دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
بمناسبة 21 أكتوبر.. قصائد محجوب شريف القديمة بخط يده.. بقلم د. بكري الصايغ
|
بمناسبة 21 أكتوبر.. قصائد محجوب شريف القديمة بخط يده..
بقلم د. بكري الصايغ
مدخل 1/ إن القصائد ، (التي سأقوم بعرضها لاحقاً)، قد سبق، وأن كتبها الشاعر محجوب شريف، إبان سنوات اعتقاله المتعددة الطويلة، زمان كحكم الرئيس السابق نميري في أعوام السبعينات والثمانينات، وعرفته شتى زنازين وسجون البلاد (كوبر، شالا، كسلا، بورتسودان)، والتي لقي فيها صنوفا من ألوان التعذيب، وتعرض أيضا لأنواع من الاستجوابات، التي ما كانت حتى في سجون النازية الألمانية، وظل صامداً ثابتاً، ما خنع أو لان. لقد لازمته في سنوات الاعتقال الأقلام والأوراق، فسطر العديد من القصائد، التي تسرب كثير منها إلى الخارج سراً، رغم الحراسات المضروبة حوله، والعيون التي كانت مبثوثة حتى داخل زنزاناته المراقبة دوماً. وبعد نجاح انتفاضة أبريل 1985، خرجت هذه القصائد للعلن، وحفظها عن ظهر قلب قطاع كبير من الناس، وتغنى ببعضها كبار الفنانين المشهورين، ولقد لاقت قصائده الانتشار الواسع بفضل جهازي الإذاعة والتلفزيون، اللذين كانا في زمان الديمقراطية، يتمتعان بقدر كبير من الإرسال الحر الخالي من الهيمنة والضغوطات، وتوسعت دائرة مساحة انتشار قصائده محليا وعربيا، بسبب الأشرطة التسجيلية وخاصة في دول الخليج. وما زالت هذه القصائد الغنائية، ورغم قدمها، تعيش في وجدان الملايين، يدندنون بها دوماً، وتماماً كما كان في زمان الديمقراطية المقهورة. تقول أحداث ذلك الزمان من عام 1985، أنه وبعد الانتفاضة، واجهت جريدة "الميدان"، والتي كانت قد خرجت لتوها للعمل العلني، بعد اختباء دام أربعة عشر عاما (1971 ـ 1985)، إيجاد الأموال اللازمة لتسيير دفة دولاب العمل، وما كانت الجريدة تملك شروى نقير.. و… "عدمانة المليم الأحمر"، وكانت كل ما تملكه من مقومات العمل، بعضا من أعضاء الكادر الصحفي القديمز لقد واجهت الإدارة "الجديدة" للجريدة وقتها، أيضا مشكلة كيفية إيجاد التمويل اليومي، لتخرج أعداد جريدة "الميدان"، بصورة دائمة ومنتظمة، لا انقطاعات فيها ولا احتجابات. أما عن كيفية إيجاد معدات حديثة ذات تقنية عالية في مجالات الطباعة والاتصالات، ومكاتب ثابتة ومؤثثة تأثيثاً حديثاً، وسيارات للجريدة، فكانت أحلاماً أرجأتها الجريدة (إلى حين ميسرة). ولم يكن أمام الإدارة في ذلك الوقت من حل آخر، إلا بالتوجه بنداء للجماهير الوفية وقراء الجريدة القدامى، بتقديم المساعدة والمساهمة بالتبرعات النقدية لمواجهة الأزمة، ومد يد العون حتى تقف الجريدة على قدميها. وسرعان ما لبت الجماهير النداء، وانهالت المساعدات، وجاد كل بحسب إمكانياته وظروفه، (ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها). وبدأت الجريدة في إصدار أعدادها الأوائل. ولما كان الشاعر محجوب شريف، جزءا لا يتجزأ من هذه الجريدة تاريخاً وأداء وعملا، فقد شغلته فكرة المساهمة وما يجب عمله من أجل الجريدةز فهداه تفكيره إلى أن يقوم بجمع قصائده القديمة، والتي سبق له أن كتبها بخط يده، إبان فترة الاعتقالات، ويضمها في "كتيب"، ومن ثم يتم طبع نسخ من الكتيب، ويتم عرضها للبيع بواسطة إدارة الجريدة. قامت الإدارة بطبع آلاف النسخ من هذا الكتيب والذي حمل إسم "الوطن والديمقراطية". وفي اليوم الثاني من مايو عام 1985، أقام الحزب الشيوعي السوداني، مهرجاناً كبيرا بمناسبة عيد الطبقة العاملة، وكان من أكبر الاحتفالات، التي شهدتها الخرطوم في ذلك العام، لانه جاء ولأول مرة "عيد أول مايو"، في ظل عهد ديمقراطي خالي من حكم وهيمنة العسكر. ونزلت هذه النسخ للجماهير في ذلك اليوم، وتلقفها الشعب سريعا، ثم أعيدت مرت أخرى، فيما بعد، طبعات من الكتيب، لمقابلة احتياجات الأقاليم والمدن البعيدة، ولم يكن وقتها صعبا على المرء، اقتناء الكتيب والحصول على نسخ القصائدن فكان سعر النسخة الواحدة جنيهان فقط لا غير.
مدخل 2: أتقد للشاعر الكبير، بأسمى آيات التهاني بمناسبة العيد الحادي والأربعين على ثورة 21 أكتوبر والتي كان الشاعر، واحدا من مفجريها.. بالقلم.. والحروف، متمنيا له دوام الصحة والعافية.
مدخل 3: أتقدم بخالص وعظيم شكري وامتناني العميق للأخ الدكتور/ ياسر المليح، على مساعداته القيمة، التي ألمسها منه دوماً، وقيامه نيابة عني في الإخراج والتبويب والطبع.. جزاه الله عني كل خير وسؤدد..
مدخل أخير: لا أود أن أسترسل في الكتابة عن الشاعر محجوب (والذي سبق أن كتبت عنه مقالا نشر بجريدة "الشرق الأوسط" اللندنية في مطلع عام 2003، حيث رشحته في ذلك المقال لأن يكون "شخصية" السودان لذلك العام، وأطلقت عليه في نفس المقال لقب "نيرودا السودان". ولا أود أن أكتب أيضا عن قصائده.. لذا سأقوم بإفساح المجال لأوراقه القديمة، وبصورة طبق الأصل من كتيب "الوطن والديمقراطية"..
|
|
|
|
|
|
|
|
|