الحاج وراق يكتب عن فشل طغيان كامل المعرفة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 10:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-03-2005, 01:29 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحاج وراق يكتب عن فشل طغيان كامل المعرفة


    مسارب الضي
    الأطرش جاكم!

    الحاج وراق




    * الدول تدول، والتاريخ لا يعرف فاصلة نهائية، ولكن الطغاة يعتقدون بأنهم يستطيعون إيقاف عجلة التاريخ عند لحظتهم العابرة! وهيهات!
    حين يصادر الطغاة التعددية الفكرية والسياسية، ويحطمون منظمات المجتمع المدني فإن الاحتجاجات الاجتماعية تبحث لها عن مسارب اخرى: فإذا كانت قبضة الطغاة قاهرة ولا قبل للمجتمع بها فإن اليأس يتخذ شكل الجماعات الارهابية، وان لم يفلح الارهاب في ازاحة السلطة القائمة الا انه- ورغم كُلفته الباهظة إنسانياً- يطلق ديناميات اجتماعية وسياسية تؤدي في النهاية الى تعديلات في شكل الحكم! واما اذا كانت قبضة القهر قوية في المركز ولكنها اضعف في الاطراف فان التعبير السياسي يتخذ شكل تمردات اقليمية او حركات قبلية وجهوية! واما اذا كانت السلطة الحاكمة، ولزيادة فاعلية قمعها تركز على المجال السياسي وحده وتترك المجالات الاخرى اقل تحكماً فان الاحتجاجات الاجتماعية تتخذ شكل الجريمة المنتظمة! بل وحين تهيمن سلطة عالية الجبروت على مجتمع ما، ويفشل هذا المجتمع في تحديها، فان هذه السلطة، وبطبيعة الاجتماع، تجنح الى التمدد خارجيا، مما يستثير ضدها سلطة اخرى او تحالف سلطات اجنبية يتمكن من ازاحتها!
    وهكذا ما من سلطة، وايا كانت قدرتها على القمع او اجادتها لتدابير التمكين، تدوم الى الابد! كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام!
    * وبلادنا ليست استثناء في الاجتماع البشري! ولكن الانقاذ، وقد صممها من يعتقد بانه «كلي» و«كامل» المعرفة، فقد تصورت بأنها يمكن ان تقيم طغياناً كلياً يشكل الخاتمة لتاريخ السودان! ولكن، وكما يؤتى الحذر من مأمنه، فقد اتضح بان «كامل» المعرفة لا يعرف حتى اقرب المقربين من اتباعه، كما لا يعرف ديناميات الاجتماع السياسي، بل ولا تدابير الاصطياد، فاصطادته السباع التي استخدمها بازاً لصيده!!
    واما الانقاذ «المتبقية» فلديها ذات اوهام ابدية التمكين! وقد ترسخت هذه الاوهام بواقعة ان الانقاذ ولسنوات واجهت معارضة «مهذبة» معارضة لها خطوطها الحمراء، التي وضعتها لنفسها بنفسها ،ولا تود تجاوزها لاسباب مبدئية- وطنية وانسانية واخلاقية! ولو ان الانقاذ واجهت معارضة تشبهها منذ البداية لما بقيت طيلة هذه السنين!.
    ولكن، ولأن المعارضة «المهذبة» تعجز عن الايفاء بمتطلبات مواجهة سلطة الإنقاذ، فانها تخلى الساحة تدريجياً لمعارضة من نوع معارضة يوم الاثنين الدامي!.
    وعن طبيعة هذه المعارضة، ومآلات الانقاذ، احكي الاسطورة ادناه، وهي اسطورة معروفة، ولكنني اعيد تركيبها لتجيب عن اسئلة واقعنا السياسي الراهن!
    * تحكي الاسطورة عن ملك غابة إدعى بأنه رأى رؤية رحمانية عن تدابير التمكين، وتشير كل الدلائل المتوفرة الى انه ربما قابل شيطاناً أوحى له رؤياه.
    وعلى كلٍ، وغض النظر عن مصادره ، فقد امتلك «وصفة» فعالة للحكم، يسميها هو بألواح «المعالم والتعاليم» ويسميها المراقبون المحايدون بنصائح ميكافيللي!
    * وإذا حذفنا التفاصيل غير الضرورية، فان ألواح الملك يمكن اختصارها الى ثلاثة مبادئ اساسية:المبدأ الأول «العزف»، ويعني ان «يعزف» الملك لاتباعه حتى يسيطر عليهم، ويقوم على فكرة التأثير في حواس سكان الغابة بحيث يتم «تخدير» عقولهم وسلب ارادتهم. وهو مبدأ اول لأن كل المبادئ الاخرى تستند اليه وتتفرع عنه!.
    ومبدأ «العزف» هذا هو نفسه ما تسميه الادبيات العلمية الحديثة بالدعاية او بالحرب النفسية، واذا كان يعتمد في الماضي على مزامير الكهنة، فإنه يعتمد في الازمنة الحديثة على الراديو والتلفزيون والقنوات والصحف والمنابر العامة!.
    وهو ذاته مبدأ السمسرة الطفيلية الذي يسمونه «الغناء»، فحين يغمز طفيلي الى طفيلي آخر قائلاً: «غني ليهو» فإنه يعني خداع المتعامل- ويسمونه بالرهينة «!»، لانهم يرهنون عقله بالكلام المعسول، او بكلمة اخرى بالعزف!
    * وأما المبدأ الثاني فهو «اللغف»، ويقوم على تعميم «اللغف» وسط النخبة، فما دام الحاكم يلغف، فإنه ولإستدامة لغفه، يشرك بقية الصفوة معه في ذلك ، سواء الصفوة الفكرية أو السياسية أو الثقافية!
    * والمبدأ الثالث والأخير هو «القصف» او «النسف»، وهو آخر مبدأ لانه آخر العلاج، وهو الكي، فالذين لا ينجح معهم «العزف» ولا يغريهم «اللغف» فإنهم اما ان «تُنسف» شخصياتهم، وهذا ما يسمى في الحرب النفسية باغتيال الشخصية، او «تُقصف» رقابهم بالاغتيال المادي المباشر!.
    وتشتغل المبادئ الثلاثة بصورة متخصصة وتكاملية، فيستخدم «العزف» للعامة، واللغف للصفوة، ويستخدم «القصف» للمتمردين سواء من العامة أو الصفوة!.
    *وتحكي الاسطورة ان ملك الغابة وبهذه التعاليم ثلاثية تدابير التمكين، استطاع ان يهيمن هيمنة مطلقة على الغابة، ولسنوات عديدة!.
    ولكن، وبسبب هذه الهيمنة المطلقة، فلم يكن يرى سوى اهوائه ونزواته، فتجاهل احتياجات سكان الغابة، بل وتجاهل شروط الحفاظ على العمران والبيئة.
    واستناداً على فنيات وتدابير كتاب «المعالم والتعاليم» استطاع ان يقمع وبكفاءة أية نامة معارضة .. الى ان جاء ذلك اليوم المشهود!
    * في ذلك اليوم المشهود، تقدم نحو الملك الطاغية احد الاسود مهاجماً، والاسود بحسب تصنيف كتاب «المعالم والتعاليم» تعد من العامة، لأنها وبرغم قوتها الجسمانية الهائلة، الا ان عقولها بسيطة، ولذا يسهل التحكم بها، فاذا اعطيت مقداراً كافياً من اللحوم، وتواصل العزف على رؤوسها، فانها يمكن ان تتنازل عن ميلها الفطري في البحث عن الكرامة و السيادة!.
    تقدم ذلك الاسد نحو الملك، ولسبب واضح، فالملك في انشغاله بأهوائه ونزواته لم يعد يهتم بشبع اتباعه!.
    ورغم ان الاسد المهاجم يشق طريقه نحو الملك وهو يفتك بالكثير من الحراس الذئاب، وقد كانوا هم ايضا جوعى وساخطين، الا ان الملك ظل رابط الجأش بل وغير مبالٍ، فقد كان على قناعة بان وصفات كتاب التعاليم لم تخزله ولن تخزله ابداً! امر الملك باستخفاف ان تعزف جميع المزامير في الغابة علها توقف تقدم الاسد المهاجم، ولكن، ولمفاجأته، واصل الاسد هجومه وفتكه بالحراس! فامر الملك بالقاء الكثير من مطايب اللحوم على الاسد المهاجم، ولكن فات الاوان، فالمهاجم وان كان جائعاً، الا انه كان غاضباً اكثر منه جائعا، فواصل هجومه! وحين استوعب الملك الطاغية المفارقة لم تتبقَ له سوى هينهات للدهشة: لقد افترسه المهاجم!.
    * وخلف عرش الطاغية القتيل تغامز قردان، كلاهما من الذين سبق وتمت السيطرة عليهما وفق التعاليم، ولكن بصعوبة-،
    قال القرد الأول: «ألم أقل لك انه سيأتي يوم يبرز فيه من العامة «أطرش» لا يمكن السيطرة عليه بالعزف، ولسبب واضح، انه لا يسمع اصلاً، فتنهار وصفة كتاب التعاليم؟!».
    فرد عليه الآخر: «صدقت، ولكن الجدير بالتأمل، انه حين يستكبر حاكم ما فلا يسمع لمجتمعه ولناصحيه، ويصير كالأطرش، فانه بذلك يفتح الطريق لاطرش آخر حقاً وفعلاً...!»
    وما أكثر العبر وما أقل الاعتبار!!!


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de