبادات المعروفـة، وهـو يؤدى الصلاة الشـرعيـة كما يؤديهـا بقيـة المسلمين.. إلا فرد واحـد، هـو الذى يمكن أن تكون صلاته مختلفـة فى الشكل عن الصلاة الشـرعيـة، وهـذا هـو الأصيل الواحـد.. من هنـا فهـم البعض، ولست فى مقام ذكـر أسمـاء أو مجموعـات، ولكن قصـائـد الجمهـوريين مليئـة بالإشـارات الواضحـة فى هـذا المضمـار.
هناك أسئلـة كثيـرة يا أخى ياســر تحتاج الى إجابات واضحـة، وهى تؤرقنى دائمـا وأبحث عن أجـوبـة لهـا.. منهـا على سبيل المثال، لو كان الأستـاذ محمـود شـاكـا فى كونـه الأصيل الواحـد، فلماذا ترك الصلاة الشـرعيـة، ولم يبقى عليهـا حتى يتيقن من الأمـر.. ذلك أن الصلاة الشـرعيـة لا يتحول منهـا الى صلاة الأصالـة الا الأصيل الواحـد.. ثم أن هناك تعارضـا بين ما هـو مكتوب فى كتب الرسالـة الثانيـة، ورسـالـة الصلاة، وطريق محمـد، من أن كل مسلـم سـالك يمـر بمرحلـة التقليـد لتفضى به الى الأصالـة، التى يتلقى فيهـا شـريعتـه الفرديـة كفاحـا من الله، التى قـد تختلف عن شكل صلاة التقليـد، وبين ما جاء من نفى قاطع من الأستـاذ، فى حديث "الأصيل الواحـد" من أن شكل الصلاة الشـرعيـة لا يسقط أبدا إلا من فرد واحـد، وبقيـة المسلمين تكون أصالتهـم فى أطار التقليـد.. وأسئلـة أخـرى كثيـرة أقوم، كل ما وجدت وقتـا، بالتفكيـر فيهـا ومحاولـة إيجاد أجوبـة لهـا، وسـوف أكون سعيـدا جدا فى اليوم الذى أرى فيـه صـورة بحثى عن الأجوبـة هـذا مجتمعـة فى مطبوعـة أشـارك فيهـا الجميـع.
02-16-2007, 08:53 PM
Haydar Badawi Sadig
Haydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271
Quote: هناك أسئلـة كثيـرة يا أخى ياســر تحتاج الى إجابات واضحـة، وهى تؤرقنى دائمـا وأبحث عن أجـوبـة لهـا.. منهـا على سبيل المثال، لو كان الأستـاذ محمـود شـاكـا فى كونـه الأصيل الواحـد، فلماذا ترك الصلاة الشـرعيـة، ولم يبقى عليهـا حتى يتيقن من الأمـر.. ذلك أن الصلاة الشـرعيـة لا يتحول منهـا الى صلاة الأصالـة الا الأصيل الواحـد.. ثم أن هناك تعارضـا بين ما هـو مكتوب فى كتب الرسالـة الثانيـة، ورسـالـة الصلاة، وطريق محمـد، من أن كل مسلـم سـالك يمـر بمرحلـة التقليـد لتفضى به الى الأصالـة، التى يتلقى فيهـا شـريعتـه الفرديـة كفاحـا من الله، التى قـد تختلف عن شكل صلاة التقليـد، وبين ما جاء من نفى قاطع من الأستـاذ، فى حديث "الأصيل الواحـد" من أن شكل الصلاة الشـرعيـة لا يسقط أبدا إلا من فرد واحـد، وبقيـة المسلمين تكون أصالتهـم فى أطار التقليـد.. وأسئلـة أخـرى كثيـرة أقوم، كل ما وجدت وقتـا، بالتفكيـر فيهـا ومحاولـة إيجاد أجوبـة لهـا، وسـوف أكون سعيـدا جدا فى اليوم الذى أرى فيـه صـورة بحثى عن الأجوبـة هـذا مجتمعـة فى مطبوعـة أشـارك فيهـا الجميـع.
عزيزي أبو الريش،
تيحتي ومحبتي، بغير هذا المستوى من الصدق لن نخرج، كجمهوريين وسودانيينن مما نحن فيه من حال. مثلك، أجد أن هناك العديد من الموضوعات التي تحتاج منا لامعان النظر، وأن القطعيات فيها لا تعدو كونها عقائد، قابلة للتشكيك. ولا يحتاج مثلك للتذكير بأن الأستاذ قال بأن الحرية الفردية المطلقة، التي يرعاها الإسلام برسالته الثانية، تعني إلا يفلت شئ من البحث وألا يفلت من "التشكيك."
الفكرة الجمهورية، مثلها مثل كل الأفكار والأديان، تنطوي، في الكثير من جوانبها، على الكثير الغموض الذي يستدعي الكثير من الشك. وليس هناك دين أو فكر لا يحمل دواعي الشك في طياته. من هذا الباب، فإني غير منزعج لكوني غير مطمئن، تمام الاطمئنان، لقضايا عديدة طرحتها الفكرة أو مواقف وقفناها في فترات معينة من تاريخ تطورنا كجماعة. بل على العكس من ذلك، فإني أحتفي بهذه القضايا، لأنها هي المحك الذي يجعلني أمحص، وأشك، وأتفاعل مع الفكرة، حاساً بوجودي وكياني وفرديتي. بدون ذلك، أكون كائناً متلقياً لأفكار أقبلها برمتها -أكون طائفياً- لا غياً لكياني كأنسان حر من حقه أن يشك ويوطن أي فكرة داخله، ويجعلها مكله، من خلال ممارسة فضيلة الشك الأمين التي بدونها لن نخطو أولى الخطوات نحو حق اليقين.
أحييك على الصدق وعلى التخلق بفضيلة الشك الأمين!
02-17-2007, 02:24 AM
Elbagir Osman
Elbagir Osman
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 21469
وكان سنامه نقاشات مع الأستاذ محمود نفسه في ذلك المنزل بالثورة
ومع جمهوريين من أبكار جيلنا السبعيني
يضيف البورد لهذا الحوار قيمه في النشر والتوثيق
كما يعيبه انفتاح البورد على التشتت وتقاطع المنولوجات فيما يشبه الحوار وما هو بحوار
نعم يشغلني جدا نقاش الفكرة والممارسة الجمهورية وجوهر ذلك تنوع معاني كلمة جمهوري حتى عند الجمهوريين أنفسهم
بين الصوفية الدينية والفكرالأنساني والتنظيم السياسي
وليس من المزعج أنها كل من تلك الجوانب ولكن التساؤل يأتي حول أي الجوانب مقدم وفي أي ظرف؟
من المآزق أن الولاء الصوفي للشيخ يتعارض مع نقدية الفكر الإنساني والموقف التطهري الديني مع واقعية العمل السياسي وقس على ذلك
أما رؤوس المواضيع التي ذكرتها فهي من التساؤلات المشهورة والمستبد العادل وردت في كتاب أظن عنوانه رسائل ومقالات في رسالة أظنها لمحمد نجيب أو ناصر تنبني على قبول مبدأ المستبد العادل
على كل أري أن يكون المدخل لنقاش الجمهورية من مثل هذه المداخل ترقيا لأصول الفكرة
أما التناول من الجانب الإيماني فهو كما أسلفت يصطدم بمصادر لا تقوم على النقاش وانما أشكال أخرى من المعرفة كالإلهام والفيض والجذب وغيرها من حالات الوعي التي لا تقوم على العلم التجريبي
وحتى الجمهورية نفسها دينيا لا تقوم على المحاججة النظرية وأنما يدخل فيها العمل
عموما أنا لا أناقش صاحب أي عقيدة حول صحتها وإنما أناقشه فيما يفعله انطلاقا من تلك العقيدة بنفسه وبالناس وبالعالم
وأشتم في نقاش العقائد رائحة تكفير وانطلاق من معتقد المناقش كقاعدة مفروضة للنقاش
الأخ/ ابو الريش تحية وأحترام. أحسب نفسى اكتب شعرا من وقت لآخر، لذلك لا أعتقد أن الشاعر حينما يقرر مسالة أو فهما فى قصائده فهو يعنى المخاطب بذلك الشعر على نحو مباشر حتى لو فهم الآخرون غير ذلك، مهما كانت درجة ذكائهم ومعرفتهم بنوايا الشاعر!!
فقد يقصد الشاعر بعبارة مثل (انت ظل الله فينا) الأنسان الكامل الذى يرجوه، لا شيخه أو استاذه الذى يقف ويقرأ هذه القصيدة فى حضرته. ويمكن أن ادلل على ذلك بأبيات كتبتها فى مجال غير (عرفانى) لا يمكن أن يتوصل المتلقى على المقصود الا أن ابينه له بنفسى!!
هذا من جانب، ومن جانب آخر ودون شك تساؤلاتك اخى ابو الريش انا واثق انها لا تأتى على نفس (مفهوم) بعض السلفيين هنا على هذا المنبر أو فى اى منبر آخر حتى لو تطابقت عبارات تلك الأسئله مع عباراتهم كوقع الحافر على الحافر.
وعليه أسال، هل تستحضر ما قيل فى الفكرة الجمهورية عن (التجسيد) و(المعية) وانت تطرح هذه الأسئله وبكل شجاعة ؟؟
على الأقل ومن ناحية (نظرية)، هل كان لديك ادنى شك فى أن الأستاذ محمود وبما تعرفه عنه من علم وخلق وتواضع بأنه (انسان كامل) لا (الأنسان الكامل)، او ان شئت هو (اقرب للكمال) من باقى البشر .. اعنى هل كان لديك ادنى شك بانه (اكمل انسان) موجود على ظهر الأرض فى ذلك الوقت اذا كان لا بد من وجود انسان (مجسد) دم ولحم .. هو اكمل من كل الخلائق الأخرى ؟؟ ودون شك فى هذه اللحظه يوجد انسان ربنما لا نعرف مكان وجوده هو اكمل الخلائق قربا من الله.
بالطيع هذا امر فهمه صعب على من يتناولون الأمور الفكريه الدقيقه على طريقة لماذا (محمود) ؟؟ ولماذا يكون (سودانى) وكانهم يتوقعون أن يكون (اكمل انسان) فى هذا الكون فى لحظة معينه يجب أن يكون (صدام حسين) مثلا أو (بوش) أو ان يكون (سويدى) أو (با كستانى) !!
وهل لا تشعر بمتعة لما يردد من فهم من بعض الأخوان بأن اهل مكه ما رفضوا وجود الله بعبادتهم للأصنام، وانما كانوا يقولون (لتقربنا لله زلفى) !! فاذا تم أستبدال ذلك (الصنم) الحجر (بانسان)، لكى يقرب الناس الى الله زلفى، الا يعد ذلك تطورا هائلا فى فهم البشر وفى اعتقادهم؟؟ وهل العبارة (لتقربنا الى الله زلفى) يتوقف الأنسان من ترديدها بوعى أو لا وعى فى اى وقت من الأوقات؟ طوعا أو كرها سرا أو جهرا ، حالا أو مقالا ؟ سؤال أخير:- هل تعتقد أن الأستاذ محمود يمكن أن بقرر مسالة خطيره مثل التحول من صلاة التقليد الى صلاة الأصاله وبما عرف عنه من صدق، دون علم من الله ؟؟ طبعا لا احتاج أن اسالك بأن الله يخاطب عباده من خلال قرأتهم للقران ودن شك تكون مخاطبة العلماء والسالكين المجودين على قدر من التفاوت اليس كذلك؟؟
الم تكن انت اخى ابو الريش فى احد المداخلات من المستدلين بصلاة الشيخ عبدالقادر الجيلانى (يقولون تركت صلاتى وما علموا انى اصلى بمكة) للرد والتوضيح لأحد السائلين عن (صلاة الأصالة)؟؟
ارجو الأجابه على هذه الأسئله منك أو من أحد الأخوان حتى نستفيد ويستفيد غيرنا، ولك الشكر.
Quote: الفكرة الجمهورية، مثلها مثل كل الأفكار والأديان، تنطوي، في الكثير من جوانبها، على الكثير الغموض الذي يستدعي الكثير من الشك. وليس هناك دين أو فكر لا يحمل دواعي الشك في طياته. من هذا الباب، فإني غير منزعج لكوني غير مطمئن، تمام الاطمئنان، لقضايا عديدة طرحتها الفكرة أو مواقف وقفناها في فترات معينة من تاريخ تطورنا كجماعة
كلامك اعلاه لافت ومميز تمام الميز ، وهو يجعلنا نتوقع من مفكر مثلك ان تكون له لمساته واضافاته وازاحاته حيال الفكر الجمهوري ، ولا اظنك ستخالفني الرأي بعد الآن اذا قلت - بناء على ايمانك الشديد بمبدأ "الشك" الذي هو غذاء "التطور" ودافعه- قد يفضي الأمر مستقبلا الى ( رسالة ثالثة للاسلام) بعد تطوير منجز الاستاذ ومساءلته ونقده بعمق في ظل تغير شروط ومعطيات الزمكان. فهل تعدنا باسهامات تطويرية فعالة تتحقق فيها استحقاقات الحرية المنادى بها دون الغاء لذاتك وعقلك؟ وثانيا هل ( من الممكن مبدئيا) أن تؤدي التجاريب والتطورات المنتمية الى الفكرة - بشكها ونقدها الأمين - الى ( رسالة ثالثة ورابعة وخامسة)؟ وهل يعد ذلك تخصيبا وتعميقا لطروحات الاستاذ؟ أم ان شيئا من ذلك قد يعد خيانة أو كفرا بمنجز محمود النهائي المقدس؟ وأما قولك ادناه فهو فيصل في انك اخذت على عاتقك ان تحدث طارئا ( وما تزال تفعل ) حتى ( تصل ) الى خلاصاتك الخاصة بحرية تامة متوكئا على فكرة محمود .
Quote: أمحص، وأشك، وأتفاعل مع الفكرة، حاساً بوجودي وكياني وفرديتي. بدون ذلك، أكون كائناً متلقياً لأفكار أقبلها برمتها -أكون طائفياً- لا غياً لكياني كأنسان حر من حقه أن يشك ويوطن أي فكرة داخله،
اذاً فماذا اذا توصلت الى قناعات مخالفة؟ هل ستشك فيها هي أم ستترك ما خالفت من افكار محمود؟ وفي هذه الحالة هل ستكون قد وضعت نفسك خارج الجماعة ، أم ثمة مؤسسية تبيح ذلك لك وتسمح بوجوده دون الاحساس بوجود انشقاق؟ وما هي ضمانات وحدة المرجعية في طال انتشار ظاهرة الشك والخلاصات الفردانية المتباينة؟ هذا الكلام - كما قد ترى - يستدعي مقولة هيجل حول ان كل فكرة تولد نقيضها الذي يتحالف معها مكونا الاندماج المقصي للعيوب والمفضي الى فكرة جديدة من خلال تحول الكم الى كيف مع الزمان( الديالكتيك) الصانع لحركة التطور التاريخي. نحن هنا نلمس انك اعلاه قد وضعت ( الفكرة الجمهورية) في السياق نفسه ، والذي ينفتح على قابليات التطور وشروطه وقوانينه. وشخصيا لا اعرف مقولة جمهورية للاستاذ أو لأحدكم هنا يجزم بأن ثمة فقط رسالتين للاسلام لا ثالثة لهما. واسمح لي اخيرا بأن أسال سؤالا اضافيا.. الا توافقني الرأي بأن طرحكم الليبرالي ازاء مفهوم الشك في الافكار وفي القطعيات سيحول مسألة العقيدة الدينية الى فكرة عقلية تخضع لعصف العقل وتتوسل اليه بالشك الديكارتي، وفي هذه الحالة لا يكون هناك فرق بين المضمون الديني السماوي ( الميتافيزيقي ) وبين أية فكرة فلسفية وايدولوجية مادية؟ بل سيتحول المعطى الديني الى محض ميتولوجيا.! بمعنى ان ( الشك) المكفول كحق مبدئي لغير المؤمن ازاء آيات الله عز وجل، سواء التي في كتابه أو مافي الكون، أو معجزات الرسل ، يختلف عن الشك ازاء الآفكار المادية الفلسفية؟ وفوق ذلك فانه من غير المنطقي ان نقول بوجود ( مؤمن ) يشك في دينه طبعا!. فالشك ازاء الشأن الديني ليس مكفولا ازاء المضمون/ الخطاب، وانما ازاء البراهين والآيات حتى يطمئن القلب، فيقبل المضمون ويقوم عليه طائعا كما شاء الله تعالى . بينما الشك في الافكار البشرية الفلسفية قد يطال المعلومة أو المضمون المشكوك به ناهيك عن وسائله. ذلك لأن الله عز وجل قد خلق الانسان على فطرة الاسلام له والشعور به والاحساس الداخلي بالالتزام حياله ولكن الانسان قد لا يعلم المطلوب منه لتحقيق هذا الالتزام ازاء رب يستشعره، هذا المطلوب يجئ به الرسل على صورة ( شريعة) محددة وصريحة وبسيطة ليسهل على الجميع التعرف عليها وتبنيها، ولكن الانسان قد يشك فيما اذا كان هذا رسول فعلا من عند الله تعالى أم لا ، ولذلك يقدم الرسل من الله تعالى الآيات التي يشك الانسان فيها هي الأخرى حتى يهديه ربنا عز وجل اليه فيؤمن ويلتزم بما جاء به الرسول ومايزال يطلب الهداية حتى يطمئن ويتيقن عين اليقين. وأما قولك ( كل الأفكار والأديان، تنطوي، في الكثير من جوانبها، على الكثير الغموض الذي يستدعي الكثير من الشك. وليس هناك دين أو فكر لا يحمل دواعي الشك في طياته.) فهذا قول اجده غير ذي سداد لجهة كونه يجمع ميراث الله ( الكامل)/ رسالته المقدسة مع ميراث البشر ( النسبي)/ الافكار القابلة للخطأ والنقص ويجري عليهما معاً قانون الديالكتيك ذاته. بل وتطلب تطويرهما من جانبنا بالاسس نفسها، ارجو ان تراجع ذلك مشكورا. لك محبتي _______________ رب اشرح لي صدري
Quote: وفوق ذلك فانه من غير المنطقي ان نقول بوجود ( مؤمن ) يشك في دينه طبعا!.
الأخ محمـد عبدالقادر سبيــل،
أسـف على عـدم تمكنى من الرد على تعليقك السـابق، وذلك نسبـة لشـواغل كثيـرة.. وأرجو أن أتمكن من ذلك قريبـا.. والى حين ذلك، اسمـح لى أن أرد على بعض ما ورد فى حديثك الموجـه للأخ حيـدر بدوى.
والشـك هـو لازمـة من لوازم المعـرفـة، ولا ينتهى إلا بالعلم المطلق، والعلم المطلق هـو لله فقـط، وعلمنـا دائمـا ناقص. ومهمـا أطمئن المؤمن، يطالعـه قوله تعالى "أفأمنوا مكـر الله، فلا يأمن مكـر الله إلا القوم الخاسـرون" وقوله "ليسـأل الصـادقين عن صـدقهـم" ولقـد قال النبى يوم حنين حين أشتـد الضغط على المسلمين، "اللهـم أن تهلك هـذه الفئـة فلن تعبـد فى الأرض" فقال له أبوبكـر "الم يعدك الله بالنصــر؟".. فهنـا حسب ظاهـر الأمـر، كان أبوبكـر أكثـر إيمانـا من النبى وثقـة بالله، ولكن الحقيقـة غيـر ذلك، وهى أن النبى كان أكثـر معرفـة بالله المطلق الذى ليس له عهـد مع أى كان.. "أم أتخـذ عند الرحمن عهـدا" وأبوبكـر لم يقف على حافـة المطلق كما النبى، ولذلك فهـو تحت مظلـة النبى. والنبى أيضـا يعلم قوله تعالى : "ولئن شئنا لنذهبن بالذى اوحينا اليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا " وبالرغـم من قرأءة ابى بكـر للنص ولكنه لا يعلم بعـده الخطيـر كما يعلمـه النبى.. ويقول النبى صلى الله عليه وسـلم: "المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن، يقلبـه كيف يشـاء".. فأنت ترى إذا أنه لا يطمئن على حال إلا غافل. وعنـد إبرام الصلح مع قريش فى مكـة، الذى أستدعى عودة المسلمين الى المدينـة دون فتحهـا، قال عمـر لأبى بكـر "أليس رسول الله؟" فقال له أبوبكـر " بلى أنه لرسـول الله ، فألزم غـربـه".. أى ألتزم ونفـذ حتى ما رأيتـه منه غريبـا " ومن المؤكـد أن ســؤال سيـدنـا عمـر رضى الله عنه كان فيـه قـدرا من الشك فى ذلك الجـو الملغـم والمشحـون بالمـرارة.
أما ســؤالك عن هل يمكن للشك عند الجمهـوريين أن ينبثق عن فكـر رسالـة ثالثـة أو رابعـة، فهـو عندى يدل على أن الرسـالـة الثانيـة، أو الفكـرة الجمهـوريـة غيـر واضحـة المعالم عندك، فليس هناك أمـر خارج القرأن، ولو قسمت القرأن الى ثلاثين جزء، أو 114 ســورة فيمكن أن تتصـور معنى الرسـالـة الثانيـة من الإسـلام.. وكذلك تستطيـع تقسيــم الضـوء spectrum الى 7 ألوان، أو سبعين ألف لون، ولكن كل هـذا التقسيمـات لا تخرج من حدود الطيف، وهى تقسيمـات داخليـة تقوم بهـا لأى سبب عملى أو تنظيمى، وكلهـا صحيحـة وممكنـة.. اليست المذاهب الإسلاميـة الفقهيـة المشهـورة أربعـة؟ الم يأتى مذهب خامس لاحقـا، وسـادس وسـابع.. وكلهـا لم تخرج من إطـار الشـريعـة العام؟ هل التسميـة فقـط هى العائق لتصـور هـذا التقسيــم.
هـذا ما رزقنى الله وقتـا له الأن، وارجو أن يرزقنى وقتـا كافيـا لنقاش النقاط التى أثرتهـا فى مكان أخـر، قريبـا إن شـاء الله.
الأخ الكريم محمد عبد القادر سبيل، تحيتي واحترامي، رد الأخ الكريم محمد عثمان (أبوالريش) يغنيني عن التفصيل في الرد عليك في بعض الأوجه . مع ذلك فإن هناك نقاطاً هامة في مداخلتك الصادقة المهذبة تستحق المزيد من تسليط الضوء عليها. وسأعود لأفعل ذلك قريباً، بإذن الله، لأن مثلك جدير بالاحترام والمحاورة.
02-18-2007, 10:31 AM
محمد عبدالقادر سبيل
محمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595
شكرا د. حيدر ومنتظرين 0 0 0 والأخ ابوريش أضحكتني مرتين : الأولى لأنني سألتك مرات عديدة فلم تجبني ، بيد انك تصديت نيابة عن د. حيدر ، فقلت في نفسي هذه زوغة ساكت من زنقة ياسر الشريف!!!. وبيني وبينك هذا البوست بلبلني : أبوريش دا جمهوري، أم ديمقراطي؟!! ولكن هذا ليس مهما بالطبع الآن. بقدر اتهامك لبعض الجمهوريين بانهم عبدوا محمودا ظلما وضلالا كما فعل الذين كفروا من اهل الكتاب.دون ان تقدم الأدلة الدامغة التي طالبك بها ياسر. فلجأت الى الشعر الذي لم تذكر منه شيئا والغريبة ان ياسر لم يطلب منك منه شيئا وكأنما الأمر ( خليها مستورة)!. واما الضحكةالثانية ( أضحك الله سنك ) فبسبب الجملة المكرورة دائما والتي تقدم بها( الفكرة ) للناس وكأنما هي نظرية النسبية، لا يقدر عليها الا نخبة النخبة. وطبعا هذا اتهام لها ، اذ لا تصلح للعامة وهم سواد المسلمين الأعظم. فكلما كان النقد - من جانب احد المتسائلين - جوهريا وخطرا على الطرح الجمهوري يلجأ اربابه الى هذا القول النمطي ( يبدو انك لم تحسن فهم الرسالة الثانية أو أنك لم تلم جيدا بجوانب الفكرة وهكذا !) هذا الكلام بات اليوم مثيرا للضحك .. لأنه اذا كان هنالك التباس عند المتسائل ، أو قلة معلومة عن هذا المشروع الفكري ، فانه يجب ازالته ببساطة وتيسير تعميما للفائدة ، اذ ليس المستهدف تبعيد الناس عن الفكرة واظهار كعقدة واستحالتها على الهضم ، بقدرما المطلوب تقريبهم منها وتيسيرها عليهم كما اظنكم تتمنون! ومهما يكن فانك تقول هنا :
Quote: أما ســؤالك عن هل يمكن للشك عند الجمهـوريين أن ينبثق عن فكـر رسالـة ثالثـة أو رابعـة، فهـو عندى يدل على أن الرسـالـة الثانيـة، أو الفكـرة الجمهـوريـة غيـر واضحـة المعالم عندك، فليس هناك أمـر خارج القرأن، ولو قسمت القرأن الى ثلاثين جزء، أو 114 ســورة فيمكن أن تتصـور معنى الرسـالـة الثانيـة من الإسـلام.. وكذلك تستطيـع تقسيــم الضـوء spectrum الى 7 ألوان، أو سبعين ألف لون، ولكن كل هـذا التقسيمـات لا تخرج من حدود الطيف، وهى تقسيمـات داخليـة تقوم بهـا لأى سبب عملى أو تنظيمى، وكلهـا صحيحـة وممكنـة.. اليست المذاهب الإسلاميـة الفقهيـة المشهـورة أربعـة؟ الم يأتى مذهب خامس لاحقـا، وسـادس وسـابع.. وكلهـا لم تخرج من إطـار الشـريعـة العام؟ هل التسميـة فقـط هى العائق لتصـور هـذا التقسيــم.
حسنا انت هنا تقر بأن الباب مفتوح للخروج بنظرية ( الرسالة الثالثة والرابعة ) طالما ان ذلك يحئ في اطار القرآن . وهذا ما رميت انا اليه.. فأين عدم وضوح معالم الفكرة عندي؟ حسنا سأيسر لك مقصودي أكثر.. اذا كانت ( نظرية الرسالة الثانية ) تقوم على ( جعل القرآن عضين ) فنؤمن ببعضه ( وهو ما نزل في مكة قبل الهجرة بالاضافة الى المنسوخ (الأصول) ونذر ما طبقه الصحابة كشريعة في المدينة( الفروع) بدعوى ان تغير معطيات الزمكان تقتضي مثل هذا ( التطوير ) بعد ان تطور الناس والمجتمع بما يوازي استحقاقات ( الأصول) بعد ان صعب على الصحابة رضوان الله عليهم تحملها بحكم ظروفهم ودرجة تطورهم ووعيهم. أقول اذا كانت تلك دواعي اكتشاف الرسالة الثانية واستنباطها من داخل القرآن ، فان رحم الأمة لم يكتب لها العقم بعد محمود الذي لم يكن يوحى اليه وانما هو استنبط من كتاب ورثه ضمن ميراث النبوة المحمدية المتروك لنا جميعا. فكيف اذا خرج احد ليوفق بين الفروع والأصول وله ما يبرر هذا ، وىخر يريد تطوير الفروع دون التفريق بينها وبين ما اطلق عليه محمود الأصول.. وهكذا. كل هذه مشاريع رسالات ( بس دايرة شوية شغل) ناهيك عن هذا .. ما رأيك اذا قلت لك ان لي شخصيا نظرية تيسر فهم كثيرا مما يبدو تناقضات في العقيدة خاصة بخصوص القضاء والكتاب!!! ومبدئيا اسميها ( علم الله المحجوب عنه بمشيئته سبحانه ) وهذه أول مرة ساعلنها ( وبيني وبينكم خاااايف!).. وارجو من الأخوة هنا جميعا مساعدتي عن طريق توضيح ما قد اكون قد وقعت فيه من اعتقاد فاسداو تصور خاطئ، أو نقص معلومة ، أوما اذا كان هنالك من سبقني الى هذه ( الفكرة 2!) بصورة مباشرة ومطابقة، وماذا قال السابقون لو سبقوني اليها، وذلك حتى أبلور رؤيتي ( الملتزمة كما اشترطتم بالكتاب والسنة ) وهي في اطار ( ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) أها جاهزين؟!. " الله يستر مانقع في الغلط أو التكرار أو الضلال أو فساد العقيدة وما يرتبط بصفات الله عز وجل" اللهم اني اعوذ بك من ان اضل أو أُُضل ، أو أزل أو أُزل أوأظلم أو أُظلم أو أجهل أو يجهل عليّ . آمين وسأعود _______________ رب اشرح لي صدري
02-18-2007, 11:40 AM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058
عزيزي أبو الريش، تحية طيبة في مداخلتك الأولى في بداية البوست أوردت الآيات القرآنية عن سؤال الله عز وجل لنبيه سيدنا عيسى إن كان قد قال للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله.. ثم قلت:
Quote: لقـد إستشهـد الأستـاذ محمـود بهـذه الأيـة مـرة، ليدلل بهـا على أن المسيـح فعلا قال (بلسـان حالـه) أنه هـو هـو الله، ولم يقل لأحـد ذلك بلسـان مقاله.. لذلك قال: "إن كنت قلته فقـد علمتـه" و "تعلم مافى نفسى ولا أعلم مافى نفسك" ثم أن الكلام الكثيـر الذى قاله المسيـح فى الرد على سـؤال بسيط، ليس فيـه ما ينفى فيه التهمـة (أقرأ الأيـة مـرة أخـرى).. حتى عبارتـه " ما قلت لهم الا ما امرتنى به" ليس فيهـا نفى قاطـع ل(التهمـة).
[الخطوط من وضعي] وقد أوردت أنا للقراء خطاب الأستاذ الذي جاء فيه الحديث كاملا، ثم تركتك لتكمل ما وعدت بإكماله.. ولا شك أن الموضوع دقيق ولم أكن في حاجة للحديث عنه بأكثر مما جاء في الخطاب نفسه فهو واضح.. ولكنك جئت في مداخلة أخرى وقلت أن بعض الجمهوريين يعتقدون بألوهية الأستاذ محمود، وعندما سألتك من هم هؤلاء الجمهوريون الذين يعتقدون بألوهية الأستاذ محمود قلت:
Quote: دعنـا نتفق أولا على أن المقصـود بالله هنا هـو الإنسـان الكامل، وليست الذات الإلهيـة المطلقـة..
ثم أردفت:
Quote: ولا شك أن الكثيرين من الجمهـوريين كانوا يعتقـدون بتحقيق الأستـاذ لمقام الإنسـان الكامل، الذى يعرف عندنـا أيضـا بالأصيل الواحـد..
وقولك هذا الأخير غير صحيح.. كثير من الجمهوريين كانوا مقتنعين بما قاله الأستاذ محمود بنفسه عن نفسه في كتاب أسئلة وأجوبة الثاني من أنه لا يزال يجاهد في منطقة النفس الراضية وليس النفس الكاملة أو حتى النفس المرضية.. بل إنه قد قال أن النفس المرضية لم تدخل الوجود بعد.. فكيف إذن يعتقد الجمهوريون بأن الأستاذ قد حقق مقام الإنسان الكامل؟؟ إليك الفقرة من كتاب "أسئلة وأجوبة الثاني http://alfikra.org/chapter_view_a.php?book_id=22&chapter_id=4 ":
Quote: النفس المرضية لم تدخل في الوجود
وأنت تقول عني: "وإن نفسك إنتقلت من النفس الراضية إلى النفس المرضية، فإني أحب أن ترشدني إلى الطريق" فاعلم أن نفسي لا تزال تجاهد في منطقة الراضية، ولكن طالعها من صفاء اليقين ما به علمت أن الرضا بالله ليس أمراً كبيراً، بل يجب الفرح بالله، إذ هو متولي أمورنا، ومدبر معاشنا، ومعادنا، فإن في هذا ما يوجب نهاية الفرحة، ونهاية المسرة والبهجة.. وأحب أن أخبرك بأن النفس المرضية لم تدخل في الوجود، إلى الآن، ولقد كانت مجاهدة الأنبياء والمرسلين، كلهم، في منطقة النفس الراضية.. ولقد يحدثنا القرآن عن المعصوم فيقول: "فاصبر على ما يقولون، وسبح بحمد ربك، قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها، ومن آناء الليل فسبح، وأطراف النهار، لعلك ترضى".. وبداية النفس المرضية هي قمة النفس الراضية.. ولكن هناك معنى دقيقاً، في هذا الباب، هو أن النفس لا تدخل في مجاهدة النفس الراضية إلا إذا كانت مصطفاة لمرتبة النفس المرضية، في مآلها.. فكأنها "مرضية" في حالة مجاهدتها في "الراضية".. ولكن النفس المرضية، تماماً، لا ترى ما تكره، ولا تتعرض لنار المجاهدة، فهي مكفية المؤونة من جميع الوجوه.. "لهم ما يشاءون فيها، ولدينا مزيد"..
