|
|
 التخدير... التخدير... التخدير ياأطباء السودان
|
الطالب محمد الفاتح حامد في السنة النهائية بجامعة كمبيوترمان , خرج من بيته في صحبة والدته لانه كان قد تقرر له عملية زائدة في مستشفى الفيصل التخصصي حسب والده ... خرج محمد الفاتح في كامل نضارة الشباب ودخل المستشفى وفي حسبانه بضع ساعات ويوم بعدها يعود للبيت ليعاود النشاط استعدادا للتخرج في كمبيوترمان, محمد هادي الطباع محبوب لدى اسرة الجامعة بكل منسوبيها , لايعاني من شئ يذكر غير هذه الزائدة التي سيستريح منها وهي في الغالب عملية غاية في البساطة واليسر , ولكن وراء هذه الامبراطوريات الطبية والاثرياء الجدد , والمستثمرون في كل شئ حتى في ارواح البشر مآرب. لا يهمهم غير العائد وإستغلال الفرص علها تغنم ولو الضحية إنسان كرمه الخالق من فوق سبع سموات , وعظمه على جميع من وما خلق ولكن هنا حيث المرتع الخصيب لكل انتهازي وعديم ضمير. صار الإنسان وفي ظل دولة المشروع الحضاري ارخص مما يمكن تصوره فقد صار الانسان _اهم موارد الدول المحترمة وعليه تتمحور كل خطط التنمية والتطور والرفعة _ صار ارخص ما تسترخصه دولة المشروع الحضاري. فأطلقت عنان الانتهازية وتجار البشر كما لم يكن من قبل وفي تبجح فوقي رخيص تتباهي الدولة بالبناء والنهضة وأي نهضة هذه التي تهمل في مسيرها أهم عناصرها وهو الانسان؟ وصحته؟ وتعليمه؟ أي نهضة هذه ؟ ... ممالك الطب وممالك التعليم صارت مؤسسات ربحية في ظل الانقاذ تعيق كل تنمية , فإذا بالجامعات تخرج اطباء كل مؤهلاتهم التى اولجتهم عالم الطب التفاخري أنهم أثرياء وأصحاب أموال في هذا الزمن ...المقلوب رأسا على عقب قانون استحقاقاته ... ففي السودان لا تمر بشارع إلا ويقع بصرك على كلية, جامعة, مدرسة خاصة, او على عيادات, ومشافي ,ومستوصفات... جل همهما استغلال حالة الانسان والنظر الى ما في جيبه قبل النظرة الانسانية الى ما في عقله وقلبه لصالح المجموع.
محمد الفاتح حامد طالب من المتفوقين في علوم الحاسوب , مجد ومجتهد وبارا جدا بوالديه وأهله ,,, كانت رحلته للإستشفاء مما يعانيه من ألم الزائدة ولأنه ذكي وخلوق ومثقف ومؤمن كانت له دراية بهذه العملية وانها بحول الله لن تأخذ منه الكثير وهو المقبل على التخرج بعد أقل من شهرين , دخل الفيصل التخصصي وسدد رسوم العملية وقام طبيب التخدير وهو طبيب خريج حديث لم يكمل بعد عامه الثاني يحمل كروته في جيبه مصممة بأناقة ويكتب عليها اسمه ويعرف نفسه أخصائي تخدير (متى كان في السودان يحمل الطبيب او غيره كروت لولا هذه النهمة الشرهة تجاه جني المال ولو من أفواه المحتاجين) ألم اقل لكم ان الطب والتعليم صارا في زمن النهمة الشرهة تجارة وجني أرباح ... محمد الفاتح الوديع الخصال الحيي (من حياء) كانت آماله تسابق خطواته ليخلص من الزائدة الدودية ليتفرق للتفوق ...ولكن لأن هذه الساعي للمجد مقابل ذلك الساعي للغنى ,,,الذي يجهز نفسه للخروج للقيام بالتخدير جهة من وزع عليهم كروته تلك الانيقة والتي تجلب الثراء بسرعة ...ومضاءة اناقتها تلهب آخرين ينتظرون الاجهاز على ضحية... لم يمهل نفسه كثيرا في التصبر ويتابع أين وضع الطبيب مبضعه ويتابع كل شاردة وواردة فذهنه مشغول برصيد اضافي يكنزه في مشفى آخر أخذ منه اللب والتزكيز... كان ماكان تحول طالب السنة الرابعة الى غائب عن الوعي ... وإنتهت العملية والان التشخيصات تقول بضعف امدادات الاوكسجين للدماغ وتقيد القضية لحين إكتمال اطرافها فالوالد الصبور والشديد الوعي بحالة إبنه يتابع معه هنا بمستشفى المستقبل بجدة ومعه والدته التي أنحاها حال ابنها الذي رافقته في كامل عنفوانه... الوالد يلهج بالدعاء لله أن يرفع ابنه محمد الفاتح ,,,الذي يرى فيه حصاد مازرع من قيم ومثل واخلاق وعلم... هذا الاب الصبور زرته بالأمس عبر لي عن ارتياح تام بعد أن رفع الاطباء في جدة عن ابنه كل اجهزة التعقييم للغرفة وأزالوا مايزعج الخواطر ويملؤها بالقلق من أجهزة ... بعد ان إطمئنوا بأن حالة الطالب محمد تسير الى أحسن وبعد أن بدأت حركة التنفس في الانضباط طبيعيا, وزالت الحمى... واسباب السهر والارق في وجه والدته قد ارتاحت قليلا كما يقول ابو محمد ...فهذه ربما ليست الحالة الاولى التي يشتكي فيها ضحايا وذوي ضحايا من إهمال بالتخدير فمنهم من قضى نحبه وقضاياهم تعج بها المحاكم فإن كان من الشرفاء(من شريف المخزومية) الجدد تحفظ القضية بقرارات عليا, وإن كان الطبيب من العامة وهؤلاء قليلا ما يخطئوا لكنهم بلا شك سينالهم العقاب أليست هذه دلالة الحديث الشريف ياسلطة التجارة بكل شئ حتى بأسمه صلى الله عليه وسلم فقد قال المعصوم عليه السلام
(أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ومن يجترئ عليه إلا أسامة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فاختطب فقال أيها الناس إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها وفي حديث بن رمح إنما هلك الذين من قبلكم) هذه هي قيم التكريم والدفاع عنه صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه ليست هرجلة وعصبية وحشد للعواطف واستغلال للضعفاء .
إن الذي يجري في حقلي التعليم والصحة في السودان يحتاج لوقفة كبيرة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ولنا عودة.
(عدل بواسطة الرفاعي عبدالعاطي حجر on 03-10-2008, 05:45 PM)
|
|
 
|
|
|
|
الرفاعي عبدالعاطي حجر
محمد مكى محمد
الطاهر عثمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست