|
|
 بين الإنتباهة والحركة.. الهروب من الضوء..!!
|
Quote: نداء اليقظة
بين الإنتباهة والحركة.. الهروب من الضوء..!!
لا بد من قراءة هادئة في مضمون الرسالة التي بعث بها د. لوكا بيونق دينق وزير شؤون رئاسة حكومة جنوب السودان، لمولانا محمد علي المرضي وزير العدل، حول صحيفة الإنتباهة التي حوت العديد من النقاط والحيثيات والوقائع التي أوردها د. لوكا للوصول إلى الخلاصة النهائية وهي توجيه سلفاكير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية لوزير العدل باتخاذ إجراءات ضد الصحيفة والتحقيق معها، مع وصمها بأقذع التهم والألفاظ، كالبذاءة وإثارة الفتنة ونشر الكراهية والانتقاص من هيبة الدولة إلى آخر قعر قواميس الشتائم الرسمية وهي تعابير جوفاء معلبة تملأ دائماً فراغات التاريخ خاصة عندما تضيق سلطة ما، بالحقيقة ومداد الكلمات الحارق..
مضمون الرسالة يكشف عن نفسه، لكن ثمة حقائق أساسية جعلت منها، محاولة غير موفقة للظهور بمظهر الحمل الوديع، أو في حالة من يحاول أن يعلق قميص خيباته وفشله على مشجب الآخرين، وقد بدت الحركة الشعبية هنا وعلى طريقة د. لوكا بيونق، تعتسف ظواهر وبواطن الأشياء وتتناقض مع نفسها والواقع، وتمارس أبشع أنواع الخداع والتدليس، خاصة عندما تحاول إيهام الآخرين بأنها مع حرية التعبير وضحية لا حول لها ولا قوة لممارسة هذا الحق في التعبير..
فرسالة د. لوكا لوزير العدل، أكبر دليل على هذا التبرم والضيق ليس من مجرد رأي، لكنه ضيق من النفس والذات، لأن الحركة وحكومة الجنوب عندما تنظر لنفسها لا ترى فيها إلا هذه العيوب والحقائق الدامغة التي سلطت عليها الإنتباهة أضواءها الكاشفة، فتهرب الحركة من نفسها، وتكاد تكره ما تريد وتكاد تنكر ما تريد وتكاد تلعن ما تريد...!! إذا ضاقت حكومة الجنوب التي يكتب وزير شؤون رئاستها رسالة لوزير العدل، من هذه الممارسة الصحفية الحرة وعلى الهواء الطلق، فكيف لها أن تحتمل خضم الموج السياسي وعصف المسؤوليات الكبار والتحديات الماثلة.. وكيف تواجه الأسئلة الحيرى لمواطني جنوب السودان الذين يأكلهم السأم ويفترسهم القنوط وتأخذهم الدهشة وهم يشاهدون كل يوم أحلامهم التي تلاشت والوعود التي فرت من بين أعينهم وطارت مثل ملايين الدولارات التي تاهت في الجيوب وإبتلعتها القطط السمان..
عندما تتحدث قيادات الحركة الشعبية عن الحريات التي تدعي بأنها ناضلت من أجلها، تملأ الدهشة العيون والوجوه، ما الذي تعرفه الحركة الشعبية عبر تاريخها، والذي تعرفه حكومة الجنوب في راهن ممارساتها، أليس تاريخ الحركة الشعبية هو التاريخ الدموي لتصفية الخصوم وخاصة خصوم الرأي الآخر داخل الحركة نفسها عشرات القيادات العسكرية والسياسية من أبناء الجنوب ومؤسسي الحركة، تمت تصفيتهم، وعشرات الرموز تم سحلهم وتمزيق أجسادهم وحصدتهم.. أين هي سماحة حكومة الجنوب واتساع صدرها وجيشها الآن يمارس التقتيل اليومي ضد قبائل المورلي في الجنوب والمسيرية في جنوب كردفان..؟ أين هي سعة الصدر والحرص على الحريات، وقد قمعت الحركة كل صوت حر في الجنوب، وجثمت على صدر الجميع ولم تترك مجالاً لرأي ولا نصيحة لحريص ولا كلمة لمخلص ولا ملاطفة من صديق..؟ الجميع لدى الحركة رهن الإشتباه حتى يسلموا لها وينصاعوا، والجميع متهمون حتى ترضى هي عنهم. ولذلك فإن أبشع فترة حكم في تاريخ جنوب السودان هو هذه الفترة التي تتحكم فيها الحركة على رقاب الجنوبيين وتذيقهم مرارة الأسى والقهر والتسلط والبطش. أليس الحركة الشعبية وحكومة الجنوب هي التي اعتقلت الصحافيين قبل أيام في شمال أعالي النيل وهي التي قصفت أقلامهم وأذلتهم بلا وازع من ضمير أو رشد من حكيم..؟ أمام هذا الإدعاء العريض تسقط دعاوى رسالة د. لو كا حول الحريات.. لكنها تسقط أكثر عندما يعتقد د. لوكا وغيره أن (الإنتباهة انتقصت هيبة الدولة وأساءت للسيد النائب الأول.. هذا افتراء لا قيمة له، فسلفاكير رجل عام نتعامل معه باحترام ونقدنا له في حدود دوره ونشاطه وعمله العام ونقدنا العنيف للحركة ومشروعها السياسي لا يتجاوز الحقائق التي بين أيدي الناس. لكن هل قرأ لوكا ومن وراءه ما تكتبه الصحف الجنوبية الناطقة بالانجليزية التي تتبنى مواقف الحركة، ضد أهل الشمال.. ألا يقرأ ما تورده (خرطوم مونتير وستيزن والمواقع الالكترونية التابعة للحركة..؟ ألم يسمع لوكا، ما قاله باقان اموم الأمين العام للحركة بإستاد الخرطوم في احتفالات اعياد الشمال من لدن المهدية حتى اليوم، الم يسمع بعبارات الكراهية والعنصرية تلك..؟! ألم ير ويسمع بسيلان الصديد من النفوس المكفهرة الحاقدة وهي تلعن كل يوم..؟ ألم تكتب الصحف الجنوبية وهي تلعن رئىس الجمهورية وتصفه بأقذع الألفاظ.. ألم تصفه صحيفة جنوبية بأن يذهب لحوش بانقا ليرعى بالحمير..!!؟!!! ألم تطالب الصحافة الجنوبية العرب من أهل السودان بالرحيل عنه إلى الجزيرة العربية.. ليكونوا عبيداً هناك..!!؟ ألم يصفوا القوات المسلحة بأنها جيش احتلال..؟ ألايعلم د. لوكا بهذا الفحيح الذي تبثه سموم الدعاية السياسية لحركته ضد الشمال والشماليين الذين ذُبحوا ذبحاً في الجنوب.. وطُردوا وشردوا من هناك وحُرموا أموالهم وممتلكاتهم؟ ألا يعلم لوكا أن عرابه قرنق كان ينادي بطرد العرب من السودان كما طُردوا من الأندلس..؟ أي كراهية وأي فتنة وأي عنصرية وأي عصبية أكثر من الذي يتقطر من كل مسامات الحركة الشعبية وأسمالها البالية..؟ على لوكا الذي وجه بلسان سلفاكير البحث عن معركة أخرى غير جسد »الإنتباهة«.
ولنا عودة.. |
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست