|
|
 الفيلم الهندى السودانى الممل...مقال احمد الربعى
|
فيلم سوداني طويل
د. أحمد الربعي
من دون مبالغة، فإن السودان يشهد أطول مفاوضات سلام في العالم، هي ايضاً أغرب مفاوضات في العالم. في كل مرة يعلن السودانيون انهم توصلوا الى اتفاق. ويلي ذلك توقيع اتفاقيات سلام بين الاطراف ثم نكتشف ان الاتفاق والتوقيع مجرد حبر على ورق فيعود المتفاوضون الى المربع الأول، وتبدأ الحملات الاعلامية بين الاطراف واحياناً يعودون الى اطلاق النار، ثم يجتمعون ويتفقون ويوقعون وبعدها يختلفون مرة اخرى. لا نعرف ما هي نهاية هذا الفيلم السوداني الطويل، بل لا نعلم نهاية النفق السوداني المظلم، حيث انهكت الحروب والخلافات اقتصاد البلد، ودفعت بملايين السودانيين الى الهجرة الطوعية او التهجير، واستنزفت موارد السودان وذهبت عبثا. اطراف الحركة الشعبية تتهم الحكومة، والحكومة تتهم الحركة الشعبية، والرحلات المكوكية الى نيفاشا التي يقوم بها مسؤولون اميركيون وسودانيون من كل الاطراف لم تنجح في الوصول الى الاتفاق، مما ادى بمجموعة الترويكا المشكلة من اميركا وبريطانيا والنرويج الى توجيه انذار نهائي ينتهي في 21 ابريل للتوصل الى اتفاق او فرض شروط خارجية على السودانيين، او توقيع عقوبات على الطرفين اللذين ما زالا مختلفين حول مناطق النوبة وجنوب النيل الازرق من دون ان يلوح في الافق ما يدل على امكانية الوصول الى اتفاق. واضح ان كوندوليسا رايس مستشارة الامن القومي الاميركي، وكولين باول وزير الخارجية الاميركي هما اهم لاعبين في ميدان المفاوضات بين الاطراف السودانية في ظل غياب عربي مخجل عن مشكلة السودان، وفي ظل استمرار حفلة التفرج على السودان من دون ان يحاول احد فعل شيء، والغريب ان العرب منشغلون في قضايا الصراعات العربية باستثناء السودان، ولا نرى متابعة جاءت للقضة السودانية على كل المستويات العربية باستثناء جهود فردية تقوم بها مصر، من دون تنسيق عربي. وعلينا ان ننتبه إلى ان الامة العربية المتفرجة على السودان ستبدأ بحفلة اتهام السودانيين بعد التوقيع على اتفاقية السلام بالسقوط في احضان اميركا، وستبدأ حفلة الحديث في المؤامرات، فالعرب لا يريدون ان يساعدوا السودان ولا يريدون لغيرهم ان يساعده.
|
|
 
|
|
|
|
الكيك
Abureesh
Rakoba
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست