الترابي للشرق الاوسط ....حركة بن لادن حركة قتال لا حركة بناء

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 09:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-30-2005, 00:36 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الترابي للشرق الاوسط ....حركة بن لادن حركة قتال لا حركة بناء


    الاحـد 27 رمضـان 1426 هـ 30 اكتوبر 2005 العدد 9833
    إطبـــع هــذه الصفحــة

    الترابي لـ الشرق الاوسط: السودان مهدد بالانقسام إلى دويلات وانفصال الجنوب وارد

    رئيس المؤتمر الشعبي السوداني المعارض يقول إن تنظيم «القاعدة» وهم ابتدعه الغرب

    عبد العليم حسن
    حذر زعيم المؤتمر الشعبي السوداني المعارض الدكتور حسن الترابي مما وصفه بالحيل الغربية الجديدة التي تسوق في الوقت الراهن لشن عدوان على سورية وايران.
    ووجه الترابي في حوار اجرته معه «الشرق الأوسط» أثناء زيارته لأسمرة انتقادات عنيفة الى واشنطن والعواصم الغربية، معتبرا تنظيم القاعدة بقيادة اسامة بن لادن مجرد وهم ابتدعته وسائل الدعاية الغربية. وقال الترابي «اما ان يقال تنظيم وقاعدة، فهذا دليل على ان الغرب لا يدرك شيئا لأنهم لا يستطيعون ان يثبتوا شيئا»، مضيفا «ولا توجد فيهم صفة العالمية هذه»، واصفا الاميركيين بأنهم جهال العالم ولا يفقهون في اموره شيئا، حسب تعبيره، كما وصف فرنسا بأنها لم ترد للسودان الجميل خصوصا ازاء تسليمه كارلوس.
    وأعلن الترابي أنه ما زال يخشى انفصال جنوب السودان، وقال ردا على سؤال حيال احتمالات الانفصال «نعم، فالاتفاق لا ينطوي على ضمانات وحدة السودان، وانه يدور نحو نزعة الانفصال»، مشيرا الى أن الجنوب ربما لا ينتظر الاستفتاء وقد تشمل نزعة الانفصال دارفور وتتجه شرقا، حسب قوله.
    وكان الترابي قد زار اثناء زيارته لإريتريا ميناء مصوع الواقع على البحر الاحمر، وزار الاثر التاريخي داخل الميناء، وهو المسجد الذي أسسه المهاجرون الاوائل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وصلى الترابي بمسلمي مصوّع إماما، وتوقف في المنشآت الجديدة؛ المطار، الميناء، وكهرباء حرقيقو، وعدد من وجوه التنمية، ووصفت الزيارة بأنها نتيجة وعد سابق قطعه الترابي للرئيس الإريتري اسياس أفورقي عام 1991، وهو أن يزور ميناء مصوّع اثر التحرير، ليشاهد مدى الدمار فيه ويزوره في وقت آخر ليشاهد وجوه التنمية. ودعا الترابي تنظيمات المعارضة الاريترية التي يحتضنها السودان بالعودة الى بلادها والمساهمة في بنائها الفكري والاقتصادي او البقاء في السودان كأفراد ولاجئين.
    > كيف ترى المخرج من الأزمات الراهنة في القرن الافريقي وما هو مستقبل المنطقة؟
    ـ من المؤسف ان نشاهد ما جرى في الصومال من اضطرابات داخلية وخلافات أدت الى دخول المصالح العالمية في ديارهم، لتعميق صراعاتهم، لكن ضربة قليلة لم يستحملها الاميركان في الصومال. الصوماليون، وحتى الآن، لم يستطيعوا ان ينظموا أنفسهم ويشكلوا حكومة وجهازا قياديا. كذلك اثيوبيا، وعلى الرغم من انتشار التعليم والاعلام في العالم، كانت القوميات الاثيوبية نائمة، ما عدا قومية واحدة كانت مستيقظة تبسط سيطرتها على الآخرين، ولكن اذا استيقظ الناس الآن كلهم لا يمكن ان تقبضهم القبضة الواحدة، فلا بد ان يتراخى الاثيوبيون على عقد ومعادلات تنظم اثيوبيا بالرضى في الداخل وتتعامل مع الجيران، لأنهم اذا أفسدوا في الصومال، فان هذا الفساد يؤذي الصومال ويؤذيهم هم أيضا، لأن حريق الجار يمتد الى بيتك، وان خيرهم يفيض عليك. كذلك يريد الاثيوبيون مسلكا الى البحر، ولكن كلنا لا نبخل على واحد منا ان يمر بنا بالبحر عائدا أو رائحا، صادرا أو واردا، أما ان ينقلب ذلك الى ان يساد على القومية الاريترية بالتدابير التي كانت وراء الأمم المتحدة، فان ذلك لا يفلح الآن، لان القوة حتى اذا سادت يوما فسوف تنهار، وقد اثبت التاريخ ذلك. لو ان الناس تابوا الى ربهم وأصبحوا أصدقاء وتناسوا قوتهم ما كانت إريتريا لتحول دون صادر أو وارد، لكنهم الآن صعّدوا التوتر على الحدود، وحولوا الموانئ والعلاقات الى اماكن اخرى. لذلك اعتقد ان الأرض كلها مفتوحة للناس، وكل الطرق الى البحار والى الهواء مفتوحة للناس، وهذه المسألة لا بد ان تعالج. اريتريا بلد صغير الحجم ويريد ان يقوم بالاعتماد على ذاته، واذا كان لبلاد من حوله من صادرات وواردات وفوائد لا بد ان تتقاسمها جميعا، والسودان ايضا مبتلى الآن بما يصيبه من أزمة في منطقة الشرق المتداخلة مع إريتريا ثقافيا وتاريخيا، والمناطق الغربية والجنوبية الداخلة في اطار الوطن، لكنها هي التي تصله بجوانب اخرى في افريقيا. ان منطقة القرن الافريقي لديها تاريخ واحد مشترك وقاعدة لغوية واحدة، فكان ينبغي ان لا يستقل كل بلد بعلاج مشكلاته وأزماته، ولكنْ ان يختلط لاننا نكون مع بعض الأقوى والأكثر وزنا ونعالج حتى مشاكلنا الداخلية مع بعض لأننا أهل.
    > هل تدعو إلى الكونفيدرالية مثلا؟
    ـ أتحدث مع القادة في هذه البلاد بأنه لا بد ان نسابق أوروبا في هذا النمط، لأننا لم نقتل بعضنا بعضا بالملايين كما فعلوا وليس هنالك صراع ديانات، بالعكس، فان الديانات هنا ليس بينها خصومات، فالحوار ينبغي أن يبدأ هنا وننشره اليهم كما نشرنا النصرانية والاسلام اليهم من هذه المناطق، لا بد ان نضع نواة مشتركة ونفوض اليها بعض السلطات ثم نزيدها شيئا فشيئا وان ننظم كل اصعدة الاستقلال الذي لا يتناقض ولا يختصم ولا تكون فيه قوة ضاربة تمزقه وتفتته، وان يعطى الناس في المنطقة الفرصة ليقدموا فكرهم وكسبهم كله في العام، وحسبت بأننا يمكن ان نقدم لافريقيا التي اشتاقت الى الوحدة وسمت نفسها منظمة الوحدة الافريقية وبدلت الاسم ولم تتقدم كثيرا، يمكن ان نقدم لها النموذج الاوثق.
    كان شمال افريقيا والمغرب العربي بامكانه ان يقدم النموذج، لكنه لم يتقدم كثيرا. لقد رسم الرسم، لكنه لم يتقدم نظرا لخصوماته ومشاكله.
    > وما هو ردكم على الاتهامات العالقة بالحركة الاسلامية في السودان اتجاه علاقاتها بـ«القاعدة»، هل انتهت العلاقة ام ان هنالك جهات في الحكم لديها علاقة على الرغم من تسليم كافة الملفات لواشنطن بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر؟
    ـ كافة التهم والشبهات التي اطلقت على السودان هي نتاج الضغائن الغربية، وبما ان القيادات التي ألقيت عليها التهم من كسب الثقافات الغربية، فهم لو يعقلون ان هؤلاء أقرب الناس اليهم لغة وفهما، وهم ليسوا من ابناء ثقافتهم الاصلية، هم من ثقافة الغرب أيضا، ثم ان بن لادن لم يأت الى السودان لينشر دعوة السلفية والجهادية أصلا ولا ظهر في المجتمع بوجهه على الصعيد الاجتماعي. لقد جاء الى السودان باعتباره ابن اسرة ثرية متخصصة في المقاولات في المملكة العربية السعودية، وجاء الى السودان ليبني طريقا ويستثمر بعض الاشياء، وكان عاكفا على نفسه لا يختلط بالمجتمع، وبما ان الغربيين يخافون من كل من جاهد في افغانستان ممن هم ارسلوه الى هناك وجهزوه بالأسلحة، ولما انتهى الروس بدأوا يخافون من هؤلاء، لذلك لاحقوه كذلك حتى سحبت جنسيته وطورد السودان مطاردة حادة ليخرجه، فخرج الى جبال أفغانستان وبطبيعة الحال هل يخرج صديقا لم يعتد على أحد أصلا لا بتصريح ولا بمنشور، لذلك بدأ يعبر عن قضية فيما يليه، وهذا امر يخصه بكل تأكيد، ليس له علاقة اطلاقا مع اي سوداني، لكن اثر الإعلام الغربي هو الذي نصب منه مثالا للانسان المجاهد ضد الغرب والسيطرة الاستعمارية وتبعه بعض الناس الذين لديهم عاطفة، لان الغرب هو الذي جندهم، لكن على العموم، فإن السودانيين ليست لديهم روح الصراع السياسي الحاد ولم يقتل سوداني واحد في خلاف سياسي كتقليد للاغتيال.
    وصحيح ان أهل السودان ومن الضغوط الشديدة حولهم أعطوا الأميركان كل شيء، ولكن الاميركان هذا منهجهم.
    بعض الدول الغربية اذا لنت لها وأعطيتها ما تريد يمكن أن تجاملك، لكن الاميركان يزدادون طغيانا، وكل ما أعطيت طلبوا منك أكثر من ذلك، فهذه هي روحهم.
    > لكن فرنسا أعطيت كارلوس ولم تعط السودان شيئا؟
    ـ لا أدري لماذا احتجبت فرنسا عن السودان، لقد كنا نقول لهم لماذا لا تنقبوا عن البترول، ان دول آسيا كلها قدمت الى بلادنا؛ الهند وماليزيا والصين، وانتم لم تأتوا، تعالوا نريد ان ننوع الناس في بلادنا حتى لا يخلو بنا واحد، لأن أميركا تريد ان ترث البترول الآن في أفريقيا والشرق الأوسط. يؤسف المرء ان يقول، وبالرغم من ان السودان سلمهم كارلوس مع انه لم يكن يمارس عملا إرهابيا فقط سمع بالسودان وأراد ان يعيش فيه، لكن السودان سلمه اليهم ولم يردوا ذلك الجميل.
    > هل تعتقد ان مستقبل العملية السلمية في السودان ما زال في خطر؟
    ـ نعم.
    > إذن هل تخشى انفصال جنوب السودان؟
    ـ نعم، فالاتفاق لا ينطوي على ضمانات بخصوص وحدة السودان، بل الاحتمال يدور احيانا على النزعة نحو الانفصال، وأحيانا هنالك البادرة الوحدوية. لقد كان نزوح الجنوبيين للشمال والشماليين للجنوب يعزز آمال الوحدة، لكن موت جون قرنق واحداث يوم الاثنين الدامي في الخرطوم حدت من روح الوحدوية جدا، ومما يؤذي هذه الاتفاقية ان السودان لم يدخل فيها حتى يكون سندا لها ولم ينشر أساس الاتفاق عبر وسائل الإعلام في السودان، كما ان الاحزاب السياسية لم تدخل في الاتفاق أبدا، ولا توجد ضمانات اصلا. هناك جهة صغيرة وجهة كبيرة مكتوب له 52% وهذا ليس بضمان على الاطلاق، فلو انتزعت نسبة دارفور ونزع الشرق يمكن ان تتعادل موازين الوضع من خلال القوى التي تطالب اخطبوط المركزية المطلقة، لكن الموجود هو مركز مطلق وجنوب أقلية، ولذلك فان المخاطر بالغة ويمكن ان تتعاظم. أقول ذلك حتى يتبين للسودان ذلك ويتدارك الامر قبل ان يتفاقم، وقد لا ينتظر الجنوب الاستفتاء، كما ان الخطر الأكبر اذا انفصل الجنوب عن الشمال، فقد يدعو ذلك غرب السودان في ان يحذو حذوهم، وقد ينزع ذلك شرقا، فالسودان الآن كله عُرضة للخطر.
    > هل أنتم على موقفكم الرافض للمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية؟
    ـ لا بد ان تحل كافة القضايا بما فيها دارفور والشرق والتي لن تحل بالتسويات على الورق فقط، وحتى لو حلت يجب ان تقوم الامور على حكم الشورى الديمقراطي الحر والمنتخب والمراقب بطهارة ورقابة شديدة، والوفاء بالالتزامات والعهود وأمانة المال العام.
    > هل تخشون تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان في ظل المعادلة الجديدة؟
    ـ بما ان السودان بعيد عن الجوار الاسرائيلي، فان الضغوط الاميركية التي قد تؤذي العراق جدا أو ان تؤذي سورية الآن لا تؤثر فيه، لأن السودان بلد متباعد بعض الشيء، وقد تبقى فيه بقية من المطالبة بعدالة القضية الفلسطينية التي ضيعت الآن بعد ان اختل الميزان العالمي، ولا أظن ان في السودان الآن نزعة نحو التطبيع.
    > ما هو موقفكم من مجموعات المعارضة الاريترية التي يحتضنها السودان بما فيها مجموعات الجهاد؟
    ـ منذ فترة الكفاح المسلح كنا نحدث الاخوة الاريتريين بوجوب تحرير اريتريا التي نؤمن باستقلالها، وكان الاكثر جهادا وعملا ودفعا هو الذي سبق بتحريرها وتولى أمرها، ورأينا انه لا خير في ان تبقى اقلية مقدرة خارج بلادها لا تساهم في بنائه الفكري والتعليمي والاقتصادي ولا خير فيها، وان البلاد تتعرض لبعض الاخطار الاخرى، وبعد ذلك تخاصمها وتبدد طاقاتها كلها في العسكرية وفي الصراع والقتال، وقد يكون الخير في تطبيع العلاقات الاريترية ـ السودانية، فاذا بقي اريتري في السودان مرحبا به ويعتبر وشيجة العلاقة بين البلدين، وهي المطلوبة، واذا عاد الى بلده يستقبل حرا ويلقى كسبه في الحياة.
    > ما هو موقفكم من الصراع الحدودي المحتدم بين اثيوبيا واريتريا وينذر بتفجر الوضع من جديد؟
    ـ لا يمكن ان نصنع من الحدود مجالا للاحتراب، بل العكس، يجب ان نثبت فيها ان الاهل واحد، وان نثبت فيها انها هي مفصل العلاقات ولا يمكن ان نكسر مفصل الباب ولا بد من حل القضايا عبر الحلول السلمية.
    > كيف تقيم زيارتك لإريتريا بعد سنوات الجفاء بين حكام البلدين؟
    ـ احسنت باختزال السؤال في الجفاء بين الحكومتين، لأن الشعب الاريتري وثورته آواهما الشعب السوداني وبعض القوى السياسية، وكان ذلك وشيجة، وان اريتريا لم تنس هذا الأمر والمعروف. وتذكرت لنا ذلك، وهذا خير في العلاقات. أصلا إريتريا تريد ان ترد الامانة للشعب السوداني لا مع الشرق الذي هو اقرب القوميات اليها فقط، ولكن الى الجنوب البعيد أيضا، ومعروف ان اتفاقية السلام لها دور فيها ومع دارفور أيضا الابعد من اطراف السودان وثغوره، والآن، وان ما بين اريتريا والسودان الوشائح الشعبية هي الاخلد والابقى تتركز وتتعزز العلاقات العارضة بين حكام اليوم وأمس وغدا، لأن علاقات الحكام عارضة والآن تجاوزنا العقبات التي عرضت بين سطح الحكم، على الاقل بدأت زيارة ومبادرة من اريتريا نحو الحكم نفسه، لا سيما ان من كان في الحكم نفسه كان بالامس معارضا، وزيارتنا هي تعزيز للعلاقات التي مدتها اريتريا نحو كل شعوب السودان، ليس على الصعيد الدبلوماسي الورقي فقط، ولا التجارة الحدودية المحدودة فقط، التي تتم بين كل الجيران، ولكن هي تعزيز لهذه العلاقات وتمتين لها، ورجائي كذلك ان تصعد كل العلاقات الشعبية في السودان مع كل الناس لا الاقربين فقط، ولا اقصد الأقربين الى إريتريا ان تتصعد الى مستوى السياسة حتى تتكامل كل الجهود السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتعزيز الوحدة والتقارب بين البلدين، وعندما تتجلى الاحداث بعد حين من التاريخ يتبين الناس ان العلاقات بين البلدين تتعزز الآن وينسى الناس عارضات الكلمات التي تنطلق من أفواه بعض رجال السلطة.
    > كيف ينظر المؤتمر الشعبي للقضايا الراهنة المتمثلة في عدة محاور من بينها محورا العولمة والهجمة الغربية على المنطقة والحصار والاغاثات وحجب المساعدات والقروض؟
    ـ يبسط الله الارض ليتواصل بنو الانسان ويتفاعلوا، فاذا ازداد بعضهم علما وكسبا اصبح ضغطا عاليا يفيد من حوله، وان هذه التحديات اذا أحاطت بنا يمكن ان تستفزنا وتعبئ فينا الطاقات، حينها يتلاشى الفكر الغازي ولا ينبغي ان يضعف حالنا، لأن من يستغل ثرواتنا وينعشنا بأمواله ان لا يطغى علينا، وكذلك ان من يغزونا غزوا ماديا بقوته البالغة التي لا تقاومها قوتنا المستضعفة، وهذا الاستفزاز يدعونا لأن نتصدى لهذه التحديات من حولنا. هذه سنة الله في الارض ويداول الله الايام بين الناس، والمعلوم ان اهل الترف لا يجتهدون في الكسب مثل الفقير الساعي لمدارك الغنى، كما ان العلم بات يغرهم ثم سوف يعتريهم الذبول وسينحدر خطهم البياني ويرثهم آخرون. لقد كنا في يوم من الايام لم نكن شيئا مذكورا وكانت هذه البلاد مستضعفة جدا، لكن قامت فيها دفعات التصدي للتحديات القادمة من روما وفارس وبدأت القوة تتمحق والحق يظهر وبسطت قوة الحق والعدل في الارض، ولكن بعد ذلك فتنا بما كسبنا واتجهنا للانحدار، ثم ان دفعات المكافحة الوطنية صرفت عنا الاستعمار، لكنه بدأ يدور علينا بوجوهه الاخرى.
    نحن نؤمن بالعولمة التي يعم خيرها على الجميع بما في ذلك الجوار الاقليمي، لكن الغرب أخذته النزعة العالمية المحاطة بالقوة ليعيد استعماره علينا ونصبح نحن عبيدا نخدمه مثل خدم المزارع الارستقراطية في بلادهم من قبل.
    معلوم ان الغرب لا يقصد بالعولمة العلاقات الطيبة بين الشعوب والعالمية والتعارف، بل هي قولبتنا على القالب الذي يريدون.
    > إذن ما الحل يا دكتور؟
    ـ لا بد ان تستفز فينا الاصالة، لا نقطع انفسنا ونبني حولنا حائطا لنحتجب به منهم، لكننا لا بد ان نرجع الى احوالنا ونستمد منها القوة من حيث الكسب العلمي والفكري الذي نصارعهم ونجادلهم به، وكسب اقتصادي من أرضنا به نساومهم ونقاومهم ونبايعهم ان بايعونا على سواء ونعاملهم . وكسب قوة ندفع بها عن أنفسنا اذا اعتدوا علينا ونصدهم الى حدودهم. نحن لا نعتدي عليهم، ولكن لا نقبل ان نكون ضحية للعدوان. الآن أوروبا كلها اجتمعت ونحن مزق مرهونون بالحدود التي وضعوها لنا.
    > اذن كيف ترى اوضاع المنطقة بعد احداث العراق مباشرة؟
    ـ لقد غزا البريطانيون العراق من قبل ليأخذوا بتروله مما أثار هائجة الثورة العراقية وصدتهم وطردتهم من البلاد، لكنهم رأوا الآن ان البترول الذي اخذوه لأنفسهم والنهضة العلمية فيهم، بلغوا مستوى لا يعدمون به خشية على ربيبتهم اسرائيل من قوة في تصنيع السلاح وقوة عسكرية وخشية ان يتعاظم الوزن لصالح العالم الثالث المستضعف، ولذلك احتالوا بحيلة أوهمت الكثيرين في العالم. حتى شعوبهم كانت تدرك انها هي الكائدة بحيلة اسلحة الدمار الشامل وداروا على الامم المتحدة وهجروها تماما، ويتحدثون دائما انهم هم القانون والشرعية في الارض. ولقد تبين هذا الكذب تماما، لكنني اعتقد ان الشعب العراقي بدأ يقاوم، وأشير الى أنه حتى لا تدور علينا الحيل وتسوق علينا كما تسوق الآن الحيل على ايران وغدا على سورية وبعد غد على أي بلد هنا يستنكف على العبودية والتبعية، فان العلاج الأتم بالنسبة لنا ان نلقاهم صفا كما يأتوننا جماعة، وأن نلقاهم صفا ولا يعزلوننا حتى يأكلوا من الغنم القاصية واحدة تلو الاخرى، ولا بد الآن ان نبدأ بما يلينا مباشرة وهو القرن الافريقي ان نجتمع حتى لا يحرضوا بعضنا على بعض.
    > هل تعتقد ان أمل إحياء الخلافة في فكر الحركات الاسلامية قد تلاشى بعد فشل تجارب أنظمة الحكم في السودان وأفغانستان وإيران مثلا؟
    ـ الخلافة مبدأ قديم، وهي بعد صحابة رسول الله لم تكن موجودة وان الذين جاءوا بعدهم لم يسموا خلفاء وإنما سموا أمراء ولم يأتوا الى السلطة بالتعاقب والشورى مثل الاول والثاني والثالث والرابع، وانما جاءوا بالقوة واورثوها لابنائهم، وبعد ذلك تسمو بهذا الاسم حتى ينتسبوا الى الخليفة الاول ابو بكر الصديق رضي الله عنه. اولا نحن لا نؤمن بذلك وانما نؤمن بأن التمكن في الارض والسلطات للمجتمع وان الامر كله شورى والواقع انه في السودان بدأ هذا النهج، لكن الذين تمكنوا في السلطة أرادوا ان يمضوا على النهج القديم، وان يكون فرد واحد هو الخليفة وليس أمام العلماء، الا ان يبايعون بيعة بدون ثمن لا يعطيهم هو شيئا فقط يريد أنفسهم واموالهم له من دون مقابل. هذا الاضطراب شق حركة الاسلام واخفق المشروع سياسيا. اما في المجتمع فقد تحررت المرأة وبدأ اهل السودان يتحدثون لغة واحدة في الشمال والغرب والجنوب، فثمة فوائد اخرى ظهرت من هذا المشروع. اما في ايران أيام الشاه، فإن الشاهين كانوا قلة، لهم تنظيمهم الخاص مثل الكنيسة لما اضطهد الرومان اليهود والمسيحيين، لكن عيسى عليه السلام لم يكن كنسيا ارثوذوكسيا او كاثوليكيا أو بروتستانتيا ولا أوثريا ولا إصلاحيا. كان يجمع الناس كلهم في اطار واحد، وبعد الشاه قام في ايران حكم الشعب الذي تختلط فيه السلطة الدينية، فالسلطة للشعب وقد تضطرب فيه المعادلة بعض الشيء، لكنه وبما انه بلد غني، فإن المصالح الغربية تحيط به، وبما انه بلد علم متقدم يخشون ان يبلغ سواء مثلهم لأنهم لا يريدون لدول العالم الثالث ان تساويهم، بل لا بد ان تبقى دونهم مستعبدة من بعيد.
    اما افغانستان فقد كانت حركة ثورة علما بأن الثورة الفرنسية لم تنجح مع انها رفعت شعارات المساواة والعدالة وقتلت في سبيلها النبلاء وبدلت النظام وكادت ان تترك الدين كله وتأتي بدين خاص بها. حقيقة لم يجد ذلك وعاشوا في عهد اضطراب يسمى عهد الارهاب، ولما اعياهم الاضطراب رجعوا الى حكم نابليون مثل لويس الذي قتلوه من قبل مائة سنة فانتزعت المبادئ الى جمهوريات.
    الافغان لم يكونوا يعلمون كيف يحكمون وكيف يبنون بيتا من الحق، فقد كانوا يعلمون ان بيت الباطل لا بد ان يهد عبر القتال والاستشهاد ونجحوا في ذلك وأخلصوا.
    نحن كنا نريد ان نستدركهم في الايام الاخيرة ونحدثهم حول ماذا بعد ان انتصروا لان البناء امر عسير، بعد ان هدمهم الباطل ولم ندركهم حتى تولوا السلطات فحولوا العداء على انفسهم.
    لم يكونوا يعلمون كيف يبنون جيشا واحدا ويعالجون قضايا اللاجئين وعلاقاتهم مع العالم، وحتى الدين الاسلامي لا يعلمون منه الا ان الحكم له، لكن كيف تنزل، لا يدرون، التجارب اثبتت انه لا خير في نزعة عاطفية روحية تستيقظ الناس، لان العاطفة اذا هاجت بغير هداية يمكن أن تخرب.
    > اذن كيف تنظرون الى عملية احياء التراث حسب مفهوم بن لادن والملا عمر والزرقاوي وغيرهم من الحركات الاسلامية في العالم الاسلامي مثل حماس والجهاد؟
    ـ طالبان لا يفهمون في السياسة كثيرا، لقد جاءوا من مدارس دينية لانهم وجدوا القادة السياسيين يختلفون، فحاولوا ان يأخذوا منهم السلطة ليطهروها. لقد ابعدوا النساء واوقفوا التلفزيون مع انه اداة اتصال قد يحمل الخير او الشر وتستعمله حسبما تريد، ولم يتقدموا بذلك كثيرا، والآن لا يدعون الى شيء.
    حتى بن لادن وحركته هي حركة قتال وحسب وليست حركة بناء، لانه طبعا طرد من السودان وفقد الجنسية وذهب الى هناك والآن يحاصره العالم وصور تصويرا لدى العالم الغربي، وأميركا باسم الارهاب والحرب على الارهاب سلطت عليه الاضواء فكلماتهم ليست الا العداء والصدام للآخر والتحدي للآخر فقط، ان الدين يعلمنا ان نبني انفسنا ونزكيها اولا، وان نكسب الآخر ولا نقتله.
    > أعني بذلك الجهاد حسب تفسيرهم فهل تعتقد ان ما يقومون به من جهاد هو الذي جاء بالمصائب الحالية في العالم الاسلامي؟
    ـ ان الفهم للجهاد قد يسيئه بعض الناس. ان الغربيين يترجمون كلمة الجهاد خطأ فاحشا «الحرب المقدسة»، لكن الحرب في اللغة العربية غير الجهاد. الجهاد معناه جهد يقابل جهدا، وهي التفاعل مع الآخر، فاذا كان في القرآن «وجاهدهم به جهادا كبيرا»، معنى ذلك هم يقولون رؤى ومذاهب وانت بهدي القرآن تجادلهم به حتى تهديهم، واذا صعدوا جهدهم الى ان يكون قوة مادية وتعدوا عليك، عندئذ تدفع عن نفسك وتعاقبهم بقوة يقدرونها «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم».
    والجهاد اول شيء ليس قتالا فقط، بل هو مفاعلة مع الآخر، لكنهم يعتبرونه قتالا ـ اذا كان مسالما معك سالمه، وان حياك حيه بأحسن منها، واذا كان محايدا فلا لك ولا عليك ما جعل الله على الاخرين من سلطان، واذا جاءك بالفكر الباطل جادله واذا جاء ليقتلك دافع عن نفسك فلا يجوز لنا البدء بالعدوان على احد وان الدين مسمى الاسلام وهو ان تسلم النفس في سلام لله رب العالمين.
    يؤسف المرء ان يقول ان الضغوط الشديدة من الحكومات التي ينتمي اليها بعض الناس تؤدي بهؤلاء الى الانفجار والقتال.
    > هل تعتقد انهم يتبعون الاساليب الخاطئة؟
    ـ شخصيا لا ألقي باللوم عليهم وانما على الاسباب التي ادت بهم الى ذلك وهذه طبيعة اتى بها الغرب. فمن قبل كانت الاشتراكية تتطرف واقامت دولة فشلت في الاخير كذلك بعض الطوائف في اميركا، ان الاصولية جاءت منها وان تدمير المباني بدأ في اميركا من غير هؤلاء؟
    اما ان يقال انهم تنظيم وشبكة القاعدة فهذا دليل على ان الغرب لا يدرك شيئا لانهم لا يستطيعون ان يبنوا شيئا حتى تنظيما بفروع واسعة. اصلهم لا توجد فيهم العالمية هذه لكن الغربيين من شدة ضغوطهم وايعازهم للحكومات التي جاءت بغير رضا الناس بل بالقوة ان تضغط على هؤلاء وتقتلهم وتسجنهم وحتى من رعايتهم كذلك انقلب عليهم الامر وبنوا أوهاماً بوسائل الاعلام.
    ارى شخصيا والقي باللوم على الدول المسؤولة اكثر اما الاخرين فان ما يفعلونه فيه خطأ ولكن الذي جعل الخطأ يتفاقم لهذه الدرجة هو الذي ينبغي ان يسأل.
    > هل تعتقد ان حوار الحضارات سيحقق ما هو منتظر منه ام ان صراع الحضارات سيكون سيد الموقف حتى في المستقبل؟
    ـ يجب على البشر ان لا يتصارعوا لانه لا اكراه في الدين ولا عدوان على النفس الانسانية وقد افتتحت الان اسباب الاتصال التكنولوجية على مصاريعها للحوار بدلا من ان نذهب غزاة حتى نبلغ رسالتنا لان الدين يمنعنا من ان نقتحم بيوت الناس اكراها. لكن ولأن في بعض الغربيين ما زالت الروح الاستعمارية باقية لأنهم من قبل قتلوا الشعوب في اميركا ويعتقدون انهم القوى الباطشة على العالم اجمع اما التعدد يأتي بثمار تنجز كسبا ماديا وماليا وفكريا وفنيا لذلك فإن الحوار لا بد منه لكن بعض الناس يحولونه الى صراع الحضارات حسبما عندهم من قوة مادية لانهم لا يستطيعون الجدال وبعد ذلك يسلون سلاحهم.
    > اذاً كيف تنظر الى مفهوم الارهاب حسب تعبير الغرب هل هنالك ارهابي حقيقي؟
    ـ لقد هاجت في بعضهم الروح الاستعمارية القديمة وان الهجمة الاولى على الاسلام كانوا يسمونها الحروب الصليبية مع ان المسلمين لم يسموها كذلك وانهم لم يأتوا من اجل الصليب وانما جاءوا للاستعمار وقتلوا المئات والملايين ليستولوا على اصول الثروات التي تأتي من الشرق وفشلوا في ذلك لذلك فإن رجال الدين كانوا يخدرون الجماهير لصالح الشركات، لكن المسلمين قاوموهم فتولدت فيهم الضغائن ورأوا في الاسلام خطرا وحتى لا يقولوا الكلمة مباشرة اولوها الى اصولية وان كلمة الاصولية مستنبطة من تجاربهم مع المتمردين في جنوب الولايات المتحدة، لذلك حاولوا ان يحولوها الى ارهاب لتكون كلمة مباشرة تحرض عليهم كل احد.. حقيقة ان هناك في المانيا وايطاليا جماعات متمردة وفي كل العالم عند المسلمين وعند المسيحيين وغير المسلمين وفي اسيا وغيرها وهذا كله من اخطر تصويرات النظام العالمي وبما ان اميركا قوية ودولارها هو السائد اصبحت كلماتها هي السائدة وتعقد المؤتمرات في اراضيها فقط.
    > لقد اثير الكثير من الجدل حول تسييسك للاسلام او في تفسيرك للتراث وعلوم القرآن مما ذهب ببعض منتقديك الى حد تكفيرك فما هو ردك؟
    ـ لم يكن غريبا عندي ذلك ولا اعتني بهم كثيرا لأنني اتحدث حول ابتلاءات جديدة وهموم جديدة واجيال جديدة لان كتب التراث في وقتها قد تكون خدمت ولكن لا بد ان يكون عصرنا يحتاج للتجديد لان القرآن كتاب خالد تنزل في وقته ليعالج قضايا الوقت. وقياسا على هذا الخطاب لا بد ان نخاطب به مباشرة الوضع الحاضر بين ايدينا اليوم. فالتفسيرات التي كانت قبل مئات السنين لم تخاطب بالقرآن حياتنا وحتى الدين عندما نزل نجد انه كيف كان اليهود مع الاباطرة الرومان اول الامر يعذبون المسيح وحواريه اول الامر وكيف كان محمد يخاطب قومه اول الامر حتى هاجر اصحابه الى هذه البلاد ثم هاجر الى الشمال الى المدينة المنورة ولكنه حوصر ايضا من الروح الاستعمارية القديمة. اذاً كل نبتة تبدأ صغيرة ثم تصبح شجرة مثمرة، فالدينا قيم خالدة ولكن لا بد ان تخاطب التحديات المتجددة كل يوم ودائما المتقدمون يبدأون اول الامر غرباء وفي حالة الغربة تصوب عليهم قذائف الغضب، ان المتطرفين هم الذين يظنون الكفر والايمان كالاسود والابيض مع ان الكفر درجات والايمان درجات لكن لا يعلمون ان الخلاف في الرأي لا ينتهي بالانسان الى جادة الكفر، لذلك شخصيا لا اعتني بهم كثيرا واتحدث الى اجيال متعاظمة حول ابتلاءات وهموم جديدة.
    > هناك من اتهمك بالغاء تفسيرات من القرآن بما فيها عن الجهاد وحور العين خصوصا بعد انشقاق الانقاذ؟
    ـ كلمة الحور صفات والعين صفات ايضا والمرأة تريد الجمال لنفسها وكذلك الرجل ولكن بعض المتوهمين القدامى حولوا هذه الصفات الى اشياء تصنع من مادة اخرى غير مادة البشر فقلت لهم اذا كانت النساء يعيبهن الكبر في العمر وهن كثيرات الزواج من حقهن ان يبحثن عن رجال مصنوعين من مواد اخرى غير مواد البشر. اعتقد ان هذا تخلف شديد خصوصا ان اللغة ترتفع مع الحضارة وتتولد فيها الكلمات بالاشتقاق واذا تعمقت الثقافة تعمقت ايضا اللغة بوقعها واذا غابت الثقافة تغيب الكلمات لذلك ارى ان كثيرا من الناس لا يدركون معاني القرآن. فالقضية الان ان نفهم القرآن وننزله على الواقع الجديد وننظر ما هو النموذج الذي يمكن ان نخرجه ونقدمه للناس.
    > هل هنالك من جديد سيفاجئ به الدكتور العالم الاسلامي والعربي وحتى الغربي سواء أكان في مجال الفكر أو السياسة؟ ـ بالطبع حجبت لعهد متطاول سجنا بعد سجن وذلك لأن الله كتب لي الخلوة حتى اجمع كل التجارب والحوادث في عالم متدين وغير متدين في شتى الفنون، الان اخرج الى الناس بجديد وسوف اخرج الآن ان شاء الله بأن اقدم للعالم جديدا لأن العلل في العالم غير العلل التي كانت بالامس وان الفرص السانحة الان اوسع. اتحدث عن منظومات من الفكر وليست فكرة محددة نعالج بها، لا بالقوة طبعا، يريد الواحد ان يذهب مثلا الى الصومال والى بلاد في غرب افريقيا وفي اوروبا لكي يتحدث اليهم بلغتهم ومن نتاج ثقافتهم لعلهم يتخذون موقفا ارشد في العلاقات مع الخطر الجديد الذين يسمونه ارهابا ويتخذون الوسائل التي تزيده استعارا وانفجارا ولا تعالجه.
    > وجهت لك في السابق عدة تهم منها ما يتعلق بتصدير المشروع الحضاري ومحاولة قلب انظمة الحكم في المحيط المجاور والمنطقة العربية ومحاولة اغتيال رؤساء دول مثل محاولة اغتيال الرئيس مبارك فما هو ردك؟
    ـ أخي الكريم كيف يلقى بنا في السجن وتطلق علينا الشبهات والتهم وليس للمتهم المستضعف المحاصر كلمة وخصوصا ان العدالة تقتضي خطاب ادعاء ومرافعة وان القاضي هو الذي يحكم. اما ان نصدر المشروع الحضاري فان العالم كله يتفاعل هل حصرت الاشتراكية في بلد واحد؟! هي كانت تجربة في ظل ظلم رأس المالية واثرت في الشرق تأثيرا وفي الغرب ايضا وان كل العلل الدينية تنتشر في العالم وبامكانك ان تنشر مشروعا حضاريا او مشروعا فكريا ولا يمكن ان تخلق افكارك لنفسك فاذا بارت ولم تنشر فيكون ذلك لضعفها. من الذي علمنا الانجليزية؟ لقد جاءوا الى بلادنا وفرضوها علينا جبرا كما اننا لم نفتح بلدا لنعلمه اللغة العربية هم فتحوا بلادنا علمنا الانجليزية؟ جبرا فما المانع ان يتكلم الناس العربية لانها لغة الخطاب.
    > وماذا عن التهم التي طالتك بمحاولة قلب انظمة الحكم في الدول العربية؟
    ـ هذا خطأ لأنني اخاطب الشعوب وليس الحكومات والله لو فيها حاكم صالح خير والشعب ضعيف لا يعمل لم يستطع ان يفعل به شيئا ولو كان الشعب صالحا سيخرج حاكما صالحا فإن الارض الطيبة تنبت شجرا طيبا. طبعا اذا كنا نتحدث عن الحريات فلا احد يمكن ان يتعرض لترهيب وان النظام الافيد للناس هو ما يراه الناس بالتراضي في الحكم لا بالدكتاتوريات الطاغوتية التي تغضب الناس وتسكتهم وحتى الكتب القديمة هنالك كتب خالدة مئات السنين وهنالك كتب طواها التاريخ. بقدر انتشار الافكار قد يؤثر على الشعوب شخصيا غير معني بأن تسقط حكومة او تقوم حكومة، انا اخاطب الشعوب وليس الحكومات. وعندما كنا في الانقاذ سعينا للانفتاح مع معظم النظم وان اي مؤتمر كنا نعقده كنا ندعو اليه الحزب الحاكم والحزب المعارض في كل البلاد المسلمين والمسيحيين في العالم العربي وغير العربي وكنا نؤمن بأن افريقيا لازم ان تبدأ منظومات الدول الاقليمية وتسابق الغرب في ذلك وكانت لدينا علاقات شخصية بشتى الحكومات لم تكن بيننا وبينهم خصومة اينما ذهبوا لقد كانت علاقة طيبة ومنفتحة حتى الصين وبعض اهل الغرب بدأوا يرون ان الارادة المتجددة الاصيلة تنشر بهذا الفكر في العالم لذلك يريدون لها ان تحاصر وتوأد تماما ولذلك اطلقت علينا هذه الاتهامات.
