|
هجرة اليهود الإيرانيين: من العناوين إلى أقبية الشرطة السرية
|
هجرة اليهود الإيرانيين: من العناوين إلى أقبية الشرطة السرية
غاد شومرون
في الاسبوع الأول من شهر حزيران 1985، مكثت في فيلا مُعفرة بالغبار في الخرطوم، عاصمة السودان، مع ذعر صامت، وآذان ملتصقة بجهاز راديو ترانزيستور صغير بغية الاستماع إلى تقرير من إسرائيل حول قدوم آلاف المهاجرين الأثيوبيين من السودان. وقد كنت حينها من عداد الطاقم الصغير والمتفاني الذي ضم إسرائيليين ممن عملوا في خدمة جهاز الموساد، ونظموا عمليات الانقاذ السرية لليهود الأثيوبيين الذين هربوا إلى السودان. قبل ذلك بعدة أشهر، وبعد ثلاث سنوات من العمل السري وعمليات الانقاذ على طريقة جيمس بوند الصهيوني، نشأت فرصة لتغيير أسلوب العمل. فقد وجدت ملايين الدولارات طريقها إلى حساب مسؤولين كبار في الحكم السوداني، مقابل تنظيم قطار جوي سري يُخرج آلاف اليهود من السودان إلى إسرائيل، والتي عُرفت باسم "عملية موسى". ففي كل ليلة تقريبا كانت تهبط في إسرائيل طائرة، وفي غضون فترة زمنية قصيرة تجمع آلاف المهاجرين الأثيوبيين في مراكز الاستيعاب في عتليت، العفولة وفي أماكن أُخرى. عدد شركاء السر الذين يعرفون بهذه العملية تزايد ووصل إلى العديد من الصحافيين، بما في ذلك صحافيين أجانب. ففرضت حكومة إسرائيل رقابة تامة على عملية الهجرة، وحرصت الرقابة على أن يتقيد شركاء السر بشكل صارم بعد النشر، بعد أن أدركوا جيدا بأن أي عنوان يُنشر في جريدة أو أي تقرير يُعرض على التلفزيون، سيؤدي إلى وقف "عملية موسى" دفعة واحدة. لكن مع الوقت، تصدع جدار الصمت. ففي أعقاب زلات لسان وإشارات وتلميحات من قبل بعض قادة الوكالة اليهودية، تسربت القصة ونُشرت في عناوين وسائل الإعلام العالمية والإسرائيلية. "اللعنة، لماذا يُجرون في إسرائيل احتفالا اعلاميا لهذه العملية، بما في ذلك مؤتمرات صحفية"، تساءلنا حينها في الخرطوم. لم يكن لدينا أدنى شك في أن كشف النقاب هذا أدى إلى انتهاء "عملية موسى"، وأعادنا إلى العمل في المسار السري، الخطير بالنسبة لنا وللمهاجرين. وبالفعل، غداة النشر أمر حاكم السودان، جعفر النميري، بوقف فوري للرحلات الجوية، فعلق آلاف اليهود في السودان. تذكرت أحداث حزيران 1985 عند رؤيتي التقارير حول هجرة اربعين يهوديا من ايران. فاليهود يصلون من ايران إلى إسرائيل منذ سنوات، لكن لأسباب واضحة تم الحفاظ على سرية هذا الأمر، كما هو متبع في كل عمليات الهجرة من الدول التي تُعتبر دولا معادية. إذا كان الأمر كذلك، ما الذي تغير هذه المرة؟ لماذا كان ينبغي نشر خبر مجيء 40 مهاجراً من ايران؟ ما هي المصلحة التي يخدمها هذا النشر؟ من الذي يربح من الاحتفال الإعلامي؟ ليس لدي أجوبة. لكن الواضح لي هو أن ثمن هذه العناوين الآنية، التي سيتم غداً استخدامها في السوق للف السمك بها، سيدفعه أعضاء الجالية اليهودية في طهران، الذين سيُستدعون وسيخضعون لتحقيق مؤلم جداً جداً في أقبية الشرطة السرية الإيرانية. هذا أمر مُحزن. مُحزن جداً.
("معاريف" 27/12/2007)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هجرة اليهود الإيرانيين: من العناوين إلى أقبية الشرطة السرية (Re: بكرى ابوبكر)
|
يابكرى ,
كل عام وأنتم بخير
أنا كسودانى أخجل و أخجل من كل يتيم فلسطينى وكل أرملة شهيد فلسطينى ,أخجل من سودانيتى كلما قرأت خبرا او تحليلا عن عملية تهريب الفلاشا والتى لم يستفيد منها وطنى او ابناء وطنى اى شيئ... تاريخ مخجل لفترة متعفنة من تاريخ بلادى لرجال وثقنا بهم وطعنوننا من خلفنا ,ماذا استفادوا غير أنهم باعوا أنفسهم بفتات الموائد والتى لاترضاة الا نفسا دنيئة...
قاتلهم الله الى يوم يبعثون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هجرة اليهود الإيرانيين: من العناوين إلى أقبية الشرطة السرية (Re: حسن الجيلى سعيد)
|
thanks ustaz bakri
shame on all of us
قبل ذلك بعدة أشهر، وبعد ثلاث سنوات من العمل السري وعمليات الانقاذ على طريقة جيمس بوند الصهيوني، نشأت فرصة لتغيير أسلوب العمل. فقد وجدت ملايين الدولارات طريقها إلى حساب مسؤولين كبار في الحكم السوداني، مقابل تنظيم قطار جوي سري يُخرج آلاف اليهود من السودان إلى إسرائيل، والتي عُرفت باسم "عملية موسى". ففي كل ليلة تقريبا كانت تهبط في إسرائيل طائرة، وفي غضون فترة زمنية قصيرة تجمع آلاف المهاجرين الأثيوبيين في مراكز الاستيعاب في عتليت، العفولة وفي أماكن أُخرى
| |
|
|
|
|
|
|
|