لسودان الجديد ليس ضد أحد!!بابكر علي الجاك دينق

Quote: لسودان الجديد ليس ضد أحد بابكر علي الجاك دينق فكرة السودان الجديد من صميم أطروحات الراحل الدكتور جون قرنق. والفكرة نفسها لم تكن اعتباطاً، لكنها جاءت نتيجة لدراسة تركيبة السودان الإثني وتنوعه الثقافي والتباين القبلي، الأمر الذي جعل دكتور جون قرنق يفكر بجدية في خلق دولة تسع الجميع.. دولة تتعايش فيها كافة الثقافات والأديان في وئام تام، دولة قائمة على أساس المواطنة وليس الانتماءات القبلية أو الحزبية أو أشياء من هذا القبيل أو حجر على أحد. ولعل الفكرة قائمة على مرتكزات قوية كالعدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان السوداني بغض النظر عن انتمائه القبلي أو الديني، لذلك وجدت الفكرة قبولا وسط قطاعات واسعة من الشعب السوداني إلا قليل منهم. ولما كان العدل قيمة أساسية في أي نظام حكم في العالم فإن الحركة في اطروحة السودان الجديد تبنت العدل وجعلته أعلى مرتكزاتها الأساسية، وما من عاقل أو مؤمن بالله يرفض العدل، فهو عنصر أساسي لا يمكن التخلي عنه لأي سبب من الأسباب.. إذاً فكرة السودان الجديد التي وجدت تأييدا وتعاطفا لدى السواد الأعظم من أبناء السودان فضلاً عن انها آخذة في تنامٍ مستمر، سوف يشتد عودها بإذن الله وستصبح حقيقة ماثلة، فليس هناك مستحيل تحت الشمس كما يقول (الخواجات). وعلى أنصار فكرة السودان الجديد ان يعضوا عليها بالنواجذ ويترجموها على الأرض طالما هي قائمة على التعايش السلمي والتسامح بين كافة أبناء الوطن الواحد، وعليهم ان يتجاوزوا مرارات الماضي التي خلقتها الحرب اللعينة.. بالرغم من ان الفكرة تواجه عقبات بسبب قلة من الذين لا يريدون لهذا الوطن ان يعيش في سلام، ولكن بعزيمة وإصرار أبناء السودان المخلصين يمكن تجاوز كل العقبات، وعلى حاملي مشعل السودان الجديد ان يطمئنوا الذين يتوجسون خيفة بأن فكرة السودان الجديد لم تأتِ من منطلق عدائي ضد أحد، انما أتت لإصلاح حال السودان وشعبه الكريم والمتسامح دوماً. فالسودان منذ الاستعمار وحتى لحظة كتابة هذه السطور ظل وما زال يواجه العديد من المشكلات بسبب تكريس الجهوية والولاءات الإثنية، تلكم المسميات التي بات الشعب السوداني في غنى عنها تماماً؟ وينبغي على أي مواطن سوداني واعٍ ان يحارب بلا هوادة كل ما يدعو إلى الفرقة والشتات.. فنحن في عصر التكتلات، عصر الوحدة وليس التشرذم حتى ينعم كل مواطن في هذا البلد الآمن إن شاء الله في المستقبل القريب بالرفاهية. وعلى أبناء السودان المخلصين ان يوجهوا كافة جهودهم نحو التنمية المستدامة وخلق وطن خالٍ من أعداء الإنسانية الثلاثة (الفقر- الجهل- المرض)، وأنا لا أرى سببا أو مبررا للذين يحاولون تضخيم الأمور، الذين يريدون الفتنة ويرون أن التعايش السلمي بين أبناء السودان أمر مستحيل بسبب التباين الثقافي والعقائدي. وما يدعو للأسف هو محاولاتهم المتكررة لبث الهلع والرعب والخوف في نفوس الشعب السوداني بتفسيرهم لفكرة السودان الجديد بطرق ملتوية في محاولة منهم لخلق جبهة لمواجهة الفكرة. ولكن شأن هؤلاء كشأن من يناطحون الصخرة بسبب رغبة الشعب السوداني في الخروج إلى آفاق أرحب، فالشعب السوداني منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا لم يذق طعم الأمن والسلام والرفاهية. وأنا لا أريد ان القي اللوم على رموز الوطنية الذين أخرجوا المستعمر والجيل الذي تلاهم رغم اخفاقهم، فهم بشر يخطئون ولكن ما يجب علينا فعله الآن هو إصلاح ما لم يستطيعوا إصلاحه، وعلينا ان لا نقلل من شأنهم فهم من أبناء هذا الوطن، رفعوا راية السودان ودافعوا عن سيادته رغم فشلهم في بناء دولة وطنية وتشخيص مواطن الخلل في إدارة الحكم. وقد قال أحدهم من أبناء الجنوب بأننا كأبناء الجنوب لا نكره الشماليين بسبب لونهم أو دينهم، ولكن لسوء إدارتهم للسودان وإذا سلك أي جنوبي هذا النهج لن نرضى عنه.. إذاً السبب هو سوء إدارة ومتى زال السبب يصبح السودان وطناً جميلا يتعايش فيه بنوه في محبة وسلام، وليس ذلك بمستحيل ابداً لكنه يتطلب الإصرار من أبناء السودان المخلصين لتصفية النفوس من الضغائن والأحقاد بسبب الحروب التي انهكت هذا الوطن المعطاء.. السودان أرض مليون ميل مربع.. غداً يا سودان سيتحد بنوك لرسم لوحة رائعة تجسد اسمى معاني الوئام. لعمرك ما ضاقت البلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق وكاذب من يقول انه يستطيع ان يفرق بين أبناء هذا الوطن الذين تجمعهم صلات الدم، فلو ذهبت شرقاً لوجدت جميع قبائل السودان تعيش في محبة، وكذلك في الشمال والجنوب والغرب وفي الوسط. ان الذين يتحدثون ان استحالة العيش في وطن واحد انما اصابهم اليأس والتشاؤم ويريدون ان يجعلوا أبناء السودان كلهم يسيرون خلفهم ليقتادوهم إلى المجهول.. فماذا يعني تقطيع أوصال السودان وتمزيقه ارباً ارباً؟؟ وماذا بعد ذلك؟!!

Quote: وأنا لا أريد ان القي اللوم على رموز الوطنية الذين أخرجوا المستعمر والجيل الذي تلاهم رغم اخفاقهم، فهم بشر يخطئون ولكن ما يجب علينا فعله الآن هو إصلاح ما لم يستطيعوا إصلاحه، وعلينا ان لا نقلل من شأنهم فهم من أبناء هذا الوطن، رفعوا راية السودان ودافعوا عن سيادته رغم فشلهم في بناء دولة وطنية وتشخيص مواطن الخلل في إدارة الحكم.