|
اذا فاز (اوباما) هل سيحقق المدينة الفاضلة الامريكية!؟
|
لي نظرة قد تختلف مع كثيرين من اخوتي هنا في المنبر من المهتمين هذه الايام باخبار الحملة الانتخابية لمرشحي الرئاسة الاميريكان من الحزب الديموقراطي واراهم قد جانبوا الموضوعية احيانا في تقييماتهم وهم اكثر انطباعية عندما يتحدثون عن تقييمهم لمرشحي الرئاسة الديموقراطيين السيدة (هيلاري كلينتون واوباما) كشخصين طبيعيين كانهما قوتان مستقلتان بمعزل عن السياج المؤسسي الحصين للديموقراطية الامريكية العتيدة والتي لا تتاثر في رايي بالفردية...وهي تقييمات ارى انها انطباعيةتشكك في اصول البناء الديموقراطي الاميريكي نفسه كانما ديموقراطية اميريكاصرح هش غير مؤسسي يتاثر بشكل الزعيم ولونه وهندامه واصوله بغض النظر عن برنامج حزبه العام الذي سيخوض به الانتخابات وهو برنامج تصوغه مؤسسات الحزب الراسخة منذعشرات السنين وراءها مجموعات من المستشارين في كافة التخصصات واراء مؤسسات اقتصادية ضخمة تمثل دعامات الحزب وجيوش من المثقفين المهتمين بالسياسة يرفدون الحزب عبر مؤسساته بتوصياتهم وقراراتهم....ومن هناارى ان مثل هذه التقييمات تظلم التجربة الامريكية رغم كثير من عيوبها وممارساتها ولكنها ليست بهذا القدر من الهشاشة ان تتاثر مؤسساتها الديموقراطية بالفردية .. واتفق ان صناديق الاقتراع قد تتاثر برغبات الجمهور الامريكي الانطباعي الذي يتاثر غالبه بشكل الزعيم الرئيس حتى في طريقة هندامه وخطابه واكله وطريقة مشيه ولكنه رغما عن هذا حتى لو اتي به الشعب لمجرد شخصيته الكاريزمية فانه لا يغير ما بعقل المؤسسة اي الحزب الذي يمثله لانه مجرد فرد فيها يحمل تفويضا صارما ملتزما بتطبيقه.. ولكنه بفرديته وشكله كان مجرد جواد رهان خاضوا به السباق وقد افلح/ت بشخصيته الكاريزمية الساحرة المقنعة في استقطاب الاصوات لهم للفوز بالحكم وبعدها ينتهي دوره داخل التفويض الذي تمنحه له المؤسسة ليمارس الحكم باسمها لا باسمه وقد كان مجرد( جواد رهان) في الحملة الرئاسية لحزبه وهو يعطي صدقية لتوجهاتهم غير العنصرية الداعمة للاقليات وهم يضربون مثلا في ذلك اذا قدموا للرئاسة( اوباما) او يعطون صدقية لتوجهاتهم المنحازة لقضايا المراة اذا قدموا للرئاسة ( هيلاري) وفي كلتاالحالتين ضرب الديموقراطيون مثلا في الصدقية في توجهاتهم بغض النظر عمن يفوز( هيلاري او اوباما)! وهنا اذا فاز بمنصب مرشح الرئاسة عن الديموقراطيين السيد الاسود (اوباما) فان مجرد تقدمه للرئاسة الامريكية لهو مكسب للديموقراطية الامريكية وايضا مؤشر ايجابي حول صدقيةالتحولات الاجتماعية في امريكا وهي تتخلص من رواسب التفرقةالعنصرية طالما الانسان الاسود وصل هذاالمقام الرفيع مستحقا الترشح للرئاسة الامريكية منافسا صنوه الابيض من داخل حزبه ومن الحزب الاخر! ولذلك وصول (اوباما) للرئاسة الامريكية فقط يحقق مكسبا معنويا يعطي صدقية للديموقراطية الامريكية ولا يستطيع (اوباما) كشخص ان يلوي عنق مؤسساتها العتيدة الحصينة لينفرد بقراره او يحقق مكاسب لاخرين من حالة كونه رئيسا اسود لانه محكوم بالتفويض من حزبه وفق برنامجه الانتخابي العام وليس بمزاجه يفعل ما يشاء كما يفعل حكامنا في ظل ديموقراطياتنا البائسة حين يتجاوزون مؤسساتها في احزابهم وخارج احزابهم وهي تتاثر بارائهم وامزجتهم.. وعندما يستشعرون خطورة الاوضاع عليهم من داخلها فهم لا يتورعون من الانقضاض والتامر علي بعضهم كما حصل في فضيحة طرد الحزب الشيوعي من داخل برلمان الديموقراطية الثانية واحيانا يتامرون علي ديموقراطيتهم بانفسهم من خارجها مع المتربصين بها من العسكريين كما حصل في انقلاب58 وانقلاب69 وربما انقلاب89!؟
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اذا فاز (اوباما) هل سيحقق المدينة الفاضلة الامريكية!؟ (Re: هشام هباني)
|
ولذلك اذا فاز (اوباما) بمجرد بلوغه مرشحا للديموقراطيين للرئاسة او اذا شاءت حظوظه مستقبلا وصوله فائزا برئاسة اميريكا فان هذا الامر المستجد سيعزز الاخاء الامريكي بين سود وبيض اميريكا مسجلا نقطة ايجابية في مسيرة الديموقراطية الامريكية اي انها في تطور طالما انها تجاوزت عقدة اللون... وايضا هي خطوة في طريق المدينة الفاضلة وليست المدينة الفاضلة ذاتهاحيث تقبل الاميريكان البيض ديموقراطياهذه المرة لاول مرة الرئاسة الامريكية التي كانت حكرا علي لونهم علي طبق بتوابل من( الكمون الاسود) وهو يعطيها طعما امريكيا جديدا ذا مذاق طيب وهي بداية عهد جديد من التصافي والتصالح والاخاء الامريكي الامريكي!
| |
|
|
|
|
|
|
|