|
|
 الشرق الأوسط :"الأمة" يبدأ تطبيعا بانضمام بشرى للمخابرات !!
|
نقلا عن جريدة الشرق الأوسط اللندنية
«الأمة» السوداني يبدأ تطبيعا مع الحكومة بانضمام نجل المهدي إلى جهاز المخابرات
مراقبون أشاروا إلى احتمال أن تؤدي الخطوة إلى انشقاق ثان في الحزب
الخرطوم: إسماعيل آدم
فجر احد انجال الصادق المهدي رئيس حزب الامة المعارض قنبلة في الساحة السياسية، بانضمامه الى جهاز الامن والمخابرات السوداني، وتوقع مسؤولون كبار في حزب الأمة تحدثوا لـ«الشرق الاوسط» ان تؤدي الخطوة الى انشقاق ثان في الحزب في مقبل الايام بين انصار الحزب المساندين للمشاركة في الحكومة الحالية والرافضين لفكرة المشاركة، قبل ان يعتبرونها بمثابة «تطبيع» مع حكومة الرئيس عمر البشير.
وتأتي الخطوة بعد أيام فقط من ثناء اطلقه الصادق المهدي على حكومة الرئيس البشير بصورة لافتة للمراقبين حين قال في مؤتمر صحافي ان «حكومة البشير اصبحت الآن شبه شمولية وانها أتاحت قدرا من الحريات العامة». وضرب الحزب صمتا محكما على نفسه حيال انضمام بشرى الصادق المهدي، 30 عاما، الى جهاز الامن السوداني، حيث رفضت قيادات الامة التعليق على النبأ، فيما يقوم المهدي رئيس الحزب بجولة اوروبية تشمل جمهورية ألمانيا، وبريطانيا، واكتفت كريمة المهدي مريم مساعدة أمين الاتصال في حزب الامة بالقول «هذا شأن يخص بشرى وحده» غير ان مصادر في حزب الامة رفضت الافصاح عن اسمها لحساسية وضعها في الحزب، لم تستبعد ان يكون تعيين بشرى في جهاز الامن قد تمت بموافقة من والده المهدي الذي يعتبر من ألد أعداء نظام البشير الى وقت قريب، كما لم يعلق المسؤولون في الحكومة على النبأ الذي بات يشغل الساحة السياسية السودانية بشدة. وقالت المصادر ان حزب الامة الآن يغلي بصراعات بين انصار المشاركة في الحكومة وعلى رأسهم أبناء الصادق المهدي في المستويات المختلفة في الحزب، وبين أنصار عدم المشاركة وأبرزهم الدكتور آدم موسى مادبو وزير الطاقة السابق وأحد القيادات التاريخية في الحزب. وأكدت ان توظيف بشرى وهو خريج الكلية الحربية في القاهرة عام 2001 في جهاز الامن بمثابة صب للزيت على النار، «بل يعني عند البعض من انصار عدم المشاركة ان المشاركة قد تمت»، على حد تعبيرها. وحسب المصادر، فان مسألة المشاركة بالنسبة الى «أنصار المشاركة» محسومة خلال الايام الماضية، وقالت «الامر فقط متروك للترتيبات»، وربطت المصادر بين التقارب الذي بدأ يروج له رئيس حزب الامة الصادق في منابر الحزب اخيرا وبين الخطوة، ولم تستبعد المصادر، وهي من انصار عدم المشاركة، ان ثناء المهدي اخيرا على الحكومة بمثابة تمهيد للخطوة، وتوقعت ان يعلن خلال الايام المقبلة انضمام مجموعة من ميليشيات حزب الامة المعروفة بجيش الامة التي عادت من الخارج عام 2001 عندما قرر الحزب انهاء المقاومة المسلحة والعودة الى الداخل الى الحكومة في أجهزة ومؤسسات مختلفة.
وقالت إن عملية التطبيع التي تمضي عبر هذه التعيينات ستثير عاصفة في اول اجتماع للحزب وهو منقسم اصلا حول عملية المشاركة، وذكرت أن الحزب حتى الآن قراره هو عدم المشاركة إلا عبر انتخابات حرة ونزيهة الذي اتخذ عام 2002، وهو القرار الذي رفضه انصار المشاركة في الحكومة آنذاك بزعامة مبارك الفاضل المهدي وقادوا حملة ضد الصادق انتهت بانشقاقهم من الحزب والمشاركة في الحكومة.
وطبقا للمصادر، فان قطاعات عديدة داخل حزب الأمة القومي ترفض بشدة التحاق بشرى بالجهاز، لأن ذلك من شأنه كما يعتقدون ان يرسل الكثير من الرسائل الايجابية المجانية. ويتزامن نبأ انضمام بشرى المهدي الى جهاز الامن مع تسريبات صحافية بان الحوار الذي يجرى بين حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس عمر البشير والأمة بزعامة المهدي سيفضي الى تعيين مريم الصادق المهدي في منصب وزيرة الدولة بوزارة الرعاية الاجتماعية ضمن محاصصة بين الحزبين. وتخرج بشرى بدرجة امتياز من الكلية الحربية بمصر عام 2001، وعاد الى السودان وقدم هو وزميله سيف الدين بابو نمر نجل احد زعامات حزب الامة التاريخي اوراقهما كضابطين خريجين الى الجيش السوداني للالتحاق به ولكن المسؤولين في حكومة البشير رفضوا تعيينهما آنذاك. ويعتبر بشرى اصغر ابناء المهدي من زوجته الكبرى «حفية»، وهو شقيق لكل من: ام سلمة، ورنده، وزينب، وصديق، واخوته من زوجة الصادق الصغرى «سارة»، هم: مريم الصادق مساعدة امين الحزب للاتصال التنظيمي، وعبد الرحمن، ورباح، وطاهرة، ومحمد احمد، ويعتبر بشرى ثاني نجل للمهدي يدرس الكلية الحربية، بعد عبد الرحمن الذي درس في الكلية الحربية بالاردن في الثمانينات من القرن الماضي، وعندما عاد عمل ضابطا برتبة ملازم اول في سلاح المظلات ابان تولي والده المهدي رئاسة الحكومة الديمقراطية التي جاءت بعد انتخابات عامة عام 1986. لكن عبد الرحمن جرى فصله من الخدمة العسكرية في اول كشف للعسكريين الذين فصلهم الرئيس عمر البشير بعد توليه الحكم في انقلاب عسكري في يونيو(حزيران) عام 1989.
وكان الصادق المهدي يتهم جهاز الامن السوداني دائما باستهدافه، وقال مرة ان رئيس جهاز الامن الحالي احد الذين هددوه بالقتل والتصفية في احد التحقيقات التي كانت تجري معه من وقت لآخر، قبل ان يغادر البلاد في فترة التسعينات عبر عملية اطلق عليها اسم «تهتدون». وظل المهدي يصف جهاز الامن السوداني بالقمعي وبانه يقوم بتفتيت حزبه. ووصل المهدي أمس الى لندن في زيارة تستغرق عدة أيام، لإجراء اتصالات مع مسؤولين بريطانيين وقادة الرأي لعكس وجهة نظر حزبه فيما يتعلق بالتطورات السودانية الحالية.
|
|
 
|
|
|
|
Yasir Elsharif
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست