المثقف السوداني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 08:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-01-2008, 11:35 AM

نهال كرار

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المثقف السوداني

    ( على كاهل كل مثقف تقع مسئولية خاصة جدا . لقد منح إمتياز وفرصة الدراسة . وهو يدين لعشيرته أو مجمتعه فى المقابل بحق فى أن تعرف نتائج دراسته بأبسط صورة ممكنة وأكثرها تواضعا . فإن أسوأ شئ يمكن ان يفعله المثقف – خطيئته الكبرى – هى أن يحاول أن ينصب من نفسه نبيآ عظيمآ فى مواجهة عشيرته وأن يتعالى عليهم بفلسفات تربكهم . أما من لا يستطيع أن يتحدث ببساطة أو وضوح – فعليه أن يصمت , حتى يستطيع ان يفعل ذلك)

    سئل ماذا نحتاج؟

    فرد قائلا " تواضعآ ذهنيآ أكثر"

    * كارل بوبر


    لم أجد أفضل من كلمات بوبر لأبدأ البوست, فهو يلخص كل ما يمكن أن يكتب في صفحات كثيرة

    لا يمكن الإنكار بأن للمثقف دور كبير في المجتمع , وإن حاول البعض بأن يحصر دوره في إستعراض ترفه المعرفي ,للمثقف السوداني دور هام في نشر الوعي بين أفراد شعبه, وهو مايلخصه بوبر بأن عليه أن يقدم نتائج دراسته بأبسط صورة ممكنة ومن دون تعالي.
    هذا الوعي وإن قلل من قيمته البعض يظل من أهم إحتياجات الأمم
    في الفترة الأخيرة بدأت أخطاء بعض المثقفين تقود القارئ الى رسم صورة عامة لكافه المثقفين السودانيين , تتهمهم بتعالي وبانهم أبعد مايكون عن هموم شعبهم, بعيدون عن إتخاذ مواقف ضد الظلم والإنحياز للمضطهدين والمسحوقين, بالإضافه الى إرتكابهم الخطيئة الكبرى في نظر بوبر وهي محاولة تنصيب أنفسهم أنبياء , والتعالي على القارئ أو المواطن البسيط لإسكاته
    وهو للأسف ما تمارسه فئة ولا يمكن تعميم هذا الفعل على كافة المثقفين السودانيين.



    أواصل

    (عدل بواسطة نهال كرار on 01-10-2008, 08:09 PM)
    (عدل بواسطة نهال كرار on 01-10-2008, 08:11 PM)

                  

01-01-2008, 11:39 AM

نهال كرار

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: نهال كرار)

    عن الياس خوري وادوارد سعيد والثقافة والمثقفين

    عبد الرحيم الخصار
    (المغرب)

    هذا ما تعلمناه من ادوارد سعيد ، ستبقي هذه الجملة في ذاكرتي طويلا لسببين: أولهما لأنها ترتبط بمفكر عظيم، وثانيهما لأن الذي قالها هو مثقف وازن اسمه: الياس خوري.
    كنت جالسا في مقهي الجوهرة بقريتي جزولة رفقة صديقي الوحيد هناك، تحدثنا قليلا عن السياسة وكثيرا عن الأدب خصوصا في حضور شاعر نحبه قد زارنا ذلك اليوم هاربا من ضجر المدينة.

    مر أمامنا حشد كبير من المتسولين والعطلة وماسحي الأحذية وباعة السجائر بالتقسيط، مشاهد كثيرة تعمق يوميا سخطنا علي وضع تلك القرية التي يتولي أمرها عدد من الديناصورات والتي يبدو أنها لم تنقرض بعد رغم الشعارات السياسية للمرحلة.
    بعد قليل زيارة خاصة لالياس خوري هذا ما التقطته عيني من الشاشة التي تسلي هنا كما هائلا من المحبطين واليائسين، ودعت المكان ومن فيه دفعة واحدة واتجهت مع صديقي الي منزله كي نستمع الي الياس خوري دون ازعاج من شعب يجلس خلفنا في المقهي مستمتعا بالرعب الذي تعج به الأفلام الأمريكية.

    كنا نرغب فقط في أن نسمع مثقفا حقيقيا يتكلم عن شيء ما يعيد الي قلوبنا الضعيفة قسطا من الايمان بكلمة مثقف في زمن لم نعد نسمع فيه أصوات المثقفين، فقط تتعالي في بيوتنا ومقاهينا أصوات المذيعين والمذيعات.

    كان الياس خوري يرفع شعارا واضحا وحاسما: ليس هناك من علاقة بين المثقف والسلطة مضيفا بأن هذا ما تعلمه من ادوارد سعيد وسارتر وبورديو، كانت الكلمات تخرج من بين شفتي خوري كما لو أنها مجنحة، مشكلة أمام أعيننا صورة المثقف الذي نؤمن به، المثقف الواضح الذي لا يتغير موقفه بتغير مصالحه.
    كلمة موقف لم أسمعها منذ زمن، ويبدو أننا صدقنا الخدعة حتي أننا صرنا ندفن كلمات كثيرة تحت وهم الحداثة وما بعدها مثل كلمة موقف و مقاومة و تمرد و قضية و التزام فصار كل مثقف يتحدث بهذه الكلمات يبدو لنا قديما وغير حداثي.
    كنت أستعيد صورة الشاعر ألن غينسبيرغ الذي وقف أمام القطار الأمريكي الذي كان يحمل الديناميت الي فيتنام مرغما اياه علي عدم الحركة حتي لا يقتل الديناميت الأمريكي المزيد من الكائنات التي وجدت كي تعيش.

    كنت أستعيد أيضا صورةالروائي كارلوس فوينطس وهو معتكف علي اتمام كتاب يطمح من خلاله الي اقناع الأمريكيين ذوي أصول لاتينية بضرورة اسقاط نظام جورج بوش.
    كنت أستعيد كذلك صورة بورديو وهو يركض في شوارعنا ضد العولمة والامبريالية، حضرت أمامي صورة جان جينييه وازرا باوند ويوكيو ميشيما وعدد من الذين وقفوا ضد أشكال الطغيان مهما كانت مصادرها، وكنت بالمقابل أتحسر علي حال مثقفينا الان في المغرب، خصوصا أولئك الذين يتجولون بحقائبهم في منتديات الدول الشقيقة وغير الشقيقة، والذين ينظمون المهرجانات العالمية ويستدعون شعراء وكتابا من القارات الخمس ، والذين لم نسمع يوما أنهم قالوا كلمة لا ولو في وجه الأشباح.
    مرة قال الكاتب المغربي الكبير أحمد بوزفور لا بكثير من الهدوء والأدب فسخطت عليه الآلهة، وكان من المؤلم حقا أن يكون موقف اتحاد كتاب المغرب- ممثلا في رئيسه السابق - ضد نبل وشهامة أحمد بوزفور.

    جلست أحدق في الفراغ وأطرح عليه أسئلة كثيرة، أسئلة تتناسل وتتوالد بمجرد التفكير في أولها، وكان الجواب الوحيد هو الفراغ نفسه.
    كان كلام الياس خوري يذكرنا بالدرس الأهم في الثقافة الكاتب هو كلماته فليحذر كل كاتب من خيانة الكلمات.
    اذا كان المثقف غير قادر علي تبني موقف ما من الفساد والرداءة فليلزم الصمت علي الأقل، فهذا أفضل من أن يزمر ويطبل في جوقة المهرجين.


    jehat.com
                  

01-01-2008, 11:50 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: نهال كرار)

    _______________________

    متابعين معاك يا نهال
    و 2008 إن شاء الله يكون عليك عام خير
                  

01-01-2008, 11:52 AM

نهال كرار

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: نهال كرار)

    الـجــهـر بـالـحــقــيــقـة

    مـحـمـد عـلـي الاتـاسـي


    المثقف العام


    كثيرة هي الكتب التي تتناول المثقف ودوره، لكن ما يميز "صور المثقف" لادوارد سعيد ان الثقافات والبلدان والازمنة تلتقي جميعها في هذا الكتاب لتقدم لنا مقاربة شاملة، لا تتردد في ان تدخل في حوار معمق مع مختلف النظريات والتعريفات التي تتناول فئة المثقفين، ولتحاول ان تلخص رؤية أحد أهم مثقفي القرن العشرين لمكانة المثقف ودوره.

    عندما عرضت آن وايندر من هيئة الاذاعة البريطانية على ادوارد سعيد ان يقدم سلسلة محاضرات "ريث" العريقة لعام ،1993 والتي افتتح برتراند راسل سلسلتها في العام ،1948 كان البروفسور سعيد في بداية معاناته مع مرض السرطان، ولكنه كان في أوج عطائه الفكري وفتوحاته العلمية ومعاركه السياسية.

    حتى ذلك الوقت لم يكن سبق لاستاذ الادب المقارن في جامعة كولومبيا ان تناول المثقف ودوره بالبحث والتحليل المعمق، وإن لم يكف منذ أمد طويل عن ممارسة دوره كمثقف نقدي لا يكتفي بمزاولة مهنته الاكاديمية كباحث واستاذ محاضر، بل يوظف معارفه وثقله الرمزي في إبداء الرأي في الشأن العام واتخاذ المواقف السياسية الجريئة والمكلفة. من هنا فإن سلسلة هذه المحاضرات التي ظهرت في ما بعد في كتاب بعنوان Representations of the intellectual تنبع اهميتها ليس فقط من كون صاحبها ذا معرفة موسوعية نادرة ومنهج علمي صارم واطلاع عميق على تجارب المثقفين ومعاركهم في مختلف بلدان العالم، ولكن ايضاً من كونه هو نفسه واحداً من أهم المثقفين النقديين والذي بقي الى آخر يوم في حياته يجهر بالحقيقة المرة في وجه السلطات كافة، ويدفع بسبب ذلك أفدح الاثمان.

    لم يتسلق ادوارد سعيد على ظهر اي من القضايا العالمية العادلة، وفي الاخص قضية فلسطين، بحثاً عن الشهرة والتكريس. ولم يقتنص مكانته الاكاديمية الرفيعة بسبب مقالات سياسية عابرة. ولم يرسخ اقدامه في قلب المؤسسة الجامعية الاميركية كاستاذ إكزوتيكي متخصص بشؤون العالم الثالث. بل إن هذا الشاب الآتي من المشرق الى أهم جامعات الولايات المتحدة الاميركية، برنستون وهارفرد فكولومبيا، درس الادب المقارن وتخصص بالادب الانكليزي ودخل بفضل اطروحته للدكتوراه عن جوزف كونراد الى عالم التدريس في جامعة كولومبيا النيويوركية وكان من اوائل الاساتذة الجامعيين الذين أطلعوا الوسط الاكاديمي الاميركي في نهاية الستينات من القرن المنصرم على ابحاث المفكرين الفرنسيين من امثال ميشال فوكو وجاك دريدا وجيل دولوز. كما ان ابحاثه ودراساته لم تقتصر على حقل الادب المقارن بل تجاوزته الى حقول معرفية متعددة في مجال العلوم الانسانية استطاع ان يجمع بينها ضمن منهج نقدي صارم يؤسس على الاختلاف، ما هو مشترك وأنسي.

    اما اهتمامه الاكاديمي اللاحق بالمشرق العربي فجاء متأخراً نسبياً من خلال صدمة هزيمة الـ1967 وحرب 1973 وما أظهرته من ردود افعال متحيزة لاسرائيل ومعادية للعرب في اميركا والغرب بشكل عام. نستطيع القول ان كتابه الشهير، "الاستشراق" (1978)، ولد من رحم هذه التجربة وإن كان يمثل استمراراً وتطويراً لمشروعه المعرفي الذي بدأه بكتابي "جوزف كونراد ورواية السيرة الذاتية" (1966) و"بدايات: القصد والمنهج" (1975).

    لم يكن كتاب "الاستشراق" كشفاً معرفياً أماط اللثام عن الصلة الوثيقة التي تربط العلوم الاستشراقية بالمشروع الكولونيالي خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر فحسب، ولكن كان ذات وقع سياسي هائل لكشفه اعادة انتاج البنية المعرفية الموروثة للاستشراق داخل الدراسات الاكاديمية المعاصرة والخطاب السياسي والاعلامي الغربي السائد. وعليه فإن بداية دخول ادوارد سعيد الى عالم السياسة كمثقف لم يكن فقط من باب اتخاذ المواقف السياسية التي يسمح له بها موقعه الجامعي الرفيع، ولكنه جاء من خلال التأثير السياسي لدراساته الاكاديمية الرصينة والتي بحكم موضوعيتها وجديتها وعمقها النقدي أحدثت صدعاً هائلاً في مسلّمات الدراسات الاستشراقية وعرّت العلاقات المستترة بين المعرفة والسلطة والتي كانت تستمد قوتها من كونها خفية وغير مدركة.

    واذا كانت المكانة العالمية التي حظي بها ادوارد سعيد في اعقاب كتاب "الاستشراق" ستسمح لمداخلاته في الشأن العام ولمواقفه السياسية ان تحظى باهتمام أكبر، فإن اهمية هذه المواقف تنبع في الدرجة الاولى من كونها تحمل الحس النقدي الذي ميز اعماله الفكرية. يقول ادوارد سعيد في كتابه "صور المثقف" (ص37): "إن المثقف بحسب مفهومي للكلمة، لا هو عنصر تهدئة ولا هو خالق إجماع، انما انسان يراهن بكينونته كلها على حس نقدي، على الاحساس بأنه على غير استعداد للقبول بالصيغ السهلة، او الافكار المبتذلة الجاهزة، او التأكيدات المتملقة والدائمة المجاملة لما يريد الاقوياء والتقليديون قوله او فعله. ويجب الا يكون عدم الاستعداد هذا، مجرد رفض مستتر هامد، بل ان يكون رغبة تلقائية نشطة في الإفصاح عن ذلك علناً".

    بمثل هذا الحس النقدي سيتسلح ادوارد سعيد، لا دفاعاً عن المثقفين، لكن محاولة منه لفهم الدور التحرري لقلة منهم ونقد سوء استخدام بعضهم للسلطة (سلطة المثقفين) وتعرية خيانات البعض الآخر.



    صور المثقف

    ينطلق تصور ادوارد سعيد المجمل للمثقف من كونه منفياً وهامشياً وهاوياً وخالق لغة تحاول ان تقول الحقيقة في وجه السلطة. فصورة المثقف لدى سعيد لا تكتمل بدون دعامتين اثنتين هما: اولاً الانشقاق عن كل ما هو إتباعي ومبتذل ومكرس ومجمع عليه. وثانياً الانحياز الدائم الى جانب المضطهَدين (بفتح الهاء) والتزام معايير الحق الخاصة بالبؤس الانساني. ونستطيع القول ان مجمل حياة ادوارد سعيد قامت على هاتين الدعامتين، اللتين دفع في سبيلهما أفدح الاثمان سواء تعلق الامر بدوره وموقفه داخل المجتمع الاميركي، او بمكانته وآرائه داخل المجتمعات العربية.

    يناقش ادوارد سعيد العديد من التجارب والنظريات التي تناولت دور المثقف وعلاقته بالمجتمع والسلطة، ويحاول أن يتلمس من خلال نظرة تاريخية شاملة أهم المراحل التي ساهمت في توليد هذه الفئة من الناس التي باتت تعرف اليوم باسم "المثقفين". ويستدعي لذلك اسماء وتجارب من قارات وثقافات مختلفة ساهمت كتاباتها وآراؤها ومواقفها في بلورة هذه الفئة. فنراه حيناً يتحدث عن فلوبير وروايته "التربية العاطفية" وعلاقتها بثورة 1848 في فرنسا التي وصفها المؤرخ البريطاني الشهير لويس نامير بثورة المثقفين. ويعرج على ازمة الضابط الفرنسي اليهودي درايفوس في بداية القرن العشرين وموقف زولا الشهير منها، ويدخل في نقاش معمق لكتاب جوليان بندا "خيانة المثقفين" المكتوب من وحي هذه الازمة. كما يتناول مفهوم غرامشي للمثقف العضوي ومصطلح ميشال فوكو عن "المثقف الاختصاصي"، ويعرض لآراء برتراند راسل وجورج أوريل ونعوم تشومسكي عن اللغة وسطوة بعض احكامها المسبقة على فكر المثقف، وينتقد ذكورية جان بول سارتر ويفرد صفحات جميلة جداً لفرجينا وولف ونقدها للقيم الذكورية، ويعرج على فرانز فانون ومثقفي العالم الثالث، كما انه يستحضر أعمدة مدرسة فرانكفورت من والتر بنيامين الى تيودور أدورنو. وبالطبع لا ينسى الثقافة العربية والاسلامية ويذكر على الخصوص ادونيس وعلي شريعتي وكمال أبو ديب وغيرهم ممن "يعكرون استفزازياً سكون التقاليد الآمنة في علياء حرماتها".

    في جولته بين الاسماء والثقافات يحاول ادوارد سعيد أن يؤكد استقلال المثقف في وجه كل اشكال السلطات وما تمارسه من وصاية واتباع وتدجين. ولكنه في الآن نفسه يتساءل ما اذا كان ممكناً على الاطلاق وجود المثقف الفرد كصوت مستقل تماماً. في رأيه فإن ثمة خطورة في "تمثيل المثقف الفرد كمثال بالغ حد الكمال، اشبه بفارس متألق، طاهر ونبيل جداً الى درجة تبعد عنه الشبهة المادية، اذ لا أحد يقدر على اجتياز امتحان كهذا". ففي النهاية يقول ادوارد سعيد: "كل انسان يسيطر عليه مجتمع ما، مهما كان المجتمع حراً ومنفتحاً، ومهما كان المرء بوهيمياً". ومن هنا أهمية تأكيد هامشية المثقف ونزعة الهواية لديه مما يسمح له بالابتعاد عن الاحترافية الروتينية والتخصص الضيق واخطار الانجراف الى احضان السلطة. ويساعده ذلك ايضاً في توسيع هامش المناورة ويسمح له بطرح الاسئلة الصعبة ويزيد من استقلاليته في وجه السلطات. فبحسب ادوارد سعيد يمكن حيوية المثقف كهاوٍ "دخول الروتين الحرفي المحض الذي يمر فيه معظمنا، وتحويله الى ما هو اكثر اثارة وراديكالية بكثير، وبدل ان يفعل المرء ما يفترض به ان يفعل، يستطيع ان يسأل لماذا يفعل الذي يفعله، ومن يستفيد من هذا العمل، وكيف يمكن اعادة ربط ما يعمله بخطة شخصية وافكار جديدة مبتكرة".



    المثقف النقدي

    اول ما تتجسد نزعة الهواية والاستقلالية لدى المثقف، في قدرته على خلق الظروف التي تسمح له بقول الحق في وجه السلطة وفي استعداده لتحمل عواقب هذا الموقف. يقول ادوارد سعيد: "ان قول الحق في وجه السلطة ليس مثالية مفرطة في التفاؤل: انه تأمل دقيق في الخيارات المتاحة واختيار البديل الصالح، ومن ثم تمثله بذكاء أينما يمكن اعطاء النتيجة الفضلى وإحداث التغيير الصائب". وهذا هو بالضبط ما فعله ادوارد سعيد في نقده الشديد للسلطة الفلسطينية واتفاقات أوسلو، إذ استقال من المجلس الوطني الفلسطيني وحذر من عواقب أوسلو الرهيبة على الشعب الفلسطيني، الامر الذي ثبتت صحته في الذي نراه اليوم يجري امام أعيننا في الاراضي المحتلة. وقد جر هذا الموقف على ادوارد سعيد انتقادات شتى واتهم بتشجيع التطرف ومعاداة السلام، لكنه بقي مصراً على موقفه المبدئي الذي أثبت الزمن صحته.

    يقول سعيد في نقده المثقفين الذين يأنفون الانغماس في السياسة: "لا شيء في نظري يستحق التوبيخ اكثر من تلك الطباع الذهنية للمثقف التي تغري بتجنب المخاطر، اي الابتعاد عن موقف صعب ومبدئي تدرك انه صحيح، لكنك تقرر الا تتخذه". ويؤكد سعيد اهمية ان يتوافر المجال للمثقف "ليقف ويرد على السلطة بفظاظة، لأن التبعية العمياء للسلطة في عالم اليوم هي أحد أفدح الاخطار التي تهدّد كينونة حياة فكرية اخلاقية نشطة". ولكنه يؤكد في الوقت نفسه ان "تصدي المرء لهذا الخطر بمفرده امر صعب"، ومن هنا نستطيع ان نفهم حرص ادوارد سعيد على افضلية أن يتم تدخل المثقفين في الشأن العام وتصديهم للسلطة، بشكل جماعي. وهذا ما جسده ادوارد سعيد في أواخر حياته من خلال انضمامه الى "المبادرة الوطنية الفلسطينية" ودعمه الفاعل لها.

    لكن تصدي المثقف للسلطة السياسية لا يعني استقالته من ممارسة دوره النقدي في مواجهة المجتمع وحتى في مواجهة جمهوره الخاص. يقول سعيد: "اقل ما يجدر بالمثقف عمله ان يكون همه إرضاء جمهوره: فالعبرة الاساسية برمتها ان يكون محرجاً، ومناقضاً، بل حتى مكدراً للصفو العام". وعليه نستطيع ان نفهم جرأة ادوارد سعيد ونبله الاخلاقي وهو يدين بشدة العمليات الانتحارية الفلسطينية ويشجع الحوار مع المثقفين اليهود المعادين للصهيونية ويوجه انتقادات لاذعة للحركات الاسلامية ويعري الخطاب القومي من شوفينيته البدائية. فالمشكلة الجوهرية هي في "كيفية التوفيق بين هوية المرء وحقائق ثقافته ومجتمعه وتاريخه، وبين واقع الهويات والثقافات والشعوب الاخرى. ومن غير الممكن ابداً تحقيق هذا الامر بمجرد الاصرار على تفضيل المرء لما هو اصلاً له. فالخطابة الحماسية عن أمجاد ثقافتنا نحن او انتصارات تاريخنا نحن، لا تستحق طاقة المثقف".

    واذا كان ادوارد سعيد من الاصوات القليلة التي ترتفع عالياً داخل الولايات المتحدة لادانة ممارسات اسرائيل العنصرية من قتل واستيطان وتدمير منازل ومعسكرات اعتقال وطرق التفافية، فإنه لم يكف يوماً عن إدانة انتهاكات حقوق الانسان في بلده الثاني اميركا ونقد نخبتها الحاكمة والتشهير بالخبراء المحترفين واشباه المثقفين المنتشرين في كل مراكز القرار الاميركي. لكنه مع ذلك ظل يلوم المثقفين العرب والجامعات ومراكز صنع القرار العربي لتقصيرها الفادح في معرفة دواخل المجتمع الاميركي وعجزها عن نسج علاقات متينة مع العديد من القوى والفئات الاميركية القادرة على تفهم القضايا العربية ومساندتها.




    الآلهة التي تفشل

    يخصص ادوارد سعيد في كتابه صفحات رائعة للحديث عن نماذج المثقفين الذين بدأوا مسيرتهم الفكرية بالمزايدة من أقصى اليسار عندما كانت تلك المزايدة تجارة رابحة. ها هي اليوم تنتقل الى المزاودة وبنفس الحدة من أقصى اليمين لان هذا اصبح رائجاً اليوم. يقول سعيد: "في الوقت الحاضر ان التشديد على التأثير البغيض بوجه خاص للتحول والتخلي عن المعتقد، وكيف يخلق تباهي صاحب الشأن علناً بالموافقة وبالردة اللاحقة نوعاً من عشق الذات وحب الظهور لدى المثقف الذي يفقد الصلة بالناس المفترض ان يخدمهم... هذا بالاضافة الى الخطر الشنيع لاعتبار المرء نفسه، ووجهات نظره، واستقامته الخلقية، ومواقفه المعلنة، الاكثر اهمية. ولأن قراءة شهادات الإله الذي فشل، من اولها الى آخرها امر محزن لي، أريد ان اسأل: لماذا آمنت وأنت مثقف بإله ما على اي حال؟ وفوق ذلك من أعطاك الحق كي تتصور ان ايمانك سابقاً، وخيبة أملك اللاحقة، مهمان جداً؟".

