نافع للصحافة ...لاتنازلات استرتيجية لامريكا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-30-2024, 08:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-19-2005, 03:32 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نافع للصحافة ...لاتنازلات استرتيجية لامريكا

    الصحافة 19/11/2005

    د.نافع علي نافع يجيب علي أسئلة الساعة الساخنة

    ملتزمـون بالديمقـراطية وخيار الشعـب
    نتائج استفتاء تقرير المصير تتوقف على قوة الشراكة بيننا والحركة
    حاوره:عادل الباز- الطاهر ساتي
    تحيط
    بالمشهد السياسي في البلاد غيوم من التساؤلات حجبت الرؤيا عن القراءة الواعية لمسارات تنفيذ إتفاقية السلام ومستقبلها والتي «تتعثر» حسبما يراها المراقبون لأسباب غير مفهومة، ويتداخل مع ذلك «حجوة» العلاقات السودانية الأمريكية التي ثار غبارها بكثافة أخيراً عقب تجديد الإدارة الامريكية لعقوباتها الاقتصادية على السودان وتوعد الكونغرس له بالمزيد رغم التعاون الذي إبداه السودان معها في مختلف المجالات. تفاعلات هذه الملفات الى جانب ما تردد عن مساعي لطي الخلاف بين جناحي الحركة الاسلامية المتخاصمين في المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي. وإنعقاد المؤتمر العام لحزب المؤتمر الوطني الشريك الأكبر في الحكم والممسك بمفاصل السلطة المحورية ومصائر البلاد الى جانب حزمة من القضايا الشاخصة طرحناها بين يدي مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون السياسية والتنظيمية الدكتور نافع علي نافع، لما للرجل من نفوذ وصلة بكل الملفات الهامة والحساسة داخل جهاز الدولة والحزب حيث ظل يتردد أنه أحد قلائل تتركز لديهم سلطة إتخاذ القرار. وخرجنا منه بهذه الحصيلة.
    * ما الذي حدث في قضية أبيي بعد تقرير لجنة الخبراء الأجانب الذي فجر أزمة بين طرفي إتفاق السلام ومن ثم إحالة ملفها لمؤسسة الرئاسة؟
    - لجنة الخبراء فوضت من طرفي اتفاق السلام بعد أن فشلا في الوصول الى تسوية للخلاف بينهما حول ترسيم حدود المنطقة، لتقوم هى بهذا الدور بناء على المعلومات والخرط المتوفرة، وقد حاولت أن تفعل ولكنها فشلت أيضاً وكتبت تقريرها بوضوح شديد أنها لم تستطيع تحديد حدود المنطقة التي ضمت الى كردفان من بحر الغزال عام 1905م غير أنها بعد إعترافها بالفشل، حاولت أن ترسم حدود للمنطقة من إجتهادها تعتقد أنها منطقة قبائل الدينكا. بالنسبة لنا فإن اللجنة عجزت عن القيام بالمهمة التي كلفت بها، واجتهادها الأخير لا يدخل ضمن تفويضها ولم يكن موفقاً لأنها أدخلت مناطق لم تكن ضمن النزاع بين طرفي الإتفاق ولم يتحدثا عنه أصلاً وهى بذلك تكون تجاوزت تفويضها. هذا يعني أن المؤتمر الوطني والحركة الشعبية يحتاجان إلى إعادة نظر في كيفية حل هذا النزاع.
    * لكن الحركة الشعبية ترى أن التقرير ملزم لطرفي الإتفاق وأن ذلك ما قضت به إتفاقية السلام؟
    - اذا جاء التقرير في حدود تكليف وتفويض لجنة الخبراء كان سيكون ملزماً، كما أن نص الإتفاقية يقول أن الملزم هو تقرير لجنة الطرفين وليس الخبراء. التقرير جاء خارج اطار التكليف ولم يستطيع أن يثبت بالوثائق والمعلومات والخرط أن ما رسمه هو حدود 1905م. ولكنها - أي لجنة الخبراء- إعترفت بأنها فشلت في تحديد الحدود، وبالتالي طالما خرجت عن إطار التكليف فإنه لا حجية لتقريرها علينا.
