سلام على سارة في عليين ..تأملات بعد الوفاة .. كلمة للامام الاصادق المهدي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 11:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-14-2008, 06:27 PM

Faisal Al Zubeir
<aFaisal Al Zubeir
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 9313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سلام على سارة في عليين ..تأملات بعد الوفاة .. كلمة للامام الاصادق المهدي

    كلمة الإمام الصادق المهدي في منتدى الصحافة والسياسة الاربعاء 13 فبراير
    تأملات بعد الوفاة
    عطرت سارة مرقدها أنفاس عيسى عليه السلام في دعوته: السلام عليها يوم ولدت ويوم ماتت ويوم تبعث حية. لقد كانت في حياتها عبر، واليوم في وفاتها عبر تمسح العبرات بل تجعل من الموت وهو حقيقة مادية مدوية لإبتعاث حياة معنوية خالدة.
    أولاً: كثيرون أنكروا الخصوصية السودانية المصدر الرافد للوطنية السودانية ، لعل أفدح ما أعمى عيون الطبقة الخديوية المصرية هي ومن تبعها بغير إحسان هو هذا الإنكار - للخصوصية السودانية - الذي سمم علاقات الشعبين الشقيقين فجردها من المودة والندية. ان للسودان خصوصية قد لا تمتد إلى كافة حدوده الجغرافية ولكنها صالحة لتكون سلسلة فقرية يلتف حولها الشحم واللحم والدم ليجعل منها كياناً واضح الطعم واللون والرائحة في هذا الجزء من أفريقيا. خصوصية غذتها تراكمات أهمها: قبل ثلاثة آلاف عام قبل مولد السيد المسيح تفاعلت عوامل حضارية فولدت حضارة وادي النيل القديمة التي وحدت بين بعض إقليم مصر وبعض إقليم السودان وتعاقب على سلطانها فراعنة من المنطقتين - ثم تعرض شمال وادي النيل للغزاة بينما إزدهرت في السودان الحضارة الكوشية وعاصمتها كرمة لألف عام من 2500 ق.م إلى 1500ق.م - ثم ازدهت الحضارة المروية من 750ق.م إلى 400 وعاصمتها نبتة ثم مروي- ثم إمتدت في أرض السودان ثلاث ممالك مسيحية: النوباطيا وعاصمتها فرص 543م، المقرة وعاصمتها دنقلا العجوز حتى كبوشية، علوة وعاصمتها سوبا من 580م إلى 1504م، وكانت لهذه الممالك لغة ودين مميز ودخلتها المسيحية سلمياً وكانت مستقلة . ونشأت في إقليم السودان خمس ممالك مسلمة: الفور-الفونج- الكنوز- المسبعات- وتقلي ثم خضعت لغزو عام 1821م وقاومته بصورة مشتركة عبرت عنها الثورة المهدية التي جسدت الخصوصية السودانية مثلما أشبعت الأشواق الإسلامية- ثم جاء الحكم الثنائي الذي أحدث تجربة مشتركة وقامت ضده مقاومة وطنية غذتها الخصوصية السودانية.. نعم فات على الوطنية السودانية التجسيد لكامل شعوبها وفاتها التوازن المطلوب ولكن عيب التجرية لا يبرر نفي حقيقة الوطنية السودانية وعطائها العتيق عبر القرون. نتيجة لهذه الخصوصية السودانية نشأت ممارسات مميزة سماها الأمير الحسن بن طلال إنسانيات سودانية وسماها كثيرون غيره الظاهرة السودانية وهي مميزة للسلوك السوداني في عوالمه العربية والأفريقية والإسلامية. إنسانيات أهمها الكرامة- الكرم- الإقدام- التسامح والوفاء سيما للموتى، هذا لا يعني ملائكية أهل السودان فإن لهم من السلبيات أهمها التواكل- والتكاسل- والحسد. ولكن من أبرز إيجابيات الإنسانيات السودانية الوفاء الذي وصفه الهمباتيجنيات السواد الما بعرفو السمتة حلف بي رب العباد وقسمته ما أجيب شمة في حللي إن بقى اتقسمت). وفاء وعرفان غمرانا في وفاة الفقيدة سارا شيعوها بإخلاص، وبكوها بدموع عزيزة ورثوها نثرا فنيا وشعراً يسير به الركبان، أين في غير السودان نجد هذا التيار الدافق في عالم الصحافة، والسياسة، والهيئات الدينية والمدنية، بهذه الدرجة من الحميمية العفوية الصادقة التي أحاطوا بها الفقيدة وأسرتها؟. كانت بنتي تقول لي إذ تلمس اندفاعي: أهل السودان كتبوك يا أبي، ربما ولكن ليس بالرقي: ومن وجد الإحسان قيدا تقيدا!.

    ثانياً: إنتصرت سارا للأنثى في تراث يغمط أحياناً حقها، قالوا: كان فاس لا تقطع الراس، وقال محدثي يشير إلى مكان أوصله له: من باب النسوان الله يكرم السامعين!. انتزع اداؤها لها أوسمة مستحقة: الأنثى أحمي للعرين من الأسد - شهيدة الجهاد المدني - أم الأحرار - من القوة للهوة، نعم ، وأقول :

    فحلية كل فتى فضله وقيمة كل أمري عقله

    ولا تتكل في طلاب العلا على نسب ثابت أصله

    فما من فتى زانه أهله بشيء وخالفه فعله

    ثالثاً: هذا يقودني للتأمل في معنى ربما غابت معانيه اذ وصفناها بالأنثوية المرشدة . النبي (ص) بمفاهيم عصرنا كان أنثوياً بمعنى نصير للمرأة، سئلمن أحق الناس بحسن صحابتي فأجابأمُّك ثلاث مرات ثم أبوك ، وقال عن خديجة وعائشة عليهما الرضوان مدحاً ( وما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولى القوة) في عصرنا أنثوية مشوهة لا تستريح حتى تجعل المرأة رجلاً ناقص الذقن والشنب. أنثوية شكلية تهزم نفسها فالتقليد هو قمة التسليم بالتفوق للمقلد، الأنوثة قيمة أساسية مساوية للذكور في ملفات القيمة ومكملة لها في بنية النفس الإنسانية : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء) (النساء 1) ، وفي مجتمعاتنا انثوية مقلدة أخرى لا تستريحخ إلا إذا جعلت من فلذات أكبادنا من إناث طبعة سمراء للسيدة الأفرنجية بينما تختلف الأذواق والمقاييس والقيم، لا لمساواة تجعل المرأة طبعة رجالية أو طبعة أفرنجية ، نعم لمساواة تعتز بأنوثتها وتعتز بأصالتها، وهذا هو ما نقرؤه في كتاب الفقيدة مظهراً ومخبراً، لا أقول هذا من باب الشوفينية السودانية ولكن تطربنا مقولة العبادي

    دون فصادة سواك إلهك

    والأبار ما لمسن شفاهك

    بفظاظة ما فاه فاهك

    دون تعلم مثبوت نباهك

    كانت الحبيبة الراحلة لوحة سودانية تشم فيها عبق المسيد، وترى فيها خضرة الخريف، وتسمع فيها دقات النحاس.

    رابعاً: تعددت النظرات في فلسفة الحب، أحببتها وخضت في سبيل الارتباط بها معارك موحشة، وأحبتني مضاعفة حباً تجاوز المعتاد وغنى:

    الحب مالم تكتنفه شمال

    غراء كان معرة وأثاما

    والحب شعر النفس أن هتكت به

    سكت الوجود وأطرق استعظاما

    والحب من سر الحياة فسمه

    وحيا إذا ما شئت أو إلهاما

    ومع أن صورة تتطور فانه يغالب الزمن علي نحو مقولة غارسيا:الناس مخطئون لو ظنوا أنهم يتوقفون عن الحب عندما يتقدمون في السن، الحقيقة إنهم لا يتقدمون في السن إلا عندما يتوقفون عن الحب ».

    خامساً: كنا في بداية العهد بالزواج نتحدث عن مخاطر نشأة الأطفال في ظروف تتقاسم تربيتهم الأسرة، والمدرسة، والمجتمع، ولا سبيل لتربية تنفرد بها الأسرة مهما إجتهدت والأسرة نفسها أمام امتحان عسير فإن هي تشددت في أي إتجاه ربما أحدثت في الأطفال ردة فعل في الاتجاه المعاكس كما حدث لأبناء وبنات كثير من الأسر المتدينة حتى زعم بعض أهل السودان إن الصالحين يؤذون إبليس فينتقم في ذرياتهم، ونجد كثيراً من المتشددين على مذهب السلف يتجه بعض ذراريهم بردة الفعل نحو العلمانية او اليسار، ونجد كثيراً من المتشددين في اصولة علمانية يمينية أو يسارية يتجه بعض ذراريهم بردة الفعل نحو السلفية الدينية، حالات ربما فسرتها مقولة شيخ الوجودية بول سارتر: إن شخصية الإنسان تتكون بردة الفعل عما يحاول الآخرون حمله عليه، وكان أملنا أن يكون أولادنا في خطنا الديني والوطني دون إملاء وأن يكونوا مسلمين ووطنيين بلا غلو ولا تفريط فما السبيل إلى ذلك؟ واخترنا نهجاً تربوياً مفرداته: ان خير سبيل للتأثير على الجيل الجديد هو القدوة لا كثرة الوعظ، وان أفضل حافز نحو هذا الاتجاه هو الترغيب لا الترهيب، وأن أفضل معاملة للأطفال أن يحاطوا بالمحبة وان يشجعوا للتنافس في اكتساب الخبرات بلا تمييز على أساس النوع او اي عامل آخر غير موضوعي فان أسوأ فتنة في مثل ظروفنا ان يتوهم الطفل ان حسبه ونسبه يوفران له جواز مرور ممتاز في الحياة ، فواجبنا أن نطرد هذا الوهم وغرس نهج بديل:

    لا تقل أصلي وفصلي أبدا

    ان أصل المرء ما قد حصل

    قيمة الإنسان ما يحسنه

    أكثر الإنسان فيه أو أقل

    فعلي الجميع الاجتهاد في دينهم وتعليمهم وتمرينهم البدني والاستعداد للكسب في الحياة فلا عطالة بالوراثة، ومع كل العقبات والعثرات التي عشناها فإن فقيدتنا وأختها حفية لهذا النهج ساهمت في بناء جيل جديد فوق المتوسط.

    سادساً: كانت سارا بحكم تعليمها في الولايات المتحدة في وقت مبكر من نهضة بلادنا محررة من المحلية وأكثر وعياً بالعالمية، وعندما قبلت للدراسة في كلية بنات جامعية في أمريكا اعترض رجال الأسرة بشدة على سفر فتاة للخارج وحدها ولكن جدها راعي الحداثة المرشدة في السودان الإمام عبد الرحمن تحمس لبعثتها وقال لها لقد أمرت الصادق ابن خالك ان يوصلك للمطار خشية أن يعرقل المعارضون سفرها وقد كان. وفي امريكا اشتركت في أنشطة الطلبة العرب والأفارقة والمسلمين وفي حركة الأمريكيين من أصل أفريقي للمطالبة بحقوقهم السياسية والمدنية التي فجرها مارتن لوثر كنج ، هذه الخلفية أهلتها للمشاركة في كسر قوالب السياسة السودانية المحصورة في الرؤى المحلية وساعدت بمساهمة كبيرة في انشطتنا العربية والأفريقية والإسلامية ، الاقليمية والعالمية، وعندما حبستنا قيود النظام المايوي استطاعت أن تقود عملنا الخارجي بكفاءة عالية، وكانت بالإضافة لهذه الجوانب العملية تساعدني في تحضير مراجع المحاضرات والأبحاث والكتب ووفرت لي في السجون مكتبة مكنتني من دراسة آلاف الكتب مما جعل فترات السجن أخصب فترات تطوري الفكري والدراسي على الاطلاق، وفرت الكتب والدراسات وأوصلت ما ألفت في السجون الي المطابع ودور النشر في الخارج مع أن الحبس كان متشدداً في حبس أفكاري معي لدرجة ان حفيدي حامد عندما جاءت به أمه وهو في اللفة لزيارتي نزعوا كل ملابسه، كانت توفر لي حاجاتي من مراجع دينية، وعلمية ، ورياضية أماً بعد أمي، وأختاً الى جانب اخواتي، وبنتاً الى جانب بناتي، وزميلاً مع زملائي وصديقاً صدوقاً:

    ان اخاك الصدق من كان معك

    ومن يضر نفسه لينفعك

    ومن إذا رأى ما أفظعك

    شتت شمله ليجمعك

    وفي آخر لحظات حياتها ظلت ممسكة براية جابر بقوة شكيمة ورباطة جأش واستعداد

    في العصافير جبن وهي طائرة

    وفي النسور إباء وهي تحتضر!

    سلام على سارة في عليينإن المتقين في جنات وعيون أخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين) (الذاريات 16) جزاها الله بقدر إحسانها وغفر لها خطاياها فان الحسنات يذهبن السيئات كما وعد الرحمن الرحيم
                  

02-14-2008, 09:25 PM

tayseer alnworani
<atayseer alnworani
تاريخ التسجيل: 07-30-2007
مجموع المشاركات: 1500

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلام على سارة في عليين ..تأملات بعد الوفاة .. كلمة للامام الاصادق المهدي (Re: Faisal Al Zubeir)

    الاخ فيصل
    في عيد الحب أهديتنا أجمل مرثيه من زوج وفي و قائد معلم
    الارحم الله سارا فقد كانت قدوه للنساء السودانيات.
                  

02-15-2008, 04:10 AM

nada ali
<anada ali
تاريخ التسجيل: 10-01-2003
مجموع المشاركات: 5258

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلام على سارة في عليين ..تأملات بعد الوفاة .. كلمة للامام الاصادق المهدي (Re: Faisal Al Zubeir)

    الرحمة و المغفرة للسيدة سارة و الصبر ة و العزاء لعائلتها و للانصار.
                  

02-15-2008, 06:54 AM

yumna guta
<ayumna guta
تاريخ التسجيل: 04-07-2003
مجموع المشاركات: 938

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلام على سارة في عليين ..تأملات بعد الوفاة .. كلمة للامام الاصادق المهدي (Re: nada ali)

    لها الرحمة و لاحبابها و ذويها الصبر الجميل
                  

02-15-2008, 06:22 PM

Faisal Al Zubeir
<aFaisal Al Zubeir
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 9313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلام على سارة في عليين ..تأملات بعد الوفاة .. كلمة للامام الاصادق المهدي (Re: yumna guta)

    فقط عليكم قراءة النص بتقمص مكانة الصادق المهدي الزوج والاب ، لا السياسي ، هنا وجع الكلام ، ودرر تنثر في رثاء نصفه الاخر. اكتشفوا الوجه الاخر للسياسي.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de