    ويشير ادوارد سعيد الى مثقفي العالم العربي في تتبعه لهذه الظاهرة. ويشرح بدقة ارتداد الكثير منهم بعد حرب الخليج بفضل اموال الدول النفطية الثرية ونفوذها. ويشرح آلية هذا الضغط الاهدأ والاكثر مكراً الذي تمارسه هذه الدول على المثقفين بهدف فرض الامتثال عليهم، ويكتب في هذا السياق الآتي: "حكومات عندها اموال كثيرة لتنفقها ولتعرض منها على الاكاديميين، والكتاب والفنانين، رعاية سخية. وتجلى هذا الضغط على نحو خاص في اثناء ازمة الخليج وحربه. فقبل الازمة، كان يدعم العروبة ويدافع عنها على علاتها مثقفون تقدميون، يعتقدون انهم يعززون قضية الناصرية والنبض التحرري المعادي للامبريالية الذي جسدته حركة عدم الانحياز ومؤتمر باندونغ. وفي اعقاب احتلال العراق للكويت مباشرة، جرت عملية اعادة انحياز مثيرة للمثقفين. ولمح الى ان دوائر بأسرها من صناعة النشر في مصر غيّرت مواقفها على نحو مفاجىء، كما فعل العديد من الصحافيين. وبدا ان القوميين العرب السابقين يتغنون بأمجاد المملكة السعودية والكويت، العدوتين المكروهتين ماضياً، الصديقتين والراعيتين الجديدتين حاضراً. والمرجح ان مكافآت مربحة عُرضت لاحداث هذا التحول الجذري في الاتجاه".

    هذه القدرة على الجهر بالحقيقة على رؤوس الأشهاد، وتسمية الاشياء باسمائها، ستظل تلازمه الى آخر يوم في حياته. رغم اشتداد المرض ومأسوية الاوضاع التي تعيشها منطقتنا والعالم بعد 11 ايلول، ظل ادوارد سعيد وفياً لنموذج المثقف النقدي والمستقل الذي رسم خطوطه الرئيسية في كتابه "صور المثقف". وقد تعرض ابان معركة احتلال العراق الى حملة صحافية شنعاء من بعض المثقفين العرب المتأمركين بسبب مواقفه المناهضة للحرب ونتيجة نقده اللاذع لأحد رموزهم الاكثر إثارة للجدل، أعني كنعان مكية. لكن ادوارد سعيد لم يرتجف له جفن وظل يكتب وينقد ويحطم الاصنام والآلهة الكاذبة. الفكر التنويري والنقدي لا يموت بل يظل يشع دائماً رغم غياب صاحبه، في حين ان آلهة الظلمات ستفشل حتما.


    * الملحق الثقافي
    http://www.mafhoum.com/press6/164C374.htm
                  

01-01-2008, 04:12 PM

نهال كرار

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: نهال كرار)

    يعاني الكثير من المثقفين في السودان من عزلة , قاموا بإختيارها بأنفسهم أو أجبروا عليها
    فصورة المثقف السوداني لدى الكثيرين تكاد لا تخرج من عباءة ( المتفلسف ) أو الشخص ( البراي أو الكلامه كتير )
    وما يحدث في منابر الحوار السودانية يوضح بشكل جلي كيف يرى الناس ( المثقف السوداني ) فهو إما
    شخصية مترفه لا تلتفت للقضايا الهامة , أو شخصية تكتب فيما قد لا يفهمه الكثيرون
    كما أن بعض المثقفين ساعدوا كثيرا في ترسيخ هذه الصورة وإختيار العزلة بأنفسهم
    فأصبح مثقفينا اليوم كمن هم في عالم آخر

    قبل أشهر ومع خروج مقالات د. عبدالله علي ابراهيم عن د. منصور خالد
    وكما هو متوقع إنقسم الشارع السوداني بينهما بما يشبه إنقسامهم ما بين الهلال والمريخ
    ولا فرق بين الأمور
    فمن هم ضد كتابات د.ع ع ابراهيم عن د. منصور خالد وصموا الرجل بأسوأ ما يمكن أن يوجه لمثقف سوداني في مكانة د. ع ع ابراهيم
    فالرجل لم تشفع له أبحاثه وما قدمه من كتابات , ومسحت كلها بجرة قلم
    لماذا ؟ لأن البعض لم يسمع به إلا بعد نشر تلك المقالات , ولأن البعض الآخر ضد بعض كتابات د. عبدالله
    وليتضح الأمر فأنا
    * ضد ما يتعرض له المثقف من تقليل لشأنه وتقليل لما يقوم به , وهو ما يحدث لدينا في السودان في الوقت الذي تعمل فيه الدول المتقدمه على رفع شأن مثقفيها
    * وفي نفس الوقت أنا أيضا ضد إبتعاد المثقفين عن هموم وقضايا الشعب , وإن كان نشرهم للوعي مهم فالإنحياز للمواطن البسيط هو بنفس القدر من الأهمية




    (عدل بواسطة نهال كرار on 01-01-2008, 05:32 PM)

                  

01-01-2008, 01:22 PM

DKEEN
<aDKEEN
تاريخ التسجيل: 11-30-2002
مجموع المشاركات: 6772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: نهال كرار)

    ارجو ان لا اكون متحاملا ان صنفت بوست نهال الطيب ضمن ازمة خطاب المثقف السوداني..
    من الملاحظ وليس المؤسف ان الغالب الاعم ان لم يكن جميع – المثقفين السودانين - في تناولهم لاي طرح ثقافي او أي ازمة ثقافية يستشهدون باسماء خلابة وعالمية وقلما يسمع بها العاديين من البشرية وهم الغالبية على وجه الارض..
    لا انفي عولمة هذه الدنيا وان ثقافات العالمين تكاد تتوحد ومن ان الخطاب الثقافي المتداول في كولمبيا يكاد يعني اهل مكة بشي اوباخر..
    بس من شدة ما جرت العادة بما اقول اصبحت ارتقب مع بدايات كل مقالات المثقفين السودانيين الاسماء الرنانة الـمُستصحبة لشرح متون خطابهم الثقافي ..
    في بوست الاخت نهال ده قتا ياربي نهال دي حتجيب اسم منو من الكتاب الذين لو لم تشر اليهم لما وصموك بالمثقف المواكب المطلع..
    جابت الياس خوري واوداور سعيد..وكم اسم كده ذو وقع ولا علم لي بهوياتهم..
    وانصرمت ثلاثة مداخلات لنهال.. الاخيرة فيهم من سطور مديدة فيها مافيها من عكلته وعناوين جانبية تنوء بحملها الثقافي..
    ثلاثة مداخلات مافيها أي استشهاد باي سوداني (متفاعل واعي ملم بدروه في بيئته ودنياه)ومابين القوسين المنصرمين هو جزء من تعريفي للمثقف..
    ويمكن الاطلاع على الغالبية العظمى من خطابات السادة السودانيين المثقفين عشان تلقى انو الكتابات الثقافية بتاعتم كلها تنوء باسامي لمثقفين فرنجة وعرب وارناؤط ومغاربة وروس واسماءاخرى من نجر خيالاتهم يشحذون بها في مدية افكارهم ويفحمون بها الاخر الذي لا يدري من الحوار شيئا غير انه باللغة العربية .
    هسي لو واحد مشى منتدى سودان فور اوول حيلقى كتابات الوليد يوسف والتلب ومصطفى ادم وواحد كده كان لابس كرفتة لا اذكر اسمه بس متعجرف ولا يُطاق وبت ذات نضارات حتلقى كتاباتم تذدحم فيها اسماء كتاب اجانب ورواة وصانعي افكار زي كأنك بتقرا في منفستو بتاع مسافرين على باخرة في الكاريبي..
    المثقف السوداني عندو ازمة مثقف جواهو..


    انا ما عايز اوصم باني فظ بما كتبته بس ماعندكم كلام عادي غير مربك وغير متعالي تقولوهو لينا نقدر نفهمو نحنا عامة العشيرة القتيهم ديل؟؟
                  

01-01-2008, 01:29 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: DKEEN)

    ____________________

    دكين يا فارس الحوبة
    كدي خش أقرا هنا أزمة المثقف السوداني وبجيك راجع للكلام القلتو ده تاني
    وكل سنة وأنت بألف خير وإن شاء الله يا يابا عريس كده

    نهال الطيّب الفي بالك ياخوي
                  

01-01-2008, 02:18 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: هشام آدم)


    شكرا نهال لعقلك الجميل ..
    Quote: إن أسوأ شئ يمكن ان يفعله المثقف – خطيئته الكبرى – هى أن يحاول أن ينصب من نفسه نبيآ عظيمآ فى مواجهة عشيرته وأن يتعالى عليهم بفلسفات تربكهم . أما من لا يستطيع أن يتحدث ببساطة أو وضوح – فعليه أن يصمت , حتى يستطيع ان يفعل ذلك
    الكوت أعلاه , مرفق مع الغضبة المقهورة النبيلة لدكين ..
    نهديه لكل الأونطجية و أصحاب الكراسي الفكرية المدولبة ..
    و الأرزقية أصحاب العقارات الثقافية أم بُناياً قش .

    عيدك سعيد يا نهال ..
    مودتي .

    متابعين .


    (عدل بواسطة Emad Abdulla on 01-01-2008, 06:08 PM)

                  

01-04-2008, 06:21 PM

نهال كرار

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: Emad Abdulla)

    سلامات يا عماد
    وكل سنة وانت طيب


    Quote: نهديه لكل الأونطجية و أصحاب الكراسي الفكرية المدولبة ..
    و الأرزقية أصحاب العقارات الثقافية أم بُناياً قش .


    هؤلاء يا عماد نصبوا أنفسهم آلهه على الأرض وليسوا مجرد أنبياء , لهم الحق في النقد والهجوم, وإذا خالفتهم الرأي وصموك بالجهل وعدم المعرفه
                  

01-01-2008, 04:29 PM

نهال كرار

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: نهال كرار)

    يا دكين

    يبدو بإنك جيت بردك جاهز وقبل ما تقرأ ماهو مكتوب حتى , بدليل إنك ما انتبهت تقرأ إسم صاحب البوست كويس
    طيب فكرت تقراه , ولا إنت ضد أسماء ( الفرنجة ) فقط , حتى لو ما كتب له علاقة بالموضوع !!

    يا سيدي شكرا على الرد الغاضب, ولكن إستشهادي بإدوارد سعيد لم يكن الغرض منه الإستشهاد بإسم رنان لأزين به البوست , بل هو إستشهاد بصورة مثقف في رأيي المتواضع أرى بأنه قدم خلال حياته الكثير من الدروس لمثقفي العالم. ولم يكن سبب إستشهادي به عدم وجود مثقفين سودانيين كإدوارد سعيد. ولكن لأن البوست لسه ما تميته يا دكين , قول بسم الله
                  

01-01-2008, 11:25 PM

DKEEN
<aDKEEN
تاريخ التسجيل: 11-30-2002
مجموع المشاركات: 6772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: نهال كرار)

    نهال ..

    اعتذر عن كتابة الجزء الثاني من الاسم خطأ..
    واعتقدانو دي ما اول مرة ..
    ومرة في بوست لنهال الطيب رديت عليها قائلا الاخت نهال كرار..
    وعلق احد ظرفاء المنبر على ذلك في حينها..
    كما علق هشام ادمفي هذا البوست..
    برنامج الاكمال التلقائي للاسم عندي مُـفعل دون رقيب..





    هشام كل سنة وانتا طيب والسنة دي قبل الجاية حد معقول من الاماني محققة باذن الله..
                  

01-01-2008, 04:37 PM

نهال كرار

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: نهال كرار)

    هشام آدم

    سلامات وكل سنة وانت طيب

    شكرا على إتاحة الفرصة لقراءة ( أزمة المثقف السوداني ) للأسف ما اطلعت عليه قبل كدا
                  

01-02-2008, 01:03 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: نهال كرار)

    شكرا نهال لعقلك الجميل
    كما قال صديقنا عماد عبدالله

    الحقيقة أن هذا البوست هادف وستكون له اضافاته إذا صار بمستوى هذا النقاش الجيد، ولكن دفعا للحوار
    أتساءل من هو المثقف الذي نعنيه تحديدا، أهو أي كاتب في المنبر هنا أم الكاتب في الصحف أم الاكاديمي
    أم شيخ القبيلة أم العمدة أم السياسي أم الناشط في حقوق الانسان..إلخ..
    أتساءل هكذا بسبب أن هؤلاء يتباينون في العطاء والوضوح النظري تجاه قضية أمتهم وبالتالي يبقى التعميم فعلا
    ظالما لبعض قطاعات المجتمع إذا أفترضنا أن العضو فيها هو حتما من المثقفين..؟
    على كل حال الموضوع متشعب ويحتاج إلى الكثير من الوقت وحظنا كان هذا بأمل توليد اسئلة معرفية حول المثقف نفسه، ماهيته
    شهادات صكوك تثبت أنه كذلك ..إلخ

    عموما تقديري يا نهال
                  

01-04-2008, 08:11 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: صلاح شعيب)

    الأخت نهال كرار ... كل عام وأنتي بخير ، والمتداخلين بخير
    أتمنى أن يسير هذا البوست بإتجاه تدوير زواياالنظر بين الممتداخلين ـ كما ذكر الأخ صلاح شعيب ـ فحاجتنا إلى فحص طبيعة دور المثقف السوداني تحديدا ، ربما كانت أكبر بكثير مما نتوهمه ، ونسقطه عادة عبر مثالات نظرية لم تنتبه إلى معنى المثقف إلا في صور استعادية مقتلعة عن سياقتهاومن بيئات مختلفة للمثال : (طبقة الأفندية في السودان كان مثالهاومناها محصورا في امتيازات الإنجليز المادية والمعنوية وبخروج الإنجليز حلت هي محلهم دون أن تعي المعنى الحقيقي لدورهاتجاه الشعب)... هناك أيضا الحيثية الموضوعية لإختلاف المثقف داخل السودان ؛ فليس كل المجتمع السوداني وبيئاته المختلفة على سوية واحدة من الوعي ، وهذا سيجر بالضرورة إلى إدراك فارق الوعي الموضوعي لنطاق العمل الثقافي لكل مثقف سوداني بحسب بيئته ، هنا يمكننا أن نستدل بكلام الأخ دكين حتى في داخل السودان نفسه ؛ فحين ينشد المثقف في الهامش المتخلف بسبب الخلل التنموي الأساسي لأفندية الإنجليز السياسيين ـ إلى مثالات مثقف الوسط وهمومه في الخرطوم ؛ سيقفز بالضرورة على استحقاقات ملحة تجاه أهله وقومه في الشرق مثلا أو في الغرب . وسيظل ذلك الإنشداد يعيقه عن إدراكات الواقع القريب في منطقته ـ التي هي المادة الأصلية لأشتغاله عليها من خلال معارفه المختلفة ... هذا بالطبع لا يعني إهمال الوعي الإستراتيجي الأعلى بهموم الثقافة الوطنية فيما خص السودان ككل ، ولكن يعني بصيرته في إدراك مستويات همومه بحسب أولويات عطاءه ، أي بقدرته على استقطاب كل أنواع الوعي والإدراك ضمن حساسية تنتبه لواقع بيئته وأهل في سلم وعي ومسئولية صاعد من الأصغر للأكبر ومن الخاص للعام ومن الذاتي للموضوعي ... وبغير هذا الإدراك بشروط وعيه المتعدد الأولويات سيظل المثقف السوداني في الهامش كمن يريد أن يحل عقدة لا تزداد إلا تعقيدا . وعليه فإن الوعي القومي الأعلى ساحة لجميع مثقفي السودان تماما كفرض الكفاية ، إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين ؛ فيما تظل حاجة قومه الأدنيين إلى عطاءه كحاجة العطشان إلى الماء ... في هذا الأفق ستضح أن كل جزئية من جزئيات نطاق عطاء المثقف في محيطه الإضطراري إنما هي صيرورة مطردة لوعي وطني يعرف أولوياته في كل جزء من أجزاء الوطن
    مودتي للجميع
    محمد جميل
    لي عودة

    (عدل بواسطة محمد جميل أحمد on 01-04-2008, 09:02 PM)

                  

01-04-2008, 07:32 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: نهال كرار)

    الاعزاء نهال والجمع الكريم دامت ايامكم اعيادا..

    اكثر ما يشقيني بحثا وانا كثير القراءة بحثا عن معرفة عصيت علي سنين عمري وانا كهل الان وتاكد لي كلما قرات جهلي - هو تعريف لل"مثقف" .... اليس من تعلم حروف الهجاءللغة ما فقط مثلا وعلمها غيره مثقفا ؟؟...ما اقصده اليس كل من عرف شيئا ذو فائدة وعلمها غيره مثقفا؟؟ .. اليست الايجابية هي اهم مقومات الثقافة ؟؟ كيف نعرف شخصا ما عرف كثيرا او تعلم كثيرا وقرء كثيرا وصار قاروون معرفة وبخل بها بانه مثقف ؟؟ كيف نعرف من تعالي بما عرف وعلم بانه مثقف ؟؟؟ كل هؤلاء الذين تسود باسمائهم الصحف والمدونات هل هم مثقفون ؟؟؟
    في سنوات عمري الماضية التقيت بكثيرين من حملة شهادات كثيرة ولهم كتابات مهنية او غيرها وعندماجلست اليهم وجدت ان معرفتهم بما حولهم بائسة وانا اسهامهم المعرفي لا يتجاوز ما كتبو لانفسهم ؟؟؟
    شغفي بالبحث عن معارف تقنية ومتابعتي لصناعات كثيبرة ارتبطت مهنتي -واكل عيشي- بها ومنها يجعل المسميات من مثقف ومتعلم وعارف دون ايجابية تؤدي الي فعل نافع او ترتبط بها امر تشريفي لا يعني شيئا ...معرفة لم تنتج او تصلح معطوب من منتج وبقيت في تعاريج مخيخ انسان لا تجعل منه عارفا او مثقفا او متعلما ... حال بلادنا وحال التعليم والعمل والصحة فيه بيان بانه وجب تغيير تلك المسميات فلا يعقل ان يكون الياهو غولدرات الامريكي اوادوارد دي بونو الفرنسي الذين بعلمهما ومعرفتهما يساهمان يوميا في انقاذ شركات كبري بتحسين ادائها او من الانهيار من خلال كتاباتهما ومحاضراتهما وقصص يكتبونهاهم من المثقفيين والThinkers وكثيرين في بلادنا وعوالمنا يتخندقون بين صفحات وسطور ما يكتبون رافضيين حتي مجرد النقد ...

    ايجابية وكرم واريحية في تبادل المعلومة والانتفاع بها هو الذي ربما يجعل لكلمة "مثقف" معني عندي اما ما هو دون ذلك فنوع من المخازن البشرية للمعلومة التي يقفل ابوابها اصحابها فتبقي عندهم في حياتهم وتذهب معهم حين يذهبون ..والله اعلم
                  

01-04-2008, 11:48 PM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: نهال كرار)




    الاعزاء / نهال كرار
    وجميع الاخوه

    موضوع شيق وممتع حين انه الثقافة كلمة كبيرة وفضفاضه الثوب او كشجرة يانعة الثماروجزورهاعميقة عمق الارض او فيض ماء نابع منها اونازل من السماء لا اخر له .. يصعب تحديدها ولكنها قيم ومعاني ومفاهيم راقيه ساميه انسانية تتمثل في (الانا الاعلي )يكتسبها المرء.فينتسب لها,حين يدرك (نفسه)..!
    كم ناله منهافي التحصيل ؟ وكم اعطي ماعليه من الانتاج بكل انواعه حتي ينسخها في جاهلها؟
    كلما تكاثره عددالمثقفين بهذه الشاكله خلقنا بيئه اجتماعية في سياق ناضج وانتقلنا من المحلية الي العالمية..

    اما عن اتهام فئة من المثقفين السودانين في التعالي وتنصيب انفسهم انبياء علي الناس وعدم وقوفهم مع هموم شعوبهم...الخ

    فاظن انهم متوهمون انهم مثقفين..!! ولم يدركوا ماهية انفسهم .. لانهم بكل بساطة لا يستطيعون تغير الوساده التي ينامون عليها ..!! فكيف يغير سلبيات نفسه واسرته وقبيلته ..الي سلبيات وطنه؟ وبكل صراحه هؤلا انعتهم (عالةالثقافة)..
    كنت اتمني ان يكون العنوان محصور مثلا ازمة المثقف السوداني او العولمة والمثقف السوداني او وظيفية المثقف السوداني او التنمية والمثقف السوداني..ولكنك العزيز/ة نهال كرار موضوع ممتاز جدا

    ولكم كامل الود

    (عدل بواسطة emad altaib on 01-04-2008, 11:53 PM)
    (عدل بواسطة emad altaib on 01-04-2008, 11:59 PM)
    (عدل بواسطة emad altaib on 01-05-2008, 00:25 AM)

                  

01-05-2008, 00:49 AM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: emad altaib)



    صباح الخير جميعا ..
    و تحياتي .

    يثير الأخ محمد جميل هنا نقاطا أعتقد أنها تستدعي الوقوف عندها .
    Quote: حاجتنا إلى فحص طبيعة دور المثقف السوداني تحديدا ، ربما كانت أكبر بكثير مما نتوهمه ، ونسقطه عادة عبر مثالات نظرية .
    و هذا الإسقاط المثالي/النظري أدى بدوره إلى تكريس النزعة النخبوية و تفاقم سطوتها الإ ضطرادي في ظل الفراغ المحدث بفعل هيمنة السلطة , و من ثم انسحابه على المستويات المختلفة لأنشطة الحراك الإجتماعي
    Quote: حين ينشد المثقف في الهامش المتخلف - بسبب الخلل التنموي الأساسي لأفندية الإنجليز السياسيين - إلى مثالات مثقف الوسط وهمومه في الخرطوم ؛ سيقفز بالضرورة على استحقاقات ملحة تجاه أهله وقومه في الشرق مثلا أو في الغرب . وسيظل ذلك الإنشداد يعيقه عن إدراكات الواقع القريب في منطقته , التي هي المادة الأصلية لأشتغاله عليها .
    Quote: استقطاب كل أنواع الوعي والإدراك ضمن حساسية تنتبه لواقع بيئته وأهل في سلم وعي ومسئولية صاعد من الأصغر للأكبر ومن الخاص للعام ومن الذاتي للموضوعي
    .

    شكرا نهال ..

    لعودة برواقة .



                  

01-05-2008, 07:57 AM

نهال كرار

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: نهال كرار)

    من هو المثقف

    *في اللغة ( ثقف )
    ثقفا صار حاذقا فطنا فهو ثقف و الخل اشتدت حموضته فصار حريفا لذاعا فهو ثقيف و العلم و الصناعة حذقهما و الرجل في الحرب أدركه و الشيء ظفر به و في التنزيل العزيز ( واقتلوهم حيث ثقفتموهم )
    ( ثقف ) الشيء أقام المعوج منه و سواه و الإنسان أدبه و هذبه و علمه
    ( الثقافة ) العلوم و المعارف و الفنون التي يطلب الحذق فيها

    وكلمه مثقف لا نعني بهاالمتعلم أو الحاصل على درجة علمية عالية
    فهي تطلق على الشخص الذي يمتلك قدر من المعرفة خارج مجاله التخصصي وفي عدة مجالات ,وقد يكون المثقف غير متعلم والعكس صحيح

    وعندأنطونيو غرامشي , فالبشر كلهم مثقفون ولكنهم ليسوا في مكانة المثقفين إجتماعيا وهم من يمتلكون العلم والكفاءة ولديهم القدرة على التأثير بمن حولهم
    ويصنف غرامشي المثقفين بنوعين , مثقف عضوي ومثقف تقليدي , فالمثقف التقليدي يعيش في برج عاجي ويعتقد أنه أعلى من كل الناس، في حين أن المثقف العضوي يحمل همّ الطبقات الكادحة وجماهير الفقراء.

    هل يجب أن يكون المثقف فاعل في المجتمع حتى نطلق عليه لقب مثقف ؟


    __________
    *المعجم الوسيط
                  

01-05-2008, 08:03 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: نهال كرار)

    الأخت الأستاذة نهال

    كل سنة و إنت بألف خير

    شكرا لإيراد هذه المقالات الهامة

    اللافت للنظر :

    Quote: فصورة المثقف لدى سعيد لا تكتمل بدون دعامتين اثنتين هما: اولاً الانشقاق عن كل ما هو إتباعي ومبتذل ومكرس ومجمع عليه. وثانياً الانحياز الدائم الى جانب المضطهَدين (بفتح الهاء) والتزام معايير الحق الخاصة


    حجر زاوية المثقف

    دمت
                  

01-05-2008, 09:02 PM

نهال كرار

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: نهال كرار)

    صلاح شعيب
    مساء الخير

    من هو المثقف , هذا السؤال البسيط ليس له إجابة واضحة
    فلدى كل مفكر وباحث مفهوم مختلف عن من هو المثقف , المثقف الذي نعنيه قد يكون كما قلت أعلاه هو
    الشخص الذي يمتلك قدر من المعرفة في مجالات متعددة خارج مجاله التخصصي ,وقد يكون المثقف غير متعلم والعكس صحيح.

    للأستاذ كمال الجزولي مقال هام بهذا الخصوص


    شاسعٌ هو الفارق بين (اللفظ) الذي يخدم (معنى لغويَّاً) مباشراً، وبين (المصطلح) الذي يُؤدي (دلالة مجازيَّة) منضبطة. وكلُّ (مصطلح) هو، بشكل ما، (تاريخه). لكن، بقدر ما يصحُّ هذا في شأن (المصطلح) الذي استقرَّت خصوصيَّة الوقائعيَّة المفاهيميَّة لاستخدامه مكاناً وزماناً، بقدر ما قد تتدخل شروط فكريَّة تاريخيَّة معيَّنة لتفرض إعادة النظر في جدوى هذا الاستخدام، وما إن كان لا يزال يفي بـ (الدلالة) المحدَّدة، أم أن ثمَّة احتياجاً لصكِّ مصطلح بديل يتسق مع مستجدات الواقع الموضوعي المتغيِّر.
    خذ عندك، مثلاً، مصطلح (المثقفون) أو (الانتلجينسيا) المستمد مِن اللاتينيَّة intelligens في معنى (عالم) أو (مفكر)، وهي الفئة الاجتماعيَّة التي مهَّد لظهورها (تقسيم العمل) وانفصال الذهني منه عن الجسدي. لقد سلخ غرامشي، في مقالته الشهيرة (تنشئة وإعداد المثقفين وصقلهم)، جُلَّ سنوات السجن يتقصَّي حدود المصطلح القصوى، وما إن كان، أو لم يكن، ممكناً إيجاد (معيار) موحَّد تتميَّز به فئة (الانتلجينسيا). ولئن كان قد صكَّ، من خلال مبحثه القيِّم هذا، مصطلح (المثقف العضوي)، الذي ما يزال يُستخدم بصورة رثة، للأسف، في الكثير من الكتابات، فإن إحدى أهمِّ ملاحظاته، في السياق، تلك التي أشار فيها إلى أن أكثر الاخطاء المنهجيَّة شيوعاً، على هذا الصعيد، هو البحث عن هذا (المعيار) في (نشاط) المثقفين، فحسب، بمنأى عن مجمل (العلاقات الاجتماعيَّة) المعقدة التي تنعكس، بالضرورة، داخل هذا (النشاط) نفسه، وبالتالي (الكتلة الاجتماعيَّة) التي تجسِّده على نحو مخصوص. فالرأسمالي، مثلاً، يكتسب، خلال (نشاطه) الاجتماعي، قدراً من الكفاءة الثقافيَّة، ومع ذلك فليست هي التي تقرِّر وضعه الطبقي، بل تقرِّره (العلاقات الاجتماعيَّة) التي يتحدَّد من خلالها مركزه في الصناعة، والأمر صحيح أيضاً بالنسبة للعامل والمزارع .. الخ.
    النشاط الذهني، إذن، بوجه عام، و(الثقافة)، خصوصاً، هي حقل النشاط الأكثر تمييزاً لعمل (المثقفين)، رغم أن هذا التميُّز لا يجعل منهم طبقة اجتماعيَّة، بل فئة تتوزع انتماءاتها في خضم (العلاقات الاجتماعيَّة) بين مختلف الطبقات، بحسب خياراتها وتحيُّزاتها على صعيد الفكر الاجتماعي. مع ذلك ليس من النادر ملاحظة بعض أوجه (التقارب) الفكري في المواقف والمنطلقات، بإزاء كثير من الاحداث واللحظات، بين شرائح من (المثقفين) يفترض التعارض في انحيازاتهم. ولئن ظلَّ مشهد هذه الفئة يتسم، على هذا الأساس، بحراك متسارع، أغلب الاحيان، ما بين حدَّي التباين والتماهي، فإنه لم يعُد من العسير، مؤخراً، ملاحظة الشقة الآخذة في الاتساع، نتيجة لحدَّة الاستقطاب، بين كتلتين رئيستين ضمن الفئة الاجتماعيَّة ذاتها: (المثقفون) و(الخبراء)، حتى ليصحُّ الحكم بأنها لم تعد منقسمة إلى شرائح متعدِّدة، كما في السابق، بل إلى هاتين الشريحتين فحسب، مما يقتضي فضَّ الاشتباك المفاهيمي حتى لا تختلط عناصر المشهد، في الذهنيَّة الشعبيَّة على أقل تقدير!
    أفضل (كوَّة) ، في تقديرنا، للنفاذ إلى هذه الاشكاليَّة، هي ما يمكن أن نطلق عليه (نموذج الاستشراق). لكننا نحتاج، قبل ذلك، إلى تدقيق رؤيتنا المعرفيَّة للعلاقة بين (الثقافة) وبين (العلم) و(التقانة). ولعلنا نجد ضالتنا في اجتهادات بعض المفكرين العرب، فهؤلاء أهل (وجعة)، وأقدامهم (العالمثالثيَّة) على الجمر!
    محمد عابد الجابري، مثلاً، عُني في كتابه (المسألة الثقافيَّة، ط 1، مركز دراسات الوحدة العربيَّة، بيروت 1994م)، وتحديداً في مبحثه حول موضوعة (الاختراق الثقافي، ص 177 ـ 182)، برفع التباسين معرفيَّين: أولهما يتعلق بمنزلة (العلم والتقانة)، من جهة، كعنصر في (الثقافة) التي تنتسب، بطبيعتها، إلى مجموعة بشريَّة مميَّزة، ذات جغرافيا محدَّدة، وتاريخ مختلف؛ وكظاهرة كوسموبوليتانيَّة لا وطن لها، من الجهة الأخرى، فلا يعيب (استيرادها)، مبدئيَّاً، استقلاليَّة (الثقافة) التي هي في مسيس الحاجة إليها لأغراض الاخصاب والتطوير، اللهمَّ إلا عندما يجري (تصديرها)، مِن جانب مَن يملكها، (كوسيط) لإحداث (الاختراق) لـ (ثقافة) الآخر والهيمنة عليها وعليه. الالتباس الثاني يتعلق بالفرق بين نوعين من هذا (الاختراق)، أحدهما تعرَّضت له شعوب العالم الثالث بالأمس، والآخر تتعرَّض له اليوم. النوع الأحدث هو المحمول على (وسائط) المنجز (العلمي والتقني)، أما النوع الأقدم فهو الذي كان جزءاً من الظاهرة الكولونياليَّة بصورتها الكلاسيكيَّة خلال القرون (18، 19، 20)، عندما توسَّلت الدول الاوربيَّة بالبعثات التبشيريَّة، والرحلات الاستكشافيَّة، والارساليَّات التعليميَّة، فضلاً عن (الاستشراق) الذي احتلَّ موقعاً فريداً بين تلك الوسائل ، لشق الطريق أمام العمليَّة الاستعماريَّة أولاً، ثمَّ لترسيخها من بعد.
    من جانبه أفرد إدوارد سعيد حيِّزاً مقدَّراً من جهده الفكري لفحص ظاهرة (الاستشراق)، في كتابه بذات العنوان، ولفضح طبيعة (الخدمة المباشرة) التي قدَّمها (المستشرقون) لتلك الامبراطوريَّات، سواء من مواقعهم (كخُدَّام) لأجهزة دول المتروبول، أم في الادارات التي أنشئت في المستعمرات نفسها، وذلك من حيث (تخصُّصهم) في دراسة جغرافياها، وتاريخ شعوبها، وسبر أغوار أنثروبولوجياها، لجهة اللغات، والديانات، والعادات، والموروثات، والتقاليد، والأمزجة، وكلِّ تيارات التأثير على ثقافاتها الماديَّة والروحيَّة كافة، حتى صاروا (خبراء) في هذا المجال!
    هكذا تقاصر دور (المستشرق) القديم، على خطورته، عن قامة (المثقف) الحُرَّة الفارهة المفترضة، لينحبس في سمت (الخبير) الذي يبيع (خبرته) هذه لحكومة بلده، أو لأيَّة حكومة أخرى .. سيَّان! ثمَّ جاءت مرحلة ما بعد الحرب الثانية لتشهد تصفية النظام الاستعماري القديم، حيث بدا كما لو ان دور (المستشرق الامبراطوري) قد أخذ في التراجع تحت رايات التحرُّر الوطني والسلام والديموقراطيَّة وحقوق الانسان، لينزوي، نهائياً، في متحف العاديات! وبالمقابل راحت حراكات (المثقفين) الحُرَّة تتفجَّر في شتى الميادين، وفي كلِّ بلدان العالم، خلال الفترة من أربعينات إلى سبعينات وربَّما ثمانينات القرن المنصرم.
    على أن ذلك المسار سرعان ما أخذ ينقلب على عقبيه لعدة عوامل، أهمها اثنان. أولهما أن دور الدولة الوطنيَّة في بلداننا بدأ يتراجع بعد الاستقلال السياسي، أكثر فأكثر، من التحرير إلى القمع، من احلام الديموقراطيَّة إلى كوابيس الشموليَّة، من حقائق التنمية الشعبيَّة إلى أوهام المستبدِّ العادل! في هذا السياق لم تجد الدولة الوليدة أمامها سوى النموذج الكولونيالي الذي لم تكن آثار أقدامه قد امَّحت تماماً، فراحت تستنسخه، وإن بكيفيات أخرى! أما ثانيهما فهو أن هذا التراجع نفسه فتح شهيَّة الامبرياليَّة العالميَّة، التي لم تكن قد انسدَّت أصلاً، لتستسهل استعادة وضعيَّة هيمنتها السابقة على مقدرات العالم وشعوبه، وإن بكيفيات أخرى أيضاً! وبانهيار الاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي، أواخر الثمانينات وأواخر التسعينات، استكملت هذه الشهيَّة أقصى انفتاحها (خَلا لكِ الجَّوُّ فبيضِي وافرخِي)! ثمَّ وقعت كارثة الحادي عشر من سبتمبر لتحصُل هذه (الشهيَّة المفتوحة) على مبرِّراتها (الشرعيَّة)، وربَّما (الاخلاقيَّة)!
    إقتفاء الدولة الوطنيَّة القامعة في بلداننا أثر النموذج الكولونيالي أفرز نوعيَّة جديدة من (المثقفين) الذين ما ينفكون يتزايدون ، منحدرين أكثر فأكثر من مواقع الفكر المستقلة إلى مواقع (الخُدَّام) الذين يُخضعون تخصُّصاتهم (الرفيعة) لتقديم (الخدمات) المباشرة للحاكم ، نخبة كان أم فرداً، فأدرجت الامبرياليَّة، وعلى رأسها أمريكا، هذا الواقع الجديد ضمن خططها لاستعادة وضعيَّة الهيمنة القديمة المتجدِّدة! هكذا بدأ (الاستشراق الجديد) يزدهر، مستعيداً دور (الاستشراق القديم) بأقنعة (الخبراء) الجدد الذين أضحت تقذف بهم، بالآلاف، إن لم يكن بأكثر، الجامعات والمؤسَّسات الاكاديميَّة ومراكز البحوث الغربيَّة. وقد لاحظ إدوارد سعيد، في آخر مؤلفاته (الإنسانيات والنقد الديموقراطي)، الصادر من جامعة كولومبيا بعد وفاته، تأثير صدمة الحادي عشر من سبتمبر على راهن النقد والعلوم الانسانيَّة، حيث، وكالعادة ، صار (الخبراء) المحليُّون يقتفون آثار (الخبراء الغربيِّين/المستشرقين الجدد).
    هل تعيننا هذه (الكوَّة) في النفاذ إلى فضاء الاشكاليَّة؟ ربَّما! على أنه أصبح يلزمنا، في كلِّ الاحوال، التفريق بين مصطلح (الخبير) المثير للريبة، والذي يشيع استخدامه الآن أكثر فأكثر، وبين مصطلح (المثقف). فالخبرة (سلطة)، لكن الثقافة (حريَّة)، ولا بد أن نحسن تدقيق المصطلحات!
                  

01-05-2008, 09:20 PM

مامون أحمد إبراهيم
<aمامون أحمد إبراهيم
تاريخ التسجيل: 02-25-2007
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: نهال كرار)

    Quote: على كاهل كل مثقف تقع مسئولية خاصة جدا . لقد منح إمتياز وفرصة الدراسة . وهو يدين لعشيرته أو مجمتعه فى المقابل بحق فى أن تعرف نتائج دراسته بأبسط صورة ممكنة وأكثرها تواضعا .

    فوق إلى حين عوده

    سلمت يا نهال .

    (عدل بواسطة مامون أحمد إبراهيم on 01-05-2008, 09:21 PM)
    (عدل بواسطة مامون أحمد إبراهيم on 01-05-2008, 09:22 PM)

                  

01-05-2008, 11:14 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: نهال كرار)

    بوست رائع يا نهال..

    وأتفق مع رأى ادوارد سعيد حول ( المثقف):

    Quote: : فصورة المثقف لدى سعيد لا تكتمل بدون دعامتين اثنتين هما: اولاً الانشقاق عن كل ما هو إتباعي ومبتذل ومكرس ومجمع عليه. وثانياً الانحياز الدائم الى جانب المضطهَدين (بفتح الهاء) والتزام معايير الحق الخاصة




    الأستاذ صلاح شعيب : أسئلتك من نوع الاسئلة التى يمكن أن تجنح بالبوست الى مرافئ ضحلة، وهى من نوع التساؤلات (التطشيشية).

    محمد جميل أحمد: هل من الممكن صياغة مداخلتك بصورة أكثر وضوحا؟ ( معليش عندى مشكلة فى فهم هذا النوع من اللغة).
                  

01-06-2008, 11:38 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: AMNA MUKHTAR)

    نعم يا آمنة ... قصدي أن الصورة المعروفة للمثقف السوداني ، هي صورة غير حقيقية ، أو على الأقل مجتزأة بانحصارها على مثقف الوسط والشمال الذي نال قسطا من المعرفة أتاحته له ظروف تلك المنطقة . وبالتالي نشأ وهم ـ مسكوتا عنه عند مثقفي الهامش خصوصا في سنوات وعقود مابعد الإستقلال حتى زمن إنقلاب الإنقاذ ـ مفاده أن المثقف في الشرق والجنوب والغرب ومناطق السودان الأخرى التي عانت التهميش ـ لابد أن تكون صورته ومثاله على صورة ومثال مثقف الوسط والشمال ، وفي هذا التصور إهدار لإمكانات المثقف التي يمكن أن يقدمها لأهله في المناطق المهمشة ورؤية قضاياهم العادلة كإشكالات ثقافية وسياسية عليه شخصيا المساهمة بكل تواضع من أجل فهمها ونقدها من خلال معرفته ، وأيضا اتخاذ المواقف منها إيجابيا أو سلبيا ، فلا وجود لمثقف دون موقف في هذه الحياة ـ سواء أكان هذا الموقف من واقع التخلف الإجتماعي والثقافي وتقاليده البالية في بيئته ، أو من السلطة السياسية . ما عنيته تحديدا هو أن المثقف الحقيقي هو الذي يختبر مساهماته وأولوياته في بيئته المحلية ، دون أن يغفل رؤيته العليا التي تشده في مستوى واحد من حيث الإهتمام الوطني مع مثقف الوسط . يعني عليه أن لا يجعل هناك تناقضا في وعيه بين أولوياته المتصلة بأهله وبيئته المحلية ، وبين وعيه الثقافي العام بهموم الوطن مع مثقفي الوسط . أي تجاوز لهذه المعادله سيجعله: إما مثقفا مستلبا ـ ولا بد أن يكون كذلك ـ إذا تجاوز مشكلاته الحقيقية والمزمنة في بيئته المحلية ، وحصر قضاياه في مستوى شكلي يحاكي به مثقف الوسط (الذي ينطلق عادة من هموم عامة وليست لديه مشكلات كبيرة في بيئته من حيث التعليم والخدمات في بنياتها المادية الأساسيةمثلا) .. أو يكون مثقفا إنعزاليا ضيق الأفق ؛ إذا حصر قضاياه فقط في هموم بيئته المحلية بدون أفق وطني يشده إلى قضاياالوطن ولكن دون تناقض بين الوعيين ... نعم إذا تفرغ شخص ما لقضايا بيئته وحصراهتمامه عليها لا يمكننا أن نصفه بأنه إنعزالي أو ماشابه ؛ لكن بالتأكيد أن هذا الشخص سيكون شخصامهتما بقضاياه المحلية كمتنفذ ، أو كتقني ، أو كمختص إداري . أما المثقف الذي هو في إحدى تعريفاته العميقة الشخص الذي يقوم بمهام لم يكلفه بها أحد) كما عرفه سارتر مثلا ، وهو عادة شخص يقدم رؤية متماسكة وأفكار دقيقة لمجتمعه فلابد أن يمتلك الوعيين وعيه الخاص ببيئته المحلية كواحد منها يهمه أمرها أكثر من الآخرين ، ووعيه العام بقضايا وطنه التي يشاركه فيها مثقفو وطنه . ...
    إذا تأملنا هذا المفهوم سنجد أن إدروارد سعيد هو خير مثال لهذا المعنى ؛ فسعيد بحيثياته المعرفية وإمكاناته العلمية العالمية التي جعلته أحد الخمسة الكبار من مثقفي العالم المؤثرين إضطر في ظروف شديدة القسوة والصعوبة في الغرب للدفاع عن قضية فلسطين دفاعا معرفيا لا آيدلوجيا . أي أن شعوره بالظلم الواقع على الفلسطنيين واحتلال فلسطين من اليهود كنتيجة من نتائج الحرب العالمية الثانية ، وبمعرفته الدقيقية بالغرب الذي لم يكن يحتمل أي نقد لإسرائيل ـ بسبب المحرقة ـ كل ذلك جعله يناضل بمعارفه الواسعة التي سخرها من أجل قيمة العدل الإنساني ... فسعيد كان يطلق النار على الجهتين : على دعاة النضال الوهمي بالقضية الفلسطينية (ذات مرة منعت السلطة الفلسطينية كتب إدوراد سعيد من الدخول إلى رام الله وغزة) من ناحية ، وعلى عتاة مفكري وسياسي المركزية الغربية في المحافل الأكاديمية العليافي الغرب ... ولذلك عجز الجميع عن هزيمته وأجبروا على احترامه ... ومثل هذا الوعي من أخص خصائصه أن يجعل المثقف متصالحا مع نفسه ؛ لأن تأنيب الضمير ينبع من التقصير عند الحاجة الملحة التي يراها المثقف في بيئته إليه ، ثم يتغافل عنهاأو يتجاهلها أو ويجبن عن إثارة قضاياها خوفا من سلطة سياسية أو تقليدية في نفس بيئته ، أو حتى ثقافية يتوهمها من مثقفي الوسط الشكليين حين ينحاز إلى قضاياه بيئته العادلة
    محمد جميل
                  

01-06-2008, 01:04 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: نهال كرار)

    اعتذر في البدء لأني لم استطع قراءة المداخلات
    وسأقوم بقراءتها لاحقاً للاستزادة بآرائكم النيرة في هذا الشأن الشائك


    لكني أردت القول أن الوسط الذي ينتقل إليه المثقف ويتعاطى معه يترك أثراً بالغاً في كيفية تعاطيه مع الآخرين
    ذلك أن بداية أي مثقف مهما بلغ شأنه تبدأ من الهامش، ولم يولد أحدهم ولسانه وكيفية تعاطيه مع الأشياء تصنفه مثقفاً
    بل أنها مرحلة بلغها بنبشه وخطاه و(مخاللته)، وقد تكون مرحلة تكوينه القصوى وبلوغه مرحلة النضج والوعي ومنهجية التعامل مع الأشياء
    وبخاصة كيفية حديثه إلى الآخر/تعاطيه مع الأشياء...
    فلا يستوي التخاطب مع الغير بغير ما يدركه
    على أن دور المثقف تنويري إلا أنه دور ينطوي على خطرٍ عظيمٍ
    فهل لدى هذا المثقف ما يجعلنا نقول بأنه آثم إذ يحبس ما علم عمن لم يعلم أم أن علمه فقاعة أو محض هراء ومن الجميل سكوته؟
    السكوت سيدتي فضيلة، فإن لم يتثبت المرء مما يدفع به إلى الآخر فالسكوت أنجع


    ترهقنا الفتاوى التي انبرى لها كل من هب ودب
    وترهقنا السجالات التي لا طائل من ورائها والتي تنطلق من فكرٍ ثاقب وتفرغ في دائرية مقيتة تاركة الأصل المثار لذم الشخوص...
    تعبنا من العراك على غير معترك ومن نفخ الأوداج على زائل لا يتبع

    صدقيني أختاه، نحن في حاجة إلى زهاد وأولياء وأنبياء وملائكة ووو
    لا هم لهم في الزلول بقدر ما همهم التنوير في حد ذاته
    لا للتلميع أو التصفيق أو كنز مال أو جاه أو سلطة...
    وبالسودان كثر لكن عجلة الركض التي يقودها حداة السلطة والتسلط داست على ما خلفوه أو يسعون إلى بثه بالأذهان إذ جرت الناس إلى اللهاث خلف لقة العيش المهانة وليس سواها...



    سأكون هنا -إن بقيت أنفاسٌ متسربةٌ-
    محبتي
                  

01-07-2008, 02:40 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: نهال كرار)

    الأخ محمد جميل أحمد..
    شكرا لك على التوضيح والاستفاضة ..
    وأتفق معك فى ان المثقف لابد له من امتلاك الوعيين ..الخاص( بيئته) والعام (وطنه ككل):

    أما المثقف الذي هو في إحدى تعريفاته العميقة الشخص الذي يقوم بمهام لم يكلفه بها أحد) كما عرفه سارتر مثلا ، وهو عادة شخص يقدم رؤية متماسكة وأفكار دقيقة لمجتمعه فلابد أن يمتلك الوعيين وعيه الخاص ببيئته المحلية كواحد منها يهمه أمرها أكثر من الآخرين ، ووعيه العام بقضايا وطنه التي يشاركه فيها مثقفو وطنه . ...
    .

    وفى هذا أيضا:
    .. ومثل هذا الوعي من أخص خصائصه أن يجعل المثقف متصالحا مع نفسه ؛ لأن تأنيب الضمير ينبع من التقصير عند الحاجة الملحة التي يراها المثقف في بيئته إليه ، ثم يتغافل عنهاأو يتجاهلها أو ويجبن عن إثارة قضاياها خوفا من سلطة سياسية أو تقليدية في نفس بيئته ، أو حتى ثقافية يتوهمها من مثقفي الوسط الشكليين حين ينحاز إلى قضاياه بيئته العادلة

    أود أن أضيف ان المثقف المحلى ( الريفى ..الهامشى) قد يواجه ضغوطات تهدف الى قولبته قسرا الى النموذج المثال لمثقفى الوسط ،
    دون مراعاة لبيئته وأثرها عليه..أو دون احترام لخصائص بيئته وتميزها. واذا قاوم هذه القولبة فسرعان ما يتم نفيه ثقافيا خارج أسوار (الوعى) .
                  

01-07-2008, 10:38 AM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: AMNA MUKHTAR)

    السلام عليكم ورحمة الله
    الأخت نهال شكرا على البوست
    لكن هذا التعريف :
    Quote: فصورة المثقف لدى سعيد لا تكتمل بدون دعامتين اثنتين هما: اولاً الانشقاق عن كل ما هو إتباعي ومبتذل ومكرس ومجمع عليه. وثانياً الانحياز الدائم الى جانب المضطهَدين (بفتح الهاء) والتزام معايير الحق الخاصة

    مجرد هراء !! صدقيني !!
    فليس كل مجمع عليه ينبغي الانشقاق منه
    ولا كل اتباعي مبتذل !!
    ولو طبقنا هذا التعريف على نفسه
    فهو اتباعي !!
    من ناحية أخرى فإن التزام معايير الحق يغني عن الانحياز !!
    Quote: الأستاذ صلاح شعيب : أسئلتك من نوع الاسئلة التى يمكن أن تجنح بالبوست
    الى مرافئ ضحلة، وهى من نوع التساؤلات (التطشيشية).

    هذا نهج شمولي استعلائي مرفوض
    يا أختنا آمنة !!
    ونظل نسأل من هو المثقف ؟
    __________________________________
    الأخ محمد جميل
    تحية
    كنت أود أن أطلب منك مثالا حيا لتوضيح مداخلتك حتى وجدت قولك :
    Quote: إذا تأملنا هذا المفهوم سنجد أن إدروارد سعيد هو خير مثال لهذا المعنى ؛
    فسعيد بحيثياته المعرفية وإمكاناته العلمية العالمية التي جعلته أحد الخمسة الكبار
    من مثقفي العالم المؤثرين إضطر في ظروف شديدة القسوة والصعوبة في الغرب للدفاع
    عن قضية فلسطين دفاعا معرفيا لا آيدلوجيا .

    فأغنى عن السؤال عن المثال ...
    لكني توقفت عند : دفاعا معرفيا !!
    كثيرا وقلت لنفسي ما أكثر المضرين بقضاياهم
    حينما يتصدون للدفاع عنها (غوغائيا ) لا معرفيا .....
    ______________________________
    أعجبني كذلك من كلامك :
    Quote: هي صورة غير حقيقية ، أو على الأقل مجتزأة بانحصارها على مثقف الوسط والشمال الذي نال قسطا من المعرفة أتاحته له ظروف تلك المنطقة . وبالتالي نشأ وهم ـ مسكوتا عنه عند مثقفي الهامش خصوصا في سنوات وعقود مابعد الإستقلال حتى زمن إنقلاب الإنقاذ ـ مفاده أن المثقف في الشرق والجنوب والغرب ومناطق السودان الأخرى التي عانت التهميش ـ لابد أن تكون صورته ومثاله على صورة ومثال مثقف الوسط والشمال ، وفي هذا التصور إهدار لإمكانات المثقف التي يمكن أن يقدمها لأهله في المناطق المهمشة ورؤية قضاياهم العادلة كإشكالات ثقافية وسياسية عليه شخصيا المساهمة بكل تواضع من أجل فهمها ونقدها من خلال معرفته ، وأيضا اتخاذ المواقف منها إيجابيا أو سلبيا ، فلا وجود لمثقف دون موقف في هذه الحياة ـ سواء أكان هذا الموقف من واقع التخلف الإجتماعي والثقافي وتقاليده البالية في بيئته ، أو من السلطة السياسية . ما عنيته تحديدا هو أن المثقف الحقيقي هو الذي يختبر مساهماته وأولوياته في بيئته المحلية

    _____________________________
    الأخت آمنة مختار :
    Quote: أود أن أضيف ان المثقف المحلى ( الريفى ..الهامشى) قد يواجه ضغوطات تهدف الى قولبته قسرا الى النموذج المثال لمثقفى الوسط ،
    دون مراعاة لبيئته وأثرها عليه..أو دون احترام لخصائص بيئته وتميزها. واذا قاوم هذه القولبة فسرعان ما يتم نفيه ثقافيا خارج أسوار (الوعى) .

    يا ليت لو تفضلت بالتمثيل لهذا الكلام التعميمي !!
    مثال واضح لو سمحت !!
                  

01-08-2008, 10:37 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: Mohamed E. Seliaman)

    الأخت آمنة مختار ... القولبة عادة هي فرع من آليات السلطة وما تستند إليه من أسس ثقافة شعبوية معينة هيمنت لأسباب ذاتبة وموضوعية (يطول الخوض في شرحها) وطريقة القولبة تتغلغل عبر الإعلام الجهوي ذي المركز الواحد، وهي عادة لا تزدهر بشكلها السلبي إلا في ظل الديكتاتوريات والتخلف ... والقولبة في حد ذاتها شكل من أشكال الأزمة الوطنية؛فلوكان هناك وعي وطني حقيقي بتماثل وتكافؤ الثقافات المحلية الوطنية في كونها ثقافات سودانية عريقة وتستحق أن تكون مصدرا ملهما وفاعلا من مصادر التأثير الوطني ؛ لما كان هناك حاجة أصلا لثقافة واحدة معينة تضخ القولبة في حياة المثقفين والمواطنين ... ومن أخص خصائص القولبة في تعاطيها الكاذب مع الثقافات الوطنية المهمشة كثقافة البجا مثلا ، هي أنها تستحضر رموزا تاريخية للثقافة ، وتسقطها على الواقع في برامج إعلامية مسلوقة ، لتسترضي شعورا وهميا ومخدراللبسطاء من أبناء تلك الثقافة ، ومن ثم تتعامي عن المشاكل المزمنة للبجا المعاصرين من الجهل والتخلف ومستويات الفقر المريعة ومشكلات الخدمات أي تتجاوز كل المشكلات الزمنية التي كانت السلطات الرسمية المتعاقبة سببا فيها ، وكان البجا أيضا في مجموعهم سببا فيها ، فاللجوء إلى رمزيات تاريخية للبجا وهو هروب خبيت في إعلام السلطة ، من استحقاقات عادلة . في مثل هذا الجو يصبح من يطالب باحترام قيم ثقافته الإيجابية الخاصة ؛ يصبح شخصا مزعجا للسلطة لأنه يذكرها بالواقع ، فيما ترغب هي في التاريخ هروبا من ذلك الواقع الذي عليها مواجهته ... وللقولبة طرق أخرى كثيفة وملتوية ربما أعود إلى الحديث عنها مرة أخرى
    محمد جميل
                  

01-09-2008, 06:40 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8788

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: محمد جميل أحمد)

    شكرا نهال على هذا البوست العميق


    القائد الافريقى الراحل نايريرى
    يقول عن المثقف الذى لا يهتم بقضايا الناس
    بانه مثل الرجل الذى جمعت له القرية المال ليشترى لها الطعام فخرج ولم يعد
                  

01-09-2008, 07:04 AM

محمد الأمين موسى
<aمحمد الأمين موسى
تاريخ التسجيل: 10-30-2005
مجموع المشاركات: 3470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: mohmmed said ahmed)

    Quote: ( على كاهل كل مثقف تقع مسئولية خاصة جدا . لقد منح إمتياز وفرصة الدراسة . وهو يدين لعشيرته أو مجمتعه فى المقابل بحق فى أن تعرف نتائج دراسته بأبسط صورة ممكنة وأكثرها تواضعا . فإن أسوأ شئ يمكن ان يفعله المثقف – خطيئته الكبرى – هى أن يحاول أن ينصب من نفسه نبيآ عظيمآ فى مواجهة عشيرته وأن يتعالى عليهم بفلسفات تربكهم . أما من لا يستطيع أن يتحدث ببساطة أو وضوح – فعليه أن يصمت , حتى يستطيع ان يفعل ذلك)

    سئل ماذا نحتاج؟

    فرد قائلا " تواضعآ ذهنيآ أكثر"

    * كارل بوير



    الأخت الفاضلة نهال.. هل الاقتباس أعلاه لكارل بوير أو لكارل بوبر العالم والفيلسوف المعروف؟
    مجرد استفسار من أجل التصويب.
    أشكرك على هذا البوست القيم... حتى لا يتهرف البعض انطلاقا من التعريفات الفضفاضة لمصطلح مثقف، حبذا أدرجت كذلك مصطلح قائد الرأي، لأن كل من يملك سلطة معرفية أو اجتماعية أو سياسية تخول له التأثير إيجابا أو سلبا في مجتمعه فهو قائد رأي ويجب أن يتحمل المسئولية في خواتيم الأمور.
                  

01-09-2008, 07:31 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: محمد الأمين موسى)

    Quote: الأستاذ صلاح شعيب : أسئلتك من نوع الاسئلة التى يمكن أن تجنح بالبوست
    الى مرافئ ضحلة، وهى من نوع التساؤلات (التطشيشية).


    الزميلة آمنة مختار

    شكرا على المداخلة ومن نقدكم نتعلم
                  

01-10-2008, 08:22 PM

نهال كرار

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: نهال كرار)

    تحية طيبة للجميع

    سأعود لمداخلاتكم في أقرب فرصة

    قبل ذلك أشكر الأخ محمد الأمين موسى للتصويب
    المقصود هو كارل بوبر الفيلسوف المعروف
                  

01-11-2008, 04:52 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: نهال كرار)

    Quote: الزميلة آمنة مختار

    شكرا على المداخلة ومن نقدكم نتعلم

    الأستاذ صلاح شعيب..
    شكرا على السخرية من نقدى..
    الذى كان حرصا منى على أن لا يتحول البوست الى لت وعجن حول تعريف ( المثقف) وماهيته..
    وهذه التعريفات ممكن لأى قارئى أن يجدها حتى فى( قوقل)
    فالتركيز على موضوع البوست الأساسى أفضل..
    فهذا ليس بحثا علميا .
                  

01-14-2008, 09:20 PM

نهال كرار

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: نهال كرار)

    ماهي الثقافة ؟ هل للثقافة مفهوم مختلف من شخص لآخر
    ماهو دور المثقف في المجتمع ؟ أرى بأن أغلب المتداخلين يتفقون على الدور الذي يجب على المثقف القيام به وهو الإهتمام بقضايا شعبه
    ولكن هل تقاعسه عن القيام بهذا الدور ينفى كونه مثقف ؟!
    من هم مثقفو السودان ؟ وين هم عن قضايا السودان ؟
    لماذا صورة المثقف لدى البعض مرتبطة بالشاب العاطل عن العمل , المتسكع أو الغير منضبط أخلاقيا ؟
    وأخلاقيا هنا بمفهوم الأخلاق لدى المجتمع السوداني .
    كيف يمكن أن يأثر مثقفو بلادي على القضايا الهامة ؟

                  

01-15-2008, 00:21 AM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: نهال كرار)

    العزيزة/نهال كرار
    سلام وتحايا

    Quote: ماهي الثقافة ؟ هل للثقافة مفهوم مختلف من شخص لآخر
    ماهو دور المثقف في المجتمع ؟ أرى بأن أغلب المتداخلين يتفقون على الدور الذي يجب على المثقف القيام به وهو الإهتمام بقضايا شعبه
    ولكن هل تقاعسه عن القيام بهذا الدور ينفى كونه مثقف ؟!
    من هم مثقفو السودان ؟ وين هم عن قضايا السودان ؟
    لماذا صورة المثقف لدى البعض مرتبطة بالشاب العاطل عن العمل , المتسكع أو الغير منضبط أخلاقيا ؟
    وأخلاقيا هنا بمفهوم الأخلاق لدى المجتمع السوداني .
    كيف يمكن أن يأثر مثقفو بلادي على القضايا الهامة ؟


    اعتقد انه من اصعب المصطلحات تقعيدا لانه يستوعب عدد كبير من العلوم الفلسفة والاجتماع والانثربولوجيا..الخ وحتي اللغة ففي العربيةالثقافه تعني الحزق والمهاره والتمكين ومجاز وقد يكون مقابلا لها في اللغات الغربيه CULTUREالتي هي تعني العادات والتقاليد( Customs and Traditions)الشعبوية الاثرية(الفلكلورية) وقد تتطور وتشمل جميع ثقافات المجتمعات الانسانيه الراقيه وبما ان الموضوع يخص الوطن فالنقف عند الاغنية الشعبية السودانيه قليلا جدونا زمان وصونا علي الوطن ... اعتقد علي صعيدي الشخصي ان الشاعر يقصد بالوطن الثقافه هي العادات والتقاليد ..ولكن المشاع عند الناس عامة تعني الشخص الذي ترقي في التحصيل العلمي بدرجاته الرفيعه مثل ماذكر ضيوفك في مقدمة البوست يعني الحصافه في اللغة وادابها والفنون والموسيقه والمسرح وبفروعها وعلوما شتايدركها الفرد جيًدا اذن الثقافة تعني انتباه الفرد والمجتمع و المعرفه في كل ضروب الحياه بتحضرها وبداوتها.. فلو اخذنا مثلا كمثقف سوداني محمد احمد المحجوب كان يكتب في جريدة (النهضه ) ومنها (الفجر ) وعمل قاضيا ومحاميا وتفرقه لقضاياالوطن الكبير وعندما يذهب لقريته الصغيره في النيل الابيض كان يعمل بالزراعه فلاحاويتلف حول الشباب ويتسامرون ...يعني حركه دوبه من خلال المجتمع ..
    والمجتمع نفسه هوحسب ما درسته فهوعباره عن مجموعات من الناس تشكل نظام في شكل علاقات منظمه لتحقيق غايات واهداف ويتكون المجتمع من مجموعات او جماعات لها اجندتها الخاصه ومصالحها الخاصه وهي لا تستطيع تكوين مجتمع كجماعه اومجموعه اذن المجتمع هو جميع الجماعات تعيش في انسجام وؤئام سلمي من اجل تحقيق مصالح عليا وتتولد (الهويه ) وهذا لم يتاتاء الا من خلال (وحدة ثقافية مشتركه)وبذلك هي تحتاج الي نظام حكم وسلطه وقانون ودوله..>>>

    Quote: ولكن هل تقاعسه عن القيام بهذا الدور ينفى كونه مثقف ؟!

    في نفسي اري هذا السؤال( ذي عندما تغسل ملابسنا من غير صابون فهل الملابس بتكون نظيفه؟؟)او اذا لم نجد ماء لنتوضاء اكيد سوف يكون التيمم هو البديل اذن حكم المثقف المتقاعس( حكم الغائب )تقل درجات الثقافه بحكم الجهد والعطاء
    لكن من الاجدر ان نجد الاسباب التي ادت الي تقاعسه حتي نضع الحلول الي انعاشه من غيبوبته التي المت به اذا كنا خبراء بثقافتنا وهويتنا وتاريخنا , وكي لا تزداد كبوات المثقفين من غيره من اجل النهضة لكل شيء فكشف العلل المؤذية مهم ومتابعة جراثيمها لتعود عافية كل المثقفين ونستانف نشاطا عتيد لابد من الحريه...
    المجتمع السوداني فيه ذكاء ولماح جدا مابيحب الكسل والخمول بالرغم انه منسوب الينا ومجتمع بيقوم علي النفير وقت الحاره( واغنيه ابوداود خير مثال الفينا مشهوده)فهو مجتمع عفوي الي عهد قريب صوفي بحكم الاغلبية المسلمه متسامح وطيب بس ربما كل هذا يتغير الي غير ذلك خاصة بازدياد التطرف الديني المهوس... اضف الي ذلك متجمع (زراعي+ رعوي )متنقل لم يعرف الاستقرار الي بعد الاستعمار وكل الاسره تنتج من خلال النشاطين( زراعه+رعي) فالذي ينال قسطا من الثقافه فيه بمفهومها العام ويتعالي عن ابجديات الحياه اليوميه..من المؤكد بقية المجتمع لا ترحمه ابدا. وقد ينعت بصفات تحبطه
    المثقفين في بلادي كثر ومن الممكن يسهمو في نهضة السودان واسترداد عافيته بس اولا تعالج اشكاليات كبيره الحريه والديمقراطيه والحقوق الانسانيه... واهم شيء وجود(( وحدة ثقافيه مشتركه بيننا))لاننا نتكون من اثنيات مختلفه ودينات مختلفه ولهجات كثيره وحتي البيئه الطبيعيه تختلف قليلا .اذن هي ممكنه وقد حكي لنا التاريخ (المملكه الزرقاء)فكل ما نحتاج تواضع في طرح الرواء والافكار والموضوعيه والصدق والجدية والعزم من اجل النهضه فلننظر مثلا الي ماليزياوهي تصنف من( دول العالم الثالث) الامكانيات التي حبانا الله بها لم تكن لديها من طبيعية وبشريه .. فلماذا هي في المقدمة ونحن في التخلف .؟؟؟ وفي الختام لازم نتفق علشان نتفق
    ولك كل الود

    (عدل بواسطة emad altaib on 01-15-2008, 00:34 AM)

                  

01-15-2008, 05:35 PM

محمد سليمان محمد الفكي

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: emad altaib)

    انا معجب بالنموذج الاسيوي للمثقف . خاصة في الهند وباكستان. ففي الهند استطاع مثقف ضخم مثل نهرو برفقة غاندي تمثل الحضارة الغربية في ارقى صورها ومزجها على نحو عضوي اصيل مع الثقافة المحلية . لقد استطاع هؤلاء العظماء ادخال الديمقراطية كعضو حيوي تستفيد منه الديانات والثقافات المحلية . في باكستان ورغم ان محمد علي جناح مؤسس الدولة استند على الارث الاسلامي في تكوين باكستان الا انه كان على وعي تام بضرورة استلهام الحضارة الغربية المعاصرة . وقد لعب الشاعر الأكبر محمد اقبال دورارائعا في عكس الصورة المتصالحة للمثقف المحلي مع الحضارة الكونية.
                  

01-18-2008, 10:42 PM

نهال كرار

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: نهال كرار)

    الأستاذ محمد جميل أحمد

    حقيقة مداخلتك كلها تستحق الإقتباس -إن وددت أن أقتبس جزئية منها- وأظننا نتفق على أن المثقف يجب أن يتشرب البيئة التي خرج منها ويعي بظروفها ومشكلاتها , فثقافة البيئة المحيطة هي القاعدة التي تخلق مثقف واعي بمحيطه وبيئته , كذلك لايجب أن يتأثر بنموذج مثقف المركز أو الشمال , فلكل بيئة خصائصها المختلفه,ولكل بيئة مشكلاتها التي تحتاج لموقف منه يتناسب معها ومع محيطه ثم يأتي الإهتمام الوطني .
    *"كان هيردر أول من أستخدم كلمة الثقافة بالمعنى الحديث الذي يشير الى ثقافة الهوية أي الثقافة بوصفها طريقة حياة ذات طابع اجتماعي أنيس ,شعبي وتقليدي , تتسم بخاصية تتخلل كل شيء وتخلق لدى الشخص شعورا بأنه ذو جذور أو أنه في بيئته "


    _______

    * ( الثقافة في طبعاتها المختلفة ) لـ تيري إيغلتون
    وكل الشكر لمحمد حسبو
                  

01-18-2008, 11:38 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: نهال كرار)

    Quote: انا معجب بالنموذج الاسيوي للمثقف . خاصة في الهند وباكستان. ففي الهند استطاع مثقف ضخم مثل نهرو برفقة غاندي تمثل الحضارة الغربية في ارقى صورها ومزجها على نحو عضوي اصيل مع الثقافة المحلية . لقد استطاع هؤلاء العظماء ادخال الديمقراطية كعضو حيوي تستفيد منه الديانات والثقافات المحلية . في باكستان ورغم ان محمد علي جناح مؤسس الدولة استند على الارث الاسلامي في تكوين باكستان الا انه كان على وعي تام بضرورة استلهام الحضارة الغربية المعاصرة . وقد لعب الشاعر الأكبر محمد اقبال دورارائعا في عكس الصورة المتصالحة للمثقف المحلي مع الحضارة الكونية.

    وانا كمان لكن بتحفظ محدود بالنسبة لمحمد على جناح!
    نهال بوست فى الصميم انا متابع بشدة!
    ومنصور شاهد فى سفره النخبة السودانية التى ادمنت الفشل!
    جنى
                  

01-19-2008, 11:39 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: jini)

    العزيزة نهال كرار ... تحياتي وآسف على التأخير لأني لم أنتبه إلى ردك إلا مؤخرا ...
    شكرا على ملاحظتك بخصوص مداخلتي السابقة ...

    طبعا أنا عنيت أن يكون المثقف الحقيقي قادرا على امتلاك نسيج رؤية واعية بجدوى المعرفة المزدوجة التي تحيط به : معرفة واقعه المحلي ، وواقعه الوطني ، فهو واحد ومتعدد في نفس الوقت ، بحيث لا تمنعه مشكلاته المحليه من الإنتباه لمشكلاته الوطنية مع نظرائه من مثقفي الوطن ، فالمثقف بالضرورة شخص متجاوز وعابر للحدود التي تضع تقابلا في أنواع الثقافة الوطنية في كل أنحاء السودان ، هذا لا يعني أن يكون كشكولا بالطبع ، لكن يعني أن تكون له القدرة على قراءة مشكلات ثقافته المحلية في ضوء ثقافته الوطنية العامة ، وقراءة ثقافته الوطنية العامة في ضوء ثقافة المحلية . أي من خلال قراءة جدلية يستطيع بهاأن يستقطب التناقضات التي تكون عادة في القراءات المجزوءة ـ وهذه إحدى آفات أدعياء الثقافة ـ أي تلك النظرة التي تنطوي على قراءة المثقف لثقافته المحلية برؤية مجزوءة للثقافه الوطنية ، وقراءة ثقافته الوطنية برؤية مجزوءة للثقافه المحلية . وهذه الطبيعة الجدلية لقراءة المثقف ستكون مفيده لثقافته الوطنية والمحلية معا ؛لأنها في النهاية ستكون قراءة معرفية أي قراءة خالية من النقص والإنغلاق والآيدلوجيا . كما أنها ستنطوي أيضا على إسهام يقدم في مجموعة رؤية شاملة لمفهوم التنوع في إطار الوحدة ، والعكس . وإذا أمكن للمثقفين السودانيين بمختلف ثقافاتهم المحلية والأقوامية أن يقدموا مثل هذه الرؤى ، فسيكون ذلك بمثابة أقنعة ثقافية متعددة لوجه السودان الواحد . وطبيعة هذه القراءة والثقافة التي يحتاج إليهاالمثقف ، هي الإشتغال في صمت ، والإصغاء إلى كل الأصوات الثقافية الحقيقة للسودان ، وهو اشتغال يحتاج إلى عزلة ضرورية من المثقف ، لأن من طبيعة المثقف الأساسية التفكير التأمل والتحليل والملاحظة الحثيثة لأسباب تناقضات الواقع الثقافي ومحاولة حلها معرفيا . وهذا للأسف شرط مفقود في أغلب أدعياء الثقافة عندنا ... ذلك أن (دور المثقف : أن يتحمل هامشيته) كما قال رولان بارت في إشارة عميقة إلى طبيعة المثقف وتعريفه .
    مودتي

    (عدل بواسطة محمد جميل أحمد on 01-19-2008, 11:48 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de