|
ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .. رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى
|
مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية الدكتور فاروق محمد ابراهيم (أحد مؤسسى الحزب الشيوعى السودانى) فى ندوة بعنوان : رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى تضم السلسلة ندوات أخرى تحت العناوين التالية : 1/ السنوات السبع الحرجة - تقويم نقدى لتجربة الحزب الشيوعى . 2/ علاقة الدين بالعلم والفلسفة والسياسة - مفاهيم نظرية . 3/ رؤية نقدية للماركسية والمفهوم الماركسى للدين . 4/ ما هو البديل الفكرى ؟ . 5/ ما العمل ؟ . الزمان: الاربعاء 6 فبراير 2008 الساعة السابعة والنصف . المكان: مركز الخاتم عدلان العمارات شارع 57 من جهة شارع محمد نجيب , جوار السفارة التشادية .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .. رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
ربما كان من المهم اعطاء القارىء نبذة عن د.فاروق كان الرجل عنصرا نشطا فى الحراك المدنى والسياسى منذ عهد الاستعمار، اى منذ نهاية الاربعينات من القرن الماضى حيث عمل ضمن رابطة الطلبة الشيوعيين حينما كان طالبا ثم عضوا بارزا فى اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السودانى الذى كان قد ساهم فى تأسيسه حيث ترجع تاريخ عضويته الى ماقبل انعقاد المؤتمر الاول. الا انه خرج من ذلك الحزب فى ما عرف بانقسام سبتمبر عام ١٩٧٠ حيث شارك فى اللجنة القائدة لذلك الانقسام الا انه خرج منها بعد لقاء له مع المرحوم عبد الخالق محجوب السكرتير العام وكان ذلك فى ١٦ نوفمبر ١٩٧٠. حسب علمى انه حاول استعادة عضويته فى الحزب الشيوعى منذ عام ١٩٧٣ لكنه استعادها عمليا بعد ستة عشر عاما. جدير بالذكر انه حينما استعاد عضويته اشترط احتفاظه بكل ارائه ومواقفه السابقة ويقول التجانى الطيب حول ذلك الامر ان الحزب لم يطلب من الدكتور ان يبدل ارائه كشرط لاستعادة العضوية.غير ان نشاطه قد بدأ يخمد ويبدو انه اصبح عضوا غير فاعل منذ العام ١٩٩١ واهتم بدلا عن ذلك باصدار نشرة (نصر) حيث من الواضح ان قناعة الرجل قد اتجهت نحو اهمية بناء حزب ديمقراطى جديد وان الحزب الشيوعى لم يعد هو المكان المناسب لتحقيق البرنامج الوطنى الديمقراطى. قدّم د. فاروق نقدا لازعا وعميقا فى ذات الوقت لتجربة الحزب الشيوعى بل ودعا قياداته بعقد المؤتمر الخامس تكون مهمته هى حل الحزب الشيوعى لان بحله يكون الحزب قد اسدل الستار على كل جراحات الماضى حسب تعبيره. اتمنى ان تكون الندوة مفيدة ولا شك عندى فى ذلك فالرجل يتميز بالصدق والجدية وساحاول عرض افكاره ومواقفه منذ الاستقلال وحتى الان من خلال هذا الخيط املا ان يساعد ذلك القارىء على المتابعة الجيّدة. د. فاروق كان قد تعرض للاعتقال والتعذيب البشع فى بيوت الاشباح وهو صاحب تلك الرسالة القوية التى كان قد وجهها الى البشيرفيما يختص بالتعذيب وامتهان الكرامة لذى تعرض له فى واحدة من تلك المواقف النادرة التى تحفظ للرجال مقاماتهم(ارجو من توفرت لديه تلك الرسالة انزالها فى هذا المقام) التحية لمركز الخاتم عدلان وهو يقدّم مثل هذه الشخصيات الوطنية فى منابره
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .. رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى (Re: طلعت الطيب)
|
كان اختيار د. فاروق الاحتفاظ بمواقفه السابقة رغم استعادة عضويته بالحزب الشيوعى يرتبط برؤية استراتيجية تختلف عن تلك التى تتبناها قيادة الاستاذ محمد ابراهيم نقد. ويبدو ان الهوة بين الرؤيتين اخذت فى الاتساع بعد انقلاب الجبهة الاسلامية على الديمقراطية فى ١٩٨٩. على العكس مما ظلت تدعو له قيادة نقد من تاكتيك جوهره يقوم على استجماع قوى الانتفاضة فى مواجهة المشروع الاصولى، كان د.فاروق يرى ان الجمع التلفيقى بين هذه القوى لن يحقق التوازن الديمقراطى المطلوب والكافى لكسر الحلقة الشريرة ( ديمقراطية فانقلاب عسكرى يطول)، ويرى مثلا ان النقابات تنظيمات اقتصادية مطلبية فى الاساس وانها رغم انها لعبت دورا سياسيا هاما فيما مضى من انتفاضات فى اكتوبر وابريل، الا ان ذلك ماكان ليحدث لو كان للقوى الحديثة حزبها الذى يعبر عنها. ارتبطت دعوة الدكتور فاروق منذ مدّة بابعاد القوات النظامية والنقابات عن المشاركة فى السلطة بمستوياتها الثلاث تشريعية وتنفيذية وسيادية، بل تلخصت تلك الدعوة السياسية فى ان تقتصر مشاركة ممثلى القوات النظامية والنقابات والقوميات فىالقيام بأدوار رقابية شبيهة بمجلس الشيوخ الامريكى ومجلس اللوردات البريطانى. يعتقد الدكتور فاروق محمد ابراهيم بأهمية تأسيس البديل الديمقراطى المستقر وان يرتبط ذلك التأسيس بعملية اصلاح جوهرى للاحزاب تتحول بموجبها الى مؤسسات ديمقراطية. وله فى ذلك رؤية استراتيجية تتلخص فى انه يرى ان المستقبل السياسى للسودان يرتبط بثلاثة مجموعات حزبية تتميز بالقاعدة الاجتماعية التى انطلقت منها تاريخيا وهى : اولا حزبى الامة الاتحادى وقد انطلقا من قاعدة تقليدية للمجتمع ثانيا الحركة الشعبية والحركات الاقليمية الاخرى والتى اتخذت من قضية اقتسام السلطة والثروة مرتكزا لانطلاقها وثالثا واخيرا الحزب الشيوعى والاحزاب اليسارية والليبرالية الصغيرة الاخرى والتى جعلت من النقابات والمؤسسات التعلمية الحديثة الاخرى قاعدة لانطلاقها. يرى فاروق ان تطور هذه المجموعات الى ثلاثة احزاب يعد تبسيطا للحياة السياسية حيث سيسعى كل حزب من هؤلاء الى استيعاب حركة المجتمع كله ومصالح جميع فئاته واقاليمه فى برامجه السياسية، وهى حركة قد تنتهى بالتمحور فى المدى البعيد حول حزبين على النطاق الوطنى يمين ويسار. وهما سيختلفان حول درجة تدخل الدولة فى الاقتصاد وحول درجة علمنة المجتمع ودرجة مركزة السلطة وغيرها من القضايا السياسية الجوهرية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .. رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى (Re: طلعت الطيب)
|
صعود وانهيار مشروع الثورة الوطنية الديمقراطية نستعرض مع د. فاروق رؤيته حول صعود وانهيار مشروع الثورة الوطنية الديمقراطية الذى طرحه الحزب الشيوعى واستنهض به القوى الحديثة التى نسعى الان الى توحيدها فى حزب ديمقراطى جديد. اجمل فاروق اسباب انهيار المشروع الوطنى الذى كان يستهدف الانطلاق ببلادنا صوب النمو الاقتصادى - الاجتماعى الذاتى المتصل وسد فجوة التخلف التاريخية الى اصولية السياسات التى ثابر عليها الحزب بقيادة مؤسسه وامينه العام المرحوم عبد الخالق محجوب وهى نفس السياسات التى ادت الى هزيمة الاحزاب والانظمة الشيوعية الاخرى. ورغم ان الدكتور قد اتخذ موقفا مثابرا فى الصراع الداخلى فى الحزب الشيوعى فى الفترة ١٩٦٤ الى ١٩٧٠ الا انه يقول انه يتحمل المسؤلية التضامنية عن سياسات واخطاء الحزب فى كل مراحله، وقد تلخص موقفه الاصلاحى المثابر فى الوقوف الى جانب سياسة تحويل الحزب الشيوعى الى حزب طليعى يهتدى بميثاق وبرنامج اشتراكى محدد،الى جانب سياسات عديدة تتعلق بالممارسة الديمقراطية فى الحزب وفى المجتمع وفى الانظمة الشيوعية. كانت فكرة الحزب الطليعى من مبادرات عبد الخالق حيث تبنته اللجنة المركزية فى وثيقة (مشروع تحوّل عميق فى وضع الحزب الشيوعى) وكان ذلك فى ٤ نوفمبر ١٩٦٤ الا ان السكرتير العام كان قد تخلى عنه عنه بعد زيارة له للاتحاد السوفيتى فما بعد وهو ما عرف فى ادبيات الحزب ب (الانحراف اليمينى)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .. رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى (Re: tariq)
|
يهمنا قبل ان نستطرد فى سرد وجهة نظر الدكتور وتحميل الامين العام السابق مسولية انهيار المشروع الوطنى ، يهمنا ان نتطرّق لزكريات الدكتور مع المرحوم عبد الخالق وذلك حتى لا يفهم الخلاف على انه ذو طابع شخصى. كتب الدكتور فى مجلة قضايا سودانية العدد الرابع- ابريل ١٩٩٤ فى ص ١٠ مايلى: (ليس هناك اية جانب شخصى فى انتقادى لسياسات المرحوم عبد الخالق. وانما العكس فقد كانت تربطنى به مودة واحترام متبادل لم تنقطع ابدا. رغم الخلاف الفكرى الحاد فى اجتماعات اللجنة المركزية وفى صحافة الحزب حول قضايا جوهرية. وحينما وقع الانقسام وقامت اللجنة المركزية بفصل اعضائها الاثنى عشر الذين انشقوا عنها، وكنت منهم ، دعانى المرحوم عبد الخالق الى اجتماع مساء السادس عشر او السابع عشر من اكتوبر ١٩٧٠ على ما اذكر بمشاركة الزميلين التيجانى الطيب وشريف الدشونى. ابتدر عبد الخالق الاجتماع قائلا انه لا يكترث كثيرا للعدد الكبير من معارضى سياسته والمنشقين عن الحزب. قال ان الذين كانوا يشاركون فى وضع سياسات الحزب الاساسية لم يكن يتجاوز عددهم اصابع اليدين، بعضهم على يمين الحزب ، وبعضهم على اليسار لكنهم يشكلون نواة الحزب الاساسية. وهو يعتبرنى منهم،برغم موقفى المثابر فى اليمين،ودعانى للاستمرار فى موقعى وفى قيادة الحزب. قلت ان الخلاف بلغ شأوا بعيدا هذه المرّة، وانى صرت على قناعة تامة بأن سياسة مصادمة النظام الهادفة الى انتزاع السلطة كما اجازها المؤتمر التداولى واقرتها اللجنة المركزية ستؤدى الى هزيمة كل ما كسبناه وظللنا نناضل من اجله. بينما نحن نستطيع ان نحقق اهدافنا بالتعاون مع النظام. قلت اننى بادرت الى المشاركة فى اصدار خطاب دعوة للوحدة،الذى وقعه اعضاء اللجنة المركزية الاثنا عشر كمحاولة يائسة اخيرة لتفادى الانقسام. لكنها لم تنجح،قلت ان الصدام مع السلطة والانقسام كليهما يؤديان الى هزيمة مشروعنا برمته، واننى سأتخارج من التنظيم الذى نشأ عن الانقسام واتخذ موقفا مستقلا. كان ذلك لقاؤنا الاخير. وقد استقلت بعد شهر بالضبط من ذلك التاريخ من التنظيم الذى نشأ عن الانقسام خلال مناقشة قيادته لاخداث ١٧ نوفمبر الشهرة. واتخذت موقفا معلنا فى معارضتها.) (كان المرحوم عبد الخالق قائدا عظيما ورجلا فذا، كمعظم قادة الاحزاب الشيوعية الستالينية وانظمتها فى ذلك الوقت. ان المناقشة التى نجريها الان ليست من قبيل الترف الفكرى او البحث الاكاديمى فى التاريخ، وانما تستهد تقييم تجارب واحداث ٤٨ عام كى نستهدى بها فى رسم استراتيجية تخرجنا من المأزق التاريخى الراهن)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .. رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى (Re: طلعت الطيب)
|
الحزب الطليعى ومؤتمر الجريف (الرابع)للحزب الشيوعى (شكلت وثيقة مشروع تحوّل عميق التى اشرنا اليها ، شكلت مصدر الهام وصارت محور نقاش بالغ الخطورة حول تاكتيكات الحزب الشيوعى، تمخضت عنه الدعوة لتحويل الحزب الشيوعى الى حزب طليعى يهتدى بميثاق اشتراكى وببرنامج وطنى ديمقراطى ويشكل الشيوعيون القلب الثورى لذلك الحزب. وصادفت تلك الدعوة هوى شديدا فى الحزب، خاصة لدى كادره الجماهيرى، لانها تفتح باب عضويته امام عشرات الالاف من طلائع اكتوبر الذين اكتسحوا بالحزب دوائر الخريجين ومنحوه المرتبة الثانية فى دوائر العاصمة القومية وجعلوا منه قوى اجتماعية كبرى فى الجزيرة قلب السودان النابض. وهى تزيح العوائق امام التحوّل العميق فى وضع الحزب الذى رأت فيه تلك الجماهير حزبها الوحيد اولا ، لان الاهتداء بميثاق اشتراكى محدد كبديل للماركسية اللينينية يزيح عن كاهل الحزب تهمة الالحاد اللصيقة بتلك النظرية وشكلت عقبة امام التحاق الكثيرين به وصارت فيما بعد زريعة لحل الحزب الشيوعى. ثانيا لانها تلرفع عن الحزب ممارسات الاتحاد السوفيتى والبلدان الاشتراكية والحركة الشيوعية العالمية. ثالثا يتيح الالتزام بميثاق اشتراكى محدد اكبر قدر من الممارسة الديمقراطية فى داخل الحزب لانه يزيل التوسل بالمقولات النظرية كالبرجوازية الصغيرة والصراع الطبقى وقياس السياسات من تلك المقولات بدلا عن استنباطها من الواقع. ولقد انتهت تلك المناقشة المستفيضة الى قرار دعوة المؤتمر الرابع لاجازة تلك السياسات ولانتخاب لجنة مركزية للحزب فى شكله الجديد. قمت مع الزميل سليمان حامد بالتحضير لهذا المؤتمر الرابع حينما كنت مسئولا عن منظمة الحزب فى مدينة ود مدنى وكان سليمان مسئولا عن المديرية. وقد اشتركت مع الشفيع فى صياغة تقرير المؤتمر حينما زارنى فى مدنى خصيصا لهذا الغرض بتوجيه من المرحوم عبد الخالق. وكانت المناقشات التى اجريناها وعملية اختيار المندوبين اكثر ديمقراطية فى تقديرى من تلك التى تمت للمؤتمر الثانى ١٩٥١ والمؤتمر الثالث ١٩٥٦ والمؤتمر الرابع مرّة اخرى ١٩٦٧ وقد اشتركت فيها جميعا. وبعدما وصلنا لمكان انعقاد المؤتمر، اخطرنا الزميل سليمان حامد فى اجتماع مندوبى المديرية الذى انعقد ونحن نتأهب للجلسة الافتتاحية للمؤتمر، وقد انعقد فى الجريف فى ابريل ١٩٦٦ - ان المؤتمر تغيّرت صفته من المؤتمر الرابع الى المؤتمر التداولى، وان الامين العام للحزب المرحوم عبد الخالق لن يتمكن من المشاركة فيه لانه اضطر الى السفر الى موسكوللمشاركة فى مؤتمر الحزب الشيوعى السوفيتى المنعقد هناك فى نفس التاريخ. وقد سجلت اعتراضى على هاتين الواقعتين مباشرة بعد افتتاح المؤتمرالذى ترأسه المرحوم الشفيع. اجاز المؤتمر التقريروانتخب لجنة مركزية مكونة من خمسة وخمسين عضوا، اجتمعت بعد انفضاض المؤتمر وانتخبت لجنة تنفيذية لتقوم مكان المكتب السياسى من اثنى عشر عضوا، واعيد انتخاب عبد الخالق امينا عاما للحزب)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .. رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