ثم أنك أضفت إلى عبارتك الأخيرة السابقة قولك:
Quote: ذلك لأنه فى الفكـرة، حسب توضيـح الأستـاذ فى "الأصيل الواحـد"، أنه بالرغـم من أن كل فرد من أمـة محمـد يمكن أن يكون أصيلا، إلا أن أصالتـه هى فى أطـار التقليـد، بمعنى أنه أصيل فى تقليـده للنبى فى الصلاة وغيرهـا من العبادات المعروفـة، وهـو يؤدى الصلاة الشـرعيـة كما يؤديهـا بقيـة المسلمين.. إلا فرد واحـد، هـو الذى يمكن أن تكون صلاته مختلفـة فى الشكل عن الصلاة الشـرعيـة، وهـذا هـو الأصيل الواحـد..
هذا الكلام تنقصه الدقة.. وسأبين لك وللقراء.. ولكن قبل هذا أدعو القراء لقراءة ما جاء في كتاب "التقليد والأصيل والأصلاء" والكتاب كاملا يمكن قراءته هنا في سودانيز أونلاين في بوست الأخ عبد الله الشقليني: التقليد!! والأصيل!! والأصلاء!! ..
Quote: الأصيل الواحد إن الأفراد يتفاوتون في تحقيق الأصالة حسب توفيق الله لهم، ثم جدهم و إجتهادهم في العمل على تحقيق فردياتهم بإتباع نهج السنة، والتأدب بأدب القرآن.. فالإختلاف بين الأفراد في تحقيق الفردية، والأصالة، هو اختلاف في زمن التحقيق، وفي مقدار التحقيق.. ففي هذه الدورة من دورات الحياة، دورة الحياة الدنيا تتحقق الفردية في قمتها، في مستوى ترك التقليد، لرجل واحد، هو صاحب المقام المحمود الذي يتم له انزال هذا المقام من الملكوت، وتجسيده على الأرض.. أما جميع من عداه فهم يحققون الأصالة والفردية، داخل إطار التقليد النبوي، وهم يتفاوتون في هذا التحقيق حسب تفاوتهم في العلم بالله، وتحقيق العبودية له.. ففي قمة هؤلاء يأتي من يوشك أن يتحقق بالأصالة في مستوى ترك التقليد ولكن لا يتم له ذلك إلا عند لحظة الإنتقال للبرزخ..
قول الأستاذ محمود بأنه أصيل، أي صاحب شريعة فردية مستقلة عن التقليد، يعني أنه سائر في درب الأصيل الواحد، ولكنه لم يبلغ ذلك المقام بعد، ويرجو أن يبلِّغه الله إياه.. التفصيل الهام الذي جاء بعد جلسة "الأصيل" وورد في كتاب "التقليد والأصيل والأصلاء" هو عبارة "في هذه الدورة من دورات الحياة، دورة الحياة الدنيا"، والمعروف أن الدورة المقبلة من دورات الحياة هي التي تبدأ بمجيء المسيح وقد وصفت بأنها آخر أيام الدنيا وأول أيام الآخرة، وهي التي تتحقق فيها أمة إخوان النبي المصطفى الذين اشتاق لرؤياهم، ويتأذن الله فيها بتطبيق الرسالة الثانية على يد المسيح الذي يأتي إلى هذه الدنيا من الدار الآخرة.. سوف يثور سؤالٌ: ما هي علاقة الأستاذ محمود إذن بالمسيح الذي يطبق الرسالة الثانية التي بشَّر هو بها؟؟ الأستاذ محمود هو الفادي الذي دفع حياته في سبيل التبشير بهذه الرسالة، فهو إذن أشبه بالمسيح الإسرائيلي الذي دفع حياته ثمنا لدعوته ورسالته التي بشَّر فيها برسول يأتي من بعده إسمه "أحمد" وقد جاء عنه في القرآن: "وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ"، 6 سورة الصف.. والذي اسمه "أحمد" هو الذي يرد في صلاة المسيح بـ "أبانا" والتي يقول فيها: "أبانا الذي في السموات فليتقدس إسمك وليأت ملكوتك ولتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض".. والذي اسمه "أحمد" جاء عنه في ما قاله الأستاذ أنه "الحقيقة المحمدية" أو "الذات المحمدية" في مقابل "الذات الإلهية" أو ذات الله المطلقة.. مرة أخرى كلام الأستاذ باللغة الدارجة حول هذه النقطة موجود كتابة هنا: بالكتابة الدارجة حديث الأستاذ عن أن الأصيل الواحد هو الحقيقة المحمدية..
ولكنك تقول:
Quote: من هنـا فهـم البعض، ولست فى مقام ذكـر أسمـاء أو مجموعـات، ولكن قصـائـد الجمهـوريين مليئـة بالإشـارات الواضحـة فى هـذا المضمـار.
أنت ذكرت في مداخلتك الأولى إسم الأخ عوض الكريم موسى وهو صاحب القصائد المشهورة في هذا الباب مثل قوله: أنت ابن مريم فينا * لم يبق غير تجلي وهذا القول في حدِّ ذاته يدل على انتظار التجلي، وقد كان مسألة خافية، ولكننا نجد أن بعض أبيات أخرى من قصائده تشير إلى القتل والموت قوله: أيها المصلوب ما صلبوك ما قتلوك * لكن غرهم منك التحلِّي بالتخلِّي وهي قصيدة قيلت قبل استشهاد الأستاذ محمود بل أنها قد أنشدت في حضوره أيضا عديد المرات.. والتخلِّي هو ترك الإرادة للمريد الواحد وهو الله.. ومثل قوله: يا ليتني في موته أرقى بمرقى سمته بالدمع تنمو فرحتي إذ أنني من نبته ومثل قوله: البعث الأعظم في الموت الأعظم والعرس الأعظم في الإسم الأعظم
الأخ عوض الكريم كان يترجم عن معارف ليس لديه بها يقين وإنما هو استراق سمع، وقد جاء في واحدة من قصائده قوله: واستوطن العقل القديم بداره * واستيقن النبأ العظيم رواته وكنت قد قرأت هذا البيت على الأخ عوض الكريم عندما اتصل بي معزيا في فقد إبننا الشريف، فطلب مني إعادة قراءته لأنه كان قد نسيه!!! فهل استيقن النبأ العظيم رواته؟؟
قولك:
Quote: هناك أسئلـة كثيـرة يا أخى ياســر تحتاج الى إجابات واضحـة، وهى تؤرقنى دائمـا وأبحث عن أجـوبـة لهـا.. منهـا على سبيل المثال، لو كان الأستـاذ محمـود شـاكـا فى كونـه الأصيل الواحـد، فلماذا ترك الصلاة الشـرعيـة، ولم يبقى عليهـا حتى يتيقن من الأمـر.. ذلك أن الصلاة الشـرعيـة لا يتحول منهـا الى صلاة الأصالـة الا الأصيل الواحـد..
هل سمعت شرح الأستاذ للشك المقصود بأنه شك العارف وضرب له مثلا بقول النبي عليه الصلاة والسلام "اللهم نصرك الذي وعدتني إلخ".. إذن هذا النوع من الشك هو فوق اليقين بأنه أصيل وصاحب شريعة فردية.. فهو لم يكن لديه شك في أنه صاحب شريعة فردية.. إذا عاد القارئ لحديث الأستاذ سوف يتضح أنه لم يكن يشك في ما عنده ولكنه لا يأمن المكر الإلهي كما جاءت العبارة.. والدليل على ذلك قوله في نفس الصفحة التي اقتبست منها بعاليه من كتاب "أسئلة وأجوبة الثاني": http://alfikra.org/chapter_view_a.php?book_id=22&chapter_id=4 فالأستاذ محمود إذن كان على يقين بأنه صاحب شريعة فردية، مثلما كان النبي صاحب يقين بأنه رسول الله، ولكن بالرغم من ذلك جاءه شك العارف في نصر الله له ولذلك قال تلك القولة: "اللهم نصرك الذي وعدتني.. اللهم إن تهلك هذه الفئة فلن تعبد في الأرض بعد اليوم" وليس دقيقا قولك:" ذلك أن الصلاة الشـرعيـة لا يتحول منهـا الى صلاة الأصالـة الا الأصيل الواحـد.. ".. فإن هناك كثير من العارفين، وأيضا بعض المدَّعين، قد تركوا التقليد المتمثِّل في الصلاة الشرعية ولكن هل كان أي واحد منهم في مستوى ما فصَّله الأستاذ محمود بالحديث عن الأصالة وما جسَّده في إظهار ثمرة الأصالة؟؟ ثمرة الأصالة هي العبودية.. وقد جاء في حديث الأستاذ محمود يوم الجمعة 4 يناير 1985 في حديث الفداء ما يشير إلى أن الأستاذ محمود كان يعرف طريقه جيدا، والعبارة الجامعة في ذلك هي قوله: "جاء الوقت لتجسيد معارفنا وأن نسمو في مدارج العبودية سمو جديد".. فهل يعرف الناس رجلا بهذا المستوى من توحيد الفكر والقول والعمل بدون تشكك أو اهتزاز في مواجهة أعظم تهديد يمكن أن يتعرض له الإنسان وهو القتل؟؟ ليس ذلك فحسب وإنما السكينة التي كانت تجلِّله في ذلك المشهد العظيم كله.. وأنا أدعو القراء لقراءة ما كتبه الأستاذ محمود في كتابه "رسالة الصلاة" عن هذا الأمر ومقارنته بوقفته في يوم الجمعة العظيمة في الثامن عشر من يناير 1985، وكنت قد وضعته من قبل للإبن أحمد الريح في هذا البوست: في الحرية الفردية المطلقة.. وكون الصلاة وسيلة إليها.. فأرجو الرجوع إليه لأن فيه الكثير الذي لا أرى داعيا لنقله إلى هنا.. ولكنني سوف أنقل المختصر المفيد:
Quote: فإذا كان القرآن وسيلة الفرد وهو بلا ريب كذلك، فقد أصبح التشريع وسيلته كذلك، ومن باب أولى.. وأعظم تشريع طوع لإنجاب الفرد الحر حرية فردية مطلقة تشريع الصلاة..
Quote: إن العبودية هي الحرية.. لأنها حرية من الخوف. ووسيلة العبودية العبادة، وفي قمة العبادة الصلاة.
وأنت قلت في مداخلتك الأولى:
Quote: وبالرغـم من هـذا، فلا شك أن كان هناك حديثـا مزدوجـا.. فمن جهـة كان الأستـاذ يلاحظ ويعرف أن عقيـدة الكثيرين من الجمهـوريين هى أنه هـو المسيــح، فلم يثنهـم عن ذلك الإعتقـاد، غيـر أنه قال أنه يرجـو أن يكون هـو صـاحب المقـام، ولكن عنده شك.. ثم طلب من الأخوان أن يتركوا شكـه له.. وهنا جاءت البلبـة.. فهل ترك الشـك له يعنى صـرف النظـر عن أنه المسيـح وأن يعتبره الأخوان رجل مسلم مجتهـد لا يألو؟ أم يعنى الغريب منطقيـا بأن نترك شكـه هـو، ونستيقن نحن أنه هـو المسيـح الذى بشـر به النبى صلى الله عليه وسلم.
أرجو أن يكون قد اتضح لك الآن، وللقراء، أن الأستاذ عندما طلب من الجمهوريين أن يتركوا شكَّه له، لم يكن يطلب من منهم عدم الشك في أنه "الأصيل الواحد" وإنما عدم الشك في أنه أصيل إذا تعذَّر عليهم الإقتناع النظري والعملي بمبدأ الأصالة، وذلك لأن الشك يهز الإيمان، وهذا واضح جدا في خطاب الأستاذ للأديب الفاتح مختار الذي نشر في كتاب "أسئلة وأجوبة الثاني" من نفس الصفحات التي وضعت وصلتها بعاليه وأرجو ملاحظة الخطوط مني:
Quote: الشريعة: بين الجماعية والفردية
وأنت تسأل: "كيف أعرف شريعتي التي أوتاها من الله بدون واسطة؟" والجواب: إنك لن تعرف، قبل أن تبلغ مشارف الفردية، بتفريد التوحيد.. فأنت لا تبدأ بشريعة فردية، وإنما تبدأ بشريعة جماعية، هي التي بين أيدينا الآن.. فإذا جودت العمل بها، على هدى محمد، بدون زيادة، أو نقصان، فإنك خليق، أن تعرف ذلك في حينه.. ولن تكون معرفتك، يومئذ، موضع شك.. وأنت تقول: "نحن في الحق فرادى، وسنعود لله فرادى.. ولكنك داعية، فما هي الصلة التي تربطك بالمدعوين، فيما يتعلق بالتجربة الفردية التي خضتها ؟".. إن الأمر ليس مسألة شخصية، بمعنى أنه لا يتعدى الشخص الذي يقوم به، وإنما هو أمر متعد.. فكما أن الناس، في الشريعة الجماعية، يقتدي بعضهم ببعض، ويتأسى بعضهم ببعض، فكذلك، في الشريعة الفردية، يقع الإقتداء، ويقع التأسي.. وأما التقليد فإن قدوته محمد.. وأنت تسأل عن الصلة التي تربطني بالمدعوين، فاعلم، إذن، أنها صلة الداعية إلى تقليد محمد، على أن يكون التقليد وسيلة إلى الإستقلال عن التقليد ـ إلى الأصالة ـ وحين أدعو إلى الأصالة، عن طريق التقليد، إنما أدعو إلى تجربة خضتها، وعرفتها، وأستطيع أن أستخرج سندها، وأدلتها، من أصل الدين.. كما فعلت مثلاً، في رسالة الصلاة التي قرأتها، وتكرمت بإبداء ملاحظاتك عليها، وقلت عنها: أنك ترى أن فيها كثيراً من المثالية، وقد بدأت هذا الخطاب بالرد على هذه القولة.. إن الأمر الذي سرت فيه يقبل التفسير للآخرين، ولكن على الآخرين: أن يؤمنوا بما لا يقع تحت فهمهم، باعتبار أن كرامة العقل تقضي بألا ننكر كل ما لا نفهم، وألا نجعل أنفسنا حجة على الحق، اللهم إلا إذا ظهر لنا باطل ما نحن مدعوون إليه من الوهلة الأولى، وإلا فقد وجب التصديق ريثما نعلم.. وأنت تسأل عن صلاتي، وحجي، وصومي، وزكاتى، وتسأل أيضاً عن شهادتي، إذا صح أن كلمة "الخ" تعني كل أولئك.. وأنت تفعل ذلك في لطف بالغ.. والحقيقة أني لا أعتبر أن هناك شيئاً شخصياً فيما يتعلق بي، يعتبر السؤال عنه تعدياً على حرمة شخصي.. وأنا أحاول ألا أجعل لشخصي حرماً خاصاً ـ حيث أمكننى ذلك ـ وحيث عجزت، فإني لا ألوم سائلي، وإنما ألوم نفسي.. ورد في كتاب "رسالة الصلاة " في صفحة 36 أن المعصوم قال: "قولي شريعة وعملي طريقة وحالي حقيقة".. وورد فيها في صفحة 46 ـ وهو قول أريد لك أن تتعمقه ـ "إن الإسلام، في حقيقته، ليس ديناً بالمعنى المألوف في الأديان، وإنما مرحلة العقيدة فيه مرحلة إنتقال إلى المرحلة العلمية منه ـ مرحلة الشريعة فيه، مرحلة إنتقال إلى مرتبة الحقيقة ـ حيث يرتفع الأفراد، من الشريعة الجماعية، إلى الشرائع الفردية، التي هي طرف من حقيقة كل صاحب حقيقة، وتكون الشريعة الجماعية محفوظة، ومرعية، لمصلحة السلوك، والتربية، والتنظيم، للقاعدة البشرية، التي تستجد كل يوم، وتجاهد بالتجارب كل حين لترقي المراقي.. والذين يدخلون في مراتب الشرائع الفردية، هم المسلمون حقاً ـ هم الأحرار ـ الذين سبقت الإشارة إليهم، في هذا الحديث، حين قلنا: إن الحر حرية فردية مطلقة، هو الذي استطاع، أن يعيد وحدة الفكر، والقول، والعمل، إلى بنيته.. فأصبح يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، ثم لا تكون عاقبة عمله إلا خيراً للناس، وبراً بهم، وبذلك يستطيع أن يعيش فوق قوانين الجماعة، لأنه ملزم نفسه بشريعته الفردية، وهي فوق مستوى الشريعة الجماعية، في التجويد، والإحسان، والبر، والتسامي". فقد وردت الإشارة هنا، إلى الشريعة، والحقيقة.. والأصل أن لكل شريعة حقيقة.. فالحقيقة بالنسبة للشريعة، كالثمرة بالنسبة للشجرة.. فإذا رأيت قائماً بالشريعة، ولا حقيقة له، فاعلم أنه، إنما يتعهد شجرة شوك لا ثمرة لها.. ولقد قال السيد المسيح: "كل شجرة لا تصنع ثمراً تقطع وتلقى في النار". والشريعة قواعد سلوكية لتنظيم الحياة يقوم الأمر فيها على العقيدة والإتباع، والحقيقة معارف إلهية لتنظيم الحياة يقوم الأمر فيها على العلم والإقتناع.. والشريعة تفاريق، والحقيقة جمعية.. "قل إن صلاتي، ونسكي، ومحياي، ومماتي، لله رب العالمين * لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا أول المسلمين".. "إن صلاتي ونسكي" شريعة و "محياي ومماتي" حقيقة.. فحين تكون الشريعة لتنظيم الحياة، وهي منفصلة عنها، تكون الحقيقة لتنظيم الحياة وهي طرف منها.. فالشريعة قواعد، والحقيقة حياة.. إقرأ مرة أخرى الفقرة المنقولة أعلاه "والذين يدخلون في مراتب الشرائع الفردية، هم المسلمون حقاً ـ هم الأحرار ـ الذين سبقت الإشارة إليهم، في هذا الحديث، حين قلنا: إن الحر حرية فردية مطلقة، هو الذي إستطاع، أن يعيد وحدة الفكر، والقول، والعمل، إلى بنيته.. فأصبح يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول".. فصلاتي، وصومي، وحجي، وزكاتي، هي في مجموعها، وفي تفريقها، حياتي كلها في منشطي، ومكرهي.. في يقظتي، ونومي.. في صحتي، ومرضي.. وهي حياة يجب أن تكون لله ـ راضية به، مصححة لحالها في الرضا، حتى تبلغ بذلك أن تكون فرحة بالله، أشد الفرحة..
طبعا، مَنْ لا يعرف الأستاذ محمود يحق له أن يتشكك في مسألة الأصالة حتى يقتنع بها أو على الأقل يؤمن بها أو يرفضها بشكل واضح.. أما مَنْ يقول بأنه جمهوري فلا بد له أن يكون له رأي واضح في مسألة أصالة الأستاذ محمود.. وهذا يأخذني للتعليق على ما كتبه الأخ حيدر في الإشادة بكلام الأخ أبو الريش فقال:
Quote: بغير هذا المستوى من الصدق لن نخرج، كجمهوريين وسودانيينن مما نحن فيه من حال. مثلك، أجد أن هناك العديد من الموضوعات التي تحتاج منا لامعان النظر، وأن القطعيات فيها لا تعدو كونها عقائد، قابلة للتشكيك. ولا يحتاج مثلك للتذكير بأن الأستاذ قال بأن الحرية الفردية المطلقة، التي يرعاها الإسلام برسالته الثانية، تعني إلا يفلت شئ من البحث وألا يفلت من "التشكيك."
وسؤالي للأخ حيدر هو: هل لديه أي شك في أن الأستاذ محمود صاحب أصالة وصاحب شريعة فردية؟؟ وهل ما قطع به الأستاذ القول بعاليه يدخل عند الأخ حيدر في باب العقائد القابلة للتشيك؟؟ فإذا كان لديه أي شك فهو في حِلٍّ من أن يتحدث عن الفكرة الجمهورية أو حتى ينتقد الجمهوريين الذين أُكرهوا على إعلان تخليهم عن فكر الأستاذ محمود، لأن مبدأ الأصالة وتطبيقها أمر أساسي في الفكرة الجمهورية.. وآسف على الإطالة.. وشكرا ياسر
رسالتي هذه للتعليق على مداخلة الأخ أبو الريش الأولى:
Quote: بســـم الله الرحمن الرحيــم {واذ قال اللّه يا عيسى ابن مريم انت قلت للناس اتخذونى وامى الهين من دون اللّه قال سبحانك ما يكون لى ان اقول ما ليس لى بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما فى نفسى ولا اعلم ما فى نفسك انك انت علا م الغيوب * ما قلت لهم الا ما امرتنى به ان اعبدو االلّه ربى وربكم وكنت عليهم شهيدا مادمت فيهم فلماتوفيتنى كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شى شهيد}
لقـد إستشهـد الأستـاذ محمـود بهـذه الأيـة مـرة، ليدلل بهـا على أن المسيـح فعلا قال (بلسـان حالـه) أنه هـو هـو الله، ولم يقل لأحـد ذلك بلسـان مقاله.. لذلك قال: "إن كنت قلته فقـد علمتـه" و "تعلم مافى نفسى ولا أعلم مافى نفسك" ثم أن الكلام الكثيـر الذى قاله المسيـح فى الرد على سـؤال بسيط، ليس فيـه ما ينفى فيه التهمـة (أقرأ الأيـة مـرة أخـرى).. حتى عبارتـه " ما قلت لهم الا ما امرتنى به" ليس فيهـا نفى قاطـع ل(التهمـة).
هل الأستـاذ محمـود محمـد طـه مســـؤول عن عقيـدة بعض الجمهـوريين فيـه؟
الإجابـة لا ونعــم!
وقبل أن أدخل فى شـرح هـذه العبارة، أريـد أن أقول أن ما نقله الأخ أبوبكـر القاضى من حديث بعض الجمهـوريين، وبعض قصـائـد عوض الكريـم موسى الذى قال فيمـا بعـد أنه كان يكتبهـا بأنفاس السجـائـر!! حسب ما رواه عنه البعض, والتى كانت تتحدث عن المسيـح المحمـدى وأفهـم الكل أنه يقصـد الأستاذ محمـود.. أن كل هـذا لا علاقـة له بالأستاذ وتعاليمـه، وهو لم يقل أنه المسيـح أو المهـدى المنتظـر.. وبالرغـم من هـذا، فلا شك أن كان هناك حديثـا مزدوجـا.. فمن جهـة كان الأستـاذ يلاحظ ويعرف أن عقيـدة الكثيرين من الجمهـوريين هى أنه هـو المسيــح، فلم يثنهـم عن ذلك الإعتقـاد، غيـر أنه قال أنه يرجـو أن يكون هـو صـاحب المقـام، ولكن عنده شك.. ثم طلب من الأخوان أن يتركوا شكـه له.. وهنا جاءت البلبـة.. فهل ترك الشـك له يعنى صـرف النظـر عن أنه المسيـح وأن يعتبره الأخوان رجل مسلم مجتهـد لا يألو؟ أم يعنى الغريب منطقيـا بأن نترك شكـه هـو، ونستيقن نحن أنه هـو المسيـح الذى بشـر به النبى صلى الله عليه وسلم. كيف يطالبنـا الأستـاذ أن نعتقـد فى أمـر هـو فى حالـة شك فيـه؟ لا أعتقـد ذلك، خصوصـا وإن الأستـاذ قال فى حديث الأدب الذى نشـره الأخ ياسـر الشـريف فى مكان اخـر، أن لا أحـد يعرف عن الفرد أكثـر من معرفـة ذلك الفرد بنفسـه.. أريـد أن أخلص من هـذا الى أن الأستـاذ، وإن لم يقل إطلاقـا أنه هـو صاحب المقام، والمسيح المنتظـر، ولكن من المؤكـد أنه كان يعرف ما بدواخل الكثيـر من الجمهـوريين، والجمهـوريـات، ثم سكت عن إثنائهـم عنه.
اقف هنـا لضيق الوقت، ولى عـودة إن شـاء الله.
ومداخلته التي رد فيها على سؤالي: "من هم الجمهوريون الذي يعتقدون بألوهية الاستاذ محمود"
Quote: عزيــزى الفاضل الأخ ياســر،
تحيـة طيبـة، وشكــرا على الســـؤال.
دعنـا نتفق أولا على أن المقصـود بالله هنا هـو الإنسـان الكامل، وليست الذات الإلهيـة المطلقـة.. ولا شك أن الكثيرين من الجمهـوريين كانوا يعتقـدون بتحقيق الأستـاذ لمقام الإنسـان الكامل، الذى يعرف عندنـا أيضـا بالأصيل الواحـد.. ذلك لأنه فى الفكـرة، حسب توضيـح الأستـاذ فى "الأصيل الواحـد"، أنه بالرغـم من أن كل فرد من أمـة محمـد يمكن أن يكون أصيلا، إلا أن أصالتـه هى فى أطـار التقليـد، بمعنى أنه أصيل فى تقليـده للنبى فى الصلاة وغيرهـا من العبادات المعروفـة، وهـو يؤدى الصلاة الشـرعيـة كما يؤديهـا بقيـة المسلمين.. إلا فرد واحـد، هـو الذى يمكن أن تكون صلاته مختلفـة فى الشكل عن الصلاة الشـرعيـة، وهـذا هـو الأصيل الواحـد.. من هنـا فهـم البعض، ولست فى مقام ذكـر أسمـاء أو مجموعـات، ولكن قصـائـد الجمهـوريين مليئـة بالإشـارات الواضحـة فى هـذا المضمـار.
هناك أسئلـة كثيـرة يا أخى ياســر تحتاج الى إجابات واضحـة، وهى تؤرقنى دائمـا وأبحث عن أجـوبـة لهـا.. منهـا على سبيل المثال، لو كان الأستـاذ محمـود شـاكـا فى كونـه الأصيل الواحـد، فلماذا ترك الصلاة الشـرعيـة، ولم يبقى عليهـا حتى يتيقن من الأمـر.. ذلك أن الصلاة الشـرعيـة لا يتحول منهـا الى صلاة الأصالـة الا الأصيل الواحـد.. ثم أن هناك تعارضـا بين ما هـو مكتوب فى كتب الرسالـة الثانيـة، ورسـالـة الصلاة، وطريق محمـد، من أن كل مسلـم سـالك يمـر بمرحلـة التقليـد لتفضى به الى الأصالـة، التى يتلقى فيهـا شـريعتـه الفرديـة كفاحـا من الله، التى قـد تختلف عن شكل صلاة التقليـد، وبين ما جاء من نفى قاطع من الأستـاذ، فى حديث "الأصيل الواحـد" من أن شكل الصلاة الشـرعيـة لا يسقط أبدا إلا من فرد واحـد، وبقيـة المسلمين تكون أصالتهـم فى أطار التقليـد.. وأسئلـة أخـرى كثيـرة أقوم، كل ما وجدت وقتـا، بالتفكيـر فيهـا ومحاولـة إيجاد أجوبـة لهـا، وسـوف أكون سعيـدا جدا فى اليوم الذى أرى فيـه صـورة بحثى عن الأجوبـة هـذا مجتمعـة فى مطبوعـة أشـارك فيهـا الجميـع.
ومداخلة الأخ د. حيدر بدوي معلقا على مداخلة أبو الريش الأخيرة هنا فوق:
Quote: بغير هذا المستوى من الصدق لن نخرج، كجمهوريين وسودانيينن مما نحن فيه من حال. مثلك، أجد أن هناك العديد من الموضوعات التي تحتاج منا لامعان النظر، وأن القطعيات فيها لا تعدو كونها عقائد، قابلة للتشكيك. ولا يحتاج مثلك للتذكير بأن الأستاذ قال بأن الحرية الفردية المطلقة، التي يرعاها الإسلام برسالته الثانية، تعني إلا يفلت شئ من البحث وألا يفلت من "التشكيك."
الفكرة الجمهورية، مثلها مثل كل الأفكار والأديان، تنطوي، في الكثير من جوانبها، على الكثير الغموض الذي يستدعي الكثير من الشك. وليس هناك دين أو فكر لا يحمل دواعي الشك في طياته. من هذا الباب، فإني غير منزعج لكوني غير مطمئن، تمام الاطمئنان، لقضايا عديدة طرحتها الفكرة أو مواقف وقفناها في فترات معينة من تاريخ تطورنا كجماعة. بل على العكس من ذلك، فإني أحتفي بهذه القضايا، لأنها هي المحك الذي يجعلني أمحص، وأشك، وأتفاعل مع الفكرة، حاساً بوجودي وكياني وفرديتي. بدون ذلك، أكون كائناً متلقياً لأفكار أقبلها برمتها -أكون طائفياً- لا غياً لكياني كأنسان حر من حقه أن يشك ويوطن أي فكرة داخله، ويجعلها مكله، من خلال ممارسة فضيلة الشك الأمين التي بدونها لن نخطو أولى الخطوات نحو حق اليقين.
أحييك على الصدق وعلى التخلق بفضيلة الشك الأمين!
02-18-2007, 04:48 PM
Abureesh
Abureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182
Quote: كثير من الجمهوريين كانوا مقتنعين بما قاله الأستاذ محمود بنفسه عن نفسه في كتاب أسئلة وأجوبة الثاني من أنه لا يزال يجاهد في منطقة النفس الراضية وليس النفس الكاملة أو حتى النفس المرضية..
وأنا قلت "
Quote: ولا شك أن الكثيرين من الجمهـوريين كانوا يعتقـدون بتحقيق الأستـاذ لمقام الإنسـان الكامل، الذى يعرف عندنـا أيضـا بالأصيل الواحـد..
فما هى المشكلـة؟ ألست ترى أننا نتفق فى هـذه.. أنت تتحدث عن (الكثيرين) الذين لم يعتقدوا.. وأنا تحدثت عن (الكثيرين) الذين أعتقدوا.. ولم يدعى أيا منـا أن (كل الجمهـوريين) أعتقدوا أو لم يعتقـدوا..
ولكن الســؤال أيضـا فى مضمـار الأتى: ففيما نقلت أنت من الكتاب: ففي هذه الدورة من دورات الحياة، دورة الحياة الدنيا تتحقق الفردية في قمتها، في مستوى ترك التقليد، لرجل واحد، هو صاحب المقام المحمود الذي يتم له انزال هذا المقام من الملكوت، وتجسيده على الأرض.. أما جميع من عداه فهم يحققون الأصالة والفردية، داخل إطار التقليد النبوي،
ولكن فى رسـالـة الصلاة ورد الأتى: إذا فهمنا هذا، يتضح لنا أن المعصوم، حين قال: ((صلوا كما رأيتموني أصلي)) كأنما قال بلسان العبارة ((قلدوني في صلاتي بإتقان، وبتجويد، حتى يفضي بكم تقليدي إلى أن تكونوا أصلاء مثلي))، أو كأنه قال: ((قلدوني بإتقان، وبتجويد وبوعي تام، حتى تبلغوا أن تقلدوني في أصالتي)).. غير أنه ليس في الأصالة تقليد.. ولكن فيها تأس ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)) ((أسوة)) قدوة في كمال حاله.
والتغييـر الذى حصل أخيـرا فى مفهـوم الأصـالة معروف يا أخى ياســر ، والأجـدر أن يناقش فى إطاره.. هل هـذا تناقض الفكـرة الجمهـوريـة.. لقد قيل من قبل، أن لا تقليد فى الأصالـة " غير أنه ليس في الأصالة تقليد" ولكن فيمـا بعض تم تقسيــم الأصلاء الى طبقـات، الطبقـة الأولى هى فرد واحـد يسقط عنه التقليـد، الطبقـة الثانيـة أيضـا فرد واحـد، يسقط عنه التقليـد ولكن فى النزع الأخيـر من حياتـه (أقرأ رسالـة الصلاة) والطبقـة الثالثـة هى عامـة السـالكين المجودين الذين أصبحوا أصلاء، ولكن لن يخرجوا من إطار التقليـد.. وبالمفهـوم الأول " ليس في الأصالة تقليد" فكيف يكونوا أصلاء وهم فى التقليـد؟ هـذه مفاهيـم متانقضـة وتحتاج لنقاش فعلا.
02-18-2007, 10:57 PM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058
Quote: فما هى المشكلـة؟ ألست ترى أننا نتفق فى هـذه.. أنت تتحدث عن (الكثيرين) الذين لم يعتقدوا.. وأنا تحدثت عن (الكثيرين) الذين أعتقدوا.. ولم يدعى أيا منـا أن (كل الجمهـوريين) أعتقدوا أو لم يعتقـدوا..
الفرق بين كلامي وكلامك هو أنك تقول أن الأستاذ كان يعرف بأن هناك من يعتقدون "بألوهيته" أو بأنه الإنسان الكامل صاحب النفس الكاملة ولم يثنِ أولئك الجمهوريين عن هذا الإعتقاد، وهذا غير صحيح، كما أوضحت لك بأن الإنسان صاحب النفس الكاملة أو حتى المرضية لم يكن موجودا، وأن الأستاذ محمود يتحدث عن تجويد العبودية لله.. لم يكن هناك جمهوريون كثيرون أو قليلون يعتقدون هذا الإعتقاد.. كلامي هو أن إعتقاد الكثيرين بأن الأستاذ سائر في الطريق نحو تحقيق مقام الأصيل الواحد، وهو اعتقاد لا غبار عليه فهو سير في طريق العبودية والتسليم..
قولك:
Quote: والتغييـر الذى حصل أخيـرا فى مفهـوم الأصـالة معروف يا أخى ياســر ، والأجـدر أن يناقش فى إطاره.. هل هـذا تناقض الفكـرة الجمهـوريـة.. لقد قيل من قبل، أن لا تقليد فى الأصالـة " غير أنه ليس في الأصالة تقليد" ولكن فيمـا بعض تم تقسيــم الأصلاء الى طبقـات، الطبقـة الأولى هى فرد واحـد يسقط عنه التقليـد، الطبقـة الثانيـة أيضـا فرد واحـد، يسقط عنه التقليـد ولكن فى النزع الأخيـر من حياتـه (أقرأ رسالـة الصلاة) والطبقـة الثالثـة هى عامـة السـالكين المجودين الذين أصبحوا أصلاء، ولكن لن يخرجوا من إطار التقليـد.. وبالمفهـوم الأول " ليس في الأصالة تقليد" فكيف يكونوا أصلاء وهم فى التقليـد؟ هـذه مفاهيـم متانقضـة وتحتاج لنقاش فعلا.
ليس هناك تناقض وإنما إضافة وتوضيح، وأنت تعرف أن مسألة الأصالة كانت من المسائل التي تسبب للجمهوريين الكثير من المعارضة والاستنكار، وهي التي وقفت بين الكثيرين وبين الإنتماء لحركة الجمهوريين، وأن واحدا من كبار الجمهوريين وقتها قد ادعاها وترك التقليد، ولكن الأستاذ محمود نصحه بأن يعود إلى التقليد النبوي أو يفارق الجمهوريين، وبالفعل فارق الجمهوريين.. هذا الرجل بالذات عاد إلى التقليد في وقت ما من عام 1982، وهذا قد صادف الحديث عن أن الأصيل واحد، وقد كانت ملابسات عودته إلى التقليد أنه مر بحالة يمكن أن تسميها خوف، وقد قمت بزيارته في تلك الأيام بتوجيه من الأستاذ محمود بعد رجاء من زوجته أن لا يتركه الجمهوريون في تلك الحالة.. المهم أن تلك الحالة قد عدَّت، ولم يلبث أن عاد مرة أخرى إلى ترك التقليد وظل عليه حتى وفاته التي حدثت بعد استشهاد الأستاذ.. كل ما في الأمر أن هناك أشياء لم تكن قد قيلت من قبل.. ولا شك أنك تعرف قول الاستاذ: "هناك أشياء إذا قيلت تفتن كبار الجمهوريين!!".. وأنت تعرف أن واحدا على الأقل من كبار الجمهوريين قد ترك الفكرة بعد الحديث عن أن الأصالة في مستوى ترك التقليد، بحق، لا تتم في قمتها في هذه الدورة من الحياة إلا لفرد واحد.. ما لم يقله الأستاذ صراحة وقتها هو أن تحقيق العبودية والإسلام الحق يمر عن طريق التسليم والرضا في مواجهة القتل: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون" "إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين"!!!! والأستاذ محمود قد قالها فيما بعد بطريقة أكثر وضوحا في جلسة الجمعة 4 يناير كما أسلفت، عندما تحدث عن الفداء وتجسيد المعارف والسمو في مدارج العبودية سموا جديدا، ولكننا لم نفهم وما كان ينبغي لنا أن نفهم.. وعندما حدث التنفيذ افتتن بعد الجمهوريين وما علموا أن يوم الثامن عشر من يناير 1985 هو برهان صدق الأستاذ محمود في مسألة الاصالة.. قد يرى البعض أن هذا الذي أقوله لا يعدو أن يكون عقيدة.. ولكنه بالنسبة لي يقين لا يتطرق إليه الشك، ولا أماري فيه إلا مراء ظاهرا ولا أستفت فيه أحداً.. ثم أني لا أرى أي تناقض بين أن يكون الأصيل أصيلا في إطار التقليد فالأصالة حال والحضور دائما فردي، والصلاة أكبر وسيلة لتحقيق حالة الحضور..
ولك شكري وعامر المودة..
ياسر
02-18-2007, 04:54 PM
Omer Abdalla
Omer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083
Quote: ففي هذه الدورة من دورات الحياة، دورة الحياة الدنيا تتحقق الفردية في قمتها، في مستوى ترك التقليد، لرجل واحد، هو صاحب المقام المحمود الذي يتم له انزال هذا المقام من الملكوت، وتجسيده على الأرض
مـرة أخـرى يا عزيـزى ياســر،
حيث أن الأستـاذ محمـود ترك التقليـد، ألا يفهـم من هـذا أنه قـد حقق المقام المحمـود، الذى هـو بين الذات المطلقـة وبين كل الخلائق؟ (أقرأ الفقـرة أعلاه).
ثم أمـر أخـر.. فإن المقارنـة بين شك النبى فى نصـره، وبين شك الأستـاذ فى الأصيل الواحـد لا تقوم.. ذلك لأن النبى لم يشك إطلاقـا فى نبوتـه، وإنما كان خائفـا من الله (إنما يخشى الله من عباده العلمـاء) أن يذهب كل الأمـر منه بما فيـه الرسـالـة.. ولكنه فى ذات الوقت كان موقنـا برسالتـه، وقـد قال فى أحـد "أنا ابن عبد المطلب.. أنا النبى لا كذب"، ولكن الأستـاذ قال أنه (يرجـو) أن يكون أنه هـو الأصيل الواحـد، ولكن عنده شـك.. من هنـا جاء تسـاؤلى فى أن لماذا ترك التقليـد وهو فى حالـة شك من الأمـر ذاتـه.
02-18-2007, 07:21 PM
Haydar Badawi Sadig
Haydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271
في الرد عليك أقول أن لك ما تشاء من الاعتقاد والتخريج عن القرآن، بشرط التأدب بأدب الدين، والتحاور بالحسنى. لك أن ترى بأن هناك عشرين رسالة في القرآن الكريم. ولكن ما أقام عليه الأستاذ الحجة، بتبسيط شديد، هو أن القرآن يحتوي على رسالتين، إثنتين، عظيمتين! إحداهما شارفت شريعتها خدمة كل أغراضها، بحيث ينفتح الباب لإقامة تشريع الثانية. على الرغم من قناعتي هذه، فإن لك أن تقول بأن الإسلام رسالة واحدة، أو عشرين رسالة، بشرط أن تقيم الحجة على ما تقول بالتي هي أحسن. وأنت، بلا جدال، ممن يحاورون بالحسني وممن لا يستخدمون لفظاً نابياً، وإن كنت أظن بأن ظلال التكفير التي تتبدي بين السطور في كتاباتك تكاد توقعك في باب اللفظ النابئ. ولأنني دائما كنت، ومازلت، أفترض فيك حسن النبية، وحسن المعشر، تجدني سعيداً بالتداخل معك.
أغناني الأخ أبو الريش، كما أشرت من قبل، عن التفصيل، غير أني أحب أن أضغط على ماقاله الأستاذ محمود عن أن القرآن فيه مستويين من التشريع، لا ثالث لهما. وفي هذا ورد قوله تعالى "الله نزل أحسن الحديث متشابهاً مثاني.." فهو متشابه لأنه مما أوحي به للنبي، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ولم يوحى إلى غيره. وهو متشابه في البيان، المعجزة، حيث لم يضارعه في البيان، حتى اليوم، بيان مهما تشابه في الإبداع. وهو متشابه لأنه، كله، مادة للتفكر والتأمل والتلاوة في العبادة. وهو متشابه لأن حبل التوحيد هو الذي يجعله متصل الاتيان بالمعاني التي لا تخلق على كثيرة الرد. لم أقرأ هذا الكلام نصاً في كلام الاستاذ محمود، ولكنه فهم يستند على فكر الأستاذ محمود، مثلما استند فكر الأستاذ محمود على أكتاف أهل التصوف، فاطرد وتداعي وأثمر، إلى أن أشعل فتيل الفهم الذي وهبه الله للأستاذ محمود.
الأستاذ محمود جأء بفكرة ما زالت تنتظر التفصيل. هذا ما قاله هو في كتابه الأم "الرسالة الثانية من الإسلام." والرسالة الثانية تعني أن هناك مستويين من النصوص. مستوى أول قام على الجهاد والتفريق بين النساء والرجال وأخذ الجزية من الذميين وإلزامهم بوضع المواطنية من الدرجة الثانية، حيث لا تجوز لهم الولاية الكبرى. والنصوص في هذا الباب كثيرة، كما تعلم، لا نحتاج إلى إغراق قراءنا بها، خاصة وأنها مبذولة في المصحف الشريف، وفي كتب الجمهوريين (وفق فهمهم وشرحهم لتلك النصوص لها بالطبع). أما المستوى الثاني، وهو الأصل، فقد قام على حرية الاعتقاد والتعبير وعلى المساواة بين الرجال والنساء، والمساواة بين المسلمين وغير المسليمين (والمواطنية على أساس الإنسانية والخلق الحسن، بغض النظر عن الدين واللون والجنس والعنصر). ومن حكمة الله، الحكيم، أنه أنزل المستوى الأصل في الأول (في مكة) لكي يلزم الناس الحجة بالدعوة بالتي هي أحسن. وحين ألزمهم الحجة، ولم يستجيبوا، نستخت آيات الإسماح (آيات الأصول) وحكمت آيات الإكراه (آيات الفروع) التي نزلت بعدها (في المدينة). وهكذا، أصبحت آيات مكة آيات أصول،وآيات المدينة آيات فروع، على تداخل بينهما. ذلك لأن انسيابية التوحيد تقتضى هذا التداخل.
بهذا المعنى، فإن الأستاذ أقام الحجة على أن هناك مستويين من النصوص، أي أن هناك رسالتين، لا ثالث لهما، كلتيهما من الإسلام، لا بعد الإسلام.
وأكد الأستاذ بأن البشرية حين تطبق الرسالة الأصل -أي الرسالة الثانية- ستتسامي إلى مستويات من التطور والكمال تؤدي إلى تحقيق "ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" بتفجير الطاقات التي أدخرها الله لخلقه في خلقه. وحين تتهاوي في مزالق الانحطاط الفكري والاخلاقي بين الناس فإن البشرية ستستحق أن يطبق عليها تشريع الرسالة الأولى، بكل القيود التي يقتضيها الحكم في ظل السيف. ولأن البشرية اليوم كادت أن تخرج من ظلال السيف، حيث لم تعد القوة العسكرية هي الفيصل في تطور الجنس البشري، فإن وقت تطبيق الرسالة الثانية قد أظلنا.
هناك الكثير مما يمكن أن يقال في هذا الباب. ولا شك عندي بأن الأخوان الكرام أبو الريش ود.ياسر وعمر هواري، يمكنهم أن يضيفوا المزيد أوأن يدحضوا ما يريدون مما جئت به ههنا من فهم لكلام الأستاذ.
وأكرر مرة أخرى، أنني لم أنقل عن الأستاذ نصا، لأنني على قناعة بأن الجمهوريون أنفسهم يمكنهم أن يصبحوا أشبه بالسلفيين، المتزمتين، إذا تحجروا مع النص، ولم يتفاعلوا معه وفق معطيات اللحظة الحاضرة في تاريخ تطورنا البشري. وهنا يجدر بي أن أفيدك، يا سبيل، أن الأستاذ كان دائم التحذير لنا من أن نتجمد مع النص، بل أشار إلى أنه ليس هناك ما يعصمنا من أن نصبح طائفيين أو مهوسين. وكان أكثر ما يسوءه أن نردد قوله بدون فهم روح النصوص التي يرد في قالبها هذا القول. ولهذا السبب، فإنني أنفر من النقل النصي لكلام الأستاذ محمود إلا حين تقتضي الضرورة القصوى، حيث لا تكون هنالك مندوحة من استجلاب النص لمصلحة القارئ بسبب أن المعنى المراد لا يتأدى بدونه.
02-18-2007, 08:22 PM
Haydar Badawi Sadig
Haydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271
Quote: طبعا، مَنْ لا يعرف الأستاذ محمود يحق له أن يتشكك في مسألة الأصالة حتى يقتنع بها أو على الأقل يؤمن بها أو يرفضها بشكل واضح.. أما مَنْ يقول بأنه جمهوري فلا بد له أن يكون له رأي واضح في مسألة أصالة الأستاذ محمود.. وهذا يأخذني للتعليق على ما كتبه الأخ حيدر في الإشادة بكلام الأخ أبو الريش فقال: Quote: بغير هذا المستوى من الصدق لن نخرج، كجمهوريين وسودانيينن مما نحن فيه من حال. مثلك، أجد أن هناك العديد من الموضوعات التي تحتاج منا لامعان النظر، وأن القطعيات فيها لا تعدو كونها عقائد، قابلة للتشكيك. ولا يحتاج مثلك للتذكير بأن الأستاذ قال بأن الحرية الفردية المطلقة، التي يرعاها الإسلام برسالته الثانية، تعني إلا يفلت شئ من البحث وألا يفلت من "التشكيك."
وسؤالي للأخ حيدر هو: هل لديه أي شك في أن الأستاذ محمود صاحب أصالة وصاحب شريعة فردية؟؟ وهل ما قطع به الأستاذ القول بعاليه يدخل عند الأخ حيدر في باب العقائد القابلة للتشيك؟؟ فإذا كان لديه أي شك فهو في حِلٍّ من أن يتحدث عن الفكرة الجمهورية أو حتى ينتقد الجمهوريين الذين أُكرهوا على إعلان تخليهم عن فكر الأستاذ محمود، لأن مبدأ الأصالة وتطبيقها أمر أساسي في الفكرة الجمهورية.. وآسف على الإطالة.. وشكرا ياسر
عزيزي د.ياسر، تحيتي ومحبتي، سوف أعود للرد عليك هنا وفي خيط الأخ عاطف عمر.
02-19-2007, 00:02 AM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058
Quote: ففي هذه الدورة من دورات الحياة، دورة الحياة الدنيا تتحقق الفردية في قمتها، في مستوى ترك التقليد، لرجل واحد، هو صاحب المقام المحمود الذي يتم له انزال هذا المقام من الملكوت، وتجسيده على الأرض
وقلت:
Quote: مـرة أخـرى يا عزيـزى ياســر،
حيث أن الأستـاذ محمـود ترك التقليـد، ألا يفهـم من هـذا أنه قـد حقق المقام المحمـود، الذى هـو بين الذات المطلقـة وبين كل الخلائق؟ (أقرأ الفقـرة أعلاه).
لا.. لا يفهم من العبارة أنه قد حقق المقام المحمود بمعنى "الإنسان الكامل".. إذا كان النبي عليه السلام قد قام ذلك المقام في المعراج، ثم حققه بالنزع، فكيف تتوقع أن يكون الأستاذ محمود قد حققه بما هو دون ذلك.. "طلبت مقاما بذل نفسك شرطه" ويأتي فيها منادي الحق كما ترجم عنه الشيخ عبد الغني: إن شئت فاقدم هكذا الشرط * بيننا وإلا فلا تقدم لأنك آخر
قولك:
Quote: ثم أمـر أخـر.. فإن المقارنـة بين شك النبى فى نصـره، وبين شك الأستـاذ فى الأصيل الواحـد لا تقوم.. ذلك لأن النبى لم يشك إطلاقـا فى نبوتـه، وإنما كان خائفـا من الله (إنما يخشى الله من عباده العلمـاء) أن يذهب كل الأمـر منه بما فيـه الرسـالـة.. ولكنه فى ذات الوقت كان موقنـا برسالتـه، وقـد قال فى أحـد "أنا ابن عبد المطلب.. أنا النبى لا كذب"، ولكن الأستـاذ قال أنه (يرجـو) أن يكون أنه هـو الأصيل الواحـد، ولكن عنده شـك.. من هنـا جاء تسـاؤلى فى أن لماذا ترك التقليـد وهو فى حالـة شك من الأمـر ذاتـه.
من الذي قال أن النبي عليه الصلاة والسلام قد شك في نبوته؟؟ الخوف من عدم النصر هو خشية كما قلت أنت من ذهاب الرسالة وكل الأمر.. والأستاذ محمود لم يكن لديه شك في أنه أصيل ولكنه غير مطمئن أن يكون الأصيل الذي يتفق له تقديم نفسه فدية لدعوته وينتصر على الخوف، وهذه خطوة جليلة في تحقيق مقام الأصيل الواحد.. فإذا كان لديه شك في أنه أصيل هل تظن بأنه كان سيبقى طوال ثلاثة وثلاثين عاما تقريبا على الشريعة الفردية؟؟ الأستاذ محمود صادق مع نفسه ومع الناس ومع ربه.. أعد الإستماع لحديث الأستاذ في جلسة الاصيل، وأرجو أن تجد فيه زيادة علم..
ولك مني عامر المودة سواء اتفقنا أم اختلفنا.. لقد لاحظت أن فرانكلي سعيد بأننا مختلفون.. ولكنه مخطئ فإن اختلافنا لا يضر الفكرة الجمهورية وإنما يبرز فضائلها في أن معتنقيها يسلكون طريق الحوار وليس التكفير أو الإقصاء.. هذه الفكرة صارت ملكا لكل الناس وهي طريق تحريرهم لأنها تدعو الناس إلى توحيد فكرهم وقولهم وعملهم..
ياسر ملحوظةالتصحيح حدث بإضافة "بمعنى "الإنسان الكامل"... وهذه هي قمة المقام المحمود التي لم تتجسَّد على الأرض بعد وستتجسّد بمجيء الموعود..
Quote: ففي هذه الدورة من دورات الحياة، دورة الحياة الدنيا تتحقق الفردية في قمتها، في مستوى ترك التقليد، لرجل واحد، هو صاحب المقام المحمود الذي يتم له انزال هذا المقام من الملكوت، وتجسيده على الأرض
الأخ ياســر، شكــرا وقـد دعوتك لقرأءة الفقـرة أعلاه، ولكنك لم تفعل، بل كان تعليقك غيـر مستنـد عليهـا.. الفقـرة أعلاه تقول أن الأصيل الواحـد الذى يترك التقليـد، هـو صاحب المقام المحمـود.. وبما أن الأستـاذ ترك التقليـد، وبما أن الأصلاء دون الأصيل الواحـد لا يتركون التقليـد، وبما أن الأصيل الواحـد الذى يترك التقليـد هـو بالضـرورة صـاحب المقام المحمـود، فلم يبق إذا إلا أن الأستـاذ قـد حقق المقام المحمـود، حسب الحقيقـة الممتـدة من الفقـرة أعلاه، وليس حسب منطقنـا من أن الرسـول حقق هـذا المقام وهـو فى النزع الأخيـر.
أرجو التعليق على هـذه الجزئيـة، وشكــرا.
02-19-2007, 01:52 AM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058
أخي أبو الريش، "ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا".. هذا خطاب للنبي عليه السلام في قمة، وهو قد حقق المقام المحمود وصار يمد منه أمته.. الأستاذ محمود منذ أن تحقق بالأصالة بوسيلة التقليد المجود كان هو صاحب الوقت وصاحب المقام المحمود وقد تم له إنزال المقام من الملكوت وجسَّده على الأرض، بفضل الله ثم بفضل توسيل النبي عليه السلام، وقد حقق به مستوى رفيعا من العبودية، ظهر في دقة الفكر ودقة الفهم للقرآن، ثم أنه أنشأ جماعة سارت على درب التقليد، وفي نهاية الأمر برهن على صدقه في دعوته يوم التنفيذ.. وهو لا يزال صاحب الوقت وصاحب المقام المحمود لأنه لقي الله شهيدا والشهيد حي وقد نهانا الله أن نصف الشهيد بالميت: "ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون".. بقليل من التأمل ستجد معاني عجيبة في هذه الآية: "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا".. وهذه الآيات "ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله.. ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون . وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون".. يا صديقي محمد عثمان لا أدَّعي أنني أستطيع إقناعك بما أنا مقتنع به، ولكنني أقول على كل حال رأيي.. ولكنني لا زلت عند موقفي من أن الجمهوري الذي يشعر بأي شك في مسألة الأصالة، أو يظن أن هناك تناقض في الفكرة الجمهورية، عليه أن يهتم بنفسه أولا قبل أن يهتم بالحديث عن الفكرة الجمهورية.. فالأصالة كما قلت في مداخلتي السابقة من أساسيات الفكرة الجمهورية.. أكتفي معك بهذا القدر من النقاش، فأنا قد عرفت ما تقوله وأنت قد عرفت ما أقوله والقراء قد وجدوا من المادة ما هو كاف لتعريفهم بالمسألة.. سأعود للتعليق على الأخ الباقر موسى.. ولك شكري والسلام ياسر
02-19-2007, 06:40 AM
Abureesh
Abureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182
الأخ ياســر، شكـــرا وأنا أيضـا أعتقـد أن كل منـا قـد قال ما يراه صوابـا، وأسمـح لى أن الخص النقاط الأخيـرة حتى لا يكون فيهـا لبس:
قلت أنا:
Quote: حيث أن الأستـاذ محمـود ترك التقليـد، ألا يفهـم من هـذا أنه قـد حقق المقام المحمـود، الذى هـو بين الذات المطلقـة وبين كل الخلائق؟ (أقرأ الفقـرة أعلاه).
فرددت أنت:
Quote: لا.. لا يفهم من العبارة أنه قد حقق المقام المحمود.. إذا كان النبي عليه السلام قد قام ذلك المقام في المعراج، ثم حققه بالنزع، فكيف تتوقع أن يكون الأستاذ محمود قد حققه بما هو دون ذلك..
ثم بعـد أن أوردت أنا النص الذى جئت به أنت سابقـا، من أن التقليد لا يرفع الا عن صاحب المقام المحمـود، تقول الأن:
Quote: الأستاذ محمود منذ أن تحقق بالأصالة بوسيلة التقليد المجود كان هو صاحب الوقت وصاحب المقام المحمود وقد تم له إنزال المقام من الملكوت وجسَّده على الأرض
وهـذا ما أردت أن أصل اليه منذ البدايـة.. أما الحديث عن أننى لو عندى شـك فى أصالـة الأستـاذ أو بلوغه المقام المحمـود، فأرجع الى نفسى.. هـذا الكلام هـو بسبيل من قول الإمام المهـدى "من شك فى مهـديتى فقـد كفـر".. نعـم أنك لا تكفـر أحـدا بطبيعـة الحال، ولكن أشتـم من رائحتـة ما جعلنى زاهـدا فى نقاشـات أخـرى فى غيـر هـذا البورد. على أى حال شكــرا وهـذا كل ما أردت قوله هنـا، والأن سـوف أستمـر فى نقاش موضـوع البوست إن شـاء الله.
02-19-2007, 09:27 AM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058
المقام المحمود تم للنبي عليه السلام بالشهود الذاتي في ليلة المعراج "ها أنت وربك" "حال وليس مقام"، وكان عليه أن يرجع لإتمام الرسالة ونزول القرآن "يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا"، ثم تم شده إلى الأرض بالنزع فأصبح مقامه في البرزخ وهو المقام الذي ندعو الله أن يبعثه به بعد كل أذان صلاة "وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته".. والمقام المحمود مطلوب من كل عابد سالك وهو معنى هرمي له قمة وقاعدة.. فالمقام المحمود تم للأستاذ في قاعدة بتجويد السير خلف النبي صلى الله عليه وسلم حتى مرحلة الشهود الذاتي "ها أنت وربك".. ثم كان عليه أن يبرز بالدعوة ليبشر ويُمتحن حتى يحققه في قمة، وقد كانت لحظة التنفيذ هي "ما زاغ البصر وما طغى".. المنتظر الآن هو المبعوث بالمقام المحمود من الدار الآخرة.. "يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا" "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور"..
قولك:
Quote: وهـذا ما أردت أن أصل اليه منذ البدايـة.. أما الحديث عن أننى لو عندى شـك فى أصالـة الأستـاذ أو بلوغه المقام المحمـود، فأرجع الى نفسى.. هـذا الكلام هـو بسبيل من قول الإمام المهـدى "من شك فى مهـديتى فقـد كفـر".. نعـم أنك لا تكفـر أحـدا بطبيعـة الحال، ولكن أشتـم من رائحتـة ما جعلنى زاهـدا فى نقاشـات أخـرى فى غيـر هـذا البورد. على أى حال شكــرا وهـذا كل ما أردت قوله هنـا، والأن سـوف أستمـر فى نقاش موضـوع البوست إن شـاء الله.
يا ويحي يا ويحي.. أنا فقط لا أريد لك أن تظهر بمظهر المتناقض الذي يبشر بالفكرة الجمهورية ويقول أن بها تناقض!!! أنا آسف جدا أنك فهمت كتابتي وكأنها مستوى من مستويات الإقصاء.. صدقني إذا كانت مسألة الأصالة غير واضحة بالنسبة لك فليس هناك داع لحرق أعصابك مع التكفيريين.. إنهم لا يؤمنون بها أصلا..
ولك مني عامر المودة لم تنقص أبدا حتى بعد قولك الأخير..
الأخ الأستاذ الباقر موسى، تحية طيبة لقد تبين لي الآن أننا أبناء جيل واحد فأنا قد استمعت لأول مرة لمحاضرات الأستاذ محمود في مدينة الأبيض في مايو 1969 قبيل قيام الإنقلاب، ودخلت جامعة الخرطوم في عام 1970، وانخرطت في حركة الجمهوريين في مايو عام 1972.. قولك:
Quote: نعم يشغلني جدا نقاش الفكرة والممارسة الجمهورية وجوهر ذلك تنوع معاني كلمة جمهوري حتى عند الجمهوريين أنفسهم
بين الصوفية الدينية والفكرالأنساني والتنظيم السياسي
وليس من المزعج أنها كل من تلك الجوانب ولكن التساؤل يأتي حول أي الجوانب مقدم وفي أي ظرف؟
الفكرة الجمهورية فكرة إنسانية بمعنى أنها تتوجه إلى الإنسان من حيث هو إنسان.. وهي فكرة ذات قاعدة دينية إسلامية دعت إلى ما أسمته بالرسالة الثانية من الإسلام.. والفكرة الجمهورية اتخذت شكل التنظيم السياسي كآلية لنشر الدعوة، سواء كان ذلك في صورة الحزب الجمهوري قبل ظهور فكرة تطوير التشريع، وذلك في الأربعينيات، أو بعد في صورة الحزب الجمهوري بعد ظهور الفكرة الجديدة منذ بداية الخمسينيات، أو في صورة حركة الأخوان الجمهوريين منذ مجيء نظام مايو وإلى استشهاد الأستاذ محمود.. في تقديري، أن الفكرة الجمهورية لم تعد اليوم تحتاج إلى شكل التنظيم السياسي لنشر الدعوة.. هذه المقدمة رأيت أنها ضرورية قبل الدخول في التعليق على بقية مداخلتك القيمة..
قولك:
Quote: من المآزق أن الولاء الصوفي للشيخ يتعارض مع نقدية الفكر الإنساني والموقف التطهري الديني مع واقعية العمل السياسي وقس على ذلك
هذه تهمة كثيرا ما تواجه الجمهوريين، ولكنها بعيدة عن الحقيقة.. فالأستاذ محمود لا يمكن مقارنته بشيوخ الطرق الصوفية الذين يجمعون الناس بطريقة تقليدية تقوم على الأوراد والتسليم للشيخ، ولا الجمهوريين يمكن أن يقارنوا بالحيران والمريدين التقليديين.. ليس هناك شيخ طريقة عرفته منابر الأندية الرياضية والثقافية محاضرا ومحاورا ومناقشا في السودان، ولا كاتبا في الصحف والمجلات، ولكن الأستاذ محمود كان كذلك، بل هو أول من استن هذه السنَّة في جيله في السودان في عصره. الفكرة الجمهورية فكرة غريبة جدا وغرابتها تجعل الذين يلتزمونها إما مقتنعين بأطروحاتها، أو على الأقل لا تشكل المسائل الغريبة بالنسبة لهم حاجزا يمنعهم من إلتزامها بعد أن تأكد لهم صدق صاحبها وزهده وتواضعه وكرمه غير المحدود وشجاعته في إبداء رأيه مهما كان غريبا على الناس.. ولعل الحركة الجمهورية كحركة طلابية وسط المحيط الطلابي لم تستطع أن تكسب عضوية كبيرة بسبب غرابة الفكرة وبسبب كثير من الآراء غير المألوفة أو غير المقبولة، وبسبب التشويه المكثف الذي مارسه خصومها، ولكنها في نفس الوقت أكثر حركة كان لها تأييد وإعجاب يقف دون حدود الإلتزام.. نقطة أخرى مهمة هي أن الحركة الجمهورية عموما بعد ظهور الفكرة التطويرية الجديدة لم تشارك في الحياة السياسية للدخول في أجهزة الحكم لا بالترشيح في زمن الحكم النيابي، ولا بالتعيين في زمن الحكومات الشمولية، وإنما اتخذت طريق التوعية والعمل الشعبي لإحداث التغيير حسب المنهج الذي اخطته.. أنا شخصيا كنت منبهرا بمستوى النقد الذاتي والحوار العميق في ندوات الجمهوريين الداخلية، وطبيعي أن الاستاذ محمود بصفته معلم الفكرة الجمهورية لم يجد الجمهوريون فيه ما ينتقدونه، لأنهم في الأساس لم يلتزموا إلا بعد أن اقتنعوا بالفكرة أو آمنوا بصدق داعيها.. نقد الفكرة هو واجب المثقفين الأحرار، وكلما كان النقد علميا ومنهجيا كلما كانت النتيجة هي توسيع الوعي، والجمهوريون يرحبون بهذا النوع من النقد والحوار، ومن هذا المنطلق أجدني سعيدا بالكتابة معك.. قولك:
Quote: أما رؤوس المواضيع التي ذكرتها فهي من التساؤلات المشهورة والمستبد العادل وردت في كتاب أظن عنوانه رسائل ومقالات في رسالة أظنها لمحمد نجيب أو ناصر تنبني على قبول مبدأ المستبد العادل
لقد وضعت رسالة الأستاذ محمود إلى اللواء محمد نجيب تحت مداخلتي هذه حتى يمكن لك وللقراء الرجوع إليها في يسر وهي قد كانت في أغسطس 1952.. هذا لم يكن موقفا وإنما رأيا ونصيحة ساقهما الأستاذ محمود إلى اللواء نجيب قبل أن تجنح الثورة المصرية إلى الإستبداد.. كلمة "دكتاتور" ليست هي نفس كلمة "مستبد" فإن الإستبداد هو الظلم.. والنصيحة كانت لنجيب ألا يخاف من كلمة دكتاتور بشرط أن يبتعد عن الظلم والاستبداد ويهتم بالعدل والتنمية ويحاول الرجوع إلى الإسلام.. والآن يمكن قراءة الخطاب كاملا بعين قارئ من ذلك الزمان..
Quote:
خطاب إلى اللواء محمد نجيب
في يوم 18/8/1952 الأخ الكريم اللواء محمد نجيب تحية مباركة.. أما بعد فإن مسألة خلع الملك عن العرش، بالطريقة التي تمت بها، توفيق كبير.. ولكن ينبغي ألا تحمل أكثر مما تحمل من دلائل النجاح، وإنما يجب أن ينظر إليها على أنها مسألة لها ما بعدها.. وسيكون الحكم لها، أو عليها، على ضوء ما يحصل عليه العهد الجديد من نجاح، أو من إخفاق.. وإنه لحق أن العهد القديم قد بلغ من الفساد حدا يكاد يجعل أي عهد يأتي بعده، مهما كان حظه من الإصلاح ضئيلا، عهدا مقبولا.. ولكنه حق أيضا أن الملك السابق، رغم فساد حكمه، قد كان عامل إستقرار ضد الفوضى.. وسيكون هذا الإنقلاب شرا على مصر إن استجر بها إلى عدم الإستقرار.. والحزم يقضي بألا تستبعد هذا الإحتمال، بدافع من التفاؤل، وحسن الظن.. ذلك بأن هذا الإنقلاب ثورة.. وفي كل ثورة قدر من التفريط، والإفراط، يتداعى بأمور الناس إلى الفوضى، في يسر، وسرعة، وهم لا يشعرون.. ولا يدرأ عن مصر سوء المنقلب إلا أمران: الحزم، والفهم.. أما الحزم فيقضي بأن تتولى كل أمور مصر بنفسك وأن تكون، في غير مواربة، ولا رياء، المسئول الأول والأخير، أمام الشعب المصري، وأمام العالم أجمع، عن استقرار العهد الجديد في البلاد.. وأن تستخدم، من الساسة من شئت، ومن الخبراء، والفنيين، المصريين والأجانب، من استطعت.. على أن يكونوا مستشارين، وأعوانا، ومنفذين، مسئولين أمامك أنت، وتحاسب أنت على سيئات أعمالهم، أكثر مما يحاسبون.. ولا تخافن اسم ((الدكتاتور))، إن كنت تقدر على أن تكون ((دكتاتورا)) مصلحا.. فإن عيب ((الدكتاتورية)) ليس في ذاتها، وإنما هو في أعمالها.. فإن أحسنت، فهي خير وسائل حكم عهود الإنقلاب.. وهي خير وسائل الحكومات لدى الشعوب المتأخرة، على كل حال.. وأما الفهم فيقتضي بأن تكون لك رسالة تبلغها الشعب، وتأخذه بها، وتجعل كل مرافق الحياة الإقتصادية، والإجتماعية، وسيلة إلى بلوغها.. واعلم أن الشعب لا ينصلح بمجرد توفير الرخاء المادي، ذلك بأن الإنسان لا يعيش بالرغيف وحده، كما يظن الشيوعيون.. وإنما يعيش بالرغيف وشيء وراءه، أهم منه، هو القيم الروحية التي تطهر القلب، وتصفي الذهن، وتسمو بالأخلاق.. وأنت رجل مسلم، من شعب مسلم، قد ضل الطريق إلى المناهل التي ارتوى منها أوائله، فعب من الكدر الآسن ما قعد به عن رحاب الحياة السعيدة.. فهل فكرت في رد القطيع الضال إلى المهيع الأفيح من شريعة القرآن، وأخلاق القرآن؟؟ هل فكرت أن تقوم بإنقلاب في مناهج التعليم، ومرافق الصحة، ووسائل التغذية، وأساليب السكن، على هدى الدستور الأزلي، القرآن؟؟.. والفساد في مصر ليس سببه الملك، وليس سببه الساسة، والأعوان، الذين تعاونوا مع الملك.. بل إن الملك، وأعوانه، هم، أنفسهم، ضحايا لا يملكون أن يمتنعوا عن الفساد، أو أن يدفعوه عنهم.. فإن أردت أن تلتمس أسباب الفساد، فالتمسها في هذه الحياة المصرية، في جميع طبقاتها، وجميع أقاليمها، تلك الحياة التي أقامت أخلاقها، إما على قشور الإسلام، أو على قشور المدنية الغربية، أو على مزاج منهما.. وأنت لن تصلح مصر، أو تدفع عنها الفساد، إلا إذا رددتها إلى أصول الأخلاق، حيث يكون ضمير كل رجل عليه رقيبا.. من أنت؟؟ هل أنت صاحب رسالة في الإصلاح فتسير بشعب مصر إلى منازل التشريف؟؟ أم هل أنت رجل حانق، جاء به ظرف عابر، ليقلب نظاما فاسدا، ثم يضرب ذات اليمين، وذات الشمال، حتى ينتهي به المطاف، إما إلى الخير، وإما إلى الشر؟؟ ذلك هو السؤال الذي يترقب التاريخ جوابه.. فانظر حيث تجعل نفسك.. فإنك رجل مجازى بالإحسان، مـأخوذ بالإجترام.. وشيء آخر، نحب أن نشير إليه، هو علاقة مصر بالسودان، فإنها قامت، ولا تزال تقوم، على فهم سيء.. فإن أنت استقبلتها بعقل القوي فتستطيع أن تبرئها مما تتسم به الآن من المطمع المستخفي، والعطف المستعلن، فإن السودانيين قوم يؤذيهم أن يطمع طامع فيما يحمون، كما يؤذيهم أن يبالغ في العطف عليهم العاطفون..
محمود محمد طه
الشاهد أن الثورة المصرية أثبتت أنها قد سارت في الطريق الخاطئ وقد كتب الأستاذ محمود، بإسم الحزب الجمهوري، خطابا إلى الرئيس جمال عبد الناصر في أغسطس عام 1958.. يمكن قراءته كاملا هنا: http://alfikra.org/chapter_view_a.php?book_id=6&chapter_id=2 ولكني سأنقل منه الجزء الذي يوضح موقف الأستاذ محمود من الحاكم المستبد..
Quote: سيادة الأخ جمال عبد الناصر رئيس جمهورية مصر
تحية مباركة وبعد فإن ثورتكم بالملك السابق قد شبت في 23 يوليو من عام 1952 وقبل مضي شهر على شبوبها وعلى وجه الدقة في 18 أغسطس من نفس العام شيّع الحزب الجمهوري كتابا موجّها إليكم جميعا في شخص الأخ الكريم محمد نجيب وهو كتاب لم نتلق عليه ردا في حين أن ردودكم كانت تتوالى على مرسلي برقيات التهنئة ولعل مرد ذلك إلى أن ثورتكم قد كانت من التوفيق والنجاح بحيث لم تدع لكم مجالا لسماع ما يقال من غير كلمات التهنئة وكلمات الإطراء ولم نكن نحن من هؤلاء المهنئين المطرين وإنما كنا ناصحين مشفقين ناظرين إلى غد الثورة لا إلى يومها ولقد جاء في كتابنا ذلك قولنا " والفساد في مصر ليس سببه الملك وليس سببه الساسة والأعوان الذين تعاونوا مع الملك بل إن الملك وأعوانه هم أنفسهم ضحايا لا يملكون أن يمتنعوا على الفساد وأن يدفعوه عنهم .. فإن أردت أن تلتمس أسباب الفساد فالتمسها في هذه الحياة المصرية في جميع طبقاتها وجميع أقاليمها تلك الحياة التي أقامت أخلاقها إما على قشور الإسلام أو على قشور المدنية الغربية أو على مزاج منهما وأنت لن تصلح مصر أو تدفع عنها الفساد إلا إذا رددتها إلى أصول الأخلاق حيث يكون ضمير كل رجل عليه رقيبا . (من أنت؟؟ هل أنت صاحب رسالة في الإصلاح فتسير بشعب مصر إلى منازل التشريف أم هل أنت رجل حانق جاء به ظرف عابر ليقلب نظاما فاسدا ثم يضرب ذات اليمين وذات الشمال حتى ينتهي به المطاف إما لخير وإما لشر . ذلك هو السؤال الذي يترقب التاريخ جوابه فانظر حيث تجعل نفسك فإنك رجل مجازى بالإحسان مأخوذ بالاجترام.) هذا ما قلناه يومئذ وما نرى إلا أن ما توقعناه وخشيناه قد حدث فقد لبثنا نراقب الثورة في كل ما تأتي وما تدع فنراها تنحرف شيئا فشيئا عن النهج القويم فبدل أن توقظ العقول المصرية والضمائر المصرية بالتربية الرشيدة والفلسفة الإنسانية البانية والحرية الفردية التي تخلق الرجال والنساء أخذت تكبت المصريين كبتا ألغى عقولهم وأفسد ضمائرهم وساقهم سوق السوام بلا إرادة ولا اختيار ثم ضربت عليهم من الرقابة ما أخرس ألسنتهم وأقامت عليهم من الجاسوسية ما أفسدت ذات بينهم وألبسهم لباس الخوف .
انحراف الثورة
ثم إن الثورة لما انحرفت عن رسالة البناء والحرية انحدرت في سراديب مظلمة لا يحفزها في شعابها إلا البغض والضغينة والحقد وقديما قيل أن الشيطان يعطي عملا للأيدي العاطلة وهو أيضا يعطي فكرا للرؤوس الفارغة وكذلك نفث الشيطان في روع الثورة فأغراها بعداوات كانت في غنى عنها ولو أنها قد اعتدلت في تلك العداوات وحملت منها ما تطيقه وأبقت منها بقية لغدها لما كان عليها في ذلك من بأس فإنه ليس سبيل إلى الحرية بغير مناجزة القوى التي تعوقها ولكنها حملت من العداوات ما ليس لها به يدان فاضطرت أن تستعين على عدو بعدو هو أشد لددا وأقوى مراسا وأسوأ من ذلك أن هذا العدو يظهر في ثياب الصديق الشفيق .
وهو موقف يتحدث عن نفسه.. والجدير بالذكر أن مواقف الأستاذ محمود الواضحة هذه قد جرَّت عليه عداوة هذه الأنظمة الفاسدة، وقد قامت مصر بتسليط رجال الدين التقليديين في مصر، وفي السودان بتشويه الفكرة الجمهورية والكيد للأستاذ محمود منذ ذلك الوقت وقد كان رأس السهم في ذلك التسليط هو رجال الدين الأزهريين البلدين.. ولعلك تعرف حادثة فصل ثلاثة من الطلاب الجمهوريين من المعهد العلمي بأمدرمان [فيما بعد جامعة أمدرمان الإسلامية] وذلك في عام 1960 لأنهم جمهوريون.. حتى مهزلة محكمة الردة التي انعقدت عام 1968 كانت بإيعاز من مصر جمال عبد الناصر وقد استخدم فيها رجال من جامعة أمدرمان الإسلامية وبعض رجال الدين المصريين، والصحفيين والكتاب المدفوعين من النظام المصري للكتابة في الصحف لتشويه أفكار الأستاذ.. ويكفي أن أحيل القارئ إلى كتاب "مشكلة الشرق الأوسط" الصادر بعد هزيمة الجيوش العربية في يونيو 1967 لمعرفة موقف الأستاذ من الحكام المستبدين.. غلاف الكتاب الخارجي كان يقول:
Quote: هذا الكتاب:
"أما بعد فهذا كتاب أريد به أن يكون وصفة لعلاج شاف لداء العرب حتى يطبوا لأنفسهم، ثم ليصبحوا فيما بعد، بفضل الله ثم بفضل الإسلام، أطباء للإنسانية التي أنهكها المرض، وقعد بها عن منازل السلام."
"وهو بعد كتاب اتسم بالصدق، والجرأة، وصراحة المواجهة. فمن آذته، من القراء هذه الصراحة فليعلم أن أمرنا كله جد. وعندنا ان وقت التدليس، وتمويه الحقائق، وتمليق الشعور، ودغدغة العواطف النواضب، قد ولّى الى غير رجعة، وان على الناس ان يرتفعوا الى منازل الرجولة المسئولة التي تقوى على مواجهة المسئولية في عزيمة الأحرار."
"بإيجاز! العرب انهزموا لأن داخليتهم فاسدة.. فأخلاق الشعوب العربية قائمة إما على قشور من الإسلام، أو على قشور من المدنية الغربية، أو على قشور من كليهما."
"وهم لن ينتصروا الا اذا أقاموا أخلاقهم على لباب من الإسلام، ولباب من المدنية الغربية ـ مدنية الإسلام الروحية ـ المادية.. وهذا لن يتأتى، على الإطلاق، بالسير وراء الزعامات الحاضرة.. جمال عبد الناصر والقومية العربية ـ فيصل والتفكير الإسلامي، السلفي، المتخلف."
وآسف للإطالة ياسر
Quote: الأخ أو الأبن ياسر
بالنسبة لي هذا امتداد لنقاش امتد لعقود
وكان سنامه نقاشات مع الأستاذ محمود نفسه في ذلك المنزل بالثورة
ومع جمهوريين من أبكار جيلنا السبعيني
يضيف البورد لهذا الحوار قيمه في النشر والتوثيق
كما يعيبه انفتاح البورد على التشتت وتقاطع المنولوجات فيما يشبه الحوار وما هو بحوار
نعم يشغلني جدا نقاش الفكرة والممارسة الجمهورية وجوهر ذلك تنوع معاني كلمة جمهوري حتى عند الجمهوريين أنفسهم
بين الصوفية الدينية والفكرالأنساني والتنظيم السياسي
وليس من المزعج أنها كل من تلك الجوانب ولكن التساؤل يأتي حول أي الجوانب مقدم وفي أي ظرف؟
من المآزق أن الولاء الصوفي للشيخ يتعارض مع نقدية الفكر الإنساني والموقف التطهري الديني مع واقعية العمل السياسي وقس على ذلك
أما رؤوس المواضيع التي ذكرتها فهي من التساؤلات المشهورة والمستبد العادل وردت في كتاب أظن عنوانه رسائل ومقالات في رسالة أظنها لمحمد نجيب أو ناصر تنبني على قبول مبدأ المستبد العادل
على كل أري أن يكون المدخل لنقاش الجمهورية من مثل هذه المداخل ترقيا لأصول الفكرة
أما التناول من الجانب الإيماني فهو كما أسلفت يصطدم بمصادر لا تقوم على النقاش وانما أشكال أخرى من المعرفة كالإلهام والفيض والجذب وغيرها من حالات الوعي التي لا تقوم على العلم التجريبي
وحتى الجمهورية نفسها دينيا لا تقوم على المحاججة النظرية وأنما يدخل فيها العمل
عموما أنا لا أناقش صاحب أي عقيدة حول صحتها وإنما أناقشه فيما يفعله انطلاقا من تلك العقيدة بنفسه وبالناس وبالعالم
وأشتم في نقاش العقائد رائحة تكفير وانطلاق من معتقد المناقش كقاعدة مفروضة للنقاش
Quote: صدقني إذا كانت مسألة الأصالة غير واضحة بالنسبة لك فليس هناك داع لحرق أعصابك مع التكفيريين.. إنهم لا يؤمنون بها أصلا..
الأخ ياســر،
أسـف فلم أفهـم معنى هـذه الجملـة.
ثم أنى لأول مـرة أسمـع أن المقام المحمـود له قمـة وقاعـدة.. ولو كان القصـد بما سـوف يؤول اليه الأمـر (انك كادح الى ربك كدحـا فملاقيه) فلا اعتراض على ذلك، على أن يشمل ذلك حتى ذرات المادة غيـر العضويـة.. ولكن بطبيعـة الحال فإن هـذا ليس إطـار النقاش فى هـذا الخيـط.
هـذه أخـر مداخلـة لى يا ياســر فى هـذا الفرع من النقاش، فإن كلانـا كما قلت أنت قـد قال ما عنده، ويمكن أن نترك الأمـر عند هـذا الحـد.
02-19-2007, 05:25 PM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058
وتفسيرك [بما يؤول إليه الأمر] أيضا صحيح.. والدليل على ذلك من كلام الأستاذ للفاتح مختار.. النفس لا تدخل في منطقة الراضية إلا وتكون مصطفاة لمرتبة المرضية في مآلها.. الرجل عندما يتحقق بالأصالة يكون مصطفى لمقامات أعلى منها.. هل تذكر الحديث "كنت نبيا وآدم بين الماء والطين" وقول الأستاذ عن النبي أنه كان نبيا عالما بنبوته في الأزل؟؟ لو كانت المسائل بمثل الحجج المنطقية في العبارات فيمكن لأي صاحب منطق أن يقول عن الآية : "ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد" أن يقول أن المقصود ليس هو النبي محمد لأن الإسم الذي أعطاه إليه أهله هو "محمد" وليس أحمد.. هل تستطيع بمنطق "تشقيق الكلمات" أن تقنع مثل هذا الشخص بأن المقصود هو النبي محمد؟؟ بخصوص الهرمية فإن لكل معنى شكل هرمي.. أنظر هذه الصفحة من كتاب "الإسلام" وسوف تتأكد من كلامي..
كلامي الآخر أقصد به أنك إذا كنت تظن أن الشك الذي تحدث عنه الأستاذ هو شك في الأصالة فلا تحتاج أبدا أن تتحاور مع التكفيريين في الفكرة الجمهورية لأن أي نقاش سوف ينتهي إلى مسألة الأصالة والفردية.. هذا ما قصدته..
وأنا أيضا هذه آخر مداخلة لي في هذا الموضوع.. ياسر
02-19-2007, 04:12 PM
Omar Bob
Omar Bob
تاريخ التسجيل: 02-02-2005
مجموع المشاركات: 2543
الاخ ياسر الشريف تحياتي اسف جدا لاني وعدت بالعوده ولم اعد نسبه لانشغالي بانتخابات الجاليه بالدوحه ومشاكل الحياه اليوماتي ما بين الصعب والسهل ولكني اتابع هذا النقاش وساشارك فيه متي ماسنحت الفرصه
مودتي
02-20-2007, 12:35 PM
محمد عبدالقادر سبيل
محمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595
شكرا على ما تفضلت به ( والله يسترني من لغتك الراقية ومن سحر اسلوبك الذي اخشى ان يشغلني عما تفيد به من مضامين فاتفق معك حيث اختلف!) وثانيا اجدني مرتكنا الى سعة صدرك المعهدوة حين اقول تاليا ماقد يعده غيرك شططا فاصفح الصفح الجميل واخفض جناحك للمؤمنين. وثالثا سأبدأ من ( المبدئيات والمفاتيح ) لكي احسن الاطلالة على مشهد الفكرة فأذن لي أخي.. تقول:
Quote: الأستاذ محمود جأء بفكرة ما زالت تنتظر التفصيل.
ما فحوى مصطلح " فكرة " هنا ، أتعني المشروع كله؟ أم الفكرة المركزية للمشروع؟ ، وماهي تعيينا، من أين جاء بها؟ أعنّت له جراء عصف ذهنه اللبيب وتأمله الحر في اطار خواطر المؤمن وتفكره في ملكوت السماوات والارض ، باستدعاء مخزونه المعرفي ( الشرعي الاسلامي تحديدا)؟، أم عن طريق تلقيح بعض عناصر العقيدة الاسلامية مع العقيدة المسيحية السائدة اليوم مع منجز التراث العرفاني ، أم هو الوحي وثمرات الكلام كفاحا؟، أم التأويل "الذي فصلت فيه الآية الكريمة (7) من آل عمران؟" أم ترى هو " رأي " يحتمل الخطأ والصواب كما قال احد الذين أوتوا العلم من قبل؟ وماهو حظ هذه الفكرة من دواعي الوثوقية واحراز لب الصواب في نظرك؟.
ثم تفضلت بالقول مشكورا:
Quote: ومن حكمة الله، الحكيم، أنه أنزل المستوى الأصل في الأول (في مكة) لكي يلزم الناس الحجة بالدعوة بالتي هي أحسن. وحين ألزمهم الحجة، ولم يستجيبوا، نسخت آيات الإسماح (آيات الأصول) وحكمت آيات الإكراه (آيات الفروع) التي نزلت بعدها (في المدينة). وهكذا، أصبحت آيات مكة آيات أصول، وآيات المدينة آيات فروع، على تداخل بينهما. ذلك لأن انسيابية التوحيد تقتضى هذا التداخل. بهذا المعنى، فإن الأستاذ أقام الحجة على أن هناك مستويين من النصوص، أي أن هناك رسالتين، لا ثالث لهما، كلتيهما من الإسلام، لا بعد الإسلام.
القول الفيصل هنا يقلقني شيئا ما. فما جاء به الاستاذ هو بالنسبة لغمار المسلمين وعامتهم، محض وجهة نظر لا تخلو من مجازفة ( لكونها ليست من المعلوم من الدين المتواتر منه) ، وبالتالي فلا ضمانات تنفي الشك أو تثبت اننا لو اتبعناه - مذهب محمود - فاننا سننال به رضى الله عز وجل ، وفضلا عن ذلك فان الخضوع للمنطق في الرصد والتأمل سيفضي بنا الى فرضية وجود أكثر من تصور محتكم الى كتاب الله تعالى ايضا ، ولكن بالتأويل عينه الذي نهت عنه الآية ( 7 من آل عمران كما ذكرنا). فمثلا اجد طروحات السيد الصادق المهدي الأخيرة سعيا بهذا الاتجاه ( التطويري ) للشريعة، على طريق محمود، طروحات تستصحب معها مقتضيات آيات الاكراه ( اتحفظ اذ لا اكراه في الدين )، بيد انها خطوات تحاول اعادة النظر في احكام هذه الفروع ( المحكمة ) بوصفها محكمة( كنصوص) ولا مفر منها، وهو في ظننا يحاول ان يوفقها مع مواثيق الأمم المتحدة ، تماما كما قد يبدو للبعض ان محاولات محمود هي ايضا كانت تحاول ان توفق بين فهم الاسلام وفهم النصارى السائد، ضمن افق صوفي وبعقل ليبرالي!. فمابذله الصادق المهدي هو توفيق جديد في مقابل توفيق محمودي طارف ، ولعل مؤدى ما يسعى اليه السيد الصادق هو دفعني الى افتراض بروز ما قد يطلق عليه :الرسالة الثالثة ، باعتبار ان اجتهاد محمود قد نال ميسم ( الثانية). فما الذي يمنع من ان نطلق على هذه الاجتهادات ( أو غيرها ) رسالة اسلام، طالما هي ( مستنبطة ) من نصوص القرآن بعد تأويلها واضافة مبررات فلسفية مرتهنة الى معطيات وشروط الزمكان؟. لا بل انني اعتبر ان ( فكرة الصادق ) التي نفى خلالها "السنة" المحمدية ( جملة وتفصيلا ) باعتبار انها أما ليست قطعية الثبوت أو ليست قطعية الدلالة ثم عرج على القرآن نفسه ووقف على عدم قطعية دلالته. هذه الفكرة التي تستجيب لمقررات مؤتمر " سيداو" بخصوص حقوق المرأة وتسعى بداب الى التواؤم مع ميثاق حقوق الانسان ..الخ، كل ذلك فيه من الخروج على الصيغة النمطية للاسلام مالا يقل جرأة عما فعل الاستاذ محمود. وبناء على ما تقدم اجد انه ، طالما اننا بصدد مشروعية الاجتهاد تأويلا للنصوص ما شئنا متذرعين بالعصرنة، دون الخضوع لحكم الآية(7 آل عمران ) أو عن طريق فهمها على اساس وصل المعنى ليكون( وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم )!! طالما الأمر كذلك ، فلا معنى للجزم بوجود رسالتين لا ثالثة لهما. حيث لا دليل شرعي قطعي وصريح على مثل هذا الزعم الاقصائي ، بل ان كل الأدلة الشرعية تفيد شيئا آخر ليس في صالح فكرتي محمود والمهدي وهو ما جاء في قوله تعالى ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا ) وبالطبع فان هؤلاء المؤمنين ليسوا سوى صحابة رسول الله (ص) الذين خاطبهم القرآن هم اولا حين نزوله ومن ثم من اتبعوهم باحسان!. ولا يمكن ان نحمل ( تبين له الهدى ) محملا اخر سوى تطبيق الشريعة في صدر الاسلام . كما وقال تعالى ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيلي) وأمة الاسلام ( أمة واحدة ، وليست امتين برسالتين متباينتين في شرعهما، اصولا اسماحية وفروعا قهرية فالدين كله لا يكلف الله فيه نفسا الا وسعها ( وهذه مدنية محكمة)، وقد قال سبحانه( وأن هذه امتكم أمة واحدة وانا ربكم فاعبدون) فالقول برسالتين هو بالضرورة قول باسلامين لا واحد، وطالما تباينا فانهما لا محالة دينان متمايزان. فحسب ما ارتأى محمود فان دين الصحابة الذين ضمنوا رضوان الله عليهم بما كانوا عليه( خاصة البدريين واهل بيعة السمرة) لا يتصل بدين ( أمة الاسلام التي يرتقبها بالفكرة) الا بقدرما يتصل دين الاسلام بحنيفية قوم ابراهيم مثلا واسلام الحواريين . فكلها اديان منبثقة من مشكاة واحدة ومصدر واحد وجوهرها جميعا الاسلام لله ورسله. وفي الحقيقة فان محمدا (ص) ليس هو خاتم النبيين فقط ، وانما ما بلغه من الدين هو ايضا خاتم الرسالات ، وقال (ص) : تركتكم على ما ان تمسكتم به فلن تضلوا من بعدي أبدا ( الحظ " أبدا" !! ): كتاب الله وسنتي. والبلاغ لابد ان يكون مبينا ( نصا وقولا وتطبيقا وتقويما ومجاهدة به وعليه) وما الرسول الا البلاغ ( المبين!). وسألفت النظر ههنا الى مفردة ( المبين ) لاحيل على القول ( لديكم) بأن رسول الله (ص) قد طبق مقتضيات الرسالة الثانية على نفسه وبلغ مقتضيات الرسالة الأولى فقط ! فهذا بلاغ فقط ولكنه غير مبين طالما انه كتم بعض الكتاب، ثم هذا خيانة حاشى لرسول الله الكريم ان يقع فيها ( يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته..) خاصة وان الله قد ابدى عدم رضاه ممن فعل ذلك من قبل ( أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) فكيف لنبينا ( ص) أن يكتم مضمون الرسالة الثانية ليفصح عنها بعد 14 قرنا ونيف.؟!
الشاهد .. أن طرح محمود اتسم بالجرأة البالغة التي تجاوزت تبديل المتصوفة لما وصف لنا من الدين من جانب الرسول (ص) واصحابه بوسائل الوصف/ البلاغ كافة ولحد الابانة( وهذا هو معنى ادى الأمانة وكشف الغمة ونصح الأمة). وعلامة التجاوز الأولى هي اعتماد ( عقلية ليبرالية لمزاوجة تراث المتصوفة مع عقيدة المسيحية استنادا الى نصوص قرآنية مؤولة تأويلا). هذا هو مدار نتاج الفكر الجمهوري الذي افضى الى نوع من ( تعميم تجربة لا تتحقق عادة الا على مستوى الخصوص والفرد .. اعني العرفان والتقرب بجهاد النفس المتنامي والذي ظل تجربة فردانية أو نخبوية لا يتم ( التجمهر ) لها، و هي تعاش تفاصيلها ولا تعلن أو تناقش.. غير انه قد جاء الاستاذ ليقترح تعميمها نقاشا وفحصا ومجاهدة للمجتمع وترويجا لها بين العامة مما ادى الى الاصطدام بشروط السياسي ( مصالح الدنيا) في مخاض العامة والجمهور فكان ما كان. لك تحياتي الطيبات حتى أعود.. _______________ رب اشرح لي صدري
02-20-2007, 11:55 PM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058
سلام للجميع، وتحية خاصة للأخ عمر بوب وقد سعدت بأنه يتابع الحوار.. وأرجو أن تسنح له الفرصة للمشاركة بما يثري النقاش..
في هذه المداخلة أعود للتعليق على بعض نقاط الأخ الباقر موسى القيمة، وأحييه.
يقول الأخ الباقر:
Quote: أما التناول من الجانب الإيماني فهو كما أسلفت يصطدم بمصادر لا تقوم على النقاش وانما أشكال أخرى من المعرفة كالإلهام والفيض والجذب وغيرها من حالات الوعي التي لا تقوم على العلم التجريبي
وحتى الجمهورية نفسها دينيا لا تقوم على المحاججة النظرية وأنما يدخل فيها العمل
أنا مثلك يا عزيزي الباقر، ولكني أحاول الإنفتاح على أصحاب العقائد والديانات للتعرف على ما تقوم عليه عقائدهم، وأعمل على احترامها ما دامت لا تتدخل في حريتي وفي حرية المجتمع الذي أعيش فيه.. وحيث أمكن أحاول طرح فكرة الأستاذ محمود بوصفها الفكرة التي تحاول تفسير العلاقة بين الإنسان والكون والعلاقة بين الإنسان والجماعة، وتقدم الدين بوصفه علم يبدأ بالإيمان ويتدرج نحو اليقين ويعين الإنسان على اكتشاف نفسه والتعرف على حقيقة البيئة التي يعيش فيها فيحرز السلامة الداخلية والسلامة مع المجتمع.. وهذا كله لا يحتاج إلى أي تنظيم أو انتماء حزبي أو طائفي، فالناس أحرار..
قولك:
Quote: عموما أنا لا أناقش صاحب أي عقيدة حول صحتها وإنما أناقشه فيما يفعله انطلاقا من تلك العقيدة بنفسه وبالناس وبالعالم
وأشتم في نقاش العقائد رائحة تكفير وانطلاق من معتقد المناقش كقاعدة مفروضة للنقاش
العقيدة الإسلامية، كما فهمها دعاة الإسلام السياسي، في إقامة الدولة الدينية كانت السبب في الكوارث التي حلت بالسودان منذ أن نال استقلاله ولا تزال تفعل ذلك ولا أحتاج للتفصيل.. ولكني أحببت أن أذكر الوقت الذي بدأ فيه الأخوان المسلمون باستغلال القضاء الشرعي لغايات سياسية.. لا بد أنك تذكر حادثة الطالب شوقي في معهد المعلمين في عام 1965 وهي التي اتخذها الإخوان المسلمون لإشعال نار الفتنة فاستصدروا بيانا من الهيئة القضائية الشرعية العليا يقول بأن المسلم الذي يسب النبي صلى الله عليه وسلم لا تقبل توبته، وأنه يجب أن يعامل معاملة المرتد ويقتل.. وقد أصدر الأستاذ محمود في نوفمبر 1965 بيانا للرد على بيان الهيئة القضائية الشرعية العليا قال فيه:
Quote: ((ان الهيئة القضائية الشرعية العليا، كما يطيب لها أن تسمي نفسها، ومن جاراها في إصدار هذا البيان الرديء لا يعرفون عن السياسة شيئاً ولا يعرفون عن الدين ما يكفي ونحن لا نناقشهم في السياسة وانما نناقشهم فيما يدعون معرفته .. يقول هذا البيان الرديء ان المرتد يستتاب ثلاثة أيام فإن تاب وإلا قتل ما لم تكن ردته إساءة للنبي صلى الله عليه وسلم فإن التوبة لا تقبل فيها)) ومعنى هذا هو قفل باب التوبة وهو أوسع الأبواب لأنه باب الرحمة التي وسعت كل شئ. يقول الله تعالى ((ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) وهذا باب واسع وأوسع منه قوله تعالى ((والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً)) وأوسع أبواب التوبة على الإطلاق لأنه يستمد من الاطلاق قوله تعالى : ((قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم)) ان رجلاً يقفل باب التوبة باسم الدين لا يحق له أن يتحدث عن الدين. إن جهل رجال الدين بالدين لهو الذي جعل شبان هذا الجيل شيوعيون فإن أردتم أن تعرفوا من المسئول عن نشر الإلحاد والإنحراف عن الدين في هذا البلد فإنما هم رجال الدين والطائفية .. أيها القضاة الشرعيون، انكم ببيانكم الردئ الممعن في الرداءة والجهل تحرضون على الفتنة وقتل الأبرياء، ولقد عهدناكم دائماً تسيرون خلف السلطة مما أفقد الشباب احترامكم وساقهم ذلك الخطأ وجهلاً إلى عدم إحترام الدين.)) محمود محمد طه 15/11/1965 نشر بالسودان الجديد والميدان وصدر بالرونيو.
[منقول من كتاب "قضية بورتسودان الكتاب الأول" والذي نشرته كاملا هنا: عبارات الأستاذ موضوع قضية بورتسودان.. للتعريف والتوثيق.. وهنا: كتاب قضية بورتسودان الأول.. تكملة.. للتوثيق والحفظ.. من أقوال الأستاذ محمود ان المثقفين قد تركوا مجال الدين لهؤلاء الجهلة فعاثوا فسادا وإفسادا.. واستمرت مؤامرات السلفيين مدعومة من قوى خارجية في مصر والسعودية لإسكات الأصوات التي تدعو إلى إشاعة الحرية وحقوق الإنسان الأساسية فحدثت مهزلة محكمة الردة بعد ثلاث سنوات من ذلك البيان.. أما الآن فإن القانون الجنائي المعمول به في السودان منذ عام 1991 يحتوي على المادة 126 والتي تعاقب على جريمة الردة.. للاسف لم يتبين المثقفون التقدميون خطورة الإتجاه الإسلامي السلفي المتخلف في احتواء مايو والتأثير عليها إلى أن وقعت الفأس في الرأس بتحول نميري إلى فرض قوانين سبتمبر عام 1983، وكان الجمهوريون منذ بداية عهد مايو يحاولون منع هذا المصير.. لقد تسرب الإخوان المسلمون والسلفيون إلى التأثير على مايو بواسطة القضاء الشرعي ومصلحة الشئون الدينية وقد نبه الجمهوريون إلى خطورة هذين المرفقين كثيرا، ولكن صيحات الجمهوريين لم تجد من المثقفين الإهتمام فظنوا أن الجمهوريين إنما يستفيدون من نظام مايو لأنه يسمح لهم بالنشاط.. وحتى عندما نادى الجمهوريون بحل جهاز القضاء الشرعي إبان الحكم المايوي لم تجد دعوتهم هذه الإستجابة لا من السلطة ولا من الشعب..
02-21-2007, 12:08 PM
محمد عبدالقادر سبيل
محمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595
الكريم د. حيدر بدوي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فيما قلتم اعلاه:
Quote: وأكد الأستاذ بأن البشرية حين تطبق الرسالة الأصل -أي الرسالة الثانية- ستتسامي إلى مستويات من التطور والكمال تؤدي إلى تحقيق "ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" بتفجير الطاقات التي أدخرها الله لخلقه في خلقه. وحين تتهاوي في مزالق الانحطاط الفكري والاخلاقي بين الناس فإن البشرية ستستحق أن يطبق عليها تشريع الرسالة الأولى، بكل القيود التي يقتضيها الحكم في ظل السيف. ولأن البشرية اليوم كادت أن تخرج من ظلال السيف، حيث لم تعد القوة العسكرية هي الفيصل في تطور الجنس البشري، فإن وقت تطبيق الرسالة الثانية قد أظلنا.
