الحلم الوهم .. قصه قصيره

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 08:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-02-2008, 09:49 PM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحلم الوهم .. قصه قصيره

    الحلم الوهم

    في ضاحيه من الضواحي الريفيه ذات السهول التي تنام علي زراعي النيلين
    وسكانها لا ينامون من طنين الناموس .. بل يتجراء هذا الناموس من اقامة حفلة طرب ...
    موسيقاه تخرق طبلة الاذن ... داعيا ايا ك ان تشاركه السهر ..دون دعوة مسبقه.. وتجود عليه بالدم دون التاكد من مطابقه فصيلته ...
    وفي يوم من الايام بتلك الضاحيه وعند وقت الظهير تجلس رابحه بنت عطا من خلفها فاطمه المشاطه تنسج فروة راسها في غمرة من الكلام المباح .وفجاة طاف عليهن صوت ينادي ويقول(( الامهات الحوامل الحملهن اكثر من ثلاث شهور فما فوق يطلعوا لينا بسرعه بالسفخانه ونحن قدانا ساعه )) ..لم يكن للصوت مثيلا في العلو الا صوت الاذان في المسجد..فاخذت رابحه نصف ثوبها علي مضض دون ان تتوضا .. وتودع فاطمه علي امل اللقاء لتكمل نصف راسها المنكوش ..
    وقبلتها شفخانة الحله , دون ان تستاذن من زوجها الحاج ابراهيم . طوت المسافه بخفين مختلفين في الطول واللون والحجم والشكل والوزن ولم تدري به ..ولمحت بعينيها الكحلاوتين طوابير النساء مسنده . بشكل حلاوه المولد كان مهرجانا.. ووقفت بجارتها الاخيره والقت عليها السلام وتلطقت انفاسها .. وترد علي وابل اسئلة جارتها بالحمدلله كويسين ..
    وتعيد ترتيب ثوبها كانها ترقص الباليه ..
    وينحسر الطابور شياء فشياء ...وكلهن يتكلمن ماعدا القليل يستمعن..
    ورفعت رابحه بنت عطا رجلها, تجتاز عتبة الشفخانه ..ففطنت لنعليها مختلفين فتبسمت في سرها, لكنها بانت علي وجنتيها.. واسدلت ثوبها لتستر نعليها...
    فقابلها الدكتور بابتسامه علي شفتيه مبديا بالسلام..
    قائلا : تفضلي اجلسي
    رابحه : تجلس وبحياء من نعليها
    ومنهال عليها بالاسئله
    الدكتور : اين الكرت الاصفر؟
    رابحه :انا اول مره اجي ليكم في حملي ده
    ياخذ بطاقه صفراءجديده
    الدكتور : الاسم ثلاثي
    رابحه : رابحه عطا يس
    الدكتور : اسم الزوج
    رابحه :ابراهيم علي الاطرش
    الدكتور : عدد الاولاد
    رابحه : ثلاثة اولاد
    يعبي الدكتور استمارته بمهاره ويسجل التاريخ
    يرج مصله بعد ان اخذمن الحافظه بيده التي تزينها ساعه ذهبيه محدثه صوتا خفيف.
    يفرغ المصل من الفتيل الي الحقنه .. ويريدو ان يسهل عليها مهمة الابره
    وشده عضلها برفق وقال : يارابحه عندي احساس انك المره دي عاووزاها تجيك بنت (وقد عزف علي نفس وترها) فقد كانت امنيتها بنت
    غرس الدكتور ابرته في عضلها مستفيدا من تفكيرها في حلم البنت وامتزج الالم عليها بالحلم وتغير وجها قليلا
    الدكتور : بالشفاء ان شاء الله مدغدقا علي مخرج الابره بقطن طبي
    رابحه : ان شاء الله ياولدي بنيه تساعدني في شقاوة الدنيا ... مستلمة بطاقتها الصفراء ومستديره وتخرج من تلك السفخانه .. ذات رائحة الديتول التي لا تطيقها كثيرا.. وصريخ الاطفال ياتي منه الصدا ملهبا الضجيج..
    تسرع وتسبق الخطوات لبيت فاطمه المشاطه ,لتبدل نعليها, والمصل يسري في جسمها ببط شديد.. لا تريد الدخول فاستعارة صوت لسانها مناديتة: حاجة فاطمه النبي ناوليني فردة نعالي..
    فاطمه : النبي ادخلي..
    رابحه : ابراهيم بيكون جاء من زراعته بمشي اجهز ليهم الغداء..
    تدخل بيتها ودافعة ابنها الكبير بان يقوم ويكرم حيواناتهم الاليفه التي تجود عليهم بالخير وتشاركهم في المسكن واحيانا في الفراش.. خاصة من صغارهن المدللات
    وهي ممسكه بسكين تنحر بها بصله .. ودموها منحدره ولم يبداء عليها الم الابره رقصة البصله من الام وتصاعدت روحها في عينيها ..
    تكمل تحضير وجبة الغداء .. تاركة النار تفعل فعلتها ..
    يدخل ابراهيم البيت ومعه زامتله وبعض الاعشاب لحيواناته .. وفي ثوبه اطنان من الرمل معبق بالعرق .. وعيناه تكسوهما حمرة ,ويمد الارق لسانه مما تبقي من بيضاهما, ويدفن فيهن وعد الخريف الاتي مؤمنا بعدالة السماء ان تزاوج براكاتها وفيضها بحبيبات ارضه كي تغير ثوبها لتخرج به مع حملها قمحا وذره ومهرها حلمه والقاضي الله والشاهدين دعواته وامله , يقفز بذاكرته الي رابحه وحملها... سا ئلا ايها ومستعصما بحنجرته التي غيرت منزلتها كما تتغيرمنازل النجوم وصوته المبحوح فقد تقطعت اوداجه ومزقة حباله مع الزاملته التي لاتجديد السرعه الا بالضرب عليها بصوته .. واحيانا برجله
    تاتي رابحه بعدما سمعت نهيق زاملته .. ولم تكن تسمع صوت زوجها الحاج ابراهيم اخذت تساعده قليلا
    فقاله: لها كيفنك يارابحه
    رابحه : الحمده الله بس الليله مشيت الشفخانه
    مقاطعا لها نعل العيال ما اصابهم مكروه ...
    رابحه مبسوطين انا المشيت باقي ليك جونا ناس التطعيم وتسرد له الحكايه....
    تشرق الشمس .. بعد ان اعلنت انها اجتازة رحلتها اليومية مخلفة من خلفها شهورا كثيره انصرمت .. واعطت السماء عصارة بقايا المطر ... مودعا الي اللقاء في الخريف القادم... حيث كان في هذا العام فا رسا كريما ... كبر معه حلم الحاج ابراهيم في تغير صورة اللوحه المعلقه علي جدار بيته شق ضاربا جزوه في الارض ويعانق السقف ... ويغازل الشمس .. فتستجيب له متبتسمة في البيت....كانها المالنيزا
    قد جنب الله الحاج ابراهيم جميع الافات الزراعيه والحلم يتكافاء مع ما تجود به الارض في هذا الموسم...
    وتغزو الحاصده ارض الحاج ابراهيم ... بعد ان اعده لها العدة ..وخرجوا جنودها كانهم نحلُ ...
    يعملون كلهم بجد ومها ره وتبادل الابتسامات والفرح ,يغمرهم , لان الحاج ابراهيم سوف يكافؤهم فحصاده كثيرا فوق العا د ه ...
    وتلوح في الافق القريب منهم سياره بكسي هايلوكس تقل بداخلها موظف الجبايه وعسكريان يحتضنان سلاحما في نشوة ... واثنين من الامن الزراعي حجبا عيونهما بعد سات مظلله ..
    سائلا واحد منهم.
    لمن هذا المحصول؟؟
    تقدم الحاج ابراهيم اليه انا ياولدي...
    يشق ورقة بعد ان احصاء القيمه العدديه تماما.. ومعطيا اياه الي الحاج ابراهيم
    الحاج ابراهيم:: ياولدي انا ما بعرف بقراء ولا يكون دي مكافاه الي علشان جبت احسن محصول في القيط...
    واحد منهم رافعا صوته عليه: قائلا دي ورقه فيها الزكاه وضريبه المويه؟
    يعني نحن سوف ناخذ ثليا المحصول ...!!
    الحاج ابراهيم: ياولدي انا عندي اقرباء كل موسم بديهم زكاة الله ورسوله
    والمسعله التانيه ... دي موية مطر الله..
    يتدخل الموظف .: ياحاج دي تعليمات ونحن بنفذ فيها ... واذا عندك كلام تاني تركب معانا تمشيء القسم .. علشان تاكل مع الدود..
    ما كان من الحاج الا ان يقول في صوت صادق الله غالب ...
    يرجع الي بيته ومعه ما تبقي من حصاده المسلوب عنوه ... ويفاجاءه صوت مولده الجديد فقد كان ولدا...

    (عدل بواسطة emad altaib on 01-02-2008, 10:09 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de