الانقلاب غير الشرعى على مؤتمر الجريف وانعقاد المؤتمر (الرابع) (فوجئنا بعد عودة الامين العام بفترة بالزميلين سليمان حامد ويوسف حسين يدعوان فروع الحزب فى مدينة ود مدنى واحدا بعد الاخر ينقلان فيه عن الامين العام والمكتب السياسى ان قرار المؤتمر بتحويل الحزب الشيوعى الى حزب طليعى انحراف يمينى مؤداه حل الحزب الشيوعى الى اخر تلك الحجج التى صدرت فى اعداد الشيوعى ١٢٦ و١٢٧ على ما اذكر. اوضحت فى الاجتماع الذى شاركت فيه انه كان على عبد الخالق ان يدعو اللجنة المركزية ويطرح لها هذا الرأى، وان يتبنى الدعوة لمؤتمر اخر داخل اللجنة المركزية وان وافقته وانعقد المؤتمر، يتم نقض قرارات المؤتمر السابقن والا فنحن نمارس نمطا من المركزية المطلقة يعلو فيه صوت الامين العام على صوت الحزب كله ولا يكون للائحته اى معنى. بعد ذلك غادرت ود مدنى والخرطوم فى مهمة بالخارج، انتقلت بعدها الى الخرطوم. دعيت الى دورة اللجنة المركزية التى انعقدت بضاحية من ضواحى الخرطوم فى نوفمبر ١٩٦٦. نفس اعضاء اللجنة المركزية الخمسة وخمسين الذين انتخبهم مؤتمر الجريف. تحدث على ما اذكر نقد وعمر مصطفى المكى واحمد سليمان وعز الدين على عامر، جوزيف قرنق ومعاوية ابراهيم وغيرهم، ادانوا القرارات التى اتخذوها بانفسهم قبل ستة اشهر وشكروا الامين العام على تصحيح الانحراف اليمينى. شكر الامين العام الرفاق السوفيت للنصائح القيّمة التى اسدوها خلال زيارته لتصحيح ذلك الانحراف ، تحدثت وتحدث شيخ الامين مدافعين عن قرارات مؤتمر الجريف. تقدمت بعد انتهاء المناقشة باقتراحين نصّ الاول على ان تدين اللجنة المركزية المكتب السياسى بتهمة التكتل وخرق لائحة الحزب، لقيامه بالتعبئة ضد قرارات المؤتمر قبل دعوة اللجنة المركزية للانعقاد. ثنى الاقتراح شيخ الامين وصوّت الى جانبنا المرحوم حسنين حسن الذى تحدث مبديا وجهة نظره. الاقتراح الثانى التمسك بقرارات مؤتمر الجريف. ثنى الاقتراح شيخ الامين ونال صوتينا فقط. تفرغت اللجنة المركزية بعد ذلك الاجتماع لتصريف اعمالها التى كان على رأسها التحضير للمؤتمر الرابع. انعقد اجتماع اللجنة المركزية الاخير- نفس اللجنة المركزية التى انتخبها مؤتمر الجريف- فى الليلة السابقة للمؤتمر الرابع المنعقد بتاريخ ٢١اكتوبر ١٩٦٧. اجازت اللجنة المركزية ضمن التحضيرات النهائية للمؤتمرقائمة من ثلاثة وثلاثين اسما لعضوية اللجنة المركزية الجديدة اقترحها عبد الخالق كى يجيزها المؤتمر الرابع. اعترضت مع اخرين على مبدأ تقديم ترشيحات باسم اللجنة المركزية السابقة وسقط الاقتراح. وهكذا انعقد المؤتمر الرابع للمرّة الثانية فاجاز دستور الحزب الراهن ووثيقة ( الماركسية وقضايا الثورة السودانية) واجاز قائمة عبد الخالق للجنةالمركزية المكونة من ٣٣ اسما وهى اخر لجنة مركزية ينتخبها مؤتمر حتى الان.)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .. رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى (Re: طلعت الطيب)
|
عبد الخالق محجوب والاصولية الشيوعية (ما هى الاصولية؟ انها فى ايجاز شديد توهم امتلاك الحقيقة المطلقة ومحاولة فرضها. انها تقوم على معتقد دينى او سياسى مع الشكل الثقافى او المؤسسى الذى تمكنت من ارتدائه فى عصر سابق من تاريخها. وهكذا تعتقد انها تمتلك حقيقة مطلقة وانها قادرة على فرضها. يستوى فى ذلك اصولية الاخوان المسلمين او الاصولية المسيحية او الصهيونية او الستالينية او العرقية او الهندوسية او العلموية، يلازم الاصولية الجمود الرافض للتكيّف، المعارض لكل نمو وكل تطوّر، المرتبط بالعودة لنماذج ماضوية، المتعصّب المنغلق، المتصلب غير المتسامح، كما شخّص ذلك روجيه غارودى فى كتاب الاصوليات المعاصرة. وكثيرا ما ترتبط الاصولية بشخصيّة كاريزمية فذّة، كما ارتبطت بشخص ستالين، او ماو او هتلر او كيم ايل سونغ او الخمينى او حسن البنا. وقد كانت اصولية حسن الترابى والاخوان فى السودان رد فعل مباشر لاصولية عبد الخالق محجوب والحزب الشيوعى السودانى. كتب عبد الخالق فى لمحات ص ٦٦ مؤصلا مبادىء الصراع الداخلى فى الحزب قائلا: الخلاف فى الراى شىء موجود بين المجموعات الثورية ولكن حينما يصبح هناك اتجاه مثابر لا يمكن اعتبار ذلك مجرد خلاف فى الرأى بل لا بد من الرجوع للاصل المادى لتلك الافكار التى اصبحت اتجاها ثابتا ومضرا.وحينما تصبح الافكار اتجاها فان اعتبارها من زاوية الخلاف فى الرأى طمس للحقائق وتهيب لمواجهتها وتفريط فى تحرير الاعضاء الذين وقعوا تحت تاثيرها بل هو هدم لكادر الحزب. ان الافكار الجامدة شكلت فى حزبنا اتجاها انتهازيا حينما واجه الحزب ظروف ما بعد الاستقلال، وهى ذات اساس موضوعى يرجع لاهل الطبقات المتوسطة، المزارعون وصغار الموظفين والتجار والحرفيون الخ المحافظ الذى يخشى التغيير. وسيظل حزبنا فى بلد مثل السودان تنتشر فيه افكار البرجوازية الصغيرة معرضا لمثل هذه الاتجاهات ولذ فعليه دائما ان يسمى الاشياء باسمائها وان يعتبر كل صراع داخلى جزءا من صراع الطبقات وبهذا الفهم الماركسى وحده يستطيع الحزب ان يحافظ على نقائه وان يقى اعضائه من المزالق والجمود والانهيار. وذهبت لمحات فى ص ٤٢ الى ان الذى ينبغى اجتثاثه ليس الافكار المثابرة وحدها وانما ظلال تلك الافكار ايضا. لا بد دائما من اجتثاث جور الانتهازية وكشف افكارها بل ظل افكارها ومواجهتها بثقة وفى صبر وثبات وتمسك بالماركسية- الينينية. ( انتهى لمحات) كان عبد الخالق على قناعة تامة بالديالكتيك الهيجلى الذى طوعه ولخصه ماركس فى حركة المجتمع الذى افضت تناقضاته لتحوله من المشاعية البدائية الى العبودية الى الاقطاع الى الرأسمالية، ورأى فى الطبقة العاملة رسولا لحركة التاريخ التى تفضى الى الشيوعية وتحرير البشرية من الاستغلال والاضطهاد والحاجة والوصول الى الحالة التى ينال فيها كل انسان حاجته ويحقق ذاته. وقد وصلت تلك الافكار لعبد الخالق عبر كتاب ستالين(المادية الديالكتيكية والتاريخية) وقد كانت الافكار الستالينية التى ابتذلت ماركس ابتذالا شديدا سلاحا بتارا فى ايدى الستالينيين خاصة فى العلم الثالث مكنهم من تبسيط الماركسية ونشرها بين جمهور منخفض الثقافة قليل التعليم. وبناء حركة ثورية استنادا عليها. وعلى الرغم من ذكاء المرحوم عبد الخالق الجاد المتوقد وثقافته الواسعة، فقد تغلبت شخصية السياسى فيه على المفكر. ليست الفكرة الاساسية للاقتصاد السياسى التى تفسر انتشار المذاهب والنظريات والافكار الاقتصادية والاجتماعية فى بلد ما بتوافقها مع السياسات التى تخدم المصالح الاقتصادة والاجتماعية لمعتنقيها موضوع جدال. وليست فكرة توخى مصالح قوى الشعب العامل المنتج من عمال ومزارعين ورجال الاعمال المستثمرين والمهنيين وغيرهم موضع جدال ايضا، لكن عقيدة سيادة الاستقطاب الطبقى على الثقافى لا تجد سندا فى الواقع السودانى الراهن على الاقل. ومن الواضح ان العنصر الاساسى فى الصراع الاجتماعى الدائر لدينا هو الثقافى وليس الطبقى. وعقيدة قيادة الطبقة العاملة وثوريتها لا تجد ستدا فى الواقع السودانى، فسواء فى الحزب الشيوعى اوغيره من الاحزاب فان المثقفين هم الذين يتولون القيادة. وثقافة الشفيع وقاسم امين هى التى اهلتهما لتولى قيادة الحركة العمالية والحزب الشيوعى.ان تحويل الماركسية الى عقيدة من ناحية ومحاولة فرضها عن طريق المركزية المطلقة من ناحية ثانية هما السمتان الاساسيتان للاصولية الشيوعية فى السودان. الغطرسة والاستعلاء على الاخرين لدرجة اقصائهم واللده فى الخصومة، ليست سوى الوحه الاخر لوهم امتلاك الحقيقة المطلقة. وقد صارت الجبهة الاسلامية القومية ورموزها تجسيدا حيا لهذا المسلك المشين المناقض للخلق السودانى المتسامح. لكن من الانصاف ان نذكر ان بذور هذا المسلك وفدت للسودان اول مرة مع الاصولية الشيوعية القادمة من مصر اخر الاربعينات ومطلع الخمسينات. وهى مسلك مؤسسى لانه يجعل الكثيرين يتهيبون ذلك الاختلاف الشديد مع المؤسسة الحزبية الذى ينتهى بالخروج عنها ، الامثلة على ذلك كثيرة اسوق منها مثالا واحدا هو اغفال جريدة الميدان لنعى رئيس تحريرها السابق المرحوم عمر مصطفى المكى وتعمد الكثيرين من رفاق دربه اغفال المشاركة فى العزاء برغم ان المرحوم عاش ومات مناضلا فى سبيل مايراه حقا ولم يتلوث وكان موضوعيا تماما فى خلافه مع الحزب حتى مماته.)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .. رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى (Re: طلعت الطيب)
|
اغتيال الشخصيّة (كيف نمت هالة شخصيّة عبد الخالق محجوب وطغت بحيث صارت قيادة الحزب وعضويته طوع بنانه تماما. كيف امكن ان يصوّت اعضاء مؤتمر الجريف بالاجماع لقرار الحزب الطليعى فى ابريل، وان تقوم عضوية اللجنة المركزية التى انتخبها ذلك المؤتمرفى نوفمبر من نفس العام، ومنهم نقد واحمد سليمان، سليمان حامد ومعاوية ابراهيم، عز الدين على عامر وعمر مصطفى المكى، فاروق ابو عيسى ومحجوب عثمان الخ..، شجب قرار ذلك المؤتمر الذين كانوا هم قادته و مزينوا ذلك القرار،الانصياع له، من وراء ظهر المؤتمر، لمجرد ان الامين العام الذى تغيّب عن جلساته فى موسكو عاد اليهم بنظرة جديدة مؤداها ان ذلك القرار يعنى حل الحزب الشيوعى وهو انحراف يمينى وان الرفاق السوفيت نصحوه بذلك.؟ كيف ينصاع رجال فى قامة وشجاعة وذكاء هؤلاء القادة ذوى الشخصيات المتميّزة لفرد واحد بهذه الصورة؟ جزء من الاجابة يتعلق بمثابرة المرحوم عبد الخالق محجوب وذكائه الحاد وشخصيته الكاريزمية القوية الساحرة. لكن ذلك لا يمثل الا جزءا واحدا فقط من الحقيقة. بعض التفسير يكمن فى هيمنة الفكر الاصولى على هؤلاء الرفاق، خصوصا بعد ان جاء الدعم من كعبة الشيوعية فى موسكو. لكن تلك اجابة جزئية ايضا. يمكن تفسير موقف الكثيرين من الرفاق، خاصة القدامى منهم والمحترفين، بانهم استثمروا قدرا كبيرا من حياتهم فى هذه الحركة، وقد صار عسيرا جدا عليهم ان يشهدوا ذلك الاستثمار ينهار، فيغمضون اعينهم عن الحقيقة، تماما كما يبدد المستثمرون الرأسماليون اموالهم الجديدة وراء سراب الاستثمارات الكبيرة الهالكة. بعض التفسير يكمن فى عملية التصفيات السابقة للشخصيّات التى كانت قادرة على التعامل مع شخص فى مكانة الامين العام بندّية. لكن جانبا هاما جدا اضيفه هو دور عملية اغتيال الشخصيّة الذى ظلّ يمارس بصورة مؤسسة فى الحزب بمعونة الكثيرين الموجودين الان فى الاجهزة القيادية للحزب. فصارت تقليدا ثابتا، لا يزال ساريا، وهو يؤدى الى ترويض القادة وانصياعهم. البعض يترك الحزب ، طوعا او كرها، وقد يظل اسمه عرضة لسهام كثيرة تنيشه ولا يستطيع لها دفعا او لا يكترث لها. وقد يبقى بعض هؤلاء فى الحزب. واسوق لذلك اربعة امثلة من محاولات اغتيال الشخصيّة بسلاح محاربة الافكار الانتهازية و (ظلال) تلك الافكار، وتعبئة الحزب ضدها.)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .. رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى (Re: طلعت الطيب)
|
الحالة الاولى: المرحوم حسن الطاهر زروق (نشر فى (الكادر) سنة ١٩٥٥ نقد مهين حسن الطاهر زروق، الذى كان العضو الشيوعى الوحيد فى البرلمان، بدعوى ان اداؤه فى البرلمان ليس جيّدا بما فيه الكفاية. لم يكن ذلك النقد مبررا ابدا نسبة للاداء الرفيع الذى تميّز به واثبتته مضابط البرلمان. وقد دهش كل من قرأ ذلك النقد ما السبب فى توجيه تلك الاهانة بهذه الصورة المزريّة؟ لماذذا لا يتم ذلك فى مناقشة موضوعية رفاقية؟ لم يكن العامل الشخصى فى تحجيم عضو البرلمان الشيوعى الوحيد خافيا.. رشاش مماثل اصاب المرحوم الوسيلةن سكرتير الجبهة المعادية للاستعمار حينها. الحالة الثانية :الاستاذ التيجانى الطيب جاء فى لمحات (ص٥٧ فى معرض تقييم تجربة الجبهة المعادية للاستعمار ما يلى: ادّعى التيارالانتهازى الانهزامى فى اللجنة المركزيةلحزبنا والذى هاجم الحزب خلال ١٩٥٨ ان الجبهة المعادية للاستعمار حالت دون نمو الحزب الشيوعى ونهوضه كقوى اجتماعية كبرى. هذا رأى غارق فى السطحيّة، فالجبهة وكما راينا وضعت شروطا افضل لبناء الحزب الخ..الخ هل يمكن ان يصدّق انسان عاقل له دراية بالسياسة فى السودان ان ذلك التيار الانتهازى الانهزامى الذى هاجم الحزب خلال ١٩٥٨ كان يمثله فى اللجنة المركزية الاستاذ التيجانى الطيب بابكر، وانه هو المعنى بهذه الكلمات الجارحة المسيئة؟ وكل الاتهام الموجه اليه انه كان يعتقد ان وجود الجبهة اللمعادية للاستعمار عاق نمو الحزب الشيوعى ولذلك اقترح تاكتيكا بديلا. مع ذلك تسلط عليه جهاز اغتيال الشخصية، وكان على رأسه معاوية ابراهيم ومحمد احمد سليمان، باساليب الحرب النفسية، ودفعوه لكتابة النقد الذاتى تلو الاخر مع انه لم يرتكب اى خطأ. وقد حكى لى معاوية ابراهيم انه قضى شهرا كاملا فى زنزانة واحدة مع التجانى ولم يكلمه ابدا. لكن التيجانى المقاتل المناضل اضطر الى ان يحنى رأسه للعاصفة الجائرة ريثما تمر. وقد قضى التجانى عمره كله من سجن الى اختفاء ومن اختفاء الى سجن. لم يمالىء حاكما ولم يسعى الى منفعة شخصية قط. لكن من الواضح ان شخصية التيجانى الذى كان الرجل الثالث فى الحزي حينئذ قد نمت بصورة استدعت التقليم والترويض)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .. رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى (Re: طلعت الطيب)
|
الحالة الثالثة المرحوم قاسم امين فى اوائل ١٩٦٥ على ما اذكر طرح الزميل سليمان حامد على لجنة مديرية النيل الازرق منشورا من المكتب السياسى يتعلق بشخص المرحوم قاسم امين كان محاولة بشعة لاغتيال شخصيته. رفضنا بالاجماع انزال ذلك المنشور لا للجماهير ولا لعضوية الحزب ولا حتى للجان المدن والمناطق. حرقناه واحطنا المكتب السياسى علما بذلك. كان واضحا ان شخصية قاسم امين الزعيم العمالى الفذ الذى كان الرجل الثانى فى الحزب، نمت بصورة لم يكن التقليم وحده يكفى معها. لكن مجرد وصول ذلك المنشور الى هيئات الحزب العليا كان كافيا لتحقيق الهدف الذى رمى اليه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .. رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى (Re: طلعت الطيب)
|
الحالة الرابعة: المرحوم شيخ الامين محمد الامين كان شيخ الامين زعيما شعبيا شجاعا لا يقل عن عبد الخالق فى الكاريزما وقوة الشخصية وحدة الذكاء. استمد مكانه من نضاله فى حركة اتحاد مزارعي الجزيرة التى كان مؤسسها. كان الامين مزارعا متوسطا يملك حواشة فى مشروع الجزيرة وربما بضعة افدنة من اراضى زراعية اخرى، وكان على رأس حركة المزارعين المستأجرين من امثاله الذين كانوا يمتلكون من نصف حواشة الى اثنين. ولو توسعت اعمال شيخ الامين من عمله فى الزراعة لكان هذا فضلا، فهى مهنته. لكن الامين كان يعيش حياة بسيطة متواضعة فى قرية معيجنة، مقتنيات بيته لا تزيد كثيرا عن اى عامل فنى فى عطبرة او اى عضو متفرغ فى الحزب الشيوعى فى امدرمان. وقد رفع الامين شعار تنظيم العمال الزراعيين والاستناد الى صغار المزارعين من منطلق حزبى بحت. لكنه مع ذلك ظل عرضة للهجوم والشائعات المغرضة من داخل الحزب. كان الامين محل هجوم مستمر لم يستهدف شخصه فحسب بل تعداه الى قيادة تلك الحركة المرتبطة بالحزب والى الطبقة التى انتموا اليها. جاء فى لمحات(ص٣٨ (فى نفس الوقت ساد الجمود بعض العاملين فى حزبنا وسط جماهير المزارعين. ان اكبر نقائص ذلك العمل تظهر فى مديرية النيل الازرق وخاصة فى مشروع الجزيرة. لقد ادى تجاهل قيادة هذه المديرية لتوجيهات اللجنة المركزية للحزب وتحليلاتها لطبيعة الحركة المتحدة التى نشبت بين جماهير هذه المنطقة خلال عام ١٩٥٢ الى وقوع هذه الحركة تحت تاثير متوسطى المستأجرين الرأسماليين. ان هذه الاقسام من مزارعى الجزيرة متيسرة الحال واكثر وعيا بمصالحهم. وقد استطاعت عناصر منهم الارتباط بالحزب الشيوعى خلال دعوته لتحسين الحالة الاقتصادية وقاوموا تنظيم جماهير العمال الزراعيين كما ابعدوا عن النشاط القيادى فقراء المستأجرين وصغارهم. ان التنظيم المستقل للعمال الزراعيين فى قلب الحركة العامة واستنهاض فقراء المستأجرين بواسطة الحزب الشييوعى وارتباطه اللصيق بهم كان الشرط الضرورى لتطور حركة المزارعين فى هذه البقعة وكل بقاع السودان الاخرى. ولكن هذا لم يحدث فسرقت الاقسام المتيسرة من المستأجرين نتاج الكفاح البطولى الذى قامت به الجماهير وتسللوا الى المراكز القيادية وهم يقفون اليوم حائلا دون تطور حركة جماهير المزارعين.) كتب ذلك فى العام ١٩٦٠، ولكن الامين ظل يكسب ثقة المزارعين حتى مماته، ولم يكسب من ذلك شيئا لشخصه. كان الامين قادرا على ان يصرخ فى وجه المرحوم عبد الخالق فى المؤتمر التداولى، حينما رشح المرحوم قاسم امين ليكون رئيسا للجنة الكادر التى تقدم ترشيحات اللجنة المركزية للمؤتمر الخامس: هل انت الله، تميت الرجل ثم تحييه،هل انت الله. لهذا السبب لم تقف محولة اغتيال الشخصية عند الامين وحده انما امتدت الى وحدة المزارعين التى كان لها ممثل فى كل قرية من الاف القرى فى الجزيرة، وكان الامين مؤسسها وقائدها. لقد ركل الحزب الشيوعى حركة عشرات الالاف من المزارعين اصحاب الحواشات صغيرها ومتوسطها وكبيرها، التى بنيت بنضال السنين، والتى وفرت فرصة القيادة الوطنية للحزب الشيوعى، كل ذلك وراء وهم اصولى لا علاقة له بالواقع، عن تنظيم العمال الزراعيين، ومعظمهم موسميون، وتحالفهم مع فقراء المزارعين، لينتزعوا القيادة من متوسطى المستأجرين ومتيسريهم، ولتقوم فى النهاية المزارع الجماعية ومزارع الدولة، ذلك الوهم غير المستنير الذى لا تسنده النظرية ولا التطبيق. ولم تقم للحزب الشيوعى قائمة وسط مزارعى الجزيرة منذ ذلك الحين)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .. رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى (Re: طلعت الطيب)
|
اسجل اختلافى مع الاستاذ محمد ابراهيم نقد فى مقالاته التى دعى فيها فى العدد ١٥٦ من مجلة الشيوعى (لان تتجاوز المناقشة قضايا الاسترتيجية والتاكتيك، وتتصدى بشجاعة للاصول النظرية. وفى هذا التحدى يحتاج الحزب وبدرجة لا مثيل لها فى تاريخه الى ادمغة وعقول كل كادره وبصفة خاصة المتخصصين فى العلوم- اجتماعية او دقيقة- الذين يلامسون فى مجال تخصصهم معطيات ثورة العلم ومناهجها، ودور تلك المعطيات المعرفية والمنهجية فى صيغة النظرية العلمية للثورة السودانية) لقد قدم الاستاذ نقد السند الرئيسى لعبد الخالق فى اتباعه تلك السياسات الاصولية التى اودت بالمشروع الوطنى الديمقراطىن وارتبط اسمه بها تماما حينما انحاز للانقلاب على مؤتمر الجريف (الرابع) الذى اتخبه فى اللجنة المركزية لاول مرة، ووصم قرارات ذلك المؤتمر الذى كان هو من اول الداعين له بالانحراف اليمينى، وحينما وقف الى جانب بيان تأييد الغزو السوفييتى لتشيكوسولوفاكيا، وحينما جعل من مسألة مشروعية الحزب الشيوعى ،دون الاحزاب الاخرى، وحقه فى اختيار مندوبيه فى لجنتى الميثاق والتنظيم الشعبى الح..حطا فاصلا للمواجهة مع مايو، وحينما وافق على قرار المؤتمر التداولى الذى كرس القطيعة مع النظام وانقسام الحزب، وحينما اتخذ قرار اسقاط نظام مايو فى دورة ٢٨ مايو ١٩٧١للجنة المركزية.ذلك القرار الى يبرأ ساحة عبد الخالق والعسكريين تماما من الانفراد بقرار الانقلاب فى ١٩ يوليو. وقد تولى الاستاذ نقد الامانة العامة للحزب ٢٢ عاما اعقبت انهيار المشروع الوطنى الديمقراطى الذى ما وصلت الجبهة الاسلامية القومية للسلطة الا بسبب انهياره. انتهى التلخيص
الاعزاء فى المركز اتوقف هنا عن تلخيص مجمل افكار ومواقف د. فاروق محمد ابراهيم النور، ارجو ان تكون الصورة واضحة للقارىء، وقد اعتمدت فى تلخيصى على اوراق مكتوبة من نشرة نصر ومجلة قضايا سودانية والذاكرة. ونحن فى انتظار الندوة حيث اعتقد انكم ربما تقومون بالتلخيص عقب غياب المنبر يومى الخميس والجمعة. والله الموفق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .. رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى (Re: طلعت الطيب)
|