يستفاد مما سبق أن الاستاذ ، ليس شاهدا على تطبيق الرسالة الثانية التي هو رسولها ومبلغها للناس، وبالطبع فان وضعا كهذا يعد مجازفة بالمشروع كاملا ، حيث سيكون عرضة لسوء الفهم وتضارب آراء الاتباع حوله، حتى لو اصاب بعضها، ألأمر الذي يؤكده الآن قولك لأبوريش :
Quote: من هذا الباب، فإني غير منزعج لكوني غير مطمئن، تمام الاطمئنان، لقضايا عديدة طرحتها الفكرة أو مواقف وقفناها في فترات معينة من تاريخ تطورنا كجماعة. بل على العكس من ذلك، فإني أحتفي بهذه القضايا، لأنها هي المحك الذي يجعلني أمحص، وأشك، وأتفاعل مع الفكرة، حاساً بوجودي وكياني وفرديتي. بدون ذلك، أكون كائناً متلقياً لأفكار أقبلها برمتها -أكون طائفياً- لا غياً لكياني كأنسان حر من حقه أن يشك ويوطن أي فكرة داخله، ويجعلها مكله، من خلال ممارسة فضيلة الشك الأمين التي بدونها لن نخطو أولى الخطوات نحو حق اليقين
اذا اضفنا الى موقفك الجرئ هذا ازاء ( مسلمات الفكرة وأسسها) موقف ابوالريش الذي اعلن أمس في بوست خاص ( انصرافه ) عن اطار الجمهوريين وموقف ياسر الشريف المختلف عنه.. فاننا سنخلص الى أن مشروع الرسالة الثانية ( كمنجز معين ) بات تراثا في مهب وجهات النظر من جانب الجميع وعرضا لأحتمالات الأخذ والرد والشك والتشكيك حتى من قبل التلاميذ المميزين أمثالكم. وسيستمر الحال هكذا الى ( آخر الزمان !) حيث سيظهر المسيح عيسى عليه السلام لتطبيق ما يفصله من هذه الرسالة التي بشر بها محمود كملامح عامة قابلة للفهم بغيرما طريقةحتى يحين وقتها. بمعنى انه مع الوقت سوف تكون صيغة الرسالة الثانية محض أمنية طيبة طالما ستبرز صيغ عديدة تدعي جميعا فهما خاصا للفكرة ذاتها وللرسالة الثانية نفسها ، فاي صيغ الفهم ستكون الاجدر بالتبني ، على نطاق ( أمة الأخوان/المسلمين) المرتقبة؟ أم ترى ليست ثمة ضرورة لوحدة الأمة آنئذ من حيث مرجعية التشريع والتطبيق ؟ بمعنى أن يطبق كل فرد رسالته الثانية على نفسه؟!. أي صاحب شريعة فردية مستقلة عن التقليد، . ولكن بشروطه المختلفة عن بقية الأمة. من هنا اريد ان استخلص : طالما ان رسالة الاسلام الثانية تستهدف ا(لاخوان) الذين لا يظهرون الا في آخر الزمان ( مع ظهور المسيح الذي هو من علامات قيام الساعة كما هو معروف) فهذا يعني ان طرحها علينا والنقاش حولها هو محض ترف فكري. اللهم الا اذا كنتم مقتنعين بأن أشراط الساعة ( الكبرى) قد حانت وان المسيح على الابواب. والا ما قيمة ان يتبنى المرء الفكرة طالما ان الرسالة الثانية لا تخصه وانما تخص اخوان رسول الله (ص)الذين يأتون في آخر الزمان قبيل يوم القيامة؟. أكرر .. الآن وبعد أن تأكد لنا ان ( الرسالة الثانية ) التي هي جوهر اسهام الاستاذ محمود الفكري انما هي ( مشروع مؤجل ينتمي الى آخر الزمان وليس زماننا ) فما معنى المجازفة بالدين والدعوة ( الآن ) الى التخلي عن ( شريعة الاسلام التي طبقها رسول الله على صحابته)؟ / آيات الفروع/ الأكراه !؟ هل المطلوب ان نطبق على انفسنا ومجتمعنافي هذا العصر مقتضيات شريعة تخص أمة ستاتي مستقبلا؟ ماهو مبرر ذلك؟ أهو استعجال لأجل أجله الله عز وجل وهو ادرى بمقتضياته وشريعته منا؟ أما كان الأجدى الدعوة والالتفاف حول ( تقليد محمد فيما اعلنه من شريعة صدر الاسلام) ، مع تطبيق مبدأ الوسع ( لا يكلف الله نفسا الا وسعها )، علاوة على تعميم فضيلة مجاهدة النفس التي كان عليها الاستاذ، بغية الارتقاء بالنفس في مدارج التقوى ، تزكيةً وقربى وتأصيلا الى حد الوصول الى انسان يواكب مستوى الاسماح ( الأصول) مع تحفظي ايضا. يقول الآخ عمر عبد الله:
Quote: هل الأستاذ محمود هو رسول "الرسالة الثانية"؟ وأنا أقول نعم فهو الذي استخرج فهمها من القرأن ونشره بين الناس في عصرنا هذا .. أما تفصيل الرسالة الثانية وتطبيقها في أمتها (أمة الأخوان) فهذا لم يجيء بعد وهو مجيء مرتبط بنزول المسيح عيسى حسب فهمي ..
فاذا كان شرط هذه الرسالة هي وجود اهلها ( الاخوان ) فانه لا معنى لمحاولات نشرها حيث غربتها. بل قد اذهب الى القول بأن الاصرار على نشر شريعة الاخوان المؤجلة بين الانفس غير الزكية وغير التقية ( استنادا الى اعمال الناس اليوم وفسادهم في الارض .. يشبه وضع الندى في موضع "السيف" بالعلى! وقد قال ابو الطيب: ووضع الندى في موضع السيف بالعلا مضرٌ ، كوضع السيف في موضع الندى !
واختم اليوم بتعليق ازاء ما ادخرته لنا من قول الاستاذ:
Quote: ولأن البشرية اليوم كادت أن تخرج من ظلال السيف، حيث لم تعد القوة العسكرية هي الفيصل في تطور الجنس البشري، فإن وقت تطبيق الرسالة الثانية قد أظلنا.
اخي حيدر.. بالله هل ما تزال مقتنعا بزعم الاستاذ من أن البشرية اليوم ( لعل الاستاذ قال ذلك قبل نصف قرن، على مشارف الخروج من ظلال السيوف والقوة العسكرية؟؟! فقط انظر حولك؟ افغانستان العراق الصومال ايران قريبا على الشاشة ابوغريب غوانتنامو فلسطين مجازر البوسنة والهرسك هل الذي يتسبب في كل تلك البشاعات الآن هم فعلا المتخلفون ( اللائقون بالرسالة الأولى) ام انها بشاعات شهوات ووحشية الامم الاكثر تحضرا؟ ترى لو كان محمود بيننا فما عسى أن يكون رأيه حيال نظرية هانتينجتون صراع الحضارات ) الماثلة حقائقها واحداثها بين ظهرانينا اليوم في القرن الحادي عشرين. أليس فساد القيم وشهوة المادة وغريزة السلطان والطغيان والظلم وفرض الذات على الاضعف هي الآية الابرز راهناً أكثر مما كانت عليه الحال في القرن السابع؟ وبالتالى فانه لا محالة يعد واقعا ادعى للرسالة الأولى من اي وقت مضى ( حسب اشتراط استاذ محمود لفرض الرسالة الأولى) كما اقتبسنا؟ _______________ رب اشرح لي صدري
02-22-2007, 03:57 AM
Elbagir Osman
Elbagir Osman
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 21469
أنا أجزم أن موقف الإسلام من أسئلة العصر موقفان فقط صادقان مع نفسيهما اما فهم طالباني أوفهم مثل ما أتى به محمود وما سوى ذلك إلا تلفيق مثل فهم الجبهة في مشروعها الحضاري الذي انتهي أنبراشيا
لياسر فهم الجمهوريين لطبيعة تنظيمهم مختلف جدا البعض يراه طائفة أو طريقة صوفية وأخرين يرونه فكرا وممارسة سياسية وممارسة الجمهوريين تضررت من ذلك
الفكر متوقع منه أن يواجه أي مستجدات ويعمل لتجاوزها
فاجأ الجمهوريون أصدقاءهم ، وهم كثر، بتجميد النشاط الجماعي بعد اغتيال الأستاذ
أرى أن الأمور في السودان وقد اكتملت فيه دورات كثار أحوج ما تكون لحضور الفكر الجمهوري
وأنا مقتنع بأنه سيعود، على الأقل، فريق من الجمهوريين للقيام بواجبهم من أخذ بيد الشعب السوداني
الأخ سبيل
أرجو أن لا يكون هدفك هو "إظهار بطلان عقيدة .." مما ليس له مكان في مجتمعات اليوم الفكر الديني ضمن الفكر الأنساني المعاصر يتجه إلا تناول مواضع الإختلاف والإتفاق مع الآخرين بما يساعد على تطور فكر كل جانب وتعاون الجميع فيما ينفع
وإذا رأيت المضي في مناقشة العقيدة فلا بد، أخلاقيا، من أمر وهو تحديد الفهم الذي تنطلق منه أنت لمناقشة فهم محمود كان ذلك فهم البنا أو محمد بن عبد الوهاب أو الترابي أما إذا كان فهمك الخاص فيتوجب عليك توضيح كليات فهمك ذلك أما إذا تبنيت أن منطلقك هو الإسلام الأصل فتكون قد حسمت النقاش قبل أن يبدأ وكم من الجرائم شهدنا ارتكبت بفهم أنها الفهم الأصولي للإسلام
الباقر موسى
02-22-2007, 05:25 AM
Haydar Badawi Sadig
Haydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271
Quote: طبعا، مَنْ لا يعرف الأستاذ محمود يحق له أن يتشكك في مسألة الأصالة حتى يقتنع بها أو على الأقل يؤمن بها أو يرفضها بشكل واضح.. أما مَنْ يقول بأنه جمهوري فلا بد له أن يكون له رأي واضح في مسألة أصالة الأستاذ محمود.. وهذا يأخذني للتعليق على ما كتبه الأخ حيدر في الإشادة بكلام الأخ أبو الريش فقال: Quote: بغير هذا المستوى من الصدق لن نخرج، كجمهوريين وسودانيينن مما نحن فيه من حال. مثلك، أجد أن هناك العديد من الموضوعات التي تحتاج منا لامعان النظر، وأن القطعيات فيها لا تعدو كونها عقائد، قابلة للتشكيك. ولا يحتاج مثلك للتذكير بأن الأستاذ قال بأن الحرية الفردية المطلقة، التي يرعاها الإسلام برسالته الثانية، تعني إلا يفلت شئ من البحث وألا يفلت من "التشكيك."
وسؤالي للأخ حيدر هو: هل لديه أي شك في أن الأستاذ محمود صاحب أصالة وصاحب شريعة فردية؟؟ وهل ما قطع به الأستاذ القول بعاليه يدخل عند الأخ حيدر في باب العقائد القابلة للتشيك؟؟ فإذا كان لديه أي شك فهو في حِلٍّ من أن يتحدث عن الفكرة الجمهورية أو حتى ينتقد الجمهوريين الذين أُكرهوا على إعلان تخليهم عن فكر الأستاذ محمود، لأن مبدأ الأصالة وتطبيقها أمر أساسي في الفكرة الجمهورية.. وآسف على الإطالة.. وشكرا ياسر
عزيزي د.ياسر، تحيتي ومحبتي، سوف أعود للرد عليك هنا وفي خيط الأخ عاطف عمر.
عزيزيي د. ياسر،
أعود للرد على سؤالك. لا ليس لدي أي شك، على الإطلاق، في أن الأستاذ محمود صاحب أصالة وصاحب شريعة فردية. بل عندي هو الأصيل الواحد، إلا أن يأتي إنسان يبتسم في وجه الموت في تصالح تام مع قتلته لكونهم وهبوه الحياة التي لا موت بعدها، حياة الله، نعم، حياة الله، لأنه في البدء كانت الكلمة، كلمة الحق، التي لا تموت أبدا. إلى أن يأتي إنسان تنطبق عليه صفات هذا الحق، الحي، الذي لا يموت، لأن كلمة الحق لا تموت، فإنني سأظل أؤمن بأن الأستاذ محمود محمد طه هو الأصيل الواحد! ولكن هذا بالقطع لا يعني أنني، مثلي مثلك يا ياسر، أطمئن تمام الإطمئنان لكل ما طرحته الفكرة الجمهورية. مثلاً، تجدني، مثلك أقلب موضوع الحدود لكي أفهمه في إطار المفاهيم المعاصرة عن حقوق الإنسان. كما لم أطمئن إطمائناناًَ مطلقاً بعد لموقفنا من مايو، على افتراض أن الموقف من الحريات الأساسية غير قابل للتجزئة المبدئية. وقد ورد بصريح قول الأستاذ قبل مايو أنه لا يرجى من الدكتاتورية خير. هذا، في ظني، يوفر لي الكرامة الإنسانية، التي بموجبها يتم تأصيل الفكرة الجمهورية في نفسي، بحيث أرجو أن أتملكلها تملكاً تاماً بالمحاولة المستمرة لتجسيدي لها في الفكر والقول والعمل.
بهذا المعنى، عندي مراجعات لبعض أفكارنا وبعض مواقفنا، أتقلب فيها بين الرأي وغيره، دون أن يمس ذلك لب الفكرة وصمامتها وتماسكها التي لا تضارعها فكرة أو دين على وجه البسيطة. وهناك موضوعات مثل النسب، مثلاً، وموضوعات آخرى لا استحضرها الآن، لا أزعم أنني فهمتها كما يجب، أو أن فهمي لها تطمئن له نفس.
هل هذا يقدح في إيماني بالفكرة الجمهورية ونجاعتها، والعبقرية التي فجرها الله في طيات فكر الأستاذ محمود محمد طه؟
كلا، ثم كلا، ثم كلا!
ولا أظنك تقول بأنني أنفق وقتي في "ضلالة،" حين أنفقه في التبشير بالفكرة الجمهورية والدعوة لها، وإن كنت قد شارفت أن تقول ذلك.
يبقى أن أقول بأنك تسئ لنفسك وتظلمني حين تقول:
Quote: فإذا كان لديه أي شك فهو في حِلٍّ من أن يتحدث عن الفكرة الجمهورية أو حتى ينتقد الجمهوريين الذين أُكرهوا على إعلان تخليهم عن فكر الأستاذ محمود، لأن مبدأ الأصالة وتطبيقها أمر أساسي في الفكرة الجمهورية..
ذلك، لأنني أشتم فيه ظلال من الوصاية، و "والإخراج من الملة." كنت أظن أننا قد تجاوزنا هذا النسق من التفكير غير الصحي، بعد نقاشاتنا الحامية في الصالون، وعلى صهوات خيولنا الجامحة في هذا المنبر الحر. وإن كنت قد أسأت فهمك، فإني أعتذر، راجياً أن توضح لي مقاصدك. وإن كنت قد فهمتك على الوجه الصحيح، وأظنني قد فعلت (مستصحباً إرثاً ثقيلاً، طويلاً، من النقاش الهادف بيننا) فإنه من واجبك الاعتذار عما لحق بي من أذى.
هذا، مع قناعتي التامة، بأن الفكرة الجمهورية يمكن أن يبشر بها الجمهوري وغير الجمهوري، المسلم وغير المسلم، واللاديني، دون أن يوافق على كل ما يعتقده الجمهوريون التقليديون. ومن هؤلاء الدعاة للفكرة الجمهورية، الذي يحتفي بهم الجمهوريون، الدكتور منصور خالد، الذي لا يعنيه، من قريب أو بعيد، أن يكون الأستاذ محمود الأصيل الواحد أو لا يكون. فحولة الدكتور منصور خالد الفكرية جعلته يرى فحولة الأستاذ محمود الفكرية، لأنها تتجلى كالشمس في رابعة النهار لكي ذي عين ولب سليمين! عند منصور خالد الأستاذ محمود قامة إنسانية سامقة، ابتسمت للموت، وتصالحت مع المشنقة والشناق، لأن الموت ماهو إلا حياة في حيز جديد عنده. ومنصور خالد يدرك أن الدنيا والآخرة عند الأستاذ محمود ليستا ضرتين، وإنما هما وجهين من وجوه الله، وفعل الله، الواحد، تماماً كما المشنقة والشناق من صنع البديع، الخالق، البارئ، المصور! بهذا الفهم السامق، منصور خالد "جمهوري،" أكبر من كثير من الجمهوريين الذين يعتقدون في أصالة الأستاذ محمود دون أن يكيفوا معنى هذه الأصالة في سياق الفهم الكوكبي المعاصر. أقول هذا لا لكي أقدح في قامة أي جمهوري من الجمهوريين، بل أقوله لكي أوضح فهمي لإشارات الأستاذ عن أن هناك "جمهوريون" من غير الجمهوريين بالمعنى الحركي للكلمة، وهناك "جمهوريون،" بالمعني الحركي ليسوا بجمهوريين بالمعنى الأصلي لكلمة جمهوري! أرجو أن أكون قد أوضحت نفسي كما يجب.
02-22-2007, 06:49 AM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058
وسأعود لأكتب تعليقي على مداخلة الأخ الباقر موسى ..
وشكرا ياسر
أخي العزيز د. حيدر، سلامات قلت
Quote: لا ليس لدي أي شك، على الإطلاق، في أن الأستاذ محمود صاحب أصالة وصاحب شريعة فردية. بل عندي هو الأصيل الواحد، إلا أن يأتي إنسان يبتسم في وجه الموت في تصالح تام مع قتلته لكونهم وهبوه الحياة التي لا موت بعدها، حياة الله، نعم، حياة الله، لأنه في البدء كانت الكلمة، كلمة الحق، التي لا تموت أبدا. إلى أن يأتي إنسان تنطبق عليه صفات هذا الحق، الحي، الذي لا يموت، لأن كلمة الحق لا تموت، فإنني سأظل أؤمن بأن الأستاذ محمود محمد طه هو الأصيل الواحد!
هذا الإنسان الذي استثنيته فيما وضعت لك تحته خطا والذي تقول بأنه يبتسم في وجه قتلته هل تتوقع أن يتم قتله؟؟ وهل هذا الإنسان يكون أصيلا وصاحب شريعة فردية كما كان الأستاذ محمود أصيلا وصاحب شريعة فردية؟؟ أم أن الأستاذ محمود كان وسيظل في هذه الدورة من دورات الوجود هو الأصيل صاحب الشريعة الفردية الواحد كما جاءت العبارة في كتاب "التقليد والأصيل والأصلاء"؟؟
وسوف أعود بعد قراءة إجابتك التي عليها سيكون إتجاه تعليقي على مجمل مداخلتك القيمة..
ولك مني عامر المودة..
ياسر
Quote: : طبعا، مَنْ لا يعرف الأستاذ محمود يحق له أن يتشكك في مسألة الأصالة حتى يقتنع بها أو على الأقل يؤمن بها أو يرفضها بشكل واضح.. أما مَنْ يقول بأنه جمهوري فلا بد له أن يكون له رأي واضح في مسألة أصالة الأستاذ محمود.. وهذا يأخذني للتعليق على ما كتبه الأخ حيدر في الإشادة بكلام الأخ أبو الريش فقال: Quote: بغير هذا المستوى من الصدق لن نخرج، كجمهوريين وسودانيينن مما نحن فيه من حال. مثلك، أجد أن هناك العديد من الموضوعات التي تحتاج منا لامعان النظر، وأن القطعيات فيها لا تعدو كونها عقائد، قابلة للتشكيك. ولا يحتاج مثلك للتذكير بأن الأستاذ قال بأن الحرية الفردية المطلقة، التي يرعاها الإسلام برسالته الثانية، تعني إلا يفلت شئ من البحث وألا يفلت من "التشكيك."
وسؤالي للأخ حيدر هو: هل لديه أي شك في أن الأستاذ محمود صاحب أصالة وصاحب شريعة فردية؟؟ وهل ما قطع به الأستاذ القول بعاليه يدخل عند الأخ حيدر في باب العقائد القابلة للتشيك؟؟ فإذا كان لديه أي شك فهو في حِلٍّ من أن يتحدث عن الفكرة الجمهورية أو حتى ينتقد الجمهوريين الذين أُكرهوا على إعلان تخليهم عن فكر الأستاذ محمود، لأن مبدأ الأصالة وتطبيقها أمر أساسي في الفكرة الجمهورية.. وآسف على الإطالة.. وشكرا ياسر
Quote: عزيزيي د. ياسر،
أعود للرد على سؤالك. لا ليس لدي أي شك، على الإطلاق، في أن الأستاذ محمود صاحب أصالة وصاحب شريعة فردية. بل عندي هو الأصيل الواحد، إلا أن يأتي إنسان يبتسم في وجه الموت في تصالح تام مع قتلته لكونهم وهبوه الحياة التي لا موت بعدها، حياة الله، نعم، حياة الله، لأنه في البدء كانت الكلمة، كلمة الحق، التي لا تموت أبدا. إلى أن يأتي إنسان تنطبق عليه صفات هذا الحق، الحي، الذي لا يموت، لأن كلمة الحق لا تموت، فإنني سأظل أؤمن بأن الأستاذ محمود محمد طه هو الأصيل الواحد! ولكن هذا بالقطع لا يعني أنني، مثلي مثلك يا ياسر، أطمئن تمام الإطمئنان لكل ما طرحته الفكرة الجمهورية. مثلاً، تجدني، مثلك أقلب موضوع الحدود لكي أفهمه في إطار المفاهيم المعاصرة عن حقوق الإنسان. كما لم أطمئن إطمائناناًَ مطلقاً بعد لموقفنا من مايو، على افتراض أن الموقف من الحريات الأساسية غير قابل للتجزئة المبدئية. وقد ورد بصريح قول الأستاذ قبل مايو أنه لا يرجى من الدكتاتورية خير. هذا، في ظني، يوفر لي الكرامة الإنسانية، التي بموجبها يتم تأصيل الفكرة الجمهورية في نفسي، بحيث أرجو أن أتملكلها تملكاً تاماً بالمحاولة المستمرة لتجسيدي لها في الفكر والقول والعمل.
بهذا المعنى، عندي مراجعات لبعض أفكارنا وبعض مواقفنا، أتقلب فيها بين الرأي وغيره، دون أن يمس ذلك لب الفكرة وصمامتها وتماسكها التي لا تضارعها فكرة أو دين على وجه البسيطة. وهناك موضوعات مثل النسب، مثلاً، وموضوعات آخرى لا استحضرها الآن، لا أزعم أنني فهمتها كما يجب، أو أن فهمي لها تطمئن له نفس.
هل هذا يقدح في إيماني بالفكرة الجمهورية ونجاعتها، والعبقرية التي فجرها الله في طيات فكر الأستاذ محمود محمد طه؟
كلا، ثم كلا، ثم كلا!
ولا أظنك تقول بأنني أنفق وقتي في "ضلالة،" حين أنفقه في التبشير بالفكرة الجمهورية والدعوة لها، وإن كنت قد شارفت أن تقول ذلك.
يبقى أن أقول بأنك تسئ لنفسك وتظلمني حين تقول:
Quote: Quote: فإذا كان لديه أي شك فهو في حِلٍّ من أن يتحدث عن الفكرة الجمهورية أو حتى ينتقد الجمهوريين الذين أُكرهوا على إعلان تخليهم عن فكر الأستاذ محمود، لأن مبدأ الأصالة وتطبيقها أمر أساسي في الفكرة الجمهورية..
Quote: ذلك، لأنني أشتم فيه ظلال من الوصاية، و "والإخراج من الملة." كنت أظن أننا قد تجاوزنا هذا النسق من التفكير غير الصحي، بعد نقاشاتنا الحامية في الصالون، وعلى صهوات خيولنا الجامحة في هذا المنبر الحر. وإن كنت قد أسأت فهمك، فإني أعتذر، راجياً أن توضح لي مقاصدك. وإن كنت قد فهمتك على الوجه الصحيح، وأظنني قد فعلت (مستصحباً إرثاً ثقيلاً، طويلاً، من النقاش الهادف بيننا) فإنه من واجبك الاعتذار عما لحق بي من أذى.
هذا، مع قناعتي التامة، بأن الفكرة الجمهورية يمكن أن يبشر بها الجمهوري وغير الجمهوري، المسلم وغير المسلم، واللاديني، دون أن يوافق على كل ما يعتقده الجمهوريون التقليديون. ومن هؤلاء الدعاة للفكرة الجمهورية، الذي يحتفي بهم الجمهوريون، الدكتور منصور خالد، الذي لا يعنيه، من قريب أو بعيد، أن يكون الأستاذ محمود الأصيل الواحد أو لا يكون. فحولة الدكتور منصور خالد الفكرية جعلته يرى فحولة الأستاذ محمود الفكرية، لأنها تتجلى كالشمس في رابعة النهار لكي ذي عين ولب سليمين! عند منصور خالد الأستاذ محمود قامة إنسانية سامقة، ابتسمت للموت، وتصالحت مع المشنقة والشناق، لأن الموت ماهو إلا حياة في حيز جديد عنده. ومنصور خالد يدرك أن الدنيا والآخرة عند الأستاذ محمود ليستا ضرتين، وإنما هما وجهين من وجوه الله، وفعل الله، الواحد، تماماً كما المشنقة والشناق من صنع البديع، الخالق، البارئ، المصور! بهذا الفهم السامق، منصور خالد "جمهوري،" أكبر من كثير من الجمهوريين الذين يعتقدون في أصالة الأستاذ محمود دون أن يكيفوا معنى هذه الأصالة في سياق الفهم الكوكبي المعاصر. أقول هذا لا لكي أقدح في قامة أي جمهوري من الجمهوريين، بل أقوله لكي أوضح فهمي لإشارات الأستاذ عن أن هناك "جمهوريون" من غير الجمهوريين بالمعنى الحركي للكلمة، وهناك "جمهوريون،" بالمعني الحركي ليسوا بجمهوريين بالمعنى الأصلي لكلمة جمهوري! أرجو أن أكون قد أوضحت نفسي كما يجب.
02-22-2007, 10:42 AM
محمد عبدالقادر سبيل
محمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595
Quote: أنا أجزم أن موقف الإسلام من أسئلة العصر موقفان فقط صادقان مع نفسيهما اما فهم طالباني أوفهم مثل ما أتى به محمود وما سوى ذلك إلا تلفيق مثل فهم الجبهة
اسمح لي بسؤال ازاء هذه المجازفة بالقول بلا مسوغات: اولا لكل شئ حقيقة فما حقيقة جزمك؟ ثانيا أين تصنف فهم المتصوفة اذاً؟ هل هو مع الصادقين أم مع الملفقين.؟ ثالثا ما عسى ان يكون ردك اذا قلت لك ان الاسلام ليس نظرية فكرية أو فلسفة مادية خاضعة لشروط التجربة والخطأ ، بل هو مثال ، وانموذج سماوي مقدس ، يعلو ولا يعلا عليه ، دين الاسلام هو الحق صرفا، انزله المولى عز وجل على عباده ( ليتبعوه ) فلا يتبعوا السبل فتفرق بهم عن سبيله المستقيم. فالدين يا اخي انما هو بالاتباع لا بالابتداع النسبي ( فهمي وفهمك وفهم طالبان وفلان الخ ) والاتباع لا يكون الا باحسان. بمعنى ان تعقله بنية ان تتبعه كماهو( معنى الاخلاص)، أوأن تتبعه حتى تعقله بنور من الله تعالى تطلبه منه. واما فهمي وفهمك ، فهذا يجري على سنن الله تعالى : قوانين وشؤون الاقتصاد والهندسة، والادارة والسياسة، والشورى والطب الخ وليس في دين الله عز وجل ، و كما قول سيدنا علي كرم الله عنه الذي يفيد بأن( الدين ليس بالعقل ، فلو كان بالعقل لما مسحنا ظاهر الخف وتركنا باطنه تطهرا للصلاة) . اجل، ان الدين بالاتباع باحسان. وهذا هو الفرق بينه وبين المعارف البشرية النسبية، اذ ليس معقولا ان نعامل حكم الله سبحانه وتعالى وما شرعه على نحو ما نعامل اية معارف انسانية قابلة للخطأ والاهمال والنقد والتراجع والتعديل والتطوير!. فاذا ساوينا بينهما فذلك استخفاف بالدين. الدين ليس ( على كيفنا ) وانما حدد الله تعالى كيفه وحدوده التي نسلم له ازاءها. وذلك من معنى الاسلام : أي الانقياد لما حكم به والتسليم بما انطوى عليه. واما القول بفهم دون فهم انما هو قول بمشروعية الاختلاف في الدين ، والتفرق فيه، شيعاً، وهذا مانهى الله عنه صراحة. ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ). وبالتالي ازاء قولك اقول : أن دين الاسلام الذي يرضاه الله تعالى لا بد وحتما يكون( محددا معينا وواحدا ) ، لا مجال للمساومة فيه بدعوى ( الفهم المغاير) لما فهمه وبلغه رسول الله ( بلاغا مبينا) كما بينه له ربه عز وجل . فان اختلفنا فيه كما اختلف الذين من قبلنا ، فهذا لا يعني مشروعية الاختلاف ، بل ان الحق كل الحق مع من اتبعه باحسان ، وليس مع من خالف رسول الله فيما دعا اليه. وبالتالي فلا يهمني فهم طالبان ولا فهم محمود ، ولكن يهمني فهم محمد (ص) واصحابه، ولماذا اصحابه؟ فلآنهم رضي الله عنهم بسبب ما عقلوه وطبقوه ودعوا اليه وبلغوه لنا متواترا.( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس )، فالصحابة ( ومن اتبعوهم باحسان) شهداء على الناس الى يوم القيامة بما جعلهم الله تعالى به شهداء دينهم الذي ارتضى لهم ). ( والسابقون الأولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوه عنه). واما الذرائع المكررة من نوع استحالة تطبيق( آية السيف ، وما ملكت ايمانكم، وأن يعطوا الجزية عن يد وو الخ ) والتي تستخدم من اجل تعطيل دين الله والتنفير من تبنيه( كله) لكون ان العصر قد اختلف ، فان ذلك ، ان صدقنا واسلمنا واخلصنا ، فسنحتكم فيه الى قاعدة الوسع ( لا يكلف الله نفسا الا وسعها ) ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ). والمهم هنا فقط التقوى والحرص على كمال دين الله في حياتنا باعمال مجاهدة النفس حتى تتزكى فتحب ما احب الله لها وتنفي ما حرم الله عليها. لذلك فلا ضرورة لقولك ان ماسوى الفهمين تلفيق!. اسأل الأخوة المتداخلين هنا ، هل يتفقون معك في هذه الخلاصة؟. لك احترامي _______________ رب اشرح لي صدري
02-22-2007, 10:22 AM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058
Quote: لياسر فهم الجمهوريين لطبيعة تنظيمهم مختلف جدا البعض يراه طائفة أو طريقة صوفية
أنت هنا تتحدث عن فهم الجمهوريين "لطبيعة تنظيمهم".. وأرجح أنك تقصد حال الجمهوريين بعد استشهاد الأستاذ محمود، وذلك من قرينة باقي السياق، فلو كنت مخطئا في هذا الاستنتاج أرجو تصحيحي..
لو قلت أن فهم الجمهوريين لطبيعة "كيانهم" مختلف لوافقتك.. ولكن قولك أن بعض الجمهوريين يفهمون التنظيم كطائفة أو طريقة صوفية يحتاج منك إلى تدليل؛ فأولا ليس هناك إجماع من الجمهوريين على شكل تنظيم حتى الآن، وثانيا الجمهوريون يفرقون بين الطائفة وبين الطريقة الصوفية.. فمن أدبيات الجمهوريين عن تعريف الطائفية وعن زعيم الطائفة ما يجعلني أقول بأنه ليس هناك جمهوري طائفي وليس هناك بين الجمهوريين زعيم طائفي.. زعيم الطائفة هو الذي يجمع الناس بإسم الدين ويحرِّكهم بعاطفة الولاء الديني لغايات سياسية همها الأول هو جمع السلطة الزمنية إلى السلطة الروحية.. ليس بين الجمهوريين، الموجودين في كيان الجمهوريين على اختلافاته، من يمكن أن تشبهه بزعيم الطائفة أو التابع بالإشارة لزعيم الطائفة، وذلك لعدة أسباب أهمها أنه ليس هناك نشاط سياسي منظم يسعى إلى إحراز السلطة.. هذا فيما يخص الطائفة، والآن نأتي إلى مفهوم الطريقة الصوفية.. الجمهوريون ليسوا أصحاب طريقة صوفية كما هو معروف عن الطرق بأورادها المعروفة وطريقة تنصيب الشيخ وطريقة مبايعة الشيخ.. الفكرة الجمهورية دعت أصحاب الطرق الصوفية إلى التخلي عن الطرق والعودة إلى "طريق محمد" عليه الصلاة والسلام وقد قال الأستاذ في كتابه "محمود محمد طه يدعو إلى طريق محمد" كلمات يحسن بي أن أضع رابطها هنا حتى يطلع عليها الذين لم يقرأوها من قبل : http://alfikra.org/chapter_view_a.php?book_id=9&chapter_id=5 وأكتفي منها بهذه الفقرة الواضحة:
Quote: إلى الراغبين في الله ، السالكين إليه ، من جميع الطرق ومن جميع الملل . السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أما بعد فإن الزمان قد استدار كهيئته يوم بعث الله محمدا داعيا إليه ومرشدا ومسلكا في طريقه . وقد انغلقت اليوم بتلك الاستدارة الزمانية جميع الطرق التي كانت فيما مضى واسلة إلى الله ، وموصلة إليه ، إلا طريق محمد .. فلم تعد الطرق الطرق ولا الملل الملل منذ اليوم . ونحن نسوق الحديث هنا إلى الناس بوجه عام ، وإلى المسلمين بوجه خاص ، وإلى أصحاب الطرق والمتطرقين من المسلمين بوجه أخص . إن أفضل العبادة على الإطلاق قراءة القرآن ، وأفضله ما كان منه في الصلاة ، وطريق محمد الصلاة بالقرآن في المكتوبة وفي الثلث الأخير من الليل .. كان يصلي ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو تسعا أو إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة لا يزيد عليها .. وكان يطيل القيام بقراءة طوال السور ، أو بتكرار قصارها ، أو بتكرار الآية الواحدة حتى تورمت قدماه . إن محمدا هو الوسيلة إلى الله وليس غيره وسيلة منذ اليوم ـ فمن كان يبتغي الي الله الوسيلة التي توسله وتوصله إليه ، ولا تحجبه عنه أو تنقطع به دونه ، فليترك كل عبادة هو عليها اليوم وليقلد محمدا ، في أسلوب عبادته وفيما يطيق من أسلوب عادته ، تقليدا واعيا ، وليطمئن حين يفعل ذلك ، أنه أسلم نفسه لقيادة نفس هادية ومهتدية .. إن على مشايخ الطرق منذ اليـوم ، أن يخرجوا أنفسهم من بين الناس ومحمد ، وأن يكون عملهم إرشاد الناس إلى حياة محمد بالعمل وبالقول فإن حياة محمد هي مفتاح الدين .. هي مفتاح القرآن ، وهي مفتاح (( لا إله إلا الله )) التي هي غاية القرآن ، وهـذا هو السـر في القـرن في الشهادة بين الله ومحمد (( لا إله إلا الله محمد رسول الله )) ..[/B
] فإن كنت تقصد أن الجمهوريين أصحاب "طريق النبي" عليه السلام بهذه الصورة الموصوفة هنا فأنت محق، وهم قد صاروا غرباء حتى في نظر بعض أتباع الطرق الصوفية الموجودة الآن، بسبب غرابة دعوة الأستاذ محمود في بعض تفاصيلها التي غابت عنهم..
ثم تواصل أنت قولك عن الجمهوريين فتقول:
Quote: وأخرين يرونه فكرا وممارسة سياسية وممارسة الجمهوريين تضررت من ذلك
في تقديري أن الجمهوريين الذين يرون أن "الفكرة الجمهورية" هي فكر وممارسة سياسية لم يتخلوا عن الأرضية الدينية للمنهاج في "طريق محمد".. طبعا أنا عندما أقول "ممارسة سياسية" فإني لا أقصر ذلك على الإصرار على الممارسة السياسية من خلال تنظيم معين أو حزب.. هذه الكتابة التي أتبادلها معك أعتبرها ممارسة سياسية فكرية.. وأنا أعرف عن جمهوريين قليلين يصرون على مسألة "التنظيم"، منهم من أقام تنظيما جمهوريا جديدا، ومنهم من انتمى إلى تنظيم سياسي آخر كحركة "حق".. طبعا ممارسة الجمهوريين السياسية تضررت لأسباب عديدة بدأت باغتيال الأستاذ محمود وانتهت بمجيء سلطة الجبهة الإسلاموية العسكرية، وأصبحو "في الهوا سوا" مع بقية المتضررين..
قولك:
Quote: الفكر متوقع منه أن يواجه أي مستجدات ويعمل لتجاوزها فاجأ الجمهوريون أصدقاءهم ، وهم كثر، بتجميد النشاط الجماعي بعد اغتيال الأستاذ
الباقر!! الإيدو في الموية ما زي الإيدو في النار!! وسوف أفصِّل.. ولنجيء لعبارتك الأولى: الفكر متوقع منه أن يواجه أي مستجدات ويعمل لتجاوزها أظنك تقصد أن تقول أن المفكر متوقع منه أن يواجه أي مستجدات ويعمل على تجاوزها.. والمستجد الأكبر هو حدث اغتيال الأستاذ محمود نفسه.. وكثير من الجمهوريون لا يزالون يعملون على تجاوزه، وهم متباينون في مستوى تجاوزهم.. أما عبارتك الثانية: فاجأ الجمهوريون أصدقاءهم ، وهم كثر، بتجميد النشاط الجماعي بعد اغتيال الأستاذ فتحتاج إلى كثير من التفصيل.. وأبدأ بمسألة "الأصدقاء الكثر".. لماذا يا ترى هم أصدقاء ولم يشاركوا الجمهوريين في مسيراتهم السلمية الثلاث التي خرجت للإحتجاج على محاكمة الجمهوريين بعد كتابتهم وتوزيعهم لمنشور "هذا.. أو الطوفان" الذي عارض قوانين سبتمبر وتطبيقها؟؟ ولماذا لم يكن لهم وجود في ساحة محكمة المهلاوي ولم يهتف أي واحد منهم ضدها؟؟ لماذا تركوا الهتاف فقط لأمثال عمار محمد آدم وحسين خوجلي كي يهتفوا "يحيا العدل"؟؟ وأنا أجيبك بكل أمانة وحيادية.. أولا: لأن السودانيين لم يتعودوا على المواجهة الفردية في المعارضة خاصة إذا كانت نتيجتها ربما تسوق إلى التعرض للأذى كالجلد أو السجن وتلك كانت عقوبات ما سمي بمحاكم الطوارئ أو محاكم "العدالة الناجزة" ثانيا: كثير من هؤلاء الأصدقاء، بل بعض القريبين جدا منهم، بل أتجاسر وأقول أن بعض الجمهوريين من نوع الذين يعوِّلون على العمل السياسي التكتيكي الحركي كانوا يرون أن ما يفعله الأستاذ محمود والجمهوريون بهذا النوع المباشر من المواجهة إنما هو انتحار سياسي.. ثالثا: بعض الأصدقاء من ذوي الميول الإسلامية والحزبية التقليدية كانوا لا يؤيدون فكرة الدعوة إلى إلغاء قوانين سبتمبر واللجوء إلى الحل السلمي مع حاملي السلاح في الجنوب التي نادى بها منشور هذا أو الطوفان. رابعا: كثير من أصدقاء الجمهوريين من ذوي الميول اليسارية والإتحاديين كانوا يرون أن الجمهوريين يدفعون ثمن تأييدهم السابق لنظام مايو وعليهم أن يواجهوا مصيرهم وحدهم، ولسان حالهم يقول: "على نفسها جنت براقش".. وهؤلاء الأخيرون هم الذين كانوا ينتظرون من الجمهوريين مواصلة "النضال" "المنظم" بعد اغتيال الأستاذ محمود وذلك لأنهم يطمعون في تسخير النشاط الجمهوري الحركي من أجل الإطاحة بنظام مايو.. للأسف هؤلاء ذُهلوا عن أمور هامة في الفكرة والحركة الجمهورية، وفي زلزال غياب الأستاذ محمود بتلك الطريقة، ربما آتي إليها بعد حين.. قولك:
Quote: أرى أن الأمور في السودان وقد اكتملت فيه دورات كثار أحوج ما تكون لحضور الفكر الجمهوري
نعم هذا كلام صحيح.. وليس فقط السودان وإنما أيضا العالم في حاجة إلى حضور الفكر الجمهوري.. قولك:
Quote: وأنا مقتنع بأنه سيعود، على الأقل، فريق من الجمهوريين للقيام بواجبهم من أخذ بيد الشعب السوداني
القافلة سارت ولن تؤوب.. وهناك بالفعل فريق من الجمهوريين يقومون بواجبهم ويضعون أيديهم في أيدي بقية المثقفين الأحرار لمواجهة سلطة الجبهة التي اختطفت السودان، ولمواجهة الهوس والإرهاب العالمي ممثلا في التكفيريين الوهابيين والقاعديين والإخوانيين السلفيين بتشكيلاتهم المتعددة.. الوسيلة هي الكفاح السلمي ضد قوانين 1991 الشائهة، ودعم اتفاقية السلام الشاملة ودستور الفترة الإنتقالية حتى يفضي إلى دستور حر تكون فيه الدولة منفصلة عن الدين، وتكون فيه الدولة محايدة تجاه كل الأديان والأفكار والفلسفات، وتوفر المنابر الحرة التي يرعاها ويحميها القانون فيتمكن السودانيون جميعا من إقامة مجتمع تتوفر فيه العدالة الإقتصادية والسياسية وتتوفر فيه الحرية الفردية والجماعية.. و"القافلة سارت ولن تؤوب".. فحتى قوى التخلف السلفي بتياره الرسمي بدأت في إستعادة البوصلة الهادية، رغما عنها، وما يحدث في السعودية من إعادة النظر في مناهج تعليم الدين التي تنتج العقول الإرهابية الموتورة المتخلفة أكبر دليل على ما أقول.. ولكن لا يزال الطريق طويلا فهناك قوى التخلف والإرهاب الشيعي في إيران وفي العراق.. مجرد نظرة لما حولنا هنا في هذا المنبر تقول لنا "لا تناموا أيها المثقفون الأحرار عن واجب الدفاع عن الحرية"، وتذكَّروا الأستاذ محمود الذي دعا الناس إلى أن يعيشوا في سبيل الله لا أن يموتوا في سبيل الله، ثم أنه لم يكن له بد من أن يدفع حياته فداء لحريته ولحرية الإنسان.. لا أدعو أحدا لكي يموت في سبيل الله أو في سبيل الوطن، ولا أسعى لذلك، ولكننا جميعا نستطيع أن نحيا في سبيل الإنسان وفي سبيل الوطن وفي سبيل الحرية.. ولحكمة قالت الآية: "وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا".. وغني عن القول أن القتال المقصود اليوم ليس هو الحرب وإنما الكفاح السلمي واللجوء إلى القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعمل على تطويره لكي يشمل الحقوق الإقتصادية فينتهي الخلف الحاصل الآن في الهوة بين الفقراء والأغنياء..
ياسر
02-22-2007, 03:09 PM
Haydar Badawi Sadig
Haydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271
Quote: هذا الإنسان الذي استثنيته فيما وضعت لك تحته خطا والذي تقول بأنه يبتسم في وجه قتلته هل تتوقع أن يتم قتله؟؟ وهل هذا الإنسان يكون أصيلا وصاحب شريعة فردية كما كان الأستاذ محمود أصيلا وصاحب شريعة فردية؟؟ أم أن الأستاذ محمود كان وسيظل في هذه الدورة من دورات الوجود هو الأصيل صاحب الشريعة الفردية الواحد كما جاءت العبارة في كتاب "التقليد والأصيل والأصلاء"؟؟
عزيزي د.ياسر، تحيتي ومحبتي، لم أرد من إجابتي الاستثناء. ما قصدته هو أنني لا أرى بأن هناك من سيتمكن من تحقيق هذا المقام. إلى أن يحدث، فإني باقٍ على الاعتقاد بأن الأستاذ محمود هو أعظم من عرفت ممن عايشوا الكمالات التي نستطيع قياس ثماراتها بالعين المجردة والضمير الحي. ولكني هنا أقول بأنني ما زلت أفكر في تعبير قاله الأستاذ قبيل اعتقاله الأخير حين قال "ماشي أغير جلدي دا." إذ لا أعرف كيف يكون تغيير الجلد: هل يأتي نزولاً، أما صعوداً ونزولاً في آن معاً. يعني هل يلتقي كماله في الارض مع كماله في السماء، أم أن الأمر كله مستغلق علينا. ثم اتساءل عن مفهوم "السماء،" نفسه. أعرف الأرض لأنني عشت فيها. ولا أعرف السماء إلا في رؤى الأحلام، أو التحليق الروحي الذي لا يوجد مقياس حسي، كمي، به استطيع أن أقنع الغير. بسبب كل ذلك، فإني لا أشغل نفسي كثيراً بما هو آت. الأرض، وهي سمائي، كما هي أرضي، وفيها ما يملا أفقي، ولا يعطيني وقتاً لأفكر في غير الواجب المباشر، المحسوس، الذي بدون تجويده لن أدرك شيئاً من غير المحسوس، مهما كان زعمي وإدعائي. وهنا كم يطربني قول عوض الكريم موسى، رد الله غربته:
فانزلي بي يا سماء، إنما الأرض السماء رجع مسراها حداء، من تصاوير الأنام
ثم إن هناك من الواجب المباشر تجاه إشعال فتيل الثورة الفكرية والثقافية ما يشغلني عن السكنى، الكسلى، في العقائد التي لا أستطيع أن أجادل فيها بعلم من ذاتي. ما أعتقد واستطيع أن أقنع به الآخرين، علمياً، بما في ذلك عقيدتي في الأستاذ محمود، لا أتردد في طرحها في أي مكان. وقد طرحت هنا، في هذا المنبر، ما أثار الكثير من الجدل. وتجدني أزعم أننى على أتم الاستعداد للنقاش حول كل ما طرحته هنا، وتكييفه علمياً، مستنداً على العلوم المادية التجريبية في تلاقٍ واتساق تام مع ما نسميه العلوم الروحية التطبيقية.
أرجو أن أكون قد أبنت عن نفسي.
02-23-2007, 04:30 AM
Elbagir Osman
Elbagir Osman
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 21469
شكرا على الرد تقول: "واما القول بفهم دون فهم انما هو قول بمشروعية الاختلاف في الدين ، والتفرق فيه، شيعاً،"
وتقول: "لا مجال للمساومة فيه بدعوى ( الفهم المغاير)"
وتقول أيضا: "هذا لا يعني مشروعية الاختلاف ، بل ان الحق كل الحق مع من اتبعه باحسان ، وليس مع من خالف رسول الله فيما دعا اليه."
هل أفهم من ذلك أنك تنفي مشروعية الأختلاف؟ وفي الأثر أن أختلاف الأئمة رحمة ويروى عن علي قوله :" إن القرآن حمّال أوجه."
وهل أفهم أيضا أنك ترى أن المفاهيم المتباينة والفرق لم تظهر بين المسلمين حتى الآن .. ويصير محمودا بالتالى أول من أتى بذلك؟
"وبالتالي فلا يهمني فهم طالبان ولا فهم محمود ، ولكن يهمني فهم محمد (ص) واصحابه.."
وهنا تخلص إلى ما نبهت إليه في مداخلتي السابقة، في أنك ممن يرون أنهم أصحاب الفهم السليم الوحيد.
قضية أخرى معالجتك لآية السيف والرق والجزية
تقول: "واما الذرائع المكررة من نوع استحالة تطبيق( آية السيف ، وما ملكت ايمانكم، وأن يعطوا الجزية عن يد وو الخ ) والتي تستخدم من اجل تعطيل دين الله والتنفير من تبنيه( كله) لكون ان العصر قد اختلف ، فان ذلك ، ان صدقنا واسلمنا واخلصنا ، فسنحتكم فيه الى قاعدة الوسع ( لا يكلف الله نفسا الا وسعها ) ( وما جعل عليكم في الدين من حرج )."
فأنت لا ترى – إن رأيت – شيئا في نفاذ أحكامها وإنما يكفك عنها عدم الإستطاعة
ماذا إذا توفرت الإستطاعة؟
مثلا إذا حاربنا المسيحيين واللادينيين حربا شرعية وأسرنا منهم ولم يفدوا أنفسهم
لا أرى في حديثك ما يمنع من استرقاقهم وسبى نسائهم
أظنك ترى سبب مقالتي بأن الموقفين الأمينين مع نفسيهما هما موقف طالبان التي تري كل الأحكام ماضية لم يتغير في أحكامها شئ أو موقف محمود
الذي يرى أنها ليست أصولا في الإسلام وأن الأصل هو الحرية وأن البشرية وصلت مستوى من التطور سقطت معه كل آيات الوصاية
الباقر موسى
02-23-2007, 02:15 PM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058
Quote: هناك أسئلـة كثيـرة يا أخى ياســر تحتاج الى إجابات واضحـة، وهى تؤرقنى دائمـا وأبحث عن أجـوبـة لهـا.. منهـا على سبيل المثال، لو كان الأستـاذ محمـود شـاكـا فى كونـه الأصيل الواحـد، فلماذا ترك الصلاة الشـرعيـة، ولم يبقى عليهـا حتى يتيقن من الأمـر.. ذلك أن الصلاة الشـرعيـة لا يتحول منهـا الى صلاة الأصالـة الا الأصيل الواحـد..
وقد قلت له فهمي بأن الاستاذ لم يشك في أصالته.. ثم جئت أنت وكتبت مداخلة جاء فيها:
Quote: بغير هذا المستوى من الصدق لن نخرج، كجمهوريين وسودانيينن مما نحن فيه من حال. مثلك، أجد أن هناك العديد من الموضوعات التي تحتاج منا لامعان النظر، وأن القطعيات فيها لا تعدو كونها عقائد، قابلة للتشكيك. ولا يحتاج مثلك للتذكير بأن الأستاذ قال بأن الحرية الفردية المطلقة، التي يرعاها الإسلام برسالته الثانية، تعني إلا يفلت شئ من البحث وألا يفلت من "التشكيك."
ولأن الأخ أبو الريش وضع مثالا واضحا للمسائل التي له فيها شك، وهي الاصالة، ولأنك أنت لم تذكر مثالا للمسائل القابلة للتشكيك كان قولي في تلك المداخلة هو:
Quote: طبعا، مَنْ لا يعرف الأستاذ محمود يحق له أن يتشكك في مسألة الأصالة حتى يقتنع بها أو على الأقل يؤمن بها أو يرفضها بشكل واضح.. أما مَنْ يقول بأنه جمهوري فلا بد له أن يكون له رأي واضح في مسألة أصالة الأستاذ محمود.. وهذا يأخذني للتعليق على ما كتبه الأخ حيدر في الإشادة بكلام الأخ أبو الريش
وأردفت عليه بتوجيه سؤال إليك يا دكتور حيدر:
Quote: وسؤالي للأخ حيدر هو: هل لديه أي شك في أن الأستاذ محمود صاحب أصالة وصاحب شريعة فردية؟؟ وهل ما قطع به الأستاذ القول بعاليه يدخل عند الأخ حيدر في باب العقائد القابلة للتشيك؟؟ فإذا كان لديه أي شك فهو في حِلٍّ من أن يتحدث عن الفكرة الجمهورية أو حتى ينتقد الجمهوريين الذين أُكرهوا على إعلان تخليهم عن فكر الأستاذ محمود، لأن مبدأ الأصالة وتطبيقها أمر أساسي في الفكرة الجمهورية..
وبربط سؤالي مع تعليقي الأول "أما من يقول بأنه جمهوري إلخ" يتضح لك أنني أقصد الحديث عن الفكرة من منطلق أن المتحدث جمهوري.. وقد أوضحت أنت في مداخلتك الأخيرة هذه النقطة فقلت:
Quote: لا ليس لدي أي شك، على الإطلاق، في أن الأستاذ محمود صاحب أصالة وصاحب شريعة فردية.
وقد استوضحتك عن أشياء أخرى وقلت فيها رأيك بوضوح.. ولكن ما هو الداعي لقولك؟:
Quote: ولا أظنك تقول بأنني أنفق وقتي في "ضلالة،" حين أنفقه في التبشير بالفكرة الجمهورية والدعوة لها، وإن كنت قد شارفت أن تقول ذلك.
لأني بدأت عبارتي بـ "إذا" ودلاتها واضحة .. فلا يصح عقلا لجمهوري أن يتشكك في مسألة أصالة الأستاذ محمود ثم يشغل نفسه بالحديث عنها ويصف نفسه بأنه جمهوري.. وليس لجمهوري يتشكك في مسألة الأصالة أن ينتقد ويهاجم الذين أكرهوا على مهزلة الإستتابة في اليوم التالي لإغتيال الأستاذ محمود.. فقد كان محور الحديث في تلك المهزلة في سجن كوبر، خاصة مع الأستاذ عبد اللطيف، هو مسألة الأصالة والأصيل الواحد.. وقد أراح الأخ محمد عثمان نفسه من التناقض عندما قال بأنه الآن غير جمهوري [في بوست آخر جديد]، ولكنه أنكر على غيره ما أباحه لنفسه.. كيف يجوز لمن يتشكك في الأصالة أن يقول عن الجمهوريين الأربعة الذين أكرهوا على إنكار أصالة الأستاذ محمود بمعنى سقوط التقليد، أنهم تخاذلوا، وتركوا الأستاذ؟؟ ثم يقارن موقف الجمهوريين بموقف "شلة السكر" الذين لا يتركون صاحبهم؟؟!! [ وقد جئت أنت هناك ووصفت ذلك القول بأنه حق!!!] إعادة قراءة الفكــرة الجمهــوريـة على ضــوء تخاذل...يين بعـد الأستـاذ.
قولك:
Quote: ذلك، لأنني أشتم فيه ظلال من الوصاية، و "والإخراج من الملة." كنت أظن أننا قد تجاوزنا هذا النسق من التفكير غير الصحي، بعد نقاشاتنا الحامية في الصالون، وعلى صهوات خيولنا الجامحة في هذا المنبر الحر. وإن كنت قد أسأت فهمك، فإني أعتذر، راجياً أن توضح لي مقاصدك. وإن كنت قد فهمتك على الوجه الصحيح، وأظنني قد فعلت (مستصحباً إرثاً ثقيلاً، طويلاً، من النقاش الهادف بيننا) فإنه من واجبك الاعتذار عما لحق بي من أذى.
فأين هي الوصاية؟؟ ثم إني لا أخرج من ينكر مبدأ الأصالة من الملة الإسلامية خلِّ عنك من يتشكك بأن الأستاذ محمود قد حققها.. فأنت بالفعل قد أسأت فهمي ولكننا في معرض نقاش ولا تحتاج أن تعتذر عن شيء لم تفهمه.. وأنا آسف جدا أنك لم تفهمني كما كنت أريد، وألوم نفسي أكثر مما ألومك.. ولكن الحمد لله هناك دائما الفرصة للتوضيح..
والآن أعود لبقية مداخلتك التي أثنيت فيها على موقف الأخ أبو الريش:
Quote: الفكرة الجمهورية، مثلها مثل كل الأفكار والأديان، تنطوي، في الكثير من جوانبها، على الكثير الغموض الذي يستدعي الكثير من الشك. وليس هناك دين أو فكر لا يحمل دواعي الشك في طياته. من هذا الباب، فإني غير منزعج لكوني غير مطمئن، تمام الاطمئنان، لقضايا عديدة طرحتها الفكرة أو مواقف وقفناها في فترات معينة من تاريخ تطورنا كجماعة. بل على العكس من ذلك، فإني أحتفي بهذه القضايا، لأنها هي المحك الذي يجعلني أمحص، وأشك، وأتفاعل مع الفكرة، حاساً بوجودي وكياني وفرديتي. بدون ذلك، أكون كائناً متلقياً لأفكار أقبلها برمتها -أكون طائفياً- لا غياً لكياني كأنسان حر من حقه أن يشك ويوطن أي فكرة داخله، ويجعلها مكله، من خلال ممارسة فضيلة الشك الأمين التي بدونها لن نخطو أولى الخطوات نحو حق اليقين.
يهمني من هذه الفقرة ما وضعت لك تحته خطاً .. فأنت هنا تقرن القضايا التي طرحتها الفكرة الجمهورية بالمواقف التي وقفتها حركة الجمهوريين. طبعا يمكن للإنسان أن يقول أن الدين فيه الغيب ومعاني مثل الدار الآخرة والحياة بعد الموت وهذه المسائل تحتاج إلى الإيمان والتصديق قبل أن تستيقنها النفوس.. والفكرة الجمهورية لم تفرض على الناس الإذعان لمسائل الغيب، بل خاطب العقول، وأوضحت قيمة الشك كشيء إيجابي.. مثلا في إجابة الأستاذ عن هذا السؤال بالتحديد جاء:
Quote:
ما حكم الشك؟ وكيف نصل اليقين؟
الجواب: الشك طرف من الإيمان، مالم يزد عن حده فيصبح تقريراً وإثباتاً لخلاف ما يجب الإيمان به.. فإن لم يكن كذلك، فإنه وقود للإيمان، وقوة له، به ينمو، ويزيد.. واليقين هو زيادة الإيمان، حتى يتجاوز مرحلة العقيدة، إلى مرحلة العلم.. وأدناها علم اليقين، وأوسطها عين اليقين، وأعلاها حق اليقين.. وطريق زيادة الإيمان العبادة، والمعاملة.. وأهم العبادة، بعد المكتوبة، قيام الليل، بالصلاة، في الثلث الأخير، والإكثار من صيام النهار.. والقاعدة، في المعاملة، أن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به..
أما موقف الأستاذ والحركة الجمهورية من نظام مايو فقد اندهشت لكونه غير واضح بالنسبة لك ويحتاج منك إلى مراجعة عندما قلت في مداخلتك الأخيرة:
Quote: كما لم أطمئن إطمائناناًَ مطلقاً بعد لموقفنا من مايو، على افتراض أن الموقف من الحريات الأساسية غير قابل للتجزئة المبدئية. وقد ورد بصريح قول الأستاذ قبل مايو أنه لا يرجى من الدكتاتورية خير.
وهذا بالضبط هو الذي منع كثيرا من الأصدقاء إلتزام الفكرة الجمهورية.. وقد كتبت في هذا البوست للأخ الباقر وصلة فيها نقاش جيد لهذا الموضوع.. وموقف الاستاذ كان صحيحا لأن المواقف محكومة بملابسات الزمان والمكان والظروف.. تماما مثلما كان حكم الوقت بالنسبة للدعوة الإسلامية هو أن تلجأ إلى الهجرة وإلى الجهاد.. وتماما مثلما كان موقف الأستاذ سعيد صحيحا عندما أقر الأخوان الجمهوريين الأربعة في صبيحة يوم السبت 19 يناير 1985 على ما عقدوا العزم عليه من كتابة خطابات يعلنون فيها تنازلهم عما قالوه في المحكمة طالما كانت هناك فرصة لذلك!! وقد كان ذلك الموقف صحيحا في ملابسات الزمان والمكان ومجمل الحال.. [لا أنوي الدخول معك في أي نقاش حول هذه النقطة وإنما أحببت أن أوضح رأيي فيها هنا في هذا البوست وأنا أعرف رأيك ورأي الأخ محمد عثمان]..
قولك في المداخلة الأخيرة:
Quote: هذا، مع قناعتي التامة، بأن الفكرة الجمهورية يمكن أن يبشر بها الجمهوري وغير الجمهوري، المسلم وغير المسلم، واللاديني، دون أن يوافق على كل ما يعتقده الجمهوريون التقليديون. ومن هؤلاء الدعاة للفكرة الجمهورية، الذي يحتفي بهم الجمهوريون، الدكتور منصور خالد، الذي لا يعنيه، من قريب أو بعيد، أن يكون الأستاذ محمود الأصيل الواحد أو لا يكون. فحولة الدكتور منصور خالد الفكرية جعلته يرى فحولة الأستاذ محمود الفكرية، لأنها تتجلى كالشمس في رابعة النهار لكي ذي عين ولب سليمين! عند منصور خالد الأستاذ محمود قامة إنسانية سامقة، ابتسمت للموت، وتصالحت مع المشنقة والشناق، لأن الموت ماهو إلا حياة في حيز جديد عنده. ومنصور خالد يدرك أن الدنيا والآخرة عند الأستاذ محمود ليستا ضرتين، وإنما هما وجهين من وجوه الله، وفعل الله، الواحد، تماماً كما المشنقة والشناق من صنع البديع، الخالق، البارئ، المصور! بهذا الفهم السامق، منصور خالد "جمهوري،" أكبر من كثير من الجمهوريين الذين يعتقدون في أصالة الأستاذ محمود دون أن يكيفوا معنى هذه الأصالة في سياق الفهم الكوكبي المعاصر.
هذا لا يسمى تبشير يا عزيزي حيدر.. التبشير بأي شيء يقتضي الإقتناع به والوعي به ثم التبليغ وتحمل الأذى في سبيل الدعوة إليه.. الدكتور منصور خالد والحركة الشعبية يمثلان الجانب الآخر من السودانيين الذين يحترمون أطروحات الفكرة الجمهورية ويجلون الأستاذ محمود، وهم بهذا المعنى يمثلون وجه العملة الثاني التي مثل وجهها الأول الجمهوريون وعلى رأسهم الأستاذ سعيد، وبذا أصبحت الحركة الشعبية هي أداة تنفيذ النذارة بالطوفان.. وهي تشترك مع الجمهوريين في أنها استجابة مفهومة لظروف الزمان والمكان ومجمل الحال.. يمكن لغير المسلم أن يعجب ببعض جوانب الفكرة الجمهورية وينشر ذلك ويعرِّف به الآخرين.. وقد كان الأستاذ محمود أكبر من بشَّر بالفكرة الجمهورية، وعاش قيمها في نفسه، ثم أنه قدم نفسه فداء للتدليل على صدقه وعلى صحتها.. لا أعتقد أن الفكرة الجمهورية بعد الأستاذ تحتاج إلى من يبشِّر بها على النحو الذي فعله الأستاذ، ولا تحتاج إلى وجود تنظيم حركي كالذي أسسه الأستاذ محمود، ولكن الجمهوريين وغير الجمهوريين يمكنهم أن ينشروا تراث وكتب الفكرة وسيرة الأستاذ محمود ومواقف الجمهوريين حتى حادث التنفيذ.. لا أعتقد أن أي تنظيم يستطيع أن يتبنى كل أطروحات الفكرة الجمهورية، وبصورة خاصة مسألة الأصالة والموقف من الحدود.. هذا يفتح الباب للأفراد كي يكون لهم دور في وضع يدهم في يد الأحرار في العالم من أجل التغيير إلى الأحسن "حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا".. من هنا أرى ما يراه الأخ الدكتور عبد الله أحمد النعيم من الحديث عن فصل الدين عن الدولة وقيام الدولة المحايدة دينيا..
ولك مني خالص المودة.. ياسر
03-07-2007, 08:00 AM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058
Quote: كيف يجوز لمن يتشكك في الأصالة أن يقول عن الجمهوريين الأربعة الذين أكرهوا على إنكار أصالة الأستاذ محمود بمعنى سقوط التقليد، أنهم تخاذلوا، وتركوا الأستاذ؟؟
الأخ ياســر،
أسمـح لى بتصحيـح بعض ما جرى به قلمك.. فإن موضوعى هـو ليس تشككى فى أصالـة الأستـاذ محمـود، فإن العلاقـة بين الفرد وربـه هى دائمـا بين الفرد وربه.. ولكن تسـاءلت عن شك الأستـاذ، والى ماذا دعانا بعبارته (أتركوا شكى لى).. فلا تجـد مما كتبته، تشككى فى أو تأكدى من أصالـة الأستـاذ.. الأمـر الأخـر، فهـو أنى لم أتى على ذكـر الأستـاذ عبد اللطيف وأصحابه فى موضوع الأستتابـة.. فهم كانوا مكرهـون ولا أحـد ينكـر ذلك.. ولكن كان حديثى عن المواجهـة والعمل العام الذى عطله، (بدون إذن) من كانوا على المســؤوليـة بعـد الأستـاذ.. ولو كانت هناك مسـؤوليـة للأخوة المستتابين، فهى موقفهـم من قيادة الحركـة والإستمـرار بعـد أن حققوا حريتهـم.. حتى لو بعد الإنتفاضـة.
وشكـرا.
03-08-2007, 09:05 AM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
Quote: أسمـح لى بتصحيـح بعض ما جرى به قلمك.. فإن موضوعى هـو ليس تشككى فى أصالـة الأستـاذ محمـود، فإن العلاقـة بين الفرد وربـه هى دائمـا بين الفرد وربه.. ولكن تسـاءلت عن شك الأستـاذ، والى ماذا دعانا بعبارته (أتركوا شكى لى).. فلا تجـد مما كتبته، تشككى فى أو تأكدى من أصالـة الأستـاذ..
الأستاذ محمود لم يطرح مسألة الأصالة والشريعة الفردية على أنها علاقة بين الفرد وربه وإنما شرحها ووضَّحها بصورة وافية.. لقد قلت لك بأن الشك الذي ذكره الأستاذ كان حول مسألة "الأصيل الواحد" "المسيح" الذي ينتصر للدعوة، وكان شكه ذاك فوق مستوى اليقين كما تعرف، ولأنه قال أن الجمهوريين لا يعرفونه ولا يعرفون جهته فهو قد طلب منهم أن يتركوا شكه له، ولكن نصحهم بألا يشكوا في أنه صاحب أصالة وفردية سائر في طريق العبودية والتسليم لتحقيق مقام "الأصيل الواحد"!! فجئت أنت وقلت:
Quote: هناك أسئلـة كثيـرة يا أخى ياســر تحتاج الى إجابات واضحـة، وهى تؤرقنى دائمـا وأبحث عن أجـوبـة لهـا.. منهـا على سبيل المثال، لو كان الأستـاذ محمـود شـاكـا فى كونـه الأصيل الواحـد، فلماذا ترك الصلاة الشـرعيـة، ولم يبقى عليهـا حتى يتيقن من الأمـر.. ذلك أن الصلاة الشـرعيـة لا يتحول منهـا الى صلاة الأصالـة الا الأصيل الواحـد..
وبالفعل أنت لم تقل بأن لديك شك في أصالة الأستاذ ولم تقل أنك متأكد منها.. فاين تضع نفسك؟؟ ألا تعتقد أن عدم التحديد هذا سيضعك في موقف صعب إذا قدر لك أن تقف أمام جماعة استتابة شبيهة بتلك الجماعة التي مارست تلك المهزلة مع الجمهوريين الأربعة؟؟ بطريقتك هذه كنت ستقول عن الأستاذ محمود كل ما يطلبونه منك.. ولن يخرجك من الحرج القول بأن العلاقةبين الفرد وربه هي دائما بينه وبين ربه.. فسوف يسألونك كما سألوا الاستاذ عبد اللطيف: ماذا تقول عن رجل لا يصلي الصلاة الشرعية المعروفة؟؟ من هذا المنطلق قلت أن الذي لديه شك أو غير متأكد من أصالة الأستاذ محمود، بمعنى أنه صاحب شريعة فردية، ينبغي عليه ألا يصف الجمهوريين الذين تنازلوا بالتخاذل وكنت أقصدك أنت والأخ حيدر.. وقد أشرت إلى بوستك هذا: إعادة قراءة الفكــرة الجمهــوريـة على ضــوء تخاذل...يين بعـد الأستـاذ.
فأنت قلت هناك:
Quote: لقـد كشفت أحداث الجمعـة الثامن عشــر من ينايـر من عام 1985، خللا كبيـرا فى ســلوك الجمهـوريين، وفشــلا فى أتخاذ القرار البديهى والمنطقى الذى يتخـذه أبسـط الناس فى مثل تلك الظروف. وبالعاميـة الســودانيـة، لو فى شلــة سكــر ما بخلو صاحبهـم يواجـه الموت ويفوتو منـو، دع عنك أن يكون هـذا الصاحب هـو من كانوا يطأطئون له الرؤوس قبل سـاعـات من إعدامـه، دجلا ونفاقـا. وأنا هنا أتحدث عن من كان فى يـده الأمـر والمقـدرة فى أن يحرك الجمهـوريين الذين كانوا مستعـدين للتحرك فى أى إتجاه فى سبيل إبقاء الثورة مشتعلـة..
فهل في تقديرك أن الخلل السلوكي يدخل فيه الأستاذ محمود أيضا؟؟ فهو لم يكن صاحب ثورة شعبية مقبول عند الشعب السوداني أو على الأقل عند غالبيته المسلمة.. وقد نجح نميري في التركيز على إظهار الأستاذ محمود في صورة "الزنديق تارك الصلاة" وإبعاد صورة المصلح الذي نصح السلطة بأن تلغي قوانين سبتمبر لتشويهها الإسلام وإذلالها الشعب وتهديدها للوحدة الوطنية.. للأسف الشعب السوداني جازت عليه تلك الخدعة.. أما الجمهوريون فأنت تعلم أنهم لا يقارنون بشلة "السكر" أو أي شلة أخرى وإنما هم أناس ملتزمون ولكنهم أيضا يعرفون حدود إمكانياتهم في المواجهة ويتعاملون مع الأشياء بالحكمة وليس بأسلوب الثورجية.. ولم يكن بينهم في الحقيقة من وصفتهم أنت بأن في يدهم الأمر والمقدرة في تحريك الجمهوريين لإبقاء الثورة مشتعلة.. من السهل على المرء أن يلقي الكلام هكذا ويقول بأن الجمهوريين كانوا مستعدين للتحرك في أي إتجاه.. لا أعرف أين كنت أنت في تلك الأيام ولكن أظن أنك كنت خارج السودان [أرجو تصحيحي إذا كنت مخطئا].. أغلب الجمهوريين كانوا رهن الإحتجاز في حراسات البوليس منذ عصر الخميس 17 يناير.. الجمهوريات كنَّ في حراسات مركز أمدرمان الشمالي والجمهوريون كانوا في مركز أمدرمان الجنوبي وقد دام هذا الحبس ما يقرب من الأسبوعين بعد تنفيذ الحكم على الأستاذ.. وكان الشرط لإطلاق سراحهم هو توقيعهم على تعهد بصيغة معينة.. وقد عمل الأستاذ سعيد على التوصل لصيغة مقبولة للسلطة وقام الجمهوريون بالتوقيع عليها وخرجوا.. وكان ذلك عملا حكيما جدا.. كان بإمكان كل من لا يريد التوقيع أن يرفض.. كان هناك جمهوريون آخرون معتقلون قبل يوم 17 يناير وهؤلاء أيضا خيروا بين التوقيع أو استمرار احتجازهم ريثما تتم محاكمتهم ومعظم هؤلاء اختاروا التوقيع ما عدا اثنين هما الراحل الأستاذ الباقر الفضل والأخ مصطفى محمد صالح اللذين بقيا حتى أفرج عنهما بعد الإنتفاضة..
قولك هناك:
Quote: فى حديث الفـداء الذى كان أخـر حديث للأستـاذ محمـود، والذى يعيـد نشــره هنـا الأخوان، كان الأمـر واضـح من أن الجمهـوريين عليهـم فدايـة الشعب، وقبل أيام قلائل من حديث الفـداء، قال لهـم أنهـم عليهـم فداء الشعب، حتى لو صـاروا كعصف مأكول.. هـذا ما قاله لهـم.. وتركهـم عليـه.. كانت هناك القيادة - الضبـاط الثلاثـة.. وكان هناك الصف الأول والثانى من القياديين الذين لم يكن لأحـد أن يعصى لهـم أمـرا..
لو تأملت حديث الفداء ستجد أن الأستاذ محمود أشار إلى أنه سوف يفدي الجمهوريين ويفدي الشعب السوداني.. ولكن متى كان الأستاذ محمود يتعامل مع الجمهوريين بالأمر؟؟ هذا ما يجعلني أظن أنك لم تعرف ما يكفي عن تلك الأيام.. فعند خروج منشور "هذا.. أو الطوفان" قال الأستاذ محمود للجمهوريين أن هذا المنشور له مستحقات قد تتعدى الجلد والسجن وأن أي جمهوري لا يجد في نفسه الإستطاعة من تحمل مسئولية توزيعه عليه أن يذهب إلى منزله وهو موفور وهو جمهوري ولا بأس عليه أبدا.. فالأستاذ لا يواجه بالآخرين ولكنه لا يمنع من يضع نفسه في المواجهة وتلك هي طريقته دائما، وأنت تعرف ذلك.. حتى الجمهوري الذي لا يستطيع حمل الكتب وبيعها في الشارع لا يتم فرض ذلك عليه.. وليس صحيحا قولك بأنه ليس هناك من يعصي للقياديين أمرا وأنت تعرف ذلك.. ولكن لعلك لم تكن حاضرا وقت القاعدة الذهبية التي أطلق عليها إسم "الطاعة بفكر والمعصية بفكر".. ويمكنك أن تضع نفسك في المحك وترى إن كنت سوف تطيع القياديين إذا هم اختاروا المواجهة والموت!!! فمن يقل عن القياديين مثل هذا القول كم هو حري بأن يكون أول العاصين بفكر.. وقد تذكرت أنني قرأت لك في هذا المنبر أنك قد خالفت في يوم من الايام توجيه الأستاذ وقمت بزيارة محمد خير محيسي عليه رحمة الله وقمت بمناقشته في مسائله إدعاء الأصالة.. الأستاذ سعيد قال للجمهوريين أن شرخا قد حدث وأنه لم يعد يرى أن المجتمع الجمهوري على نفس الصمامة التي كان عليها قبل حادث التنفيذ وأنه لا يستطيع أن يتحمل قيادة الحركة والتنظيم وقد كان صادقا جدا وأمينا في كل ما قاله.. ولكنك تقول:
Quote: وبالرغـم من ذلك نشطت حركـة ( الإجتهـاد فيمـا فيـه نص)، وتركوا واجبهـم فى مواصلـة دعوتهـم.. بل عصـوا التوجيهـات المباشـرة فى حديث الـفــداء أن يفدوا شعبهـم ويكونوا مستعـدين لكل أنواع البلاء.. بل الأنكى من ذلك، هـو أن العصيـان قـد بدأ قبل أن يغادر الأستـاذ حراسـات أم درمـان الى سجن كوبـر.. فقـد كان توجيـه الأستـاذ محمـود للأستـاذ سعيـد الطيب شايب رحمـه الله، هى أن يعود الجمهـوريون فى مسيــرة ذاكـرة مثل ما جاؤوا.. ولما بلغـه أن الأستـاذ سعيـد أمـر الناس أن يعودوا فرادى بوسـائل المواصلات المختلفـة قال: "بالله سعيـد قال كـدا؟!!".
أنت تعرف أن الفكرة الجمهورية تسمح بالإجتهاد فيما فيه نص فالحكمة بفهم النصوص وليس باتباعها بصورة عمياء بدون حكمة، وأن القيادي مطلوب منه أن يتصرف ميدانيا بالطريقة التي يراها مناسبة، وقد كان الأخ سعيد يرى أن تلك هي الطريقة المناسبة حتى لا يصطدم الجمهوريون بالمضللين من الشعب السوداني وكان الأخوان المسلمون يريدون ذلك.. هذا عرفه الأخ سعيد بحكم تجاربه العديدة.. وتعرف أن الحكمة شرط مهم في الدعوة "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة".. ولكن سهل على الإنسان أن يتكلم وأن يكتب أي كلام.. ومن يقرأ كلامك هنا يظن أن القياديين تركوا الساحة مباشرة بعد النطق بالحكم وذهبوا إلى منازلهم.. ما نقلته عن الأستاذ محمود لا يشبه من قريب ولا من بعيد ما أعرفه عن الأستاذ.. ولو كان الأستاذ محمود يريد من الجمهوريين أن يخرجوا في مظاهرة أخرى لقال ذلك ولكنه قال أن المسيرة قد خدمت غرضها.. ولكن هب أن الأستاذ محمود قد قال ذلك ألا يدل هذا على أن تنظيم الجمهوريين ليس تنظيم إشارة وأوامر عليا تطاع بدون تفكير؟؟ هذه النقطة التي أجراها الله على قلمك أكبر دليل على انتفاء صفة الطائفية عن الأستاذ سعيد في تعامله بما يراه هو مناسبا طالما وضع في موضع القيادة.. ولكن ربما بسبب وجود من يسيئون الظن بالأستاذ سعيد اختار هو ألا يتحمل مسئولية التنظيم بعد التنفيذ.. الشاهد أن الحركة بعد النطق بالحكم أصدرت عدة منشورات وتم توزيعها على الشعب وهذا عمل في حد ذاته أهم من أن يعود الجمهوريون في شكل مسيرة كان البوليس قد منعها من مواصلة السير حتى المحكمة قبل ساعات في نفس اليوم!! الشاهد أن الحركة قد أخرجت منشورا في يوم الإثنين 7 يناير منشورا تم ترتيبه على أنه الثاني بعد المنشور الأول "هذا.. أو الطوفان" وهذه صورة هذا المنشور الثاني:
وفي اليوم التالي للنطق بالحكم الذي كان في يوم الثلاثاء صدر هذا المنشور [يعني يوم 9 يناير] وهذه صورة منه:
الصفحة الثانية من المنشور الثالث .. فقرة غير واضحة في الصورة سأقوم بكتابتها هنا:
Quote: 5) وقد زعم القاضي أننا طالبنا بإلغاء الشريعة، هذا مع أننا طالبنا بإلغاء قوانين سبتمبر 1983، لأنها مخالفة للشريعة!! كما قال القاضي عنا في حيثياته: ( وكذبوا حين قالوا أن القانون أضاف إلى العقوبة الحدية الغرامة والسجن).. فليرجع القاضي إلى المادة 444 من قانون العقوبات لسنة 1983 ليرى بنفسه أن عقوبة السجن قد أضيفت إلى حد الخمر عندما سبّب السكران إزعاجا.. كما أن المادة (3) من قانون أصول الأحكام القضائية قد فتحت الباب للقضاة ليصبحوا مشرّعين، يستنبطون الأحكام حسب فهمهم هم للشريعة وللفقه.. مما جعلهم يتورطون في مخالفات واضحة للشريعة، أضافت عقوبات أخرى للحدود، كقطع يد المختلس ( مع أنه لا يُقطع)، ثم تغريمه، أو سجنه في حالة عدم دفع الغرامة، كما حصل في قضية المحاسب الشهيرة.. هذا في حين أن النبي الكريم قال: (لا غرم على السارق بعد ما قطعت يده) 6) إن الغرض الأساسي من هذه المحكمة هو إرهاب الشعب، وإرهاب المفكرين الأحرار، والمعارضين السياسيين، ويتضح ذلك بجلاء من قول القاضي في حيثياته: (وحتى يتعظ غيرهم من أصحاب الدعاوى الهدامة) .. وهذا الاتجاه يقصد منه في الحقيقة إلى اعتبار أي فكر حر، أو معارضة سياسية، دعوة هدّامة، يُنكّل بها باسم الدين.. ولكن الأستاذ محمود محمد طه، والجمهوريون، أكبر من أن يخضعوا لهذا الإرهاب، بل إنهم ما واجهوا هذه القوانين، والمحاكم، إلا ليرفعوا عن الشعب ظل هذا الإرهاب، وليعيدوا إليه كرامته، وهم يفدونه، ويعتبرون هذه التفدية هي أقرب القربات إلى الله..
وفي يوم 12 يناير أصدرت الحركة بقيادة أستاذ سعيد المنشور الرابع وهذه صورته:
وهناك منشور خامس قد صدر بعد يوم 12 يناير ولكن للأسف ليس لدي منه نسخة كي أعرضها.. والآن أريد أن أعود إلى بقية مداخلتك في البوست الآخر لأنها مرتبطة في تقديري بهذا البوست هنا:
Quote: ولكن الســؤال الأن: هل كانت هـذه هى المشكلـة، أم أنها كانت ظاهـر المشكلـة وأعراضهـا.. لماذا استسلـم الجمهـوريون بهـذه الســرعـة المذهلـة؟ كيف كان هـذا السقـوط فى أول أختبار عملى للتحقيق..
أرجو لك التوفيق في مساعيك لتحليل موقف الجمهوريين بدقة.. وآمل أن يتضح لك ما أراه من أن كل الذي حدث مسألة طبيعية جدا مثل التي حدثت لتلاميذ السيد المسيح وقد سردتها في هذا البوست: الانسان ما هو؟ ومن هو؟
.. قولك:
Quote: فى الأيام القليلـة القادمـة ســوف أناقش هـذه النقاط إن شـاء الله، ومع حفظ وإحترام مقام الأستــاذ، إلا أنه لن تكون هناك قدسيـة تمنـع من البحث عن الحقيقـة بحـريـة لا تحدهــا قداسـة ولا عقيـدة فى شخص الأستــاذ.. وسيكون النقاش فى إطـار أن الأستـاذ فرد عادى يخطئ ويصيب، وإن الفكـرة الجمهـوريـة يجب أن تعاد قراءتهـا من جديـد بذهن مفتــوح، ومقارنتهـا بالعقائــد الأخـرى.. فمن أراد من الأخوان الجمهـوريين النقاش فى هـذا الإطـار فمرحبـا.. أنا الأن لست جمهـوريـا، ومن مصلحـة بحثى عن الحقيقـة فى الفكـرة الجمهـوريـة، بل من شــرط حياد البحث، أن لا أكون منتميـا لهـا، فإنك لا ترى إلا عمـودا واحـدا من أعمـدة الكهربـاء الموازيـة لخط السكـة حـديـد، حتى تخرج من داخل خط الأعمـدة.. حينهـا فقـط تستطيـع رؤيـة بقيـة الأعمـدة.. هـذا المثال ضـربـه الأستـاذ محمـود فى مقام مثل هـذا المقام.
وعلى الله قصـد السبيل، ومنهـا جائـر، ولو شـاء لهـداكم أجمعين.
ركز على الفكرة وعلى الأستاذ محمود وأرجع واقرأ الكتب الأساسية.. وستكون لي عودة للقراءة..
وشكرا ياسر
03-09-2007, 05:36 AM
Abureesh
Abureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182
كنت شـاهـدا على تلك الأحداث، ولم أكن خارج الســودان فى ذلك الوقت.. هـذا ما لزم توضيحـه.
Quote: وليس صحيحا قولك بأنه ليس هناك من يعصي للقياديين أمرا وأنت تعرف ذلك
لقـد كنت ضمن حضـور الجلسـة التى عقدت فى منزل العـم محمـد فضل بالموردة، بعـد تنفيـذ الإغتيال.. وكان الأستاذ سعيـد رحمـة الله عليه رئيس الجلسـة بطبيعـة الحال.. وكان هناك نقاش موسع لما يمكن أن يعمل.. وعندمـا بدأت تظهـر بعض الأراء المتباينـة، حســم الأخ سعيـد النقاش بأنه لا يستطيـع أن يتحمل مسـؤوليـة القيادة.. وهـو ليس مســؤولا عن التنظيـم منذ (الان).. وبذلك كانت تلك أخـر جلســة للجمهـوريين كتنظيـم.. وعاد سعيــد الى مدنى. إختلاف وجهـات النظـر كان أمرا عاديـا، حتى فى الجلسـات التى كانت تعقـد بمنزل الأستـاذ.. ولم يمنع ذلك من استمـرار الأستـاذ فى قيادة الناس وسياستهـم.. فلقـد كان الجمهـوريون فى كثير من النقاشـات، يشـرقون ويغربون، ولكن أراؤهـم فى النهاية تكون قريبـا من قريب. ولقـد كان قرار الأستـاذ سعيـد بإعتزال القيادة، هـو اشـارة يا أستاذى ياسـر للجمهـوريين أن يتركوا العمل العام.. وقـد أتضـح هـذا الأمـر من موقفـه من جماعـة "التنظيـم الجديــد" لا أناقش أمـور شخصيــة للاخوان القياديين، وإنما موقف تأريخى وقفوه من التنظيـم.. وبذلك فى دعوتك لى بنقاش الفكـرة والأستـاذ فحسب، مع احترامى لهـا الا أننى أراهـا نابعـة من ظنك أنى أتحدث عن أشخاص الناس.. وهـذا ليس الواقـع.. وإلا فلماذا تقترح على نقاش مواقف الأستـاذ؟
Quote: وبالفعل أنت لم تقل بأن لديك شك في أصالة الأستاذ ولم تقل أنك متأكد منها.. فاين تضع نفسك؟؟ ألا تعتقد أن عدم التحديد هذا سيضعك في موقف صعب إذا قدر لك أن تقف أمام جماعة استتابة شبيهة بتلك الجماعة التي مارست تلك المهزلة مع الجمهوريين الأربعة؟؟ بطريقتك هذه كنت ستقول عن الأستاذ محمود كل ما يطلبونه منك.. ولن يخرجك من الحرج القول بأن العلاقةبين الفرد وربه هي دائما بينه وبين ربه.. فسوف يسألونك كما سألوا الاستاذ عبد اللطيف: ماذا تقول عن رجل لا يصلي الصلاة الشرعية المعروفة؟؟
بصـرف النظـر عن محاولـة الأخ عبداللطيف، فلو ســألنى شخص عادى فى نقاش، فردى هـو ما رايت، بأنى لا أعرف أى شئ عن علاقـة الأستـاذ الفرديـة بربـه.. فإن الله هـو العليـم بهـذه.. أما لو سـألنى أحدهـم وهو يحمل سلاح الإرهاب، فإن الرد فى هـذه الحالة يكون أى شـئ فى إطـار وضـع ذلك الشخص فى علبه، وإفهامه بكل سبيل أنه يتحدث فوق إمكانياته.. فلا أسمـح لأحـد أن يسـألنى بصـورة عدائيـة عن ما أعتقـد. فى سجن الأستـاذ الأول (الأستاذ والجمهـوريين، عندما سجنوا فى كوبـر مع بقيـة السياسيين لفترة طويلـة) قمت بالحديث فى قهـوة أتنى فى الخرطوم.. بعـد أن اعتليت أحدى الترابيـز.. وكانت تلك القهـوة التى يؤمهـا المثقفـون تقع بين شارع الجمهـوريـة والقصــر.. على بعـد أمتار من القصـر الجمهـورى.. وبعـد حوالى عشــر دقائق من الحديث، اتى رجال الأمن وتم اعتقالى فى مبانى القيادة العامة.. المهـم بعـد يومين فى مبانى القيادة العامـة حولت الى كوبـر.. وبعـد خمسـة أيام فى كوبـر أتى رجال الأمن وأخذونى لمقابلـة اللواء الفاتح الجيلى الذى كان مديـرا للأمن الداخلى.. فسـألنى "أبيت الأكل عشـان مسـكوك؟" ثم سـألنى "كيف نضمن أنك ما حتتكلم مـرة تانيـة لو فكيناك"؟ وربما كان يتوقـع أنى سـوف أتعهـد له بعـدم الحديث.. ولكنه نادى من كان يقف بالباب لأخذى الى الحراسـة مـرة أخـرى.. وبعـد سـاعات تم إطلاق سـراحى دون توقيـع أى تعهـد.
ثم أننى يا أخى ياســر، أكـرر لك مـرة أخـرى، أن حديثى لم يكن عن الأستاذ عبداللطيف وأصحابه وما قالوه وهـم فى الأســر، فإنى أحفظ لهـم حقهـم فى رسـم ما يرونه فى طاقتهـم.. ولكن حديثى عمن كان فى مقدرتهم قيادة الناس، ولم يفعلوا.. تخيل فقـط لو أستقال ردولف جوليانى من عموديـة نيويورك فى نفس يوم إنهيار مبنى التجارة العالمى.. هـذا هـو ما حدث للجمهـوريين بعـد التنفيـذ.
Quote: وقد نجح نميري في التركيز على إظهار الأستاذ محمود في صورة "الزنديق تارك الصلاة" وإبعاد صورة المصلح الذي نصح السلطة بأن تلغي قوانين سبتمبر لتشويهها الإسلام وإذلالها الشعب وتهديدها للوحدة الوطنية.. للأسف الشعب السوداني جازت عليه تلك الخدعة..
النميـرى يا ياســر لم ينجح الا فى ارهاب الناس.. وإلا فإن الشعب الســودانى تلقف رايـة الأستاذ محمـود مباشـرة بعـد التنفيـذ، وأطاح بالمنيرى فى 76 يومـا فقـط، ولم تجـوز تلك الخدعـة على ذكائه الوقاد الذى طالما أمن به الأستـاذ.. لو كان هناك من جازت عليه الخدعـة هم الجمهـوريون!! لأنهم فعلا تركوا العمل العام وتقوقعـوا فى ذواتهـم.
03-11-2007, 06:53 PM
محمد عبدالقادر سبيل
محمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595
أخي الكريم الباقر عثمان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكرك على ما اوردت واعتذر عن عدم الرد نسبة لأنني كنت اتابع السجال بين ابو الريش والشريف، ورغم انني لم افهم كيف ادى هذا السجال الى انسحاب ابو الريش نهائيا من المنبر برمته وبالتالي من هذا الخيط الذي طرحت فيه اسئلة له ولياسر دون استجابة منهما.. الا انني اجد واجبا علي أن ارد عليك .. حيث تقول مشكورا:
Quote: هل أفهم من ذلك أنك تنفي مشروعية الأختلاف؟ وفي الأثر أن أختلاف الأئمة رحمة ويروى عن علي قوله :" إن القرآن حمّال أوجه."
اجل ، من حقك أن تفهم ذلك ، فالأختلاف في الدين ليس فضيلة !!! بيد انه يجب التفريق بينه وبين الاجتهاد والرأي ازاء مسائل فقهية، وبأسانيد كلها صحيحة من جانب طرفي الاجتهاد أو اطرافه. ولذلك شروط معلومة ، طالما ان الاطار المرجعي : الكتاب والسنة والبحث باخلاص وتقوى عن مراد الله تعالى في المسألة المعينة. ولا اجتهاد مع النص ( سواء من الكتاب أو السنة) بل لا اجتهاد يعارض او يؤخر حكما آخر جاء فيه نص . من هنا فان مقولة ( اختلاف الائمة أو المذاهب رحمة ) تحتاج الى ترسية تحقق الدقة في مفهومها ومضمونها المستهدف. فالائمة المقصودون لم يختلفوا في الدين ( والدين هنا معناه اتباع طريقة الله عز وجل التي فرضها على عباده وطبقها رسوله.. اتباعها ب" اسلام" بمعني بانقياد واذعان تام: (ان الدين عند الله الاسلام ) وليس غريبا عنك مالا يحصى من الآيات والاحاديث التي تنهى عن الاختلاف في الدين والتفرق فيه،( انظر ما اوردته من جانبي وقد اقتبسته انت اعلاه .. فالدين ليس مجالا لوجهات النظر الشخصية أو عصف الذهن والخضوع لابداعات العقل الحر وانما هو مجال للاتباع باحسان فقط. تعقل هذه الصيغة المعينة للفهم الصحيح والمعين لتتبعها جيدا. قال الله تبارك وتعالى : ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى أن اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم اليه الله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب) فهذا دين الاسلام ، الذي فصله على صور شرائع مخصوصة لكل امة ضمن هذا الاطار ولذلك قال جل من قائل: (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) فباتباع شرعة الله تعالى التي في القرآن وسنة نبيه الكريم (ص) نكون قد وقع تلقائيا في الاطار الاشمل دين الله الاسلام الذي دان به النبيون السابقون واتباعهم. واما الاحسان المشار اليه ( اتباع باحسان ) فمعناه الانقياد التام دون شروط ، ولكن بهدى وتحصيل مراد الله تعالى الذي ينبغي ان نعبده على بصيرة حتى نعرف كيف نخشاه على الوجه الذي شاء. وهنا يأتي مقام العقل ( المسلم ) أي الطائع ( طالما انه مؤمن)ابتداءً ، الباحث بخشوع العبد عن مراد ربه تعالى وفهم ما بينه رسوله (ص) . وهكذا فان الائمة تنوعوا في التماس هذا المراد وفي اتباع الاسوة ذاتها والصيغة ذاتها التي كان عليها الصحابة رضوان الله عليهم ولم يبتدعوا من عندهم جديدا ولم يختلفوا في الدين ولكنهم اختلفوا في تفضيل دليل على دليل ، وفي البناء على الدليل المفضل مع تسويغ التفضيل.وبالتالي فالمرجعية واحدة والتنوع انما هو في اطار الشرعة ذاتها بسبب ( مستويات الدين ومنازل التقوى مما اقتضى ورود نصوص بمستويات تكليف متفاوتة) . ولو كان الائمة قد اختلفوا لتباينوا ولأختلفت قلوبهم ( كما هو دارج عادة بين المختلفين مع تراكم اسباب الاختلاف وتزايد حدة الاستقطاب) ولما اعتقد بعضهم في احقية غيره من الأئمة فيما ذهب اليه ولما احبوا وتواضعوا لبعضهم ، بل يصل الامر احيانا لأن يتبع بعضهم مذهب بعض اذا حل ضيفا على الآخر!! تتصور ( امام مذهب يتبع مذهب آخر !!). اذاً فمعنى الأختلاف هنا مختلف!!. وازاء قولك:
Quote: وهل أفهم أيضا أنك ترى أن المفاهيم المتباينة والفرق لم تظهر بين المسلمين حتى الآن .. ويصير محمودا بالتالى أول من أتى بذلك؟
الفرق يا سيدي ظهرت منذ خلافة علي ولكنها ليست دليل عافية بالضرورة. ووجودها لا يمنحها مشروعية في ذاتها. والايات والاحاديث في قدح الفرق والشيع المتابينة في الدين لا حصر لها وانت تعلمها. والاعتصام بحبل الله المتين هو الأصل وهو المطلوب وما عداه شطط وزيغ طبعا. ولكنه يحسن بنا الا نتوقف كثيرا لذم الفرق بتعيينها وتكفيرها والتأليب ضدها فهذا من عمل التفريق والتباعد. بل عليها السعي للتوحيد على المنبع الصافي المتفق عليه ( بلاغ المصطفى المبين الذي استمسك به السابقون الأولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان حتى رضي الله عنهم ورضوا عنه ) وقولك:
Quote: أنك ممن يرون أنهم أصحاب الفهم السليم الوحيد.
كلام غير مبرر وغير صحيح ، بل لا افهم كيف يمكن ان تكون للرسالة ذاتها غايات متباينة أو غامضة يفهما من شاء كما شاء؟ فرسالة الله تعالى الينا اجمعين الى يوم الدين يجب ان تكون محددة معينة واضحة تكلفنا جميعا بتكليف واحد حتى وان تفاوتت مستويات هذا التكليف المعين. واما ان افهم انا فهما وتفهم أنت آخر وغيرنا وغيرنا فاننا حينئذ بصدد رسالات عديدة من حيث المضمون وتنطوي عليها رسالة واحدة من حيث اللفظ والشكل!! فهل هذا ما تفضله؟ انا ليس عندي فهم خاص ولا ينبغي لي ، وانما عندي اجتهادي وتصري وسعيي لأدراك مراد الله الذي فهمه جيدا رسول الله (ص) واتبعه جيدا ( باحسان ) اصحابه فنالوا شهادة الرضوان ولما يزالوا يمشون على الارض مسلمين طائعين متقين، لا متكلفين ولا مشترطين ولا محكّمين انفسهم الأمارة بالسوء فيما قضى ربهم وحكم وهو خير الحاكمين. ثم تقول:
Quote: فأنت لا ترى – إن رأيت – شيئا في نفاذ أحكامها وإنما يكفك عنها عدم الإستطاعة ماذا إذا توفرت الإستطاعة؟
مفهوم الوسع لا يعني التفريط والاستسهال ، بل اجد ان الوسع هو تحديد وصرامة في التكليف ! لماذا؟ لأن ( لا يكلف الله نفسا الا وسعها ) معناها يكلف الله تعالى النفس وسعها كاملا لا اقل!! ان كنت مخطئا فصححني. وفي خصوص فرضية وقوع حرب واخذ اسرى كفار .. فأقول: ان القاعدة التي تحكم هذا الأمر موجودة في القرآن ، قال تعالى( فاعتدوا عليهم بمثلما اعتدوا عليكم) و ( لا عدوان الا على الظالمين) فلو كانت اسرى المسلمين يعاملون بين اعدائهم على نحو معين فانه يتعين عليناان نعامل اسرى الاعداء بالقسطاس المستقيم اي بالمعاملة ذاتها لا اقل ولا أكثر. وقولك:
Quote: موقف محمود الذي يرى أنها ليست أصولا في الإسلام وأن الأصل هو الحرية وأن البشرية وصلت مستوى من التطور سقطت معه كل آيات الوصاية
وصاية من هذه التي سقطت؟! وهل ممكن ان تسقط، وهل في صالح احد ان تسقط ربنا لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين فنهلك. ثم ان القول بأن البشرية ( وصلت الى مستوى ) قول مبالغ فيه ، بل هو غير واقعي. بدليل انه قيل في منتصف القرن الماضي ، وهاهي امريكا الى اليوم تمارس الوصاية اللاهوتية على العالم باسره ، وتقتل وتشرد وتدمر بوحشية القرون ما قبل الوسطى وبافظع الاسلحة، والظلم الذي تمارسه هي واوروبا المتحضرة على اهل فلسطين والبوسنةالمسلمة والعراق والصومال، عبر السكوت عن الحق ومساعدة الظالم عمليا من اجل الانتخابات والتصفية العرقية.. كل هذا لم يكن له وجود في يوم اطلاق محمود لهذه المقولة الخاطئة.فالعالم ينحدر من السئ الى الأسوا ، ومقولة نهاية التاريخ وصراع الحضارات هي مقولات مناقضة لمذهب محمود الحالم. هل ممارسات ابوغريب وسجن غوانتاناموا وباغرام والاختطاف خارج القانون من علامات هذا التطور الذي لا يحتاج الى وصاية رب العالمين؟! حسبنا الله ونعم الوكيل _______________ رب اشرح لي صدري
03-11-2007, 10:26 PM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058
لقد علمت ان الاستاذ محمد عثمان ( أبو الريش) لم ينسحب من المنبر بسبب سجاله مع ياسر الشريف وانما بسبب الكلم الخبيث الذي يرد في مواضع اخرى من المنبر، الأمر الذي ضايقه كثيرا فنبه اليه واحتج ، غير انه لم يلق اذنا صاغية فانسحب غضبان اسفا على ما يجري. وهذا موقف يحسب له ، فهو العف الكريم. وبدوري اطالب بكري ابوبكر بسرعة اتخاذ الاجراء الذي من شأنه استراد ابو الريش لنا ، فهو نعم الزميل ونعم المثقف ، ولا ينبغي ان نخسره واطالب ابو الريش بالعودة سريعا، على الأقل للرد على اسئلتي... ومن المهم ان يعود لأحكي له ولحيدر بدوي وغيرهما ما حدث لي بالامس من أمر عجيب يتعلق بالاستاذ محمود..
أمبارح وخلال ادائي لشعيرة الوضوء قبيل الصلاة شعرت بقشعريرة سرت في بدني، شعور عجيب جعلني اندفع الى الغرفة حيث زوجتي ولما يزل الماء يتقاطر من اطرافي .. هتفت : يا أميرة! كانت الزولة تعدل ثوبها مقبلة على الصلاة ، فقالت : بسم الله ، مالك ياراجل؟ - عرفت ليك محمود محمد طه عايز يقول شنو ! * أجي؟! - أيوة !! .. الزول دا كان عايز يقول ( كذا كذا كذا..) ومضيت اسرد لها قصتي التي تعكس فهمي المتواضع للفرق بين مستويين من الدين ثانوي ) ولكنه مطلوب كوسيلة( رئيسية) نحو الدين الأصلي / المطلوب لنيل رضى الله عز وجل، وهذا المستوى الثاني ( يسميه محمود الرسالة الثانية) هوالذي يحثنا الله تعالى للوصول اليه قبل ان نموت ( ولا تموتن الا وانتم مسلمون ). * بالله؟ شوفو الزول دا؟ يعني كلامو كويس، بس قالوا بصورة ما كويسة، بتخلع الواحد: زي "الرسالة الثانية" ونحن بنفهم احسن من الصحابة ووو، مافي داعي للحاجات دي - بالزبط كدا تتصوري؟ يعني لو كان قال مثلا ( الدين الطالب ) وصولا الى ( الدين المطلوب ) ، بمعنى دين المجاهدة والتكليفات الشرعية الذي نطلب به الترقي في منازل التقوى حتى بلوغ منزلة الاسلام التام، وهي منزلة الدين والايمان الكامل والعمل الكامل ( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين) ، لو كان قال حاجة زي كدا كان كلامه استقبلوه بصورة افضل بكثير من البلبلة والالتباس الحصل والى اليوم. بعد شوية صفنت لي صفنة كدا ، فقالت لي أها؟ * تعرفي، لكن في اخطاء اضافية بعضها شكلي متعلق باللغة / الاصطلاحات المزعجة زي ما قلتي، وبعضها متعلق بأفكار اساسية يعني مثلا قال ان الزول بمنازل الدين الكامل بيصبح ( انسان كامل ) والانسان الكامل دا هو الله؟ * لا لا كان كدي ما هناي ؟ - طبعا بيقصد ( مايزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه ، فاذا احببته كنت يده التي يبطش بها وسمعه الذي يسمع به ورجله التي يمشي بها) * آآآآآ طيب لكن "الله " ياخي؟ - بالغ مش؟ * الداعي شنو زاتو؟ - واضح ان الشيطان اتدخل في الحتة دي، ودا شي طبيعي ، أنا قريت قبل كدا انو مولانا عبد القادر الجيلاني مر بحاجة زي دي تتعلق بالصلاة والاصالة برضو لكنه انتبه لنزغ الشيطان فاستعاذ واستمر يصلي ويعبد زي الناس وزي النبي حتى مات. واضح ان محمود لم يعر مسألة الشيطان في كل خطابه الاهتمام الكافي ، ودي حاجة عجيبة جدا. عموما في رأيي لو كان محمود في الحتة دي( رغم التحفظ ) قال مثلا .. يترقى حتى يصبح ( الانسان الكامل الذي يَكُونُه اللهُ تعالى ) لكان كلامه معقول شوية،لأن ربنا قال ( حتى اصبح يده ) ، ما ( حتى يصبح يدي التي ابطش بها). ملاحظة معاي الفرق؟ والرسول الكريم يقال ( كان الله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه) فالله يكون ، كما شاء وكيفما شاء دون تشبيه او تمثيل او تجسيد.فهو فعال لما يريد * الفرق كبير طبعا ، لكن جنس الكلام دا بخوف شديد ، وما بحبو .. ليه نقول الله يكون انسانا؟ ، حتى لو كان كامل، وبعدين حكاية كامل دي ذاتها ما محسومة ولا مسلّم بيها؟ - معاكي حق، فالايمان ممكن يكون كامل في نهاية المطاف اذا استمر الارتقاء بالتقوى والمجاهدة والتقرب بالفرائض والنوافل وتزكية النفس، ولكنه قد لا يستمر كامل طوالي ، والرسول (ص) قال مامعناه ( الايمان يزيد وينقص) ، ولو بسبب الضجر ،أو الفتنة والابتلاء، أو الشيطان ، وما عندنا دليل جازم انو في ناس ايمانهم لا ينقص قط بل يزيد باستمرار أو يستقر!. محمود يبدو لي زاوج بين فهم المتصوفة اللي ما بناخد عليه كتير الا حكاية ( الأصالة وحلول المعبود المطلق في العبد المقيد أومايقال عن الذوبان في ذات الله تعالى ) في نهاية مدارج السالكين، والله جل جلاله تنزه عن ذلك وتعالى علوا كبيرا. وايضا ثمة عدم عنايتهم الكافية بالشريعة وشروطها التي الزم بها عبادة كافة ولم يتضح ما يفيد رفعها عن خاصتهم بصراحة، بجانب فكرة وحدة الوجود والتوسل بالأولياء اصحاب الحول والقوة نيابة عن الله تعالى ، فهذه كلها فرضيات غيبية غير مسلم بها وهي قائمة على ادلة غير مفحمة وفيها مافيها من تلبيس ابليس.. محمود زاوج بين خطابهم( المتصوفة) وعقيدة النصارى التي تقول بأن الله سبحانه وتعالى هو المسيح بن مريم ( الثالوث حيث حلت ذاته سبحانه في جسد الابن عيسى ) تعالى ربنا عن ذلك!! والعجيب انه رغم ان القرآن قد كفرهم لذلك بجلاء ، غير ان محموداً يصر على ان ذلك التكفير لا يعني ان عيسى لم يكن الله ، بل اقر بذلك عن طريق لسان الحال بينما انكره بلسان المقال!! لمذا هذا الاصرار؟ لا ندري! * ووب علي، هو قال كدا؟؟! - قالها؛ وانا اظن ان سيدنا عيسى بما هو روح الله تعالى ، فقد كان "مسلما كاملا" وبالميلاد/ الاصطفاء ، على عكس غيره ممن اصبحوا مسلمين ( اسلام الايمان الكامل والعمل الكامل ) بالمجاهدة والترقي وتزكية النفس بالتقوى. ولذلك فقد كانه الله تعالى ، فكان سمعه ورجله وبصره وهكذا * بس يامحمد "كانه" دي يعني شنو؟.. قول اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان - يا زولة اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، لكن اقصد ب"كانه" أيده و قيض له من روحه التي فيها قدر راق - يعلمه الله - من علمه النوراني وحوله وقوته ، فبهذا العلم الخاص يبصر فوق بصر البشر ويبطش ويمشي. وهذا مما يتسق مع قول رسول الله (ص) اتقوا فراسة المؤمن فانه يرى بنور الله تعالى. ولكن ذلك كله لا يخرجه عن نطاق كونه محدودا ، رغم انه اوسع مجالا وحولا وقوة من الناس.فهو فوق البشر ولكنه تحت الله تبارك وتعالى بما لا يقاس. واحسب ان جبريل عليه السلام ربما يكون عند هذه المنزلة منذ خلقه ربه ، غير ان من يبلغها من البشر بالمجاهدة في الدنيا، مثل سيدنا محمد (ص) فقد يمنح قرباً اعلى منها بين يدي الله عز وجل والله اعلم. خاصة وان سيدنا محمد قد اقترب من الله تعالى في المعراج اكثر من جبريل وان الله عز وجل قد وصف النفس المطمئنة بعد المجاهدة واستكمال الايمان في الدنيا بأنها سترجع الى ربها ( راضية مرضية)، فراضية آية الاطمئنان ، و"مرضية" آية رضى الله تعالى عنها. ورضوان الله تعالى هو عطاء اعلى من الجنة حينما يكمله الله بفضله ومنته، بدليل ان اهل الجنة بعد ماشاء لهم ربهم من الاقامة فيها فانه سيدعوهم ليمنحهم خيرا من نعيمها، حيث يحل عليهم رضوانه التام فلا يسخط عليهم ابدا ( لاحظ الفرق بين ان يرضى عنهم في نفسه فيدخلهم جنته وان يحل عليهم رضوانه فيكون الرضوان حلا فيهم وهو رضوان نفس الله عز وجل)!. وتلك منزلة احسبها - والله اعلم - اعلى من منزلة سيدنا جبريل الآن ، فجبريل عليه السلام الآن شديد الخوف من الله عز وجل ، فهو يخشى سخطه، واما من يحل الله تعالى نعمة الرضوان ( التام) عليه فلا احسبه - والله اعلم به - يخشى شيئا من ذلك ، وهنا قد نذهب الى القول بأن هنالك ( اطمئنانا آخر) ينتظر من اطمأنوا في الدنيا ، فهنا اطمأنوا اطمئنان الايمان ، وهنالك ينتظرهم اطمئنان الرضوان ان شاء الله تعالى. الله اكبر وسبحان الله واستغفره. مهما يكن.. فان من اخطاء محمود في نظرنا المتواضع .. انه ذهب بفكرة الاصالة مذهبا اشتط فيه فبلغ به درجة الله تعالى ( وهذه مجازفة لا يقوم دليله من اجلها على ساق قوية ومفحمة) بل هي افتراضات تستند الى تأويلات يمكن استبدالها بتاويلات اخرى. وكذلك، فانه استخف بالشريعة ومال ميل ( المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين) واضطرب في ذلك حينما ادمج المنسوخات المدنية الى الاصول المكية بغية تحقيق قسمين من القرآن ، قسم كفر به من حيث التطبيق وآمن به كتنزيل فقد وظيفته وضرورته اليوم، وقسم آخر آمن به شكلا ومضمونا ورأى أن تطبيقه لم يحن بعد،ولكنه يحين بظهور المسيح عليه السلام فتركنا نحن اهل هذا الزمان مثل( أهل الفترة) لا الى امة رسالة محمد (ص) ممن ينطبق عليهم قرآن الشريعة المحمدية المتواترة ، ولا من اهل عيسى الذي سيفصل قرآن مكة ( الأصول) الاسماحية لاحقا، علما بأن الثابت هو ان عيسى سوف يتبع شريعة محمد المفصلة اصلا حيث سيؤم المسلمين في مسجد بالشام كما ورد في الأثر. وقد طال بنا الأمد حتى مات محمود وظهر بوش يملأ الأرض جورا رغم مقولة ( ان زمان الرسالة الثانية قد أظل) فيبدو اننا كنا ننتظر زمان تفصيل شريعة القهر والوصاية وليس الاسماح الذي بشر به محمود. واشتط محمود حينما اعتبر ان الله ( منزلة ) يمكن لمخلوق بلوغها . وأخطأ محمود حينما جازف برأيه الذي يفيد عدم حاجة الانسان المعاصر المتحضر الى شريعة الاسلام ( الرسالة الأولى ) من زكاة وحج وجهاد وحدود، والأخطر استغناء الأصيل حتى عن الصلاة بحركاتها المعروفة، هذا خطأ فادح واشرح فداحته بتمثيل حال المؤمن السالك بحال النبات الذي اخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه حتى اثمر : فالنبات يحتاج الى ماء الارض والاملاح / الغذاء الذي ينقله النسغ الى اعلى باستمرار اثناء عملية نمائه حتى مبلغ الزهرة والثمرة ثم على مدى عمر النبات حتى يبقى نديا معطاء فبالمجاهدة وتزكية النفس بالتقوى والتقرب بالشريعة يرتقي المؤمن منزلة منزلة حتى تتحول تقواه من تقوى مجاهدة وتطبع باحسان الى تقوى طبع فتتزكى نفسه ويصبح ايمانها كاملا وعملها كاملا وتلك هي درجة الثمرة الطيبة( الاسلام) الخالص. فيكون المسلم ربانيا صرفا كالانبياء المخلصين. مافعله محمود هو انه ظن بأمكان الاستغناء عن الغذاء من باطن التربة طالما وصل مرحلة الثمرة/ الاسلام وهو الدين المطلوب الذي يرضاه الله تعالى ، فاستغنى عن عبادات الشريعة الوسيلة ، وهكذا عرض الثمرة للهلاك ولقطف الشيطان، لأنها فقدت اسباب بقائها حية ، واذا ذبلت فانها فقدت امكانية تجدد ازدهارها واثمارها مرة بعد مرة بالتوبة كما تاب آدم عليه السلام حينما ازله الشيطان فتاب عليه ربه. آدم كان في السماء، وقد كلمه الله تعالى ، ودخل الجنة، فكيف لا يكون مسلما كامل الايمان مطمئنا، ورغم ذلك ازله الشيطان فلوث نفسه بالذنب،، فأين الشيطان من نظرية الانسان الكامل عند محمود ياترى؟ وأين غذاء الانسان الكامل الذي كانه آدم قبل النزغ وكانه عيسى عليهما السلام؟ اقول بناء على ماتقدم.. لو كان الاستاذ محمود محمد طه قد استبقى الشريعة بعباداتها في حياته، لما ازله الشيطان فقال ( يكون الانسان كاملا و يكون الله !) ولما قال ان الله مستويين ( ذات مطلقة وغير متعاطية، ورب مادي متنزل من المطلق الى الممكن يتفاهم ويتفاعل مع الكون بما ومن فيه! ) سبحانه وتعالى عن ذلك كله.ولو استبقى الشريعة في حياته ودعا اليها متنفلا لأحبه وكانه الله تعالى يدا وبصرا ورجلا ولما احتواه سجن، فالسجن احتوى يوسف بذنوبه، واحتوى يونس بذنوبه، ورحمة الله تعالى وتزكيته لنفسيهما بالاستغفار ايدتهما فانجتهما ( وكذلك ننجي المؤمنين ) فلماذا لم تنج محمود طالما بلغ كمال الايمان بالتقوى؟. وبالتالي فان ذنوب محمود هي التي جعلته في السجن محددا مقيدا ، وجعلته في المشنقة مقيدا مقهورا حيث أمكن عدوه منه. ولذلك كان خيرا له لو انه راجع نفسه واكتشف مواطن نزغ الشيطان من نفسه. زبدة قولي ان محمودا جاهد نفسه ولكنه اسلمها لعقله الفطن دون قيود الشريعة، فذهبت به نفسه بعيدا ، فوقع في الهوى والالتباس وأوقع الناس معه في التباسات أكبر الأمر الذي يحتاج الى وقفة تصحيح جدية لصالحها وسأحاول قريبا - وبتواضع جم - اعادة بلورة الفكرة على نحو سيكون أكثر قابلية للمناقشة والقبول من جانب العلماء المحافظين، فهي بحق تتضمن جوانب غاية في الأهمية، غير ان استخلاصاتها كانت هي وحدهاالمأزومة. وذلك بسبب نزغ الشيطان كما نظن والله اعلم. ولتكن البداية مع محاولة التعرف على مفاهيم ارتكازية لتضئ جيدا جوانب ما تعرضت له فكرة محمود والمتصوفة من قبله ومنها: ماهي النفس؟ ماهي الروح وما وظائفهما والعلاقة بينهما؟ وللجميع احترامي ومحبتي _______________ رب اشرح لي صدري
هذه المداخلة غير التي وضعت لك وصلتها بعاليه بالرغم من أن العنوان هو نفسه فأرجو الإطلاع عليها..
Re: الأستاذ محمود وكلمة جاهلية، وعبارة القرن العشرين!!
أما هذه المداخلة فسوف أبدأها بالآية القرآنية "فدعا ربه أني مغلوب فانتصر"..
عندما انتهت المحكمة ونطق المهلاوي بالحكم بالإعدام على الأستاذ محمود والجمهوريين الأربعة قال الأستاذ لهم أنهم قد تطهَّروا.. وقد حكى الأستاذ جلال الدين الهادي وكان حاضرا سؤال أحد الحاضرين للأستاذ في تلك الزيارة في سجن كوبر قبل التنفيذ بأيام قليلة عن كيف يكون الموقف لو حدث تنفيذ الحكم وكان رد الأستاذ بعبارة قصيرة بأن هناك سعيد.. وقد سمعت من الأستاذة أسماء أن الأستاذ قد قال لها في آخر زيارة قابلته فيها أن عليهم أن يرضوا بحكم الله.. ليس لدي شك الآن في أن الأستاذ محمود صعد إلى المشنقة ولسان حاله يقول بقول الله تعالى على لسان سيدنا نوح: "فدعا ربه أني مغلوب فانتصر".. والسياق كله من سورة القمر يحرض على التفكير ومقارنة المواقف:
هذا ما كان من أمر سيدنا نوح الذي قد يئس من استجابة قومه له وقد قال تعالى: "حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كُذبوا جاءهم نصرنا فنُجِّي من نشاء ولا يُردُّ بأسنا عن القوم المجرمين" ولا شك أنك قد سمعت الأستاذ يتلو هذه الآية في كثير من المناسبات مثلما سمعته أنا.. الأستاذ محمود كان مسلِّما أمره لله وسائرا خلفه.. وهو كقائد لحركة الجمهوريين كان يعرف دوره تماما.. وبعد التنفيذ وجد الأستاذ سعيد نفسه في موضع القيادة لحركة قُتل قائدها ومُعَلِّمها!!! وهذا القتل كان أيضا ينتظر الجمهوريين الأربعة الذين أمهلهم النميري ثلاثة أيام لـ "التوبة".. مرة أخرى تأمل معي الآية "فدعا ربه أني مغلوب فانتصر".. لقد ذهب الأستاذ سعيد والأستاذ جلال في صبيحة يوم السبت التالي للتنفيذ إلى سجن كوبر لزيارة الأخ الأستاذ عبد اللطيف وصحبه، وقد استقبلهما عبد اللطيف بالدموع إذ كان شاهدا لذلك المشهد "القارعة" الرهيب من مشاهد الساعة "ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله".. كان الأستاذ عبد اللطيف وبقية الأخوان الأربعة قد قرروا أن يكتبوا تنازلا عما قالوه في المحكمة وأنهم غير محتاجين لمقابلة لجنة الإستتابة التي جاءت في الحكم وكان المتآمرون يخططون لها.. كان رأي الأستاذ سعيد هو أن تلك الخطوة حكيمة جدا وأقرهم عليها، ثم قام باستلام شنطة الأستاذ محمود وحاجياته من إدارة السجن وقفل عائدا إلى مدينة الحاج يوسف في بحري.. وفي ضحى نفس اليوم عقدت جلسة حضرها بعض الجمهوريين القياديين.. في ذلك الإجتماع اعتذر الأخ سعيد وقال أنه لا يتحمل مسئولية قيادة التنظيم، وقد اتفق معظم الحاضرين على خطوة حل التنظيم، ولكن مسألة الغالبية هذه ليست هي الأمر الأساسي.. المهم أن أكبر قيادي جمهوري قد رأى أن الحكمة في حل التنظيم ولكنه لم يترك واجبه وقد أشرف مع د. عبد الله أحمد النعيم على الاتصالات مع جماعة النيل أبو قرون وعوض الجيد وعلى الاتفاق على صيغة وثيقة يوقعها الجمهوريون الذين هم في المعتقلات ويخرجوا، وبالفعل تم ذلك بعد حوالي أسبوعين من التنفيذ.. وقد عبر الأخ النور حمد في واحدة من كتاباته عن انطباعه عن ذلك اليوم فقال:
Quote: كان سعيد محتارا مثلنا، وقد عبر سعيد عن تلك الحيرة، بلغة جسده، وهو يدير ذلك الاجتماع، أكثر مما عبر عنها بلسانه. وقد كانت حالته تحكي حالتي، وحالة أكثرية من كانوا حوله في ذلك اليوم الكئيب. لا أذكر عبارات سعيد بالضبط، ولكنه قال، ما فهمت منه، أنه لم يعد يفهم ما يجري. وأن ما تم، يقع وراء مقدرته على الاستيعاب. ولعله قال شيئا شبيها بعبارة، (رأسي مشطوب).
[ملحوظة: لدي إذن سابق من الأخ النور بنشر ما يكتبه في أي منبر بما في ذلك الصالون].. قولك:
Quote: لقـد كنت ضمن حضـور الجلسـة التى عقدت فى منزل العـم محمـد فضل بالموردة، بعـد تنفيـذ الإغتيال.. وكان الأستاذ سعيـد رحمـة الله عليه رئيس الجلسـة بطبيعـة الحال.. وكان هناك نقاش موسع لما يمكن أن يعمل.. وعندمـا بدأت تظهـر بعض الأراء المتباينـة، حســم الأخ سعيـد النقاش بأنه لا يستطيـع أن يتحمل مسـؤوليـة القيادة.. وهـو ليس مســؤولا عن التنظيـم منذ (الان).. وبذلك كانت تلك أخـر جلســة للجمهـوريين كتنظيـم.. وعاد سعيــد الى مدنى.
أول جلسة أعلن فيها الأستاذ سعيد أنه لا يستطيع أن يتحمل قيادة تنظيم الجمهوريين كانت في يوم السبت 19 يناير في الدروشاب وهو لم يغادر إلى ود مدني إلا بعد خروج الجمهوريين من المعتقلات.. ربما تتحدث أنت عن جلسة أخرى وربما كانت بعد خروج الجمهوريين من المعتقلات..
قولك:
Quote: ولقـد كان قرار الأستـاذ سعيـد بإعتزال القيادة، هـو اشـارة يا أستاذى ياسـر للجمهـوريين أن يتركوا العمل العام.. وقـد أتضـح هـذا الأمـر من موقفـه من جماعـة "التنظيـم الجديــد"
الاستاذ سعيد ترك قيادة التنظيم الرسمي ولكنه في نفسه لم يترك الحركة كجمهوري وتلميذ للأستاذ محمود بل انتقل بحركته إلى مستوى آخر هو الصبر والرضا ثم محاولة فهم المسألة وشرح موقفه لمن يختار أن يبقى في صفه.. ولكنه لم يحجر على الآخرين أن يكون لهم موقف آخر بما فيهم جماعة "التنظيم الجديد".. فهو حر وجماعة التنظيم الجديد أحرار.. ولا بد من أن نذكر أن فكرة التنظيم الجديد جاءت بعد أكثر من 13 سنة من التنفيذ، يعني في عام 1998.. قولك:
Quote: لا أناقش أمـور شخصيــة للاخوان القياديين، وإنما موقف تأريخى وقفوه من التنظيـم.. وبذلك فى دعوتك لى بنقاش الفكـرة والأستـاذ فحسب، مع احترامى لهـا الا أننى أراهـا نابعـة من ظنك أنى أتحدث عن أشخاص الناس.. وهـذا ليس الواقـع.. وإلا فلماذا تقترح على نقاش مواقف الأستـاذ؟
يمكنك أن تناقش ما تريد وأنت الذي كتبت أنك بصدد تقويم الفكرة الجمهورية بغير موانع.. وأنا لم أزد على أن قلت لك "ركز على الفكرة وعلى الأستاذ محمود وأرجع واقرأ الكتب الأساسية.." وستجدني معك إن شاء الله:
Quote: فى الأيام القليلـة القادمـة ســوف أناقش هـذه النقاط إن شـاء الله، ومع حفظ وإحترام مقام الأستــاذ، إلا أنه لن تكون هناك قدسيـة تمنـع من البحث عن الحقيقـة بحـريـة لا تحدهــا قداسـة ولا عقيـدة فى شخص الأستــاذ.. وسيكون النقاش فى إطـار أن الأستـاذ فرد عادى يخطئ ويصيب، وإن الفكـرة الجمهـوريـة يجب أن تعاد قراءتهـا من جديـد بذهن مفتــوح، ومقارنتهـا بالعقائــد الأخـرى.. فمن أراد من الأخوان الجمهـوريين النقاش فى هـذا الإطـار فمرحبـا.. أنا الأن لست جمهـوريـا، ومن مصلحـة بحثى عن الحقيقـة فى الفكـرة الجمهـوريـة، بل من شــرط حياد البحث، أن لا أكون منتميـا لهـا، فإنك لا ترى إلا عمـودا واحـدا من أعمـدة الكهربـاء الموازيـة لخط السكـة حـديـد، حتى تخرج من داخل خط الأعمـدة.. حينهـا فقـط تستطيـع رؤيـة بقيـة الأعمـدة.. هـذا المثال ضـربـه الأستـاذ محمـود فى مقام مثل هـذا المقام.
وعندما قلت لك:
Quote: وبالفعل أنت لم تقل بأن لديك شك في أصالة الأستاذ ولم تقل أنك متأكد منها.. فاين تضع نفسك؟؟ ألا تعتقد أن عدم التحديد هذا سيضعك في موقف صعب إذا قدر لك أن تقف أمام جماعة استتابة شبيهة بتلك الجماعة التي مارست تلك المهزلة مع الجمهوريين الأربعة؟؟ بطريقتك هذه كنت ستقول عن الأستاذ محمود كل ما يطلبونه منك.. ولن يخرجك من الحرج القول بأن العلاقةبين الفرد وربه هي دائما بينه وبين ربه.. فسوف يسألونك كما سألوا الاستاذ عبد اللطيف: ماذا تقول عن رجل لا يصلي الصلاة الشرعية المعروفة؟؟
وكان هذا هو تعليقك:
Quote: بصـرف النظـر عن محاولـة الأخ عبداللطيف، فلو ســألنى شخص عادى فى نقاش، فردى هـو ما رايت، بأنى لا أعرف أى شئ عن علاقـة الأستـاذ الفرديـة بربـه.. فإن الله هـو العليـم بهـذه.. أما لو سـألنى أحدهـم وهو يحمل سلاح الإرهاب، فإن الرد فى هـذه الحالة يكون أى شـئ فى إطـار وضـع ذلك الشخص فى علبه، وإفهامه بكل سبيل أنه يتحدث فوق إمكانياته.. فلا أسمـح لأحـد أن يسـألنى بصـورة عدائيـة عن ما أعتقـد.
طيب لو كان هذا الشخص يملك سلطة بأن يحكم عليك بالردة وأنت مقيد بالجنازير وعليك أن ترد على أسئلته وقد قال لك : بأن الأستاذ محمود قد كتب في رسالة ما منشورة في أحد كتبه المعروفة يقول بأنه صاحب شريعة فردية وصاحب أصالة وأنه لا يؤدي الصلاة الشرعية المعروفة وقرأ عليك هذه الفقرة من كتاب "أسئلة وأجوبة الثاني":
Quote: إقرأ مرة أخرى الفقرة المنقولة أعلاه "والذين يدخلون في مراتب الشرائع الفردية، هم المسلمون حقاً ـ هم الأحرار ـ الذين سبقت الإشارة إليهم، في هذا الحديث، حين قلنا: إن الحر حرية فردية مطلقة، هو الذي إستطاع، أن يعيد وحدة الفكر، والقول، والعمل، إلى بنيته.. فأصبح يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول".. فصلاتي، وصومي، وحجي، وزكاتي، هي في مجموعها، وفي تفريقها، حياتي كلها في منشطي، ومكرهي.. في يقظتي، ونومي.. في صحتي، ومرضي.. وهي حياة يجب أن تكون لله ـ راضية به، مصححة لحالها في الرضا، حتى تبلغ بذلك أن تكون فرحة بالله، أشد الفرحة..
ثم قرأ عليك نصا آخر من كتاب "التقليد والأصيل والأصلاء" تحت عنوان الأصيل الواحد يقول:
Quote: إن الأفراد يتفاوتون في تحقيق الأصالة حسب توفيق الله لهم، ثم جدهم و إجتهادهم في العمل على تحقيق فردياتهم بإتباع نهج السنة، والتأدب بأدب القرآن.. فالإختلاف بين الأفراد في تحقيق الفردية، والأصالة، هو اختلاف في زمن التحقيق، وفي مقدار التحقيق.. ففي هذه الدورة من دورات الحياة، دورة الحياة الدنيا تتحقق الفردية في قمتها، في مستوى ترك التقليد، لرجل واحد، هو صاحب المقام المحمود الذي يتم له انزال هذا المقام من الملكوت، وتجسيده على الأرض.. أما جميع من عداه فهم يحققون الأصالة والفردية، داخل إطار التقليد النبوي، وهم يتفاوتون في هذا التحقيق حسب تفاوتهم في العلم بالله، وتحقيق العبودية له.. ففي قمة هؤلاء يأتي من يوشك أن يتحقق بالأصالة في مستوى ترك التقليد ولكن لا يتم له ذلك إلا عند لحظة الإنتقال للبرزخ..
ثم سألك ما هو رأي الشرع في من يترك التقليد وقد اتضح أنه ليس الأصيل الواحد صاحب المقام المحمود كما يُفهم من النص.. لا تقل لي أنك سوف تدخله في علبه فأنت مقيد ومجنزر يا محمد عثمان وسوف تقاد إلى المشنقة أردت أم لم ترد!!!
قولك:
Quote: ثم أننى يا أخى ياســر، أكـرر لك مـرة أخـرى، أن حديثى لم يكن عن الأستاذ عبداللطيف وأصحابه وما قالوه وهـم فى الأســر، فإنى أحفظ لهـم حقهـم فى رسـم ما يرونه فى طاقتهـم.. ولكن حديثى عمن كان فى مقدرتهم قيادة الناس، ولم يفعلوا.. تخيل فقـط لو أستقال ردولف جوليانى من عموديـة نيويورك فى نفس يوم إنهيار مبنى التجارة العالمى.. هـذا هـو ما حدث للجمهـوريين بعـد التنفيـذ.
معظم الجمهوريين الذين تقول عنهم أنهم كانوا مستعدين لكي يقودهم الأستاذ سعيد كانوا في الحقيقة في الأسر في تلك اللحظة التي أعلن فيها الأستاذ سعيد عدم تحمله مسئولية قيادة التنظيم، وكان همه هو إخراجهم.. أما الآخرين الذين كنت تريدهم أن يتحركوا في المواجهة فهم لم يفعلوا ذلك من أنفسهم وكان يمكنهم أن يفعلوا ذلك، وكانوا سيُقبض عليهم ويلقون في الحبس إلى أن يوقعوا على وثيقة عدم الحركة والنشاط وقد تُعقد لهم جلسات "استتابة" يُوجَّه فيها نفس السؤال الذي قلته لك بعاليه.. كل ما في الأمر أن الأستاذ سعيد كان واسع الخيال ويعرف أن هذه الأمور لا بد واقعة لو استمر التنظيم والحركة العلنية كما هو ديدن الجمهوريين.. أما مقارنة الأخ سعيد برودولف جولياني فهي غير موفقة البتة لأن الأخير كان صاحب سلطة وبيده مال السلطة وقوات مطافئها وبوليسها وجيشها، بينما الأستاذ سعيد كان مطاردا من سلطة تملك القوة والدولة والثروة والإعلام القادر على تشويه صورة الجمهوريين كما اتضح في خطاب النميري.. وهذا الذي كنت قد قصدته عندما قلت لك:
Quote: وقد نجح نميري في التركيز على إظهار الأستاذ محمود في صورة "الزنديق تارك الصلاة" وإبعاد صورة المصلح الذي نصح السلطة بأن تلغي قوانين سبتمبر لتشويهها الإسلام وإذلالها الشعب وتهديدها للوحدة الوطنية.. للأسف الشعب السوداني جازت عليه تلك الخدعة..
ولكنك قلت:
Quote: النميـرى يا ياســر لم ينجح الا فى ارهاب الناس.. وإلا فإن الشعب الســودانى تلقف رايـة الأستاذ محمـود مباشـرة بعـد التنفيـذ، وأطاح بالمنيرى فى 76 يومـا فقـط، ولم تجـوز تلك الخدعـة على ذكائه الوقاد الذى طالما أمن به الأستـاذ.. لو كان هناك من جازت عليه الخدعـة هم الجمهـوريون!! لأنهم فعلا تركوا العمل العام وتقوقعـوا فى ذواتهـم.
لا تدع الأشياء تختلط عليك يا أخي محمد.. الشعب السوداني بقيادة المستنيرين فيه التقطوا خيط المعارضة وقاموا بتصعيدها بعد الأستاذ وأسقطوا النظام، ولكن معارضة النظام شيء والإيمان بالأستاذ محمود والفكرة الجمهورية شيء آخر.. إذا كنت أنت يا محمد عثمان تقول ما تقوله الآن فما بالك بآلاف السودانيين الذين وقفوا دون إلتزام الفكرة الجمهورية برغم مئات الآلاف من الكتب ومئات أركان النقاش في الجامعة ومئات المحاضرات والندوات.. وفي الحقيقة التنظيم حلَّه الأستاذ بنفسه قبل أن يعتذر الأخ سعيد عن القيادة.. وستسألني متى تم ذلك.. والجواب في الجلسة التي تحدث فيها الأستاذ عن "الغربة" ويمكنك أن تعيد الإستماع إليها الآن وربما تفهم ما فهمه الأستاذ سعيد من كلام الأستاذ وما فهمه كثير من الجمهوريين.. وكما تعلم فإن جلسة "الغربة" هذه كانت بعد الخروج من المعتقل وقبل صدور منشور "هذا.. أو الطوفان"
03-14-2007, 12:16 PM
محمد عبدالقادر سبيل
محمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595
الاخوة المتداخلين هنا جميعا وخصوصا الاخ ياسر الشريف السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبهني الاستاذ محمد عثمان ( أبوريش) الى انه لأسباب لا علاقة لها بمجريات هذا البوست قد قرر من جانبه الانسحاب من المنبر ، وأنه يرغب في مواصلة الحوار الجاري هنا بموقع سودانيز أونلاين دوت يو اس . وهو يرحب بمشاركة الجميع هناك. sudaneseonline.us www.sudaneseonline.us
03-14-2007, 03:42 PM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50058
يمكن للأخ محمد عثمان أن يبدأ نقاشا جديدا في موقع آخر ويمكنك أن تواصل معه هناك ولكن بالنسبة لي فإنني قد قلت في هذا البوست كل ما كنت أريد أن أقوله معه.. أتمنى لكما التوفيق في الوصول إلى واضحة..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة