من ذا الذي يرث أبونا فيليب غبوش..؟!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 07:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-03-2008, 08:28 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من ذا الذي يرث أبونا فيليب غبوش..؟!



    قدر "البولتيكا" أن تنقذ أبونا فيليب غبوش مرة عن المقصلة المايوية، إذ أعطته عمرا مديدا في "الجوكي السياسي". بيد أن مقاصل مثل الشيخوخة والسكن العشوائي ونهضة جيل جديد من هامش جبال النوبة قضت على كثير حيوية حراكه السياسي. "الود فيليب" ربما مثل نضالا لتحرير أهله من قبضة مركز سامهم الشقاء، ولكنه ـ مع الاعتبار لمراوغاته السياسية في الانظمة الديمقراطية والشمولية ـ يقف في قمة دعاة الحقوق المدنية إن لم تكن السياسية.
    الشيخوخة، بضحك الشيب على رأسه وضمور خلايا نشطة في جسمه، قد تعطيه الفرصة لتأمل ما ذهب خطأ في نضاله، أما نهار وليل السكن العشوائي الذي يبتلعه وسط إثنيته التي تمثل فيه الاغلبية قد يعطيانه إنطباعا أن معركته المساومة بـ"ضيم وجلد معا " لنيل الحقوق لم تثمر بعد.
    الجيل الجديد من شعب الجبال، هذا الذي يدير معركة شرسة مع دولة لم تعطه وزارة سيادية واحدة في مقابل وزارات لعشائر من قبيلة واحدة من الوسط النيلي، يحتاج أن يبدأ من البوح الاخير الذي كان فيليب قد وجهه ل"الأسياد" على حسب عباراته الساخرة التي دائما ما تكون "شطرا" ل "عجز" مستفز لاهله، أي واقعية بسحرية أو "ذم بنبل" سمها كما رغبت، ولكن ثق ان الرائد لا يكذب اهله.
    كل ذلك إما جائز أو.......، غير أن من غير المعقول القول أن فيليب غبوش لم يكن أكثر رموزنا المثيرة للجدل خلال الخمسين عاما الماضية. ظني أن أبونا غبوش كان ـ برغم عاطفيته المفهومة تجاه إثنيته ـ عزيز قوم ذل سياديا في محاصصة وزرارت لأقوام يمتلك أبناؤها "عضلات تبش" كما يقول مصارع النوبة القوي سبعة جبال. إن أبونا عميق الوعي بحدود "المنغصات" وإن افتقد التقعيد النظري القومي المتين كما فعل جون قرنق والذي استفاد من اسباب انكفاء "الخطاب الهامشي" على سيماءات مطلبية.
    ولعل ذلك الغياب في النظر الحصيف هو الفرق بين جيل الآباء الذي حرمه الوعي السائد حينذاك من استلهام التكنيك السياسي المحترز وجيل الأبناء "قرنق وكوة والحلو" والذين أفادهم التحصيل الاكاديمي في بلورة حركة عسكرية سياسية تشفر خطابها وحراكها الخفيف والثقيل بين "المطلبي" والقومي، ذلك إتقاء ً للحساسيات الدينية والعرقية التي ربما قللت تعاطف كل كردفان مع الحزب القومي السوداني أبان عهد الصادق.
    إن واحدة من اسباب تقلص تأثير ما ارتبط بسياسة فيليب غبوش في حدود جبال النوبة أو النوبا هو أن شمال كردفان بخلفيتها العرقية المتنوعة ولكونها الرصيد التاريخي للمهدية شأنها شأن دارفور لم تكن بحق داعمة بحق لنضالات غبوش كما ينبغي وذلك شئ طبيعي في حدود المعطى الزمني. ولكن للاسف أن الذين حاولوا وراثة غبوش من الجيل الجديد الذي إنضم للحركة الشعبية سار على ذات نهجه في تجاهل كسب ثقل شمال كردفان، من الناحية النظرية لخطابهم على الاقل.
    وفي يقيني، والانتخابات على الابواب، أن حاجة وارثي نضال غبوش السلمي هي ضرورة إعمال التفكير الاستراتيجي في إستنان خطاب سياسي جديد وجيد يأخذ في الاعتبار أن تحالف أبناء كردفان جميعهم هو نصف المشوار إلي النصر لتحقيق التطلعات السياسية في المرحلة القادمة، خصوصا وأن التجربة الديمقراطية الاخيرة أبانت عن وجود صوتين مختلفين لكردفان ما جعل من غير المتاح للحزب القومي ونواب شمال كردفان توحيد مواقفهما لتجاوز فقر تنموي في مناطق الجبال ولتوفير مستشفيات ل"بنات البقارة" اللائي يمتن أثناء الولادة بأعداد مهولة.
    إن إشكالا حقيقيا يواجه البعض في حال سعيهم لموضعة سيرة غبوش السياسي/المثقف ضمن سيرورة رموزنا السودانية. فمن جهة تعاني أدبيات الكاتبين عن سيرة هذه الرموز من الحمولة العقائدية والعرقية والجيلية والجهوية والقبائلية والعاطفية..إلخ، فضلا عن ذلك فإن مراوحة هذه الرموز في المشاركة مع الانظمة الديكتاتورية بقيت لنا "حاجزا نفسيا" دون الاعتراف بأية ذرة خير بذرونها.
    في وضع اشكالي كهذا يبقى البحث عن منهج به يتم رصد تاريخ هذه الرموز، إنصافا أو تأويلا لجماليات تجاربهم ـ إن وجدت ـ أمرا ملحا، على أن ذلك لا يعني تفضيل منهج السكوت عن الاخطاء، عملية أو قولية لازمت تاريخهم.
    والثابت أن لا تجارب الرموز السودانية ولا حتى الانسانية عموما تخلوا من أخطاء وسوء تقدير في الموقف يتراوح بين فعل الكبائر والصغائر، وهكذا هو الإنسان بشكل عام ولد ليجدف بخير نفسه وشرورها.
    نظريا كان تخير غبوش جيدا للصدح والصدع بظلامات إثنيته ول"المجابدة" المشهودة لإصلاح أعوجاج الدولة المركزية في بدء مساره السياسي وحملها للاعتراف بحملها لأجنة انشطارات كبيرة مؤقتة مثل حروب الأطراف. ولكن السؤال الحقيقي هو هل كان القس فيليب غبوش ممثلا لكل تخوم كردفان المهمشة ام منعته هذه الخلفية الدينية التبشيرية من تعاطف جماهير كردفان مع خطابه وبالتالي لم يوفق في أن يجد السند الجماهيري الذي يقيل عثراته ويعزز موقفه حين يساوم ويراوغ سياسيا حتى لا يقع في شراك التنازلات المقيتة..؟
    إن وضعية غبوش الآن أقرب إلى وضعية العم دريج، فهما وبعد ما يقارب نصف القرن وجدا أن الجيل الجديد الذي يثير قضايا الهامش لم يكن ليأبه بنصائحهما أو ليجلس القرفصاء أمامهما ليتعلموا بعد أسرار المهنة وللاحتياط من تجارب مريرة لرجلين عانيا من المركز وللاسف أن الكثيرين من أبناء كردفان ودارفور لا ينظرون للرجلين كمؤسسين لخطاب المطالبة الاقليمي، بل وفي لحظات التقرب من دخول لحظة المحاصصة الوظائفية يشككون في امكانيتهما في دفع قضية التهميش إلى الامام وربما يشتط هذا الجيل نفسه في معممة تقييمه للقيادات السياسية لوصف غبوش ودريج بخيانة القضية والمساومة مع "الجلابة" هذا المصطلح الذي اقام الدنيا ولم يقعدها.
    نضال فيليب غبوش لم يكن مفروشا بالورود والرياحين في واقع الخمسينات والستينات الذي كانت استعلائية الوسط السياسي والاجتماعي الذي فيه عاش وناضل تزكم الانوف. بل لم يكن متاحا الاستماع جيدا لامثاله وفهم عدالة منطقه ومنطق مؤسسي تنظيم جبال النوبة وجبهة نهضة دارفور وإتحاد البجا وتنظيم سانو وسوني وإلا لحدثت التسوية الحتمية مع الظلامات التي رافع بها ابناء هذه المناطق. فتأمل بالله كيف أن سدنة الدولة المركزية قد ضيعوا عقودا من الاعتراف بهذه المرافعات التي قدمها أولئك الشباب ولو إنتبهوا لموضوعيتها لكفوا المؤمنين شر القتال الذي راح ضحيته خيرة شباب السودان.
    قد تختلف المعايير في تقييم الأب فيليب غبوش ـ أمد الله في أيامه ـ وقد يتم تهميشه بسبب مقصلة الشيخوخة ليعاصر في حياته تهميشين في التقرير بشأن مصير جبال النوبة الذي يرتبط بسياسات الدولة المركزية أو الحركة الشعبية ـ ولكني أنظر بصورة عامة لفيليب غبوش كرائد من رواد الجهر بالمظالم الناتئة عبر نضاله المدني السلمي ومهما تكن المساومات التي زاولها و المغريات التي وجهت قبالته والانكسارات التي صاحبت طريقة تنازلات له فإن خلفيته التبشيرية والعرقية كانت سببا لتقييم وتعامل سيئيين لخطواته في مشوار سياسة مارسها. ولكن لم ينتبه الناس إلى ما كان يقوله بضرورة رتق الفتق تفاديا لإحتراب آتٍ.
    لا أدري كيف يكون الواقع إذا تم الإنصات القومي إلى غبوش جيدا آنذاك من دون وضع في الاعتبار إنه قس تعود أصوله إلى جبال النوبة..؟.. أما مسألة تفاديه للمقصلة المايوية، فلاعمار بيد الله ..والرب يأخذ ..والرب يعطي ..والمجد له في الاعالي وعلى الارض السلام.

    نقلا عن صحيفة الأحداث
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de