لدىّ عدد من الملاحظات الهامة التى تؤكّد بما لا يدع مجالا للشك صحّة ما افترضه د.فاروق محمد ابراهيم فى ان وأد المشروع الوطنى الديمقراطى الذى قام الحزب اصلا من اجله، حدث بسبب السياسات الاصولية التى كان قد تبناها الحزب ومنذ تأسيسه تقريبا. كتب د.فاروق فى مجلة قضايا سودانية عدد ابريل ١٩٩٤ ما يلى ظلّ عبد الخالق محجوب يتأرجح دائما بين الموقف الاصولى العقائدى النابع من رؤاه الذاتية، والموقف العملى الذى يفرضه الواقع، لكن أصولية عبد الخالق كانت هى المنتصرة دائما. وكان عبد الخالق يشرك الحزب فى حواره الداخلى هذا ، لكنه كان يفعل مايريد، لا ما يتفق حوله مع الاخرين وان لم يعجز ابدا عن حمل الاخرين وراءه اعتقد ان حديث الدكتور اعلاه يتميز بالدقّة والمسئولية، فبينما يرى العديد من اعضاء الحزب الشيوعى وقيادته ان للحزب مواقف وتاريخ ينهض شاهدا على استقلالية قراراته وانه كان يدور فى فلك مستقل عن ذلك الذى تدور فيه بقية دول المنظومة الاشتراكية حول الاتحاد السوفيتى ،وانه بذلك يعد حزبا سودانيا خالص الرؤى , اجد نفسى على اختلاف تام مع هؤلاء واليك بعض النماذج: اولا- كان عبد الخالق قارئا جيدا للواقع السودانى ولكن جرثومة الاصولية التى سيطرت على طريقة تفكيره هى التى كانت الموجه النهائى لكل ما يخطه بنانه من اخطر قضايا الاسترتيجية والتاكتيك. وهذا ما فعله حينما كتب وبكل شفافية فى عام ٦٤ (مشروع تحوّل عميق فى وضع الحزب الشيوعى )والحزب الطليعى، فلو لم يكن عبد الخالق هو البادىء فى طرح الموضوع كما قال فاروق، لما وجد عددا من المؤيدين داخل اللجنة المركزية. ولكن عبد الخالق نفسه هو من انقلب على مقترحه بعد عودته من موسكو واصفا اياه بالانحراف اليمينى! وقد قام بتصحيح ذلك (الانحراف )على عجل للدرجة التى لم يصبر معها على اتباع المؤسسية الحزبية فقام بخرق واضح للائحة حزبه ثانيا - فعل عبد الخالق الشىء نفسه مع مشروع حزب العمال والمزارعين، وهو نفس مشروع الحزب الطليعى الذى كان فى حوار داخلى مستمر حوله. كان عبد الخالق متأرجحا عند نهاية الفترة الانتقالية فى النصف الثانى من الخمسينات بين تحويل الحركة السودانية للتحرر الوطنى (الحزب الشيوعى) الى حزب طليعى يرتبط اعضاؤه بميثاق اشتراكى نظرى وبرنامج سياسى محدد، يشكل الشيوعيون قلبه الثورى وتكون الحركة السياسية والمطلبية للعمال والمزارعين عموده الفقرى، وبين استمراره كحزب شيوعى يهتدى بالماركسية - اللينينية ليظل حزبا للكادر ويكون جزءا من الحركة الشيوعية العالمية. وقد كتب عبد الخالق فى ذلك ثلاث مقالات... ويؤرخ لذلك د. فاروق حين قال (كتبها عبد الخالق فى ثلاثة اعداد متصلة من مجلة الكادر، وربما كانت الاعداد 59،58،57 لا اذكر بالضبط، بعنوان حزب العمال والمزارعين، طرح فيها المشروع للمناقشة العامة كى يتم البث فيه فى المؤتمر الثالث المنعقد فى فبراير ١٩٥٦. فوجئت عند افتتاح المؤتمر بخلو اجندة الجلسة الافتتاحية عن الموضوع فأثرت الامر فى نقطة نظام. كان الرد ان النظر صرف عن الموضوع وتقرر اعلان الحزب الشيوعى، اى اسقاط اسم الحركة السودانية للتحرر الوطنى وابقاء اسم الحزب الشيوعى. حاججت بأن الموضوعين مختلفان تماما، وان مشروع حزب العمال والمزارعين طرح للمناقشة العامة ليتم حسمه فى المؤتمر. لم يعر ايا من المؤتمرين الامر اهتماما، ومات الموضوع) ثالثا -قاد عبد الخالق الحزب الشيوعى فى تاييد الثورة المصرية (انقلاب يوليو52 العسكرى فى مصر) وذلك على الضد من موقف الاتحاد السوفيتى وكل الاحزاب الشيوعية الاوربية، وفى ذلك كتب الاستاذ التيجانى الطيب فى عدد ابريل ٩٤ من قضايا سودانية ص ٣٤ جاء تغيير موقفنا الذى كان مؤيدا للثورة المصرية بعد اعدام خميس والبقرى مباشرة) وهما عاملين مصريين كان قد اعدمهما عبد الناصر ضمن سلسلة من خروقات حقوق الانسان التى عرفت عن ذلك النظام، ولكنى اجد صعوبة فى تصديق ان عبد الخالق سحب تأييده كرد فعل لاعدام هذين العاملين ولا اعتقد ان هذا السبب يعدّ مبررا كافيا، حيث انه من المؤكد ان التاييد كان يقوم على حسابات سياسية تعتمد على مدى قرب او بعد نظام يوليو من برنامج الحزب الشيوعى، ولم يكن خافيا على المرحوم عبد الخالق انه كان بوسعه الاكتفاء بالضغط والادانة لجريمة الاعدام، بيد انى اكاد اجزم انه ما كان ليصمد طويلا كعادته امام اية قرار مخالفا لموسكو لان فى ذلك هزيمة لليقين الاصولى ومبعث على الشك والقلق، وما كان من امر العاملين الذين تمّ اعدامهما سوى زريعة ..مجرد زريعة للعودة الى حظيرة القطيع الشيوعى . اخيرا - موقف تأييد الحزب الشيوعى لما عرف بعملية ربيع براغ، حيث وقف عبد الخالق وغالبية لجنته المركزية الى جانب تأييد الدبابات السوفييتية وهى تقتحم ذلك البلد الصغير الامن وتصادر قراره الوطنى، وهو موقف مخزى بكل المقاييس ولايتشرف به اية مناضل!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .. رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى (Re: طلعت الطيب)
|
Quote: مداخلة الاستاذ/ تاج السر عثمان عضو الحزب الشيوعى السودانى :- تعلمون ان الحزب قد فتح باب المناقشة العامة فى اغسطس 1991 بعد المتغيرات فى الاتحاد السوفيتى والكتلة الاشتراكية , تم طرح محاور عامة من ضمنها تجديد الحزب الشيوعى والبرنامج , ما كتبته فى كتاب (تقويم نقدى لتجربة الحزب الشيوعى 1946 - 1971) هو عبارة عن مساهمة شخصية وليس وثيقة يتبناها المؤتمر الخامس , وما كتبته كان قد نشر فى الشيوعى (59) فى ظروف السرية , لذلك كانت اعادة طباعة الكتاب , انا كتبت هذا الكلام فى 1992 ووثيقة د/ فاروق كتبت فى الخارج عام 1994 لذلك لم تتم الاشارة اليها فيما كتبت لانه تحدث اننى اغفلتها .. من مجموع كل هذه الوثائق وثيقتى ووثيقة د/ فاروق سيكون المؤتمر الخامس .. رجعت للوثائق المختلفة فيما كتبت وفى نهاية الكتاب هناك اشارة للوثائق التى اعتمدت عليها .. ما كتبته يمكن تجديده وتطويره بمعارف جديدة .. موضوع الانقلابات العسكرية , اعتقد انها قد ادخلت البلد فى متاهة , الحزب لم يكن مسئولا عن انقلاب 25 مايو صحيح هو قد أيد الانقلاب , وصحيح ايضا انه لم يكن مسئولا عن انقلاب 19 يوليو ويمكن ان يدور نقاش واسع حول الانقلابات العسكرية . |
اتفق مع الاخ تاج السر فيما يتعلق بمسؤليته الشخصية حول نغييب وجهات النظر المخالفة لقيادة الحزب الشيوعى عن المؤتمر الخامس على اعتبار شهادته بأن ما كتبه كان دراسة تمّ نشرها فى المجلة الداخلية للحزب على بداية التسعينات وقبل ان تظهر مساهمة د.فاروق. لكن تبقى مسؤلية الحزب الشيوعى وقياداته الحالية قائمة حول شبهة حجب المعلومات الكاملة عن تاريخ الصراع السياسى داخل الخزب واعطاء الفرصة للاجيال اللاحقة من الالمام بكل التجربة وبالتالى التقييم السليم حتى تأتى قرارات المؤتمر الخامس لذلك الحزب اكثر قربا من الواقع. خاصة وان كثير من هذه الاجيال لم تعاصر تلك الاحداث. نتجاوز عن مسألة رغبة القيادة فى نشر مساهمة السكرتير الثقافى لحزبها دون غيرها من المساهمات لكونها تتعارض مع موقفها السياسى، الى حقيقة موقف امين السكرتارية المركزية من منع د. فاروق اقامة ندوات للحوار حول الامر فى دار الحزب الشيوعى ، مما اضطرّه لاقامتها فى مركز الخاتم عدلان للتنمية اليشرية!! رغبة قيادة نقد واضحة فى حجب الرؤى المخالفة الاخرى عن المؤتمر وقد عبر عنها حينما ابدى اسباب رفضه لاقامة الندوات بقوله ان ما يطرحه الدكتور( يثير قضايا) تنويه:تمت التعديلات اعلاه نتيجةاخطاء فى الصياغة
(عدل بواسطة طلعت الطيب on 02-11-2008, 04:30 PM) (عدل بواسطة طلعت الطيب on 02-11-2008, 04:42 PM) (عدل بواسطة طلعت الطيب on 02-11-2008, 05:14 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .. رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى (Re: سامي صلاح محمد)
|
Quote: (اليوم يقول د. فاروق ان الحزب الشيوعى فقد اسباب وجوده وتحوّل الى طائفة سياسية تلوك الشعارات الميتة ولهذا لا بد من حله. ترى ما الذى يبيح للدكتور ومن على شاكلته ان تكون لهم الجراة على التقدم بمثل هذا المطلب المسىء الى نضال الالاف من انبل واشجع ابناء شعبنا وتضحياتهم التى بلغت حد الاستشهاد؟ ان الذين يتحدثون عن الحرب الشيوعى وذبحه قربانا لكيان هلامى من البرجوازية الصغيرة ينسون انه لولا وجود الحزب وصموده وخاصة فى ظروف الجزر والانحسار والقهر، لما بقى للقوى الديمقراطية التى يتحدثون عنها هذه الايام نواة تلتف حولها وتنير لها طريقها. الذين لا يؤمنون بالماركسية ولا بثورية الطبقة العاملة ولا بحزبها، لماذا لا يتركون حزبنا ليبشروا بحزبهم الجديد ويبنوه ، انهم لا يشتركون فى المناقشة العامة من اجل تطوير الحزب ونظريته وتحويله الى قوة اجتماعية مؤثرة، انهم يريدون الشيوعيين ولكن بدون حزبهم، وبدون برنامجهم وبدون نظريتهم.) |
التجانى الطيب الرجل الثانى فى الحزب الشيوعى . عن قضايا سودانية ص٣٦ من الواضح ان الرجل يحدد الهدف مما عرف بالمناقشة العامة داخل الحزب الشيوعى بعد انهيار حائط برلين، بأنها تنحصر فى تطوير الحزب والنظرية وليس شيئا اخر. ولى عودة لهذا التعليق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .. رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى (Re: طلعت الطيب)
|
Quote: ( لدى الكثير من الناس اعتقاد راسخ بان الشيوعيين دبروا انقلاب ٢٥ مايو رغم كافة الروايات، وبينها روايات مدبرى الانقلاب انفسهم والتى تؤكد غير ذلكز وهناك فى حياتنا اعتقادات مشابهة، مثل ان العلمانية هى الالحاد وان المركزية الديمقراطية تحمل نفيا قاطعا للديمقراطية، صار النفاش حولها ضرب من حوار الطرشان. انقلاب ١٩ يوليو يقع تحت داخل هذه الدائرة ايضا ومن حق اى شخص بالطبع ان يستنتج من المعطيات التى لديه ان الحزب الشيوعى هو الذى دبر ذلك الانقلاب، وان يصير ذلك الاستنتاج عقيدة راسخة لديه لا تحتمل النقاش. ولست هنا بصدد تفنيد مثل ذلك الاستنتاج، وسأترك الامر كله لمعالجة منفصلة، انما سأكتفى الان ببعض الملاحظات ١- وجدت صعوبة فى ادراك مقصد د.فاروق من اصراره على ان اللجنة المركزية للحزب هى التى اتخذت قرار تنفيذ الانقلاب وان عبد الخالق لم ينفرد به، علما بأن كل ورقة الدكتور كانت للتأكيد على ان تلك اللجنة لعبة فى يد عبد الخالق، وعلما بانه افرد حيزا كبيرا للتأكيد على ان عبد الخالق ظلّ ينفرد ايضا بتنظيم الضباط الاحرار، كما ان تاكتيك الحزب الذى كان عبد الخالق ينفرد بصياغته صار يقوم على فكرة الانقلاب. ولست افهم بالتالى كيف ان موقف الدكتور ينصف تراث الحزب الذى لم يترك فرصة لانصافه. ولا استطيع ان اخذ بأى قدر من الجدية تأكيد الدكتور با ن تنصل نقد والتيجانى ورفاقهما من مسئوليتهم فى اتخاذ قرار الانقلاب وهو بمثابة وضع حبل المشنقة مرة اخرى فى رقبة عبد الخالق والقادة العسكريين. ب- الجدير بالذكر ان معالجة الدكتور للمسألة لا تنطوى على اى قدر من الادانة والاستنكار للمجزرة التى وصفها مراقبون محايدون بانها كانت جريمة اغتيال متعمدة لخصوم سياسيين. وكلنا يعرف المسئولية عن المجزرة بدءا من زمرة القتلة بقيادة نمرى وانتهاء بالذين قادوا انقسام ١٩٧٠ وبينهم الذين شهدوا امام محاكم الجلادين. ج- ولا ادرى كيف فهم د.فاروق قولتنا المتحديّة فى الاسابيع الاولى بعد المجزرة ردا على محاولة تحميل اللجنة المركزية مسولية تدبير وتنفيذ الانقلابن بانها تهمة لا ننكرها ورف لا ندعيه. ولو تحرر الدكتور من غلوائه ضد الحزب وامينه العام لاستطاع ان يستشف من تلك العبارات تمجيدا لحركة ١٩ يوليو وابطالها وشهدائها واهدافها لم ينقطع حتى اليوم، لا تنصلا ولا تملقا وانما استعداد لتحمل المسئوولية كاملة وعدم انكارها امام محاكم الردة. د- ياتى ضمن موقف الكتور من ١٩ يوليو تحريف موقف الحزب لاشيوعى من الثورة المسلحة والانقلابات العسكرية).. |
المصدر مجلة قضايا سودانية ابريل ١٩٩٤ التيجانى الطيب فى رده على د.فاروق فيما يتعلق بمسئوولية الحزب الشيوعى عن الانقلاب لى عودة للتعليق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .. رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى (Re: طلعت الطيب)
|
اتفق مع د. فاروق فى دعوته للحزب الشيوعى باجراء رؤية نقدية عميقة لمجمل تجربته فى السودان، وكذلك اهمية الاعتذار لكل من اختلفوا مع الحزب وتركوه او فصلوا منه ولم يخونوا قضية الوطن والشعب، واعادة الاعتبار لهم من الدكتور عبد الوهاب زين العابدين وعوض عبد الرازق الى الدكتور احمد عباس ورفاقه بلندن. وعلى رأس هؤلاء الذين يرد لهم الاعتبار المرحوم الشيخ الامين محمد الامين والمرحوم عمر مصطفى المكى والسادة الحاج عبد الرحمن ويوسف احمد المصطفى ومحمد على محسى واخرين. لكنى اتردد فى قبول دعوة الدكتور لان يقوم الحزب بحل نفسه، اذ لا ارى اهمية ذلك مادام الحزب الشيوعى قد قدّم رؤيته النقدية تلك . اختلف مع الاستاذ التيجانى الطييب حينما كتب (اما الذين يطالب الدكتور برد الاعتبار لهم فانه لم يقدم اى حيثيات لطلبه ، واؤكد للدكتور ان الحزب مستعد للنظر فى كل طلب يقدم) وكأن مسألة اعادة الاعتبار لا ترتبط بالمسيرة الفكرية للحزب !!! ولى عودة للطرق على ما لم يعطه د. فاروق اولوية كافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .. رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى (Re: طلعت الطيب)
|
كتب د. فاروق: (تحويل الماركسية الى عقيدة وحقيقة مطلقة من ناحية، ومحاولة فرضها على الحزب من ناحية ثانية، هما السمتان الاساسيتان للاصولية الشيوعية فى السودان. المركزية الديمقراطية التى يفترض ان تكون المبدا الاساسى لتنظيم الحزب الشيوعى يفهم منه ان يكون هنالك حوار حقيقى تخضع نتيجة له الاقلية للاغلبية، وان تكون هنالك ديمقراطية حقيقية تنتخب بمقتضاها اجهزة الحزب القيادية. ولقد شهدنا فى لمحات كيف انعدم الحوار وساد التعصب والانغلاق، وكيف صار اجتثاث الافكار المعارضة بل ظلال تلك الافكار، اذا ا رفضت الانصياع وثابرت، قانونا عما فى الحزب الشيوعى. وقد جسدت الطريقة التى انقلب فيها فردا واحدا على الحزب بأكمله فى مؤتمر الجريف حقيقة المركزية المطلقة التى تحكم الحزب الشيوعى وقد صارت لا تقبل الخطأ والتبديل الى يومنا هذا) من الواضح ان الدكتور يتحدث هنا عن المركزية الديمقراطية، ذلك المبدأ الذى ظل يحكم الحياة الداخلية للحزب الشيوعى ، وان شئت الدقة للاحزاب الشيوعية منذ العام ١٩٠٣م تقريبا. ولم يتضح لى تماما مقصد الدكتور ولكنى اعتقد انه يكيل النقد للمارسة اى للتطبيق مثل معظم اعضاء الحزب الشيوعى ، واذا كانت ملاحظتى سليمة، فتبقى دعوتى التالية سارية المفعول، وهى: اذا اراد الحزب الشيوعى نقدا عميقا شاملا لتجربته ينصف من خلالها كل الشهداء الذين ناضلوا تحت رايته وهم كثر، وان يتحول الى قوى جماهيرية كبرى، فاعتقد ان علبه ان يضيف الى مساهمة سكرتيره الثقافى والتى تعبر عن رأى القيادة الحالية ومساهمة د. فاروق هذه، مساهمة اخرى لا تقل خطرا وقيمة، وهى مساهمة من تأسس هذا المركز بأسمه وهو المرحوم الاستاذ الخاتم عدلان رحمه الله بقدر ما قدّم من تضحية ووعى ونكران ذات. المساهمة المقصود اضافتها هى (ان اوان التغيير ) والتى كتبها الخاتم فى الشيوعى عدد(١٥٧ السبب فى ذلك ان المرحوم كان قد عالج واحدا من اهم القضايا النظرية المتعلقة بالاصلاح الديمقراطى يعتقد الخاتم ان سيادة المركزية فى القرارات على حساب الديمقراطية لا تكمن فى تطبيق المركزية الديمقراطية ، ولكنها تكمن فى المبدأ نفسه، حيث كتب الراحل المقيم:
(إن المركزية الديمقراطية تنادي بحق الاقلية في الإحتفاظ برأيها و الدعوة إليه داخل المنابر الحزبية، و لكنها في واقع الأمر تجعل وجود أقلية في الحزب أمرا مستحيلا، فتكوين أقلية يقع تحت طائلة المبدأ اللائحي القائل بتحريم التكتلات و الإتصالات الجانبية. و لا توجد اقلية بالتالي إلا كافراد منعزلين، لا يلتقون إلا كمتآمرين. و ذلك هو السر في أن الاقليات لا تتكون إلا عشية الإنقسامات و تشهد بذلك ظاهرة البلاشفة و المناشفة في روسيا. إن الحديث عن إمكانية وجود اقلية داخل إطار المركزية الديمقراطية ليس سوى واحدة من إستهبالات الفكر السياسي و التنظيمي الأكثر مرارة و الأكثر إثارة للهزء. و إذا كانت الاقلية لاتوجد داخل الحزب، فإن الرأي الآخر لا يوجد بالتالي، بالنسبة للمجتمع، حيث يفترض أن يعبر عضو الحزب عن رأي الحزب صرف النظر عن وجهة نظره الشخصية.)
(أن النغمة السائدة حاليا هي إرجاع كل الشرور العظيمة و الجرائم المرعبة التي أرتكبت اثناء عقود التجربة الإشتراكية التي سقطت، إرجاعها إلى الستالينية دون توضيح حقيقة أن الستالينية نفسها هي الإبنة الشرعية للمركزية الديمقراطية. عن طريق مبدأ الطغيان القيادي هذا، صعد جوزيف ستالين إلى سكرتارية اللجنة المركزية. لم يكن في مقدور مؤسس الحزب نفسه، فلاديمير إليتش لينين أن يزيحه من موقعه ذاك رغم محاولاته المستميتة و(تآمره) مع مجموعة تروتسكي، و تحضيره لقضية شيوعي جورجيا الذين إضطهدهم ستالين، لتفجيرها داخل المؤتمر، لم يفلح في ذلك لأنه كان بسبب المرض قد فقد السلطة الحزبية، و عندما حدث ذلك فأن العبقرية السياسية و النفوذ المعنوي الهائل لم تعد تجدي فتيلا. و هذا اسطع مثال على أن المركزية الديمقراطية هي مبدأ الحماية المطلقة للقيادة في مواجهة قاعدتها بالذات.* المركزية الديمقراطية هي المبدأ التنظيمي الذي يحكم الحياة الداخلية للجزب الشيوعي و قد ظلَ هذا المبدأ التنظيمي عرضة للنقد الموضوعى والبنَاء منذ صياغته في روسيا القيصرية بين عامي 1903 1906 إلا أنه ظلَ و منذ ذاك الوقت الشكل التنظيمي الذي تعتمده الأحزاب الشيوعية في عملها و حجتهم في ذلك أنها تضمن وحدة الحزب في وجه التكتلات و الإنقسامات كما أنها توفر نظام للطاعة يرتفع من فعالية الحزب! حينما تكون الديمقراطية مجرد طلاء سكري لجرعة المركزية المريرة: و يستطرد الخاتم عدلان فيقول أن المبررات التي صيغت اعلاه للدفاع عن المركزية الديمقراطية غير صحيحة لأن الديمقراطية تحتوي على مركزيتها الخاصة، فخضوع الأقلية لرأي الأغلبية مبدأ ديمقراطي معروف، يضمن وحدة المنظمة المعنية و يجسد إرادتها. يضاف إليها مبدأ التمثيلRepresentation الذي يؤدي المهمة على المستويات الاعلى فالأعلى. تكمل البناء الديمقراطي، و ترتقي بالفعالية الحزبية مبادئ أخري صاغها الفكر الديمقراطي الحر عبر القرون، مثل الإعتبارات الفئوية و الجغرافية، العرقية و القومية، المؤتمرات المنتظمة، الصحافة الحزبية..الخ) ثم يضيف و لكن هذه الديمقراطية المتكيفة بذاتها عندما تلحق كرديف ثانوي لمركب المركزية الديمقراطية و تستخدم كمسوغ لقبول المركزية المطلقة، و كطلاء سكري لجرعتها المريرة، فأن نهايتها تكون قد حلَت، و بالفعل فإن ممارسة الاحزاب الشيوعية تشهد بأن الديمقراطية قد تمت التضحية بها على الدوام لصالح مخدومتها المبجلة: المركزية المطلقة* و كما قلنا، فبينما يرى العديد من الشيوعيين أن أزمة الديمقراطية داخل الاحزاب الشيوعية ناتجة عن سوء تطبيق المركزية الديمقراطية فأنني اتفق مع ما كتبه الراحل الخاتم عدلان في أن العيب يكمن في المبدأ نفسه وهنا تجدرالإشارة إلى الملاحظات التالية:
أولا: إجراءات إنتخابات اللجنة المركزية و كل الهيئات القيادية التابعة لها هي إجراءات غير ديمقراطية. فهناك لائحة مرشحين واحدة تقدمها عادة اللجنة المركزية السابقة ، أو مكتبها السياسي،و لذلك فهي تفوز في جميع الحالات.
ثانيا: لائحيا فأن المركزية الديمقراطية تمنع الإتصالات الجانبية (تعتبر ثرثرة)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .. رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى (Re: طلعت الطيب)
|
اشكر المركز لنقله لمساهماتى الى البوست الاخر تحت نفس العنوان. و حستا فعلوا اذ ان موضوع الاصلاح الديمقراطى للاحزاب الوطنية وعلى راسها الحزب الشيوعى تعد من اهم القضايا المعاصرة والتى لن تتسامح تجاهها الاجيال القادمة ان لم نوليها العناية المطلوبة. على رأس قضايا الاصلاح داخل الحزب الشيوعى هى قضية نقد المركزية الديمقراطية والتخلص منها تماما. اذ لن يكون هنالك اية معنى للاصلاح دون التخلص من هذه الافة التنظيمية والتى تعطى القيادة الحالية حق انتخاب القيادة القادمة وتحديد المؤتمرات وتجعلها هى الوسيط الاوحد المامون على كل قضايا الحوار داخل التنظيم . بل تستطيع القيادة ، اية قيادة، تحت سيادة المبدأ التنظيمى هذا، ان تقوم بتزوير اية شىء من اختيار المناديب وحتى السياسات والافكار نفسها وهو الامر الذى كان يحدث فى تاريخ كل الاحزاب الشيوعية ، وهو الذى يفسر لنا لماذا لم يكن التغيير داخل الاخزاب الشيوعية لا يأتى الا من القيادة؟ ولا تختلف مسالة رهن التنظيم كله للقيادة عن ظاهرة (وجوب ان يكون عضو التنظيم كالميت بين يدى الغاسل) عند امراء الجماعات الاسلامية الاصولية! واواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|