    * هل هناك مقترحات من المؤتمر الوطني أو الحركة الشعبية لطي هذا الخلاف؟
    - حتى الآن لست مطلعاً على مقترحات في هذا الخصوص ولكن ما ألمسه أن هناك رغبة لدى الطرفين لتجاوز هذه القضية وأعتقد أن الأيام القليلة القادمة ستشهد تحريكاً إيجابياً لهذا الملف.
    * ما هو أثر الخلاف بين الطرفين على حالة التعايش السلمي بين الدينكا والمسيرية في المنطقة- هناك تحذيرات من الأمم المتحدة بخصوص توتر فيها؟
    - إذا كان هناك استقطاب فإن السبب فيه هو تقرير لجنة الخبراء الأجانب غير الموفق، وفي تقديري أنه اذا لم يأت التقرير بهذه الكيفية لكانت حالة الاستقرار والتعامل والتعايش بين المواطنين في المنطقة في ظل مناخ السلام أفضل بكثير، ولكن التقرير عقد الموقف على الأرض لأن كل طرف يتحسب لدعم موقفه التفاوضي وأحسب أن تحرك طرفي الاتفاق لايجاد حل سيعيد للمنطقة هدوئها وتعايشها.
    * هناك حديث عن أنه ربما يلجأ الطرفان لتسوية الخلاف حولها الى تحكيم دولي مثلما حدث في النزاع حول طابا بين مصر وإسرائيل؟
    - حتى الآن لم يطرح شئ من هذا القبيل، ولا أتوقع أن يلجأ الطرفان لأسلوب التحكيم لأن إرادة الطرفين قوية لطي الملفات العالقة بروح ودية خاصة وأنه لدينا تجارب سابقة في حل بعض القضايا الخلافية.
    * ما نوع الشراكة القائمة بينكم والحركة الشعبية، هل هى استراتيجية أو تكتيكية وكيف تمضي وما هو مستقبلها؟
    - نحن نعتقد أن الشراكة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية مهمة جداً وضرورية. أولاً لانفاذ اتفاق السلام كله ببنوده كاملة، وثانياً لاستقرار الحكم في هذه الفترة وثالثاً لاستقطاب الدعم الخارجي، كل هذه المحاور تتأثر باستقرار الشراكة بين الطرفين وقدرتهما على إنفاذ البرامج المطروحة، ولا شك لي مطلقاً في أن الجهاز التنفيذي يتأثر إيجاباً بمتانة الشراكة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية.
    أعتقد أيضاً أن مستقبل السودان ونتائج الاستفتاء على تقرير المصير له صلة قوية جداً بقوة الشراكة بين الطرفين ولذلك فإن هذه هى قناعتنا في المؤتمر الوطني، وأرجو أن تكون كذلك لدى الحركة الشعبية، وحتى اذا كانت هناك عقبات وتباين في وجهات النظر بين الشريكين في هذه المرحلة حول بعض القضايا، الا أنني اعتقد أنها تهون في سبيل القيمة الاستراتيجية لقوة الشراكة بينهما وينبغي أن يعملا معاً لإزالة هذه العقبات.
    * الامام الصادق المهدي توقع الا يقبل الطرفان بنتائج الانتخابات اذا ما عقدت، ماذا تقول في ذلك؟
    - ولكن نحن ملتزمون بنتائج الديمقراطية كحكومة واعتقد أن أهل السودان جميعهم ملتزمون بالاتفاقية ونظرياً ينبغي الا تتأثر الاتفاقية بنتائج الانتخابات وعلى القوى السياسية التي تحكم أن تمضي في إنفاذ الاتفاقية، وأن تقبل جميع القوى السياسية بحكم الشعب فيها.
    * رغم وجود الحركة الشعبية في السلطة الا أن لديها حتى الآن تحالفات مع بعض القوى المعارضة الأمر الذي يعطي إنطباعاً أن الحركة تلعب على حبلي السلطة والمعارضة؟
    - كان للحركة قبل التوقيع على إتفاق السلام تحالفات مع بعض قوى المعارضة لأنها كانت ضمن صفوف المعارضة، ولكن نعتقد أن اتفاق السلام خلق تحول حقيقي فيها لأن الاتفاق الموقع بيننا وبينهم يقوم على انفاذ برنامج مشترك، ولذلك فإنني اعتقد أن تحالف الحركة الشعبية مع هذه القوى المعارضة هو لنقلها لخانة التأييد لاتفاقية السلام وبرنامج انفاذها والدخول في الحكومة وعندها ستصبح علاقات الحركة مع القوى السياسية «الأخرى» غير مزعجة لأنها ليست متقاطعة مع تحالفها وعملها مع المؤتمر الوطني. اما اذا كانت هذه القوى السياسية الأخرى معارضة لاتفاقية السلام بالكيفية التي نراها الآن وتتحدث عن حكومة الوحدة الوطنية بطريقتها السائدة الآن، وتسعى لدعم موقفها المعارض، فإن الحركة الشعبية ستجد نفسها بواقع الضرورة أكثر قرباً من المؤتمر الوطني والتحالف معه من أجل مصالحها ومصالح الجنوب والوطن عامة.
    * هناك حديث عن تحالف للمعارضة لتحريك الشارع والدعوة لعصيان مدني، هل هناك أي خطة بينكم والشركاء لمواجهة ذلك؟
    - ما هى قوى المعارضة التي تعنيها؟ إطلعت على دعوة الصادق المهدي في هذا الخصوص، وليس لدينا ما يدعم أن كل قوى المعارضة مشاركة في هذا الاتجاه التصعيدي، أعتقد أنه محض برنامج لحز ب الأمة القومي وبعض شركائه وهو لا يعدو أن يكون فرقعة سياسية لأن تحريك الشارع والعصيان المدني هى ليست بالأماني وأنما تحتاج لقيادة قادرة وقواعد تسند وتنفذ تلك التوجيهات، لست منزعجاً من هذه التصريحات تماماً.
    * المؤتمر الوطني يخلق في واقع سياسي ليس في مصلحة الديمقراطية ولا الاستقرار في البلاد، بالعمل على تفتيت الأحزاب المناوئة له؟
    - لمصلحة الجدل، هل يقع اللوم على الذي يفتت الأحزاب أم الحزب الذي يتفتت، هل يفترض أن يكون حزب الأمة مثلاً متماسكاً ولديه رؤى وبرامج وأهداف، أم يتم لوم الذي يستغل فيه شروخه وهشاشته وعدم وضوح رؤاه وإختلاف قياداته؟ اعتقد أن انشطار الأحزاب هو قضية داخلية تقع ضمن مسؤولياتهم واذا ما أحسنا بها الظن فإن ذلك يعني أن هناك خلاف فكري ومنهجي عميق يقودها الى هذا الإنشطار، أو أن هناك أهواء أفراد تفعل ذلك وفي كلا الحالتين هو ضعف فيها. من يلقي باللائمة على الآخرين في انقساماته منهزم في نفسه وعليه أن يتهم نفسه قبل الآخرين بأنهم اشتروا قياداته ومن يقبل ذلك في زملائه عليه أن يقبله في نفسه. نحن عندما أستفحل الخلاف بيننا في المؤتمر الوطني وقاد لخروج مجموعة المؤتمر الشعبي لم ننح باللائمة على أحد وإعترفنا بأن هناك خلافي منهجي في إدارة العمل السياسي بيننا وان فشلنا في تسويته بكل الوسائل فخرجت كل مجموعة للعمل بالمنهج الذي تراه. أطالب حزب الأمة بتبرير أسباب خروج الصادق سابقاً على عمه «الامام الهادي» ثم أسباب خروج مبارك على الصادق، قبل أن يطالبنا نحن بتبرير خروج الزهاوي أو غيره.
    * هناك حديث يدور حول تقارب بين المؤتمر الوطني والشعبي، تسنده لقاءات تمت بين قيادتي الحزبين، ما مدى صحة هذه الاحاديث؟
    - حقيقة لقاءات مجموعات من المؤتمر الوطني والشعبي لم تنقطع طيلة السنوات الماضية وكانت هناك دائماً مبادرات لأفراد من الجانبين كانت ترى في بعض منها ضرورة عقد لقاءات بين القيادة السياسية في الجانبين لتوقع على اتفاق سياسي بين الحزبين. لكن المبادرات شبه المؤسسة هذه إنقطعت منذ ما عرف بالمحاولات التخريبية وانقلاب الجمعة وغيرها وقد إصطدمت جميعها بعقبة أن الارادة السياسية لقيادة المؤتمر الشعبي كانت غير راغبة في هذا الصلح والوصول الى اتفاق بينما كان المؤتمر الوطني يوافق على بنود تلك المبادرات. قد تكون هناك مجموعات مستمرة حتى الآن في طرح مبادرات للتقارب بين الحزبين بصورة غير رسمية ولكني لا أعلم يقيناً أن هناك مبادرة طرحت قريباً على مستوى رسمي سياسي.
    * العلاقات مع ارتريا شهدت تطوراً جيداً في الأونة الاخيرة عبر عنه مجئ وفد عالي المستوى من حكومتها وحزبها الحاكم الى الخرطوم ولكنها تدهورت فجأة ما الذي حدث؟
    - سياستنا تقوم على مبدأ حسن الجوار ونعتقد أن ذلك من مصلحة استقرار الاوضاع في بلادنا، ونسعى في ذلك للبحث عن مصالح تعزز ذلك الاتجاه سواء كانت تجارة أو سياسة أو تنسيق على مستوى إقليمي ودولي وهذا ما قاد لتحسين علاقاتنا مع الجارة أثيوبيا بعد توتر بين البلدين في فترة سابقة.
    ارتريا هى التي بادرتنا بالعداء فقد إحتضنت المعارضة وسمحت بانطلاق العمليات العسكرية ضدنا من داخل أراضيها، وكانت تحتضن في السابق التجمع الوطني وجبهة الشرق والآن إحتضنت أيضاً حركة العدل والمساواة. ليس لنا قضية مع ارتريا ولكن ليس هناك من سبيل لتحسين علاقتنا معها اذا لم ترفع يدها عن دعم المعارضة المسلحة من داخل أراضيها على السودان.
    الزيارة الأخيرة بالنسبة لنا عمل ايجابي لأنها جاءت بمبادرة من الحكومة الارترية مع الخارجية السودانية ولأن الوفد الارتري أكد فيها رغبة صادقة لتحسين العلاقات وهذا هو خطنا وقد أكدنا لهم أن تحسين العلاقات يقتضي تجاوز نقاط الخلاف المعلنة هذه ونأمل أن تقطع زيارة الوفد السوداني الى اسمرا، خطوة ملية في مناقشة نقاط الخلاف وتجاوزها.
    * ولكنها تدهورت عقب الاحاديث الفاترة من الجانبين؟
    - لم تتدهور لأنها لم تتطور أصلاً ولكن قل تراجعت فلم يدع أحد أن العلاقات تحسنت لأنه لا تزال المعارضة المسلحة وحركة العدل والمساواة هناك ولا يزال الحديث عن عمل مسلح ضد السودان يتردد بينهم والعلاقات لم تتحسن التحسن الذي كنا نتوقعه ونأمل أن تمضي أرتريا في خطوات عملية وليس فقط إبداء حسن النوايا.
    * هل أحدثت زيارة د.الترابي الى اسمرا تأثيرات سلبية على خطوات تحسين العلاقات بين البلدين؟
    - ليس المهم عندنا هو نتائج زيارة الدكتور الترابي الى اسمرا، أو زيارة آخرين، أو ضغوط دولية على ارتريا لعدم تحسين علاقاتها معنا، وإنما المهم لدينا هو الموقف العملي مع القيادة الارترية تجاهنا وماذا تود أن تتخذ عملياً من قرارات.
    * خطورة الأمر أن الحركة الشعبية تمد يدها الى ارتريا بينما المؤتمر الوطني ساكن وهذا يعطي إشارة سالبة أن هناك حكومتين في بلد واحد؟
    - الحركة الشعبية كانت لديها علاقات متميزة مع ارتريا التي كانت تدعم عمل المعارضة بأجمعه بما فيها الحركة والتي كانت لديها قوات داخل الأراضي الارترية. يمكننا أن ننظر لعلاقة الحركة مع ارتريا نظرة إيجابية لأنها وقعت اتفاق السلام ونعلم أنها حريصة عليه وعلى تنفيذه، فاذا أرادت أن توظف علاقتها المتميزة مع ارتريا لتحسين العلاقات بين البلدين فهذه محمدة ونحن ندعم هذا الاتجاه ونرى أنه من واجبها أن تفعل ذلك لاصلاح ذات البين.
    * تعاون السودان تعاوناً كبيراً جداً مع أمريكا في ملفات السلام ومحاربة الارهاب وغيرها، ولكن ظل موقفها كما هو إن لم يزداد سوءاً بالعقوبات الأخيرة، هل هناك رؤية جديدة من جانبكم للعلاقات معها أم ستظل كما هي؟
    - رؤيتنا مع أمريكا واضحة وثابتة، وهى أننا نريد علاقة قوية معها تقوم على الاحترام المتبادل ومراعاة مصالحها وهذا في إطار الاعتراف بأن أمريكا دولة مؤثرة في العالم بأسره ولذلك ظللنا في كل مراحل العداء السافر من جانبها تجاهنا نطلب الوصول الى تسوية معها، ومعروف أن امريكا وصلت قمة موقفها المعادي للسودان بدعم المعارضة والتي كانت الحركة بين صفوفها وعملت على تأهيلها في إطار ما يسمى «بناء القدرات» ومواقفها تجاهنا في الامم المتحدة ومجلس الأمن ولجان حقوق الانسان وغيره. لكن هناك الآن من يلحظ أن موقف أمريكا تجاه السودان ليس متحداً في العداء وربما هناك تيار داخل الادارة الامريكية والكونغرس يدعو الى تعاون مع السودان بعد أن ثبت لهم أن السودان صادق في التعاون معهم في مختلف المجالات ولكن لا نتوقع أن يثمر هذا الاتجاه بين عشية وضحاها.
    * هناك إنطباع أن امريكا كل ما طلبت شيئاً من الانقاذ أعطته لها دون أخذ مقابل؟
    - لا أعرف تنازلاً عن موقف استراتيجي أو موقف أساسي يضر بمصلحة الانقاذ قدمته لأي جهة من الجهات ولكن اذا كانت هناك إشكالات بيننا وبين بعض الجهات وهناك فرصة عبر الحوار لإصلاح العلاقات معها فإن ذلك يعتبر قضية هامة وإستراتيجية بالنسبة لنا ولاستقرار البلاد وتنميتها واستقرار الانقاذ نفسها لتحقق اهدافها التي لم تبلغها بسبب من هذه الاشكالات. القضية بالنسبة لنا ليست قضية رضوخ لضغوط وإنما هى قضية موافقة على آراء ومقترحات لإقامة علاقات تخدم في نهاية الأمر قضايانا الاستراتيجية.
    * وما هو المقابل لذلك؟
    - المقابل قادنا في كثير من الأحيان الى ما نعتقد أنه هو الأساس، مثل تحسين العلاقات مع كثير من دول الجوار والى اتفاق سلام، والى إتفاق القاهرة مع التجمع الوطني، والى فتح ثغرة كبيرة جداً في الجدار القائم في وجه العلاقات السودانية الأمريكية فهناك تيار في أمريكا يرى أهمية التعامل معنا ونأمل نحن في دعم هذا التيار حتى يسود بإذن الله، وكل ذلك حصيلة إيجابية.
    * هذا ما قدمته الانقاذ ولكن أمريكا لم تقدم شيئاً حتى الآن بل فرضت عقوبات على الحكومة استثنت الشمال من تقديم المنح والدعم؟
    - هذا صحيح أن السودان قدم وأثبت بالقول والعمل جديته في تحسين العلاقات والتعاون مع أمريكا، ولكنا نعتقد أنه بمجرد وجود تيار في الولايات المتحدة مقتنع بأهمية إقامة علاقات وتعاون معنا تطور كبير في العلاقة الثنائية معنا.. صحيح هذا ليس موازياً ولا كافياً ونحن نقول لهم ذلك في لقاءاتنا الرسمية وغير الرسمية معهم وأعتقد أن علي أمريكا بعد كل هذا التعاون والمبادرات من جانبنا أن تقدم على خطوات أكثر إيجابية لتحسين العلاقات الثنائية، فلا يوجد مبرر لوجود السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب واستمرار المقاطعة الاقتصادية للشمال مع إستثناء الجنوب واعتقد أن هذه معايير لا تقوم على أساس موضوعي ولا تشير الى حسن نوايا من جانب الولايات المتحدة تجاهنا.
    * كيف تقرأون تجديد أمريكا للعقوبات ضد السودان وفي نفس الوقت فتح قنصليات لها في الجنوب؟
    - أمريكا تتحدث عن فتح سفارتها في الخرطوم واختارت لها عناصر مقتدرة وهذه إشارة إيجابية أما فتحها لقنصليات في الجنوب فإن اتفاقية السلام سمحت بذلك، ولكن أى إشارة تومئ الى أن أمريكا تود دعم الجنوب دون تحسين علاقتها مع الشمال فهذه قطعاً مرفوضة من جانبنا وغير إيجابية وليست في مصلحة السلام أو الشمال أو الجنوب أو البلاد بأكملها.
    * كثافة الوجود الأجنبي في البلاد بهذه الصورة المرعبة الا تشكل مخاوف للحكومة ومهدد لعملية السلام نفسها؟
    - اذا كنت تتحدث عن منظمات العمل الطوعي والإغاثة فإن للسودان تاريخ في التعامل معها قبل الانقاذ التي ورثت شريان الحياة ولم تخلقه. صحيح أن المنظمات الطوعية إنتشرت في العالم، ولكن أعتقد أن وجودها في السودان فرضه الواقع الانساني في البلاد ولكن مع ذلك فإ دورها محدد للغاية وتعمل وفق قوانين ولوائح تضبط أدائها.
    * أما بخصوص قوات الأمم المتحدة فالنظر اليها على أنها قوات أجنبية فحسب هو حديث غير موفق فهى قوات بعدد محدد في مناطق محددة ولمهام محددة في بروتوكولات السلام التي ليست مجالاً للمزايدة.
    هذه القوات لها مهمتين فهناك مجموعات غير مسلحة مهمتها مراقبة إتفاق وقف اطلاق النار والتحكيم وغيره وهناك عسكريين مهمتهم حماية هؤلاء المراقبين. صحيح إن انتشار هذه القوات في المناطق المحددة لها يقتضي رئاسات في الخرطوم وهذه الرئاسات تحتاج بدورها لحراسات وهذا شئ طبيعي.
    أما قوات الاتحاد الافريقي فأمرها معروف ووجودها اقتضته رغبتنا نحن في حل قضية دارفور بعد إصرار المتمردين على وجود جهة دولية تراقب وقف إطلاق النار وكان لنا حق تحديد الدول التي تأتي منها القوات، وهى مهمة محددة تنتهي بإنتهاء مشكلة دارفور التي نأمل أن تكون الجولة القادمة من المفاوضات بأبوجا حاسمة لها.
    * اذا أنتم ترون أن الوجود الأجنبي لا ينطوي على مخاطر؟
    - نحن نعتقد أن الوجود الاجنبي ليس فيه مخاطر لأنه محدد جداً، وقد قلت من قبل إن القوى السياسية التي تزايد على الانقاذ الآن بالوجود الأجنبي، كانت ترفع العرائض لهذه القوى الدولية وتستجديها للتدخل وتنسق وتعمل معها وتتلقى الدعم المادي والمعنوي منها.
    * يلاحظ أن قضية جيش الرب صارت وكأنها قضية حكومة الجنوب، ما هو دور حكومة الوحدة الوطنية فيها؟
    - هى ليست قضية حكومة الجنوب، ولكن بحكم تواجد جيش الرب في أراضي الجنوب فمنطقي أن تكون حكومته أكثر عناية به ولكن الآن هناك رؤية قومية لحسم قضيته وهناك تعاون قائم في هذا الخصوص بين القوات المسلحة والوحدات المشتركة مع جيش الحركة. اعتقد أن جيش الرب هو معارضة يوغندية وقد تعاونا نحن مع الحكومة اليوغندية أقصى درجات التعاون ولا زلنا ويقال الآن أن قواته غادرت الأراضي السودانية الى الكونغو لذلك أرى أنه ينبغي الا يأخذ هذا الملف أكثر مما ينبغي.
    * لماذا لا تتبنى الحكومة مبادرة لتحقيق السلام بين الحكومة اليوغندية وجيش الرب؟
    - هناك جهات كثيرة تتبنى مبادرات في هذا الخصوص وقطعاً الحكومة تحدثت فيها مع يوغندا وقد تحدث النائب الأول للرئيس الأخ سلفاكير مع الرئيس اليوغندي موسفيني حولها ولكن قبول مبادرة سودانية، أو رفضها هو شأن يخص اليوغنديين، هناك مبادرات عديدة تطرح تسوية قضية جيش الرب السودان ليس بعيداً عنها.
    * ما هى أجندة المؤتمر العام للمؤتمر الوطني المزمع عقده قريباً؟
    - هذا مؤتمر عام لنهاية دورة إنعقاد وهو يؤسس لدورة قادمة مدتها أربع سنوات. هناك دورة إنعقاد تتم كل عامين وهى تقويمية فقط ليست بأهمية الدورة التي نحن بصددها والتي سيتم عبرها أختيار كل أجهزة الحزب من الرئيس ومجلس الشورى الذي بدوره يختار مكتب قيادي جديد وبناء على ذلك يكلف رئيس المؤتمر الوطني المنتخب أمانات جديدة من داخل الحزب. اذا هو محطة رئيسية جديدة يأتي ضمن زخم الديمقراطية والتعددية التي تنتظم البلاد الآن. وبذلك سيدقق الحزب جداً في إختيار أجهزته ويحدد فيها ويختار للمكتب القيادي ما يناسب المرحلة الجديدة. وحتى يفعل ذلك ستقدم للمؤتمر العام تقارير قطاعات الحزب المختلفة السياسي والتنفيذي والاقتصادي وغيرها، الى جانب أوراق منهجية تتضمن رؤى للعمل السياسي والاقتصادي بشكل كلي، اذاً ليست هناك أى أجندة سرية في انعقاده.



                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de