    > لكن محاولة اغتيال الرئيس مبارك الصقت بكم؟
    ـ حدثني اهل البلد الذي حدثت فيه وكذلك الاميركان ممن علموا من البينات ان من فعلها فلان وفلان وفلان والان يتعامون لعلهم اتخذوها ايضا اداة ضخمة على فلان وفلان وفلان الذين الان يتمكنون في السلطات وهم يعلمون الجهات الاخرى التي لم تعلم بها اصلا. وشخصيا أقول في خطبي ان هذه نزوة غضب ان يقتل رئيس دولة حتى ولو كان طاغيا لانها لا تستحق، سيعقبه واحد اخر ويتخذ من ثأره كذلك ذريعة ليقتل عشرات من المصلحين والمجددين ولا تتقدم في شيء. انشر افكارك حتى تتطور البلد وتتقدم وحتى الثورات ليست لانتاج اجيال تقتل وتهدم فقط ولا اقول ان ذلك يعم كل الثورات بل البعض منها الذي يعتبر ضرورة عندما تكون وسيلة للتعبير عن طبيعة الناس لو احاط بهم البغي لعهد قليل لكن اذكر الناس بمخاطر وعلل الثورات حتى اذا اضطر الواقع لها ان لا تجرهم عيوبها الى مهالك.
    > هل تمكن المؤتمر الشعبي من اعادة علاقاته المضطربة مع المنطقة العربية التي كانت في الماضي اسباب ما ينسب اليكم من اتهامات؟
    ـ اعرف في الغالب قادة الدول العربية والدول الافريقية وليست لي ازمة معهم وكلهم يعلمون حتى اذا حدثت اشياء من ارض السودان او من ارض اخرى يعلمون الى من ينسبونها، لكن الضغوط الدولية خاصة من جهال العالم وهم الامريكان الذين لا يعلمون شيئا عن العالم وطبعا يعلمون ظاهرة كذب ويوظنون انها هي الخطر الذي يستبدلون به الهدف الوطني ووراء هذا الهدف ينظرون الى شخصيته لانهم يرون ان الدين فيه بابا وان الارهاب كله من ايحاءات البابا ومن تمويله ويسمونه فيضغطون بعض هذه الدول لان هذا هو الخطر على النظام وعليكم وعلينا فبعضهم حياء يحدثني في خلوته حديث الصديق والخليل لكنه يقول لي نرجو ان نتقي.. لكن ما عندي خصومة مع نظام حاكم اصلا. انظر. انظر كذا ما اريد ان يكون لي الشاهد في اريتريا هل يحكمها اسلامي متطرف فإذا كانت علاقاتي معها بالمبادئ وليست لصداقة جوار او زمالة وصحبة علاقة مبادئ كذا وصحبة ومناضلات وصداقات من تاريخ قديم الى يومنا هذا وكيف يكون ذلك ونحن نسجن من اجل الجنوب فهل الجنوبين يقودهم اسلاميون متطرفون «قالها ضاحكا».
    > اخيرا كيف تقيمون علاقات الحركة الاسلامية السودانية بايران؟
    ـ الحركة الاسلامية السودانية وعلى خلاف بعض الدول تحديدا لا ترهنها الطائفية سنة او شيعة. شخصيا اتحدث مع النصارى واقول لهم ارجعوا الى عيسى عليه السلام لم يقل هذا وان حوارييه لم يكونوا كذلك وكذلك فتركوا ما يفرقهم الى ما يجمعهم. واتحدث الى المسلمين بجرأة كذلك بأنني لست سنيا ولا شيعيا لكنني ارجع الى الاصول ولو وجدت خيرا في ايما كتاب آخذه وأجدده برأي اخر وأبني عليه او اتركه اذا لم يكن مناسبا ليومنا هذا. ومن اجل ذلك فان علاقاتنا بإيران لم تكن فيها بيننا وبينها فرقة الشيعة والسنة ولا بعد فارس من السودان. او ايران من السودان نحن عالميون ننفتح على العالم لان السودان كلمة تصف ألواننا وقوميتنا لا ارضنا فإننا بلد منفتح على جيرانه لانه يجاورهم بنفس العرق وبنفس القرابات ونتحدث اليهم في تجربتهم فاذا رأينا فيها شيئا نراه على غير ما هو اوفق نحدثهم صراحة. وان رؤساءهم وعلماءهم ومثقفيهم كلهم اصدقائي وكذلك ايران كانت تبادل السودان بعض العلاقات لما كانت علاقاتها مع العرب فيها شيء من القطيعة كان لها علاقات عابرة فتطير فوق العرب اليهم. وما زالت علاقاتنا مع ايران موصولة وموصولة كذلك مع باكستان ومع ماليزيا واندونيسيا ومع الدول الافريقية والبلاد العربية وحتى مع البلاد غير المسلمة مثل الصين، علاقات كحركة لا دولة لها سفارات نحن. نؤمن بالعالمية ولا نؤمن بأن يتسيد احد فيعولم ويتقوى العالم على ارادته.



                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de